مشاهدة النسخة كاملة : "أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ "
oum salim
2015-06-30, 14:22
http://www.foxpic.com/V1EFosO6.jpg (http://www.foxpic.com/)
http://www.foxpic.com/V0CMLcsG.jpg (http://www.foxpic.com/)
دعوة للألسن لتعتاد الذكر والاستغفار وتتنزه عما سواه
الحمد لله وحده والصَّلاة والسَّلام على خاتم النَّبيِّين والمرسلين نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين:
إن اللسان من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه الغريبة فإنه صغير جرمه ، عظيم طاعته وجرمه ، إذ لا يستبين الكفر ، والإيمان إلا بشهادة اللسان وهما غاية الطاعة والعصيان .
هل قرات القرآن فاستوقفتك هذه الآية:
((يوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ))
كم عمل قمنا به فنسيناه كم كلمة تفوهنا بها ونسيناها
كم من كلمة تكلمتها لن أقول في اليوم بل في الساعة ؟؟
في كل مكان في البيت في المنتدى في الشات في أماكن التجمع
العمل أو المدارس أو الزيارات
كم من لفظ تفوهنا به ونسيناه ولم نعد نذكره ولا جاء في أذهاننا أننا
نحن من قلناه !!!
لكن مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد
نحن محاسبون على كل لفظ نتفوه به فالأمر ليس مجرد كلمات إن نسيناها نُسيتبل هي في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها
لو قسمنا كلامنا لوجدناه إما خير من ذكر لله و تسبيح وتهليل واستغفار وقراء القرآن وهذا في موازين الحسنات
أو شر : من غيبة ونميمة وسب ولعن وهذا في موازين السيئات
هناك كلام ليس بخير ولا شر وهو كلامنا المباح الذي اعتدنا عليه
أين يكون هذا الكلام ؟؟ هل في موازين حسناتنا أم سيئاتنا ؟؟
إن هذا الكلام لا يكون في موازين حسناتنا ولا سيئاتنا
لكن يجعله الله حسرة وندامة علينا يوم القيامةلأننا لم نستغله في الخير
سأل معاذ_ رضي الله عنه_ الرسول صلى الله عليه وسلم _ عندما قال له (( أمسك عليك هذا ))يشير إلى لسانه _ أو مؤاخذون نحن بما نقول يارسول الله ؟؟
قال صلى الله عليه وسلم _ ثكلتك أمك يامعاذ_ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم
كم هي حصائد ألسنتنا كل يوم ؟؟
ينبغي علينا أن نحذر من كلماتنا فلربما كلمة لا نلقي لها بالا تهوي بنا في
جهنم سبعين خريفا
فالشيء تراه العين , وتسمعه الأذن, ويستقر في القلب , ويتكلم به الفم
فإذا خرجت الكلمة إما أن تكون لك أو عليك فإما خير أو شر أو حسرة وندامة عليك يوم القيامة
ربما خضنا في حديث رأيناه أمرا بسيطاً لكنه عند الله تعالى عظيم ...
{..وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور: 15]
لذلك علينا أن نعمل بنصيحة الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل عندما قال له: أمسك عليك هذا يقصد لسانه
فعلينا أن نمسك ألسنتنا عن كل أمر حرمه الله تعالى وأن ننزه ألسنتنا عن الغيبة والنميمة والخوض في الأعراض
وأن نحرص في حديثنا على الذكر والاستغفار والاكثار منه فقد كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يستغفر في مجلسه أكثر من سبعين مرة وهو قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
لكنه يجعل لسانه ذاكرا لله وقلبه معلقا بالله في كل وقت
فهي دعوة للألسن لتعتاد الذكر والاستغفار وتتنزه عما سواه ...
oum salim
2015-06-30, 14:25
-فوائد
-ينبغي لكل مكلف: أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام: إلا كلاما ظهرت فيه المصلحة، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة فالسنة الإمساك عنه، لإنه قد ينجز الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، وذلك كثير في العادة، والسلامة لا يعدلها شيء (رياض الصالحين) .
-في اللسان آفتان عظيمتان: إن خلص من أحدهما لم يخلص من الأخرى، آفة الكلام وآفة السكوت.وقد يكون كل منهما أعظم من الأخرى في وقتها، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، عاص لله، مراء مداهن إذا لم يخف على نفسه والمتكلم بالباطل شيطان ناطق عاص لله، وأكثر الخلق منحرف في كلامه وسكوته، فهم بين هذين النوعين، وأهل الوسط وهم أهل الصراط المستقيم، كفوا ألسنتهم عن الباطل وأطلقوها فيما يعود عليهم نفعه في الآخرة، فلا ترى أحدهم يتكلم بكلمة تذهب عليه ضائعة بلا منفعة، فضلا عن أن تضره في آخرته، وإن العبد ليأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها.ويأتي بسيئات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله وما اتصل به (الجواب الكافي).
