seifellah
2015-07-15, 19:43
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخي المسلم: هذه أيام شهرك تتقلص، ولياليه الشريفة تنقضي، وقد أوشك على الرحيل وتأهَّب للتوديع، هذه الأيام التي مضت وتلك الليالي التي انقضت هي شاهدة بما عملت، وحافظة لما أودعت، هي لأعمالك خزائن محصنة، ومستودعات محفوظة وستكون في انتظارك يوم القيامة فهي شاهدة لك أو عليك }يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ{ [آل عمران آية 30].
فيا أخي زيِّنها بصالح الأعمال وجميل الأقوال والأفعال، ولا تشينها بطالح الأعمال وقبيح الأقوال والأفعال.
يناديك ربك الجليل فيقول: «يا عبادي إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم ثم أوفيكم إيَّاها فمن وجد خيرًا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلاَّ نفسه» [رواه مسلم].
فيا عبد الله: هذا شهر رمضان قد زاد على النصف، فمن منَّا حاسب نفسه، من منَّا عزم قبل غلق أبواب الجنة أن يبني له فيها غرفًا من فوقها غرف. ألا إن شهرك قد أخذ في النقصان فاجتهد في العمل، فكل شهر عسى أن يكون منه خلف، وأما شهر رمضان فمن أين لك منه خلف؟!
تنقَّص الشهر وا -لهفاه وانهدما
واختص بالفوز بالجنات من خدما
وأصبح الغافل المسكين منكسرا
مثلى فيا ويحه يا عظم ما حرما
من فاته الزرع في وقت البذار فما
تراه يحصد إلا الهمَّ والندما
طوبى لمن كانت التقوى بضاعته
في شهره وبحبل الله معتصما
هذا هو الشهر، وهذه هي نهايته، كم من مستقبل له لم يستكمله؟! وكم من مؤمل بالعود إليه لم يدركه، هلاَّ تأملت الأجل ومسيره، وهلاَّ تبينت خداع الأمل وغروره.
أخي المسلم: كنا بالأمس القريب نستقبل رمضان ونحن في غبطة وسرور، وفي لحظة وغفلة من أمرنا انسلخ الشهر وشرع في الرحيل وهكذا العمر، سينقضي وينتهي الأجل فياليت شعري ماذا قدمنا لهذا اليوم؟!
أيها الأخ المبارك: إن كان في النفس زاجر، وإن كان في القلب واعظ فقد بقيت في أيام هذا الشهر بقية وأي بقية، إنها العشر الأخيرة من أيام هذا الشهر الكريم التي كان يحتفي بها النبي صلى الله عليه وسلم أيما احتفاء.
ففي الليالي العشرين التي كانت قبلها، كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلطها بصلاة ونوم، فإذا دخلت العشر الأواخر شمَّر وجدَّ وشدَّ المئزر، هجر فراشه وأيقظ أهله.
أخرج الإمام أحمد في المسند من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر – يعني الأخير – شمَّر وشدَّ المئزر».
أخي الكريم: ربما يكون هذا الشهر آخر شهر يصومه بعضنا، ولا يدري من السابق فينا من اللاحق، فالله في مضاعفة المثابرة والاجتهاد في زمن مبارك أدركنا وأدركتاه، ونحن في وافر الصحة والعافية، فالحذر من التفريط في مثل هذه التجارة الرابحة التي من حُرمها فقد حُرم خيرًا كثيرًا، ولن يضمن إدراك تلك الصفقة مرة أخرى.
فيا عجبا من حال أقوام تمر عليهم تلك الليالي الفاضلة وهم في غفلة عنها، لا يقيمون لها وزنا، ولا يقدرون لها ثمنًا، وهذا والله هو المغبون الذي فرط في خير كثير، وكان بإمكانه أن ينال أكثر منه، لو فطن لنفسه، ولكن المحروم من حُرم خير هذا الشهر.
أخي الطيب المبارك: أترضى يا مسكين أن تُكتب أسماء من حولك في صحف الملائكة من المقبولين، وتبقى أنت وحيدًا فريدًا محرومًا من غنيمة عظيمة فرطت في ثوابها وفضلها، وكانت منك قاب قوسين أو أدنى؟
إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصدًا
ندمت على التفريط في زمن البذر
فشمِّر يا عبد الله عن ساعد الجدِّ، وجاهد نفسك على طاعة الله تعالى، وأطرها على فعل الخيرات وترك المنكرات والملهيات والبعد عن الشهوات والملذات:
تفنى اللذاذة ممن ذاق صفوتها
من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سوء في مغبتها
لا خير في لذة بعدها النار
فالله الله في نفسك، فلا توردها الموارد، ولا تعرضها للهلكة وأنت شاهد وليكن لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أُسوة حسنة في تلك الليالي العشر.
ففي الصحيح عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله، وأيقظ أهله»(متفق عليه واللفظ للبخاري).
وعند مسلم عنها أيضا قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره» وكان صلى الله عليه وسلم يطرق الباب على فاطمة وعلي رضي الله عنهما قائلاً «ألا تصليان..» رواه البخاري وأحمد. وكان صلى الله عليه وسلم يتجه إلى حجرات نساءه آمرًا فيقول: «أيقظوا صواحب الحجر فربَّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة» أخرجه البخاري في صحيحه ومالك في موطئه.
وكان صلى الله عليه وسلم لم يترك أحدًا من أهل بيته صغيرًا كان أو كبيرًا يطيق الصلاة إلا وأيقظه، فعند الطبراني من حديث علي t قال: «إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان وكل صغير وكبير يطيق الصلاة».
وعند الترمذي عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: «لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم إذا بقى من رمضان عشرة أيام يدع أحدًا من أهله يُطيق القيام إلاَّ أقامه»، وهو صلى الله عليه وسلم في ذلك متمثلاً قوله تعالى: }وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى{ [طه: 132].
فهذا هو حال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أقبلت العشر الأواخر، اجتهد في العبادة فأحيا الليل بالقيام واعتزل النساء وأيقظ أهل بيته للصلاة وهو من هو؟! هو الذي غفر له ما تقدم وما تأخر، فكيف بمن تلوث بالمعاصي والذنوب؟!
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخي المسلم: هذه أيام شهرك تتقلص، ولياليه الشريفة تنقضي، وقد أوشك على الرحيل وتأهَّب للتوديع، هذه الأيام التي مضت وتلك الليالي التي انقضت هي شاهدة بما عملت، وحافظة لما أودعت، هي لأعمالك خزائن محصنة، ومستودعات محفوظة وستكون في انتظارك يوم القيامة فهي شاهدة لك أو عليك }يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ{ [آل عمران آية 30].
فيا أخي زيِّنها بصالح الأعمال وجميل الأقوال والأفعال، ولا تشينها بطالح الأعمال وقبيح الأقوال والأفعال.
يناديك ربك الجليل فيقول: «يا عبادي إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم ثم أوفيكم إيَّاها فمن وجد خيرًا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلاَّ نفسه» [رواه مسلم].
فيا عبد الله: هذا شهر رمضان قد زاد على النصف، فمن منَّا حاسب نفسه، من منَّا عزم قبل غلق أبواب الجنة أن يبني له فيها غرفًا من فوقها غرف. ألا إن شهرك قد أخذ في النقصان فاجتهد في العمل، فكل شهر عسى أن يكون منه خلف، وأما شهر رمضان فمن أين لك منه خلف؟!
تنقَّص الشهر وا -لهفاه وانهدما
واختص بالفوز بالجنات من خدما
وأصبح الغافل المسكين منكسرا
مثلى فيا ويحه يا عظم ما حرما
من فاته الزرع في وقت البذار فما
تراه يحصد إلا الهمَّ والندما
طوبى لمن كانت التقوى بضاعته
في شهره وبحبل الله معتصما
هذا هو الشهر، وهذه هي نهايته، كم من مستقبل له لم يستكمله؟! وكم من مؤمل بالعود إليه لم يدركه، هلاَّ تأملت الأجل ومسيره، وهلاَّ تبينت خداع الأمل وغروره.
أخي المسلم: كنا بالأمس القريب نستقبل رمضان ونحن في غبطة وسرور، وفي لحظة وغفلة من أمرنا انسلخ الشهر وشرع في الرحيل وهكذا العمر، سينقضي وينتهي الأجل فياليت شعري ماذا قدمنا لهذا اليوم؟!
أيها الأخ المبارك: إن كان في النفس زاجر، وإن كان في القلب واعظ فقد بقيت في أيام هذا الشهر بقية وأي بقية، إنها العشر الأخيرة من أيام هذا الشهر الكريم التي كان يحتفي بها النبي صلى الله عليه وسلم أيما احتفاء.
ففي الليالي العشرين التي كانت قبلها، كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلطها بصلاة ونوم، فإذا دخلت العشر الأواخر شمَّر وجدَّ وشدَّ المئزر، هجر فراشه وأيقظ أهله.
أخرج الإمام أحمد في المسند من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر – يعني الأخير – شمَّر وشدَّ المئزر».
أخي الكريم: ربما يكون هذا الشهر آخر شهر يصومه بعضنا، ولا يدري من السابق فينا من اللاحق، فالله في مضاعفة المثابرة والاجتهاد في زمن مبارك أدركنا وأدركتاه، ونحن في وافر الصحة والعافية، فالحذر من التفريط في مثل هذه التجارة الرابحة التي من حُرمها فقد حُرم خيرًا كثيرًا، ولن يضمن إدراك تلك الصفقة مرة أخرى.
فيا عجبا من حال أقوام تمر عليهم تلك الليالي الفاضلة وهم في غفلة عنها، لا يقيمون لها وزنا، ولا يقدرون لها ثمنًا، وهذا والله هو المغبون الذي فرط في خير كثير، وكان بإمكانه أن ينال أكثر منه، لو فطن لنفسه، ولكن المحروم من حُرم خير هذا الشهر.
أخي الطيب المبارك: أترضى يا مسكين أن تُكتب أسماء من حولك في صحف الملائكة من المقبولين، وتبقى أنت وحيدًا فريدًا محرومًا من غنيمة عظيمة فرطت في ثوابها وفضلها، وكانت منك قاب قوسين أو أدنى؟
إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصدًا
ندمت على التفريط في زمن البذر
فشمِّر يا عبد الله عن ساعد الجدِّ، وجاهد نفسك على طاعة الله تعالى، وأطرها على فعل الخيرات وترك المنكرات والملهيات والبعد عن الشهوات والملذات:
تفنى اللذاذة ممن ذاق صفوتها
من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سوء في مغبتها
لا خير في لذة بعدها النار
فالله الله في نفسك، فلا توردها الموارد، ولا تعرضها للهلكة وأنت شاهد وليكن لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أُسوة حسنة في تلك الليالي العشر.
ففي الصحيح عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله، وأيقظ أهله»(متفق عليه واللفظ للبخاري).
وعند مسلم عنها أيضا قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره» وكان صلى الله عليه وسلم يطرق الباب على فاطمة وعلي رضي الله عنهما قائلاً «ألا تصليان..» رواه البخاري وأحمد. وكان صلى الله عليه وسلم يتجه إلى حجرات نساءه آمرًا فيقول: «أيقظوا صواحب الحجر فربَّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة» أخرجه البخاري في صحيحه ومالك في موطئه.
وكان صلى الله عليه وسلم لم يترك أحدًا من أهل بيته صغيرًا كان أو كبيرًا يطيق الصلاة إلا وأيقظه، فعند الطبراني من حديث علي t قال: «إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان وكل صغير وكبير يطيق الصلاة».
وعند الترمذي عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: «لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم إذا بقى من رمضان عشرة أيام يدع أحدًا من أهله يُطيق القيام إلاَّ أقامه»، وهو صلى الله عليه وسلم في ذلك متمثلاً قوله تعالى: }وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى{ [طه: 132].
فهذا هو حال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أقبلت العشر الأواخر، اجتهد في العبادة فأحيا الليل بالقيام واعتزل النساء وأيقظ أهل بيته للصلاة وهو من هو؟! هو الذي غفر له ما تقدم وما تأخر، فكيف بمن تلوث بالمعاصي والذنوب؟!