hamid-17
2007-09-17, 01:39
http://img154.imageshack.us/img154/4196/59efa4a275ia6fj1.gif
اخوتي الكرام نعلم جميعا ان اللغة العربية قد همشت من طرف لهجات و لغات اخرى
و لكن لابد لنا من رفعها و العمل بها ذلك لانها لغة القرأن و لانها لغة الاجداد
و انا اتجول بين ثنايا المنتديات وجدت هذه المقالة التي يتحدث صاحبها عن مشكل نعاني منه كلنا :
ما هي لغتنا ؟
أهي لغة الضاد أم هي لغة الظاد؟
ولماذا أصبحت فاتحة الكتاب التي لا صلاة لمسلم بدونها تُقرأ بلهجة بدوية لم نعرفها في الوطن العربي الا منذ فترة قريبة اقل من ثمانين عاما؟
لقد اختلف علماء اللغة العربية في مخرجها وشِدَّتها اختلاف العرب أنفسهم في كيفية النطق بها.
فالضاد التي تلفظها مصر هي اليوم أشبه بالدال. والضاد السورية مفخمة وأشد انفجاراً. أما في العراق فيلفظونها ظاء رخوة. ونُقل عن الأصمعي قولُه: "إنَّه تتبع لهجات العرب كلها، فلم يجد فيها أشكل من الفرق بين الضاد والظاء) (الأصوات اللغوية ص54).
لقد اختلف علماء اللغة العربية في مخرجها وشِدَّتها اختلاف العرب أنفسهم في كيفية النطق بها.
النطق بالضاد القديمة
يُستفاد من وصف الخليل بن أحمد الفراهيدي أن العُضوين المكوِّنين للنطق بالضاد ينفصلان انفصالاً بطيئاً نسبياً، فحلّ الانفجار البطيء في صوتها محل الانفجار الفُجائي، ولهذا السبب قال ابن الجوزي في كتابه (النشر في القراءات العشر): (إن الضاد انفردت بالاستطالة ، وليس في الحروف مايعسُر على اللسان مثله، فألسنة الناس فيه مختلفة)، (الأصوات اللغوية ص 51).
كما أكد علماء اللغة القدامى: (أنَّ النَّفسَ مع الضاد بعد خروجه من الحنجرة يتخذ مجراه من الحلْق إلى الفم، إما عن يسار الفم عند أكثر الرواة، وإما عن يمينه عند بعضهم، أو عن كلا الجانبين على رأي سيبويه): (الأصوات اللغوية ص 49).
ونظراً لتداخل صوتي الضاد والظاء في اللهجات العربية، فإن نهاية مخرج الضاد لابد أن يكون قريباً جداً من بداية مخرج الظاء. لتكون الصعوبة البالغة في نطق الضاد تتلخص في امتداد مخرجها حتى بداية مخرج الظاء، مع البراعة في الفصل بينهما، وهذا ماجعل إتقان التلفظ بها فائق الصعوبة، فكان لا مثيل لها في لغات العالم، مما يؤهلها لحمل لقب اللغة العربية، على رأي معظم علماء اللغة العربية وأدبائها.
ولهذا السبب من الصعوبة الفائقة في نطقها تراجع العراقيون وغيرهم من القبائل العربية القديمة بمخرجها قليلاً باتجاه الفم حتى استقر في مخرج الظاء، كما تراجع المصريون بمخرجها أكثر حتى استقر قرب مخرج الدال. أما السوريون فقد تقدموا بمخرجها قليلاً نحو الحلّق. إشباعاً وتفخيماً، فكان صوتها أشد انفجاراً من الضاد الأصل.
وهكذا ضاعت الضاد من على ألسنة العرب.
و دائما أضرب المثل لأبنائي بالآية من سورة الانشراح " أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ{1} وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ{2} الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ "
قالوا قديما : ومن الحب ما قتل
فقلت في نفسي ومن البيان ما قتل
وكيف لا ؟ وأن اللهجات العربية كان السبب في ذلك .
فهذه طمطمانية حمير ، وتلك شنشنانية كذا ،وأخرى تدعى الكشكشه ( الكسكسه) والعنعنه والفحفحة والعجعجه وظاهرة الإستنطاء و الوتم الوكم .......
وما خفي كان أعظم كيف ذلك وقد نزل القرآن على سبعة أحرف.
ولأن من الشعر لحكمه ومن البيان لسحرا ، كان من البيان ما قتل .
ولعل قصة ( زيد بن عبد الله بن دارم ) تدلل هذا المعني
تروي لنا كتب الأدب أن زيدا هذا وفد على أحد ملوك حمير ، فألفاه في متصيد له على جبل مشرف ، فسلم وانتسب ، فقال له الملك : " ثب " فقال زيد: " ستجدني أيها الملك مطواعا " . وألقى نفسه من الجبل فهلك ، ولم يرد الملك إلا أن يقول له : "اجلس " ففهم ذلك بلغته وهي بمعنى القفز . وكل لبيب بالإشارة يفهم .
وللحديث بقية لتتمة ما ألفيناه.
منقول من مقالات د. ابن النخيل
قاص وروائي وناقد مصري
بتصرف طفيف
و للاطلاع على مواضيع مشابهة :
- الضــــــاد والظاء (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=8466)
- محاكمة الأعضاء الذين لا يفرقون بين الذال و الدال (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=15214)
- أخطاء لغوية شائعة (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=8434)
- قل و لا تقل (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=8461)
تقبل الله صيامكم و قيامكم
اخوكم : عبد الحميد
اخوتي الكرام نعلم جميعا ان اللغة العربية قد همشت من طرف لهجات و لغات اخرى
و لكن لابد لنا من رفعها و العمل بها ذلك لانها لغة القرأن و لانها لغة الاجداد
و انا اتجول بين ثنايا المنتديات وجدت هذه المقالة التي يتحدث صاحبها عن مشكل نعاني منه كلنا :
ما هي لغتنا ؟
أهي لغة الضاد أم هي لغة الظاد؟
ولماذا أصبحت فاتحة الكتاب التي لا صلاة لمسلم بدونها تُقرأ بلهجة بدوية لم نعرفها في الوطن العربي الا منذ فترة قريبة اقل من ثمانين عاما؟
لقد اختلف علماء اللغة العربية في مخرجها وشِدَّتها اختلاف العرب أنفسهم في كيفية النطق بها.
فالضاد التي تلفظها مصر هي اليوم أشبه بالدال. والضاد السورية مفخمة وأشد انفجاراً. أما في العراق فيلفظونها ظاء رخوة. ونُقل عن الأصمعي قولُه: "إنَّه تتبع لهجات العرب كلها، فلم يجد فيها أشكل من الفرق بين الضاد والظاء) (الأصوات اللغوية ص54).
لقد اختلف علماء اللغة العربية في مخرجها وشِدَّتها اختلاف العرب أنفسهم في كيفية النطق بها.
النطق بالضاد القديمة
يُستفاد من وصف الخليل بن أحمد الفراهيدي أن العُضوين المكوِّنين للنطق بالضاد ينفصلان انفصالاً بطيئاً نسبياً، فحلّ الانفجار البطيء في صوتها محل الانفجار الفُجائي، ولهذا السبب قال ابن الجوزي في كتابه (النشر في القراءات العشر): (إن الضاد انفردت بالاستطالة ، وليس في الحروف مايعسُر على اللسان مثله، فألسنة الناس فيه مختلفة)، (الأصوات اللغوية ص 51).
كما أكد علماء اللغة القدامى: (أنَّ النَّفسَ مع الضاد بعد خروجه من الحنجرة يتخذ مجراه من الحلْق إلى الفم، إما عن يسار الفم عند أكثر الرواة، وإما عن يمينه عند بعضهم، أو عن كلا الجانبين على رأي سيبويه): (الأصوات اللغوية ص 49).
ونظراً لتداخل صوتي الضاد والظاء في اللهجات العربية، فإن نهاية مخرج الضاد لابد أن يكون قريباً جداً من بداية مخرج الظاء. لتكون الصعوبة البالغة في نطق الضاد تتلخص في امتداد مخرجها حتى بداية مخرج الظاء، مع البراعة في الفصل بينهما، وهذا ماجعل إتقان التلفظ بها فائق الصعوبة، فكان لا مثيل لها في لغات العالم، مما يؤهلها لحمل لقب اللغة العربية، على رأي معظم علماء اللغة العربية وأدبائها.
ولهذا السبب من الصعوبة الفائقة في نطقها تراجع العراقيون وغيرهم من القبائل العربية القديمة بمخرجها قليلاً باتجاه الفم حتى استقر في مخرج الظاء، كما تراجع المصريون بمخرجها أكثر حتى استقر قرب مخرج الدال. أما السوريون فقد تقدموا بمخرجها قليلاً نحو الحلّق. إشباعاً وتفخيماً، فكان صوتها أشد انفجاراً من الضاد الأصل.
وهكذا ضاعت الضاد من على ألسنة العرب.
و دائما أضرب المثل لأبنائي بالآية من سورة الانشراح " أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ{1} وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ{2} الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ "
قالوا قديما : ومن الحب ما قتل
فقلت في نفسي ومن البيان ما قتل
وكيف لا ؟ وأن اللهجات العربية كان السبب في ذلك .
فهذه طمطمانية حمير ، وتلك شنشنانية كذا ،وأخرى تدعى الكشكشه ( الكسكسه) والعنعنه والفحفحة والعجعجه وظاهرة الإستنطاء و الوتم الوكم .......
وما خفي كان أعظم كيف ذلك وقد نزل القرآن على سبعة أحرف.
ولأن من الشعر لحكمه ومن البيان لسحرا ، كان من البيان ما قتل .
ولعل قصة ( زيد بن عبد الله بن دارم ) تدلل هذا المعني
تروي لنا كتب الأدب أن زيدا هذا وفد على أحد ملوك حمير ، فألفاه في متصيد له على جبل مشرف ، فسلم وانتسب ، فقال له الملك : " ثب " فقال زيد: " ستجدني أيها الملك مطواعا " . وألقى نفسه من الجبل فهلك ، ولم يرد الملك إلا أن يقول له : "اجلس " ففهم ذلك بلغته وهي بمعنى القفز . وكل لبيب بالإشارة يفهم .
وللحديث بقية لتتمة ما ألفيناه.
منقول من مقالات د. ابن النخيل
قاص وروائي وناقد مصري
بتصرف طفيف
و للاطلاع على مواضيع مشابهة :
- الضــــــاد والظاء (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=8466)
- محاكمة الأعضاء الذين لا يفرقون بين الذال و الدال (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=15214)
- أخطاء لغوية شائعة (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=8434)
- قل و لا تقل (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=8461)
تقبل الله صيامكم و قيامكم
اخوكم : عبد الحميد