مشاهدة النسخة كاملة : ஐ ♥இ درس الإحساس و الإدراك ஐ ♥இ●◦•°شرح مفصل ●◦•°
❀ حسآم ❀
2015-08-02, 16:35
http://www13.0zz0.com/2015/06/28/02/380121312.gif
http://www10.0zz0.com/2015/06/28/02/511294843.gifدرس الاحساس و الادراك http://www10.0zz0.com/2015/06/28/02/511294843.gif
http://www11.0zz0.com/2015/06/28/03/688941089.gifhttp://www11.0zz0.com/2015/06/28/03/688941089.gif
مرحبا بكم اخواني و اخواتي المقبلين على شهادة البكالوريا هذا الموسم
اتمنى لو استطيع ان افيدكم و لو بالقليل ، و اتمنى من الله ان يوفقني بمساعدتكم
سأضع بين ايديكم شرح مفصل لدرس الاحساس و الادراك ، و بعض المقالات النموذجية
كما يمكنكم التعقيب و الاستفسار من خلال الردود
اتمنى منكم دعوة صادقة فقط
بالتوفيق لكم
http://www11.0zz0.com/2015/06/28/03/688941089.gifhttp://www11.0zz0.com/2015/06/28/03/688941089.gif
❀ حسآم ❀
2015-08-02, 16:37
الإحساس و الادراك ~
طرح المشكلة :
قد ترى شخصا ما لأول مرة و لكنك تظن انك تعرفه ، ثم لما تقترب منه تكتشف انك اخطأت و ان هذا الشخص ليس هو المقصود . و السؤال ، هل يعود الخطأ الى البصر ؟ هل مصدر هذه الاخطاء مصدرها الحواس ام مصدرها سوء التفسير الذي يمارسه العقل على معطيات الحواس .
ـ هل علاقتنا بالعالم الخارجي تتم عن طريق الإحساس ام الإدراك
ـ هل كل معرفة ينطوي عليها الادراك ، مصدرها الإحساس ؟
ـ هل يخلو الإحساس من أي نشاط ذهني ؟
عندما نبصر بيتا فان الصورة الشبكية التي تثير الادراك الحسي قد لا تكون اكثر من شيء رمادي مستطيل نوعا ما لكن مسالة ادراك البيت تعني اكثر من مجرد تكوين الاحساس عن شكل مستطيل رمادي اللون فالبيت يعني بالنسبة لنا شيئا له خلفيته و منظره الداخلي شيئا يحتوي على غرف و ابواب و ممرات و سواها و ان هذه المعرفة كلها متضمنة في و تؤلف جزءا من خبرتنا فهي جزء مما نرمي اليه حينما نقول اننا نشاهد بييت .
❀ حسآم ❀
2015-08-02, 16:38
الاحساس كعلاقة انفعال و تفاعل اوليين مع العالم الخارجي
أولا : الإحساس: sensation
الإحساس ظاهرة نفسية متولدة من تأثر احدى الحواس بمؤثر ما ، و هو على كل حال ظاهرة اولية يتعذر عليك ان تظفر بها نقية خالصة .
قال الجرجاني :" الاحساس ادراك الشيء باحدى الحواس فان كان الاحساس للحس الظاهر فهو المشاهدات و ان كان للحس الباطن فهو الوجدانيات " و قال التهانوي :" الاحساس هو قسم من الادراك و هو ادراك الشيء الموجود في المادة الحاضرة عند المدرك مكنوفة ـ ملتبسة ـ بهيئات مخصوصة من الاين و الكيف و الكم و الوضع و غيرها ، فلابد له من ثلاثة اشياء حضور المادة و اكتناف الهيئات و كون المدرك جزئيا و الحاصل ان الاحساس ادراك الشيئ بالحواس الظاهرة على ما تدل عليه الشروط المدكورة "
و يعرفه ركس نايت و مرجريت نايت في كتابهما المدخل الى علم النفس الحديث "الاحساس هو ما يتكون لدينا من خبرة نتيجة تنبه الخلايا العصبية الكائنة في احدى مناطق الدماغ الحسية ."
الإحساس بين البساطة و التركيب و بين التعدد و الوحدة :
الاحساس يكون بسيط أي لا يحتاج الى بدل مجهود فكري اذ بمجرد انتقال المثير عبر الحواس يحدث الإحساس به . لكن في بعض الحالات نلاحظ ان الاحساس يستدعي تداخل كل الحواس من رؤية, الى الشم الى الذوق و اللمس ، فهل يتعارض هذا مع حكمنا ببساطة الاحساس ؟ ثم اين البساطة عندما نعلم ان الاحساس لا يحدث الا توفرت شروطه من مثير و عضو حس و اعصاب موردة و مراكز عصبية ؟
يمكن تجاوز هذا الاشكال اذا نظرنا الى هذه المراحل كعملية إجرائية يتطلبها الإحساس و تحدث بشكل سريع و تلقائي لا اثر فيه للعمليات العقلية العليا . لكن ولغرض فهم ظاهرة الاحساس نقوم بتقسم العملية الى مراحل ، توحي بكون الاحساس معقد ،ومع ذلك يمكن القول ان الاحساس عملية بسيطة غير معقدة تلقائية و سريعة لكنها تتطلب عوامل موضوعية تسمح لنا بالقول انه بسيط و مركب في نفس الوقت .
لكنهل الاحساس هو احساس واحد مند البداية ام هو مجموعة من الاحساسات بعضها تنقله العين و الاخر الانف وبعضها اللسان و اللمس ؟ بمعنى اذا اعتبرنا الاحساس بسيط و مركب معا هل يمكن اعتباره واحد و متعدد في نفس الوقت ؟
ان الإحساس يكون متنوع بتنوع مسالك الاحساس، لكن يبقى المثير واحد في النهاية لان هذه الحواس تتفاعل لتنقل لنا الموضوع من زاوية معينة .ومنه ان الاحساس واحد متنوع في نفس الوقت ، و بسيط ومركب معا.
❀ حسآم ❀
2015-08-02, 16:42
ثانيا : من الظاهرة الحيوية الى الظاهرة النفسية
1 ـ الاحساس ظاهرة حيوية
هل للاحساس علاقة بحفظ حياة الكائن الحي ؟ ماذا يحدث اذا فقد الانسان الاحساس بالجوع و الالم و فقد القدرة على الشم و الرؤية ؟
ان الاحساس له وظييفة حفظ الكائن الحي من الاخطار المحيطة به في البيئة ـ ان الحواس الخمس التي يتوفر عليها الانسان السليم والحيوانات تظمن له تجنب الكثير من المخاطر فحساة البصر تمكنه من السير و السعي في طلب غاياته و اللمس يمكنه من الانتباه الى ما يمكن ان يعرض جسمه الى الأذى فاذا وخز انسان بابرة نجده يسرع الى الابتعاد عم مصدر الالم اما السمع فانه ضروري لأجل التواصل مع الغير و الانتباه الى بعض المخاطر ، اما الشم فانه ضروري للتعرف على المحيط الذي يمكن الن يحتوي على عناصر سامة يكتشفها الكائن الحي ـ اسان ـ حيوان ـ عن طريق الشم و هي حاسة مهمة خاصة عند الحيوانات اذ بفضلها يتتبع مصدر الغذاء .و كذلك الذوق الذي يمكن الانسان من اختيار الاطعم الملائمة و التخلي عن الاطعمة المنافية . اذن الاحساس ظاهرة حيوية عند الحيوان و الانسان الا انه عند الانسان يرتقي الى ما هو اعلى .
2 ـ الإحساس و الشعور و الانطباع النفسي
وضعية مشكلة
ايهما اصح ، قولك احس بالفرح ام اشعر بالفرح ؟
الشعور :
الإحساس بالفرح يعني ان الإحساس تجاوز التعامل مع المحيط الخارجي الفيزيائي الى التعامل مع المشاعر الباطنية النفسية و هذا مالم يقره علماء النفس .ان الإحساس لا علاقة له بالشعور لان هذا الاخير يتطلب درجات اخرى من الوعي لا يتوفر عليها الا الإنسان. و الشعور عند علماء النفس هو ادراك المرء لذاته اولاحواله و افعاله ادراكا مباشرا و هو اساس كل معرفة . انه الشيء الذي نفقده رويدا رويدا عندما ننتقل من الصحو الى النوم و ما نسترجعه رويدا رويدا عندما ننتقل من النوم الى الصحو . وهو درجات .
