تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شرف الانتساب لمذهب السلف


موسى عبد الله
2015-07-03, 05:00
محاضرة الشيخ أبو عبد المعزِّ محمَّد علي بن بوزيد بن علي فركوس

شرف الانتساب لمذهب السلف
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إله غلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد :

فإن من دواعي الغبطة والسرورأن أكون موضع ثقتكم الغالية و ليت بوسعي أن أصف لكم شعوري الغامر بالمودة والولاء وأنا بين أظهركم في هذه المدينة العريقة مدينة بلعباس العامرة حرسها الله من كل سوء وفتن و أنا بين أهلها السلفيين من ذوي الجود والكرم في هذا الرحاب العلمي المبارك وضمن هذه الدورة العلمية الحافلة إن شاء الله بمشاركات علمية ووجوه سلفية ولاشك أن مثل هذه المناسبات الهامة في حياة أمتنا و حياة رجالنا تمثل بصدق فرصا للتقويم و التقدير والمراجعة كما تعطي فرصا للتفكير العميق في كيفية نشر هذا الدين المصفى على نطاق واسع لتربية الناس على دينهم الحق ودعوتهم إلى العمل بأحكامه والتحلي بآدابه وإبعادهم عن أنماط الضلالة وأنواع الإنحرافات عن سواء السبيل ومختلف الأباطيل التي كانت سببا لهذا البلاء والذل الذي يعيشه المسلمون اليوم ، فهذه الرواسب الشركية من أعمال الجاهلية والمجال البدعية التي شوهت جمال الإسلام وكدرت صفاء الدين و حالت دون تقدم المسلمين إنما يقوم ببيانها و إزالتها وتنقيتها و تصفيتها الدعاة إلى الله تعالى من أهل العلم والتقوى السالكين مذهب أهل السنة والجماعة سلفيين على ما أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم :" يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين و انتحال المبطلين وتدليس الجاهلين " و نجاح هذه الأمة مرهون بعودتها إلى ما كان عليه سلفها الصالح إذ لا يصلح أخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها و ضمن هذه الرؤية الدعوية فقد سطّرت لهذه المناسبة الكريمة مقالا موسوما بعنوان شرف الانتساب إلى مذهب السلف و جوانب الإفتراق مع ما يسمى بالسلفية الجهادية سائلا المولى عز وجل العون والتوفيق والسّداد ,هذا قبل الشروع في موضوع المحاضرة فلا يفوتني أن أسدد في هذا المقام مشاعر الشكر والعرفان للقائمين على هذه الدورة المباركة و الشكر موصول أيضا إلى كل من أسهم من قريب أو من بعيد في تفعيل النشاط العلمي والدعوي وفي تحريك القلوب وجمعها على طاعة الله وحبّه فأقول وبالله التوفيق :

المسلمون الأولون كانوا على الإسلام الصحيح قولا وعملا وسلوكا وأخلاقا لم يدبّ فيهم الخلاف العقدي والطائفي لذلك سمّوا بالمسلمين تمييزا لهم عن أصحاب الملل الأخرى من اليهود والنصارى و الصابئة المشركين فكان معنى قوله تعالى :" هو سمّاكم المسلمين من قبل " ينطبق عليهم إسما ومسمى قلبا وقالبا ظاهرا وباطنا ،أما من كانوا على الإسلام الذي شرعه الله لعباده مجردا عن الشركيات والبدعيات وخاليا من الحوادث والمنكرات في العقيدة والمنهج والفرعيات فمن يوجِد مصوغات حالية كاتخاذ بديل عن التسمية للمسلمين لأنهم كانو يمثلون الإسلام بحق، لكن بعد ظهور الاختلافات العقدية والانحرافات السلوكية بين عموم المسلمين تمخّض عنها ظهور فرق مختلفة و طوائف عقدية متناحرة منها الخوارج والشيعة والقدرية والجهمية والمعتزلة و الأشعرية وغيرهم كل منها تدّعي الحق وأنها على الهدى والسير على منهج الكتاب والسنة وترمي غيرها بالزيغ والضلال والإنحراف عن سواء السبيل مع أنها جميعا تفتقد إلى الإتصاف بالوصف الذي بيّنه النبي صلى الله عليه وسلم مخبرا أمته عن حال هذه الفرق فقال :" تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة , قالوا وما تلك الفرقة , قال ما أنا عليه اليوم وأصحابي ." فكان جوابه صلى الله عليه وآله وسلم منصبّا على تعيين الوصف دون الموصوف ذلك الوصف الذي يفصح عن دلالة واضحة في أن النجاة إنما تعم كل من اتصف بأوصاف الفرقة الناجية إلى قيام الساعة وليست قاصرة الاختصاص بمن تقدم بدليل قوله صلى الله عليه وسلم :" لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك." و منه يتبين بوضوح أن كل متأخر عن الحقبة الزمنية التاريخية المختصة بأهل القرون المفضلة الواردة في قوله صلى الله عليه وآله وسلم :" خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ." و هي زمن السلف الصالح والتزم مذهبهم و منهجهم في الاعتقاد و العمل الفقهي يكون سلفيا ويطلق عليه هذه التسمية لالتزامه باتصاف السلف الصالح ويطلق عليه سنيّ من أهل السنة والجماعة لالتزامه بالسنة ومجانبته للبدعة ويطلق عليه أثري أي من أهل الحديث والأثر لاعتنائه بالحديث النبوي رواية ودراية وتطبيقا وعملا وسلوكه لهديه صلى الله عليه وآله وسلم ظاهرا وباطنا واشتغاله بآثار الصحابة رضي الله عنهم تمييزا وفهما واحتجاجا كما يوصف بالغريب لأنه يصلح إذا فسد الناس لقوله صلى الله عليه وآله وسلم :" بدأ الإسلام غريبا ثم يعود غريبا كما بدأ فطوبا للغرباء, قيل يا رسول الله ومن الغرباء , قال : الذين يصلحون إذا فسد الناس ." وفي حديث آخر " أناس صالحون في أناس سوء كثير من يعصهم أكثر ممن يطيعهم ." وإنما يصلح لأنه اتصف بالوصف المعيِّن للفرقة الناجية في قوله صلى الله عليه وسلم :" ما أنا عليه اليوم وأصحابي ." قال الحافظ بن رجب رحمه الله : وأما فتنة الشبهات والأهواء المضلّة فبسببها تفرق أهل القبلة وصاروا شيعا و كفّر بعضهم بعض وصاروا أعداء وفرقا وأحزابا بعد أن كانوا إخوانا قلوبهم على قلب رجل واحد فلم ينجوا من هذه الفرق إلا فرقة واحدة ناجية وهم المذكورون في قوله صلى الله عليه وآله وسلم :" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ." و هم في آخر الزمان الغرباء المذكورون في هذه الأحاديث الذين يصلٌحون إذا فسد الناس , هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من السنة , هم الذين يفرّون بدينهم من الفتن وهم النٌزّاه من الخبائث لأنهم قبلوا فلا يوجد في كل قبيلة منهم إلا الواحد والإثنان و قد لا يوجد في هذه القبائل منهم أحد كما كان الداخلون في الإسلام في أول الأمر كذلك و بهذا فسّر الأئمة هذا الحديث , قال الأوزاعي في قوله صلى الله عليه وآله وسلم :" بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ " أما إنه ما يذهب الإسلام ولكن يذهب أهل السنة حتى ما يضحى في البلد منهم إلا رجل واحد , ولهذا المعنى يوجد في كلام السلف كثيرا مدح السنة ووصفها بالغربة ووصف أهلها بالقلّة فكان الحسن البصري رحمه الله يقول لأصحابه : يا أهل السنة ترفّقوا رحمكم الله فإنكم من أقل الناس , وقال يوسف بن عبيد : ليس شيء أغرب من السنة و أغرب منها من يعرفها ورُوي عنه أنه قال: أصبح من عُرِّف السنة فعرفها غريبا و أغرب منه من يُعرِّفها , وعن سفيان الثوري قال: استوصوا بأهل السنة خيرا فإنهم غرباء و مراد هؤلاء الأئمة بالسنة طريقة النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان هو وأصحابه عليها السّالمة من الشبهات والشهوات ولهذا كان الفضيل بن عياض يقول: أهل السنة من عرف ما يدخل بطنه من حلال ,و ذلك بأن أكل الحلال من أعظم خصال السنة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم و أصحابه رضي الله عنهم .ثم صار في عُرف كثير من العلماء المتأخرين من أهل الحديث وغيرهم السنة عبارة عمّا سنّ من الشبهات في الاعتقادات خاصة في مسائل الإيمان بالله و ملائكته وكتبه ورسله و اليوم الآخر, وكذلك مسائل القدر و فضائل الصحابة وصنّفوا في هذا العلم تصانيف سمّوها كتب السنة و إنما خصّوا هذا العلم باسم السنة لأن خطره عظيم والمخالف فيه على شفا هلكة و أما السنة المتكاملة فهي الطريقة السالمة من الشبهات والشهوات كما قال الحكم ويونس ابن عبيد وسفيان والفضيل وغيرهم ولهذا وُصف أهلها بالغربة في آخر الزمان لقلتهم وعزتهم في الدين انتهى كلام ابن رجب . هذا وللسلفية ألقاب وأسماء يُعرفون بها تنصبُّ على معنى واحد فهي تتفق ولا تختلف وتأتلف ولا تنتقض قال عنها بكر أبو زيد رحمه الله : إنها ألقاب منها ما هو ثابت بالسنة الصحيحة و منها ما لم يبرز إلا في مواجهة مناهج أهل الأهواء والفرق الضالّة لرد ّبدعتهم و التمييز عنهم وإبعاد الخلطة بهم و مناكبتهم فلمّا ظهرت البدعة تميزوا بالسنة و لمّا حكِّم الرأي تميزوا بالحديث والأثر و لمّا فشت البدع والأهواء في الخلوف تميزوا بهدي السلف قلت ولذلك لما سئل مالك رحمه الله من أهل السنة ؟ قال: أهل السنة الذين ليس لهم لقب يُعرفون به لا جهمي ولا قبلي ولا رافضي .و مراده أن أهل السنة التزموا اللّفظ الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و أصحابه و بقوا متمسكين بوصيته صلى الله عليه وآله وسلم من غير انتساب لشخص أو جماعة و من هنا يُدرك أن سبب هذه التسمية إنما نشأت بعد الفتنة عند بداية ظهور الفرق الدينية و قد أشار إلى ذلك ابن سيرين رحمه الله بقوله: "لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سمُّوا لنا رجالكم فيُنظر إلى أهل السنة فيُؤخذ حديثهم ويُنظر إلى أهل البدع فلا يُؤخذ حديثهم " وبهذا يُعلم أن السلفية نسبة إلى السلف الصالح الذين لا يُطلق على مرحلة السبق الزمني فحسب بل هو اصطلاح جامع لمعاني متكاملة تُطلق من جهة الدلالة على مذهب السلف الصالح في تلقي الإسلام وفهمه و العمل به كما تُطلق من جهة أخرى للدلالة على من حافظ على سلامة العقيدة و اتباع التشريع و الإفادة والعمل بها وفق ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه من التمسُّك بالوحي أي الكتاب والسنة وتقديمهما على ما سواهما و العمل على مقتضى فهم الصحابة رضي الله عنهم ومن يوازونهم من القرون المفضلة قبل أن يحصل الإختلاف والإفتراق من أهل الفرق والطوائف وأصحاب المذاهب والنِّحل الأخرى التي ظهرت وانتشرت في مختلف البلدان والأقطار من الرقعة الإسلامية الكبرى , ولهذا كان الإمتثال إلى مذهب السلف بلا شك إعتزازا وشرفا و أكد ابن تيمية رحمه الله هذا المعنى بقوله :" لا عيب على من أظهر مذهب السلف و انتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالإتفاق فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا ."

موسى عبد الله
2015-07-03, 05:02
هذا ومن المعلوم أن كثيرا من الفرق الضّالّة انتحلت إسم أهل السنة والجماعة حتى أصبح يُطلق على الأشاعرة و الماتريدية وغيرهم فتوسع مصطلح أهل السنة إلى أن أصبح فضفاضا ينتسب إليه من عُرفوا بانحراف في أصول العقيدة والصفات الإلهية و مسالك الإيمان على أنهم أهل الحق و يرمون غيرهم بالضلال المبين و ضمن هذه الحقيقة قال ابن تيمية رحمه الله:" فكثير من أهل الناس يخبر عن هذه الفرق بحكم الظن والهوى فيجعل طائفته و المنتسبة إلى متبوعه الموالية له هم أهل السنة والجماعة و يجعل من خالفها أهل البدع و هذا ضلال مبين فإن أهل الحق والسنة لا يكون متبوعهم إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ." انتهى كلم ابن تيمية .

لأجل ذلك بات ضروريا العدول عن مصطلح أهل السنة والجماعة إلى مصطلح السلفية للدلالة على ما تتصف به الفرقة الناجية أوالمنصورة أو الغرباء بتمييزها عن الطوائف المنحرفة المنتسبة إليه فكان عندئذ التسمية بمصظلح السلفية حائلة عن انتساب الطوائف المشهورة بالبدع و الأهواء إليها و مانعة من اتخاذ مذهب السلف شعارا لهم . قال ابن تيمية رحمه الله:" فالمقصود هنا أن المشهورين من الطوائف بين أهل السنة والجماعة العامة بالبدعة ليسوا منتحلين للسلف بل أشهر الطوائف في البدعة الرافضة حتى إن العامة لا تعرف من شعائر البدع إلا الرفض و السني في اصطلاحهم من لا يكون رافضيا و ذلك لأنهم أكثر مخالفة للأحاديث النبوية و لمعاني القرآن و أكثر قدحا في سلف الأمة و أئمتها و طعنا في جمهور الأمة من جميع الطوائف , فلما كانوا أبعد عن متابعة السلف كانوا أشهر بالبدعة فعُلم أن شعار أهل البدع هو ترك انتحال اتباع السلف . ولهذا قال الإمام أحمد في رسالة عبدوس ابن مالك: أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .

للاطلاع على المحاضرة كاملة يرجى زيارة الرابط التالي
http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?p=37040

REMIL INSTUM
2015-07-03, 05:47
بارك الله فيك ياأخي

أحمد محمدي الجزائري
2015-07-03, 07:09
جزاك الله خيرا،و حفظ الله شيخنا أبا عبد المعز.

موسى عبد الله
2015-07-03, 09:52
بارك الله فيك ياأخي

وفيكم بارك الله

موسى عبد الله
2015-07-03, 09:54
جزاك الله خيرا،و حفظ الله شيخنا أبا عبد المعز.

آمين وحفظ علمائنا اهل السنة و الجماعة

tata capital
2015-07-03, 09:55
جزاك الله خيرا،و حفظ الله شيخنا أبا عبد المعز.

di yaci
2015-07-03, 16:50
اللهم إجعلنا في يدك التي تلقي بها في الجنة

محمد غيزة
2015-07-03, 17:32
شكرا لك وبارك الله فيك جعلها الله في ميزان حسناتك

موسى عبد الله
2015-07-03, 18:05
جزاك الله خيرا،و حفظ الله شيخنا أبا عبد المعز.

شكرا و بارك الله فيك اخي

موسى عبد الله
2015-07-03, 18:07
اللهم إجعلنا في يدك التي تلقي بها في الجنة

اللهم انا نسالك الجنة و ما قرب اليها من قول او عمل و نعوذ بك من النار و ما قرب اليها من قول او عمل

موسى عبد الله
2015-07-03, 18:08
شكرا لك وبارك الله فيك جعلها الله في ميزان حسناتك

ولك بمثل اخي جزاك الله الفردوس الاعلى

ابو اكرام فتحون
2015-07-03, 18:16
جزاك الله خيرا اخي الفاضل
وبار ك فيك و نفع بك

موسى عبد الله
2015-07-03, 18:40
جزاك الله خيرا اخي الفاضل
وبار ك فيك و نفع بك



بارك الله فيك اخي
http://www.hekams.com/image/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A8%D9%86-%D8%A7%D8%A8%D9%8A-%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8_5254.jpg
على ما، ماذا قدمنا للإسلام !؟ ..انا و انت يا اخي

aboumeriem1992
2015-07-03, 19:58
بارك الله فيك

موسى عبد الله
2015-07-04, 00:52
بارك الله فيك

وفيكم بارك الله اخي

موسى عبد الله
2015-07-04, 00:53
كان هذا أ ول درس سمعته في بداية التزامي
بارك الله فيك

نسال الله لنا و لمن هم على المنهج الثبات على السبيل و السنة

موسى عبد الله
2015-07-04, 04:49
السلفية ليست مذهبا فقهيا، أو مرحلة زمنية انتهت، وإنما هي منهج يقتفي آثار السلف الصالح في فهم الإسلام كما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم والقرون الأولى المفضلة في العقائد، والعبادات، والأخلاق، وسائر فروع الشريعة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإنه يقصد بالمنهج السلفي المنهج القائم على اتباع سبيل المؤمنين من السلف الصالح وهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وهم في كل عصر الفئة التي قال عنها رسول الله صلى عليه وسلم : ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك. ) رواه مسلم. والمنهج السلفي يعني أن من انتسب إليه وسلك سبيله ليس بخارجي يستحل دم المسلم بالمعصية، ولا رافضي يكفر الصحابة، ولا محرف متأول بالباطل ممن ينفي صفات الله وينفي معانيها، وليس مشبها لله بخلقه، ولا حلوليا ممن يقول بوحدة الوجود أو أن الله قد حل في خلقه، أو صوفيا ممن يعبدون القبور ويقدمون لها النذور. فهو - المنهج السلفي – الطريق والنهج الذي سار فيه الصحابة والخلفاء الراشدون. وأما المناهج الأخرى فقد حادت عن هذا الطريق، فأصابت في أشياء وأخطأت في أخرى، وتختلف فيما بينها قرباً وبعداً من منهج السلف، بقدر إصابتها الحق الذي اشتمل عليه منهج السلف، وحيدتها عنه.

ليست السلفية من الفرق التي انقسمت إليها أمة محمد صلى الله عليها وسلم، حيث إن السلفية يقصد بها اتباع السلف الصالح فيما كانوا عليه من نهج إسلامي صحيح، والسلف الصالح يقصد بهم الصحابة الكرام وتابعوهم ومن تبعهم بإحسان، لأن النبي صلى الله عليه سلم خص قرنه وقرنين بعده بالخيرية فقال صلى الله عليه وسلم "إن خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم - ثم قال عمران راوي الحديث: فلا أدري بعد قرنيه قرنين أو ثلاثة - ثم يكون بعد ذلك قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن" أخرجاه في الصحيحين. و قال تعالى : (كنتم خير أمة أخرجت للناس) [آل عمران: 110] فعن الضحاك: هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والدعاة الذين أمر الله المسلمين بطاعتهم. فأتباع هؤلاء هم الفرقة الناجية إن شاء الله تعالى، لأنه جل وعلا قد زكى صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وليس مجرد الانتساب إليهم أو انتحال اسم بعينه كالسلفية أو السلف ونحوها من الدعاوى كاف ، فالعبرة بحقائق الأشياء لا بأسمائها ، والمعيار في ذلك موافقة الكتابة والسنة.
كما أن الحنفية أو الشافعية أو الحنبلية أو المالكية لا تدخل تحت الفرق ، لأن هذه مذاهب فقهية اتفقت في النهج ولكنها اختلفت في الفروع، والمنتسب إلى هذه المذاهب على سبيل نجاة ما لم ينحرف عن معتقد أهل السنة والجماعة وينتمي إلى مناهج الفرق الهالكة.
والضابط الذي يحكم به على منهج فرقةٍ ما هو: متابعتها أو خروجها عن منهج السلف الصالح في الأصول والعقائد، يقول الشاطبي رحمه الله في الاعتصام: "وذلك أن هذه الفرق إنما تصير فرقا بخلافها للفرقة الناجية في معنى كلي في الدين وقاعدة من قواعد الشريعة، لا في جزء من الجزئيات، إذ الجزء والفرع الشاذ لا ينشأ عنه مخالفة يقع بسببها التفرق شيعا، وإنما ينشأ التفرق عند وقوع المخالفة في الأمور الكلية" ثم قال: "مجرى القاعدة الكلية كثرة الجزئيات، فإن المبتدع إذا أكثر من إنشاء الفروع المخترعة عاد ذلك على كثير من الشريعة بالمعارضة…."الخ. ومن تأمل حال الفرق المنحرفة وجدها تخالف أهل السنة في معنى أو عدة معان كلية، واعتبر ذلك بحال الخوارج والمرجئة والمعتزلة، والرافضة وغلاة المتصوفة وغيرهم من الانحراف، فالقول بكفر مرتكب الكبيرة، أو أن العمل ليس من الإيمان، أو حصر الكفر في التكذيب والجحود، أو نفي الصفات، أو الطعن في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أو تسويغ عبادة المقبورين، أو القول بوحدة الوجود، كل ذلك يعد من الأصول والمعاني الكلية المخالفة لمنهج الفرقة الناجية. هدانا الله وإياك إلى صراطه المستقيم.
والله أعلم.

السلام عليكم و رحمة الله
معنى هذا انه عندما قلت لك قد حيرتني كنت مصيبا في قولي الله المستعان

موسى عبد الله
2015-07-04, 10:00
سلام أخي,,, الأولين قد رأو المعجزات,, و رأو الرسل و كلموهم و أمنوا بهم,,, اما نحن فلا معجزات و لا حتى رسل و لا حتى يقين في كل ما نقرأ,,, و زد الفتن أكبر عندنا من ما كانت عند سلفنا و زد دين الله ليس بالدين السهل إطلاقا,,

هداني الله و إياك أخي موسى,,,

بارك الله فيك اخي بربر ، لا و الله مااحب ان تحدثني بحديث لست مقتنعا به و لا متصنعا اياه لكني اردت ان تحدثني بما انت مقتنع به ، وعبادة في زمن الفتن للعبد فيها الاجر الكبير فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"العبادة في الهرج كهجرة إلي" أخرجه مسلم من حديث معقل بن يسار.
أي:إقبالك على عبادة الله في وقت الفتن والقتل والقتال، لك فيه أجر عظيم كهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم . وليس معناه أن لك مثل أجر مصعب بن عمير، أو عبد الله بن مسعود، لأن المشبه لا يلزم أن يكون مثل المشبه به، لكن لك فضل عظيم إذا أقبلت على العبادة في وقت الفتن.
اخي بربر كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه :"تعوذوا بالله من شر الفتن ".
ويقول كما في "سنن أبي داود" من حديث المقداد بن الأسود:"إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن،ولمن ابتلي فصبر فواها". فالذي يبتلى ويصبر فله أجر عظيم.
والنبي صلى الله عليه وسلم يحذر أصحابه من الفتن ويقول:" ستكون فتنٌ القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ومن يشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو مَعاذا فليعذ به" .
فنحن في زمن الفتن وكلما انقضت فتنة جاءت فتنة هي أعظم منها {أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولاهم يذّكرون} (1) ، ويقول تعالى{وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها}(2).
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:"تكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا،يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا."أخرجه مسلم.
وجاء في "صحيح مسلم" أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"والذي نفسي بيده ليأتينّ على الناس زمان لايدري القاتل في أي شيء قتََل، ولا يدري المقتول على أي شيء قُتل".

موسى عبد الله
2015-07-04, 10:05
كذلك هناك علاج لهذه الفتن:{واتقوا فتنة لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصة}(3) أي: اجعلوا بينكم وبينها وقاية، إما بالتمسك بهذا الدين:{ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب}(4).
أوبالعزلة جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عيه وسلم:"يوشك أن يكون خير مال المرء المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن".
وفي "الصحيحين" أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الناس أفضل يارسول الله؟ قال:"مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله " قال: ثم من ؟ قال:"ثم رجل معتزل في شعب من الشعاب يعبد ربه".
ونحن في زمن الفتن لا بنجينا منها إلا ربنا عز وجل ، والتمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتبر عصمة من الفتن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :"فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ"
منقول عن شبكة البيضاء العلمية
من كتاب :" تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب" ص :279-281
.
اخي بربر اسال الله ان ينور الله لك البصيرة ويرزك ايمانا راسخا يبلغك به جنته ، فالسفر طويل و الزاد قليل فاختر لنفسك صاحبا يكون تقيا