NIGHTINGALE
2015-07-05, 16:07
الحمد لله حمدا طيبا مباركا
والصلاة والسلام على المصطفى الصادق الوعد الأمين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
منذ سنوات كنت قد استعرت كتابا لاستخدامه في بحث من البحوث الجامعية
وكنت قد اخترته لأنه كان يتحدث عن التواجد العسكري الفرنسي بالجزائر في الفترة الممتدة ما بين القرن 19 والقرن 20
فاعتقدت أنني سأجد فيه مادة تعينني على إنجاز بحثي وإثرائه بالشواهد والوقائع التاريخية
غير أنني وبمجرد مطالعة الصفحات الأولى من الكتاب أدركت أنه لا يصلح لذلك
فالكتاب كان عبارة عن سيرة ذاتية لمستشرق فرنسي يُدعى لويس ماسينيون
وكنت وقتها أتحاشى مطالعة كل ما يتعلق بالاستشراق لأني كنت أعلم أن المجال يتطلب قدرا كبيرا من الجهد والوقت لم يكن بوسعي توفيرهما
تركت الكتاب جانبا على أن أعيده للمكتبة عندما أجد الوقت لذلك
وأذكر أنني في أمسية من الأمسيات وجدت نفسي أطالع في ذلك الكتاب مطالعة سريعة لعلي أكون بها فكرة عامة عن ذلك المستشرق ...
قصة لويس ماسينيون - كما رواها عن نفسه - بدأت عندما اتصل به مسؤولون في الاستخبارات الفرنسية يطلبون منه المساعدة في إيجاد حلول تسمح بإحكام السيطرة على الأهالي في الجزائر
وكان وقتها باحثا متخصصا في الاستشراق، يدرس ما كُتب عن المسلمين ويشير على الجيش الفرنسي بكل المعلومات التي قد تفيده في التحكم بالأهالي الجزائريين
>> فالاستشراق مجال معرفي أوجدته ضرورة إستعمارية وأهدافه في الغالب تصب في جمع وتحليل المعطيات التي تصف البعد العرقي والعقدي والاجتماعي ومحاولة صياغة كل ذلك في منهج يتيح إخضاع المسلمين خضوعا تاما لسلطة المستعمر
وكانوا يبيحون لأنفسهم في ذلك التعدي على القيم الإنسانية والأخلاقية ، فالجيش الفرنسي وقتها - والذين كانوا يعملون لحسابه - لم يكن لديهم حدود دينية أو قيم عليا يسيرون على هداها، فكانوا رغم ادعائهم الحضارة أحط عباد الله في معاملتهم للشعوب التي استعمروا أراضيها...
المهم ؛ وافق ماسينيون على الطلب، واتفق مع المسؤولين السامين في الجيش على الخطة التي ينبغي اعتمادها ...
اقترح ماسينيون على الجيش الاندساس بين أوساط الجزائريين بادعاء الدخول في الإسلام ودراستهم عن كثب للتعرف على مواطن ضعفهم وفي ذات الوقت المحاولة على التأثير عليهم ( بالتفريق بينهم ) والعمل بكل ما اتاحته له الظروف لخدمة مصالح الجيش الفرنسي
فكان له ذلك
حيث ارتدى الطربوش والعباءة وأعلن عن إسلامه على ملإ من الأهالي الذين فرحوا به فرحا شديدا وخصوه بما لم يخصوا بعضهم بالعناية والاهتمام
وقربوه إليهم وفتحوا لهم بيوتهم ومجالس أشرافهم !
أذكر قوله مستخفا بأولئك الأهالي : أنه بالنسبة للمسلمين يكفي أن يلبس الواحد لباسهم من عمامة وعباءة حتى يعدوه منهم ويأمنوا جانبه
... يُتبع
والصلاة والسلام على المصطفى الصادق الوعد الأمين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
منذ سنوات كنت قد استعرت كتابا لاستخدامه في بحث من البحوث الجامعية
وكنت قد اخترته لأنه كان يتحدث عن التواجد العسكري الفرنسي بالجزائر في الفترة الممتدة ما بين القرن 19 والقرن 20
فاعتقدت أنني سأجد فيه مادة تعينني على إنجاز بحثي وإثرائه بالشواهد والوقائع التاريخية
غير أنني وبمجرد مطالعة الصفحات الأولى من الكتاب أدركت أنه لا يصلح لذلك
فالكتاب كان عبارة عن سيرة ذاتية لمستشرق فرنسي يُدعى لويس ماسينيون
وكنت وقتها أتحاشى مطالعة كل ما يتعلق بالاستشراق لأني كنت أعلم أن المجال يتطلب قدرا كبيرا من الجهد والوقت لم يكن بوسعي توفيرهما
تركت الكتاب جانبا على أن أعيده للمكتبة عندما أجد الوقت لذلك
وأذكر أنني في أمسية من الأمسيات وجدت نفسي أطالع في ذلك الكتاب مطالعة سريعة لعلي أكون بها فكرة عامة عن ذلك المستشرق ...
قصة لويس ماسينيون - كما رواها عن نفسه - بدأت عندما اتصل به مسؤولون في الاستخبارات الفرنسية يطلبون منه المساعدة في إيجاد حلول تسمح بإحكام السيطرة على الأهالي في الجزائر
وكان وقتها باحثا متخصصا في الاستشراق، يدرس ما كُتب عن المسلمين ويشير على الجيش الفرنسي بكل المعلومات التي قد تفيده في التحكم بالأهالي الجزائريين
>> فالاستشراق مجال معرفي أوجدته ضرورة إستعمارية وأهدافه في الغالب تصب في جمع وتحليل المعطيات التي تصف البعد العرقي والعقدي والاجتماعي ومحاولة صياغة كل ذلك في منهج يتيح إخضاع المسلمين خضوعا تاما لسلطة المستعمر
وكانوا يبيحون لأنفسهم في ذلك التعدي على القيم الإنسانية والأخلاقية ، فالجيش الفرنسي وقتها - والذين كانوا يعملون لحسابه - لم يكن لديهم حدود دينية أو قيم عليا يسيرون على هداها، فكانوا رغم ادعائهم الحضارة أحط عباد الله في معاملتهم للشعوب التي استعمروا أراضيها...
المهم ؛ وافق ماسينيون على الطلب، واتفق مع المسؤولين السامين في الجيش على الخطة التي ينبغي اعتمادها ...
اقترح ماسينيون على الجيش الاندساس بين أوساط الجزائريين بادعاء الدخول في الإسلام ودراستهم عن كثب للتعرف على مواطن ضعفهم وفي ذات الوقت المحاولة على التأثير عليهم ( بالتفريق بينهم ) والعمل بكل ما اتاحته له الظروف لخدمة مصالح الجيش الفرنسي
فكان له ذلك
حيث ارتدى الطربوش والعباءة وأعلن عن إسلامه على ملإ من الأهالي الذين فرحوا به فرحا شديدا وخصوه بما لم يخصوا بعضهم بالعناية والاهتمام
وقربوه إليهم وفتحوا لهم بيوتهم ومجالس أشرافهم !
أذكر قوله مستخفا بأولئك الأهالي : أنه بالنسبة للمسلمين يكفي أن يلبس الواحد لباسهم من عمامة وعباءة حتى يعدوه منهم ويأمنوا جانبه
... يُتبع