الانطباع :
يطلق الانطباع على مجموع الافعال الفيزيولوجية التي تحدث الاحساس ، و له ثلاثة اقسام 1 ـ التاثير الفيزيائي او الكيميائي المتصل باطراف الاعصاب الحسية 2 ـ انتقال التاثير الى المخ 3 ـ حدوث تغير في المخ ممقابل لهذا التاثير .
وقد يطلق على التاير في اطراف الاعصاب الحسية لا غير ، وهو بهذا المعنى مضاد للتفكير المبني على التحليل .
و الفرق بين الانطباع و الاحساس ان الاحساس اخص من الانطباع فالاحساس او الاثارة لا يطلق الا على قسم من الانطباع و هو التاثير المتصل بنهيات الاعصاب الحسية .
❀ حسآم ❀
2015-08-02, 16:43
الإدراك كمعرفة عقلية تطلعنا على حقيقة العالم الخارجي .
الإدراك :Perception
في اللغة هو اللحاق و الوصول ، يقال ادرك الشيء بلغ وقته و انتهى و ادرك الثمر نظج و ادرك الولد بلغ و ادرك الشيء لحقه .والادراك في الفلسفة الاسلامية يدل اولا على حصول صورة الشيء عند العقل سواء كان ذلك الشيء مجردا او ماديا جزئيا او كليا حاضرا او غائبا .
اما في الفلسفة الحديثة فان الادراك يدل اولا على شعور الشخص بالاحساس او بجملة من الاحساسات التي تنقلها اليه حواسه .وهذا المعنى العام يدل على ان الادراك يختلف عن الاحساس فالظاهرة النفسية التي تحصل في ذات المدرك عند تاثر اعضاء الحس تشتمل على وجهين احدهما انفعالي و الاخر عقلي .
يقول ريد reid في الادراك : هو الاحساس المصحوب بالانتباه كما كما يقول مين دو بيران Maine de biran و الواقع ان الاحساس و الادراك كليهما مصطبغان بلون انفعالي و عقلي معا و لكن الادراك يزيد على الاحساس بان آلة الحس تكون فيه اشد فعلا ، و النفس اكثر انتباها فيكون الشيء الخارجي ابين و الصورة المرتسمة في النفس او ضح و اميز و على كل حال فالادراك يقتضي الاحساس .
الادراك هو حصول المعرفة بالموضوع بواسطة الحواس ونتائجه تسمى المدركات . ووظيفته إعطاء تفسير لموضع تنقله الحواس مستعينا في ذلك بالقدرات العقلية كالذاكرة والخيال فالادراك عملية عقلية مركبة ومعقدة تنطلق من المنبهات الحسية
والادراك كما يرى محمد عثمان نجاتي نوعان . الادراك العقلي عندما تتمثل صور المعقولات في العقل . والادراك الحسي وهو تمثل صور المحسوسات في الحواس . ويعرفه الفارابي بقوله : " الادراك يناسب الانتقاش فكما ان الشمع يكون اجنبيا عن الخاتم حتى اذا طابقه وعانقه معانقة ضامة رحل عنه بمعرفة ومشاكلة صورة ، كذلك المدرك يكون اجنبيا عن الصورة فاذا اختلس عنه صورته عقد معه المعرفة كالحس يأخذ من المحسوس صور يستودعها الذكر فيمثل في الذكر وان غاب عن الحس "
ان الادراك هو الاحساس بالشئ و فهمه و يتم الاحساس عادة بالحواس المتوفرة للانسان اما الفهم فيحدث بربط محتوى الاحساس او موضوعه بما يمتلكه الفرد في دماغه من معلومات سابقة بخصوصه فاذا كانت هذه الخلفية المعرفية كافية لاستيعاب الشئ و تمييزه أي كافية لفهمه عندئذ يتم للفرد ما نسميه الادراك .
و يحدث الادراك حسب هذا الخطاطة
وعي حسي للشئ ( الحواس ) + وعي عصبي للتمييز ( داخل الدماغ ) + خبرات سابقة بالدماغ = الادراك
لكن ركس نايت و مرجريت نايت لا يميز كثيرا بين الاحساس و الادراك على اساس ان هذا الاخير ما هو الا مرحلة متقدمة من الاحساس جاء في كتابهما المدخل العام الى علم النفس "الادراك الحسي هو الاحساس مضافا اليه شيء اكثر أي تضاف اليه الخبرة الناجمة عن تنبيه الخلايا العصبية الموجودة في المناطق الارتباطية فالادراك الحسي هو الاحساس المعزز بالذكريات و بالصور العقلية المستمدة من الخبرة الماضية و الناشئة عن التداعي "
اذن الادراك يتجاوز صاحبه ما تنقله الحواس الى تفسيرها على ضوء ما يملكه من خبرات بواسطة القدرات العقلية ، لاننا ندرك بالاستناد الى ما تختزنه الذاكرة ، و يسحيل ادراك الموقف بدونها ، ان الطفل لا يدرك خطورة النار الا بعد ان تتكون لديه خبرة وذلك بعد ان تكون قد لسعته يوما ما ، ثم يعتمد على هذه التجربة و يبني تصور تجاه النار و يدرك خطورتها فيما بعد .
عوامل الإدراك (نسبية المعرفة في إدراكنا الحسي )
وضعية مشكلة :
نوع من الحجارة امام جمع من الناس فيهم الفلاح و التاجر و الفنان و عالم الجيولوجيا و البناء ، اذا كان احساسهم واحد و قد يتطابق احساسهم مع الحيوانات ايضا ، فهل يدركون هذا الحجر بنفس المستوى وهم مختلفون .؟
ان البناء سيدرك الحجر كقطعة لاتمام البناء و الفنان ينظر اليه كتحفة فنية اما الجيولوجي فيريد معرفة مكونات الحجر و عمره الزمني .اذا كان الاختلاف هو السائد هنا في عملية الادراك فيمكن القول بنسبية المعرفة الادراكية و هذا حسب العوامل التي شكلته . وهي :
ـ عوامل ذاتية
وهي عوامل داخلية شخصية تتعلق بالذاكرة والذكاء والتخيل والميول والرغبة و الاهتمام ، والتربية والحالة الصحية والالفة والتوقع .
ـ عوامل موضوعية
هي عوامل خارجية تتعلق بالبيئة والمحيط أي طبيعة الموضوع المدرك ( اهتم الجشطالتيون بالعوامل الموضوعية )
هذه العوامل قد تساعد على الادراك بشكل صحيح كما انها قد تؤدي الى الوقوع فيما يسمى باخطاء الادراك كان ترى الملعقة مشوهة في كاس فيه ماء .
❀ حسآم ❀
2015-08-02, 16:45
هل كل معارفنا الادراكية حول هذا العالم تنبع بالضرورة من الإحساس أم من العقل ؟
اولا ـ الإحساس مصدر كل معرفة
يعترض التجربيون على اقصاء الحواس و ينسبون كل معارفنا الى هذه الاخيرة وان العقل ياتي وهو صفحة بيضاء .
وضعية مشكلة
هل يمكن التعرف على كل ما يحيط بنا في ظل غياب الحواس ؟ اليس كل من فقد حسا معينا فقد نوعا من المعرفة ؟
ترى النظرية الحسية ان الحواس هي اساس الادراك و انه لا يمكن ادراك العالم الخارجي الا من خلال الحواس لكن هذا لا يعني الانكار التام لدور العقل في تفسير المحسوسات .هذا ما نجده عند جون لوك الذي حصر مهمة الذهن في جمع وتنظيم ما يرد اليه عبر الحواس وانه لا يحتوي على أي فكرة مسبقة بل هو اشبه بالصفحة البيضاء . و يعارض دفيد هيوم 1711 ـ 1776 بشدة موقف العقليون ويرى ان مصدر الافكار مهما كانت هو الحواس يقول : " وباختصار فان جميع مواد الفكر مأخوذة من حواسنا سواء كانت خارجية ام داخلية ومزجها وتركيبها فقط هما اللذان يرجعان الى الفكر والى الارادة ونفهم من هذا الدور الذي يوليه د ـ هيوم للحواس في العملية الادراكية .
ثانيا ـ العقل أساس الإدراك
ترى النظرية العقلية منذ سقراط و افلاطون ان معارفنا عقلية و ان الحواس قاصرة على امدادنا باي معرفة لانها معرضة للخطأ و ان العقل يتدخل كل مرة لاصلاح اخطائها ومنه فالادراك يتقدم على الاحساس .
ان انصار المذهب العقلي يرون ان المعرفة الحقيقية تعود الى العقل لان القضايا التي يحكم العقل بها ، قضايا صادقة صدقا ضروريا لا يتطرق اليها الشك و يعتبرون ان العقل قوة فطرية لدى جميع الناس و احكامه ضرورية اولية .و القواعد التي يتوصل ايها العقل عامة و ثابتة لا تكتسب من التجربة ، فديكارت يعتقد ان الحدس وهو نور فطري يمكن العقل من ادراك فكرة ما دفعة واحدة و هذا الادراك واضح لا يمكن ان نشك فيه لا نه لا يعتمد على شهادة الحواس ، و في نغس الاتجاه سار كل من اسبينوزا و ماليبرانش و ليبنتز .
ان الإدراك حسب هذه النظرية هو إضفاء إحكام وأفكار على الأشياء بمعنى ان الانسان يدرك بذهنه وليس بحواسه يقول ديكارت : " اني ادرك الاشياء بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ، ما كنت احسب اني اراه يعيني " ذلك لان الحواس لا تنتج عنها أي قيمة معرفية ويالتالي تفصل هذه النظرية بين الاحساس والإدراك وتحصر العملية الادراكية في العقل وقدراته فهو الذي يسمح بادراك المكعب رغم ان العين لا ترى منه الا تسعة اضلاع و ثلاثة اوجه هذا ما توصل اليه آلان 1868 ـ 1951 . وبالعقل ندرك البعد الثالث به يمكن تقدير المسافات لكن من اين للعقل هذه الاحكام ؟ وكيف تكونت ؟ هنا يرد العقليون بان الافكار فطرية ولم ترد الى الذهن عن طريق الحواس ، بل لا وجود للاشياء الا في الذهن يقول جورج باركلي 1649 ـ 1690 " وجود الشيء قائم في ادراكي انا له " يعني وجود الاشياء مرتبط بالذات وغير مستقل عنها كما نظن .
❀ حسآم ❀
2015-08-02, 16:46
هل الطابع الأولى لإحساساتنا يعني خلوها من أي نشاط ذهني سابق ؟
أولا : الإدراك الحسي للصورة الكلية
وضعية مشكلة
عرض صور تبين صعوبة الادراك وان مصدر الصعوبة لا علاقة له بالعوامل الذاتية للإدراك بل تخص الموضوع المدرك ، من هذه الصور صورة تبين تداخل الشكل و الأرضية .
بالعودة الى النظرية الحسية نجدها تركز على الاجزاء التي يتركب منها المحسوس وان كل حاسة مسؤولة عن نقل ما يلائمها لتجتمع هذه الانطباعات الحسية على مستوى اللذهن فيحدث الادراك هذا التفسير رفضته النظرية الجشطالتية وهي نظرية اخذت اسمها من gestalt جاشطالت ، أي الشكل يمثلها كوفكا Koffka, Kurt (1886-1941) وكوهلر ) Köhler, Wolfgang (1887-1967 ) Wertheimer, Max (1880-1943وفريتمر . يرى هؤلاء ان الادراك لا ينفصل عن الاحساس وانه ليس مرحلة ثانية بل هو ادراك مند البداية ، ولا يعترفون بوجود احكام عقلية نصبغها على الموضوعات وهذا يتفق مع ما ذهبت اليه النظرة الحسية اما الاختلاف فنجده من خلال رفض الجشطالتيون للنظرة للشيء المحسوس فنحن لاندرك المثلث من رؤية ثلاثة زوايا منفصلة او ثلاثة خطوط متقاصعة بل ندركه ككل هذا الكل هو الذي يفرض ادراكه بصورة معينةومن ثم يصبح المحسوس هو العنصر الاساسي في الادراك وليس الذات بحواسها او افكارها هذا السيء المحسوس والاشياء الاخرى الموجودة في العالم الخارجي منتظمة في صيغ معينة حددها الجشطاتيون واطلقوا عليها قوانين الاتنظام وهي :
1 ـ قانون التجاور :
ويعني ان الموضوعات اذا تجاورت في صيغة معينة فانها تفرض على المدرك ان يدركها حسب الوضعية الموجودة عليها
2 ـ قانون التشابه : من حيث الشكل وللون والحجم والسرعة والحركة فالاشياء المتشابهة تحتم علينا ان ندركها مختلفة عن غيرها .
3 ـ قانون الاستمرار :
الذي يفرض ادراك الموضوع على صيغة معينة اذا انتظم مثلا في شكل نقاط مستمرة .
4 ـ قانون الاغلاق :
يميل المدرك الى تكملة الاشياء الناقصة .
5 ـ قانون الشكل والأرضية :
يحتم على المدرك ادراك الشكل وتمييزه عن الارضية دون ان يحدث العكس فكانت العوامل الموضوعية هذه هي المتحكمة في العملية الادراكية واهملت هذه النظرية العوامل الذاتية وينسحب هذا على كل الحواس فنحن ندرك مثلا اللحن الموسيقي ككل وليس اصوات وانغام صادرة عن الات موسيقية كل على حدى .
ثانيا : الإدراك تعايش مع الأشياء
النظرية الظواهرية
الادراك عند الظواهريين يحدث عندما تتفاعل الذات المدركة مع الموضوع الموضوع المدرك ولكن بمعنى يختلف عن ما ذهبت اليه النظرية العضوية لان الادراك متعلق بالحالة الشعورية الراهنة وبالتالي يتغير مع تغيرها كما يقول هوسرل " أرى بلا انقطاع هذه الطاولة ، سوف اخرج واغير مكاني ويبقى عندي بلا انقطاع شعور بوجود مادي مادي لطاولة واحدة هي هي شعور بطاولة لم تتغير ولكن ادراكي لها ما فتئ يتغير في مجموعة متتابعة من الادراكات المتغيرة " ونفس الموقف عند ميرلوبونتي الذي يؤكد على دور الشعور في الادراك .
ان الادراك في نظر الظواهريين يتعلق بمعرفة و صفية يؤدي اليها عامل الامتداد الذي يتميز به شعورنا فلا ادراك او شعور الا بموضوع و ليس ثمة ما يبرر الحديث ادراكات عقلية خالصة و مجردة فهي لا تحمل معرفة عن العالم الخارجي بل تمثل انشاءات ذهنية و ترفا فكريا لا طائل من ورائه ذلك لان " النزعة الظواهرية تعتقد انه ما من شيء يمكن ان يتبدى الى الانسان غير الظواهر و نحن لا نعرف غير هذه الظواهر "
❀ حسآم ❀
2015-08-02, 17:03
خاتمة : حل المشكلة
هذه نظريات قدمت تفسيرها لكيفية حدوث الادراك فركزت النظرية الذهنية على دور العقل معتمدة عل فطرية الافكار متجاهلة الواقع الحسي هذا الاخير كانن محط اهتمام النظرية الحسية لكنها اهملت بدورها القدرات العقلية ثم جاءت النظرية الجشطالتية واهملتهما معا وركزت على موضوع الادراك فهي ترى ان كل من الحواس والعقل معرضين للخطأ متناسية ان الموضوع نفسه قد يؤدي الى ادراكه بشكل خاطئ كما هو الحال مع خطأ لاير مولر لنصل الى رأي ربط الادراك بالحالة الشعورية المتغيرة وفسر تغير الادراك بتغير الحالة الشعورية في حين ان الموضوع بطبيعته قابل للتغير و لا دور للشعور في ذلك ثم اذا كان الادراك متغير فاين نعثر على الادراك الصحيح ؟
وبعيدا عن التعصب لموقف معين يجدر بنا تفسير الادراك وكيفة حدوثه بتداخل عوامل مختلفة بعضها يخص الذات كالحواس وسلامتها والميل والرغبة ودرجة الاهتمام بالاضافة الى الخبرة السابقة المخزنة في الذاكرة يضاف الى هذا التخيل والذكاء دون ان ننسى عامل الموضوع أي الشيء المدرك والوضعية التي يكون عليها التي من شأنها تسهيل عملية الادراك او تجعلها صعبة .
❀ حسآم ❀
2015-08-02, 17:04
هل الإدراك هو محصلة للنشاط العقل ام هو تصور لنظام الأشياء؟
مقدمة:
باعتبار الانسان كائنا مدركا للاشياء المحيطة به فهو يدركها ادراكا مباشرا عن طريق التصورات الذهنية عبر الحواس غير اننا نلاحظ أن في العالم اشياء مادية منفصلة عن ذواتها وللانسان معرفة مسبقة لانه مرتبط بنفس ولكن كيف يتم لنا ادراك عالم موضوعي منفصل عن ذواتنا ؟
الاطروحة
نميز بين الافكار التى هي احوال نفسية موجودة في الذات وبين الاشياء المادية والتي هي امتدادات موجودة خارج الذات ومادام مجرد حالة ذاتية غير ممتدة فان ادراك شيء ما يكون بواسطة احكام على الشيء وبخائصه وصفاته وكيقفياته كما هو عليها وعلى هذا يكون الدرالك عملية عقلية بحتة و الدليل على ذلك هو ادراك البعد الثالث الذي لا يقابله أي انطباع حسي ببحيث يستطيع ادراكه من خلال رسومات على لوح مسطح لا يوجد فيه عمق الا ان العقل يستطيع ادرا كاه بوضوح ويدعمراي ديكارت وراي كانط الذي يرى ان فكرة المكان لا تتولد من التجربة الحسيةوامنا هبي تصدر عن الذات المدركة( العقل)، فالمكتن و الزمان قالبان عقليان سابقان على التجربةتصب فيهما معطيات التجربة الحسية وبواسطتها تصبح الاشياء الحسية قابلة للادراك فلاقيمة للمؤثرات الحسية على مشتوى الصور الذهنية ودليل كانط هو اننا عاجزون عن تصور أي شيء الا اذا ارصفناه في المكان كما لا نتمكن من ادراك حادثة ما الا اذا تصورنا حدوثها من خلال زمن معين ثم اننا نستطيع تصور زوال الاشياء من المكان ولمكننا لا نستطيع تصور زوال المكان من الاشايء لان الحيز المكاني يرجع في اصله الى اسس عقلية ، وقد ادى راي العقلانيون موقف باركلي جورج الذي يرى ان( تقدير مسافة الأشياء البعيدة ليس إحساسا بل حكما ستند إلى التجربة) وقد استمد هذه الفكرة من حالة العمال الذي يسترد بصره كما يرى اننا لاندرك الاشياء كما تعطيها لنا الحواس ومن ذلك ادركنا للمكعب منخلال رؤيته ثلاثة وجوه وتسعة اضلاع فالمكعب معقول وليس محسوس.
النقد
ومن هذا فاننا ندرك ما للعقل من دور هام في ادراك المكان ولكن لاينبغي اهمال دور الحواس او التجربة الحسية طالما ان الاشياء مستقلة عن ذواتها
نقيض الاطروحة
وخلافا لهذا الراي ترى النظرية الجشطالتية ان العقلانيون قد بالغو في ثقتهم بالعقل واهملوا دور الحواس لان ادراك المكان لا يستغنبي عن الحواس مادمت المعطيات الحسية منفصلة عنا فادراك البعد الثالث يتعذر اذا لم نهتم بطبيعة الشيء في العالم الخارجي الذي تنقله الحواس كما ان العقل يتاثر بالخداع الحسي ويرجع هذا الى ان التغيرات الحسية تؤثر على الحكام العقلية وبالاضافة الى هذا فان مدرسة الجشطالت ترفض التميز بين الحساس والادراك وترى ان الادراك يتم دفعة واحدة ويكون بصورة عامة للاشياء قبل اجزائها بفضل ما تتمتع به من عوامل موضوعية كاتشابه والتقارب كما ترى هذه النظرية صور لاصناف على المعطيات الحسية بل تكون محايدة لها كما تنكر دون التجربة التي ركز عليها بريكلي ذلك ان الطفل يستطيع مسك الاشياء تحت توجيه النظر.
النقد
انها نظرة غير معهودة لكفية الادراك و انه تصور لا يمكن انكاره خاصة بعد توظيفها في الاشهار لدفع الناس الى الانتباه الى المنتجات الاستهلاكية ، ولكن مع هذا لا يجب اهمال دور العوامل الذاتية في الادراك .
خلاصة
ومن خلال اطلاعنا على المواقف ندرك ان هذه المواقف قد مزقت مفهوم الادراك الذي يكمن في الربط بين العقل والحواس دون اهمال الموضوع المدرك .
❀ حسآم ❀
2015-08-02, 17:05
أساس الإدراك الحواس ام العقل
المقدمة ( طرح الإشكالية
يتعامل ويتفاعل الإنسان مع الأشياء في العالم الخارجي وكذلك مع الأفراد ويتلقي الكثير من المنبهات التي يستجيب لها من خلال الفهم والتفسير والتأويل وهذا هو الإدراك غير أن طبيعة ومصدر الإدراك عرف جدلا واسعا بين مذهبين (العقلي و الحسي) والسؤال الذي يعبر عن ذلك هل أساس الإدراك الحواس أم العقل؟
التحليل
عرض الأطروحة الأولى :
تري هذه الأطروحة أن الإدراك يتوقف على نشاط الذهن أي كل معرفة ينطوي عليها الإدراك مصدرها العقل وليس الحواس هذا ما ذهب إليه الفيلسوف الفرنسي ديكارت الذي هاجم الإحساس بقوله <<إني وجدت الحواس خداعة زمن الحكمة ألا نطمئن لمنخدعونا ولو مرة واحدة>> ومن الأمثلة التوضيحية أن التمثال في أعلى الجبل تراه من الأسفل صغيرا أما إذا صعدت فإنك تراه كبيرا وشيد ديكارت الإدراك على العقل ووظيفته اكتشاف أخطاء الحواس وتصحيحها ومن أنصار هذه الأطروحة الفيلسوف ألان الذي قال << الإدراك معرفة مسبقة فمن يدرك جيدا يعرف مسبقاما يجب فعله>> إن الصياد يدرك الحل الصحيح وينجح في اصطياد فريسته بفضل التخطيط المسبق والطفل الصغير يفشل لأن عقله لم يصل بعد إلى القدرة التخطيط فالإدراك مصدره العقل .
النقد
هذه الأطروحة أرجعت الإدراك إلى العقل لكن العقل ليس معصوم من الخطأ.
عرض الأطروحة الثانية:
ترى هذه الأطروحة (المذهب الحسي ) أن مصدر الإدراك هو التجربة الحسية أي هو كل معرفة ينطوي عليها الإدراك , مصدره الإحساس وحجتهم في ذلك أنه من فقد حاسة فقد معرفة ومن الأمثلة التوضيحية أن الكفيف لا يدرك حقيقة الألوان وهذا يوضح أن الإدراك يستلزم وجود الحواس التي هي نوافذ المعرفة وبها نتعرف على العالم الخارجي ومن أنصار هذه الأطروحة دافيد هيوم الذي رأى أن مبادئ العقل مكتسبة وليست فطرية وفي هذا المثال << لو كانت مبادئ العقل فطرية لتساوىفي العلم بها في كل زمان ومكان لكن مبدأ عدم التناقض أو الهوية لايعرفه إلا قلة منالمثقفين ويجهله الأطفال >> وخلاصة ما ذهب إليه المذهب الحسي أن الإدراك هو تأليف وتركيب بين الإحساسات فالإحساس هو مصدر الإدراك .
النقد
هذه الأطروحة أرجعت الإدراك إلى الإحساس لكن الحواس تخطئ ومن الحكمة أن لا نأسس الإدراك على معيار خاطئ.
التركيب ( الفصل في المشكلة )تعتبر مشكلة الإحساس والإدراك من المشكلات الفلسفية المعقدة والتي طرحت علي طاولة الحث الفلسفي في صورته القديمة والحديثة ولاشك أن التحليل المنطقي يؤدي بنا إلى حل توفيقي تجمع فيه بين (الحواس والعقل) وهذا ما ذهب إليه الفيلسوف الألماني كانط في قوله <<حدوس حسية بلا مفاهيمعقلية عمياء ومفاهيم عقلية بلا حدوس حسية جوفاء>>
الخاتمة (حل الإشكالية)
في الأخير الإحساس والإدراك من القضايا البارزة في الفلسفة وقد تبين لنا أن العلاقة بينهما مشكلة أدت إلى تقارب في الآراء بين مذهبين العقليون الذين أرجعوا الإدراك إلى نشاط الذهني والحسيون الذين قالوا أن الإدراك مصدر الإحساس وكمخرج للمشكلة نستنتج أن الإدراك محصلة لتكامل الحواس والعقل معا
❀ حسآم ❀
2015-08-02, 17:08
هل الإدراك تجربة ذاتية نابعة من الشعور أم محصلة نظام الأشياء ؟
المقدمة :طرح الإشكالية
يتعامل ويتفاعل الإنسان مع عالمه الخارجي بما فيه منأشياء مادية وأفراد يشكلون محيطه الاجتماعي , يحاول فهم وتفسير وتأويل ما يحيط بهوهذا هو الإدراك , فإذا كنا أمام موقفين متعارضين أحدهما يربط الإدراك بالشعور(الظواهرية ) والأخر بنظام الأشياء(القشتالت ) فالمشكلة المطروحة : هل الإدراك مصدره الشعور أم نظام الأشياء
التحليل : محاولة حل الإشكالية
عرض الأطروحة الأولى
ترى هذه الأطروحة الظواهرية أن الإدراك يتوقف على تفاعل وانسجام عاملينهما الشعور والشيء المدرك , وحجتهم في ذلك أنه إذا تغير الشعور يتغير بالضرورةالإدراك ومن دعاة هذه الأطروحةهوسرلوهو مؤسس مذهبالظواهرية حيث قال<< أرى بلا انقطاع هذه الطاولة سوف أخرجوأغير مكاني عن إدراكي لها يتنوع >> وهكذا الإدراك يتغير رغم أنالأشياء ثابتة والإدراك عندهم يكون أوضح من خلال شرطين( القصديةوالمعايشة ) أي كلما اتجه الشعور إلى موضوع ما وإصل به يكون الإدراك أسهلوأسرع وخلاصة هذه الأطروحة عبر عنهاميرلوبونتيبقوله<< الإدراك هو الإتصال الحيوي بالعالم الخارجي.
النقد :
من حيث المضمون الأطروحة بين أيدينا نسبيةلأنها ركزت على العوامل الذاتية ولكن الإدراك يحتاج إلى العوامل الموضوعية بنيةالشيء وشكله ولذلك نقول إنها نسبية أيضا من حيث الشكل .
عرضالأطروحة الثانية
ترى هذه الأطروحة أن الإدراك يتوقف على عامل موضوعي ألاوهو ( الشكل العام للأشياء ) أي صورته وبنيته التي يتميز بها وحجتهم في ذلك أن تغيرالشكل يؤدي بالضرورة التي تغير إدراكنا له وهكذا **** هذه الأطروحة الأهمية إلىالصورة الكلية وهي هذا المعني قالبول غيوم* << الإدراك ليس تجميعا للإحساسات بل أنه يتم دفعة واحدة >> ومن الأمثلة التي توضح لنا أهمية الصورة والشكل أن المثلث ليس مجردثلاثة أضلاع بل حقيقية تكمن في الشكل والصورة التي تكمن عليها الأضلاع ضف إلى ذالكأننا ندرك شكل اٌلإنسان بطريقة أوضح عندما نركز على الوجه ككل بدل التركيز علىوضعية العينين والشفتين والأنف وهذه الأطروحة ترى أن هناك قواعد تتحكم في الإدراكمن أهمها التشابه( الإنسان يدرك أرقام الهاتف إذا كانت متشابه ) وكذلك قاعدة المصير المشترك إن الجندي المختفي في الغابة الذي يرتدي اللونالخضر ندركه كجزء من الغابة , وكل ذلك أن الإدراك يعود إلى العوامل الموضوعية .
النقد:
صحيح أن العوامل الموضوعية تساهم في الإدراكولكن في غياب الرغبة والاهتمام والانتباه لا يحصل الإدراك , ومنه أطروحة الجاشطالتنسبية شكلا ومضمونا .
التركيب :
إن الظواهرية لا تحللنا إشكالية لأن تركيز على الشعور هو تركيز على جانب واحد من الشخصية والحديث علىبنية الأشياء يجعلنا نهمل دور العوامل الذاتية وخاصة الحدس لذلك قالباسكال<< إننا ندرك بالقلب أكثر مما ندركبالعقل >> وكحل الإشكالية نقول الإدراك محصلة لتفاعل وتكامل العواملالذاتية مع العوامل الموضوعية فمن جهة يتكامل العقل مع التجربة الحسية كما قال كانطومن جهة أخرى يتكامل الشعور مع بنية الأشياء.
الخاتمة:
وخلاصة القول أن الإدراك عملية معقدة ينقل الإنسان من المحسوس إلى المجردفالمحصلة فهم وتفسير وتأويل وقد تبين لنا أن مصدر الإدراك إشكالية اختلفت حولهاأراء الفلاسفة وعلماء النفس ويعد استعراض الأطروحتين استخلاص النتائج نصل إلى حلالإشكالية
الإدراك محصلة للتفاعل وتكامل العوامل الذاتية مع العوامل الموضوعية
❀ حسآم ❀
2015-08-02, 17:09
أيهما أهم في الإدراك : العوامل الذاتية أم العوامل الموضوعية ؟
إذا كان علم النفس التقليدي قد نظر إلى الشروط الذاتية النفسية والعقلية و البيولوجية على أنها مجموعة العناصر الأولية والضرورية في حدوث عملية الإدراك . وإذا كان علم النفس الحديث يعتبر ذلك خطأ وراح يصحح هذه النظرة منطلقا من أن العوامل الموضوعية هي الضرورية في عملية الإدراك , فإلى أي منهما تعود الأفضلية في حصول عملية الإدراك إلى الذات أم إلى الموضوع ؟
الأفضلية في الإدراك تعود إلى عوامل ذاتية :
يذهب بعض العلماء وخاصة علماء النفس التقليدي إلى أن العوامل الذاتية مثل الاستعدادات العقلية هي التي تمكن من الإدراك , فالإنسان عندما يكون مرتاحا تكون لديه قدرة على الانتباه والتركيز أفضل مما يكون في حالة قلق , كما يدرك الفرد بسهولة الأشياء التي تتفق مع ميوله ورغباته ...
وهذا الموقف نجده عند الذهنيين أمثال " ديكارت " : " الإدراك حكم عقلي " وعند التجريبيين أمثال " جورج بركلي " : " إدراك المسافات حكم يستند إلى التجربة " . كما يقف " بيرلو " من خلال تجاربه على أطفال عرب ( إدراك الأشياء من اليمين إلى اليسار) وغير العرب ( إدراك الأشياء من اليسار إلى اليمين ) أن الإدراك راجع إلى دور العادة .
لكن العوامل الذاتية وحدها غير كافية , وإلا تمكن الجميع من الإدراك لأن قدرة العقل مشتركة كما أن القدرات العقلية أحيانا لا يمكنها تجاوز العوائق الخارجية .
الأهمية في الإدراك تعود إلى العوامل الموضوعية :
يذهب البعض الآخر من العلماء وخاصة علماء النفس الحديث إلى أن الإدراك يعود إلى الموضوع الخارجي , لا إلى الاستعدادات العقلية فالشكل الخارجي للموضوع وبناؤه العام هو الذي يحدد درجة الإدراك وهذا الرأي نجده عند علماء الجشطالط كوهلر , بوهلر و فرتيمر الذين ركزوا على الصفة الكلية للموضوع واعتبروها أساس الإدراك فالجزء لا يكتسب معناه إلا داخل الكل الذي ينتظم وفق قوانين يسميها الجشطالط قوانين الانتظام و هي تتحكم في العلاقة بين الصورة والخلفية , فعندما تكون هذه العلاقة منتظمة تبرز الصورة الفضلى أي الصيغة البارزة . أما إرادة الإنسان فلا تتدخل إلا في حالة وجود صورتين فضليين مثلا في الشكل : وجهان متقابلان أو مزهرية .
لكن العوامل الموضوعية وحدها غير كافية هي الأخرى و إلا تساوى الإدراك عن جميع المدركين لأن الموضوع واحد , كما أن لكل إنسان اهتمامه فلا يعود للصورة الفضلى الأفضلية في الإدراك عند الجميع .
الإدراك يكون بتظافر العوامل الذاتية مع العوامل الموضوعية :
إن العلاقة بين العوامل الذاتية والعوامل الموضوعية يبدو على أنها علاقة تنافر باعتبار أن الأولى داخلية وتتعلق بخصائص شخصية الفرد و أحواله الذاتية . والثانية خارجية وتتعلق بالمحيط الذي يوجد فيه الشخص , والواقع أن هذه العلاقة هي علاقة تجاور لأننا من الناحية العملية لا نستطيع أن نفصل بين ما هو داخلي وما هو خارجي فالفرد يدرك بالاعتماد عليهما معا .
إن حصول عملية الإدراك عند الإنسان لا يمكن ردها إلى العوامل الذاتية وحدها فقط وإنما الإدراك عملية تتم عن طريق التكامل والتعاون بين العوامل الذاتية والعوامل الموضوعية
❀ حسآم ❀
2015-08-02, 17:11
هل يمكن الفصل بين الإحساس و الإدراك ؟
الإحساس : ظاهرة نفسية متولدة عن تأثر إحدى الحواس بمؤثر ما , وبذلك فهو أداة اتصال بالعالم الخارجي ووسيلة من وسائل المعرفة عند الإنسان بينما الإدراك هو عملية عقلية معقدة نتعرف بها على العالم الخارجي بواسطة الحواس ومن خلال تعريفها تظهر العلاقة القائمة بينهما والتقارب الكبير الذي يجمعهما مما أثار إشكالا لدى الفلاسفة وخاصة علماء النفس حول الذي يجمعهما مما أثار إشكالا لدى الفلاسفة وخاصة علماء النفس حول إمكانية الفصل بينهما أو عدمه, بمعنى إن شعور الشخص بالمؤثر الخارجي و الرد على هذا المؤثر بصورة موافقة هل نعتبره إحساس أم إدراك أم أنهما مع يشكلان ظاهرة واحدة ؟
إمكان الفصل بين الإحساس والإدراك :
يؤكد علم النفس التقليدي على ضرورة الفصل بين الإحساس و الإدراك و يعتبر الإدراك ظاهرة مستقلة عن الإحساس انطلاقا من أن الإحساس ظاهرة مرتبطة بالجسم فهو حادثة فيزيولوجية ومعرفة بسيطة , أما الإدراك فهو مرتبط بالعقل . أي عملية عقلية معقدة تستند إلى عوامل كالتذكر والتخيل و الذكاء وموجه إلى موضوع معين . فيكون الإحساس معرفة أولية لم يبلغ بعد درجة المعرفة بينما الإدراك معرفة تتم في إطار الزمان والمكان . حيث يقول " ديكارت " : " أنا أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت أحسب أني أراه بعيني
"
. ويقول " مين دوبيران Maine de Biran : " الإدراك يزيد على الإحساس بأن آلة الحس فيه تكون أشد فعلا والنفس أكثر انتباه ... " .
وكما يختلف الإدراك عن الإحساس فكذلك يختلف عن العاطفة لأن الإدراك في نظرهم حالة عقلية والعاطفة حالة وجدانية انفعالية .
لكن إمكانية الفصل بين الإحساس و الإدراك بشكل مطلق أمر غير ممكن باعتبار أن الإدراك يعتمد على الحواس . حيث قال التهانوي :
" الإحساس قسم من الإدراك " وقال الجرجاني : " الإحساس إدراك الشيء بإحدى الحواس " .
استحالة الفصل بين الإحساس والإدراك :
يؤكد علم النفس الحديث على عدم إمكانية الفصل بين الإحساس والإدراك كما أن الفلسفة الحديثة تنظر إلى الإدراك على أنه شعور بالإحساس أو جملة من الاحساسات التي تنقلها إليه حواسه , فلا يصبح عندها الإحساس و الإدراك ظاهرتين مختلفتين وإنما هما وجهان لظاهرة واحدة , ومن الفلاسفة الذين يطلقون لفظ الإحساس على هذه الظاهرة بوجهيها الانفعالي والعقلي معا " ريد Reid " حيث يقول :
" الإدراك هو الإحساس المصحوب بالانتباه " .
بينما يبني الجشطالط موقفهم في الإدراك على أساس الشكل أو الصورة الكلية التي ينتظم فيها الموضوع الخارجي , فالجزء لا يكتسب معناه إلا داخل الكل . فتكون الصيغة الكلية عند الجشطالط هي أساس الإدراك . فالإدراك يعود إلى العوامل الموضوعية . فالصيغ الخارجية هي التي تفرض قوانينها علينا و تؤثر على إدراكنا , وبذلك فهي تحد من قدراتنا العقلية . وعليه فالإدراك ليس مجموعة من الاحساسات و إنما الشكل العام للصورة هو الذي يحدد معنى الإدراك . فالثوب المخطط عموديا قد يزيد من أناقة الفتاة , وذات الثوب بخطوط أفقية قد يحولها إلى شبه برميل .
لكن رد الإدراك بشكل كلي إلى الشكل الخارجي أمر لا تؤكده الحالة النفسية للإنسان فهو يشعر بأسبقية الإحساس الذي تعيشه الذات كما أن رد الإدراك إلى عوامل موضوعية وحدها , فيه إقصاء للعقل ولكل العوامل الذاتية التي تستجيب للمؤثر . وإلا كيف تحدث عملية الإدراك ؟ ومن يدرك ؟
الإدراك ينطلق من الإحساس ويتجه نحو الموضوع :
إن الإدراك عملية نشيطة يعيشها الإنسان فتمكنه من الاتصال بالموضوع الخارجي أو الداخلي , وهو عملية مصحوبة بالوعي فتمكنه من التعرف على الأشياء . والإدراك يشترط لوجوده عمليات شعورية بسيطة ينطلق منها . و هو الإحساس , بكل حالاته الانفعالية التي تعيشها الذات المدركة , ووجود الموضوع الخارجي الذي تتوجه إليه الذات المدركة بكل قواها وهو ما يعرف بالموضوع المدرك .
إن الاختلاف بين علم النفس التقليدي الذي يميز بين الإحساس و الإدراك , وعلم النفس الحديث الذي لا يميز بينهما باعتبار أن العوامل الموضوعية هي الأساس في الإدراك يبقى قائما . غير أن التجربة الفردية تثبت أن الإنسان في اتصاله بالعالم الخارجي وفي معرفته له ينطلق من الإحساس بالأشياء ثم مرحلة التفسير والتأويل فالإحساس مميز عن الإدراك ليسبقه منطقيا إن لم يكن زمنيا .
❀ حسآم ❀
2015-08-02, 19:34
مخطط لدرس الاحساس و الادراك
http://store2.up-00.com/2015-09/144213082151.jpg
❀ حسآم ❀
2015-08-08, 18:09
شكرا
بارك الله فيك
و فيك بارك الله
شـــــراف
2015-08-08, 19:20
شكرا لك اخي
الوحدة الاولى مهمة جدا لاي طالب سيجتاز البكالوريا . أعتقد ان الاحساس والادراك نسبة وجوده هذا العام كبيرة
hocine77
2015-08-09, 14:45
بارك الله فيك
❀ حسآم ❀
2015-08-10, 10:49
شكرا لك اخي
الوحدة الاولى مهمة جدا لاي طالب سيجتاز البكالوريا . أعتقد ان الاحساس والادراك نسبة وجوده هذا العام كبيرة
بالتأكيد ، انا اتوقع بنسبة 60 % درس الاحساس و الادراك في البكالوريا
❀ حسآم ❀
2015-08-10, 10:50
بارك الله فيك
و فيكم بارك الله
شـــــراف
2015-08-10, 17:28
حتى درس الشعور والاشعور ستكون له مكانة هذا العام في اعتقادي الشخصي . كل الخوف ان يتم قلب القاعدة مثل العام الفارط . مقالة الانظمة من الثلاثي الثاني وضعت كجدلية الحمد لله انها مقالة سهلة ورائعة
❀ حسآم ❀
2015-08-10, 17:52
حتى درس الشعور والاشعور ستكون له مكانة هذا العام في اعتقادي الشخصي . كل الخوف ان يتم قلب القاعدة مثل العام الفارط . مقالة الانظمة من الثلاثي الثاني وضعت كجدلية الحمد لله انها مقالة سهلة ورائعة
نعم الاحساس و الادراك و الشعور و اللاشعور متوقع وقوعهما هذه السنة بالاضافة الى الاخلاق و الحقوق و الواجبات و فلسفة الرياضيات
بلقاسم الأمين
2015-08-25, 13:01
شكرا لكم على هذه المعلومات الرائعة
هاجر نور الإيمان
2015-08-27, 21:11
شكرا👍👍👍👍👍👍👍
Nino la belle
2015-09-01, 12:24
mrcccccccccccccccccc bcp
شكراا على الدرس الاولي لمادة الفلسفة
❀ حسآم ❀
2015-09-12, 15:10
بالتوفيق لكم ..
BABASSI23
2015-09-12, 16:00
بارك الله فيك يا أخي
❀ حسآم ❀
2015-09-13, 08:56
بارك الله فيك يا أخي
و فيك بارك الله
صَــــآابْرِيــنَــ~
2015-09-13, 12:44
بارك الله فيك
مشكوووور أخي
❀ حسآم ❀
2015-09-14, 14:08
بارك الله فيك
مشكوووور أخي
و فيكم بارك الله
بثينة الامل
2015-10-08, 17:23
شكرا وجزاك الله خيرا
fatnhana
2015-11-09, 10:52
أشكرك جزيل الشكر لهذا الشرح المفصل فلم أدرس الفلسفة سابقا وأنا الآن تحضيري dea أدب
باصور عادل
2019-10-06, 19:15
المادة:فلسفة
النشاط: درس نظري
المشكلة: الإحساس و الإدراك
كنت أنت وصديقك المكي في طريقكما إلى المدرسة فوجدتما صبيان يلعبان النرد فبادرك المكي بالقول :
هل رأيت هذا النرد إنه يملك ستة أوجه فقلت له :وكيف عرفت أنه يملك ستة أوجه وأنت لم تلمسه أو تختبرهٌ ؟
المكي:وهل هذا لازم فأنا وعن طريق عقلي أدركت أن له ستة أوجه.
عبدالقادر:أما أنا فلا أستطيع أن أصدر حكماً دون الاحتكام إلى حسي و تجربتي.
تعليمة:ما رأيك؟
من أجل إبداء الرأي الشخصي حول المسألة ينبغي طرح الأسئلة التالية:
1ـماهو الإحساس؟
2ـما هو الإدراك؟
3ـما الفرق بين الإحساس و الإدراك؟
4ـما هي النظرية العقلية ؟
5ـما هي النظرية الحسية؟
6ـ
{عناصر الدرس :
1ـ:تعريف الإحساس:
هو الفعل الذي تؤديه إحدى الحواس ،وهو عبارة عن ظاهرة فيزيولوجية أولية تعبر عن تأثر إحدى الحواس بإحدى المؤثرات الخارجية ،والذي يهدف إلى التعرف على العالم الخارجي .
2ـ:الإحساس بين الخاصية والوظيفة :
ـالإحساس إنفعال أولي:
ـالإحساس هو ذو طبيعة خارجية .
ـ حقيقة الإحساس تعبير عن انفعال أعضاء الحس بإحدى المؤثرات الخارجية.
الإحساس انفعال بسيط بين الذات والعالم الخارجي فمثلا:شم رائحة طيبة يترك انفعالاً وتأثيرا على العضو الحسي[الأنف]وتترك فيه انطباعا نفسيا انفعاليا لدى الذات الحسية .
الإحساس عملية تكيف مع العالم الخارجي:
ـالإحساس عملية تمكن من التواصل مع المحيط الخارجي.
ـالإحساس أداة تربط الإنسان بالعالم المعاش.
ـالإحساس تجربة مباشرة اتجاه الأشياء.
مكونات الإحساس:
أ:ـ المؤثر:وهو ما يعبّر عنه بالمحيط الخارجي.
ب:ـالذات الحاسة:وهو ما يملكه الإنسان من أعضاء الحس.
ج:ـالإنطباع الحسي أو النفسي:وهو ما يتركه المؤثر من أثر على الذات الحاسة.
ـــ تعريف الإدراك:
أــ لغة:أدرك أي لحق ويقال كذلك معناها عرف وعقل.
ب ــ إصطلاحا:هو مجموعة من عمليات عقلية عليا مركبة معقدة تقتضي الكثير من الأفعال الذهنية .
كما عرفه {لالاند }في قاموسه بأنه الفعل الذي ينظم به الفرد إحساساته.
ــ عوامل الإدراك وأخطاءه:
1\ـ عوامل الإدراك:
إن حدوث عملية الإدراك تتحدد بشروط وعوامل قد ترتبط بالذات المدركة أو النوع المدرك أو بالموقف الذي يشكلهما.
أ\ـ العوامل الذاتية (الداخلية):
و يقصد بها مجموعة الشروط المرتبطة بالذات المدركة ،ومن أهم هذه العوامل هي:
1\ــ عامل الخبرة أو الألفة:
فاللإنسان يدرك الأشياء التي سبق وأن إختبرها وتعرف عليها فمثلا:نحن نقرأ الأبيات التي سبق وأن حفظناها بطريقة أسهل من الجديدة علينا.
2/ـ عامل التوقع:
بمعنى أننا ندرك الأشياء بسهولة إذا كنا نتوقع حدوثها،وذلك راجع إلى أن الإدراك يتأثر بالتهيؤ والاستعداد العقلي.
3/ـ عامل الانتباه:
حيث يساعد تركيز العقل وتهيؤه والاهتمام بالشيء على إدراكه.
4/ـ الحالة الجسمية والنفسية للذات المدركة:
حيث يتأثر إدراكنا بالأشياء لحالتنا النفسية و الجسمية وقت الإدراك.
5/ـ العوامل الثقافية والاجتماعية للذات المدركة:
فثقافة الشخص ومعتقداته تؤثر بما يدركه من موضوعات ،فالإدراك يتأثر بالاتجاهات والميول و النزعات الشخصية للذات المدركة.
ب/ــ العوامل الموضوعية (الخارجية):
ونقصد بها مجموعة الشروط المرتبطة بالأشياء الخارجية والموضوعات الإدراكية.
1/ــ عامل الشكل والأرضية:
حيث أننا ندرك الأشكال أولاً ثم الأرضية بعد ذلك مثل:الوردة والقماش الذي رسمت عليه.
2/ــ عامل التقارب:
فالأشياء المتقاربة في الزمان والمكان يسهل إدراكها كصيغ متكاملة مثل:
أسنان المشط.
3/ــ عامل التشابه:
فنحن ندرك الأشياء المتشابهة في الشكل أو الحجم أو اللون.
4/ــ عامل الاتصال:
فالأشياء أو الظواهر التي لها صلة ببعضها تدرك على أنها صيغ متكاملة.
5/ــ عامل الإغلاق:
فنحن خلال عملية الإدراك نميل إلى سد الثغرات أو النقائص أو التغاضي عنها مثل:شكل الدائرة عندما يكون غير مكتمل فالإنسان يميل إلى إكماله.
الاستنتاج :
[وعليه نستنتج أن عملية الإدراك تتأثر بعوامل متعددة منها ما هو داخلي مرتبط بخصائصها الذات المدركة وأحوالها ، ومنها ما هو خارجي متعلق بالمجال والموضوعات الإدراكية]
أخطاء الإدراك:
إذا كان الإدراك قدرة عقلية منطقية فكيف يمكن أن يقع في الأخطاء؟
أ/ــ الخداع البصري:
و يمكن الاستدلال على هذه الفكرة بأشكال الأشياء الخارجية ومدى تأثرها بالمسافة أو اللون أو الحركة فمثلا: شكل القلم عند إدخاله في فوهة فنجان يظهر أنه غير شكله العادي.
ب/ــ الخداع الحركي:
و هو عبارة عن إدراك الحركة في مكان لا توجد فيه مثلا: حركة بالونين إحداهما كبير (المسافة) والآخر صغير فحركتهما في الهواء تظهر على أن الكبير قريب المسافة والصغير بعيد المسافة.
1/ــ ما هو أساس المعرفة ؟هل الإحساس أم الإدراك؟:
البحث عن أساس المعرفة قديم اتسم باحتدام الجدل والخلاف بين مؤيد للعقل وآخر للإحساس فما هو أساس المعرفة يا ترى؟
1/ــالنظرية الحسية:
يذهب أصحاب المذهب التجريبي إلى اعتبار أن الإحساس و التجربة الحسية مقياس المعرفة ومصدرها الأول وأن كل مل يحصل من معارف ومكتسبات يرد إلى العالم الحسي الخارجي .
ومن هنا ينكر التجريبيون بالقول بوجود مبادئ فطرية في العقل ،فالمعارف عندهم مكتسبة وبعدية تكتسب عن طريق التجربة الحسية ،وإنما يوجد في عقولنا ما هي إلا انطباعات حسية والعقل إلا مرآة عاكسة لصور المحسوسات لهذا يقول جون لوك[لا يوجد شيء في العقل ما لم يكن موجودا قبل في الحس]
وقال ديفيد هيوم [الحواس هي الوسائل الوحيدة للمعرفة]
و من هنا نرى أن التجريبيون ينفون دور العقل في اكتساب المعارف ويسندون للتجربة مهمة استقصاء المعرفة ومن ثمة فالتمييز بين الإحساس و الإدراك أمر محتوم وأن الإحساس أعلى مرتبة من الإدراك.
النقد:
صحيح أن التجربة لها دور في اكتساب المعرفة غير أن الحسيين أهملوا دور العقل و جعلوا من وظيفته مجرد ربط بين الإحساسات .
2/ــ النظرية العقلية:
يرى العقليون أن العقل هو أساس المعرفة*وأن ما يوجد لدينا من معارف وخبرات مردها إلى العقل ،والإدراك هو أساس معرفة الأشياء والموضوعات ، ومصدر إدراك المعاني والصفات على الأشياء وتفسيرها وما الحواس إلا إرادة للربط بين الإنسان والعالم الخارجي وهي مرتبطة بالبدن وكثيرا ما تخدعنا وتوقعنا في الخطأ،كما أكد على ذلك ديكارت وآلان حيث يقول هذا الأخير:[الشيء يعقل ولا يحس به] وكذلك بركلي حيث يقول [وجود الشيء قائمعلى إدراكي أنا له ] ويقول أيضا ديكارت [إني أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت أحسب أن أراه بعيني] ومن هنا يظهر أن الإحساس وحده لا يقدم معرفة وأنه أدنى قيمة من من الإدراك هذا الأخير هو الذي يمثل أساس المعرفة الحقة ويلزم التمييز بينهما.
النقد:
صحيح أن الإدراك له دور في جلب المعرفة غير أن العقليين اهتموا بالعقل وقللوا من شأن الإحساس لأنه في نظرهمأن الحواس لا تمدنا إلا بمعارف سطحية في حين أن هناك أشياء نحس بها ولا ندركها .
ـــ طبيعة العلاقة بين الإحساس والإدراك:
إن المواقف التقليدية التي تفرق بين الإحساس و الإدراك أدت إلى ظهور وجهات نظر جديدة ، تنظر إلى الإحساس والإدراك على أن لهما علاقة مباشرة، ومن ثمة وجب رفض التمييز بينهما ، ومن أشهر من دافع عن هذا التوجه .
أ/ــ المدرسة الجشطالية :
وهي مدرسة رفضت التمييز بين الإحساس والإدراك ، وكلمة جشطالت [تعني الشكل أو الصيغة] ، بمعنى أنه لا يمكن فهم الأجزاء أو إعطاء ها معنى إلا من خلال ربطها بالكل [الصيغة] فالصيغة التي تععطي للأجزاء معناها وشكلها في بناء عام ، فمثلا: الأنغام الموسيقية لا قيمة لها إلافي تواصلها ، وكذلك كلمة :[قدر] قد يختلف معناها باختلاف الصيغة التي تنتمي إليها وتتواجد فيها مثل : إن فلان له قدر كبير من المال ، فهنا يختلف معناها عن قولنا : إن الله قدّرمصائر العباد ، إذن فالإدراك عند الجشطاليين هو إدراك للكل أو المجموعات ذات صور وبيّنات ،وأن العناصر الجزئية تكون مختلفة تبعا للشكل أو الصيغة التي تنتمي إليها مثال : مثل الأرضية السوداء التي تكون عليها الأقراص الصفراء ليست متشابهة تماما مثل الأرضية البيضاء التي تكون عليها الأقراص الصفراء ، وعلى هذا تكون مدرسة الجشطالت لم تأخذ بالعوامل الحسية وحدها ولا بالعوامل العقلية بل أخذت بهما معا من خلال ربط الموقف بالبنية .
النقد :
نحن لا ننكر أن مدرسة الجشطالت قد ساهمت في تطوير نظرية المعرفة وخاصة في عدم تمييزها بين الإحساس و الإدراك إلا أنها مالت إلى التركيز على الشروط الذاتية وأعطت الأولوية للمجال الموضوعي .
ب/ــ المدرسة الظواهرية :
يذهب الظواهريون على رأسهم أدموند هوسرل إلى رفض التمييز بين الإحساس والإدراك ، لأن الإدراك عندهم ليس تأويل للإحساس بل هو الإمتلاك للمعنى الداخلي للمحسوسات ، فالعالم الموضوعي ليس هو ما نفكر فيه بل هو ما نحياه و نعايشه و نقصد إليه كتجربة مباشرة نعيشها و نشعر بها لهذا يقول مرلو بنتي :[إن الإحساس هو ذلك الاتصال الحيوي بالعالم الذي يجعله لنا حاضرا بصفته مكانا مألوفا في حياتنا ، ومنه يستمد الموضوع المدرك والذات المدركة سمكهما ،إنه نسيج قصدي يعمل لسعيه إلى المعرفة عل تفكيكه ] لهذا جعلت الظواهرية من الشعور القصدي المرتبط بالإحساس والإدراك المصدر الأول في المعرفة .
النقد :
لكن ما تذهب إليه الظواهرية في القول والقصد والتجربة الشعورية والمعايشة يؤدي إلى اختلاف الأحكام وهذا راجع إلى اختلاف التجارب ، كما أنها غلبت الشعور الذاتي بالإدراك على العالم الخارجي و عوامله الموضوعية .
*ــ خاتمة :
نستنتج أن مناقشة طبيعة العلاقة بين الإحساس و الإدراك ومحاولة التمييز بينهما عملية لا جدوى منها ، لأنهما عمليتان متكاملتان ، فالإحساس وسيلة الإنسان للاتصال المباشر بالعالم الخارجي و العقل وسيلة الإنسان لترجمة ما يتلقاه من هذه الحواس .
الكاتب :*** بن لشهب سالم........................
الدرس : الإحساس و الإدراك .************************************************* *** بالتوفيق للجميع .
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir