المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع مميز في حكم التكبير الجماعيِّ أيَّامَ العيد


موسى عبد الله
2015-07-16, 11:06
المنتقى من الفتاوى الشرعية
الشيخ أبي عبد المعزِّمحمَّد علي فركوس
ـ حفظه الله ـ

السؤال:
ما حكم التكبير الجماعيِّ بصوتٍ واحدٍ يومَ العيد وأيَّامَ التشريق؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فالتكبير الجماعيُّ والاجتماعُ عليه بصوتٍ واحدٍ
لم يُنقل عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ولا عن الصحابة رضي الله عنهم ما يقضيبمشروعيته
بل كُلُّ ذِكْرٍ لا يُشْرَعُ الاجتماعُ عليه بصوتٍ واحدٍ، سواءٌ كان تهليلًا أو تسبيحًا أو تحميدًا أو تلبيةً أو دعاءً، شُرِع رفعُ الصوت فيه أم
لم يُشرع، فكان الذِّكر المنفردُ هو المشروعَ برفع الصوت أو بخفضه، ولا تعلُّقَ له بالغير، وقد نُقِل ـ في حَجَّة الوداع ـ
أنَّ أصحاب النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان منهمُ المكبِّر ومنهم المهلِّل ومنهم الملبِّي(١)

و«الأَصْلُ فِي العِبَادَاتِ التَّوْقِيفُ وَأَنْ لَا يُعْبَدَ اللهُ إِلَّا بِمَا شَرَعَ»، والمعلومُ في الاجتماع على صوتٍ واحدٍ أنه مِن عبادة النصارى
في قراءتهم الإنجيلَ جماعةً في كنائسهم، ولا يُعلم ذلك في شرعنا.

أمَّا الآثارُ الثابتةُ عن بعض السلف كابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم أنهما كانا «يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ يُكبِّرَانِ
وَيُكبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا»(٢)، وما روى ابنُ أبي شيبة بسندٍ صحيحٍ عن الزهريِّ قال: «كَانَ النَّاسُ يُكَبِّرُونَ فِي العِيدِ حِينَ يَخْرُجُونَ
مِنْ مَنَازِلِهِمْ حَتَّى يَأْتُوا المُصَلَّى وَحَتَّى يَخْرُجَ الإِمَامُ، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ سَكَتُوا، فَإِذَا كَبَّرَ كَبَّرُوا»(٣)
فإنَّ المراد منها أنهم يقتدون به في التكبير وفي صفته، لا أنهم يجتمعون على التكبير بصوتٍ واحدٍ، كصلاة المأمومين مع
إمامهم، فإنهم يُكبِّرون بتكبيره في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، [وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا]، ..»(٤)
ولا شكَّ أنَّ المأموم بعد تكبيرة الإمام لا يجتمع مع غيره مِن المأمومين في تكبيرات الإحرام ولا الانتقال.

لذلك ينبغي الاقتداءُ بالنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم والاستنانُ بسُنَّته وسُنَّةِ الخلفاء الراشدين، وصحابته المرضيِّين السالكين هديَه
والمتَّبعين طريقتَه في الأذكار والأدعية وغيرهما، والشرُّ كُلُّ الشرِّ في مخالفته والابتداع في أمره، قال صلَّى الله عليه وسلَّم:
«مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»(٥)
وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ»(٦)
وقال تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: ٦٣].
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين
وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: ٢٦ ربيع الأوَّل ١٤٢٩ﻫ


الموافق ﻟ: ٠٣ أفريل ٢٠٠٨م[/colo
r]
(١) أخرجه البخاري في «العيدين» باب التكبير أيَّامَ منى وإذا غدا إلى عرفة (٩٧٠)، ومسلم في «الحجِّ» (١٢٨٥)، من حديث أنسٍ رضي الله عنه.
(٢) أخرجه البخاري معلَّقًا بصيغة الجزم في «العيدين» باب فضل العمل في أيَّام التشريق (١/ ٣٢٩). وصحَّحه الألبانيُّ في «الإرواء» (٦٥١).
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة (٥٦٢٩). وصحَّحه الألباني في «الإرواء» (٣/ ١٢١).
(٤) أخرجه البخاري في «الصلاة» باب إيجاب التكبير وافتتاح الصلاة (٧٣٤)، ومسلم في «الصلاة» (٤١٧)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه دون الفقرة الأخيرة فقد وردت عند أبي داود (٦٠٤)، والنسائي (٩٢١)، وابن ماجه (٨٤٦)، وصحَّحها الألباني في «صحيح الجامع» (٢٣٥٨). وقد وردت في حديثٍ آخر عن أبي موسى رضي الله عنه رواه مسلم في «الصلاة» (٤٠٤).
(٥) أخرجه البخاري في «الصلح» باب إذا اصطلحوا على صلحِ جَوْرٍ فالصلح مردودٌ (٢٦٩٧)، ومسلم في «الأقضية» (١٧١٨)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
(٦) أخرجه أبو داود في «السنَّة» بابٌ في لزوم السنَّة (٤٦٠٧)، وابن ماجه في «المقدِّمة» باب اتِّباع سنَّة الخلفاء الراشدين المهديِّين (٤٢)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه. وصحَّحه ابن حجرٍ في «موافقة الخُبر الخَبَر» (١/ ١٣٦)، والألباني في «السلسلة الصحيحة» (٢٧٣٥).

ابو اكرام فتحون
2015-07-16, 18:08
بارك الله فيك اخي الفاضل
وجزاك خيرا

houssem zizou
2015-07-16, 18:29
بارك الله فيك أخونا موسى

أسأل الله أن يرد بلادنا إلى دينها الصافي و أن يباعد عنهم البدع و الأهواء

أحمد محمدي الجزائري
2015-07-16, 19:23
جزاك الله خيرا أخي موسى...
و حفظ الله شيخنا أبا عبد المعز....

موسى عبد الله
2015-07-16, 19:28
بارك الله فيك اخي الفاضل
وجزاك خيرا



بارك الله فيك أخونا موسى

أسأل الله أن يرد بلادنا إلى دينها الصافي و أن يباعد عنهم البدع و الأهواء

هو واجبنا نحو اهلنا و اخواننا تبيين البدع و التحذير منها و احياء و نشر سنة النبي صلى الله عليه و سلم لعل الله يرحمنا

بارك الله لكما وفقنا لما يحب و يرضى
https://pbs.twimg.com/media/B0ab4AiCEAAyFoQ.jpg:large

موسى عبد الله
2015-07-16, 19:30
جزاك الله خيرا أخي موسى...
و حفظ الله شيخنا أبا عبد المعز....

شكرا اخي عبد الله تقبل الله منا و منكم صالح الاعمال

ismail ben
2015-07-16, 19:37
************قبل الجميع**************
عيدكم مبروك وكل عام وأنتم بخير

موسى عبد الله
2015-07-16, 19:42
************قبل الجميع**************
عيدكم مبروك وكل عام وأنتم بخير

تقبل الله منا و منكم

رياض المطرفي
2015-07-16, 20:55
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

موسى عبد الله
2015-07-16, 23:56
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

بارك الله فيك اخي
تقبل الله منا و منكم صالح الاعمال
عيدكم مبارك

سائلة عفو ربها
2015-07-17, 01:30
إضافة ذات صلة
حكم التكبير الجماعي في مكبرات الصوت يوم العيد
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

ألتمس فتوى خطية من فضيلتكم في موضوع التكبير يوم العيد عبر مكبرات الصوت، وواقع الحال أن المُصلى يجتمع فيه الألوف من المصلين، ولكنهم لا يقيمون سنة التكبير، فتجدهم صامتين لا يكبرون إلا ما ندر جهلاً، أو غفلة منهم، مع اجتهاد الناصحين في حثهم على التكبير، وتذكيرهم بذلك ليلة العيد في المساجد، ويوم العيد في المصلى، فهل يجوز لنا إحياءً للسنة وتعليماً للجاهل وتذكيراً للغافل، أن نكلف أحد المصلين أن يكبر وحده في مكبر الصوت التكبير المشروع، مع العلم بأنه قد ثبت بالتجربة في مصليات ومساجد عدة أنه عندما يكبر أحد المصلين عبر مكبر الصوت فإن كثيراً من المصلين يكبرون، أم تأمروننا بأن نترك ذلك حتى ولو أدى ذلك إلى ترك التكبير من المصلين، وجزاكم الله خيراً. والله يحفظكم ويرعاكم ويمدكم بعونه وتوفيقه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


فأجاب:
التكبير ليلة العيدين إلى أن يأتي الإمام للصلاة سنة، وليس بواجب، والجهر به سنة وليس بواجب، فلو تركه الناس بالكلية لم يأثموا، ولو كبروا سرًّا لم يأثموا، ولا ينبغي أن يقع النزاع بين الناس في مثل هذه الأمور التي أكثر ما يقال فيها إنها سنة، ثم تحدث في هذا النزاع عداوات وبغضاء، وتضليل وتفسيق وتبديع وما أشبه ذلك، فلو أن الناس لم يكبروا، أو لم يرفعوا أصواتهم بالتكبير فإنهم لا يُعدّون آثمين، ولا ينبغي الإصرار على أن يرفع التكبير عبر مكبر الصوت من أجل التذكير بهذه السنة إذا كان هذا يحدث عداوة وبغضاء فإن ذلك خلاف ما تهدف إليه الشريعة، فالنبي صلى الله عليه وسلم ترك بناء الكعبة على قواعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام مع أنه كان يرغب ذلك، وقال لعائشة رضي الله عنها: "لولا أن قومك حديثوا عهد بكفر لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم"، فترك هذا من أجل أن لا تحدث فتنة، ولكن إذا لم يكن هناك فتنة في التكبير، وقيل للناس إننا نكل إلى شخص معين -المؤذن أو غيره- أن يكبر التكبير المشروع عبر مكبر الصوت بدون أن يتابعه أحد على وجه جماعي فلا أرى في هذا بأساً؛ لأنه من باب رفع الصوت بالتكبير والجهر به وفيه تذكير للغافلين أو الناسين، ومن المعلوم أنه لو كبر أحد الحاضرين رافعاً صوته بدون مكبر الصوت لم يتوجه الإنكار عليه من أحد، فكذلك إذا كبر عبر مكبر الصوت، لكن بدون أن يتابعه الناس على وجه جماعي كأنما يلقنهم ذلك، ينتظرون تكبيره حتى يكبروا بعده بصوت واحد، فإن هذا لا أصل له في السنة.

وعلى كل حال، فأهم شيء عندي أن يتفق الناس على ما كان عليه السلف، وأن لا يقع بينهم شيء من العداوة والبغضاء، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد السادس عشر

في وجه المبتدعة
2015-07-17, 06:09
جزاكَم الله خيراً على الاضافة

♨محمد♨
2015-07-17, 10:29
جميل ، ،، جزاك الله خير

عيد مبارك و كل عام و انتم بالف خير

موسى عبد الله
2015-07-17, 10:33
جميل ، ،، جزاك الله خير

عيد مبارك و كل عام و انتم بالف خير




تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
وعيدكم مبارك

أبو عبد الرحمن عمار
2015-07-17, 16:39
جزاكما الله خيرا

موسى عبد الله
2015-07-17, 17:32
جزاكما الله خيرا
جزاك الله خير الجزاء اخونا ابو عبد الرحمن
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
وزدنا علما ً يا ارحم الراحمين