كثرة آفات اللسان : من الخطأ والكذب والغيبة والنميمة والنفاق والفحش والمراء وتزكية النفس والخواص في الباطل والخصومة والفضول والتحريف والزيادة والنقصان، وإيذاء الخلق وهتك العورات، فهذه آفات وهي سياقة إلى اللسان لا تثقل عليه ولها حلاوة في القلب وعليها بواعث من الطبع ومن الشيطان، والخائض فيها قلما يقدر أن يمسك اللسان فيطلقه بما يحب ويكفه عما لا يحب.ففي الخواص خطر وفي الصمت سلامة فذلك عظمت فضيلته، هذا مع ما فيه من جمع الهمم ودوام الوقار والفراغ للفكر والذكر والعبادة والسلامة من تبعات القول في الدنيا ومن حسابه في الآخرة (الإحياء).
-قال شيخ الإسلام ابن تيمية موضحًا حال الكثيرين : ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر، ومن النظر المحرم وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى ترى الرجل ليشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً، ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات، ولا يبالي ما يقول (الجواب الكافي).
oum salim
2015-06-30, 14:37
-افات اللسان
-من آفات اللسان : الآفة الأولى : الكلام فيما لا يعني... اعلم أن من عرف قدر زمانه، وأنه رأس ماله، لم ينفقه إلا في فائدة، وهذه المعرفة توجب حبس اللسان عن الكلام فيما لا يعني، لأن من ترك ذكر الله واشتغل فيما لا يعني كان كمن قدر على أخذ جوهرة، فأخذ عوضها بدرة وهذا خسران العمر.
-من آفات اللسان : الآفة الثانية : الخوض في الباطل، وهو الكلام في المعاصي، كذكر مجالس الخمر، ومقامات الفساق، وقريب من ذلك الجدال والمراء، وهو كثرة الملاحاة للشخص لبيان غلطه وإفحامه، والباعث على ذلك الترفع فينبغي للإنسان أن ينكر المنكر من القول، ويبين الصواب فإن قبل منه وإلا ترك المماراة، هذا إذا كان معلقا بالدين، فإما إن كان في أمور الدنيا فلا وجه للمجادلة فيه.
-من آفات اللسان : الآفة الرابعة : الفحش والسب والكلام البذيء .
oum salim
2015-06-30, 14:39
-من آفات اللسان : الآفة الخامسة : المزاح... أما اليسير فلا ينهى عنه إذا كان صدقا.
-من آفات اللسان : الآفة السادسة : السخرية والاستهزاء.. ومعنى السخرية الاحتقار والاستهانة والتنبيه على العيوب والنقائص على وجه يضحك منه.
-من آفات اللسان : الآفة السابعة : إفشاء السر وإخلاف الوعد والكذب في القول واليمين، وكل ذلك منهي عنه، إلا ما رخص فيه من الكذب لزوجته وفي الحرب فإن ذلك يباح وضابطه: أن كل مقصود محمود لا يمكن التوصل إليه إلا بالكذب، فهو فهي مباح إن كان ذلك المقصود مباحا، وإن كان المقصود واجبا فهو واجب، فينبغي أن يتحرز عن الكذب مهما أمكن.
-من آفات اللسان : الآفة الثامنة : الغيبة، هي ذكر أخاك الغائب بما يكرهه إذا بلغه، سواء كان نقصًا في بدنه أو في نسبه أو في ثوبه (مختصر منهاج القاصدين) .
-من آفات اللسان : الآفة التاسعة : النميمة، وهي إفشاء السر وهتك الستر عما يكره كشفه .
oum salim
2015-06-30, 14:42
-تحذير
-حذر الله جل وعلا من آفات اللسان وأخبر أنها من الأعمال التي تحصى على ابن آدم ويحاسب عليها. قال تعالى: " مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ " . [ق: 18]. وقال جل وعلا: " وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا " [الإسراء: 36].
-سأل معاذ بن جبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العمل الذي يدخله الجنة ويباعده من النار، أخبره النبي صلى الله عليه وسلم برأسه وعموده وذروة سنامه، ثم قال: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟" قال: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسان نفسه، ثم قال: "كف عليك هذا" فقال: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: "ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم" رواه الترمذي.
-قال النبى صلى الله عليه وسلم : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" رواه البخاري ومسلم .
-قال النبى صلى الله عليه وسلم : "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" رواه الترمذي وابن ماجه.
-قال النبى صلى الله عليه وسلم : "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب" متفق عليه.
oum salim
2015-06-30, 14:44
-اقوال في اللسان
-أخذ أبو بكر رضي الله عنه بطرف لسانه وقال : هذا الذي أوردني الموارد (صفة الصفوة).
-الكلام أسيرك فإذا خرج من فمك صرت أسيره،
-سئل الحسن يوما: كيف أصبحت يا أبا سعيد؟ قال: والله ما من انكسرت به سفينة في لجج البحر بأعظم مني مصيبة، قيل: ولم ذاك؟ قال: لأني من ذنوبي على يقين، ومن طاعني وقبول عملي على وجل، لا أدري ِأقبلت مني أم ضرب بها وجهي. فقيل له: وأنت تقول ذلك يا أبا سعيد؟ فقال: ولم لا أقول ذلك، ما الذي يؤمنني من أن يكون الله سبحانه وتعالى قد نظر إليَّ وأنا على بعض هناتي نظرة مقتني بها، فأغلق عني باب التوبة، وحال بيني وبين المغفرة، فأنا أعمل في غير معتمل(الحسن البصري لابن الجوزي).
-عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا كتب عليه حتى أنينه في مرضه، فلما مرض الإمام أحمد فقيل له: إن طاوسًا كان يكره أنين المرض، فتركه (البداية والنهاية).
oum salim
2015-06-30, 14:47
-قال عمر بن عبد العزيز : من علم أن كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه وينفعه (البداية والنهاية) .
-قال الإمام الأوزاعي : من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير، ومن عرف أن منطقه من عمله قل كلامه (السير).
-قال الحسن بن صالح : فتشنا الورع فلم نجده في شيء أقل منه في اللسان (صفة الصفوة).
-قال الفضيل بن عياض : والله ما يحل لك أن تؤذي كلبا أو خنزيرًا بغير حق، فكيف تؤذي مسلما؟!
-عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : خمس لهن أحب إليَّ من الدهم الموقوفة، لا تتكلم فيما لا يعنيك فإنه فضل ولا آمن عليك الوزر، ولا تتكلم فيما يعنيك حتى تجد له موضعا فإنه ربَّ متكلم في أمر يعنيه قد وضعه في غير موضعه فعنت، ولا تمار حليما ولا سفيها فإن الحليم يقلبك والسفيه يؤذيك، واذكر أخاك إذا غاب عنك بما تحب أن يذكرك به، واعفه بما تحب أن يعفيك منه، وعامل أخاك بما تحب أن يعاملك به، واعمل عمل رجل يعلم أنه مجازى بالإحسان مأخوذ بالاجترام(الإحياء).
oum salim
2015-06-30, 14:48
-قال عطاء بن رباح: إن من كان قبلكم كانوا يعدون فضول الكلام ما عدا كتاب الله، أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر، أو أن تنطق في معيشتك التي لا بد منها، أتنكرون أن عليكم حافظين كراما كاتبين، عن اليمين وعن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد، أما يستحي أحدكم لو نشرت صحيفته التي أملى صدر نهاره، وليس فيها شيء من أمر آخرته (السير).
-كان عبد الله بن الخيار يقول في مجلسه: اللهم سلمنا، وسلم المؤمنين منا (تذكرة الحفاظ ).
-كان عمر بن الخطاب يقول : من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به (جامع العلوم والحكم) .
-تعهد نفسك في ثلاثة مواضع: إذا علمت فاذكر نظر الله تعالى عليك وإذا تكلمت فانظر سمع الله إليك، وإذا سكت فانظر علم الله فيك(حلية الأولياء) .
-قال سلمة بن دينار: ينبغي للمؤمن أن يكون أشد حفظا للسانه منه لموضع قدمه(صفة الصفوة).
-قال ابن مسعود: إياكم وفضول الكلام حسب امرئ ما بلغ حاجته (جامع العلوم والحكم) .
oum salim
2015-06-30, 14:50
-قال بعض السلف: يعرض على ابن آدم يوم القيامة ساعات عمره، فكل ساعة، لم يذكر الله فيها تتقطع نفسه عليها حسرات. من هنا يعلم أن ما ليس بخير من الكلام فالسكوت عنه أفضل من التكلم به، اللهم إلا ما تدعو إليه الحاجة مما لا بد منه (جامع العلوم والحكم) .
-قال ابن عباس رضي الله عنهما: يا لسان قل خير تغنم، أو اسكت عن شر تسلم (كتاب الصمت).
-إن العبد لا يبلغ حقيقة الإيمان حتى يحل بذروته ولا يحل بذروته حتى يكون الفقر أحب إليه من الغنى، والتواضع أحب إليه من الشرف، وحتى يكون حامده وذامه عنده سواء، وإن الرجل ليخرج من بيته ومعه دينه فيرجع وما معه من شيء، ويأتي الرجل ولا يملك له ولا لنفسه ضرا ولا نفعا، فيقسم له بالله إنك لذيت ولذيت، فيرجع وماجني من حاجته بشيء ويسخط الله عليه (الفوائد).
-ليكن حظ المؤمن منك ثلاث خصال لتكون من المحسنين : أحدهما: إنك إن لم تنفعه فلا تضره. والثانية: إن لم تسره فلا تغمه. والثالثة: إن لم تمدحه فلا تذمه(تنبيه الغافلين).
-قال محمد بن سيرين :أكثر الناس خطايا أفرغهم لذكر خطايا الناس(كتاب الصمت) .
oum salim
2015-06-30, 14:53
-إن اتباع الهوى وطول الأمل مادة كل فساد فإن اتباع الهوى يعمي عن الحق معرفة وقصدا، وطول الأمل ينسي الآخرة، ويصد عن الاستعداد لها(الفوائد).
-قال الزهري : إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب (الإحياء). إذا لم تكن مجالس خير وذكر فإن الشيطان يحرك الألسن ويشفي الصدور، وقد ينزل إلى شهوات البطن والفرج وقد قال الأحنف بن قيس يحكي صفات الرجولة الحقة.. جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام، إني أبغض الرجل يكون وصافا لفرجه وبطنه (السير).
-حدد الربيع بن خثيم الكلام بأنه لا خير فيه إلا في تسع : تهليل وتكبر، وتسبيح وتحميد، وسؤالك من الخير، وتعوذك من الشر، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر، وقراءتك القرآن (كتاب الصمت).
-عن سفيان قال : طول الصمت مفتاح العبادة (كتاب الصمت)
-قال الفضيل بن عياض : ما حج ولا رباط ولا جهاد أشد من حبس اللسان، ولو أصبحت يهمك لسانك، أصبحت في هم شديد (جامع العلوم والحكم) .
-قال يحيى بن معاذ : القلوب كالقدور تغلي بما فيها، وألسنتها مغارفها، فانظر إلى الرجل حين يتكلم فإن لسانه يغترف لك مما في قلبه، حلو وحامض، وعذب وأجاج، وغير ذلك، ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه، أي كما تطعم بلسانك طعم ما في القدور من الطعام فتدرك العلم بحقيقته، كذلك تطعم ما في قلب الرجل من لسانه فتذوق ما في قلبه من لسانه كما تذوق ما في تلك القدور بلسانك (الجواب الكافي).
-قيل لإياس بن معاوية : إنك تكثر الكلام ؟ قال : أفبصواب أتكلم أم بخطأ ؟ قالوا : بصواب ، قال : فالإكثار من الصواب أفضل (كتاب الصمت) .
REMIL INSTUM
2015-06-30, 14:55
بارك الله فيكي وجزاك الجنة
oum salim
2015-06-30, 14:56
-أخي الحبيب : اعلم أن الكلام ترجمان يعبر عن مستودعات الضمائر ويخبر بمكنونات السرائر، لا يمكن استرجاع بوادره، ولا يقدر على رد شوارده، فحق على العاقل أن يحترز من زللـه، بالإمساك عنه أو بالإقلال منه (أدب الدنيا والدين).
-قيل : ما تكلم الربيع بن خثيم بكلام الدنيا عشرين سنة، وكان إذا أصبح وضع دواة وقرطاسا وقلما فكل ما تكلم به كتبه ثم يحاسب نفسه عند المساء (الإحياء) .
-حكي أن بعض الحكماء رأى رجلا يكثر الكلام ويقل السكوت، فقال: إن الله تعالى إنما خلق لك أذنين ولسانا واحدا ليكون ما تسمعه ضعف ما تتكلم به (أدب الدنيا والدين) .
-لكي يسلم المتحدث من الزلل في حديثه والنقص في مقاله فإن عليه أن يراعي شروطا أربعة : الشرط الأول: أن يكون الكلام لداع يدعو إليه، إما في اجتلاب نفع، أو دفع ضرر. الشرط الثاني: أن يأتي به في موضعه، ويتوخى به إصابة فرصته. الشرط الثالث: أن يقتصر منه على قدر حاجته. الشرط الرابع: أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به (أدب الدنيا والدين)
-الصمت يجمع للرجل خصلتين : السلامة في دينه، والفهم عن صاحبه (كتاب الصمت).
-قال محمد بن واسع لمالك بن دينار: يا أبا يحيى حفظ اللسان أشد على الناس من حفظ الدينار والدرهم (الإحياء) .
-قال الأوزاعي: من أكثر من ذكر الموت كفاه اليسير ومن علم أن منطقه من عمله قل كلامه ومن قل كلامه فيما لا فائدة فيه.. استكثر مما لا ينفع في الآخرة.. وحدد محمد بن عجلان الكلام بأربعة أن تذكر الله، وتقرأ القرآن وتسأل عن علم فتخبر به، أو تتكلم فيما يعنيك من أمر دنياك (جامع العلوم والحكم) .
oum salim
2015-06-30, 15:03
-قال رجل لحامد اللفاف، أوصني قال: اجعل لدينك غلافًا كغلاف المصحف أن تدنسه الآفات قال: وما غلاف الدين؟ قال: ترك طلب الدنيا إلا مما لا بد منه وترك كثرة الكلام إلا فيما لا بد منه وترك مخالطة الناس إلا فيما لا بد منه (الإحياء) .
-قال أبو الدرداء رضى الله عنه : أدركت الناس ورقًا ولا شوك فيه، فأصبحوا شوكًا لا ورق فيه، إن نقدتهم نقدوك، وإن تركتهم لا يتركوك، قالوا: فكيف نصنع؟ قال: تقرضهم من عرضك ليوم فقرك (صفة الصفوة).
-إن الإنسان لا يخلو من محادثة الكثير ممن تتفاوت عقولهم وتختلف مداركهم، وتتلون طباعهم ووجه وهب بن منبه لهذا الأمر بقوله: دع المراء والجدل، فإنه لن يعجز أحد رجلين، رجل هو أعلم منك، فكيف تعادي وتجادل من أعلم منك؟ ورجل أنت أعلم منه، فكيف من أنت أعلم منه ، ولا يطيعك؟ (السير) .
-رأى إبراهيم بن أدهم رجلا يحدث من كلام الدنيا ، فوقف عليه وقال له : كلامك هذا ترجو فيه ؟ قال : لا ، قال فتأمن عليه ؟ قال : لا ، قال : فما تصنع بشيء لا ترجو فيه ولا تأمن عليه (حلية الأولياء) .
-قال أبو الدرداء رضي الله عنه : أنصف أذنيك من وفيك، فإنما جعل للإنسان أذنان، وفم واحد، لتسمع أكثر مما تقول. فإلزم الصمت، فإنه يكسبك صنوف المحبة، ويؤمنك سوء المغبة ويلبسك ثوب الوقار ويكفيك مؤنة الاعتذار (أدب الدنيا والدين).
-سئل مسروق عن بيت من شعر فكرهه، فقيل له؟ فقال: إني أكره أن يوجد في صحيفتي شعر (كتاب الصمت) .
-اجتمع قس بن ساعدة وأكثم بن صيفي، فقال أحدهما لصاحبه: كم وجدت في ابن آدم من العيوب؟ فقال: هي أكثر من أن تحصى، والذي أحصيته ثمانية آلاف عيب، ووجدت خصلة إن استعملها سترت العيوب كلها، قال : وما هي؟ قال: حفظ اللسان (الأذكار النووية) .
oum salim
2015-06-30, 15:08
-عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أتدرون ما الغيبة ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : "ذكرك أخاك بما يكره" قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته" رواه مسلم . وبهذا يبين صلى الله عليه وسلم الفرق بين الغيبة والبهتان وأن الكذب عليه بهتًا له، فالكذب على الشخص حرام كله سواء كان الرجل مسلمًا أو كافرًا، برًّا أو فاجرًا، لكن الافتراء على المؤمن أشد. بل الكذب كله حرام (الفتاوى).
-قال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته يوم النحر بمنى في حجة الوداع: "إن دماءكم وأموالكم، وأعراضكم، حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغت" متفق عليه. وفي الحديث الآخر قال صلى الله عليه وسلم : "كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه" رواه مسلم. والغيبة : تتناول العرض وقد جمع الله بينه وبين المال والدم (الإحياء).
-قال الله سبحانه وتعالى: "وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ" [الحجرات: 12].
قال ثعلب في تفسير هذه الآية: أي لا يتناول بعضكم بعضا بظهر الغيب بما يسوءه.وفي الآية إشارة إلى أن عرض الإنسان كلحمه، وكما أنه يحرم أكل لحمه، يحرم الاستطالة في عرضه، وفي هذا من التنفير عن الغيبة والتوبيخ لها والتوبيخ لفاعلها والتشنيع عليه ما لا يخفى، فإن لحم الإنسان مما تنفر عن أكله الطباع الإنسانية وتستكرهه الجبلة الإنسانية، فضلا عن كونه محرما شرعا (فتح القدير) .
فوائد من كتاب أحصاه الله ونسوه لعبد الملك القاسم
http://www.foxpic.com/V78GlzlR.jpg (http://www.foxpic.com/)
http://www.foxpic.com/V4FcrkiQ.gif (http://www.foxpic.com/)
oum salim
2015-06-30, 15:09
اللهم احي قلوبنا بذكرك
أستغفر الله العظيم من كل ذنـــب أذنـبـتـــــــه.
أستغفر الله العظيم من كل فرض تركــــتــــــه.
أستغفر الله العظيم من كل إنسـان ظلـمـتــــــه.
أستغفر الله العظيم من كل ناصــح أهنــتـــــــه.
أستغفر الله العظيم من كل زور نطـقـتـــــــــــه.
أستغفر الله العظيم من كل حــــق أضــعــتـــه.
أستغفر الله العظيم من كل باطــل اتبــعـتــــــه.
أستغفر الله العظيم من كل وقـــت أهــدرتــــــه.
أستغفر الله العظيم من كل ضـــمير قـــتلــتــــه.
أستغفر الله العظيم من كل ســــر أفشــيـــتـــه.
أستغفر الله العظيم من كل أميـــن خـدعــتـــــه.
أستغفر الله العظيم من كل وعـــد أخلــفــتـــــه.
أستغفر الله العظيم من كل عــهـد خــــنتــــــــه.
أستغفر الله العظيم من كل ســـتر فضـحــتــــه.
أستغفر الله العظيم من كل لغـــــو سمعـــتــــه.
أستغفر الله العظيم من كل حـــرام نـظرتـــــــه.
أستغفر الله العظيم من كل كـــلام لهوتــــــــه.
أستغفر الله العظيم من كل إثــم فـعـــلتـــــه.
أستغفر الله العظيم من كل عــلـم أنـسـيــتـــــه.
أستغفر الله العظيم من كل ضـلال عــرفتــــــه.
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
أستغفر الله العظيم من الذنوب التي تغيـِّر النعم.
أستغفر الله العظيم من الذنوب التي تورث الندم.أستغفر الله العظيم من الذنوب التي تحبس القسم.
أستغفر الله العظيم من الذنوب التي تعجِّلُ الفناء.
أستغفر الله العظيم من الذنوب التي تقطعُ الرجاء.
أستغفر الله العظيم من الذنوب التي تمسك غيث السماء.
أستغفر الله العظيم من الذنوب التي تكشف الغطاء.
أستغفر الله العظيم حياءً من الله.
أستغفر الله العظيم رجوعاً إلى الله.
أستغفر الله العظيم تندماً واسترجاعاً.
أستغفر الله العظيم فراراً من غضبِ الله إلى رضاء الله.
أستغفر الله العظيم فراراً من سخطِ الله إلى عفوِ الله.
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه من الإفراط والتفريط ، من التخبيط والتخليط. ، من التدنس بالعيوب ، من عدم الحضور في الصلاة ، من جميع التقصير فيها وفي الزكاة.من القنوط من رحمة الله ، من عدم القيام بحق الله وخلق الله ، من عدم التشميرِ لطاعةِ الله.
أستغفر الله العظيم من عقوقِ الآباءِ والأمهاتِ ، من الظلمات والتبعات ، من الخطى إلى الخطيئات.
أستغفر الله العظيم من قطيعةِ الأرحام ،من اكتسابِ الآثام ، من حبِ الجاهِ والمال ، من شهوةِ القيلِ والقال.
أستغفر الله العظيم من رؤية النفس بعين التعظيم ، ومن نهر السائل وقهر اليتيم.
أستغفر الله العظيم من الكذب والحسد ، من الغيبة والنميمة ، من سائر الأخلاق المذمومة ، من سائر الذنوب القلبية و القالبية.
أستغفر الله العظيم من اتباع الهوى.
أستغفر الله العظيم من هجر التقوى.
أستغفر الله العظيم من الميلِ إلى زخارف الدنيا.
أستغفر الله العظيم من جميع ما يكره الله ظاهراً وباطناً.
أستغفر الله العظيم من كل ذنب يصرف عني رحمتك ، أو يُحِل بي نقمتك ، أو يحرمني كرامتك ، أو يزيل عني نعمتك.
أستغفر الله العظيم من كل ذنب يورث الأسقام والضنا ، ويوجب النقم والبلاء ، ويكون يوم القيامة حسرةً وندامة.
أستغفر الله العظيم من كل ذنب يمحق الحسنات ، ويضاعف السيئات ، ويحل النقمات ، ويغضبك يارب السموات.
أستغفر الله العظيم من كل ذنب يميت القلب ، ويجلب الكرب ، ويشغل الفكر ، ويرضي الشيطانَ ، وَيسخِطُ الرحمن.
أستغفر الله العظيم من كل ذنب يِؤدي إلى اليأسَ من رحمتك، والقنوط من مغفرتك ، والحرمان من سعة عفوك.
أستغفر الله العظيم من كل ذنب يوجب سواد الوجه يوم تبيض الوجوه وتسود الوجوه.
أستغفر الله العظيم من كل ذنب يورث النسيان لذكرك ، أوبؤدي الي الغفلة عن تحذيرك ، أو يتمادى به الأمن من مكرك ، أو ينسِّيني من خير ما عندك
oum salim
2015-06-30, 15:12
بارك الله فيكي وجزاك الجنة
وفيك بارك الرحمن و جزاك الفردوس الاعلى
تقبل الله منا و منكم صالح الاعمال
أحمد محمدي الجزائري
2015-06-30, 18:12
جزاكم الله خيرا...تذكرة تكتب بماء الذهب.
قال النبي صلى الله عليه و سلم:" من صمت نجا " السلسلة الصحيحة...
اللهم اجعلنا ناطقين بالحق ، صامتين بالحكمة...
oum salim
2015-07-01, 13:12
جزاكم الله خيرا...تذكرة تكتب بماء الذهب.
قال النبي صلى الله عليه و سلم:" من صمت نجا " السلسلة الصحيحة...
اللهم اجعلنا ناطقين بالحق ، صامتين بالحكمة...
بارك الله فيكم على المرور الطيب
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
بارك الله فيك. وجزاك الله خيرا
الراجية لعون الله
2015-07-02, 13:30
بارك الله فيك و جعله الله فى ميزان حسناتك
ممكن تفسير قال جل وعلا: " وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا " [الإسراء: 36]
zino_star32
2015-07-02, 13:45
بارك الله فيك و جعله في ميزان الحسنات
oum salim
2015-07-02, 14:08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
بارك الله فيك. وجزاك الله خيرا
وفيك بارك الله و جزاك خيرا
تقبل الله منا و منكم صالح الاعمال
oum salim
2015-07-02, 14:09
بارك الله فيك و جعله الله فى ميزان حسناتك
ممكن تفسير قال جل وعلا: " وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا " [الإسراء: 36]
بارك الله فيك على المرور الطيب
تقبل الله منا و منكم
- بيان تفسير قوله تعالى: " وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ "
تفسير هذه الآية: "وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا "
الاية على ظاهرها، ان الله ينهى عن كون الإنسان يتكلم فيما لا يعلم "وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ "يعني لا تقل في شيء ليس لك به علم، بل تثبت إِنَّ السَّمْعَ يقول سمعت كذا وهو ما سمع إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا الإنسان مسؤول عن سمعه وقلبه وبصره فالواجب
عليه ألاّ يقول سمعت كذا إلا عن بصيرة، ولا يقول نظرت كذا إلا عن بصيرة، ولا يعتقد بقلبه شيئاً إلا عن بصيرة، لا بد، هو مسؤول، فالواجب عليه أن يتثبت، وأن يعتني حتى لا يتكلم إلا عن علم، ولايفعل إلا عن علم ولا يعتقد إلا عن علم، ولهذا قال جل وعلا : "إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا "فالإنسان يتثبت في الأمور
والله يقول جل وعلا: " قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَـزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ "
جعل القول على الله بغير علم فوق هذه الأشياء كلها، فالواجب على الإنسان أن يتعلم حتى يكون على علم، وبصيرة، فلا يقول: سمعت، ولا يقول: رأيت، ولا يقول: كذا وكذا، إلا عن بصيرة وعن علم .
يقول الله في الآية الكريمة: " إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا "
ان الإنسان مسؤول عن سمعه وعن بصره، وعن فؤاده، وعن قلبه وعن عقله، هل استعمله في طاعة الله أو في ما حرم الله، الأمر عظيم، السمع، يسمع الشر والخير، والبصر كذلك، والقلب كذلك، يعقل الشر والخير، فالواجب على كل مكلف أن يصون سمعه عمّا حرم الله، وأن يصون بصره عما
حرم الله، وأن يعمر قلبه بتقوى الله، ويحذر محارم الله، فيخاف الله ويحبه ويخشاه جل وعلا ويخلص له في العمل ويحذر خلاف ذلك من النفاق والكبر، وغير هذا من أعمال القلوب السيئة، والعقل يسمى فؤاداً، والقلب يسمى فؤاداً
الآية الكريمة: " قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ "
الفؤاد هو القلب، وهو العقل؛ لأن القلب يعقل به، قال تعالى: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا فالقلب يسمى الفؤاد وهو محل العقل أيضاً، وهو مسؤول عمّا عمل، من خير وشر، فخوف الله، ومحبته وخشيته والإخلاص له، هذا عمل طيّب والنفاق والرياء والكبر،
وأشباه ذلك من اعمال القلوب السيئة .
تفسير قوله تعالى: " إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا "
هذه الآية الكريمة مضمونها، التحذير من أن تسمع ما لا يحل لك، أو تنظر ما لا يحل لك، أو تعتقد ما لا يحل لك، فأنت مسؤول عمّا سمعت، وعمّا نظرت إليه وعمّا اعتقدته بقلبك، والفؤاد هو القلب، والإنسان مسؤول عن سمعه وبصره وفؤاده، فعلى المؤمن أن يتّقي الله في سمعه وبصره وقلبه، وألاّ
يسمع ما حرَّم الله عليه، من سماع الأغاني وآلات اللهو، او سماع الغيبة والنميمة، لما فيها من الضرر العظيم، أو ما أشبهه مما يضر سماعه، فليستمع للخير كسماعه للقرآن الكريم، والسنة المطهّرة أو الأحاديث المفيدة وما شابه ذلك، مما هو مباح، أمَّا المحرم فليحذر من ذلك، أن يستمع لقوم يكرهون
سماعه، ولا يرضون أن يسمع حديثهم، فلا يجوز ذلك، كما في الحديث الصحيح، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ، وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ ، صُبَّ فِي أُذُنِهِ الآنُكُ يَوْمَ القِيَامَةِ "رواه البخاري ، والآنك يعني الرصاص، هذا تحذير من سماع أحاديث
الناس، وهم يكرهون ذلك، كأن يستمع لهم من عند الباب، أو من نافذة أو من سمّاعة التليفون، أو أشباه ذلك، ليس لك أن تستمع حديث قوم يكرهون ذلك؛ لهذا الحديث العظيم وهو قوله صلى الله عليه وسلم: أخرجه البخاري في كتاب التعبير، باب من كذب في حلمه. وَمَنِ اسْتَمَعَ إلَِى حَدِيثِ
قَوْمٍ، وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ، صُبَّ فيِ أُذُنِهِ الآنُكُ يَوْمَ القِيَامَةِ نسأل الله العافية.وهكذا البصر أنت مأمور بغضّ البصر عمّا حرّم الله، غض البصر عن النساء ؛ لئلا تفتن بهن، كما قال جل وعلا: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ فغضّ بصرك عمّا حرم الله عليك من النساء الأجنبيات من
غير المحارم، وهكذا عن المردان إذا خُشِيَ الفتنة، تَغُضُّ بصركَ عن النظر للأمرد، إذا خشيت الفتنة وهكذا ممّا أشبه ذلك، ممّا يحرم النظر إليه، من عورات الناس، ليس لك أن تنظر إلى عورات الناس ولا بيوتهم لأنك ممنوع من ذلك، وهكذا يجب عليك أن تحذر الاعتقادات
الباطلة، يجب أن تنزّه قلبكعما حرَّم الله، فلا تعتقد ما حرم الله عليك، من حِلّ ما حرم الله، أو اعتقاد عدم وجوب ما أوجب الله، أو عمل بقلبك لما حرم الله، فمثلاً اعتقاد أن الزنى حلال من مرض القلب، وهو كفر نسأل الله العافية، وهكذا اعتقاد أن شرب الخمر حلال، هذا من مرض القلب، وهو كفر
اكبر، نسأل الله العافية، وهكذا سوء ظنك بالله، وسوء ظنك بإخوانك بغير دليل أيضاً، من أمراض القلب هكذا قنوطك من رحمة الله، وأمنك من مكر الله، كلها أعمال قلبية خطيرة منكرة ، من كبائر الذنوب، وهكذا النفاق مرض قلبي، كونك تظهر الإسلام وتعتقد الكفر الباطل بالقلب، تعتقد بأن الرسول
ليس بصادق، أو أن الدين ليس بصادق، أو أن الدين ليس بحق، أو ما أشبه هذا من اعتقادات أهل النفاق، والخلاصة أن السمع والبصر والفؤاد كلّها يجب أن تصان عما حرم الله عليك ، أن تصون سمعك عمّا حرم الله، وبصرك عمّا حرم الله، وقلبك عمّا حرم الله، وأن تنظر وتسمع لما ينفعك، ولما
أباح الله لك وتعتقد في قلبك ما شرعه الله، وما أباح الله تعمل بذلك، بحب الله ورسوله وخوف الله ورجائه كل هذه أعمال قلبية مطلوبة، حسن الظن بالله، اعتقاد أنه الواحد الأحد، المستحق للعبادة، واعتقاد ما أوجب الله عليك، من الصلاة والصوم، تعتقد هذا بقلبك أن الله أوجب الصلاة على
المسلمين المكلّفين، أوجب الزّكاة لمن عنده مال فيه الزكاة، أوجب صوم رمضان لمن استطاع ذلك، أوجب الحج على من استطاع ذلك، وهكذا، وأنت مسؤول عن هذه كلها يوم القيامة، فإن كنت حافظت عليها وصنتها، سلِمْتَ وحمدت العاقبة، أمَّا إن كنت أسأت التصرف، ولم تصنها عمّا حرم الله،
فإنك على خطر عظيم.
كتاب تفسير القرآن الكريم الجزء الأول > سورة الإسراء > بيان تفسير قوله تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم
oum salim
2015-07-02, 14:36
بارك الله فيك و جعله في ميزان الحسنات
وفيك بارك الله و جزاك خيرا
تقبل الله منا و منكم صالح الاعمال
omar tech883
2015-07-02, 19:26
وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
omar tech883
2015-07-02, 19:34
شكرا
بارك الله فيكم
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir