محمد داود
2009-09-13, 10:03
رأسي ... و الحلاق
حقيقة في عقل.. و الظنون تمرح
و الحق راسخ ...و الأوهام تمزح
و تموج الأحوال..و الباطل يقدح
و يوشك الغيم ..أن يفل
في اغماء الليل
و الخرافة السمجة
و يجعل الهوى..الجور عدلا
و تجعل القوة الخير شرا..
كنت أسمع رأسي المستوحش
و هو يتحرى .. ظنونه
و يلتزم الأخذ بها
و ان يرجع الى كل شعرة يقصها الحلاق منه ليسمع و لا يرى.
يأتي صوت الحلاق من بعيد و هو يقول:
لا بد ان أشق له رأسه
لأريحه من مشكلات الحياة
فيتمتم رأسي قائلا:
كلما استمسك المرء بالاستقامة
و ادرك الحق في كل ما يسمعه و يراه
يكون قد اقترب من التوفيق.. فأنت حلاق..و لن تكون جزارا.
فيؤكد الحلاق بضربة مقص .. يتبعها المشط برشاقة:
الخط المستقيم اقرب مسافة بين شعرتين..
فيمسك رأسي.. على الاهتداء الى جهد يحتاجه.
رأسي :
الاستلهام الطويل
من عناية الله و فضله على رأس مثل رأس صاحبي الجالس بين يدي.
اذا ضاقت بك الدنيا.. واستعصى عليك الأمر..
فأجنح الى ربك..و ضم عزيمتك و أجلد..
فيضرب الحلاق .. خبطة عشواء..
و يخطئ في تقديره.. لما يحيط بالشعر..فيخدعه النظر
و يوقعه الغلط في تصوره لشيء..
ينتقل من خلاله الى ضلال .. فأسمعه يقول:
لماذا لا يستخدم هذا الرأس
فكره و حواسه ليتعرف على ما حوله ؟
و ليهيأ خطة .. بعيدا عن الظن و الخرص.
قال رأسي: * و هو يرتشف الهدوء..
ان استخلاص الحقائق و تحليلها
يولد قرارا حاسما..
و انه.. لا مفر من النظر التأملي الهادئ
لاستخلاص الوضوح و تبيت السلوك..
على قاعدة: *الحقيقة واجبة و ان كانت صعبة *
هل تسمعني أيها الرأس ... بين أيد و مقص و مشط ؟
ينظر الحلاق الى المرآة..
و كأن أمرا يشغله في رأسي
فبدأ وجهي يحمر
و بدا... وجهه مقفر..
و من حبه للشيء ..يعني لحرفته
يصبح اعمى و أصم
و يبدي كرهه و غيضه في أخذ موس الحلاقة يقوة
ليبدأ بلتلحيمه
حتى يسمعه رأسي و هو يتمتم:
المحبة و الكراهية انفعال نفسي يسيطر على تفكير الإنسان
حتى يعطيه لونا خاصا لحساسات حياته
فلا يستطيع ان يراها كما هي..
فلذلك يضل..
ربما بسبب عرف بليد
و نظرة.. سابقة
من كانت عنه الحقيقة ..خدعة..
فكيف يكون حله صحيحا أمام المشكلات؟
رأسي : * و هو يتهيأ للنظر بعينيه في المرآة يقول:
المتعة عند الحلاق
هي ان يجعلك في راحة للحديث مع رأسك
فتتمكن من فصل عاطفتك عن تفكيرك
و تستشعر السكينة.. لتتلقاها..
و تضبط نفسك امام كل امر محير و مروع ..
و لذلك كان الأمر بالتقصير أو التحليق حكمة عظيمة.
لأن نهاية الأحداث تتم دائما بالغرق في لجتها
و يضرب الحلاق على الكتف المتصل بالرقبة
التي وضع عليها رأسي.. فأعود إلى قاعة الحلاقة
و اسمع منه.. صحة عليك بعد الموس .. يا السي محمد
محمد داود
حقيقة في عقل.. و الظنون تمرح
و الحق راسخ ...و الأوهام تمزح
و تموج الأحوال..و الباطل يقدح
و يوشك الغيم ..أن يفل
في اغماء الليل
و الخرافة السمجة
و يجعل الهوى..الجور عدلا
و تجعل القوة الخير شرا..
كنت أسمع رأسي المستوحش
و هو يتحرى .. ظنونه
و يلتزم الأخذ بها
و ان يرجع الى كل شعرة يقصها الحلاق منه ليسمع و لا يرى.
يأتي صوت الحلاق من بعيد و هو يقول:
لا بد ان أشق له رأسه
لأريحه من مشكلات الحياة
فيتمتم رأسي قائلا:
كلما استمسك المرء بالاستقامة
و ادرك الحق في كل ما يسمعه و يراه
يكون قد اقترب من التوفيق.. فأنت حلاق..و لن تكون جزارا.
فيؤكد الحلاق بضربة مقص .. يتبعها المشط برشاقة:
الخط المستقيم اقرب مسافة بين شعرتين..
فيمسك رأسي.. على الاهتداء الى جهد يحتاجه.
رأسي :
الاستلهام الطويل
من عناية الله و فضله على رأس مثل رأس صاحبي الجالس بين يدي.
اذا ضاقت بك الدنيا.. واستعصى عليك الأمر..
فأجنح الى ربك..و ضم عزيمتك و أجلد..
فيضرب الحلاق .. خبطة عشواء..
و يخطئ في تقديره.. لما يحيط بالشعر..فيخدعه النظر
و يوقعه الغلط في تصوره لشيء..
ينتقل من خلاله الى ضلال .. فأسمعه يقول:
لماذا لا يستخدم هذا الرأس
فكره و حواسه ليتعرف على ما حوله ؟
و ليهيأ خطة .. بعيدا عن الظن و الخرص.
قال رأسي: * و هو يرتشف الهدوء..
ان استخلاص الحقائق و تحليلها
يولد قرارا حاسما..
و انه.. لا مفر من النظر التأملي الهادئ
لاستخلاص الوضوح و تبيت السلوك..
على قاعدة: *الحقيقة واجبة و ان كانت صعبة *
هل تسمعني أيها الرأس ... بين أيد و مقص و مشط ؟
ينظر الحلاق الى المرآة..
و كأن أمرا يشغله في رأسي
فبدأ وجهي يحمر
و بدا... وجهه مقفر..
و من حبه للشيء ..يعني لحرفته
يصبح اعمى و أصم
و يبدي كرهه و غيضه في أخذ موس الحلاقة يقوة
ليبدأ بلتلحيمه
حتى يسمعه رأسي و هو يتمتم:
المحبة و الكراهية انفعال نفسي يسيطر على تفكير الإنسان
حتى يعطيه لونا خاصا لحساسات حياته
فلا يستطيع ان يراها كما هي..
فلذلك يضل..
ربما بسبب عرف بليد
و نظرة.. سابقة
من كانت عنه الحقيقة ..خدعة..
فكيف يكون حله صحيحا أمام المشكلات؟
رأسي : * و هو يتهيأ للنظر بعينيه في المرآة يقول:
المتعة عند الحلاق
هي ان يجعلك في راحة للحديث مع رأسك
فتتمكن من فصل عاطفتك عن تفكيرك
و تستشعر السكينة.. لتتلقاها..
و تضبط نفسك امام كل امر محير و مروع ..
و لذلك كان الأمر بالتقصير أو التحليق حكمة عظيمة.
لأن نهاية الأحداث تتم دائما بالغرق في لجتها
و يضرب الحلاق على الكتف المتصل بالرقبة
التي وضع عليها رأسي.. فأعود إلى قاعة الحلاقة
و اسمع منه.. صحة عليك بعد الموس .. يا السي محمد
محمد داود