المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع مميز ¨°o.O(«۩☼۩ « عبقات وقطوف رمضانية << اليوم 26 >> موسى عبد الله» ۩☼۩»)O.o°¨


موسى عبد الله
2015-07-13, 11:28
http://up.arabseyes.com/uploads2013/22_05_15143229852231381.png
أسأل الله أن يُـحسن إلى الأخوة في الدنيا والآخرة و ينفع بهم ويجعلهم مباركين أينما كانو.فإنَّ بركة العبد تعليمه للخير حيث حل، ونُصحه لكل من اجتمع به داعياً إلى الله، مُذكراً به، مُرغباً في طاعته محذرا من معصيته ، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة، ومُـحقت بركة لقائه والاجتماع به، بل تُمحق بركة من لقيه واجتمع به

اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني خيرًا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون
]
والغفلة عن الله والدار الآخرة متى تزوجت باتباع الهوى، تولد بينها كل شر. وكثير ما يقترن أحدهما بالآخر ولا يفارقه
هي وقفات و عبقات
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTd8_UhTvCa816-RXYrUxCukSjYhun8V9KnjcRt46XVyC5hU0qb
ضوابط العمل الصالح مفرغ من سلسلة القواعد المنهجية في العقيدة والعمل للشيخ صالح بن فوزان الفوزان
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTd8_UhTvCa816-RXYrUxCukSjYhun8V9KnjcRt46XVyC5hU0qb
ثم ماذا بعد رمضان؟؟؟؟ خطبة للشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى-
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTd8_UhTvCa816-RXYrUxCukSjYhun8V9KnjcRt46XVyC5hU0qb
ابن القيم: حال العبد بعد التوبة، وهل يرجع إلى حاله الأول ؟

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTd8_UhTvCa816-RXYrUxCukSjYhun8V9KnjcRt46XVyC5hU0qb
[/ شرح دعاء اللهم إني أسألك الثبات في الأمر, والعزيمة على الرشد - الشيخ عبدالرزاق العباد البدر
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTd8_UhTvCa816-RXYrUxCukSjYhun8V9KnjcRt46XVyC5hU0qb
ضوابط العمل الصالح
هذه قواعد يحتاج إليها الشباب المسلم في منهاج أهل السنة و الجماعة شاملة لكل ما يتعلق بطريقتهم في العقيدة و العمل
القاعدة الأولى:أن الدين مبني على أصلين عظيمين
]الأول: الإخلاص[ لقوله تعالى (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) (النساء:125).
و قوله (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (البينة:5)

و قوله (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) (الزمر:11)

و لقوله صلى الله عليه و سلم : (إنما الأعمال بالنيات ) رواه البخاري و مسلم .

الثاني: متابعة النبي صلى الله عليه و سلم .

قال الشارح - حفظه الله :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و بعد :
فإن الخلاف موجود بين الناس من قديم [الزمان] و المذاهب مختلفة كما B]قال تعالى:
(كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (البقرة:213) .[/B][/COLOR]
و قال تعالى : (وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (يونس:19).
فالاختلاف حصل من قديم بين البشر , و لكن رحمة للناس أرسل الله سبحانه و تعالى الرسل و أنزل الكتب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه.
فالمنهاج الموصل إلى الله جل و علا صراط المستقيم واحد لا اختلاف فيه كما قال تعالى:

(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الأنعام:153).
و أما المذاهب و الآراء و المناهج الكثيرة التي هي من وضع البشر و من رأي البشر ليس لها عدد لأن كل فرد أو طائفة يحدث طريقة و له منهج يتبعه و لكن الطريق واحد إلى الله جل و على و هو طريق الرسل من أولهم إلى أخرهم طريق الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا.
قال تعالى : (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) (الفاتحة:6) .
و هذا الطريق و هذا الصراط يحتاج إلى توضيح و بيان للناس لأجل ألا تلتبس عليهم المذاهب و الطرق و المناهج و الآراء فلا بد من بيان الطريق الصحيح و المنهاج المستقيم حتى يسير عليه من أراد الله له الهداية ، فالناس في كل زمان بحاجة إلى هداية ، و بحاجة إلى بيان هذا الطريق الموصل إلى الله جل و علا وهذا الطريق و هذا المنهاج الرباني أصله و قاعدته أمران الإخلاص لله و المتابعة للرسول صلى الله عليه و سلم من اتصف بهاتين الصفتين بأن كان مخلصاً لله في عبادته و أقواله و أفعاله و مقاصده و كان متبعا للرسول في سلوكه و منهجه و عبادته فقد سار على هذا الصراط المستقيم .
يدل على هذا آيات و أحاديث من الآيات قوله تعالى: (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة:112) .
و قوله تعالى :( بَلَى) هذا رد على اليهود و النصارى لقولهم : (وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى)(البقرة: من الآية111), نفوا أن يدخل الجنة إلا من كان يهوديا أو نصرانيا فرد الله عليهم جل و على بقوله: (بَلَى) و في هذا رد لحصرهم و نفيهم ، يدخلها من أسٍلم وجهه لله و هو محسن ، فهذا هو الذي يدخل إلى الجنة ، أما من كان على غير ذلك فإنه لا يدخل الجنة و إن ادعى أنه يدخلها أو أدعى أنه لا يدخلها إلا هو .
(أَسْلَمَ وَجْهَه) :ُ[ أي أخلص لله .
و الوجه المراد به هنا الإخلاص ، الإخلاص لله عز و جل و معنى وجهه قصده و نيته ، أخلص قصده و نيته و توجهه و اتجاهه إلى الله هذا الشرط الأول.
الشرط الثاني (وَهُوَ مُحْسِن)ٌ: أي متبع للنبي صلى الله عليه وسلم.
لأنه ليس كل من عمل عملاً حتى و لو أخلص فيه يقبل منه ما لم يكن موافقا لسنة النبي صلى الله عليه و سلم فإنه لا يقبل عند الله سبحانه و تعالى بل لابد أن يكون متبعا للنبي صلى الله عليه و سلم في ذلك قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (البينة:5) .
هذا أيضا فيه الشرطان فقوله : (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ ) (الآية) , هذا دليل على أن الدين بالأمر و الشرع لا بالرأي الذي يحدثه الناس أو يختارونه من أنفسهم ، الدين بالأمر و هو أمر الله سبحانه و تعالى و أمر رسوله صلى الله عليه وسلم فكل عباد ة لم يأمر الله جل و على بها و لم يأمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم ,فإنها باطلة ، لأنها بدعة و النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) رواه مسلم.
و يقول ( و كل بدعة ضلالة) (الحديث) .
(مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )(الآية), هذا هو الشرط الثاني و هو الإخلاص بأن لا يكون في نيته و قصده و اتجاهه أحد غير الله سبحانه و تعالى بل يكون قصده خالصا لله فإن في كان قصده شيء لغير الله فإن عمله مردود و لو كان موافقا للسنة و لو كان موافقاً في عمله لما جاء في الشرع ,فلو صلى الصلاة لا شك أنها من صميم الدين و لكن لو صلى و هو يريد الرياء و السمعة أو تصدق و هو يريد المدح و الثناء من الناس أو قاتل للشجاعة هذه أمور مشروعة و جاءت بها الشريعة و لكن قصده لمّا كان فيه شرك بالله عز و جل كان عمله باطلا و كان من أهل النار .
فهذه هي القاعدة الأولى التي يجب السير عليها و هي الإخلاص لله عز و جل و المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.

و النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لامرىء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه) .
فالعبرة ليست بصورة العمل و إنما العبرة بمقصد فاعله فإن كان خالصا لله عز مع صلاح العمل و مطابقته للسنة فهذا هو العمل النافع أما من كان له قصد غير الله سبحانه فإن عمله لا يكو ن صالحا و لا مقبولا لذلكم قال (فمن كانت هجرته إلى الله و رسوله فهجرته إلى الله و رسوله)(الحديث), يعني من كانت هجرته .. و الهجرة من أفضل الأعمال و هي الانتقال من بلد الشرك إلي بلد التوحيد بلد الإسلام فالناس ينتقلون من بلد الشرك إلى بلد الإسلام و لكن يختلفون في مقاصدهم فمن انتقل فراراً بدينه و قصدا لوجه الله عز و جل فهجرته هجرة صحيحة و مقبولة عند الله عز و جل أما من هاجر من أجل الدنيا من أجل الحصول على الثروة والمال فهو و إن كانت صورته أنه مهاجر إلى الله و رسوله فإن هجرته إلى ما هاجر إليه أو هاجر ليتزوج امرأة فهذا هجرته إلى ما هاجر إليه هجرته إلى المرأة و إن كان انتقل هو مع المهاجرين و لكن لما كانت نيته لغير الله عز و جل صارت هجرته إلى ما هاجر إليه فلا يكون مهاجر إلى الله و رسوله و إنما إلى ما قصد و لو ادعى و تظاهر أنه مهاجر إلى الله و رسوله لأن الله يعلم المقاصد و النيات و هو الذي يجازي على الأعمال فيجازي كلا بما يعلم من قلبه من إخلاص أو شرك.

موسى عبد الله
2015-07-13, 11:51
ماذا بعد رمضان
كعادته يأتي سريعًا ويمضي سريعًا، وها نحن نُودِّع شهر رمضان المبارك، بنهاره الجميل، ولياليه العطرة، ها نحن نُودِّع شهرَ القرآن، والصبر والتقوى، شهرَ العِزَّة والكراة والجهاد، شهرَ الصدقة والرحمة، شهرَ المغفرة والعتق من النار.
دَعِ الْبُكَاءَ عَلَى الْأَطْلاَلِ وَالدَّارِ == وَاذْكُرْ لِمَنْ بَانَ مِنْ خِلٍّ وَمِنْ جَارِ
وَاذْرِ الدُّمُوعَ نَحِيبًا وَابْكِ مِنْ أَسَفٍ == عَلَى فِرَاقِ لَيَالٍ ذَاتِ أَنْوَارِ
عَلَى لَيَالٍ لَشَهْرِ الصَّوْمِ مَا جُعِلَتْ == إِلاَّ لِتَمْحِيصِ آثَامٍ وَأَوْزَارِ
يَا لاَئِمِي فِي الْبُكَا زِدْنِي بِهِ كَلَفًَا == وَاسْمَعْ غَرِيبَ أَحَادِيثٍ وَأَخْبَارِ
مَا كَانَ أَحْسَنَنَا وَالشَّمْلُ مُجْتَمِعٌ == مِنَّا المُصَلِّي وَمِنَّا الْقَانِتُ القَارِي
إنَّ شهر رمضان قد قوَّض خيامه وفك أطنابَه، وقد أودعناه ما شاء الله أن نُودِع من الأعمال والأفعال والأقوال، حسنِها وسيئها، صالِحها وطالِحها، والأيامُ خزائنُ حافظةٌ لأعمالكم، تُدعَون بها يوم القيامة؛ {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا} [آل عمران: 30]، يُنادي ربكم: ((يا عبادي، إنَّما هي أعمالُكم أُحصيها لكم، ثم أوفِّيكم إيَّاها، فمَن وجد خيرًا فليحمدِ الله، ومَن وجد غيرَ ذلك، فلا يلومنَّ إلاَّ نفسَه))؛ رواه مسلم.
رمضانُ سوقٌ قام ثم انفضَّ، رَبِح فيه مَن ربح، وخَسِر فيه مَن خسر، فمَن كان محسنًا، فليحمدِ لله، وليسألِ الله القَبولَ، فإنَّ الله - جلَّ وعلا - لا يُضِيع أجْرَ مَن أحسن عملاً، ومَن كان مسيئًا فليتبْ إلى الله، فالعُذر قبل الموت مقبول، والله يحبُّ التوَّابين، نسأل الله أن يغفرَ لنا ولكم ما سَلَف من الزَّلل، وأن يُوفِّقنا وإيَّاكم للتوبة النَّصوح قبلَ حلول الأجل.
إنَّ لنا في انقضاءِ رمضانَ عِبرةً وعظة، فقدْ كُنَّا نعيشُ أيامَهُ فَرِحينَ متنعمينَ بها، ثُمَّ انقضتْ تِلكُمُ الأيامُ وكأَنها طيفُ خيالٍ، مضتْ تلكَ الأيامُ لِنقطَعَ بها مرحلةً مِنْ حياتِنَا لَنْ تعودَ إلينا أبدًا، وإنَّما يبقى لنا ما أودعنَاهُ فيها مِنْ خيرٍ أو شرٍّ، وهكذا الأيامُ التي تمرُّ علينا تنقصُ منْ أعمارِنا، وتُقرِّبنا مِنْ آجالِنا، قال الحسن البصريُّ - رحمه الله -: "ابنَ آدمَ، إنَّما أنت أيَّام، إذا ذهبَ يومُك ذهبَ بعضُك".
تَمُرُّ بِنَا الْأَيَّامُ تَتْرَى ==== وَإِنَّمَا نُسَاقُ إِلَى الْآجَالِ وَالْعَيْنُ تَنْظُرُ
فَلاَ عَائِدٌ ذَاكَ الشَّبَابُ الَّذِي مَضَى ==== وَلاَ زَائِلٌ هَذَا الْمَشِيبُ الْمَكَدَّرُ
فيا تُرى ما الفائدة إذًا من عبادة شهر كامل إن أتبعتَها بعودة إلى سلوك شائن؟
صَلَّى الْمُصَلِّي لِأَمْرٍ كَانَ يَطْلُبُهُ === لَمَّا انْقَضَى الْأَمْرُ لاَ صَلَّى وَلاَ صَامَا

ثم ماذا بعد رمضان؟؟؟؟
إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ، وسلم تسليمًا كثيرًا ، أما بعد :
فيا عباد الله : إننا نشكر الله - عز وجل - على ما أنعم به من إتمام صيام رمضان وقيامه ، ونسأله تعالى الذي وفقنا لذلك أن يوفقنا لقبوله ، نسأله تعالى أن يوفقنا لقبوله ، لقبول صيامنا ، وقيامنا ، وسائر أعمالنا .
أيها المسلمون : لقد كنا نرتقب مجيء شهر رمضان ، نقول : بقي عليه شهر ، أو شهران ، أو ثلاثة ، فجاء الشهر ثم خلفناه وراء ظهورنا ، وهكذا كل مستقبل للمرء يرتقبه ، جاء ثم يمر به ويخلفه وراءه إلى أن ينتهي به الأجل ، وليت شعري ماذا يكون عليه الموت ، إن الإنسان ينبغي له : أن يهتم لما يكون عليه موته لا متى يكون موته ، وأين يكون موته ؟
فهاهنا ثلاثة أشياء : أين يكون الموت ؟ أي : في أي بلد وفي أي مكان ، متى يكون الموت ؟ أي : في أي سنة وفي أي شهر ، الثالث : على أي حال يكون الموت ؟ وهذا هو المهم ؛ لأن الزمن مهما طال فإنه قصير إذا كان نهايته الموت ، وإن المكان لا يبالي الإنسان في أي مكان مات ، ولكن المهم على أي حال يموت ، نسأل الله أن يجعل ميتتنا وإياكم على الحال التي ترضيه عنا - عز وجل - ، ونسأل الله - تعالى - أن يجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله إخلاصا لله ومحبة له وتعظيما .
أيها المسلمون : لقد حل بنا شهر رمضان شهرًا كريمًا فأودعناه ما شاء الله من الأعمال ، ثم فارقنا سريعًا شاهدًا لنا أو علينا ، إن مِنَ الناس مَنْ فرحوا بفراقه ؛ لأنهم تخلصوا منه ، تخلصوا من الصيام والعبادات التي كانت ثقيلة عليهم ، وإن من الناس من فرح بتمامه ؛ لأنهم تخلصوا به من الذنوب والآثام بما قاموا به فيه من الأعمال الصالحة التي استحقوا بها وعد الله بالمغفرة ؛ كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا : غفر له ما تقدم من ذنبه ) . ( ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا : غفر له ما تقدم من ذنبه ) . ( ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ) .
فهذه أسباب ثلاثة عظيمة لمغفرة الذنوب في شهر رمضان الذي فارقناه وودعناه ، وإن الفرق بين الفرحين عظيم ، وإن علامة الفرح بفراقه : أن يعاود الإنسان المعاصي بعده ، فيتهاون بالواجبات ، ويتجرأ على المحرمات ، وتظهر آثار ذلك في المجتمع فيقل المصلون في المساجد وينقصون نقصًا عظيمًا ملحوظًا ، ومن ضيع صلاته فهو لما سواها أضيع ؛ لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وإن المعاصي بعد الطاعات ربما تحيط بها وتكون أكثر منها وأعظم فلا يكون للعامل سوى التعب ، قال بعض السلف : ( ثواب الحسنة الحسنة بعدها ، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى ؛ كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة على رد الحسنة وعدم قبولها ) .
يقول الله - عز وجل - : ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ﴾ . [ المائدة : 49 ] .
أيها الإخوة : أتظنون أن مواسم الخير إذا انتهت فقد انقضى عمل المؤمن ؟ إن هذا الظن ظن لا أساس له من الصحة ، إن عمل المؤمن لا ينقضي بانقضاء مواسم العمل ، إن عمل المؤمن عمل دائب دائم لا ينقضي إلا بالموت ؛ كما قال الله - تبارك وتعالى - : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ . [ آل عمران : 102 ] ، وقال تعالى : ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ . [ الحجر : 99 ] ، أي : حتى يأتيك الموت .
أيها الإخوة : لئن انقضى شهر الصيام فإن زمن العمل لم ينقطع ، لئن انقضى صيام رمضان فإن الصيام لا يزال مشروعًا - ولله الحمد - ( فمن صام رمضان وأتبعه بستة أيام من شوال كان كصيام الدهر ) ، وقد سن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صيام الاثنين والخميس ، وقال : ( إن الأعمال تعرض فيهما على الله فأحب : أن يعرض عملي وأنا صائم ) ، وأوصى - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة من أصحابه - ووصيته لواحد من أصحابه وصية لأمته - صلى الله عليه وسلم - كلها - : ( أوصى أبا هريرة وأبا ذر وأبا الدرداء - رضي الله عنهم - : أن يصوموا ثلاثة أيام من كل شهر ) ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله ) .
وحث على العمل الصالح في عشر ذي الحجة ومنه الصيام ، وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - : ( أنه كان لا يدع صيام عشر ذي الحجة ) ، وقال - صلى الله عليه وسلم - في صوم يوم عرفة : ( يكفر سنتين ماضية ومستقبلة ) ، يعني : لغير الحاج ، فإن الحاج لا يصوم في عرفة . وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ) ، وقال في صوم يوم العاشر منه : ( يكفر سنة ماضية ) . وقالت عائشة - رضي الله عنها - : ( ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصوم في شهر تعني تطوعًا ما كان يصوم في شعبان ؛ كان يصومه إلا قليلا ) .
أيها الإخوة : هذه أيام يشرع فيها الصيام ، إذًا : فالتعبد لله بالصيام لم ينقطع - ولله الحمد - على طول السنة ، ولئن انقضى قيام رمضان فإن القيام لا يزال مشروعًا كل ليلة من ليالي السنة ، حث عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ورغب فيه ، وقال : ( أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل ) ، وكان - صلى الله عليه وسلم - كما قال عنه ربه - جل وعلا - : ﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ ﴾ . [ المزمل : 20 ] ، وقال تعالى : ﴿ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ . وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴾ . [ الشعراء : 218 - 219 ] .
وصح عنه - صلى الله عليه وسلم - أن ( الله - عز وجل - ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر ؛ فيقول : ( من يدعوني ؟ فأستجيب له . من يسألني ؟ فأعطيه . من يستغفرني ؟ فأغفر له ) ، فتعرضوا - أيها المسلمون - لنفحات الله في هذا الجزء من الليل ؛ لعلكم تصيبون رحمة من عنده ، لعلكم تدعونه فيستجيب لكم ، تسألونه فيعطيكم ، تستغفرونه فيغفر لكم ، اللهم وفقنا لذلك وأعنا عليه يا رب العالمين .
أيها المسلمون : اتقوا الله تعالى ، وبادروا أعماركم بأعمالكم ، وحققوا أقوالكم بأفعالكم ، فإن حقيقة عمر الإنسان ما أمضاه في طاعة الله ، وإن الكيس - أيها المسلمون - : ( الكيس من دان نفسه . أي : حاسبها وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمني على الله الأماني ) ، اذكروا - أيها المسلمون - : ( أنكم إذا متم تبعكم ثلاثة : أهلوكم وأموالكم وأعمالكم ؛ فيرجع اثنان ويبقى واحد ! يرجع الأهل والمال ، ويبقي العمل قرينا الإنسان إلى يوم القيامة ) ، اللهم اجعل أعمالنا صالحة ، واختم لنا بحسن الخاتمة يا رب العالمين .
عباد الله : لقد يسر الله لكم سبل الخيرات ، وفتح أبوابها ، ودعاكم لدخولها ، وبين لكم ثوابها ، فهذه الصلوات الخمس آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين : ( هي خمس في الفعل وخمسون في الميزان ) ، من أقامها كانت كفارة له ونجاة يوم القيامة ، شرعها الله لكم وأكملها بالرواتب التابعة لها ، وهي: ( اثنتا عشرة ركعة : أربع قبل الظهر بسلامين ، وركعتان بعدها ، وركعتان بعد المغرب ، وركعتان بعد العشاء ، وركعتان قبل الفجر ، من صلاهن بنى الله له بيتًا في الجنة ) ، وتختص راتبة الفجر بخصائص منها : ( أنها خير من الدنيا وما فيها ) ، كما صح ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ومنها : المحافظة عليها في الحضر والسفر ، ومنها : ( أنها تخفف ) ، ومنها : أنه يقرأ فيها بآيات معينة أو سور معينة . يقرأ فيها في الركعة الأولى : قل يا أيها الكافرون ، وفي الثانية : بسورة الإخلاص بعد الفاتحة ، أو يقرأ فيها : ﴿ قُولُوا آَمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا ﴾ . [ البقرة : 36 ] إلى آخر الآية في سورة البقرة ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ﴾ . [ آل عمران : 64 ] . في آل عمران الأولى في الركعة الأولى والثانية في الركعة الثانية .
وهذا الوتر سنة مؤكدة سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله وفعله ، أما فعله : فكان - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يجعل آخر صلاته بالليل وترا ، وأما قوله ؛ فقد قال - صلى الله عليه وسلم - : ( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا ) ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( من خاف : أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ، ومن طمع : أن يقوم من آخر الليل فليوتر آخر الليل ؛ فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل ) ، فالوتر سنة مؤكدة لا ينبغي للإنسان تركه ، حتى أن أهل العلم اختلفوا في وجوبه فمنهم من أوجبه ومنهم من أكده ، وقال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - : ( من ترك الوتر فهو رجل سوء لا ينبغي أن تقبل له شهادة ) .
وأقل الوتر : ركعة ، وأكثره : إحدى عشرة ركعة ، ووقته : من صلاة العشاء الآخرة ولو مجموعة جمع تقديم إلى المغرب إلى طلوع الفجر ، ومن فاته في الليل قضاه في النهار شفعًا ، فإذا كان من عادته أن يوتر بثلاث فنسيه في الليل أو نام عنه صلاها في النهار أربع ركعات ، ففي " صحيح مسلم " عن عائشة - رضي الله عنها - : ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة ) ، وهذه الأذكار خلف الصلوات المكتوبة كان النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ( إذا سلم من صلاته المكتوبة استغفر ثلاثة وقال : اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ) ، ( ومن سبح الله دبر كل صلاة ثلاث وثلاثين ، وحمد الله ثلاث وثلاثين ، وكبر الله ثلاث وثلاثين ، فتلك تسع وتسعون ، وقال : تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ) .
وهذا الوضوء ! ( من توضأ فأسبغ الوضوء ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين . فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ) .
أما النفقات المالية ؛ فإنها لا تزال مشروعة إلى الموت على مدار السنة : الزكوات ، والصدقات ، والمصروفات على الأهل والأولاد ، بل المصروفات على نفس الإنسان صدقة ، ( ما من مؤمن ينفق نفقة يبتغي بها وجه الله إلا أثيب عليها ) ، ( وإن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها ) ، ( إذا أكلت فسمِّ الله في أول الأكل ) ، واحمد الله في آخره ، وإذا شربت فسمِّ الله في أول الشرب واحمد الله في آخره ، ( وإن الساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالصائم لا يفطر والقائم لا يفتر ) ، والساعي على الأرملة : هو الذي يسعى برزقهم ويقوم بحاجتهم ، وعائلة الإنسان الصغار والضعفاء الذين لا يستطيعون القيام بأنفسهم هم من المساكين ، فالسعي على عائلته كالجهاد في سبيل الله ، أو كالصيام الدائم والقيام المستمر ، يا لها من نعمة وفضل أنعم الله بها على عباده ، فنسأل الله - تعالى - أن يرزقنا شكرها ، وأن يزيدنا منها بمنه وكرمه .
عباد الله : إن طرق الخيرات كثيرة فأين السالكون ؟ وإن أبوابها لمفتوحة فأين الداخلون ؟ وإن الحق لواضح لا يزيغ عنه إلا الهالكون ! فخذوا - عباد الله - من كل طاعة بنصيب ، فقد قال الله - عز وجل - : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ . [ الحج : 77 ] ، واعلموا - أيها الإخوة - أنكم مفتقرون لعبادة الله أشد من افتقاركم إلى الطعام والشراب والهواء والنوم ، إنكم مفتقرون لذلك في كل وقت ، وليست العبادة فقط في رمضان ، وليست العبادة في رمضان فقط ؛ لأنكم تعبدون الله والله حي لا يموت .
أيها الإخوة : إنه سيأتي اليوم الذي يتمنى الواحد فيه زيادة ركعة أو تسبيحة في حسناته ، ويتمنى نقص سيئة أو خطيئة في سيئاته ، فبادروا - أيها الإخوة - بادروا الزمن بالأعمال الصالحة ، إنه لا يتعب الإنسان أن يذكر الله - تعالى - بلسانه ، أو يقرأ كتابه بلسانه ؛ لأن هذا أمر سهل يمكنك أن تذكر الله - عز وجل - ؛ كما جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله : ( لأن أقول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر أحبُّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس ) ، في كل وقت قائمًا وقاعدًا وماشيًا ، ولقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان . سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ) ، أينا يعجز أن يقول : سبحان الله وبحمده دائمًا وأبدًا ، إن هذا لأمر يسير ، ولكنه يسير على من يسره الله عليه ، اللهم يسر ذلك علينا بمنك وكرمك .
أيها المسلمون : تذكروا قول الله - عز وجل - : ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ . لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ . [ المؤمنون : 99 - 100 ] ، إنه لا يقول : ارجعون لعلي أتمتع قليلاً في أهلي ومالي ، ولكنه يقول الله - عز وجل - عنه : ﴿ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾ . ولكن ذلك بعد فوات الأوان ؛ ولهذا قال الله - عز وجل - : ﴿ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ . [ المؤمنون : 100 ] .
اللهم أمتنا على أحسن الأعمال ، اللهم أمتنا على أحسن الأعمال ، وابعثنا على خير الخلال يا ذا الجلال والإكرام ، وفقني الله وإياكم لاغتنام الأوقات ، وعمارتها بالأعمال الصالحات ، ورزقنا اجتناب الخطايا والسيئات ، وطهرنا منها بمنه وكرمه إنه واسع الهبات ، أقول قولي هذا ، وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
خطبة للشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى-

موسى عبد الله
2015-07-13, 12:30
ابن القيم
: حال العبد بعد التوبة، وهل يرجع إلى حاله الأول ؟
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
“فصل:المعصية تجعل صاحبها من السفلة
ومن عقوباتها: أنها تجعل صاحبها من السفلة بعد أن كان مهيئا لأن يكون من الْعِلْيَةِ، فإن الله خلق خلقه قسمين: عِلْيَةً، وَسَفَلَةً، وجعل عِلِّيِّينَ مستقر الْعِلْيَةِ، وأسفل سافلين مستقر السَّفَلَةِ، وجعل أهل طاعته الْأَعْلَيْنَ في الدنيا والآخرة، وأهل معصيته الْأَسْفَلِينَ في الدنيا والآخرة، كما جعل أهل طاعته أكرم خلقه عليه، وأهل معصيته أهون خلقه عليه، وجعل العزة لهؤلاء، والذلة والصغار لهؤلاء، كما في مسند أحمد من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «بعثت بالسيف بين يدي الساعة، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري».
فكلما عمل العبد معصية نزل إلى أسفل، درجة، ولا يزال في نزول حتى يكون من الأسفلين، وكلما عمل طاعة ارتفع بها درجة، ولا يزال في ارتفاع حتى يكون من الأعلين.
وقد يجتمع للعبد في أيام حياته الصعود من وجه، والنزول من وجه، وأيهما كان أغلب عليه كان من أهله، فليس من صعد مائة درجة ونزل درجة واحدة، كمن كان بالعكس.
ولكن يعرض هاهنا للنفوس غلط عظيم، وهو أن العبد قد ينزل نزولاً بعيداً أبعد مما بين المشرق والمغرب، ومما بين السماء والأرض، فلا يفي صعوده ألف درجة بهذا النزول الواحد، كما في الصحيح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة الواحدة، لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب» . فأي صعود يوازن هذه النزلة؟ والنزول أمر لازم للإنسان، ولكن من الناس من يكون نزوله إلى غفلة، فهذا متى استيقظ من غفلته عاد إلى درجته، أو إلى أرفع منها بحسب يقظته.
ومنهم من يكون نزوله إلى مباح لا ينوي به الاستعانة على الطاعة، فهذا متى رجع إلى الطاعة فقد يعود إلى درجته، وقد لا يصل إليها، وقد يرتفع عنها، فإنه قد يعود أعلى همة مما كان، وقد يكون أضعف همة، وقد تعود همته كما كانت.
ومنهم من يكون نزوله إلى معصية، إما صغيرة أو كبيرة، فهذا يحتاج في عوده إلى درجته إلى توبة نصوح، وإنابة صادقة.
واختلف الناس هل يعود بعد التوبة إلى درجته التي كان فيها، بناء على أن التوبة تمحو أثر الذنب، وتجعل وجوده كعدمه فكأنه لم يكن، أو لا يعود، بناء على أن التوبة تأثيرها في إسقاط العقوبة، وأما الدرجة التي فاتته فإنه لا يصل إليها.
قالوا: وتقرير ذلك: أنه كان مستعدا باشتغاله بالطاعة في الزمن الذي عصى فيه لصعود آخر وارتقاء تحمله أعماله السالفة، بمنزلة كسب الرجل كل يوم بجملة ماله الذي يملكه، وكلما تضاعف المال تضاعف الربح، فقد راح عليه في زمن المعصية ارتفاع وربح تحمله أعماله، فإذا استأنف العمل استأنف صعودا من نزول، وكان قبل ذلك صاعدا من أسفل إلى أعلى، وبينهما بون عظيم.
قالوا: ومثل ذلك رجلان يرتقيان في سلمين لا نهاية لهما، وهما سواء، فنزل أحدهما إلى أسفل، ولو درجة واحدة، ثم استأنف الصعود، فإن الذي لم ينزل يعلو عليه ولا بد.
وحكم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بين الطائفتين حكما مقبولا فقال:
التحقيق أن من التائبين من يعود إلى أرفع من درجته، ومنهم من يعود إلى مثل درجته، ومنهم من لا يصل إلى درجته.
قلت: وهذا بحسب قوة التوبة وكمالها، وما أحدثته المعصية للعبد من الذل والخضوع والإنابة، والحذر والخوف من الله، والبكاء من خشية الله، فقد تقوى هذه الأمور، حتى يعود التائب إلى أرفع من درجته، ويصير بعد التوبة خيرا منه قبل الخطيئة، فهذا قد تكون الخطيئة في حقه رحمة، فإنها نفت عنه داء العجب، وخلصته من ثقته بنفسه وإدلاله بأعماله، ووضعت خد ضراعته وذله وانكساره على عتبة باب سيده ومولاه، وعرفته قدره، وأشهدته فقره وضرورته إلى حفظ مولاه له، وإلى عفوه عنه ومغفرته له، وأخرجت من قلبه صولة الطاعة، وكسرت أنفه من أن يشمخ بها أو يتكبر بها، أو يرى نفسه بها خيرا من غيره، وأوقفته بين يدي ربه موقف الخطائين المذنبين، ناكس الرأس بين يدي ربه، مستحيا خائفا منه وجلا، محتقرا لطاعته مستعظما لمعصيته، عرف نفسه بالنقص والذم. وربه متفرد بالكمال والحمد والوفاء كما قيل:
استأثر الله بالوفاء وبالحم === د وولى الملامة الرجلا
فأي نعمة وصلت من الله إليه استكثرها على نفسه ورأى نفسه دونها ولم يرها أهلا، وأي نقمة أو بلية وصلت إليه رأى نفسه أهلا لما هو أكبر منها، ورأى مولاه قد أحسن إليه، إذ لم يعاقبه على قدر جرمه ولا شطره، ولا أدنى جزء منه.
فإن ما يستحقه من العقوبة لا تحمله الجبال الراسيات، فضلا عن هذا العبد الضعيف العاجز، فإن الذنب وإن صغر، فإن مقابلة العظيم الذي لا شيء أعظم منه، الكبير الذي لا شيء أكبر منه، الجليل الذي لا أجل منه ولا أجمل، المنعم بجميع أصناف النعم دقيقها وجلها – من أقبح الأمور وأفظعها وأشنعها، فإن مقابلة العظماء والأجلاء وسادات الناس بمثل ذلك يستقبحه كل أحد مؤمن وكافر. وأرذل الناس وأسقطهم مروءة من قابلهم بالرذائل، فكيف بعظيم السماوات والأرض، وملك السماوات والأرض، وإله أهل السماوات والأرض؟ ولولا أن رحمته سبقت غضبه، ومغفرته سبقت عقوبته، وإلا لتدكدكت الأرض بمن قابله بما لا يليق مقابلته به، ولولا حلمه ومغفرته لزلزلت السماوات والأرض من معاصي العباد، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [سورة فاطر: 41] .
فتأمل ختم هذه الآية باسمين من أسمائه، وهما: ” الحليم، والغفور ” كيف تجد تحت ذلك أنه لولا حلمه عن الجناة ومغفرته للعصاة لما استقرت السماوات والأرض؟
وقد أخبر سبحانه عن كفر بعض عباده أنه: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا} [سورة مريم: 90] .
وقد أخرج الله سبحانه الأبوين من الجنة بذنب واحد ارتكباه وخالفا فيه نهيه، ولعن إبليس وطرده وأخرجه من ملكوت السماوات والأرض بذنب واحد ارتكبه وخالف فيه أمره، ونحن معاشر الحمقى كما قيل:
نصل الذنوب إلى الذنوب ونرتجي ==== درج الجنان لذي النعيم الخالد
ولقد علمنا أخرج الأبوين من === ملكوته الأعلى بذنب واحد
والمقصود أن العبد قد يكون بعد التوبة خيرا مما كان قبل الخطيئة وأرفع درجة، وقد تضعف الخطيئة همته وتوهن عزمه، وتمرض قلبه، فلا يقوى دواء التوبة على إعادته إلى الصحة الأولى، فلا يعود إلى درجته، وقد يزول المرض بحيث تعود الصحة كما كانت ويعود إلى مثل عمله، فيعود إلى درجته.
هذا كله إذا كان نزوله إلى معصية، فإن كان نزوله إلى أمر يقدح في أصل إيمانه، مثل الشكوك والريب والنفاق، فذاك نزول لا يرجى لصاحبه صعود إلا بتجديد إسلامه”. اهـ
[ المصدر: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، ص86- 88 ]

موسى عبد الله
2015-07-13, 12:44
شرح دعاء اللهم إني أسألك الثبات في الأمر, والعزيمة على الرشد - الشيخ عبدالرزاق العباد البدر
هذه وقفة مع دعوة عظيمة، كان يدعو بها نبينا - صلى الله عليه وسلم -، وهي ثابتةٌ عنه - صلوات الله وسلامه عليه -، وقد حوَت مجاميع الخير، وأبواب البر، وأسُس السعادة في الدنيا والآخرة، وهي ما رواه الطبراني في المعجم الكبير عن شداد بن أوس - رضي الله عنه - قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا شداد بن أوسٍ إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة، فأكثر هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرُّشد، وأسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتِك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبًا سليمًا، ولسانًا صادقًا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شرِّ ما تعلم، وأستغفرُك لما تعلم؛ إنك أنت
علامُ الغيوب».
روى الطبراني في معجمه الكبير بسند ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا شداد بن أوس إذا اكتنـز الناس الذهبَ والفضةَ فاكْنـز هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر, والعزيمة على الرشد, وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك, وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك, وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا, وأسألك من خير ما تعلم, وأعوذ بك من شر ما تعلم, وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب" حديث صحيح وقد رواه النسائي وغيره وصححه الشيح الألباني – رحمه الله – في الصحيحة 3228 وقد جاء في بعض طرق هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول هذا الدعاء في صلاته رواه الإمام الألباني في مشكاة المصابيح عن شداد بلفظ ) كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في صلاته : اللهم ! إني أسألك الثباتفي الأمر ،والعزيمة على الرشد ، وأسألك شكر نعمتك ، وحسن عبادتك ، وأسألكقلبا سليما ، ولسانا صادقا ، وأسألك من خير ما تعلم ، وأعوذ بك من شر ماتعلم ، وأستغفرك لما تعلم)وقال عنه في المشكاة صحيح لغيره مشكاة المصابيح/915
**وقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء: "اللهم إني أسألك الثبات في الأمر" أي أن أثبت على دين الله وأن أستقيم على طاعة الله وأن لا أنحرف ذات اليمين وذات الشمال, ومثله قوله صلى الله عليه وسلم : "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك", وقد جاء في حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: "كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك. قالت: قلت: يا رسول الله ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء, أو إن القلوب لتتقلب؟ قال: نعم, ما من قلب إلا هو بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء, فإن شاء أقامه وإن شاء أزاغه" فما أحوجنا عباد الله إلى الإكثار من هذا الدعاء أن يثبتنا الله على الأمر, والمراد بالأمر أي دين الله جل وعلا الذي شرعه لعباده وأمرهم به.
**وقوله صلى الله عليه وسلم : "والعزيمة على الرشد" هذا مطلب عظيم ما أحوجنا إليه, والرشد عباد الله هو كل خير وفلاح في الدنيا والآخرة, وكثيرا ما نسمع بالأحاديث والمواعظ النافعة إلا أن عزائمنا فاترة وهممنا ضعيفة فما أحوج كل واحد منا أن يسأل الله جل وعلا العزيمة على الرشد أي أنك إذا بلغك الخير وعلمت به أن تعزم عليه وأن تحرص على فعله وأن تفعله لتكون من أهله.
**وقوله صلى الله عليه وسلم: "وأسألك شكر نعمتك" شكر النعمة عباد الله من أعظم المنن وأكبر العطايا أن يوزعك الله جل وعلا شكر النعمة وشكرها قائم على أركان؛ فالقلب يشكر الله بالاعتراف بالنعمة, واللسان يشكر الله بالتحدث بها والثناء على الله وحمده بما هو أهله, والجوارح تشكر الله باستعمال النعم في طاعة الله جل وعلا.
**وقوله: "وحسن عبادتك" حسن العبادة عباد الله مطلب عظيم ومقصد جليل بل الله جل وعلا لا يقبل العبادة إلا إذا كانت متصفة بهذا ولهذا قال جل وعلا: ﴿ليَبلُوَكُم أيُّكُم أحسنُ عملاً﴾ [ الملك: ٢ ] والعمل لا يكون حسنا إلا بأمرين: بإخلاصه لله وبالمتابعة فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فشمل قولك: "حسن عبادتك" الإخلاص للمعبود والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.
**وقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء: "وأسألك قلبا سليما" أي قلبا نقيا زكيا مطهَّرا, مطهرا من الشرك والنفاق والغل والحسد ومن كل أمراض القلوب وأسقامها وإذا زكى القلبُ وطاب صلحت الجوارح وحسنت وقد جاء في دعاء إبراهيم الخليل عليه السلام حيث قال: ﴿يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم﴾ [ الشعراء: ٨٨ – ٨٩ ] أي سليم من الشرك والنفاق, وسلِيم من الرياء وغير ذلك, وسلِيم من أمراض القلوب وأسقامها وهي كثيرة ومتنوعة وعديدة, وإذا سلم القلب تبعته الجوارح في السلامة وفي هذا يقول عليه الصلاة والسلام: "ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله, وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب".
**وقوله: "ولسانا صادقا" أي يحافظ الصدق ويتحراه في أقواله وأحاديثه, وإذا كان اللسان صادق اللهجة فإن الجوارح كلها تتبعه على الاستقامة يدل لذلك ما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تُكَفِّر اللسان تقول اتقِ الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا".
**وقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء: "وأسألك من خير ما تعلم, وأعوذ بك من شر ما تعلم" هو من جوامع الدعاء وكوامله حيث سأل في هذه الجملة الخير كله ظاهره وباطنه سره وعلنه ما كان منه في الدنيا وما كان منه في الآخرة, فإن قوله: "اللهم إني أسألك من خير ما تعلم" يجمع الخير كله في الدنيا والآخرة. وقوله عليه الصلاة والسلام: "وأعوذ بك من شر ما تعلم" من كوامل التعوذ وجوامعه فإنك في هذه الجملة تعوذت من كل شر وكل بلاء وضر, فإن قوله: "وأعوذ بك من شر ما تعلم" يجمع التعوذ كله.
**وقوله في خاتمة هذا الدعاء صلوات الله وسلامه عليه: "وأستغفرك لما تعلم" فيه إقرار العبد بذنوبه وخطاياه وكثرتها وتعددها وأن منها ذنوبا كثيرة لا يعلمها نسيها العبد ولكن أحصاه الله ونسوه, فما أجمل أن يقول المستغفر في استغفاره: "وأستغفرك لما تعلم" لأن علم الله عز وجل محيط بالسرائر والمعلنات, بالخفيات والظاهرات, بالذنوب المتقدمة والمتأخرة محيط بكل شيء فهو جل وعلا علام الغيوب الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ولذا ختم النبي عليه الصلاة والسلام هذا الدعاء متوسلا إلى الله بقوله: "إنك أنت علام الغيوب" أي أحاط علمك بكل غائبة عنا, أما في حق الله جل وعلا فالغيب عنده شهادة والسر عنده علانية لا تخفى عليه خافية.

خطبة جمعة بتاريخ : 21/10/1427

هذا ما تيسر جمعه و اعداده و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل
اسأل الله العظيم ان يجعل هذا العمل خالصا له و حده لا شريك له
وان ينفع به
سبحانك اللهم و بحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك و اتوب اليك

أبو همام الجزائري
2015-07-13, 14:02
ما شاء الله جزاك الله خيرا وبارك فيك
أستاذ موسى
ربي ينورك
ورحم الله الشيخ إبن عثيمين رحمة واسعة
بالتوفيق
وتقبل الله منك صالح الأعمال

أم أمة الله الجزائرية
2015-07-13, 14:24
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
خطبة الشيخ بن عثيمين مؤثرة جدا رحمه الله رحمة واسعة
نسأل الله أن يكتبنا من الرابحين في شهر رمضان وأن يجنبنا الخسارة والخذلان..

موسى عبد الله
2015-07-13, 14:46
ما شاء الله جزاك الله خيرا وبارك فيك
أستاذ موسى
ربي ينورك
ورحم الله الشيخ إبن عثيمين رحمة واسعة
بالتوفيق
وتقبل الله منك صالح الأعمال

بارك الله فيك اخي ابو همام
رزقنا الله و اياكم الاخلاص في القول و العمل
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcR9svI1VqwFVGTadB8rI35-brAkU2ohn4nuDz7EoIIn4WaKS7Lr

موسى عبد الله
2015-07-13, 14:49
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
خطبة الشيخ بن عثيمين مؤثرة جدا رحمه الله رحمة واسعة
نسأل الله أن يكتبنا من الرابحين في شهر رمضان وأن يجنبنا الخسارة والخذلان..

وفيكم بارك الله
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما ً يا ارحم الراحمين ..

عمي صالح
2015-07-13, 18:16
http://up.arabseyes.com/uploads2013/22_05_15143229852231381.png

هي وقفات و عبقات
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTd8_UhTvCa816-RXYrUxCukSjYhun8V9KnjcRt46XVyC5hU0qb

ضوابط العمل الصالح مفرغ من سلسلة القواعد المنهجية في العقيدة والعمل للشيخ صالح بن فوزان الفوزان
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTd8_UhTvCa816-RXYrUxCukSjYhun8V9KnjcRt46XVyC5hU0qb

ثم ماذا بعد رمضان؟؟؟؟ خطبة للشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى-
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTd8_UhTvCa816-RXYrUxCukSjYhun8V9KnjcRt46XVyC5hU0qb

ابن القيم: حال العبد بعد التوبة، وهل يرجع إلى حاله الأول ؟

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTd8_UhTvCa816-RXYrUxCukSjYhun8V9KnjcRt46XVyC5hU0qb
[/ شرح دعاء اللهم إني أسألك الثبات في الأمر, والعزيمة على الرشد - الشيخ عبدالرزاق العباد البدر
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTd8_UhTvCa816-RXYrUxCukSjYhun8V9KnjcRt46XVyC5hU0qb



http://i333.photobucket.com/albums/m380/sayedmido/r42.gif
http://i160.photobucket.com/albums/t169/douniazad/60ra.gif
http://i160.photobucket.com/albums/t169/douniazad/16.jpg
جزاك الله خيرا على المجهود القيم

http://uploads.sedty.com/imagehosting/476286_1393573280.gif
http://i333.photobucket.com/albums/m380/sayedmido/2-2.gif
http://img.photobucket.com/albums/v505/MCsam/14ax.gif

موسى عبد الله
2015-07-13, 19:01
http://i333.photobucket.com/albums/m380/sayedmido/r42.gif
http://i160.photobucket.com/albums/t169/douniazad/60ra.gif
http://i160.photobucket.com/albums/t169/douniazad/16.jpg
جزاك الله خيرا على المجهود القيم

http://uploads.sedty.com/imagehosting/476286_1393573280.gif
http://i333.photobucket.com/albums/m380/sayedmido/2-2.gif
http://img.photobucket.com/albums/v505/mcsam/14ax.gif





شكرا لك عمي صالح
رزقك الله الفردوس الاعلى

وفاء الياسمين
2015-07-13, 22:19
جزاكم الله خيرا
تقبل الله منا و منكم الطاعات

موسى عبد الله
2015-07-14, 00:37
جزاكم الله خيرا
تقبل الله منا و منكم الطاعات

بارك الله فيكم
آمين

اسماعيل 03
2015-07-14, 00:55
جزاك الله خيرا أخي موسى

موسى عبد الله
2015-07-14, 04:49
جزاك الله خيرا أخي موسى

بارك الله فيك اخي اسماعيل
رزقنا الله و اياكم الفردوس الاعلى

دعشوشة
2015-07-14, 08:16
جزاك الله خير اخي على الموضوع

موسى عبد الله
2015-07-14, 11:15
جزاك الله خير اخي على الموضوع
بارك الله فيك اخي تقبل الله منا و منكم صالح الاعمال

السَّحابة البيضاءْ
2015-07-14, 11:39
السّلام عليكم

جزاكَ الله خيراً على عملك الطيّب

موسى عبد الله
2015-07-14, 14:22
السّلام عليكم

جزاكَ الله خيراً على عملك الطيّب


وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم
وفق الله الجميع لما يحبه و يرضاه

في وجه المبتدعة
2015-07-17, 06:07
جزاكَم الله خيراً على عملكم هذا