أبو همام الجزائري
2015-08-07, 21:03
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.albaidha.net/vb/attachment.php?attachmentid=7217&stc=1
السؤال :
والدي - حفظه الله - متعلم ، ويحفظ كثيراً من الكتاب ، ولكنه كثير الغيبة ، وأحيانا يمشي بالنميمة بغير قصد وبقصد ، ودائماً حين أناصحه يرفع صوته علي ، وندخل في نقاشات تصل إلى أنه يدعو علينا ، ويقول أنتم معقدين ، وجئتمونا بدين جديد ، وحين أنقل له من الكتاب والسنة و من كلام العلماء بفهم السلف الصالح ، يضرب بقولهم عرض الحائط ، ويقول أنا اعلم منكم وأنتم معقدين .
سؤالي: أخاف حين أناصحه أن أقع في العقوق ، فهل أسكت حين يفتئ بغير علم لاخوتي وغيرهم بحضوري ؛:ودائماً ما ينكر على كل من ظهرت عليه علامات السنة من اعفاء اللحية ورفع الازار ويسخر بهم . فما نصيحتكم وجزاكم الله خيرا.
الجواب :
أمر ربنا عز وجل بالإحسان للوالدين ، وقرنه بالأمر بتوحيده ، فقال { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا } وعد النبي - صلى الله عليه وسلم - عقوق الوالدين من أكبر الكبائر ، لحديث عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ ثلاثا " قالوا : بلى يا رسول الله ! ، قال " الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وجلس وكان متكئا ، فقال : ألا وقول الزور ألا وقول الزور، قال فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت ".
بل الإحسان إليهما ، والبر بهما في المعروف ، ولو كانا مشركين قال الله جل في علاه { وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا } وقال تعالى { واخفض لهما جناح الذل من الرحمه وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا } قال عروة :" لا تمتنع من شي أحباه " .
فينبغي أن تعلم أيها السائل أن بعض الآباء ، قد عاش حقبة من الجهل بدين الله عز وجل ، والوقوع ضحية بين يدي دعاة البدع ، والخرفات ، والأباطيل ، فيعد كل ما يراه من السنة شيئا غريبا لم يألفه ، بل منكراً ، إذ شيوخ البدع والخرافات قد شوهوا صورة السنة بين عينيه ، فلذا تجده نافراً عن الحق معرضاً ، فدعوة أبيك إلى الحق والهدى ، تحتاج إلى صبر ومصابرة ، ومما يعين على إيصال الحق إلى قلبه ، وتأثره به - بإذن الله - أمور.
1 - الدعاء له بالهداية إلى الحق ، ومحبته سيما في أوقات الإجابة ، ولا تمل فتقول دعوت فلم يستجب لي !
2 - التأدب التام عند مخاطبته ، وعدم التحديق في عينيه ، وأختيار العبارات الجميلة الحسنة ، مما يستجلب مودته ، فإن أشتد عليك - بعد - فلابد أن يعاتب نفسه في خلوته ، وعند صحوته من غضبه ، ولاتغفل عن أدب أبراهيم - عليه السلام - عند مخاطبته لأبيه ، وهو على كفر كيف تلطف في عبارته ، مع قيامه ببيان الحق على أكمل صورة وأتم وجه
3 - لا تنقطع عن الإنكار " بأدب " إذا رأيت منكراً ، إلا إذا غلب على ظنك ، أو تحققت أنه يفضي إلى منكر أشد.
4 - القيام على خدمته ،ومراعاة مصالح البيت ، والمسابقة في تلبية طلباته - مما أباح الله - فإن هذا له أثر كبير في الإرتياح إليك ، فكم عمل هذا الخلق الكريم في جلب قلوب نافرة ، فصارت بأمر الله محبة مقبلة ، فوقع النصح موقعه.
فإن مما ينفر كثيراً من الأباء حرص الإبناء على الإنكار عليهم مع ، الإعراض عن خدمتهم ، وتوفير حاجياتهم ، فلا يراه إلا منكراً زاجراً ، فإذا ما طلب منه أمراً - مما أباح الله - أو بذل خدمة ، فيتبرم ويضيق ويعرض ويصيح ، والنبي الكريم يقول " إن منكم منفرين ".
5 - كلما ضاق والدك من حديثك ، فزد في تلطفك والدعاء له خلال كلماتك ، وأدخل السرور على قلبه ، بما يجلب مودته ولا تنسى " قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء "
6 - ضع له كتيبا أو أسمعه وعظاً ، وتذكير العلماء السنة ودعاة الخير. فإنه سيتقصد السماع وما يدريك رب كلمة تفتح قلبا وحديث يشرح صدرا ودمعة تجلب توبة ورجوعا.
أسأل الله البر الكريم أن يهدي والدك إلى محبة السنة ولزوم التقوى
وأن يلهمه رشده وان تقر عينك بهدايته إن ربنا لسميع الدعاء
_البيضاء العلمية_
http://www.albaidha.net/vb/attachment.php?attachmentid=7217&stc=1
السؤال :
والدي - حفظه الله - متعلم ، ويحفظ كثيراً من الكتاب ، ولكنه كثير الغيبة ، وأحيانا يمشي بالنميمة بغير قصد وبقصد ، ودائماً حين أناصحه يرفع صوته علي ، وندخل في نقاشات تصل إلى أنه يدعو علينا ، ويقول أنتم معقدين ، وجئتمونا بدين جديد ، وحين أنقل له من الكتاب والسنة و من كلام العلماء بفهم السلف الصالح ، يضرب بقولهم عرض الحائط ، ويقول أنا اعلم منكم وأنتم معقدين .
سؤالي: أخاف حين أناصحه أن أقع في العقوق ، فهل أسكت حين يفتئ بغير علم لاخوتي وغيرهم بحضوري ؛:ودائماً ما ينكر على كل من ظهرت عليه علامات السنة من اعفاء اللحية ورفع الازار ويسخر بهم . فما نصيحتكم وجزاكم الله خيرا.
الجواب :
أمر ربنا عز وجل بالإحسان للوالدين ، وقرنه بالأمر بتوحيده ، فقال { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا } وعد النبي - صلى الله عليه وسلم - عقوق الوالدين من أكبر الكبائر ، لحديث عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ ثلاثا " قالوا : بلى يا رسول الله ! ، قال " الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وجلس وكان متكئا ، فقال : ألا وقول الزور ألا وقول الزور، قال فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت ".
بل الإحسان إليهما ، والبر بهما في المعروف ، ولو كانا مشركين قال الله جل في علاه { وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا } وقال تعالى { واخفض لهما جناح الذل من الرحمه وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا } قال عروة :" لا تمتنع من شي أحباه " .
فينبغي أن تعلم أيها السائل أن بعض الآباء ، قد عاش حقبة من الجهل بدين الله عز وجل ، والوقوع ضحية بين يدي دعاة البدع ، والخرفات ، والأباطيل ، فيعد كل ما يراه من السنة شيئا غريبا لم يألفه ، بل منكراً ، إذ شيوخ البدع والخرافات قد شوهوا صورة السنة بين عينيه ، فلذا تجده نافراً عن الحق معرضاً ، فدعوة أبيك إلى الحق والهدى ، تحتاج إلى صبر ومصابرة ، ومما يعين على إيصال الحق إلى قلبه ، وتأثره به - بإذن الله - أمور.
1 - الدعاء له بالهداية إلى الحق ، ومحبته سيما في أوقات الإجابة ، ولا تمل فتقول دعوت فلم يستجب لي !
2 - التأدب التام عند مخاطبته ، وعدم التحديق في عينيه ، وأختيار العبارات الجميلة الحسنة ، مما يستجلب مودته ، فإن أشتد عليك - بعد - فلابد أن يعاتب نفسه في خلوته ، وعند صحوته من غضبه ، ولاتغفل عن أدب أبراهيم - عليه السلام - عند مخاطبته لأبيه ، وهو على كفر كيف تلطف في عبارته ، مع قيامه ببيان الحق على أكمل صورة وأتم وجه
3 - لا تنقطع عن الإنكار " بأدب " إذا رأيت منكراً ، إلا إذا غلب على ظنك ، أو تحققت أنه يفضي إلى منكر أشد.
4 - القيام على خدمته ،ومراعاة مصالح البيت ، والمسابقة في تلبية طلباته - مما أباح الله - فإن هذا له أثر كبير في الإرتياح إليك ، فكم عمل هذا الخلق الكريم في جلب قلوب نافرة ، فصارت بأمر الله محبة مقبلة ، فوقع النصح موقعه.
فإن مما ينفر كثيراً من الأباء حرص الإبناء على الإنكار عليهم مع ، الإعراض عن خدمتهم ، وتوفير حاجياتهم ، فلا يراه إلا منكراً زاجراً ، فإذا ما طلب منه أمراً - مما أباح الله - أو بذل خدمة ، فيتبرم ويضيق ويعرض ويصيح ، والنبي الكريم يقول " إن منكم منفرين ".
5 - كلما ضاق والدك من حديثك ، فزد في تلطفك والدعاء له خلال كلماتك ، وأدخل السرور على قلبه ، بما يجلب مودته ولا تنسى " قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء "
6 - ضع له كتيبا أو أسمعه وعظاً ، وتذكير العلماء السنة ودعاة الخير. فإنه سيتقصد السماع وما يدريك رب كلمة تفتح قلبا وحديث يشرح صدرا ودمعة تجلب توبة ورجوعا.
أسأل الله البر الكريم أن يهدي والدك إلى محبة السنة ولزوم التقوى
وأن يلهمه رشده وان تقر عينك بهدايته إن ربنا لسميع الدعاء
_البيضاء العلمية_