fatma ain benian
2015-07-24, 13:51
كان يسير متثاقل الخطى يجر رجليه جرا,دخل و جلس في زاوية الفناء تحت شجرة الكرم يحملق في السماء أشعل سيجارة و طلب من غنية الأخت الكبرى احضار القهوة
أحضرت غنية القهوة وسط تنهيدات خالتي عائشة الام التي تتحسر على فلذة كبدها
نظرت اليه نظرات خاطفة و عندما شعر بنظراتها حمل أثقاله و خرج من نفس الباب حتى لا يقع بين أسئلة أم تكاد تبكي دما على حال ابنها الوحيد ,
هاهي ذي خطواته المتثاقلة تعزف الموسيقى ذاتها التي تعبر عن حزن و غم شديدين ,لم ينتبه لعمي عيسى الذي ألقى عليه تحية الصباح فكررها حينها رفع رأسه ليرد التحية مصحوبة بابتسامة تكاد تكون منعدمة ,
واصل طريقه و كأن قداماه تقودانه تلقائيا لا يشعر بالطريق و لا بالمارة و كأنه يسير في عالم منعدم لا يوجد فيه سواه
هناك في المقهى و جد طاولة في زاوية جلس و ارخى بكل ثقله على كرسي أكل منه الصدأ ما أكل ,
وكأن هذا الكرسي يشبهه من حيث المعنى .كرسي مسمر في مكانه لا يمكن زحزحته تهطل عليه الامطار و تلفحه اشعة الشمس و مع مرور الوقت يغزوه الصدأ كذلك هو كان شابا يافعا تمكنت أمطار الألم و حروق الجروح من أن تجعل الصدأ يدخل قلبه
وسط ضجيج و رائحة دخان متنشر تنبعث من أفواه الزبائن في المقهى يدخل هيثم ليوزع بطاقات للدعوة تحمل كل واحدة اسما عليها و الأكيد لن يكون اسمه
أليست سخرية القدر التي أوجدته في هذه اللحظة هنا حتى يكون شاهدا على ماتبقى من ماضيه الم تكن قهوة غنية و اسئلة أمه أرحم من هذا الموقف ؟,
عليه الان أن يجمع قواه ليعود ادراجه ولكن تجت نظرات أهل القرية الكل يعرف قصته عليهأن يقاوم و يتجاوز كل ذلك
وصل أخيرا الى المنزل و ارتخى على سرير خشبي في غرفة كل زاوية فيها تشهد على حبه ,كل زاوية تشهد على معاناته وشوقه و هاهي اليوم تشهد على تعاسته
دخلت غنية بفنجان قهوة دون أن يطلب ,لانها تعلم جيدا ان القهوة أصبحت الشيء الوحيد الذي يطلبه لا طعام و لا حتى طبق الكسكس الذي كان يفضله طبق المسفوف الذي لطالما طبخ لاجله
تنهد تنهيدة طويلة يخرج منها دخان السيجارة انه يحاول ان يقف و لكن الوقت مبكرا لابد أن يصيح ديك الصباح معلنا بداية فجر جديد ,
نظر في صورة كانت على الجدار صورة لوالده الذي تركه و هو في سن الثالثة نظر اليها و هو يعتذر اعذرني فأنا لست انت و انت لست انا و لن تكون اانا
الاكيد أننا لسنا سيان تركت لنا ميراثا و أما عظيمة تعبت في تربيتنا وفرت لنا العطف و حاولت جاهدة أن تملأ الفراغ الذي تركته
لم أكن مثل أبناءاهل القرية هم لم يكونوا يتامى اما انا كنت يتيما و لكني كنت احسنهم من حيث المعيشة و اللباس درست و اكملت دراستي في الجامعة كنت الاول دائما و تحصلت على عمل مرموق
أحضرت غنية القهوة وسط تنهيدات خالتي عائشة الام التي تتحسر على فلذة كبدها
نظرت اليه نظرات خاطفة و عندما شعر بنظراتها حمل أثقاله و خرج من نفس الباب حتى لا يقع بين أسئلة أم تكاد تبكي دما على حال ابنها الوحيد ,
هاهي ذي خطواته المتثاقلة تعزف الموسيقى ذاتها التي تعبر عن حزن و غم شديدين ,لم ينتبه لعمي عيسى الذي ألقى عليه تحية الصباح فكررها حينها رفع رأسه ليرد التحية مصحوبة بابتسامة تكاد تكون منعدمة ,
واصل طريقه و كأن قداماه تقودانه تلقائيا لا يشعر بالطريق و لا بالمارة و كأنه يسير في عالم منعدم لا يوجد فيه سواه
هناك في المقهى و جد طاولة في زاوية جلس و ارخى بكل ثقله على كرسي أكل منه الصدأ ما أكل ,
وكأن هذا الكرسي يشبهه من حيث المعنى .كرسي مسمر في مكانه لا يمكن زحزحته تهطل عليه الامطار و تلفحه اشعة الشمس و مع مرور الوقت يغزوه الصدأ كذلك هو كان شابا يافعا تمكنت أمطار الألم و حروق الجروح من أن تجعل الصدأ يدخل قلبه
وسط ضجيج و رائحة دخان متنشر تنبعث من أفواه الزبائن في المقهى يدخل هيثم ليوزع بطاقات للدعوة تحمل كل واحدة اسما عليها و الأكيد لن يكون اسمه
أليست سخرية القدر التي أوجدته في هذه اللحظة هنا حتى يكون شاهدا على ماتبقى من ماضيه الم تكن قهوة غنية و اسئلة أمه أرحم من هذا الموقف ؟,
عليه الان أن يجمع قواه ليعود ادراجه ولكن تجت نظرات أهل القرية الكل يعرف قصته عليهأن يقاوم و يتجاوز كل ذلك
وصل أخيرا الى المنزل و ارتخى على سرير خشبي في غرفة كل زاوية فيها تشهد على حبه ,كل زاوية تشهد على معاناته وشوقه و هاهي اليوم تشهد على تعاسته
دخلت غنية بفنجان قهوة دون أن يطلب ,لانها تعلم جيدا ان القهوة أصبحت الشيء الوحيد الذي يطلبه لا طعام و لا حتى طبق الكسكس الذي كان يفضله طبق المسفوف الذي لطالما طبخ لاجله
تنهد تنهيدة طويلة يخرج منها دخان السيجارة انه يحاول ان يقف و لكن الوقت مبكرا لابد أن يصيح ديك الصباح معلنا بداية فجر جديد ,
نظر في صورة كانت على الجدار صورة لوالده الذي تركه و هو في سن الثالثة نظر اليها و هو يعتذر اعذرني فأنا لست انت و انت لست انا و لن تكون اانا
الاكيد أننا لسنا سيان تركت لنا ميراثا و أما عظيمة تعبت في تربيتنا وفرت لنا العطف و حاولت جاهدة أن تملأ الفراغ الذي تركته
لم أكن مثل أبناءاهل القرية هم لم يكونوا يتامى اما انا كنت يتيما و لكني كنت احسنهم من حيث المعيشة و اللباس درست و اكملت دراستي في الجامعة كنت الاول دائما و تحصلت على عمل مرموق