تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ★☆★|| يستّحق الإطلاع ||★☆★ ....أثر و تعليق __موضوع متجدد__


miramer
2015-07-29, 19:08
http://im67.gulfup.com/GJhk4k.gif
http://cdn.top4top.net/i_f53360d41e1.gif
وصية جامعة


كتب رجل إلى ابن عمر رضي الله عنهما أن اكتب إلي بالعلم كلِّه. فكتب إليه: إنَّ العلم كثير، ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس، خميص البطن من أموالهم، كاف اللسان عن أعراضهم، لازما لأمر جماعتهم، فافعل.[سير أعلام النبلاء للذهبي5/216].
الله أكبر كلمات يسيرة إلا أنَّها حوت جماع حقوق العباد ، ولكنْ ما أكثر التفريط فيها ولاسيما عندما تشرئب الفتن أعاذنا الله.


من الموقع الرسمي لشيخ/عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

miramer
2015-07-29, 19:09
حلم ابن عون


كان عبد الله بن عون لا يغضب، فإذا أغضبه رجل، قال: بارك الله فيك. حلية الأولياء لأبي نعيم (3/39).
ليتنا نعتبر مقارنة بحالنا ومقالنا عند الغضب، يدعو بهذه الدعوة العظيمة لمن أغضبه، فماذا كان يقول إذًا حال ارتياحه وانبساطه، إنَّها القوة والشدة أن يملك نفسه هكذا عند غضبه.

miramer
2015-07-29, 19:10
الدم الحرام


عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: "إنَّ أول ما ينتنُ من الإنسان بطنُه فمن استطاع أن لا يأكل إلا طيبًا فليفعل، ومن استطاع أن لا يحالَ بينه وبين الجنة بملء كفِّهِ من دم أَهْرَاقَهُ فليفعل" رواه البخاري (7152).
وصية عظيمة في الحضَّ على أكل الحلال والكفِّ عن الدماء، وهي إنما تنفع إذا صادفت قلبًا صادقًا متحريًا للخير متجردًا عن الهوى، ولذا لما كان من أوصاهم بخلاف ذلك لم ينتفعوا بوصيته، بل خرجوا وأعملوا السيف في المسلمين وقتلوا الرجال والأطفال وعظم البلاء بهم، والله المستعان.

جوهرة الابداع
2015-07-29, 19:16
بارك الله فيكم

miramer
2015-07-30, 21:56
سيف له عينان


عن ابن سيرين قال : قيل لسعد بن أبي وقاص : ألا تقاتل فإنك من أهل الشورى و أنت أحق بهذا الأمر من غيرك ؟ قال : لا أقاتل حتى يأتوني بسيف له عينان و لسان و شفتان يعرف الكافر من المؤمن، قد جاهدت و أنا أعرف الجهاد، و لا أنجع بنفسي إن كان رجلا خير مني. رواه الحاكم في المستدرك(8370).
قال ذلك رضي الله عنه وهو من العشرة المبشرين بالجنة خوفًا على نفسه أن يصيب دمًا حرامًا، فأيُّ جرم يصنعه من يرمي بالقذائف الثقيلة وسط النساء والأطفال فتراق دماء وتزهق أرواح والله المستعان.

miramer
2015-07-30, 21:57
إطفاء الفتنة لا إيقادها


عن ابن عمر رضي الله عنهما أَتَاهُ رَجُلَانِ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَالَا إِنَّ النَّاسَ صَنَعُوا وَأَنْتَ ابْنُ عُمَرَ وَصَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَخْرُجَ فَقَالَ يَمْنَعُنِي أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ دَمَ أَخِي فَقَالَا أَلَمْ يَقُلْ اللَّهُ { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ } فَقَالَ قَاتَلْنَا حَتَّى لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ وَكَانَ الدِّينُ لِلَّهِ ، وَأَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُقَاتِلُوا حَتَّى تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِغَيْرِ اللَّهِ. رواه البخاري (4513).
سبحان الله كم هو الفرق شاسع بين من قتاله ليكون الدينُ كلُّه لله وبين من قتاله لتقع الفتنة بين المسلمين ويُحمل السيف ويضرب بعضهم رقاب بعض؛ فتضعف هيبتهم وتذهب ريحهم ويتسلط عليهم عدوهم ويكون الدين لغير الله، أعذنا الله والمسلمين من الفتن فإنَّها عمياء صماء بكماء.

miramer
2015-07-30, 21:58
الأدب


قال عبد الله بن المبارك: "كاد الأدب أن يكون ثلثي الدين" صفة الصفوة لابن الجوزي (4/145).
إنَّما كان الأدب بهذه المكانة لأنَّه خُلق عظيم يكون في العبد فيحمله على فعل ما يُحمد من الأقوال والأعمال ، فما استُجلبت الخيرات بمثله ، وما استُدفعت الشـرور بمثله، يقود صاحبه إلى كلِّ فضيلة وخير، ويحجزه عن كلِّ سوء وشرّ ، وهو عنوان فلاحه وسبيل سعادته في دنياه وأخراه.

همسات ايمانية
2015-07-31, 17:55
شكرا على هذه االاثار الطيبة

بوركت

miramer
2015-07-31, 21:10
زيادة الإيمان ونقصانه


عن عمير بن حبيب الخطمي رضي الله عنه قال : « الإيمان يزيد وينقص ، فقيل : فما زيادته ؟ وما نقصانه ؟ قال : إذا ذكرنا ربنا وخشيناه فذلك زيادته ، وإذا غفلنا ونسينا وضيعنا فذلك نقصانه » رواه ابن أبي شيبه في الإيمان(13).
ألا ما أحوج العبد إلى أن يعرف الأسباب التي يزيد بها إيمانه ليلزمها ويحافظ عليها، وأن يعرف الأسباب التي ينقص بها الإيمان ليجانبها ويحاذر من الوقع فيها، حفظًا لدينه ورعاية لإيمانه.

miramer
2015-07-31, 21:11
الاستخفاف بالناس


عن ابن المبارك قال: "من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته" سير أعلام النبلاء(15/425).
النظر إلى الناس بعين الاستخفاف ضرب من ضروب الكبر والخيلاء، والعاقل لا يستخفف بأحد، ومن كان مستخفًا بالناس فهذه عقباه.





miramer
2015-07-31, 21:12
رحماء بينهم


عن سفيان بن حسين قال: ((ذكرت رجلاً بسوء عند إياس بن معاوية، فنظر في وجهي، وقال: أغزوتَ الرومَ؟ قلت: لا، قال: فالسِّند والهند والترك؟ قلت: لا، قال: أفَتسلَم منك الروم والسِّند والهند والترك، ولم يسلَمْ منك أخوك المسلم؟! قال: فلَم أعُد بعدها)). البداية والنهاية لابن كثير (13/ 121).
هذا من فطنته وجميل نصحه، ولربما كان بعض الناس أقسى من ذلك "يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان"، وقد وصف الله المؤمنين بقوله:{أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29] وقوله:{أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة: 54].

AZIZ404
2015-08-01, 10:52
مشكوووووووووووووووووور اخي على الموضوع الاكثر من رائع

miramer
2015-08-01, 22:01
التماس المعاذير


قال أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي: ((إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس له العذر جهدك؛ فإن لم تجد له عذراً فقل في نفسك: لعلَّ لأخي عذراً لا أعلمه)). الحلية لأبي نعيم (2/ 285).
فرق بين يبذل جهده في التماس العذر لأخيه، ومن يختلق الأكاذيب ويفتري التهم ويحمّل قول أخيه أو فعله ما لا يحتمل.

miramer
2015-08-01, 22:01
مَن شُغل عن نفسه بعيب الآخرين


عن عبد الله بن محمد بن الكَوَّاء، أنَّه قال للربيع بن خثيم: ما نراك تعيب أحدا ولا تذمُّه فقال: «ويلك يا ابن الكَوَّاء ما أنا عن نفسي براض فأتفرَّغُ من ذنبي إلى حديث الناس، إنَّ الناس خافوا الله تعالى على ذنوب الناس وأمنوه على نفوسهم» الحلية لأبي نعيم (2/110).
حقًا فكم من أناس تفرغوا لعيوب الآخرين، ونسوا عيوب أنفسهم من ترك لواجبات وارتكاب لمنهيات.

miramer
2015-08-01, 22:02
أين بلغت؟


قال عبد الله بن المبارك لبعض أصحابه وقد رآه مفكرًا: أين بلغت؟ قال: الصراط. مفتاح دار السعادة لابن القيم (1/180).
شتان بين من أفكاره تصل به إلى الصراط خوفًا وإشفاقًا ، ومن أفكاره تسبح في أوحال الذنوب ومهاوي المعاصي سفولا وإغراقًا.

miramer
2015-08-02, 20:15
السنَّةُ سفينة النجاة


قال مالك بن أنس رحمه الله : «السنَّةُ سفينةُ نوحٍ مَن ركبها نجا ومن تخلَّف عنها غرق». ذم الكلام للهروي (4/124).
كان علماء السلف رحمهم الله يقولون : الاعتصام بالسنة هو النجاة ، فكيف يرجو نجاة من تخلف عن سبيل النجاة وأخذ في سبل الهلكة، وما أجمل هذا التشبيه للسنة بالسفينة.

miramer
2015-08-02, 20:16
لطف الله


عن عون بن عبد الله رحمه الله قال: هل سمعتم بمعاتبة أحسن من هذا؟ بدأ بالعفو قبل المعاتبة فقال: { عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ }. تفسير ابن أبي حاتم (10075).
هذا من لطف الله تعالى بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وتكريمه إياه فأعلمه بعفوه عنه قبل إخباره بخطأ الاجتهاد في الإذن لبعض المنافقين بأن يتخلفوا عن الخروج معه في غزوة تبوك.

miramer
2015-08-02, 20:17
معالجة النية


عن سفيان الثوري، قال: «مَا عَالَجْتُ شَيْئًا أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ نِيَتيِ ، إنَّها تَقْلَّبُ عَلَيَّ » الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي (2/288).
كثرة تقلب النية سببه كثرة ما يغشى القلب ويهجم عليه من الصوارف والصواد، مما يتطلب دوام ملاحظة وعناية وإلا عطب وهلك، والله الحافظ.

❀ حسآم ❀
2015-08-02, 20:58
بارك الله فيك اختي على هذه المواضيع المميزة

miramer
2015-08-03, 20:58
العبادة بغير علم


قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : « مَنْ عَمِلَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ » الزهد للإمام أحمد (1/301).
صدق رحمه الله وهل فشت البِدع والأهواء والضَّلالات في المجتمعات إلَّا بسبب اشتغال كثير من النَّاس بالعبادة بلا علم ولاهدى.

miramer
2015-08-03, 20:59
عُجب المرء بعلمه


عن مسروق رحمه الله قال : «بِحَسْبِ الْمَرْءِ مِنَ الْجَهْلِ أَنْ يُعْجَبَ بِعِلْمِهِ وَبِحَسْبِهِ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يَخْشَى اللَّهَ » مصنف ابن أبي شيبة (13/405).
رأس العلم خشية الله فإن لم توجد فما ثم علم، فإن انضم إلى هذا عُجب من المرء بعلمه فهذا استحكام الداء الذي ترامى بصاحبه إلى الهلاك والعطب.




miramer
2015-08-03, 21:00
دعاء جامع


عن معاوية بن قرة قال : كان أبو الدرداء يقول :« اللَّهُمَّ إِنَّي أَسْأَلُكَ إِيْمَانَاً دَائِمَاً ، وَعِلْمَاً نَافِعَاً ، وَهَدْيَاً قَيِّمَاً » قال معاوية : « فَنَرَى أَنَّ مِنَ الإِيْمَانِ إِيْمَانَاً لَيْسَ بِدَائِمٍ ، وَمِنَ الْعِلْمِ عِلْمَاً لا يَنْفَعُ ، وَمِنَ الْهَدِي هَدْيَاً لَيْسَ بِقَيِّمٍ» الإيمان لابن أبي شيبة (106).
هذا دعاء عظيم جامع يؤثر عن أبي الدرداء رضي الله عنه، وكفى بتعليق تلميذه معاوية تبيانًا له.

miramer
2015-08-04, 19:41
تكبيرة الإحرام


عن سعيد بن المسيب قال: « ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة وما نظرت في قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة» حلية الأولياء لأبي نعيم (2/163).
هذا شأن السلف مع تكبيرة الإحرام، ولم ينظر في قفا رجل في صلاته طيلة هذه المدة لمحافظته على الصف الأول، فكيف شأنك أنت مع هذه التكبيرة.

miramer
2015-08-04, 19:42
مهلكتان


عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال: «اثنتان مهلكتان: العجب، والقنوط» حلية الأولياء لأبي نعيم (7/298).
وجه الجمع بينهما في الإهلاك أنَّ القانط لا يطلب السعادة لشدة قنوطه، والمعجب لا يطلبها أيضًا لظنه أنَّه قد ظفر بها واجتمعت فيه موجباتها.

miramer
2015-08-04, 19:43
الأغاليط


عن الأوزاعي رحمه الله قال: «إذا أراد الله أن يحرم عبده بركة العلم ألقى على لسانه الأغاليط» . جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (1087).
المراد بالأغاليط شذاذ المسائل وصعابها على وجه التعنت والتكلف، وسوء القصد بالأسئلة مما يثير الشكوك فيكثر الجدل وتزيد الخصومات، ومن قصر همته علي تتبع شواذ المسائل، ولم تكن له همة في الفهم عن الله ورسوله نفس المراد وعلم حدود ما شرع المثمر للعمل فقد أضاع وقته وحرم بركة العلم.

yacinebkb
2015-08-04, 22:54
جزاك الله خيرا

miramer
2015-08-05, 21:37
اللسان أمير البدن


قال المبارك بن فَضالة عن يونس بن عبيد : «لا تجدُ شيئاً مِنَ البرِّ واحداً يتبعُه البِرُّ كلّه غيرَ اللسان ؛ فإنَّك تَجِدُ الرجل يكثر الصيام ويُفطر على الحرام ، ويقومُ الليل ويشهد الزور بالنهار - وذكرَ أشياءَ نحو هذا - ولكن لا تجده لا يتكلَّم إلا بحقٍّ فَيُخالف ذلك عمله أبداً» حلية الأولياء لأبي نعيم (3/20).
أي أنَّ من وفَّقه الله عز وجل فصان لسانه كانت هذه الصيانة للسان سبباً لصيانة الجوارح كلِّها، كما في الحديث « إذا أصبح ابن آدم فإنَّ الأعضاء كلَّها تكفر اللسان فتقول اتق الله فينا فإنَّما نحن بك فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا ».

miramer
2015-08-05, 21:38
رجاء المغفرة للحجاج


قال عبد الله بن المبارك: «جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه وعيناه تَهْمُلان فبكيت، فالتفت إليَّ فقال: ما شأنك؟ فقلت: مَنْ أسوأ هذا الجمع حالا؟ قال: الذي يظن أنَّ الله عز و جل لا يغفر لهم» رواه ابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله (ص92).
اللهم يا ربنا أنت الغفور الرحيم ولا نظنُّ بك إلا خيرًا فاغفر لحجاج بيتك الحرام، وتجاوز عنهم يا ربنا ما اقترفوه من الذنوب و الآثام ، وردهم إلى أوطانهم كيوم ولدتهم أمهاتهم وقد فازوا بالصفح والغفران.

miramer
2015-08-05, 21:40
الخوف من سلب التوحيد


عن مجيب بن موسى الأصبهاني قال: كنت عَديل سفيان الثوري إلى مكة ، فكان يُكثر البكاء ، فقلت له : يا أبا عبد الله ، بكاؤك هذا خوفًا من الذنوب ؟ قال : فأخذ عودًا من المحمل فرمى به وقال : « لذنوبي أهونُ علي من هذا ، ولكني أخافُ أن أسلب التوحيد » أخبار أصبهان لأبي نعيم رقم1923).
التوحيد أغلى شيء وأنفسه في هذه الدنيا، ولئن كان أرباب كنوز الدنيا يخافون عليها الضياع والسلب، فإنَّ خوف أهل التوحيد على توحيدهم أعظم من ذلك وأشد، ولئن كان خوف أرباب الدنيا يعظم عندما يكثر السلب والنهب، فإنَّ خوف أهل التوحيد يزداد عندما تكثر الفتن والصوارف والصواد وما أكثرها في هذا الزمان، فاللهم سلم سلم.

miramer
2015-08-06, 19:15
مزاحمة الرجال


عن منبوذ بن أبي سليمان ، عن أمه أنها كانت عند عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين فدخلت عليها مولاة لها فقالت لها يا أم المؤمنين طفت بالبيت سبعا واستلمت الركن مرتين أو ثلاثا فقالت لها عائشة رضي الله عنها: «لا أجرك الله لا أجرك الله تدافعين الرجال ألا كبرت ومررت». مسند الشافعي رقم (605).
أنكرت عليها رضي الله عنها وشددت في الإنكار مع أنَّ الدافع لهذه المزاحمة الرغبة في الخير والحرص على تقبيل الحجر الأسود، فكيف الشأن بمن يزاحمن الرجال رغبة في الشر وحرصًا على إثارة الشهوات وهنَّ بأبهى الزينة وتمام التجمل والتعطر.

miramer
2015-08-06, 19:17
علو الهمة


قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: «إنَّ الناس لو كانوا إذا كبر عليهم أمرٌ تركوه ما قام دينٌ ولا دنيا». حلية الأولياء لأبي نعيم (4/88).
ولذا ينبغي للمرء أن تكون طموحاته عالية وهمته كبيرة مجافيًا للتواني والكسل قوي الثقة بالله في أن يبلغه ما يرجو وخيرًا مما يرجو.

miramer
2015-08-06, 19:17
أهل القران


قال الفضيل رحمه الله: «إنما نزل القرآن ليعمل به ، فاتخذ الناس قراءته عملا». أخلاق حملة القرآن للآجري (38).
فأهل القرآن هم العالمون به والعاملون بما فيه، لا بمجرد إقامة الحروف، ففي صحيح مسلم عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة، وآل عمران»، وهو مفسر لما رواه ابن ماجة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إنَّ لله أهلين من الناس ) قالوا يا رسول الله مَن هم ؟ قال (هم أهل القرآن أهل الله وخاصته).

miramer
2015-08-07, 18:48
اليقين


قال سفيان الثوري رحمه الله: « لو أنَّ اليقين استقر في القلب كما ينبغي لطار فرحا وحزنا شوقا إلى الجنة أو خوفا من النار ». حلية الأولياء لأبي نُعيم (7/17).
اليقين روح الأعمال وعمودها ولبها ، ومنزلته من الإيمان منزلة الروح من الجسد رزقنا الله اليقين وجعلنا من أهله بمنّه وكرمه.

miramer
2015-08-07, 18:49
الفرق بين الكبر والعجب


قال أبو وهب المروزي: سألت ابن المبارك: ما الكبر؟ قال: «أنْ تزدري الناس». فسألته عن العجب؟ قال: «أنْ ترى أنَّ عندك شيئًا ليس عند غيرك، لا أعلم في المصلين شيئًا شرًا من العجب». سير أعلام النبلاء للذهبي(15/395).
كلاهما من أدواء القلوب إلا أنَّ الكبر يستدعي متكبرًا عليه يرى نفسه فوقه وأعلا منه، بينما العجب استرواح للنفس وركون إلى رؤيتها، ولا يستدعي غير المعجب به، بل لو لم يكن إلا وحده تُصور أن يكون معجبًا ولا يتصور أن يكون متكبرًا . والعجب يفضي إلى التكبر، والتكبر لا يكون إلا عن عجب إذ هو أثر من آثاره.

miramer
2015-08-07, 18:50
حسن العمل


قال الحسن البصري رحمه الله: « إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَحْسَنَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ ، فَأَحْسَنَ الْعَمَلَ ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ أَسَاءَ الظَّنَّ بَرَبِّهِ ، فَأَسَاءَ الْعَمَلَ ». حلية الأولياء لأبي نُعيم (2/144).
كيف يكون المضيع المفرِّط محسنًا الظن بربه !! وهو عن ربه ومولاه شارد ، وعن طاعته مبتعد ، وعن أبواب رحمته ومغفرته معرض، بل محسن الظن بربه حقا هو من عرف ربه بصفات كماله، ونعوت جلاله، وكرمه وإحسانه، وجوده وامتنانه، ورحمته وغفرانه، وعرف نفسه بتفريطها وتقصيرها فأخذ يجاهد لتستقيم على الطاعة وحسن العمل .

miramer
2015-08-08, 19:50
هوان الدنيا


عن مسروق رحمه الله قال: «مَا مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ آسَى عَلَيْهِ إِلاَّ السُّجُودُ لِلَّهِ». مصنف ابن أبي شيبة (36013).
لا يقول هذا إلا مَن عرف حقارة الدنيا وهوانها، وأمَّا مَن لم يعرف ذلك فإنَّه لا يأسى على شيء إلا عليها.

miramer
2015-08-08, 19:51
صلاة الجماعة



عن سعيد بن المسيب رحمه الله قال: «مَا فَاتَتْنِي الصَّلَاةُ فِي الْجَمَاعَةِ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً». حلية الأولياء (2/162).
وكثير من الناس تفوته صلاة الجماعة في اليوم الواحد والأسبوع الواحد أكثر من مرة، فأين هم من السلف.

miramer
2015-08-08, 19:52
التعاظم


قال عتبة بن غزوان رضي الله عنه في تعوذه: «أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ فِى نَفْسِى عَظِيمًا وَعِنْدَ اللَّهِ صَغِيرًا». صحيح مسلم (7625).
ليَحذر العَبد أن يتعاظَم في نفسِه، ويعجبَ بحالِه وعملِه، ويغفلَ عن تعظيمِ سيِّدِه ومولاه، وتعظيمِ شعائره فيكون منَ الخاسرين، وما أشبه المتعاظم بالفقاعة تنتفخ على سطح الماء كالقارورة المستديرة ثم تنفقئ سريعًا.

رجاء بن صديق
2015-08-09, 15:17
الله يخليكم شكرا على الموضوع عزيزتي

miramer
2015-08-09, 19:58
صلاح المعتقد


قال يحيى بن عون: دخلت مع سحنون على ابن القصار وهو مريض، فقال: ما هذا القلق؟ قال له: الموت والقدوم على الله. قال له سحنون: ألست مصدقًا بالرسل والبعث والحساب، والجنة والنار، وأنَّ أفضل هذه الأمة أبو بكر ثم عمر، والقرآن كلام الله غير مخلوق، وأنَّ الله يرى يوم القيامة، وأنَّه على العرش استوى، ولا تخرج على الأئمة بالسيف، وإن جاروا. قال: إي والله. فقال: مت إذا شئت، مت إذا شئت.سير أعلام النبلاء (23/61).
مدار الأمر على صحة المعتقد وسلامته؛ فبصحته صلاح دين الناس ودنياهم، وبفساده فساد أمر الناس في دينهم ودنياهم، وعند حضور الأجل لا مكنة من العمل إلا الموت على المعتقد الصحيح لمن كان من أهله.

miramer
2015-08-09, 19:59
صلاح الولايات


قال الزهري: (( ما رأيت كاليوم ولا سمعت به كأربع كلمات تكلم بهنَّ رجلٌ آنفًا عند هشام بن عبد الملك فقيل له: وما هنَّ؟ قال: قال له رجل: يا أمير المؤمنين احفظ عني أربعَ كلماتٍ فيهنَّ صلاحُ ملكك واستقامة رعيتك قال: هاتِهنَّ قال: لا تعِدنَّ عِدةً لا تثق من نفسك بإنجازها، ولا يغرنَّك المرتقى وإن كان سهلا إذا كان المنحدر وعرًا، واعلم أنَّ للأعمال جزاءً فاتق العواقب, وأنَّ للأمور بغتات فكن على حذر )) روضة العقلاء لابن حبان (ص265).
ليت كلَّ من ولي من أمر المسلمين ولاية صغيرة أو كبيرة يعي هذه الأمور الأربع ويحققها ليستقيم له الأمر وليسلم من التبعة.

miramer
2015-08-09, 19:59
التهنئة بالمولود


عن حماد بن زيد قال: كان أيوب إذا هنأ رجلا بمولود قال: ((جَعَلَهُ اللهُ مُبَارَكًا عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) الدعاء للطبراني (945).
دعوة عظيمة يحسن الدعاء بها عند التهنئة بالمولود بدل تكلُّف كلمات قد تكون خاطئة، وفي الدعاء للطبراني عن السري بن يحيى أنَّ رجلا ممن كان يجالس الحسن ولد له ابن فهنأه رجل فقال ليهنك الفارس فقال الحسن وما يدريك أنَّه فارس لعلَّه نجار لعلَّه خياط قال فكيف أقول؟ قال قل: ((جَعَلَهُ اللهُ مُبَارَكًا عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).

Breakhack
2015-08-09, 22:13
بارك الله فيك

بنتك يآأقصى
2015-08-09, 22:36
بارك الله فيك

ابو اكرام فتحون
2015-08-10, 00:22
http://im69.gulfup.com/FNUjTU.gif

miramer
2015-08-10, 19:35
السعيد من اتعظ بغيره


قال مطرف: (( اللهم إني أعوذ بك..أن يكون أحدٌ أسعد بما علمتني مني، وأعوذ بك أن أكون عبرة لغيري)). الزهد للإمام أحمد (1342).
دعوة عظيمة وصفها شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع فتاويه(14/307) بأنَّها ((من أحسن الدعاء)). ومن لم يعمل بعلمه ودعا الناس إليه كانوا أسعد بعلمه منه ، ومن لم يعتبر بحال غيره من المفرطين الذين سبقوه كان لمن بعده عبرة.

miramer
2015-08-10, 19:36
جزاك الله خيرا


قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُكُمْ مَا لَهُ فِي قَوْلِهِ لِأَخِيهِ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، لَأَكْثَرَ مِنْهَا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ)). المصنف لابن أبي شيبة (26519).
ما أعظم هذه الكلمة وأبلغها في الثناء على أهل المعروف والإحسان؛ لما فيها من اعتراف بالتقصير وعجز عن الجزاء وتفويض الجزاء إلى الله ليجزيهم أوفى الجزاء وأتمه، كما قال بعضهم: إذا قصرت يداك بالمكافأة فليطل لسانك بالشكر والدعاء بالجزاء الأوفى.

miramer
2015-08-10, 19:37
الدعاء جماع الخير


قال مطرف بن عبد الله بن الشخير: ((تذكرتُ ما جماعُ الخيرِ فإذا الخيرُ كثيرٌ؛ الصومُ والصلاةُ وإذا هو في يدِ اللهِ عز وجل وإذا أنتَ لا تقدر على ما في يد الله عز وجل إلا أنْ تسأَلَهُ فيعطيَك فإذا جماعُ الخير الدعاءُ)). الزهد للإمام أحمد (1330).
الدعاء أساس الخيرات ومفتاح الفضائل والمكرمات؛ لأن الأمور كلها بيد الله عطاء ومنعا, خفضا ورفعا, عزا وذلا، فمن وفق للدعاء فقد نال مفتاح الخير، قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد (ص:127 ـ 128): (( أساسُ كلِّ خيرٍ أن تعلَم أنَّ ما شاء اللهُ كان وما لَم يشأ لَم يكن، فتيقَّن حينئذٍ أنَّ الحسناتِ مِن نِعمه فتشكرَه عليها وتتضَرَّعَ إليه أن لا يقطعَها عنك، وأنَّ السيِّئاتِ مِن خذلانِه وعقوبتِه، فتَبْتَهِلَ إليه أن يَحُولَ بينك وبينها، ولا يَكِلَكَ في فعلِ الحسنات وترك السيِّئات إلى نفسِك، وقد أَجْمع العارفون على أنَّ كلَّ خيرٍ فأصلُه بتوفيقِ الله للعبد، وكلَّ شرٍّ فأصلُه خذلانه لعبده، وأجمعوا أنَّ التوفيقَ أن لا يكِلَك الله إلى نفسك، وأنَّ الخذلانَ هو أن يخلي بينَك وبين نفسك، فإذا كان كلُّ خيرٍ فأصلُه التوفيق وهو بيد الله لا بيد العبدِ؛ فمفتاحُه الدعاءُ والافتقارُ وصدقُ اللَّجَأ والرغبةِ والرهبةِ إليه، فمتى أعطى العبدَ هذا المفتاحَ فقد أراد أن يفتح له، ومتى أضلَّه عن المفتاح بقي بابُ الخير مُرْتَجًّا دونه ... وما أُتي مَن أُتي إلاَّ مِن قِبَل إضاعة الشكرِ وإهمالِ الافتقار والدعاء، ولا ظَفِرَ مَن ظَفِرَ ـ بمشيئة الله وعونِه ـ إلاَّ بقيامه بالشكرِ وصدقِ الافتقارِ والدعاء )).

miramer
2015-08-10, 19:47
اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ

miramer
2015-08-11, 19:32
الخصومات


قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: ((مَنْ جَعَلَ دِينَهُ غَرَضاً لِلْخُصُومَاتِ أَكْثَرَ التَّنَقُّلَ)). سنن الدارمي (310).
كم من إنسان خاطر بدينه، ولاسيما مع يسر التواصل عبر وسائل الاتصال الحديثة، ودخل بلا بصيرة في خصومات وجدل عقيم، لم تثمر إلا قسوة القلوب وضعف الدين وذهاب الحياء وكثرة التنقل من فكر إلى آخر، ومن رأي إلى رأي.

miramer
2015-08-11, 19:33
الجهاد بلا علم


قال المروذي رحمه الله: ((قِيلَ : لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَل رَجُلٌ لَهُ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ تَرَى أَنْ يَصْرِفَهُ فِي الْغَزْوِ وَالْجِهَادِ أَوْ يَطْلُبَ الْعِلْمَ قَالَ : إذَا كَانَ جَاهِلًا يَطْلُبُ الْعِلْمَ أَحَبَّ إلَيَّ)). الآداب الشرعية لابن مفلح (2/43).
كم من شاب من شباب الأمة اندفع بلا علم وراء ما يظنه جهادًا ونصرةً للدين فكان ما ترتب على فعله من الفساد أعظم مما كان يظن أنَّه سيحققه لأمته، ولو جلس يطلب العلم على أهله وحملته لأبصر وسلم.




miramer
2015-08-11, 19:34
الشهرة


قال الحسن رحمه الله: ((إنْ كان الرجلُ ليكون فقيهًا جالسًا مع القوم فيرى بعضُ القومِ أنَّ به عِيًّا وما به من عيٍّ إلا كراهيةَ أن يشتهر)). الزهد لأحمد بن حنبل (1455).
وإن كان الرجل ليكون جاهلًا جالسًا مع القوم فيتكلم بلا علم وما به من رغبة إلا أن يشتهر.

jiji8
2015-08-11, 20:12
جزاكم الله خيرا

miramer
2015-08-12, 20:20
الأخلاق مواهب


عن عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه قال : ((إنَّ الله تعالى قَسَمَ بينكم أخلاقكم، كما قسم بينكم أرزاقكم)). رواه البخاري في الأدب المفرد (275).
فالأخلاق هباتٌ من الله ، وقسمةٌ منه ، وتفضُّلٌ. فالذي يُعطي الأرزاق هو الذي يُعطي الأخلاق ، قال ابن القيم رحمه الله في الفروسية (ص499): ((فإنَّ الأخلاق مواهب يهب الله منها ما يشاء لمن يشاء))؛ ولهذا كما أنَّه مطلوب في باب اكتساب الرزق أمران لابد منهما:
الأول : اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والتوكل عليه .
والثاني : السعي في طلب الرزق من وجوهه المشروعة المباحة.
فكذلك في باب الأخلاق مطلوب اللجوء إلى الله بالمنِّ بالأخلاق الفاضلة والآداب الكريمة ، مع السعي ومجاهدة النفس على تحقيقها ، وبالله وحده التوفيق.

miramer
2015-08-12, 20:22
أثر العلم


قال سفيان ابن عيينة: « إذا كان نهاري نهار سفيه، وليلي ليل جاهل، فما أصنع بالعلم الذي كتبت ؟ ». أخلاق العلماء للآجري (44).
هذه موعظة عظيمة جدير بطالب العلم أن يتنبه لها، وقد كان من شأن السلف رحمهم الله أنَّ العلم يظهر عليهم في عبادتهم وأخلاقهم ومعاملاتهم؛ كما قال الحسن البصري رحمه الله: «كان الرجل إذا طلب العلم لم يلبث أن يُرى ذلك في بصره وتخشعه ولسانه ويده وصلاته وزهده» رواه الدارمي(385).

miramer
2015-08-12, 20:24
جمع المال من حله


قال سعيد بن المسيب: « لا خير فيمن لا يريد جمع المال من حله ، يكفُّ به وجهه عن الناس ، ويصل به رحمه ، ويعطي منه حقه ». إصلاح المال لابن أبي الدنيا (53).
هذا النصح البين يتضمن التحذير من مسلكين ذميمين؛ وهما: جمع المال من غير حله من خلال الطرائق المحرمة لتحصيل المال، أو بقاء المرء عاطلا لا يعمل فيصبح عالة على غيره.

miramer
2015-08-13, 18:08
الْأَخْلَاقُ مَنَائِحُ


قال طَاوُسٍ بن كيسان رحمه الله: « إِنَّ هَذِهِ الْأَخْلَاقَ مَنَائِحُ يَمْنَحُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْرًا مَنَحَهُ مِنْهَا خُلُقًا صَالِحًا ». مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا (32).
فالموفق من يجاهد نفسه على القيام بمحاب الله مستعينًا به وحده راجيًا مده وعونه ملتمسًا أن يمنحه من منائح رفده ومواهب بره، لا يأتى بالحسنات إلا هو ولا يدفع السيئات إلا هو، يهدي لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا هو، ويصرف عن سيئها لا يصرف عن سيئها إلا هو.

miramer
2015-08-13, 18:10
موجبات الحمد عند المصيبة


قال شريح القاضي رحمه الله: « إِنِّي لَأُصَابُ بِالْمُصِيبَةِ فَأَحْمَدُ اللهَ عَلَيْهَا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ , أَحْمَدُهُ إِذْ لَمْ تَكُنْ أَعْظَمَ مِمَّا هِيَ , وَأَحْمَدُهُ إِذْ رَزَقَنِيَ الصَّبْرَ عَلَيْهَا , وَأَحْمَدُهُ إِذْ وَفَّقَنِي لِلِاسْتِرْجَاعِ لِمَا أَرْجُو فِيهِ مِنَ الثَّوَابِ , وَأَحْمَدُهُ إِذْ لَمْ يَجْعَلْهَا فِي دِينِي ». شعب الإيمان للبيهقي (9507).
من وفق عند المصيبة لتحقيق هذه المعاني وحمد الله عليها كانت مصيبته خيرا وبركة عليه، والمؤمن أمره كله خير .

miramer
2015-08-13, 18:11
أخذ العلم عن الأكابر


سئل الإمام أحمد رحمه الله عن رجل يقيم ببلده وينزل في الحديث درجة قال: « ليس يُطلب العلم هكذا، لو طُلب العلم هكذا مات العلم، إنَّما يؤخذ العلم عن الأكابر ». طبقات الحنابلة (1/198).
إذا كان نزول درجة في الحديث من أسباب موت العلم، فأيُّ شيء تكون علوم من ينتقصون العلماء الأكابر ويشتمونهم .

mohpes2006
2015-08-13, 20:59
شكرا لك اخي الكريم

miramer
2015-08-14, 17:44
بذا وبذا


عن أحمد بن بشر بن سعيد الكندي قال: سألتُ أبا عبد الله أحمد بن حنبل قلت: رجلٌ قرأ القرآن وحفظه، وهو يكتب الحديث يختلف إلى المسجد ويقرأ ويُقرىء ويفوته الحديث أن يطلبه، فإن طلب الحديث فاته المسجد، وإن قصد المسجد فاته طلب الحديث، فما تأمره؟ قال: (بذا وبذا) فأعدتُ عليه القول مرارًا، كلُّ ذلك يجيبني جوابًا واحدًا (بذا وبذا). طبقات الحنابلة (1/23).
أي أنَّ من أكبر المعونة لطالب العلم في التحصيل تنظيمَ وقته في الطلب، فلا يفوِّت شيئًا على حساب شيء.

miramer
2015-08-14, 17:47
العاقل


قال سفيان بن عيينة رحمه الله: «لَيْسَ الْعَاقِلُ الَّذِي يَعْرِفُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ , وَلَكِنَّ الْعَاقِلَ الَّذِي يَعْرِفُ الْخَيْرَ فَيَتَّبِعُهُ وَيَعْرِفُ الشَّرَّ فَيَتَجَنَّبُهُ » العقل وفضله لابن أبي الدنيا (56).
وذلك أنَّ مقصود العلم العمل، وإلا فما فائدة العلم إذا ترك العمل.

اخلاص المخلصة
2015-08-14, 17:59
جزاك الله كل الخير .

miramer
2015-08-15, 21:23
قطع التميمة


قال سعيد بن جبير رحمه الله: «مَنْ قَطَعَ تَمِيمَةً عَنْ إِنْسَانٍ، كَانَ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ» المصنف لابن أبي شيبة (23473).
هذا من حسن فقهه رحمه الله، فإنَّ خلاص المرء من الشرك أعظم من خلاصه من الرق.

miramer
2015-08-15, 21:24
العابد الجاهل والعالم الفاجر


عن سفيان الثوري رحمه الله قال : يقال : « تعوذوا بالله من فتنةِ العابد الجاهل ، وفتنة العالم الفاجر ، فإنَّ فتنتهما فتنةٌ لكلِّ مفتون » أخلاق العلماء للآجري (63).
قال ابنُ القيم رحمه الله: «فإنَّ الناس إنَّما يقتدون بعلمائهم وعُبَّادهم؛ فإذا كان العلماءُ فجرةً والعبَّادُ جهلةً عمَّت المصيبةُ بهما وعظمت الفتنةُ على الخاصة والعامة » مفتاح دار السعادة لابن القيم (1/160).

miramer
2015-08-15, 21:25
النهوض لصلاة الجماعة


عن عبد الله بن عبَّاس رضي الله عنهما قال: «يُكْرَه أن يقومَ الرَّجُل إلى الصَّلاة وهُو كسلان، ولكن يقُوم إليها طلقَ الوجه، عظيمَ الرَّغبة، شديدَ الفَرح، فإنَّه يناجي اللهَ عز وجل ، وإنَّ اللهَ عز وجل أمامَه يغفرُ له ويجيبُه إذا دعاهُ، ويتلو هذه الآية: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى} [سورة النساء : 142]». «التَّرغيب والتَّرهيب» لقوام السُّنَّة الأصبهاني (1904).
النهوض لصلاة الجماعة بكسل راجع لضعف معرفة القلب بقيمة الصَّلاة ومكانتها، ولو عرفَت القلوب مكانتها لذهب عنها هذا الوَهاء والفُتور والتَّواني والكسل.

miramer
2015-08-16, 21:15
هيبة الله


قال الفضيل بن عياض رحمه الله: «إِنَّمَا يَهَابُكَ الْخَلْقُ عَلَى قَدْرِ هَيْبَتِكَ لِله». «حلية الأولياء» لأبي نعيم (8/110).
نظير هذا قول بعض السلف «من خاف الله خافه كلُّ شيء ومن لم يخف الله أخافه من كلِّ شيء».بدائع الفوائد لابن القيم (2/470).

miramer
2015-08-16, 21:16
مفتاح الجنة


قِيلَ لِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَلَيْسَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لَيْسَ مِفْتَاحٌ إِلاَّ لَهُ أَسْنَانٌ فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاحٍ لَهُ أَسْنَانٌ فُتِحَ لَكَ وَإِلاَّ لَمْ يُفْتَحْ لَكَ . رواه البخاري في صحيحه تعليقا (1237) ووصله في التاريخ الكبير(261).
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في نونيَّته تحت (( فصل في مفتاح باب الجنَّة )):
هذا وفتحُ الباب ليس بـممكن
إلاَّ بمفتاح علـى أسنـــان
مفتاحه بشهادة الإخلاص والتَّـ
وحيد تلك شهادةُ الإيمــان
أسنانه الأعمالُ وهي شرائع الـ
إسلام والمفتـاحُ بالأسنـان
لا تُلـغيَن هذا المثـالَ فكـم بــه
من حلِّ إشكالٍ لذي عرفان

miramer
2015-08-16, 21:18
الجليس


قال سفيان رحمه الله: «ليس شيء أبلغ في فساد رجل وصلاحه من صاحب». الإبانة لابن بطة (504).
وذلك أنَّ طباعَ الإنسان مجبولةٌ على الاقتداء والتشبه بمن يقارن، فمجالسة طلاب العلم تحرك في النفس الحرص على طلب العلم، ومجالسة الزهاد تزهد في الدنيا، ومجالسة المبتدعة وأهل الأهواء تردي في مهاوي البدع، ومجالسة الحريص على الدنيا تحرك في النفس الحرص على الدنيا، وهكذا؛ ولهذا لزم المرء أن يختار من القرناء والخلطاء من يكون له في خلطتهم خير ونفع، وأن يحذر أشد الحذر من قرناء السوء، والتوفيق لصحبة الجليس الصالح معدود في أعظم النعم.

miramer
2015-08-17, 18:21
العلماء


عن أبي الْمَلِيح ، قال: سمعت ميمونًا، يقول: «الْعُلَمَاءُ هُمْ ضَالَّتِي فِي كُلِّ بَلْدَةٍ، وَهُمْ بُغْيَتِي، وَوَجَدْتُ صَلَاحَ قَلْبِي فِي مُجَالَسَةِ الْعُلَمَاءِ». الحلية لأبي نعيم (4/85).
ما أجلها من نعمة أن يوفق المسلم لمجالسة عالم عرف ربه، وعرف نبيه، وعرف أوامر الله وحدوده، وميز بين ما يحبه الله ويرضاه وبين ما يكرهه ويأباه، فهو يعمل بأمر الله فيما يأتي ويذر، فكم له من الأثر المبارك على جلسائه.

miramer
2015-08-17, 18:22
التهيؤ لرمضان


عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: «إذَا صُمْتَ فَلْيَصُمْ سَمْعُك وَبَصَرُك وَلِسَانُك عَنِ الْكَذِبِ وَالْمَآثِمِ ، وَدَعْ أَذَى الْخَادِمِ ، وَلْيَكُنْ عَلَيْك وَقَارٌ وَسَكِينَةٌ يَوْمَ صِيَامِكَ ، وَلاَ تَجْعَلْ يَوْمَ فِطْرِكَ وَيَوْمَ صِيَامِكَ سَوَاءً». المصنف لابن أبي شيبة (8973).
هذه صورة مشرقة من صور التهيؤ لرمضان وذلك أنَّ الصيام إنما شرع لتهذيب النفوس وتزكية القلوب وتحقيق التقوى ومجانبة الآثام وإصلاح القلوب والألسن والجوارح، فكم هو جميل بمن أقبل عليه هذا الشهر المبارك أن يحسن التهيؤ ليغنم خيراته.

miramer
2015-08-17, 18:23
حقيقة التقوى


عن بكر بن عبد الله رحمه الله قال : «لَمَّا كَانَتْ فِتْنَةُ ابْنِ الأَشْعَثِ قَالَ طَلْقٌ : اتَّقُوهَا بِالتَّقْوَى ، قَالَ بَكْرٌ : أَجْمِلْ لَنَا التَّقْوَى ، قَالَ : التَّقْوَى عَمَلٌ بِطَاعَةِ اللهِ ، عَلَى نُورٍ مِنَ اللهِ ، رَجَاءَ رَحْمَةِ اللهِ ، وَالتَّقْوَى تَرْكُ مَعْصِيَةِ اللهِ عَلَى نُورٍ مِنَ اللهِ ، خِيفَةَ عِقَابِ اللهِ». الزهد لاين المبارك (1343).
هذا من أحسن ما قيل في حد التقوى وبيان حقيقتها . وقد جمع فيه رحمه الله بين أمرين مبدأ التقوى وغايتها ؛ لأن كل عمل يُتقرب به إلى الله جل وعلا لابد له من مبدأ ولا بد له من غاية ؛ أما مبدؤه وهو أساسه الذي عليه يقوم فهو الإيمان ، وإليه الإشارة في قوله رحمه الله: «عَلَى نُورٍ مِنَ اللَّهِ» ، وأما غايته فنيل ثواب الله والفوز برضاه سبحانه وتعالى، والنجاة من عقابه وإليه الإشارة في قوله رحمه الله « رَجَاءَ ثواب اللَّهِ» ، وقوله «خِيفَةَ عِقَابِ اللهِ».

miramer
2015-08-18, 20:19
رَأْسُ المَالِ


قال الْحَسَنَ البصري رحمه الله: «رَأْسُ مَالِ الْمُؤْمِنِ دِينُهُ , حَيْثُمَا زَالَ زَالَ دِينُهُ مَعَهُ , لَا يُخَلِّفُهُ فِي الرِّحَالِ , وَلَا يَأْتَمِنُ عَلَيْهِ الرِّجَالَ» الإبانة الكبرى لابن بطة (585).
من ضيَّع رأس المال كيف يطمع في الربح؛ فمن المحال بقاء الربح بلا رأس مال ، فإضاعته خسران وحسرة وندامة وحفظه ربح وسعادة في الدنيا والآخرة، وكثيرٌ من الخلق منشغلٌ بالأرباح المتوهمة عن رأس المال.

miramer
2015-08-18, 20:20
تَعْدَادَ النِّعَمِ


عن سلَّام بن أبي مطيع، قال: أتينا سعيد بن إياس الجُريري وكان من مشايخ أهل البصرة وكان قدم من الحج فجعل يقول: «أَبْلَانَا اللهُ فِي سَفَرِنَا كَذَا وَأَبْلَانَا فِي سَفَرِنَا كَذَا، ثُمَّ قَالَ: كَانَ يُقَالُ إِنَّ تَعْدَادَ النِّعَمِ مِنَ الشُّكْرِ» الحلية لأبي نعيم (6/200).
كثيرٌ من الناس ينشغل بعد الحج بذكر المصاعب والمتاعب والمشاق عن تعداد النعم.

miramer
2015-08-18, 20:21
كما تدين تدان


عن يحيى بن سعيد رحمه الله قال: « بلغنا أنَّه من أهان ذا شيبةٍ لم يمت حتى يبعثُ اللهُ عليه من يهينُ شيبه إذا شاب ». العمر والشيب لابن أبي الدنيا (1343).
كثير من كبار السن يحتاجون إلى رعاية خاصة وعناية كبيرة ؛ عناية بدنية وعناية نفسية وعناية اجتماعية وكما يدين المرء يدان ، فمن كان عارفاً بحقوق هؤلاء مؤدياً لواجباتهم فإن الله عز وجل يقيِّض له في كبره من يقوم بحقوقه وواجباته ، وعلى العكس من ذلك من كان مضيِّعًا حقوق هؤلاء ومهملًا لواجباتهم أو مسيئًا إليهم فإنَّ الله يقيض له في كبره من يعامله بذلك.

miramer
2015-08-19, 21:04
خَصْلَتان


عن يحيى بن أبي كثير رحمه الله قال : «خَصْلَتانِ إِذا رَأيتَهُما في الرجلِ فاعْلَم أنَّ ما وَرَاءَهما خيرٌ منهما : إنْ كان حابسًا للسانهِ يُحافظ على صلاتهِ» الصمت لابن أبي الدنيا (564).
حفظ اللسان وحبسه وصيانته يعدُّ حفظًا للجوارح كلِّها لأنَّها له تبع، والمحافظة على الصلاة تعدُّ معونةً للعبد على الخيرات كلِّها ومزدجرًا له عن الشرور والآثام.




miramer
2015-08-19, 21:05
من مكارم الأخلاق


عن ثابت بن عبيد رحمه الله قال : «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَجَلَّ إِذَا جَلَسَ مَعَ الْقَوْمِ ، وَلاَ أَفْكَهَ فِي بَيْتِهِ ، مِنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ» الأدب المفرد للبخاري (286).
هذا من مكارم الأخلاق ؛ أن يكون الإنسان ذا لطف في البيت وتودد ودعابة ومؤانسة للأهل والأولاد ؛ لأن البيت غالباً يدخله صاحبه وهو مكدود ومتعب من العمل و الاختلاطِ بالناس و الاحتكاكِ بهم ، والأغلب في حال كثير من الناس أنه إذا دخل بيته فإنه يبحث عن الراحة والسكون ، ولا يريد أن يسمع صوتاً أو أن يتحدث مع أحد ، فضلا أن يكون عنده نشاط ليُريح مَنْ حوله و يلاطفهم، فإذا اتّسع صدر المرء وعَظُمَت أخلاقه وحَسُنت عند دخوله للبيت فإنه يستوعب أولاده وأهل بيته بملاطفته ومؤانسته لهم وجميل خلقه.

miramer
2015-08-19, 21:07
الْمُؤْمِنُ جَمَعَ بين إِحْسَان وَشَفَقَة


عن الحسن البصري رحمه الله قال: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ جَمَعَ إِحْسَانًا وَشَفَقَةً ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ جَمَعَ إِسَاءَةً وَأَمْنًا» الزهد لابن المبارك (985).
ولنعتبر في هذا الباب بحال الصحابة رضي الله عنهم خير هذه الأمة قال ابن القيم رحمه الله: «من تأمل أحوال الصحابة - رضي الله عنهم - وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف ، ونحن جمعنا بين التقصير ، بل التفريط والأمن ، فهذا الصديق - رضي الله عنه - يقول : "وددتُ أني شعرة في جنب عبد مؤمن" ، ذكره أحمد عنه . وذكر عنه أيضا أنه كان يمسك بلسانه ويقول : "هذا الذي أوردني الموارد" ، وكان يبكي كثيرا ، ويقول : "ابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا" . وكان إذا قام إلى الصلاة كأنه عودٌ من خشية الله عز وجل . وأتي بطائر فقلبه ثم قال : "ما صيد من صيد ، ولا قطعت شجرة من شجرة ، إلا بما ضيعت من التسبيح" ، فلما احتضر ، قال لعائشة : يا بنية ، إني أصبت من مال المسلمين هذه العباءة وهذه الحلاب وهذا العبد ، فأسرعي به إلى ابن الخطاب ، وقال : والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد...» الداء والدواء لابن القيم (ص93).

miramer
2015-08-21, 18:50
الْعِلْمُ وَالْيَقِينُ


عن أَبي سعيدٍ الخرَّاز رحمه الله قال: «الْعِلْمُ مَا اسْتَعْمَلَكَ ، وَالْيَقِينُ مَا حَمَلَكَ» اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي (36).
هذا وصف جميل للعلم النافع واليقين الصادق؛ فالعلم ما استعملك في الطاعة والعناية بالعبادة، واليقين ما حملك في سيرك إلى الله، فلولا اليقين ما سار راكب إلى الله.

miramer
2015-08-21, 18:57
المشاورة


قال الحسن البصري رحمه الله: ((لا يَنْدَمُ مَن شَاوَرَ مُرْشِدًا)) روضة العقلاء لابن حبان (ص 193).
المشاورة رشدٌ وسدادٌ، وما ندم من استشار، وليس كلَّ أحد أهلًا أن يستشار وإنما الأهل لذلك الراشد المرشد، وكم تورط أقوام في مسالك لا تحمد بسبب مشاورتهم من ليس بأهل.

miramer
2015-08-21, 18:57
إكرام النفس وإهانتها


عن يحيى بن أبي كثير رحمه الله قال : «كان يقال : ما أكرم العباد أنفسهم بمثل طاعة الله ولا أهان العباد أنفسهم بمثل معصية الله عز وجل» محاسبة النفس لابن أبي الدنيا (98).
الناس مع أنفسهم بين مكرم لنفسه ومهين ؛ فمن جاهد نفسه على العبادة والطاعة فقد أكرم نفسه وزكاها ، ومن غمسها في الذنوب والآثام فقد أهانها ودساها.

houssem zizou
2015-08-22, 00:42
بارك الله فيكم
على المجهود المبدول
تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال

miramer
2015-08-22, 22:20
خيانة السلطان


عن عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار قال: «لما حُبس ابن سيرين في السجن قال له السجان: إذا كان الليل فاذهب إلى أهلك فإذا أصبحت فتعال، فقال ابن سيرين: لا والله لا أعينك على خيانة السلطان» تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (5/334).
شتان بين هذا المنهج المبارك القائم على الديانة والوفاء والورع وبين من لايبالي بشيء إلا ما أشرب من هواه.

miramer
2015-08-22, 22:21
من جواهر الكلام


عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «لَا يَرْجُو عَبْدٌ إِلَّا رَبَّهُ ، وَلَا يَخَافَنَّ إِلَّا ذنبه» المجالسة وجواهر العلم للدينوري (309).
هذه الكلمة ـ كما قال ابن تيمية رحمه الله ـ من جواهر الكلام ومن أحسنه وأبلغه وأتمه، فمن رجا نصرا أو رزقا من غير الله خذله الله، والرجاء يكون للخير، والخوف يكون من الشر، والعبد إنما يصيبه الشر بسبب ذنوبه، ولا يجتمع هذان الوصفان إلا لعبد موفق لنيل ما يرجو والأمنةِ مما يحذر؛ ففي الترمذي عن أنس رضي الله عنه « أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ ، فَقَالَ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ ، قَالَ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أَرْجُو اللَّهَ ، وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ».

miramer
2015-08-22, 22:22
استحلال السيف



عن أبي قلابة رحمه الله قال : « ما ابتدع الرجلُ بدعةً إلا استحلَّ السيفَ » الشريعة للآجري (135).
أي أن هذا الاستحلال للسيف متولد عن البدعة, وأشدُّ أهل البدع في هذا الباب الروافض, وشرُّهم على الأمة لا يعلم مداه إلا الله, بل ـ كما قال ابن تيمية رحمه الله ـ إنَّ (( أصل كلِّ فتنة وبليه هم الشيعة ومن انضوى إليهم, وكثيرٌ من السيوف التي سُلت في الإسلام إنما كانت من جهتهم )) أي ابتداءًا أو تسببًا، وشاهد الأمر ظاهر في زماننا , كفى الله المسلمين شرهم.

miramer
2015-08-24, 20:04
الدم الحرام


عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: "إنَّ أول ما ينتنُ من الإنسان بطنُه فمن استطاع أن لا يأكل إلا طيبًا فليفعل، ومن استطاع أن لا يحالَ بينه وبين الجنة بملء كفِّهِ من دم أَهْرَاقَهُ فليفعل" رواه البخاري (7152).
وصية عظيمة في الحضَّ على أكل الحلال والكفِّ عن الدماء، وهي إنما تنفع إذا صادفت قلبًا صادقًا متحريًا للخير متجردًا عن الهوى، ولذا لما كان من أوصاهم بخلاف ذلك لم ينتفعوا بوصيته، بل خرجوا وأعملوا السيف في المسلمين وقتلوا الرجال والأطفال وعظم البلاء بهم، والله المستعان.

miramer
2015-08-24, 20:06
رحماء بينهم


عن سفيان بن حسين قال: ((ذكرت رجلاً بسوء عند إياس بن معاوية، فنظر في وجهي، وقال: أغزوتَ الرومَ؟ قلت: لا، قال: فالسِّند والهند والترك؟ قلت: لا، قال: أفَتسلَم منك الروم والسِّند والهند والترك، ولم يسلَمْ منك أخوك المسلم؟! قال: فلَم أعُد بعدها)). البداية والنهاية لابن كثير (13/ 121).
هذا من فطنته وجميل نصحه، ولربما كان بعض الناس أقسى من ذلك "يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان"، وقد وصف الله المؤمنين بقوله:{أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29] وقوله:{أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة: 54].

miramer
2015-09-20, 18:32
مزاحمة الرجال


عن منبوذ بن أبي سليمان ، عن أمه أنها كانت عند عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين فدخلت عليها مولاة لها فقالت لها يا أم المؤمنين طفت بالبيت سبعا واستلمت الركن مرتين أو ثلاثا فقالت لها عائشة رضي الله عنها: «لا أجرك الله لا أجرك الله تدافعين الرجال ألا كبرت ومررت». مسند الشافعي رقم (605).
أنكرت عليها رضي الله عنها وشددت في الإنكار مع أنَّ الدافع لهذه المزاحمة الرغبة في الخير والحرص على تقبيل الحجر الأسود، فكيف الشأن بمن يزاحمن الرجال رغبة في الشر وحرصًا على إثارة الشهوات وهنَّ بأبهى الزينة وتمام التجمل والتعطر.

miramer
2015-10-05, 19:23
تَعْدَادَ النِّعَمِ

عن سلَّام بن أبي مطيع، قال: أتينا سعيد بن إياس الجُريري وكان من مشايخ أهل البصرة وكان قدم من الحج فجعل يقول: «أَبْلَانَا اللهُ فِي سَفَرِنَا كَذَا وَأَبْلَانَا فِي سَفَرِنَا كَذَا، ثُمَّ قَالَ: كَانَ يُقَالُ إِنَّ تَعْدَادَ النِّعَمِ مِنَ الشُّكْرِ» الحلية لأبي نعيم (6/200).
كثيرٌ من الناس ينشغل بعد الحج بذكر المصاعب والمتاعب والمشاق عن تعداد النعم.

miramer
2015-12-06, 20:27
التهور


عن سليمان بن يسار « أنَّ أقوامًا ، كانوا في سفر ، فلما ارتحلوا قالوا :{سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ . وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ}. قال : ومن القوم رجلٌ له ناقةٌ رازم ، فقال : أما أنا فقد أمسيت لهذه مقرنا ، قال : فمضت به ، فدقت عنقه » العقوبات لابن أبي الدنيا(316) ، و"الرازم" التي لا تتحرك هزالا، و"مقرنا لها" أي مطيقا لضبطها.
كثيرٌ من الشباب أصلحهم الله وهداهم يعتمد على مهارته في قيادة السيارة ويرى أنه مطيقٌ لضبطها ثم ينطلق بها مغرورًا متهورًا فيلقى حتفه. فيا أيها الشاب سم الله إذا أردت الركوب واحمده إذا استويت على المقعد ثم قل: {سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ . وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ}، واحذر الغرور والتهور.

miramer
2016-02-12, 19:54
غلاء الأسعار


قيل لأبي حازم سلمة بن دينار رحمه الله : « يَا أَبَا حَازِمٍ أَمَا تَرَى قَدْ غَلَا السِّعْرُ، فَقَالَ: وَمَا يَغُمُّكُمْ مِنْ ذَلِكَ؟ إِنَّ الَّذِي يَرْزُقُنَا فِي الرُّخْصِ هُوَ الَّذِي يَرْزُقُنَا فِي الْغَلَاءِ » حلية الأولياء لأبي نعيم (3/239).
تكفل سبحانه برزق العباد فما من دابة إلا على الله رزقها، فليفوض العبد أمره إلى الرزاق وليبتغ عنده الرزق، وليعلم أنه لن تموت نفس حتى تستتم رزقها، ولا يغتم إلا عند انخرام الدين.

miramer
2016-02-12, 19:55
التمالي مع أهل الباطل


قال عبد الواحد بن زيد للحسن البصري: " يا أبا سعيد أخبرني عن رجل لم يشهد فتنة ابن المهلب بن أبي صفرة إلا أنه عاون بلسانه ورضي بقلبه "، فقال الحسن: " يا ابن أخي كم يد عقرت الناقة؟ "، قلت: " يد واحدة "، قال: " أليس قد هلك القوم جميعًا برضاهم وتماليهم؟ " الزهد لاحمد (1666).
قد لا يشارك المرء أهل الباطل في باطلهم لكن يؤيد فعالهم بلسانه أويرضى بقلبه عن منكرهم فيكون معهم.

miramer
2016-02-12, 19:56
بثُ العلم


قال عبدالله بن المبارك رحمه الله: «لاأعلم بعد النبوة درجة أفضل من بث العلم» تهذيب الكمال (16/20).
هنيئًا لأهل العلم الساعون في بثه ونشره في الأمة هذا الشرف العظيم، رفع الله قدرهم ورزقنا حبهم ومعرفة قدرهم وحسن الإفادة من علومهم.

miramer
2016-02-12, 19:56
الجهادُ بلا علم


قال أبو الدرداء رضي الله عنه: «مَن رأى الغدوَ والرَّواحَ إلى العلمِ ليس بجهادٍ فقد نَقَصَ عقلُه ورأيُه» جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (116).
ومَن جاهد بلا علمٍ فلا عقلَ له؛ كما هي حالُ حدثاءِ الأسنان سفهاءِ الأحلام الذين يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان.

miramer
2016-02-12, 19:57
أولياءُ الله


قال الشافعي رحمه الله : «إن لم يكن الفقهاءُ أولياءَ الله في الآخرة فما لله ولي » الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي (138).
أي أهل العلم والبصيرة بالله وشرعه العالمون العاملون ، وحسب المرء في معرفة صفاتهم ما ذكره الله تعالى من صفاتهم في عدد من سور القرآن ، وما ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام ولا سيما في حديث الأولياء المشهور، فالمتصفون بها هم أولياء الله ، لا أهل الدعاوى الفجة ، المنازعون الرب فيما اختص به ، اقتناصًا لدنيا الناس ، وعلوًا في الأرض وفسادًا.

miramer
2016-02-12, 19:58
إضاعةُ العلم


قال مالك رحمه الله: «إنَّ أقوامًا ابتغوا العبادةَ وأضاعوا العلمَ فخرجوا على أمةِ محمد صلى الله عليه و سلم بأسيافهم، ولو ابتغوا العلم لحجزهم عن ذلك» مفتاح دار السعادة (1/119).
ولذا كانت الخطوة الأولى عند رؤوس الخوارج مع من أرادوا إيقاعه في حبائلهم إبعاده عن أهل العلم وحملته.

miramer
2016-03-08, 19:50
التفرغ لعيوب الناس

قال عون بن عبد الله رحمه الله: «ما أحسب أحدا تفرغ لعيوب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه» الصمت لابن أبي الدنيا (198).
صدق رحمه الله فمن الناس من يبصر القذى في عين أخيه وينسى الجذع في عينيه، فربما أصبح وقد فاتته صلاة الفجر مع الجماعة ولا هم له إلا تتبع عيوب الناس

miramer
2016-05-05, 21:04
مهلكتان


عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال: «اثنتان مهلكتان: العجب، والقنوط» حلية الأولياء لأبي نعيم (7/298).
وجه الجمع بينهما في الإهلاك أنَّ القانط لا يطلب السعادة لشدة قنوطه، والمعجب لا يطلبها أيضًا لظنه أنَّه قد ظفر بها واجتمعت فيه موجباتها.