المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : *** سر سعادة المرء في لسانه ***


عمي صالح
2015-08-04, 11:15
سر سعادة المرء في لسانه
بقلم: منال المنصور

عجيبة تلك العضلة الصغيرة في جسم الإنسان, فبالرغم من صغر حجمها إلا أنها تصنع أعمالا عظيمة, فقد تمزق وتفرق وقد تجمع وتقرب, وقد تكون سببا لسعادة الإنسان في حياته وقد تكون أيضا سببا في شقائه, وقد تكون سببا لزيادة الحسنات ورفعة الدرجات, وقد تكون سببا لكسب السيئات ومحق الحسنات بل...!! قد تهوي به في دركات النار, إنها.... اللسان...!!! نعم.. اللسان, فحين يحسن الإنسان حديثه مع الآخرين وينتقي عباراته, ولا يتحدث إلا بأطيب القول وبما ينفع, وفيما يعنيه, ويذكر الله به جُلَّ وقته, كان ذلك سببا لسعادته وفلاحه؛ لأنه حفظ لسانه عن الوقوع في أعراض الناس وعن الغيبة والنميمة التي تعد من كبائر الذنوب, والتي نهانا الله عن فعلها, بل وصور من يفعل ذلك بأبشع تصوير دلالة على شناعة الفعل وعلى قبحه فقال جل وعلا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ (سورة الحجرات آية 12).
والغيبة كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( ذكرك أخاك بما يكره ) ولو كان فيه، أما النميمة فهي: نقل الكلام من شخص لآخر بقصد الإفساد.
وهاتان الصفتان الذميمتان من أكبر ما يفرق بين المجتمعات ويمزق وحدتها, وتملأ القلوب غيظا وحنقا, وتسبب الحقد والضغينة والكراهية؛ لذلك نهانا الله عنها, وعلى النقيض أمرنا بالنطق بأطيب القول وأحسنه في الدعوة إلى التوحيد وفي شتى المجالات؛ لأنه أدعى للقبول وأحرى للإجابة, وأقرب مثال لذلك أنه - سبحانه - حينما أرسل موسى وأخاه هارون إلى فرعون ذلك الطاغية الكافر المتكبر ليدعواه إلى دين الله, أمرهما بأن يدعواه بالقول اللين فقال تعالى: ﴿ اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي * اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ (سورة طه آية 42 - 44 ).
وتفسير الآية ما ذكره الشيخ عبد الرحمن السعدي في كتابه (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان):
قَوْلًا لَيِّنًا ;: أي سهلا لطيفا برفق ولين وأدب في اللفظ من دون فحش ولا صلف ولا غلظة في المقال أو فظاظة في الأفعال، لَعَلَّهُ ; بسبب القول اللين يَتَذَكَّرُ ; ما ينفعه فيأتيه أَوْ يَخْشَى ; ما يضره فيتركه، فإن القول اللين داع لذلك، والقول الغليظ منفر عن صاحبه ا.هـ.».
وإذا كان هذا التصرف، وهذا التعامل مع الكافر وهو كافر, فمن البديهي أن يكون التعامل الجيد والحسن مع المسلمين أولى وأحرى, لذا ينبغي على الإنسان المسلم أن يتحلى بالأخلاق الحميدة الموجودة في عقيدة الإسلام والتي علمنا إياها النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- وأن يراقب لسانه ويتحرى الصدق فيما يقول, ويحاسب نفسه على كل كلمة ينطق بها هل تكون له في ميزان حسناته...؟؟ أم تكون عليه وتكون في ميزان سيئاته...؟؟
ومن واقع تجربة - حتى يحظى الإنسان بالقبول والمحبة من جميع من هم حوله ويشعر بالسعادة - أذكر هذه النقاط التي أرجو أن تكون نافعة إن شاء الله:
* أن يكون الإنسان بشوشا مبتسما فالابتسامة في وجه أخيك صدقة وتفتح لك القلوب.
* أن يتحلى بأدب المجلس من: إلقاء التحية, الإفساح في المجلس, احترام الكبير, ألا يتصدر المجلس بالحديث ويدع المجال للآخرين بأن يتحدثوا.
* سؤال الآخرين عن أحوالهم والاحتفاء بهم وتقديم المساعدة لهم إن احتاجوا لذلك.
* تحري الصدق في كل ما يقول وينطق وفي الحديث: ( لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ).
* عـدم التدخل فيما لا يعنيه من شئون الآخرين وفي الحـديث: ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ).
* تأسيس الرقابة الذاتية واستشعار أن الله مطلع على الإنسان ومحيط بكل ما يقول وينطق, ويتذكر دائما أن عن يمينه وشماله ملكين يسجلان ويكتبان كل ما يقول, واستحضار ذلك دائما يدفع الإنسان إلى فعل الخير وإلى ما يرضي الله عنه, ويدعوه إلى ترك المعاصي وعن كل ما يغضب الله.
* كلما تقرب العبد لربه بالطاعات والأعمال الصالحات نال رضا الله ومحبته وجعل الله له القبول في الأرض وألقى محبته في قلوب الخلق.
* حسن الظن بالآخرين وألا ينشغل إلا بنفسه؛ لأن المرء حينما يشغل نفسه بمراقبة الآخرين وانتقادهم يغفل عن نفسه وعيوبه, وقبل أن ينتقد الإنسان الآخرين لا بد أن يرى عيوبه ويسعى لإصلاحها, وحتى لو واجه النقد فليتقبله بكل رحابة صدر، اعلم أن تقبل النقد قد يكون صعبا بعض الشيء خصوصا حينما يكون نقدا لاذعا خاليا من الأسلوب الجيد, لكن العاقل من يستمع إليه مهما كان الأسلوب الذي جاء به, ويسعى للإصلاح والتقويم.
كما قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: «رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي» لأن المحب الحقيقي الناصح هو الذي يوجهك وينبهك عند وقوعك في الخطأ ويؤيدك على الصواب والفعل الحسن, وجميل أن نجعل نقد الآخرين بمثابة الموج الذي يدفعنا للأمام وأن نرتقي بأنفسنا وأخلاقنا وذواتنا إلى معالي الأمور.
* أن نتذكر أن سعادة المرء وتعاسته في لسانه, فإن استطاع التحكم في لسانه فإنه يستطيع التحكم في سعادته وفي الحديث: ( وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم )، فكلما كانت كلماتك لطيفة ومهذبة ومؤدبة كسبت بذلك ودّ من حولك وحبهم واحترامهم وازدادوا شوقا إلى حديثك وسماع كلامك, وكلما كان اللسان طويلا غير مهذب بذيئا كسبت نفور من حولك وفقدت احترامهم لك وكرهوك وكرهوا مجالستك تفاديا لسماع حديثك وكلامك.
* الدعاء: الدعاء فشأنه عجيب وقد سمعنا في ذلك قصصا كثيرة, فلا يغفل الإنسان عن الدعاء بأن يطهر الله لسانه من الكلام الفاحش البذيء ومن الغيبة والنميمة وأن يطهر قلبه من الحقد والحسد والنفاق.
* ترطيب اللسان وتطييبه بذكر الله وتعويده عليه ولا أسهل من ذكر الله ولا أعظم أجرا منه, وحينما يعتاد الإنسان الكلام الطيب يتعفف لسانه ويتورع فيما بعد عن النطق بغيره.
هذا ما جاد به قلمي, وفاضت به قريحتي أسأل الله أن أكون قد وفقت فيما كتبت فانتفعت ونفعت, وأدعو ربي أن يهدينا لأحسن الأقوال والأعمال لا يهدي لأحسنها سواه. المصدر (http://www.al-islam.com/*******.aspx?pageid=1141&*******ID=3576)
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛

Amani Madridista
2015-08-04, 11:23
جزاك الله خيرا على الطرح الرائع و القيم

dj kawthar
2015-08-04, 11:24
السلام عليكم
بارك الله فيكم على الطرح. المميز

اللهم طهر لساني من كل ما يفسد. إيماني

أبو هاجر التلمساني
2015-08-04, 14:52
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الطيب


وصدق من قال: "اللسان أمير البدن"

وقال المبارك بن فَضالة عن يونس بن عبيد :
«لا تجدُ شيئاً مِنَ البرِّ واحداً يتبعُه البِرُّ كلّه غيرَ اللسان ؛ فإنَّك تَجِدُ الرجل يكثر الصيام ويُفطر على الحرام ، ويقومُ الليل ويشهد الزور بالنهار - وذكرَ أشياءَ نحو هذا - ولكن لا تجده لا يتكلَّم إلا بحقٍّ فَيُخالف ذلك عمله أبداً»
حلية الأولياء لأبي نعيم (3/20).

وفي في الحديث الحسن قال صلى الله عليه وسلم:
« إذا أصبح ابن آدم فإنَّ الأعضاء كلَّها تكفر اللسان فتقول اتق الله فينا فإنَّما نحن بك فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا ».
أخرجه أبو نعيم في «الحلية» [4/309]

sallah eddine
2015-08-04, 15:21
بارك الله فيك

yacinebkb
2015-08-04, 23:02
جزاك الله خيرا

عمي صالح
2015-08-05, 18:54
جزاك الله خيرا على الطرح الرائع و القيم
بسم الله. الرحمن. الرحيم
الحمد لله. رب. العالمين والصلاة والسلام على أشرف. الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته
جزاك.الله. خيرا. أسعدني .مرورك..الكريم. وملاحظاتك. القيمة. و بارك. الله. فيك ومرورك على الموضوع أروع
و السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته

أصيل الـمـسـلـم
2016-12-20, 02:18
السلام عليكم
بارك الله فيك على الطرح. المميز

عمي صالح
2018-08-12, 18:32
السلام عليكم
بارك الله فيكم على الطرح. المميز
اللهم طهر لساني من كل ما يفسد. إيماني
بسم الله.الرحمن.الرحيم

الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد:

السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته

جزاك.الله.خيرا.أسعدني.مرورك..الكريم.وملاحظاتك.القي مة.و بارك.الله.فيك ومرورك على الموضوع أروع

و السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته

IslamVideos
2018-08-13, 15:35
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي الكريم
وجزاك الله خير الجزاء
استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه

هبة القدوس
2018-08-14, 23:28
موضوع مفيد.
اللهم طهر السنتنا من كل الآفات..
شكرا على الطرح

Raoh
2018-08-18, 18:50
شكرا لكم وبارك الله فيكم

عمي صالح
2018-11-15, 18:01
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الطيب

وصدق من قال: "اللسان أمير البدن"

وقال المبارك بن فَضالة عن يونس بن عبيد :
«لا تجدُ شيئاً مِنَ البرِّ واحداً يتبعُه البِرُّ كلّه غيرَ اللسان ؛ فإنَّك تَجِدُ الرجل يكثر الصيام ويُفطر على الحرام ، ويقومُ الليل ويشهد الزور بالنهار - وذكرَ أشياءَ نحو هذا - ولكن لا تجده لا يتكلَّم إلا بحقٍّ فَيُخالف ذلك عمله أبداً»
حلية الأولياء لأبي نعيم (3/20).

وفي في الحديث الحسن قال صلى الله عليه وسلم:
« إذا أصبح ابن آدم فإنَّ الأعضاء كلَّها تكفر اللسان فتقول اتق الله فينا فإنَّما نحن بك فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا ».
أخرجه أبو نعيم في «الحلية» [4/309]


بسم الله.الرحمن.الرحيم

الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد:

السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته

جزاك.الله.خيرا.أسعدني.مرورك..الكريم.وملاحظاتك.القي مة.و بارك.الله.فيك
على الإثراء


و السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته