مشاهدة النسخة كاملة : عاااجل لكل جزائري يحب زملاؤه في المنتدى
ريحانة ماجدي
2009-09-14, 18:10
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجوكم أريد مساعدة منكم ,أريد مقالة عن الاحساس والادراك(الفرق بينهما)أو أي مقالة أخرى المهم أن تكون في موض
في موضوع الاحساس والادراك
وأجر الله على الجميع اني أدعو لكم بالفوز بالجنة
لا تخيبوني فأنا أنتظر وقلبي على جمر
ريحانة ماجدي
2009-09-17, 18:24
وين راكم ساااااااااعدوني أنا في الانتظار
zimou-girl
2009-09-18, 08:38
ليس عندي مثل هذا موضوع
Mestafa_Aloui
2009-09-18, 11:11
الاشكالية الأولى:في ادراك العالم الخارجي
المشكلة الأولى:في الاحساس والادراك
نص السؤال : هل يمكن الفصل بين الإحساس و الإدراك ؟
الإحساس : ظاهرة نفسية متولدة عن تأثر إحدى الحواس بمؤثر ما , وبذلك فهو أداة اتصال بالعالم الخارجي ووسيلة من وسائل المعرفة عند الإنسان بينما الإدراك هو عملية عقلية معقدة نتعرف بها على العالم الخارجي بواسطة الحواس ومن خلال تعريفها تظهر العلاقة القائمة بينهما والتقارب الكبير الذي يجمعهما مما أثار إشكالا لدى الفلاسفة وخاصة علماء النفس حول الذي يجمعهما مما أثار إشكالا لدى الفلاسفة وخاصة علماء النفس حول إمكانية الفصل بينهما أو عدمه, بمعنى إن شعور الشخص بالمؤثر الخارجي و الرد على هذا المؤثر بصورة موافقة هل نعتبره إحساس أم إدراك أم أنهما مع يشكلان ظاهرة واحدة ؟
إمكان الفصل بين الإحساس والإدراك :
يؤكد علم النفس التقليدي على ضرورة الفصل بين الإحساس و الإدراك و يعتبر الإدراك ظاهرة مستقلة عن الإحساس انطلاقا من أن الإحساس ظاهرة مرتبطة بالجسم فهو حادثة فيزيولوجية ومعرفة بسيطة , أما الإدراك فهو مرتبط بالعقل . أي عملية عقلية معقدة تستند إلى عوامل كالتذكر والتخيل و الذكاء وموجه إلى موضوع معين . فيكون الإحساس معرفة أولية لم يبلغ بعد درجة المعرفة بينما الإدراك معرفة تتم في إطار الزمان والمكان . حيث يقول " ديكارت " : " أنا أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت أحسب أني أراه بعيني " . ويقول " مين دوبيران Maine de Biran : " الإدراك يزيد على الإحساس بأن آلة الحس فيه تكون أشد فعلا والنفس أكثر انتباه ... " .
وكما يختلف الإدراك عن الإحساس فكذلك يختلف عن العاطفة لأن الإدراك في نظرهم حالة عقلية والعاطفة حالة وجدانية انفعالية .
لكن إمكانية الفصل بين الإحساس و الإدراك بشكل مطلق أمر غير ممكن باعتبار أن الإدراك يعتمد على الحواس . حيث قال التهانوي : " الإحساس قسم من الإدراك " وقال الجرجاني : " الإحساس إدراك الشيء بإحدى الحواس " .
استحالة الفصل بين الإحساس والإدراك :
يؤكد علم النفس الحديث على عدم إمكانية الفصل بين الإحساس والإدراك كما أن الفلسفة الحديثة تنظر إلى الإدراك على أنه شعور بالإحساس أو جملة من الاحساسات التي تنقلها إليه حواسه , فلا يصبح عندها الإحساس و الإدراك ظاهرتين مختلفتين وإنما هما وجهان لظاهرة واحدة , ومن الفلاسفة الذين يطلقون لفظ الإحساس على هذه الظاهرة بوجهيها الانفعالي والعقلي معا " ريد Reid " حيث يقول : " الإدراك هو الإحساس المصحوب بالانتباه " .
بينما يبني الجشطالط موقفهم في الإدراك على أساس الشكل أو الصورة الكلية التي ينتظم فيها الموضوع الخارجي , فالجزء لا يكتسب معناه إلا داخل الكل . فتكون الصيغة الكلية عند الجشطالط هي أساس الإدراك . فالإدراك يعود إلى العوامل الموضوعية . فالصيغ الخارجية هي التي تفرض قوانينها علينا و تؤثر على إدراكنا , وبذلك فهي تحد من قدراتنا العقلية . وعليه فالإدراك ليس مجموعة من الاحساسات و إنما الشكل العام للصورة هو الذي يحدد معنى الإدراك . فالثوب المخطط عموديا قد يزيد من أناقة الفتاة , وذات الثوب بخطوط أفقية قد يحولها إلى شبه برميل .
لكن رد الإدراك بشكل كلي إلى الشكل الخارجي أمر لا تؤكده الحالة النفسية للإنسان فهو يشعر بأسبقية الإحساس الذي تعيشه الذات كما أن رد الإدراك إلى عوامل موضوعية وحدها , فيه إقصاء للعقل ولكل العوامل الذاتية التي تستجيب للمؤثر . وإلا كيف تحدث عملية الإدراك ؟ ومن يدرك ؟
الإدراك ينطلق من الإحساس ويتجه نحو الموضوع :
إن الإدراك عملية نشيطة يعيشها الإنسان فتمكنه من الاتصال بالموضوع الخارجي أو الداخلي , وهو عملية مصحوبة بالوعي فتمكنه من التعرف على الأشياء . والإدراك يشترط لوجوده عمليات شعورية بسيطة ينطلق منها . و هو الإحساس , بكل حالاته الانفعالية التي تعيشها الذات المدركة , ووجود الموضوع الخارجي الذي تتوجه إليه الذات المدركة بكل قواها وهو ما يعرف بالموضوع المدرك .
إن الاختلاف بين علم النفس التقليدي الذي يميز بين الإحساس و الإدراك , وعلم النفس الحديث الذي لا يميز بينهما باعتبار أن العوامل الموضوعية هي الأساس في الإدراك يبقى قائما . غير أن التجربة الفردية تثبت أن الإنسان في اتصاله بالعالم الخارجي وفي معرفته له ينطلق من الإحساس بالأشياء ثم مرحلة التفسير والتأويل فالإحساس مميز عن الإدراك ليسبقه منطقيا إن لم يكن زمنيا .
-هل الإحساس الخالص وجود؟
-هل يمكن الفصل بين الإحساس والإدراك؟
-هل الإدراك إدراك لنظام الأشياء أم ارتباط بالتجربة الحسية ؟
مقدمة:
يعيش الإنسان في بيئة مادية واجتماعية تحيط بها آثارها من كل جانب وفي كل الحالات هو مطالب بالتكيف معها ومن الناحية العلمية والفلسفية تتألف الذات الإنسانية من بعدين أساسيين, أحدهما يتعلق بالجانب الاجتماعي والآخر ذاتي يتعلق بطبيعة ونوعية الاستجابة, هذه الأخيرة منها ما هو إحساس ومنها ما هو تأويل وإدراك, فإذا علمنا أن الإنسان يعيش في بيئة حسية وأن الأشياء تظهر منظمة في الواقع فالمشكلة المطروحة:
-هل الإدراك إدراك لنظام الأشياء أم ارتباط بالتجربة النفسية ؟
الرأي الأول(الأطروحة):
انطلق أنصار هذه الأطروحة من فكرة عامة أن الإدراك يرتبط بسلامة الأعضاء لأنه من طبيعة حسية ومعنى ذلك أنه إذا لم يوجد عضو لما وجد أصلا إدراك, ويتحدثون عن العوامل الموضوعية المتمثلة في الشيء المدرك {إن الإنسان لا يدرك بعض الأصوات إذا زادت عن حدّها أو ضعفت}, تعود هذه النظرية إلى "أرسطو" الذي قال {من فقد حاسة فقد معرفة} ومن حججهم الحجة التمثيلية إن التمثال بمقدار زيادة الحواس تزداد معارفه مثله مثل الإنسان, حتى قيل في الفلسفة الإنجليزية{العقل صفحة بيضاء والتجربة تخطّ عليها ما تشاء}وشعارهم {لا يوجد شيء في الأذهان ما لم يكن موجودا في الأعيان}, غير أن هذه النظرية لم تتضح معالمها إلا على يد "ريبو"الذي لاحظ أن النشاط العضلي يصحب دائما بإدراك, وان الإنسان يتعلم خصائص المكان(الطول, العرض, العمق) من التجربة الحسية, قال في كتابه [السيكولوجيا الألمانية]{إن حالة الشعور التي ترافق بعض أنواع الحركات العضلية هي الأصل في إدراكنا للطول والعمق والعرض} والحقيقة أن هذه النظرية هاجمت التيار العقلي بل وأثبتت عجزه كما أكدت على دور وأهمية التجربة الحسية, قال "مولينو" {إذا علَّمنا الأكمة قليلا من الهندسة حتى صار يفرق بين الكرة والمكعب ثم عالجناه فسقي ثم وضعنا أمامه كرة ومكعب فهل يستطيع قبل التجربة الحسية أن يدررك كلا منهما على حدى وأن يفصله على الآخر}, ويرى "سبنسر" أن البصر هو أهم حاسة في إدراك موقع الأشياء وإذا افترضنا وجود سلسلة من الحروف (أ, ب,ج, د) فإن انتقال البصر من (أ)إلى(ب) ثم(ج ود) بسرعة بعد إحساس بالجملة كاملة لأن الأثر لا يزول إلا بعد مرور 1\5 من الثانية, وأكد على نفس الفكرة "باركلي" الذي تحدث عن الإحساس اللمسي البصري.
نقد:
ما يعاب على هذه النظرية هو المبالغة في التأكيد على دور الحواس وإهمال العقل ثم أن الحيوان يمتلك الحواس ومع ذلك لا يدرك.
الرأي الثاني(نقيض الأطروحة):
أسس أنصار هذه الأطروحة موقفهم من مشكلة الإدراك بقولهم أن نظام الأشياء هو العامل الأساسي, أي كلما كانت الأشياء منظمة يسهل إدراكها, ولهذا حاربت هذه النظرية الاعتماد على فكرة الجزء (التجزئة) ودافعت عن فكرة الكل, وتعود هذه النظرية إلى "وايتمر"و"كوفكا"و"كوهلر" هؤلاء العلماء اعتمدوا على طريقة مخبرية من خلال إجراء التجارب, وكانت أكثر تجاربهم أهمية تلك التي قام بها "وايتمر" حول الرؤية الحركية وكل ذلك تم في جامعة فرانكفورت عام 1942, هذه النظرية جاءت ضد العضوية التي اعتمدت على منهجية التحليل والتفكيك فكانت تقسم الموضوع إلى إحساساته البسيطة, ومثال ذلك الغضب أو الفرح فيدرسون وضعية العينين والشفتين والجبين, ثم بعد ذلك يؤلفون هذه الإحساسات البسيطة ويقدمون تفسيرا لتلك الظاهرة بينما "الجشتالت" يرون أن الغضب لا يوجد في العينين أو الشفتين بل في الوجه ككل والفكرة التي نأخذها عن الإنسان أفضل وأوضح عندما نركز في كامل الوجه بدلا لتركيز على الأشياء مفككة, وهكذا رفض "الجشتالت" التمييز بيم الإحساس والإدراك وعندهم لا وجود لإحساس خالص كما دافعوا عن العوامل الموضوعية المتمثلة في الشيء المدرك ولم يهتموا بالعوامل الذاتية, ووقفت هذه النظرية التجريبية أننا {نرى القلم في الماء منكسرا رغم أنه في الحقيقة ليس كذلك} وحصروا مراحل الإدراك في ثلاثة مراحل [إدراك جمالي] يتم دفعة واحدة ثم [الإدراك التحليلي] الذي يعقبه [الإدراك التركيبي التفصيلي], وقالوا أن هناك خصائص ومميزات أطلقوا عليها اسم عوامل الإدراك وذكروا منها (عامل التشابه) أي {كلما تماثلت وتشابهت سهل إدراكها} و(عامل الصورة أو الخلفية) وكذلك عامل التقارب وملخص الأطروحة أن الصورة أو الشكل الذي تظهر به الأشياء هو العامل الأساسي في إدراكنا.
نقد:
إن التركيز على الصورة والشكل هو اهتمام بالعوامل الموضوعية وإهمال للعوامل الذاتية ثم أننا نجد نفس الأشياء ولكن الأشخاص يختلفون في حقيقة إدراكنا.
التركيب:
إن الموقف التجريبي لا يحل مشكلة الإدراك لأن التركيز على الحواس هو تركيز على جزء من الشخصية, والحديث عن الصورة أو الشكل كما فعل "الجشتالت" هو إهمال لدور العقل وهذا ما أكدت عليه النظرية الظواهرية التي وقفت موقفا وسطا جمعت فيه بين الحواس والعقل والشعور أي ربط الإدراك بكامل الشخصية, قال "ميرلوبنتي" {العالم ليس هو ما أفكر فيه وإنما الذي أحياه}, والحقيقة أن الإدراك ليس و مجرد فهم المعنى جافة وآلية بل هو الوصول إلى عمق المعنى, ولا يكون ذلك إلا بالشعور, ومثال ذبك عند الظواهرية أن الفرق بين العجلة الخشبية الفارغة والعجلة التي تحمل ثقلا هو فرق في الشعور أي أننا نختلف في إدراكنا للشيء الواحد اختلاف الشعور والشخصية ككل.
الخاتمة:
ومن كل ما سبق نستنتج: الإدراك لا يرتبط بالعوامل الذاتية المتمثلة في الحواس ولا العوامل الموضوعية المتمثلة الصورة أو الشكل بل يرتبط بالشخصية ككل.(الحواس والعقل والشعور).
نص السؤال : أيهما أهم في الإدراك : العوامل الذاتية أم العوامل الموضوعية ؟
إذا كان علم النفس التقليدي قد نظر إلى الشروط الذاتية النفسية والعقلية و البيولوجية على أنها مجموعة العناصر الأولية والضرورية في حدوث عملية الإدراك . وإذا كان علم النفس الحديث يعتبر ذلك خطأ وراح يصحح هذه النظرة منطلقا من أن العوامل الموضوعية هي الضرورية في عملية الإدراك , فإلى أي منهما تعود الأفضلية في حصول عملية الإدراك إلى الذات أم إلى الموضوع ؟
الأفضلية في الإدراك تعود إلى عوامل ذاتية :
يذهب بعض العلماء وخاصة علماء النفس التقليدي إلى أن العوامل الذاتية مثل الاستعدادات العقلية هي التي تمكن من الإدراك , فالإنسان عندما يكون مرتاحا تكون لديه قدرة على الانتباه والتركيز أفضل مما يكون في حالة قلق , كما يدرك الفرد بسهولة الأشياء التي تتفق مع ميوله ورغباته ...
وهذا الموقف نجده عند الذهنيين أمثال " ديكارت " : " الإدراك حكم عقلي " وعند التجريبيين أمثال " جورج بركلي " : " إدراك المسافات حكم يستند إلى التجربة " . كما يقف " بيرلو " من خلال تجاربه على أطفال عرب ( إدراك الأشياء من اليمين إلى اليسار) وغير العرب ( إدراك الأشياء من اليسار إلى اليمين ) أن الإدراك راجع إلى دور العادة .
لكن العوامل الذاتية وحدها غير كافية , وإلا تمكن الجميع من الإدراك لأن قدرة العقل مشتركة كما أن القدرات العقلية أحيانا لا يمكنها تجاوز العوائق الخارجية .
الأهمية في الإدراك تعود إلى العوامل الموضوعية :
يذهب البعض الآخر من العلماء وخاصة علماء النفس الحديث إلى أن الإدراك يعود إلى الموضوع الخارجي , لا إلى الاستعدادات العقلية فالشكل الخارجي للموضوع وبناؤه العام هو الذي يحدد درجة الإدراك وهذا الرأي نجده عند علماء الجشطالط كوهلر , بوهلر و فرتيمر الذين ركزوا على الصفة الكلية للموضوع واعتبروها أساس الإدراك فالجزء لا يكتسب معناه إلا داخل الكل الذي ينتظم وفق قوانين يسميها الجشطالط قوانين الانتظام و هي تتحكم في العلاقة بين الصورة والخلفية , فعندما تكون هذه العلاقة منتظمة تبرز الصورة الفضلى أي الصيغة البارزة . أما إرادة الإنسان فلا تتدخل إلا في حالة وجود صورتين فضليين مثلا في الشكل : وجهان متقابلان أو مزهرية .
لكن العوامل الموضوعية وحدها غير كافية هي الأخرى و إلا تساوى الإدراك عن جميع المدركين لأن الموضوع واحد , كما أن لكل إنسان اهتمامه فلا يعود للصورة الفضلى الأفضلية في الإدراك عند الجميع .
الإدراك يكون بتظافر العوامل الذاتية مع العوامل الموضوعية :
إن العلاقة بين العوامل الذاتية والعوامل الموضوعية يبدو على أنها علاقة تنافر باعتبار أن الأولى داخلية وتتعلق بخصائص شخصية الفرد و أحواله الذاتية . والثانية خارجية وتتعلق بالمحيط الذي يوجد فيه الشخص , والواقع أن هذه العلاقة هي علاقة تجاور لأننا من الناحية العملية لا نستطيع أن نفصل بين ما هو داخلي وما هو خارجي فالفرد يدرك بالاعتماد عليهما معا .
إن حصول عملية الإدراك عند الإنسان لا يمكن ردها إلى العوامل الذاتية وحدها فقط وإنما الإدراك عملية تتم عن طريق التكامل والتعاون بين العوامل الذاتية والعوامل الموضوعية .
Mestafa_Aloui
2009-09-18, 11:12
او
مقالة فلسفية للسنة الثالثة ثانوي
السؤال: هل يمكن الفصل بين الإحساس والإدراك؟
الطريقة جدلية
طرح المشكلة: إذا كان الحساس هو عملية فيزيولوجية ترتبط في أساسها على جملة من الحواس (البصر،السمع،الذوق،الشم،اللمس) هذه الحواس التي تنقل إلينا صورة مجردة من أي معنى ولكن بعد وصولها إلى الذهن عن طريق الأعصاب تتم عملية تأويل جميع الصور وذلك بتحليلها وفهمها عن طريق العقل ومن خلال هذا التحليل نستنتج بأن هناك مرحلتين مرحلة أولى والتي نعتمد فيها على الحواس للاتصال بالعالم الخارجي ونطلق عليها بالإحساس ومرحلة ثانية والتي يتم فيها الحكم على الأشياء وبناء رد الفعل ونطلق عليها بالإدراك ولكن السؤال الذي يتبادر في أذهاننا هو:هل يمكن الفصل بين الإحساس والإدراك؟ وبعبارة أخرى: هل يمكن أن يكون إدراك دون المرور على الإحساس؟ وهل يمكن القول: بأن الإحساس أدنى قيمة معرفية من الإدراك؟.
محاولة حل المشكلة:
عرض منطق الأطروحة الأولى: يرى كل من الحسيين والعقليين أنه من الضروري التمييز بين الإحساس والإدراك فالعقليون يرون أن الإحساس مجرد عملية فيزيولوجية لا يمدنا إلى بمعارف أولية في حين أن الإدراك هو عملية تعتمد على الذهن وتدخل فيها الكثير من العمليات النفسية من ذاكرة وذكاء وتخيل كما أن الإحساس هو عملية أولية بسيطة تعتمد على الأعضاء الحسية ولا توصلنا إلى المعرفة فهي لاتتضمن أي معنى في حين أن الإدراك نقيض ذلك حيث أنه يعتبر عملية معقدة و بها نعقل الأشياء وندركها فعملية الإدراك عبارة عن الوعي الانساني بكل محتوياتها من تحليل وتركيب وتفكير وتصوركما أنمه وظيفة الإحساس تتوقف في إثارة العقل وذلك لتحقيق معرفة مجردة ولكن للأسف كثيرا ماتؤدي الحواس إلى نتائج غير مرضية نتيجة الأخطاء التي تقع فيها في الكثير من الأحيان فعندما نشاهد العصا التي نغطسها في الماء نرى بأنها تبدوا مكسورة إلى قسمين وهذا ما تنقله لنا حاسة البصر إذا فهذه المشاهدة لايمكن الوثوق بها ملولا وجود العقل الذي يقوم بتصحيح الصورة لقلنا أن العصا قد انكسرت داخل الماء فقيمة الحساس تكمل في أنه يقوم بإثارة الأعضاء الحسية التي بها يتنبه العقل ليقوم بطريقة غير مباشرة إلى بناء المعرفة المجردة التي بها نصل إلى الحقيقة وهذا ما يجعل الفيلسوف مين دوبيران يقول:(الإدراك يزيد على الإحساس بأنه آلة الحس فيه تكون أشد فعلا والنفس أكثر انتباه.......) إذا العقليين ميزوا بين الإحساس والإدراك من حيث طبيعة وقيمة المعرفة المتأتية من كليهما والحسيين أيضا يقرون بضرورة التمييز بين الإحساس والإدراك ولكن ليس بالنظر إلى طبيعة أو قيمة كل منهما بل بالنظر إلى درجة وشدة التعقيد فيهما فيرون أن كل معارفنا الإدراكية لاتبنى إلا من خلال الإحساس والتجربة الخارجية.
النقد: صحيح ماذهب إليه كل من الحسيين و العقليين في تبيان قيمة وطبيعة وقوة وشدة كل من الإحساس والإدراك في مجال المعرفة ولكن هذا لا يؤدي إلى ضرورة الفصل بينهما بصورة كلية أو مطلقة.
نقيض الأطروحة: وعلى النقيض من ذلك نجد أنه في حقيقة الأمر لا يمكن الفصل بين العمليتان لأنه لايمكن تصور وجود أي عملية إدراكية دون المرور على العملية الحسية ولا يمكن للإنسان أن يدرك أو يعقل شيء دون أن تحس به أعضائه الحسية فالإحساس والإدراك وجهين مختلفين لظاهرة نفسية واحدة فنجد الجشطالتيون يرون أنه لايمكن التمييز بين الإحساس والإدراك لأنهما شيء واحد فالصيغة أو الشكل التي يكون عليها الموضوع هي التي تتحكم في العملية الإدراكية أي أن المؤثرات الخارجية هي التي تحدد طبيعة إدراكنا وأكدوا أهميتها في عملية الإدراك عندما ذهبوا إلى أن الإدراك أكثر مجرد إحساس بالعناصر الأساسية للمنبهات وإنما هو عملية كلية ندرك بها المنبهات كأنماط وأشكال وصيغ ذات معنى إذا الإدراك ليس مجرد عملية استقبال المنبهات عن طريق الأعضاء الحسية وإنما صيغ وشكل موضوعات الإدراك هي التي تبني الإدراك وترسم معناه كما أن الظواهرية أيضا ترفض هذا التمييز الذي لا يجعل الإدراك تابعا للإحساس وكذلك التفسير العقلي الذي يعتبر الإدراك حكما عقليا وتؤكد أن الإدراك تابع لشعوره.
النقد: صحيح ما ذهبت إليه النظريتين في إمكانية الجمع بين الإحساس والإدراك حيث أصابت الجشطالتية حينما ركزت على العوامل الموضوعية وأخطأت عندما أهملت العوامل الذاتية في حين أن الظواهرية ربطت الإدراك بالشعور مما يجعلنا لا نفهم شيء ولا نستقر على رأي لأن الشعور متغير على الدوام.
التركيب: من هذا التحليل نصل إلى أن المعارف الإنسانية ناتجة تكامل وتفاعل بين الإحساس الذي يتميز بطابع البساطة والإدراك الذي يتميز بطابع التعقيد وهذا مايسمح بالارتقاء من عالم الصور الحسية إلى عالم الصور العقلية بمعنى أن الإحساس هو الممول الأول للإدراك فلولا وجود الإحساس لما وجد الإدراك والعكس صحيح وهذا مايؤكد عليه الفيلسوف رايد:(الإدراك هو الإحساس المصحوب بالانتباه).
حل المشكلة: من خلال هذا الأخد والرد نصل إلى أن الإحساس هو النافدة التي نطل عليها على هذا العالم والإدراك هو مانتوصل به إلى تلك المعارف التي ينقلها إلينا الإحساس وكل منهم يكمل الأخر.
Mestafa_Aloui
2009-09-18, 11:13
او
مقالة جدلية حول : الإحساس والإدراك
المقدمة ( طرح الإشكالية)
يتعامل ويتفاعل الإنسان مع الأشياء في العالم الخارجي وكذلك مع الأفراد ويتلقي الكثير من المنبهات التي يستجيب لها من خلال الفهم والتفسير والتأويل وهذا هو الإدراك غير أن طبيعة ومصدر الإدراك عرف جدلا واسعا بين مذهبين (العقلي و الحسي) والسؤال الذي يعبر عن ذلك هل أساس الإدراك الحواس أم العقل؟
التحليل"
عرض الأطروحة الأولى :
تري هذه الأطروحة أن الإدراك يتوقف على نشاط الذهن أي كل معرفة ينطوي عليها الإدراك مصدرها العقل وليس الحواس هذا ما ذهب إليه الفيلسوف الفرنسي ديكارت الذي هاجم الإحساس بقوله > ومن الأمثلة التوضيحية أن التمثال في أعلى الجبل تراه من الأسفل صغيرا أما إذا صعدت فإنك تراه كبيرا وشيد ديكارت الإدراك على العقل ووظيفته اكتشاف أخطاء الحواس وتصحيحها ومن أنصار هذه الأطروحة الفيلسوف ألان الذي قال > إن الصياد يدرك الحل الصحيح وينجح في اصطياد فريسته بفضل التخطيط المسبق والطفل الصغير يفشل لأن عقله لم يصل بعد إلى القدرة التخطيط فالإدراك مصدره العقل
النقد :
هذه الأطروحة أرجعت الإدراك إلى العقل لكن العقل ليس معصوم من الخطأ.
عرض الأطروحة الثانية:
ترى هذه الأطروحة (المذهب الحسي ) أن مصدر الإدراك هو التجربة الحسية أي هو كل معرفة ينطوي عليها الإدراك , مصدره الإحساس وحجتهم في ذلك أنه من فقد حاسة فقد معرفة ومن الأمثلة التوضيحية أن الكفيف لا يدرك حقيقة الألوان وهذا يوضح أن الإدراك يستلزم وجود الحواس التي هي نوافذ المعرفة وبها نتعرف على العالم الخارجي ومن أنصار هذه الأطروحة دافيد هيوم الذي رأى أن مبادئ العقل مكتسبة وليست فطرية وفي هذا المثال > وخلاصة ما ذهب إليه المذهب الحسي أن الإدراك هو تأليف وتركيب بين الإحساسات فالإحساس هو مصدر الإدراك
النقد:
هذه الأطروحة أرجعت الإدراك إلى الإحساس لكن الحواس تخطئ ومن الحكمة أن لا نؤسس الإدراك على معيار خاطئ.
التركيب ( الفصل في المشكلة )تعتبر مشكلة الإحساس والإدراك من المشكلات الفلسفية المعقدة والتي طرحت علي طاولة الحث الفلسفي في صورته القديمة والحديثة ولاشك أن التحليل المنطقي يؤدي بنا إلى حل توفيقي تجمع فيه بين (الحواس والعقل) وهذا ما ذهب إليه الفيلسوف الألماني كانط في قوله .
الخاتمة (حل الإشكالية)
في الأخير الإحساس والإدراك من القضايا البارزة في الفلسفة وقد تبين لنا أن العلاقة بينهما مشكلة أدت إلى تقارب في الآراء بين مذهبين العقليون الذين أرجعوا الإدراك إلى نشاط الذهني والحسيون الذين قالوا أن الإدراك مصدر الإحساس وكمخرج للمشكلة نستنتج أن الإدراك محصلة لتكامل الحواس والعقل معا.وهذا ذهبت اليه النزعة الظواهرية (هوسرل / جون بياجيه...) و الفلسفة النقدية و بالخصوص ( كانط)
Mestafa_Aloui
2009-09-18, 11:14
لا تنسينا من دعائك !!!!!!
ريحانة ماجدي
2009-09-22, 13:59
الله يحفظك ويوفقك يا خويا وان شاء الله راك في الجنة وربي يخليلك الناس اللي تبغيهم والله يسهلك كل أمورك
الدينية والدنيوية واش بغيتني نزيد نقولك ربي يخليك ويسترك وينجحك............................................ .................................................. ...................
MaxHacker
2009-09-22, 14:12
الإحساس والإدراك
المقدمة ( طرح الإشكالية)
يتعامل ويتفاعل الإنسان مع الأشياء في العالم الخارجي وكذلك مع الأفراد ويتلقي الكثير من المنبهات التي يستجيب لها من خلال الفهم والتفسير والتأويل وهذا هو الإدراك غير أن طبيعة ومصدر الإدراك عرف جدلا واسعا بين مذهبين (العقلي و الحسي) والسؤال الذي يعبر عن ذلك هل أساس الإدراك الحواس أم العقل؟
التحليل"
عرض الأطروحة الأولى :
تري هذه الأطروحة أن الإدراك يتوقف على نشاط الذهن أي كل معرفة ينطوي عليها الإدراك مصدرها العقل وليس الحواس هذا ما ذهب إليه الفيلسوف الفرنسي ديكارت الذي هاجم الإحساس بقوله << إني وجدت الحواس خداعة زمن الحكمة ألا نطمئن لمن خدعونا ولو مرة واحدة >> ومن الأمثلة التوضيحية أن التمثال في أعلى الجبل تراه من الأسفل صغيرا أما إذا صعدت فإنك تراه كبيرا وشيد ديكارت الإدراك على العقل ووظيفته اكتشاف أخطاء الحواس وتصحيحها ومن أنصار هذه الأطروحة الفيلسوف ألان الذي قال << الإدراك معرفة مسبقة فمن يدرك جيدا يعرف مسبقا ما يجب فعله >> إن الصياد يدرك الحل الصحيح وينجح في اصطياد فريسته بفضل التخطيط المسبق والطفل الصغير يفشل لأن عقله لم يصل بعد إلى القدرة التخطيط فالإدراك مصدره العقل
النقد :
هذه الأطروحة أرجعت الإدراك إلى العقل لكن العقل ليس معصوم من الخطأ.
عرض الأطروحة الثانية:
ترى هذه الأطروحة (المذهب الحسي ) أن مصدر الإدراك هو التجربة الحسية أي هو كل معرفة ينطوي عليها الإدراك , مصدره الإحساس وحجتهم في ذلك أنه من فقد حاسة فقد معرفة ومن الأمثلة التوضيحية أن الكفيف لا يدرك حقيقة الألوان وهذا يوضح أن الإدراك يستلزم وجود الحواس التي هي نوافذ المعرفة وبها نتعرف على العالم الخارجي ومن أنصار هذه الأطروحة دافيد هيوم الذي رأى أن مبادئ العقل مكتسبة وليست فطرية وفي هذا المثال << لو كانت مبادئ العقل فطرية لتساوى في العلم بها في كل زمان ومكان لكن مبدأ عدم التناقض أو الهوية لايعرفه إلا قلة من المثقفين ويجهله الأطفال >> وخلاصة ما ذهب إليه المذهب الحسي أن الإدراك هو تأليف وتركيب بين الإحساسات فالإحساس هو مصدر الإدراك
النقد:
هذه الأطروحة أرجعت الإدراك إلى الإحساس لكن الحواس تخطئ ومن الحكمة أن لا نأسس الإدراك على معيار خاطئ.
التركيب ( الفصل في المشكلة )تعتبر مشكلة الإحساس والإدراك من المشكلات الفلسفية المعقدة والتي طرحت علي طاولة الحث الفلسفي في صورته القديمة والحديثة ولاشك أن التحليل المنطقي يؤدي بنا إلى حل توفيقي تجمع فيه بين (الحواس والعقل) وهذا ما ذهب إليه الفيلسوف الألماني كانط في قوله <<حدوس حسية بلا مفاهيم عقلية عمياء ومفاهيم عقلية بلا حدوس حسية جوفاء>>.
الخاتمة (حل الإشكالية)
في الأخير الإحساس والإدراك من القضايا البارزة في الفلسفة وقد تبين لنا أن العلاقة بينهما مشكلة أدت إلى تقارب في الآراء بين مذهبين العقليون الذين أرجعوا الإدراك إلى نشاط الذهني والحسيون الذين قالوا أن الإدراك مصدر الإحساس وكمخرج للمشكلة نستنتج أن الإدراك محصلة لتكامل الحواس والعقل معا.
MaxHacker
2009-09-22, 14:14
وهذا ملف PDF جاهز للتحميل حول التمييز بين الإحساس والإدراك
من هنا (http://www.onefd.edu.dz/3ass/fichiersPDF/322/Philosophie/EV2/F322-PH2c1.pdf)
MaxHacker
2009-09-22, 14:18
مفهوم الإحساس
: إن المحيط الذي يعيش فيه الكائن الحي مفعم بالكيفيات الحسية (ألوان، روائ، أصوات...) التي تنتقل
إلينا، فيستقبلها الكائن الحي بحواسه التي تعتبر كوسائل اتصالنا بالعالم الخارجي وبالتالي تعرفنا عليه
:
-
1 كيفية وقوع الإحساس: تتوقف عملية الإحساس على وجود:
أ
- منبهات خارجية: وهي كثيرة ومتنوعة منها ما هو فيزيائي مثل الموجات الضوئية والاهتزازات
السمعية ومنها ما هو كيميائي كالذرات الشمية أو الذوقية
.
ب
- شروط فيزيولوجية: ويمكن إجمالها في الحواس والأعصاب الناقلة والمراكز العصبية.
الحواس هي وسائل للإتصال، فمثلا هناك مناطق معينة في الجسم
(الأذن والعين) لاستقبال ذبذبات
أو موجات معينة
...
عندما تصل هذه التنبيهات إلى الحواس تنقلها تيارات عصبية معينة إلى الدماغ المركزي حيث
يترجم إلى شعور ويحدد السلوك المطلوب
: يتحول التأثير البيولوجي إلى إحساس.
-
2 أنواع الحساسية:
الإحساس باللمس
: (الخشونة، الملاسة، الضغط، الثقل، الخفة، الصلابة، اللين...). و أدواته
أعصاب تنتشر في كل نواحي البدن وهي ناتجة عن التأثير الميكانيكي الذي تحدثه المنبهات الخارجية
.
الإحساس بالحرارة
: ولها وسائل خاصة بها تختلف عن حاسة اللمس على عكس ما كان يظنه
القدماء، فقد ثبت الآن أن نقاط الحرارة مختلفة عن نقاط الألم و هذه عن نقاط اللمس
.
الإحساس بالألم
: وللألم نقاط خاصة به على البشرة تختلف عن نقاط الإحساس باللمس، وقد يزول
أحدهما دون الآخر، كما أن الإحساس بالألم متأخر عن الإحساس باللمس والحرارة والبرودة
.
الإحساس بالحركة
: وهي التي تطلعنا على حركات أعضائنا وأوضاعها (حركة اليد، الرجل..)،
وعلى الجهد والثقل والمقاومة
... ويتحقق هذا الإحساس بواسطة الأعصاب والمفاصل وأوتار
العضلات
.
التوازن
: أداة هذه الحساسية هي الأذن الداخلية وهي تطلعنا على كل تغيير في أوضاع الرأس
والجسم
الحساسية الكيميائية: أ- الشم: وهو يتم عن بعد نتيجة وصول ذرات كيميائية صغيرة إلى الغشاء
الأنفي
. ولذلك فإن الإنسان أقل شما من الحيوان لأنه يسير منتصبا، على عكس الثاني الذي يستعملها في
البحث على الطعام
.
ب
- الذوق: إن حاسة الذوق تتم عن قرب أي عند ملامسة الأشياء ويمكن تقسيم الطعوم إلى:
الحلاوة، الحموضة، الملوحة، والمرارة
. وهي التي تدفع الإنسان إلى المبادلات الغذائية.
السمع
: وهو استجابة لاهتزازات الجسم الذي يصدر عنه الصوت. والمسموعات نوعان: ضجيج
وهو يحدث عن أمواج غير منتظمة، وصوت و ينتج عن أمواج منتظمة
.
البصر
: هو استجابة للموجات الضوئية التي تتأثر بها العين البشرية التي تتراوح ما بين 360 و
760
ميليمكرون؛ والبصر يعتبر وسيلة لإدراك الأشكال والألوان ولذلك فو أساسي في المعرفة لأنه
يتم عن بعد
.
النتيجة
:
تعريف الإحساس
: "ظاهرة نفسية عضوية تتولد من تأثر أحد أعضاء الحس لدى الكائن الحي
بحيث يتغير مصدر شعوره و اتجاه سلوكه
". أو "هو
ظاهرة نفسية أولية تعقب انتقال الأثر العصبي من الأعصاب إلى المراكز الحسية
".
تفسير الإحساس
: -II
أنت الآن في بيتك و بين إخوتك حيث تسود درجة حرارة واحدة
. لكن بعضكم قد يشعر بجو معتدل
و البعض الآخر يشعر بالبرودة
. كيف تفسر ذلك؟ فهل الإحساس يتوقف فقط على وجود عوامل
موضوعية
( أي فيزيائية و فيزيولوجية) أم على عوامل ذاتية نفسية؟
-
1 العوامل الفيزيائية :
و هي تحدد الإحساس كاستجابة بالمؤثرات الخارجية
.
أ
- العتبة المطلقة : إن المؤثر لا يحدث إحساسا لدى الكائن الحي إلا إذا بلغ درجة معينة من
الشدة
.
ب
- العتبة الفارقة : لكي يتم الإحساس بزيادة المثير، يجب أن يبلغ هذا الأخير درجة معينة من
الشدة
. مثلا : إذا كنت تحمل جسما يزن 10 كلغ، فلا تشعر بزيادة الثقل إذا زدنا 10 غرامات، بل
ينبغي أن يبلغ المثير درجة معينة حتى تشعر بالزيادة
.
-
2 العوامل الفيزيولوجية :
أ
- المؤثرات المختلفة التي تنبه حاسة واحدة تؤدي إلى إحساسين من نفس النوع. أي إذا تغير المنبه
و لم تتغير الحاسة
(العضو) لم يتغير الإحساس. فاللطمة و موج النور (منبهان مختلفان)، إذا نبها العين
(
عضو واحد) أحدث ذلك رؤية ضوء.
ب
- إذا نبه المؤثر الواحد حاستين مختلفتين أدى ذلك إلى إحساسين مختلفين. فالتيار الكهربائي إذا نبه
الأذن أحدث سمعا و إذا نبه العين أحدث بصرا
.
إذن فالإحساس تابع للأعضاء أي للشروط الفيزيولوجية
.
-
3 العوامل النفسية :
أ
- إن الإحساسات يؤثر بعضها في البعض فتزيد شدتها أو تنقص. فإذا كنت مركزا انتباهك على
مقابلة في كرة القدم، فقد لا تسمع صوت شخص يناديك
.
ب
- الإحساسات المتتابعة: إن شدة الإحساس اللاحق تابعة لشدة الإحساس السابق. فإذا كنت في
غرفة شديدة الحرارة، و خرجت إلى الساحة حيث يسود جو معتدل، فإنك قد تشعر ببرودة
.
ج
- عامل الاختلاط : إذا وقعت إحساسات عديدة في نفس الوقت فهي لا تبقى منفردة بل تختلط
لتؤلف إحساسا من نوع خاص، كآلات الجوق الموسيقي التي تحدث صوتا من نوع خاص
.
النتيجة
: إن تفسير أي إحساس يقتضي إشراك عدة عوامل منها ما هو فيزيائي و كيميائي و
فيزيولوجي و نفسي
.
من الإحساس إلى الإدراك
:
إن الإحساسات هي مجرد استجابات تحدث صورا حسية حسب نوعية المؤثر، لكنها لا تتضمن أي
معنى لحقيقة الشيء الذي نحس به
. فعندما تلتقى
الإحساسات التي تتم على مستوى القشرة الدماغية ، و تتم الاستجابة الحسية، يأتي دور الإدراك حيث
تترجم الإحساسات إلى مدركات من خلال معرفتنا
و خبرتنا
...
إن رؤيتك للون الأخضر هو مجرد إحساس، لكن فهمك لدلالته هو إدراك،
و أنت هنا لجأت إلى معرفتك و خبرتك السابقة لإدراك معناه
. و هكذا فالإدراك وظيفة نفسية معقدة و
أسمى من الإحساس الذي يبقى مشتركا بين الإنسان و الحيوان
.
الإدراك قائلا
: " الفعل الذي ينظم به الفرد إحساساته الحاضرة Laland و لذلك فقد عرف لالاند
مباشرة و يكملها بصور وذكريات و يبعد عنها بقدر الإمكان طابعها الانفعالي أو الحركي مقابلا نفسه
بشيء يراه بصورة عفوية متميزا عنه و واقعيا و معروفا لديه في الآونة الراهنة
."
إدراك المكان
: -I
إن المكان نوعان
: - مكان رياضي عبارة عن وسط متجانس ، بدون حدود، غير متناه، كمي...(
والمقصود به المكان الهندسي
).
-
مكان مشخص، متحقق حسيا، متنوع و متناه، غير متجانس، له سمك...هذا
المكان هو الذي تدركه حواسنا و هو موضوع بحثنا هنا
.
أيها الدارس
...
أنظر إلى الساحة التي أمامك
.. ترى أشياء كثيرة بعضها فوق بعض أو تحته أو على يمينه أو على
يساره، و ترى أجسام متفاوتة، و أشكال متباينة،
و ألوان مختلفة، بعضها بعيد و الآخر قريب، ذات اتجاهات و وضعيات
..
يقصد بإدراك المكان إذن
: " إدراك مواقع الأجسام و اتجاهاتها و المسافات الفاصلة بينها و أبعادها و
حركاتها و أشكالها
."
لكن إدراك المكان يطرح أمامنا مشكلة عويصة
: إن هذه الأشياء التي ندركها تملك امتدادا في
المكان أي أنها ممتدة ذات طول عرض و ارتفاع
. ثم أننا عندما ندركها ، فهي لا تدخل في ذاتنا (أي
نفسنا المدركة
)، و هذا يعني أن الشيء المدرك ممتد، بينما الذات التي تدركه غير ممتدة . فكيف يمكن
للذات
- التي هي غير ممتدة- أن تدرك المكان الممتد ؟ هل الامتداد صفة محايثة للأشياء الخارجية أم
أنه مجرد فكرة عقلية لا غير؟
فإذا قلنا أن الامتداد صفة محايثة للأشياء المدركة ، فهذا يعني أن خصائص الأشياء الخارجية و
علاقاتها
– أي العوامل الموضوعية – هي التي تتحكم في عملية الإدراك. و بالتالي فعندما نحس
بالشيء، فنحن لا نحتاج إلى تدخل الفكر لكي ندركه، بل عندما يقع الإحساس يقع الإدراك، فلا فرق
بينهما إذن
.
أما إذا قلنا أن الامتداد فكرة عقلية، فهذا يعني أنه عندما يقع الإحساس يكون خاليا من أي معنى و
بالتالي فحتى ندرك الأشياء في المكان بمختلف أبعادها، ينبغي تدخل العقل و الخبرة السابقة و بالتالي
فالعوامل الذاتية هي التي تتحكم في عملية الإدراك الذي يصبح متميزا عن الإحساس
.
و لذلك هناك عدة نظريات تحاول الإجابة على هذه المشكلة
:
-
1 النظرية الذهنية (العقلية) : و هي ترى أن إدراك المكان فعل ذهني
و ليس معطى مع الأشياء المدركة
.
يميز ديكارت بين الأفكار التي هي أحوال ذاتية غير ممتدة ، و بين الأشياء
: Descartes أ- ديكارتالمادية التي هي امتدادات خارجية.
و ما دام الإحساس حالة غير ممتدة فهو لا يستطيع أن يعرفنا بالممتد
. إن إدراك الأشياء الممتدة إنما
يكون بواسطة حكم عقلي يعطي للأشياء صفاتها و كيفياتها
.
و الدليل على ذلك أن ما دامت الموجات الضوئية تصطدم بالعين أثناء الإحساس البصري ،
فالمفروض أن ندرك الأشياء أمام أعيننا أو داخلها
. لكننا ندركها بعيدة. إذن إدراك البعد فعل عقلي و
حكم نصدره على الأشياء عن طريق المقابلة بين أبعادها الظاهرية
.
إن إدراك المسافات ليس فطريا بل هو راجع للتجربة، فالأعمى الذي
: Berckley : ب- باركليتعود له الرؤية فجأة سيرى الأشياء تصطدم بعينيه لأنه لا يملك تجربة سابقة عن المسافة. قال باركلي :
"
إن تقدير مسافة الأشياء البعيدة جدا ليس إحساسا بل حكم مستند إلى التجربة".
نحن لا ندرك الأشياء كما تعطيها حواسنا بل كما يؤولها عقلنا
. و قد ذكر آلان مثال : Alain ج- آلانالمكعب : فالمكعب الحقيقي يملك 6 أوجه و 12 أضلع. لكنك عند رؤيتك له ، فأنت لا ترى سوى 3
أوجه و
9 أضلاع، فكيف تحكم عليه بأنه مكعب إذن ؟ لا شك أنك استندت إلى تذكرك فاستنتجت بأنه
مكعب
. قال آلان :"الشيء يدرك و لا يحس به."
يمكن تلخيص موقف النظرية الذهنية في فكرتين أساسيتين هما
:
-
يوجد فرق بين الإحساس و الإدراك الذي هو وظيفة معقدة تنطوي على إحساسات مختلفة و
عمليات عقلية معقدة
.
-
الإدراك تابع لعوامل عقلية ذاتية كالتذكر و التأويل و التخيل...
*
نقد: غير أن هذه النظرية تعرضت لانتقادات من قبل بعض المدارس الحديثة منها النظرية الألمانية
الشكلية التي ترى أن الإدراك ليس مجموعة إحساسات جزئية، و لا تأليفا بينها ، لأنه كامل منذ الوهلة
الأولى
. ذلك أن الشيء المدرك هو ذاته مقدم إلينا في أعماقه الخاصة و بالتالي فالعقل لا يضيف أي
شيء كما يدعي الذهنيون و إلا كيف نفسر صغار الدجاج الذين يحسنون تقدير البعد بينهم و بين حبة
القمح التي يلتقطونها و هم لا يملكون عقلا
.
تعني
: شكل. و من GESTALT -2 النظرية الشكلية (الجشطالتية): و هي مدرسة نفسية ألمانية. كلمة
زعماء هذه النظرية
:(فيرتيمر، كوفكا، كوهلر في ألمانيا، وبول قيوم في فرنسا)
لا يوجد فرق بين الإحساس والإدراك
: " الإدراك ليس مجموعة إحساسات، بل كل إحساس هو
منذ الوهلة الأولى إدراك كلي
)
ريحانة ماجدي
2009-09-24, 18:03
شكرا اخي MaxHakerوفقك الله وسدد خطاك ورفعك الى الجنة وغفر ذنوبك ولنا جميعا
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir