gatboulerbah
2009-09-13, 16:48
يبدو أنّناوَلُوعُونَ بعدمِ البحثِ في الأسباب التي تقفُ وراء نشوءِ الظواهر الاجتماعيّة والفكريّة ، فترانا نعمد إلى تقنيةِ "الصُّدْفة"نبرر بها أيُ طارئٍ فلانتعب الآخرين بالتحليلِ ولا نتْعَبُ من كثرة التأويلِ. فبالصُّدْفةِ يحبُّ الواحدُ منّا، وبها يتزوّجُ وعليها يعتمدُ في كسبِ قوتِه بل ويظلُّ يحمِلُها شِعارًا لتبريرِ جحيمِ دُنْياه يتغيَّا بذلك دخولَ جِنانِ الآخرةِ. ولأنّي عربيّ أحبُّ أسلافي وأتعصَّبُ لمناخاتِهم الفكريّة التي يشرحون بها صَدْرَ الواقع، فقد اتكأتُ على قانونِ الصُّدْفةِ لأبرِّرَ "وليسَ سهلاً أنْ نبرِّرَ العلائق بين الأشياءِ" هذا التضامنَ الحميمَ بين أزمنةٍ ثلاثةٍ: زمنِ الصومِ وزمنِ العيدِ وزمن العودة المدرسيّةِ. وهي أزمنةٌ نراها راحتْ تأكلُ من لحمِ المُواطِنِ ونظنُّها ستمتصُّ قريبًا لُبَّ عِظامِه ما قدْ يجعلُه يمشي خَواءً رُوحًا بلا جسدٍ، فإذا رحمهَ رُبُكَ وبقيَ فيه الجسدُ فسيكون عارِيًا، فإذا تغطّى بلباسٍ فلا نَخالُ جيوبَه إلاّ فارغةً تُصفِّرُ فيها رياحُ العولمةِ بأزماتِها الماديّةِ.
*******
في رمضان، تنفتِحُ شبابيكُ البُطونِ على ما في الأرضِ من خيراتٍ ولذائذَ. وفيه ينزلُ دِماغُ المرءِ من جُمْجُمتِه إلى كِرْشِه، فيكون التفكير نابعًا من هُناك محصورًا في الأكل وما شاكلَه. فترى الفردَ منّا يسعى في الأسواق ومعه مجموعةٌ من القِفافِ المُتَلهِّفةِ إلى أنواع الغلال والخضر والممَلّحاتِ والمُحَلِّيات واللحوم بأنواعِها، ذلك أنّ مفهومَ "ترشيد الاستهلاك" يظلُّ مُعطَّلاً عن الحركةِ فاسِحًا في المجالِ لمفهومٍ آخر هو "الاستهلاك التَّظاهريّ" الذي يتجاوز إشباعَ حاجاتِ البطنِ إلى إشباعِ صورةِ الفردِ لدى المجموعة من جيرانِه، فكلّما تنوّعت روائح الأطعمة اقترب صاحبُ البيتِ من منزِلةِ الكِبارِ الاجتماعيّينَ.
**********
بعد رمضانَ، تَعودُ أدمِغَتُنا إلى جماجِمِنا ثخينةً كارهةً كلَّ فعلٍ تفكيريٍّ فَتضعنا أمام أطفالِنا ومستلزماتِ عودتِهم إلى قاعاتِ الدَّرْسِ دون حلولٍ. وبعد أن نتيقّنَ من فراغِ جيوبِنا وكثرةِ الصَدِّ الذي تُلاقيه بطاقاتُنا البنكيّةِ من السّاحِبِ الآليِّ الحائطيِّ، نعودُ نمارِسُ رياضةَ تبريرِ فعلِ التّدايُنِ لتجاوز الأزمةِ الماليّة وتلبية حاجاتِ صغارِنا إلى ملابسَ جديدةٍ وكتبٍ مدرسيّةٍ رسميّةٍ وأخرى موازيةٍ لتحقيقِ النّصرِ على الجهلِ. في ذلك الوقتِ، نكتشِفُ أنّ أمرَ السُّلْفةِ مُعتاصٌ جدًّا، لأنّ "صُدْفةَ" تزامُنِ رمضان والعيدِ مع العودةِ المدرسيّةِ قد أفرغتنا من كلّ أبيضٍ وأدخلتنا في ظُلماتِ العَجْزِ عن تلبيةِ الحاجاتِ الضروريّةِ ونحن، كما نحن دومًا، لم نقرأْ للآتي حسابًا.
هل ما قرأتم تخاريف رمضانية؟أم واقع يتخبط فيه رب كل أسرة؟؟
وصح رمضانكم....
*******
في رمضان، تنفتِحُ شبابيكُ البُطونِ على ما في الأرضِ من خيراتٍ ولذائذَ. وفيه ينزلُ دِماغُ المرءِ من جُمْجُمتِه إلى كِرْشِه، فيكون التفكير نابعًا من هُناك محصورًا في الأكل وما شاكلَه. فترى الفردَ منّا يسعى في الأسواق ومعه مجموعةٌ من القِفافِ المُتَلهِّفةِ إلى أنواع الغلال والخضر والممَلّحاتِ والمُحَلِّيات واللحوم بأنواعِها، ذلك أنّ مفهومَ "ترشيد الاستهلاك" يظلُّ مُعطَّلاً عن الحركةِ فاسِحًا في المجالِ لمفهومٍ آخر هو "الاستهلاك التَّظاهريّ" الذي يتجاوز إشباعَ حاجاتِ البطنِ إلى إشباعِ صورةِ الفردِ لدى المجموعة من جيرانِه، فكلّما تنوّعت روائح الأطعمة اقترب صاحبُ البيتِ من منزِلةِ الكِبارِ الاجتماعيّينَ.
**********
بعد رمضانَ، تَعودُ أدمِغَتُنا إلى جماجِمِنا ثخينةً كارهةً كلَّ فعلٍ تفكيريٍّ فَتضعنا أمام أطفالِنا ومستلزماتِ عودتِهم إلى قاعاتِ الدَّرْسِ دون حلولٍ. وبعد أن نتيقّنَ من فراغِ جيوبِنا وكثرةِ الصَدِّ الذي تُلاقيه بطاقاتُنا البنكيّةِ من السّاحِبِ الآليِّ الحائطيِّ، نعودُ نمارِسُ رياضةَ تبريرِ فعلِ التّدايُنِ لتجاوز الأزمةِ الماليّة وتلبية حاجاتِ صغارِنا إلى ملابسَ جديدةٍ وكتبٍ مدرسيّةٍ رسميّةٍ وأخرى موازيةٍ لتحقيقِ النّصرِ على الجهلِ. في ذلك الوقتِ، نكتشِفُ أنّ أمرَ السُّلْفةِ مُعتاصٌ جدًّا، لأنّ "صُدْفةَ" تزامُنِ رمضان والعيدِ مع العودةِ المدرسيّةِ قد أفرغتنا من كلّ أبيضٍ وأدخلتنا في ظُلماتِ العَجْزِ عن تلبيةِ الحاجاتِ الضروريّةِ ونحن، كما نحن دومًا، لم نقرأْ للآتي حسابًا.
هل ما قرأتم تخاريف رمضانية؟أم واقع يتخبط فيه رب كل أسرة؟؟
وصح رمضانكم....