تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحجج السلفية في دحض أسطورة(الجامية) والألقاب التنفيرية.


جمال البليدي
2009-09-09, 17:42
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

لقد اطلعت على موضوع في إحدى المنتديات لأحد الصبيان حيث ملأه صاحبه ومن يزمر وراءه بلا علم ولا كتاب منير بالطعونات الفاجرة والأقوال الساقطة وتحول الموضوع إلى مسرح لأهل الحقد ينفثون سمومهم من بعيد ظنا منهم أنهم قد وجدوا ما يشفي حقد صدروهم في السلفيين فقد ظن هذا الصبي-عامله الله بعدله- ومن يسير خلفه من الخفافيش متعددي العضويات وغيرهم أنه بذاك الكلام الذي نقله صاحبه من المجاهيل سيجد ثغرة لرمي السلفيين بالتفرق والحرب ولكنه كما قال الله تعالى(((كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا)).

-جاء في العنوان: (جامية الشروق ...الم اقل ان الحرب بدأت)

أقول:
أولا:
هذا دندن أهل الأهواء في كل زمان يصفون أهل السنة بألقاب بذيئة لينفروا عنهم ولكن تعدد هذه الألقاب تدل على بطلانها (مجسمة-حشوية-مشبهة-ناصبة-وهابية-باديسية-جامية-مدخلية) فتعدد هذه الأسماء يدل على أنها باطلة من وضع الخصوم .
قال الإمام أبو عثمان الصابوني –رحمه الله-(عقيدة السلف وأصحاب الحديث ص169-170): "رأيت أهل البدع في هذه الأسماء التي لقبوا بها أهل السنة ولا يلحقهم شىء منها فضلًا من الله ومنّة، سلكوا معهم مسلك المشركين –لعنهم الله– مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإنهم اقتسموا القول فيه، فسّماه بعضهم ساحرًا وبعضهم كاهنًا، وبعضهم شاعرًا، وبعضهم مجنونًا، وبعضهم مفتونًا، وبعضهم مفتريًا مُختلقًا كذابًا، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- من تلك المعائب بعيدًا بريئًا، ولم يكن إلا رسولًا مصطفىً نبيًا، قال الله -عز وجل-: "انظُرْ كَيْفَ ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلًا". وكذلك المُبتدعة –خذلهم الله- اقتسموا القول في حملة أخباره، ونقله آثاره، ورواة أحاديثه، المقتدين به، المهتدين بسنته، المعروفين بأصحاب الحديث، فسمّاهم بعضهم حشويّة وبعضهم مشِّبهة وبعضهم نابتة، وبعضهم ناصبة، وبعضهم جبريّة، وأصحاب الحديث عصامة من هذه المعايب، بريئة زكية نقية، وليسوا إلا أهل السنة المضيَّة، والسيرة الرضية، والسبل السوية، والحجج البالغة القوية".اهـ
وقال العلامة عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ (مجموعة الرسائل والمسائل النجدية 3/111): "من عادة أهل البدع إذا أفلسوا من الحجة وضاقت عليهم السبل تروحوا إلى عيب أهل السنة وذمهم، ومدح أنفسهم".اهـ

تاريخ مصطلح الجامية

قال الشيخ عبد العزيز الريس((: الجامية: نسبة إلَى عالِم مصلح اسمه مُحمَّد أمان بن علي الجامي رجل ذو اهتمام بالغ بالعقيدة الصحيحة دعوة وشرحًا، وقد كان له درس فِي العقيدة مشهود فِي الحرم النبوي استمر سنين طويلة، ويكفي دليلاً على كلامي هذا أن تسمع ما شئت من دروسه فِي شرح كتب المعتقد: كشرح الواسطية، أو الحموية، أو التدمرية؛ فإن فيها علمًا جَمًّا ميسرًا بأحسن أسلوب، وقد زكاه وأثنَى عليه فِي حياته وبعد وفاته علماء أفاضل أنقل كلام اثنين منهم الشيخ عبد العزيز بن باز، وصالح الفوزان.
قال الشيخ عبد العزيز بن باز -رحِمه الله- فِي كتابه رقم (64 فِي 9/1/1418هـ)، عن الشيخ مُحمَّد أمان: "معروفٌ لديَّ بالعلم، والفضل، وحسن العقيدة، والنشاط فِي الدعوة إلَى الله سبحانه، والتحذير من البدع والخرافات، غفر الله له وأسكنه فسيح جناته، وأصلح ذريته، وجمعنا وإياكم وإياه فِي دار كرامته، إنه سميع قريب" اهـ.
وكتب فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان فِي كتابه المؤرخ 3/3/1418هـ قائلاً: الشيخ مُحمَّد أمان كما عرفته: إن المتعلمين وحملة الشهادات العليا المتنوعة كثيرون، ولكن قليلٌ منهم من يستفيد من علمه ويُستفاد منه، والشيخ مُحمَّد أمان الجامي هو من تلك القلة النادرة من العلماء الذين سخَّروا علمهم وجهدهم فِي نفع المسلمين، وتوجيههم بالدعوة إلَى الله على بصيرة من خلال تدريسه فِي الجامعة الإسلامية، وفِي المسجد النبوي الشريف، وفِي جولاته فِي الأقطار الإسلامية الخارجية وتجواله فِي المملكة لإلقاء الدروس والْمُحاضرات فِي مُختلف المناطق يدعو إلَى التوحيد، وينشر العقيدة الصحيحة، ويوجِّه شباب الأمة إلَى منهج السلف الصالح ويُحذِّرهم من المبادئ الهدامة والدعوات المضللة، ومن لَمْ يعرفه شخصيًّا فليعرفه من خلال كتبه المفيدة، وأشرطته العديدة الَّتِي تتضمن فيض ما يحمله من علم غزير، ونفع كثير" اهـ.
وأقوال العلماء فيه مدحًا وتزكية مسجلة بالصوت فِي التسجيلات السلفية: كتسجيلات "منهاج السنة" و"البينة" بالرياض، و"الأصالة" و"الشريعة" بِجدة، و"ابن رجب" فِي المدينة النبوية، و"سبيل المؤمنين" بالدمام، و"المنقذ" بجازان، و"معاذ بن جبل" بِمكة.

ولَمَّا خرج فِي أزمة الخليج من عارض علماءنا فِي فتواهم بجواز الاستعانة بالكفار الأمريكان ضد صدام الباغي، واتَّهم علماءنا بأنَّهم جهال بالواقع فلا يعرج على كلامهم، وكان يغلب على هؤلاء فكر الثورة والطعن فِي الحاكم.
وكان من كلامهم السيئ فِي حق علمائنا وحكامنا أن قال أحدهم: إنَّنِي أعتقد أن زمن الشكوى الْمُجردة قد انتهى أو كاد ينتهي، أعنِي: أن دور الخيرين والخيرات لا يجوز أبدًا أن يتوقف عند مُجرد الشكوى للجهات المختصة، حصل كذا وحصل كذا وحصل كذا.
وأقول: إن هذا الدور الذي وقف عند مُجرد الشكوى فقط، قد انتهى لأسباب أهمها، أو يكاد أن ينتهي لأسباب أهمها:
أولاً: لو كان هناك إصرار من القمم على منع ريح التغيير والفساد، لأحكموا غلق النوافذ ...
ثانيًا: ضغوط النفوس لا يُمكن إهمالُها بِحال من الأحوال؛ الآن ونحن فِي عصر صار للجماهير فيه تأثير كبير فأسقطوا زعماء وهزوا عروشًا وحطموا أسوارًا وحواجز، ولا زالت صور العُزَّل الذين يواجهون الدبابات بصدورهم فِي الاتحاد السوفيتِي بعدما قام الانقلاب الشيوعي الأخير الذي فشل، لا زالت صور أولئك العُزَّل يتدافعون فِي وجوه الدبابات بالآلاف، بل بعشرات الآلاف، حَتَّى استطاعوا -وهم لا يَملكون ولا رصاصة واحدة- أن يقفوا فِي وجه ذلك الانقلاب ويفشلوه، لا زالت الصورة ماثلة للأذهان، وقد رآها العالَم كله حية على الهواء فِي شرقه وغربه ...اهـ.

فانظر كم فِي هذا من دعوة إلَى الثورة والخروج على السلطان.
وقال أحدهم: الأحداث الَّتِي حدثت فِي الخليج لَمْ تزد على أنَّها كشفت النقاب عن علل وأدواء خفية كان المسلمون يعانون منها، وأكدت على أنَّهم ليسوا على مستوى مواجهة مثل هذه الأحداث الكبيرة، وكشفت كذلك عن عدم وجود مرجعية علمية صحيحة وموثوقة للمسلمين، بحيث إنه تحصر نطاق الخلاف، وتستطيع أن تقدم لَهم حلاًّ جاهزًا صحيحًا، وتَحليلاً ناضجًا...اهـ.
لَمَّا صدر هذا وأضعافه من بعضهم انبرى الشيخ مُحمَّد أمان وإخوانه طلبة العلم لرد هذا الكلام وأمثاله، ورفع منْزلة العلماء والتذكير بحق الولاة الَّتِي جعلها الله لَهم، فغضب المخالفون وأتباعهم فصاروا يحاولون الطعن فِي هذا العالِم الجليل وإخوانه بالتصريح تارة وبالتلميح أخرى.))اه.


ثانيا: أما عن الحرب الذي ذكرها هذا الصبي-هداه الله- تكمن في خلاف بين المشايخ السلفيين أحيانا فراح هذا الصبي ينقل من إحدى المنتديات عن أحد مجاهيل النت-ولعله هو نفسه- موضوعا يشمل بعض ردود العلماء على بعض الطلاب ويحذر من بعض المنتديات-وكأن المنتديات هي الدين!!-وقد جاء في طيات الموضوع بعض الكلمات الشديدة والقاسية نوعا ما مما جعل هذا الحاقد يصيح ويهيج هجيان الثوار .

وجوابا على ذاك الموضوع الذي جعله هذا المتسول-عامله الله بعدله- منفذا للطعن في أهل السنة والجماعة أقول وبالله وحده أصول وأجول:

1-من المتقرر عند السلف أن كلام أهل العلم الأقران(السلفيين) في بعضهم البعض يروى ولا يطوى وهذه القاعدة لا يعرفها هذا الصبي وأنى له ذلك وهو يمجد من يطعن في الصحابة والأنبياء ويجد لهم الأعذار!!
"عن ابن عباس: «استمعوا علم العلماء، ولا تصدقوا بعضهم على بعض، فوالذي نفسي بيده لهم أشد تغايرًا من التيوس في زروبها».عن مالك بن دينار يقول: «يؤخذ بقول العلماء والقرَّاء في كل شيء إلا قول بعضهم في بعض؛ فلهم أشد تحاسدًا من التيوس، تنصب لهم الشاة الضارب فينيبها هذا من ههنا، وهذا من ههنا».عن عبدالعزيز بن أبي حازم قال: سمعت أبي يقول:
«العلماء كانوا فيما مضى من الزمان إذا لقي العالم من هو فوقه في العلم كان ذلك يوم غنيمة، وإذا لقي من هو مثله ذاكره، وإذا لقي من هو دونه لم يَزْهُ عليه حتى كان هذا الزمان؛ فصار الرجل يعيب من هو فوقه ابتغاء أن ينقطع منه حتى يرى الناس أنه ليس به حاجة إليه، ولا يذاكر من هو مثله، ويزهى على من هو دونه؛ فهلك الناس».

-وقد يعترض علينا قائلا: لكن ما بال الكلمات القاسية والشديدة الصادرة منهما؟!
فيقال له: لقد ثبت عن السلف كلمات أقسى من تلك بكثير
عن حماد أنه ذكر أهل الحجاز فقال: «قد سألتهم فلم يكن عندهم شيء، واللَّه لصبيانكم أعلم منهم، بل صبيان صبيانكم».عن مغيرة قال: «قدم علينا حماد بن أبي سليمان من مكة؛ فأتيناه لنسلم عليه، فقال لنا: احمدوا اللَّه يا أهل الكوفة؛ فإني لقيت عطاءً وطاوسًا ومجاهدًا، فلصبيانكم، وصبيان صبيانكم أعلم منهم».
عن مغيرة قال: قال حماد:
«لقيت عطاء وطاوسًا ومجاهدًا؛ فصبيانكم أعلم منهم، بل صبيان صبيانكم».
قال مغيرة: هذا بغي منه.
قال أبو عمر: صدق مغيرة، وقد كان أبو حنيفة، وهو أقعد الناس بحماد يفضل عطاء عليه.
عن الضحاك بن مخلد، قال: سمعت أبا حنيفة يقول: «ما رأيت أفضل من عطاء بن أبي رباح»"(1).

2-الرد على المخالف من أصول الدين ولا يسمى حربا إنما نصحا وبيانا
وهذه الميزة يجعلها بعض السفهاء عيبا ونقصا لكونهم اعتادوا على الحزبية وانظر الى حال الاخوان والتبليغ والقطبيين وكيف أنهم لايردون على بعضهم البعض مهما بلغت أخطاؤهم بحجة ( لاتصدعوا الصف من الداخل ، لاتثيروا الغبار من الخارج ، لا تحركوا الخلاف بين المسلمين ، نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ) .
وهكذا حتى تراكمت الاخطاء ووقعوا في أوحال البدع والمخالفات الشرعية الكبيرة وأهل السنة يردون على كل أحد كائنا من كان ، لأن نظرتهم الى الدين والى العقيدة ، حتى تبقى ناصعة صافية من أي شوب كما كانت عند الصحابة ، ويصدق عليهم ماجاء في الأثر ( ينفون عن القرآن تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ) .

وقد صنّف الشيخ بكر أبو زيد كتابا في ذلك أسماه ( الرد على المخالف من أصول الاسلام ). وبين فيه أنه لايجوز السكوت عن أي خطأ مهما صغر .
بل إن أهل السنة - أحيانا - يشدون على أقرب الناس اليهم ويطلقون عليهم بعض الكلمات التي يظهر منها الغض وذلك للوصول الى مصلحة شرعية وهي الحذر من الخطأ الذي وقع فيه حتى لو كان عالما جليلا أو صديقا محبا ، بل وربما اعتبروا العالم الجليل أولى في بيان خطئه والشدة عليه خوفا من اتباع الناس له .

واليك بعضا من كلام المعلمي في ذلك . قال في التنكيل 1/12
( فلهذا كان من أهل العلم والفضل من إذا رأى جماعة اتبعوا بعض الافاضل في أمر يرى أنه ليس لهم اتباعه فيه إما لأن حالهم غير حاله وإما لأنه يراه أخطأ ، أطلق كلمات يظهر منها الغض من ذاك الفاضل لكي يكف الناس عن الغلو الحامل لهم على اتباعه فيما ليس لهم أن يتبعوه فيه .فمن ذلك ما في “ المستدرك 2/329 عن خيثمة قال : كان سعد بن ابي وقاص - رضي الله عنه - في نفر فذكروا عليا فشتموه ، فقال سعد : مهلا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال بعضهم فوالله انه كان يبغضك ويسميك الاخنس ، فضحك سعد حتى استعلاه الضحك ، ثم قال : أليس قد يجد المرء على أخيه في الامر يكون بينه وبينه ثم لاتبلغ ذاك أمانته ؟ " قال الحاكم :( صحيح على شرط الشيخين ) وأقره الذهبي .

وفي الصحيحين وغيرهما عن علي رضي الله عنه قال : ( ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم جمع أبويه الا لسعد بن ابي مالك " هو سعد بن ابي وقاص " فإني سمعته يقول يوم أحد : ارم فداك أبي وأمي ..)
ومنه مايقع في كلام الشافعي من تبجيل استاذه مالك ، ومنه ماتراه في كلام مسلم في مقدمة صحيحه مما يظهر منه الغض الشديد من مخالفة في مسالة اشتراط العلم باللقاء ، والمخالف هو البخاري ، وقد عرف من مسلم تبجيله للبخاري ).

يبدوا أن هذا الصبي محروم لايستطيع أن يصل الى مستوى السلفيين وتحررهم من كل القيود الحزبية التي تفرض على صاحبها السكوت عن أخطاء إخوانه الحزبيين .
ولايستطيع أن يفهم سر شدة بعض السلفيين على إخوانهم أحيانا ، فهو يعيش في زنزانة ضيقة لايشم منها الهواء الطلق والحرية ولايستطيع التخلص من القيود الفاسدة .
بل المسكين - حقيقة - مكبل بالظلمات والوساوس التي عشعشت في رأسه ، من ان الرد على الاصحاب كارثة مابعدها كارثة وأنه يجب السكوت عن أخطائهم مهما بلغت .
ولهذا حاول أن يغتنم فرصة ما حصل بين الشيخين الفاضلين فأراد ان يسقط أكثرهما شدة على منهجه وعلى إخوانه الحزبيين والبدعيين . فجعل الشيخين أحمد بازمول وعلي الحلبي زعيمان لجماعة معينة وأخذ يكيل له السب والشتم دون حياء أو خوف من الله .

3-إننا ولله الحمد والمنة لا نأخذ علمنا من المنتديات ولا نلتفت إليها إنما فقط ندخل لنستفيد ونفيد ولا نأمن أن يكون فيها بعض المندسين –ولعل هذا الصبي منهم-وما قصة صابر الملحد في منتدى الشروق عنا ببعيد فقد تظاهر بالإسلام وكان يطعن في أهل العلم السلفيين ثم بعد أن حاصرته بالأدلة كشر عن أنيابه وتبين أنه ليس بمسلم مما أدى إلى تدخل الإدارة لطرده ولكن القوم لا يفقهون هذه الأمور لأنهم لم يتأصلوا على نهج السلف الذي يحث على التثبت في الأخبار وعدم إشاعتها إلا بعد الرجوع إلى كبار أهل العلم ومجتهديهم .
فالتثبت من الأخبار ، وعدم نقل الشائعات والأكاذيب أمر مهمٌّ جداً ، يجب على المسلم أن يعتني به لا سيما في زمن الفتنة .
ومن المعلوم أنَّ زمان الفتن زمان خطير يكثر فيه القيل والقال ، ويحمَل الكلام فيه على غير محاملِه ، ويكثر الجدال ، ويحرص فيه على نقل الأخبار ، وإشاعة الأقوال ، ويتصدر مَنْ حقُّهم التأخر ، وتنطق فيه الرويبضة ، وفي زمان هذا حاله ينبغي للمسلم العاقل أن يلتزم أوامر الله -سبحانه وتعالى- بكل قوَّةٍ ودقة ، ولا يجاوزها ، ففي لزومها النجاة ، وفي مفارقتها الهلَكَة.
ومن ذلك وجوب التثبت عند سماع الأخبار والأقوال ، وعدم العجلة في الحكم على الأخبار حتى يتبين له ثبوتها ، ثم بعد ذلك يقوم فيها بما أمر الله –سبحانه وتعالى- ، وهذا أمر واجبٌ على المسلم في حياته كلها ؛ في رخائه وشدته ، لكنه في وقت الفتنة آكد لما يترتب على ذلك من أمور عظام.
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بِنَبأ فتبَيَّنُوا أن تُصِيبوا قَوماً بِجَهالةِ فَتُصبحوا على ما فعلتم نادمين}.
قال ابن كثير -رحمه الله- : "يأمر تعالى بالتثبت في خبرِ الفاسق ليحتاط له ، لئلا يحكم بقوله فيكون في نفس الأمر كاذباً أو مخطئاً ، فيكون الحاكم بقوله قد اقتفى وراءه . وقد نهى الله عن اتباع سبيل المفسدين".
وقد جعل العلماء -رحمه الله- هذه الآية وما جاء في معناها قاعدةً ، وبُنِيَ عليها علمُ الرجال والجرح والتعديل ؛ الذي حفظ الله به دينه ، وسنة نبيه -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- ، والذي اختصت به الأمة الإسلامية من بين الأمم التي أضاعت ما أوحاه الله لأنبيائه ، وحرَّفته ، وبدّلَته ، وأدخلت فيه ما ليس منه ، بقصد أو بدون قصد ، حتى لم يبق في أيديهم شيء يوثقُ به مما أوحاه الله لأنبيائه –عليهم السلام-. وهذا دليل على أهمية التثبت والتبيُّن عند سماع الأخبار والروايات ولا سيَّما وقت الفتن .
وكم سبَّبَ عدم التثبت من فتنٍ ومصائب على الأمةِ لا زالت تعاني منها حتى يومنا هذا .
وقال تعالى: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً}.
قال ابن كثير -رحمه الله- :" في هذه الآية إنكارٌ على من يبادر إلى الأمور قبل تحقُّقِها فيخبر بها ، ويفشيها ، وينشرها ، وقد لا يكون لها صحة". فهذه الآية توجبُ التثبُّتَ والتبيُّنَ عند سماعِ الأخبار ، وتُنكِر –كما ذكر ابن كثير- على من بَادَرُ وسارَعَ في نقلها ونشرها قبل أن يتحققَ من صحتها ، وأرشدت كذلك إلى أمر آخر مهم ؛ وهو أن الأخبار إنما تنقل إلى أولي الأمر من العلماءِ والأمراءِ ، ولا تنقَلُ إلى عامَّةِ الناس لأن النقلَ إلى عامة الناس لا فائدة فيه، وإنما الفائدة في نقله إلى أهل الحلِّ والعقدِ الذين يحسنون فهم الأمور، واستنباط المصالح منها ، ولديهم القدرة على درء المفاسد.
وقد ذكر ابن كثير -رحمه الله- عدَّةَ رواياتٍ تحذِّرُ من العجلةِ وعدم التثبت منها: حديث أبي هريرة -رضي اللهُ عنه- عن النبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: ((كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكلِّ ما سمع))
وعن المغيرة بن شعبة -رضي اللهُ عنه- : أنَّ رسول الله -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- نهى عن قيل وقال.
قال ابن كثير -رحمه الله- : "أي الذي يكثر من الحديث عمَّا يقول الناسُ من غيرِ تثبُّتٍ ، ولا تدبُّرٍ ، ولا تبيُّنٍ.

ثالثا: وأما سموم المطبلين للموضوع الهزيل فكلها مردودة عليهم ولا حجة فيها فقد زعم أحدهم أن المنتديات السلفية لا فائدة فيها وأنها لا تشتغل إلا بالدعاة كسيد قطب الذي جعله شهيدا!! ونترك المفسيدن في الأرض الذين هم الحكام بزعمه وأن هذا شغلهم الشاغل.

وردا على هذا الزعم الفاسد نقول:
-إن المنتديات تبقى عالم مجهول وليس ميزانا يعرف بها المرئ ولا ميزانا تعرف بها المناهج إنها هي وسيلة من الوسائل التي تنقل الدعوة وفيها الغث كما فيها السمين والكاتبون فيها لا يمثلون إلا أنفسهم لهذا يجب على المرئ أن يأخذ فيها ما يفيده ويترك ما يريبه ويسعى لإفادة غيره .
-أما دعوى أننا نشتغل بالدعاة ونترك الحكام فهذا والله من محاسننا وذلك لأن إن أهل البدع المعطلين لأسماء الله تعالى وصفات كماله والطاعنين في السنة وأهلها والمفتخرين بالحضارة الغربية كالإخوان المسلمين والأشاعرة والصوفية وغيرهم أشد خطرا من ظلم الحكام وتعسفهم لأن الحكام عطلوا الأوامر والنواهي وأما الأشاعرة وأصحاب العقائد المنحرفة عطلوا عقائد بأكملها كأسماء الله وصفاته فتعطيل الأصل أشد من تعطيل الفرع التابع له ألا وهو ما يسمى عندهم بالحاكمية .
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان(إن تحكيم الشرعية وإقامة الحدود وإقامة الدولة الإسلامية واجتناب المحرمات وفعل الواجبات كل هذه من حقوق التوحيد ومكملاته وهي تابعة له فكيف يعنى بالتابع ويهمل الأصل)).
أخرج الإمام أحمد في مسنده(4/382) من طريق سيعد جهمان قال(أتيت عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصرة فسلمت عليه.
قال لي : من أنت ؟ فقلت : أنا سعيد بن جهمان.
قال : فما فعل والدك ؟ قال : قلت : قتلته الأزراقة.
قال : لعن الله الأزراقة، لعن الله الأزراقة، حدثنا رسول الله ( أنهم كلاب النار.
قال : قلت : فإن السلطان يظلم الناس ويفعل بهم، قال : فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة، ثم قال :
ويحك يا ابن جمهان، عليك بالسواد الأعظم، عليك باسواد الأعظم إن كان السلطان يسمع منك، فائته في بيته، فأخبره بما تعلم، فإن قبل منك وإلا فدعه فإنك لست بأعلم منه )).
وعليه فالرد على دعاة الخروج و الإعتزال ونفاة الأسماء والصفات مقدم على انتقاد الحكام والسلاطين.

فيتلخص من هذا أن الفرق بين الدعاة المخطئين والحكام المخطئين من وجهين:
ا- أن الحكام - وإن كانوا فساقًا- فقد أُمرنا بِجمع الناس عليهم، بخلاف الدعاة المخطئين فإنا أُمرنا بالرد عليهم ليحذر الناس خطأهم.
2- أن السكوت عن أخطاء الدعاة الشرعية يُصيِّرها دينًا عند الناس، لكونِهم يتكلمون باسم الدين ويصدقهم الناس، بخلاف أخطاء الحكام، أما الرد على الحكام بذكر مساويهم دون حسناتِهم فيسبب مفاسد منع منها الشرع، ومنها بغض الناس للسلطان وافتياتُهم عليه.وهذا الأثر السديد قد بين البيان الشافي بحمد الله:
أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب (( الصمت وآداب اللسان )) (291) ، وابن الأعرابي في (( معجمه )) (292) ،وأبو نعيم في (( الحلية )) (293) عن زائدة بن قدامة، قال : قلت لمنصور بن المعتمر : إذا كنت صائماً أنال من السلطان ؟
قال : لا قلت : فأنال من أصحاب الأهواء ؟
قال : (( نعم )) .
وعليه فالرد على دعاة الخروج و الإعتزال ونفاة الأسماء والصفات مقدم على انتقاد الحكام والسلاطين.
فليكن طلاب العلم على بيبنة من هذا الأمر ولا يمشوا وراء شنار الحزبيين المغفلين ولا يغتروا بخمج وزبالات فكرهم وبخرفيج عيشهم إن نهايتهم إلى قل وانقطاع والعاقبة للمتقين واربط نفسك يا طالب الحق بالعلماء الربانيين السلفيين الأقحاح ودع عنك شقاشق أتابع أبي مرة.

-وأما دعوى أنه شغلهم الشاغل فهذا الكذب بعينه والواقع الذي ليس له من دافع أنهم هم أصحاب الدروس والمؤلفات وهم المشهورون بالعلم والتعليم .
إن أهل السنة السلفيين لا يألون جهدا من بذل ما لديهم من نفس ومال ودعاء وعلم لإخوانهم المسلمين ولكنهم يعلمون قول الله تعالى(إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) الرعد11 . فيعلمون علم اليقين أن الأمة لن يعود لها مجدها إلى بالرجوع الصادق للكتاب والسنة وما كان عليه سلف هذه الأمة.
قال تعالى(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) النور55
قال الإمام مالك »لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح بها أولها »

وبهذا يتم المقصود والحمد لله رب العالمين.


------------
(1) نقلا عن الشيخ سليم الهلالي في شبكة المنهاج.

الماسة الزرقاء
2009-09-09, 18:03
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بارك الله فيك و رفع قدرك و لا حرمك الاجر و الثواب

إن أهل السنة السلفيين لا يألون جهدا من بذل ما لديهم من نفس ومال ودعاء وعلم لإخوانهم المسلمين ولكنهم يعلمون قول الله تعالى(إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) الرعد11
. فيعلمون علم اليقين أن الأمة لن يعود لها مجدها إلى بالرجوع الصادق للكتاب والسنة وما كان عليه سلف هذه الأمة.

الأخ سعيد
2009-09-10, 11:25
باركالله فيكاخي جمال...جزاك الله خيرا

http://img32.imageshack.us/img32/4217/4545.png

rachidh
2009-09-12, 11:45
مُحمَّد أمان بن علي الجامي ايها الاخوة المسلمين منهجه سني سلفي

المستجير
2009-09-13, 01:45
هل يمكن ان تتفضل وتتكرم على اخيك وتبين كيف ان السلفية التي نعايشها هي نفسها سلفية القرون الاولى لاني ارى بينهما بونا كبيرا وفرقا شاسعا

01 algeroi
2009-09-13, 08:12
هل يمكن ان تتفضل وتتكرم على اخيك وتبين كيف ان السلفية التي نعايشها هي نفسها سلفية القرون الاولى لاني ارى بينهما بونا كبيرا وفرقا شاسعا

ليست السلفية في قفص الاتهام حتى نضطر للدفاع عنها ولكن اذا وجهت إليها سهام الباطل لم تجد منا غير الصوارم وحسب أخي إن كان يعرف السلفية الأولى أن يلزم رسمها ولا يتجاوزها وحينها سيرى من هم إخوانه .. وعليه فالأظهر هو أن يتفضل أخي ويشرح لنا منهج السلف في الأسماء والصفات الالهية وبعدها يمكننا أن نبدأ الحوار وليثبت حينها ما يشاء

المستجير
2009-09-13, 16:06
ليست السلفية في قفص الاتهام حتى نضطر للدفاع عنها ولكن اذا وجهت إليها سهام الباطل لم تجد منا غير الصوارم وحسب أخي إن كان يعرف السلفية الأولى أن يلزم رسمها ولا يتجاوزها وحينها سيرى من هم إخوانه .. وعليه فالأظهر هو أن يتفضل أخي ويشرح لنا منهج السلف في الأسماء والصفات الالهية وبعدها يمكننا أن نبدأ الحوار وليثبت حينها ما يشاء

يا ايها الاخ الكريم الفاضل:
انت المقرر وانا النافي
فحق لي السؤال وواجب عليك الرد
اما رايي في السلفية فاعتقد انها واحدة من الارقام المشكلة للعدد
73

ولا داعي لمسالة العقائد فنحن في العشر الاواخر

وان كان ولابد انا انتظرك في موضوع المجاز

01 algeroi
2009-09-13, 16:28
يا ايها الاخ الكريم الفاضل:
انت المقرر وانا النافي
فحق علي السؤال وواجب عليك الرد
اما رايي في السلفية فاعتقد انها واحدة من الارقام المشكلة للعدد
73

ولا داعي لمسالة العقائد فنحن في العشر الاواخر

وان كان ولابد انا انتظرك في موضوع المجاز

أهلا بالزميل القديم

تقصد .. هي الرقم 73 في مقابل ال72 ويعجبني رقم (2) بعد السبعين فهو يليق بالضرتين ..
ثمّ .. الأصل هو أن الحق في منهج السلف وعلى من ترك الأصل الدليل
أم تراك من يلوك الدعاوى ولا يكلّف نفسه عناء البحث عن الأدلة
أما عن الشهر الكريم فأرجوا أن لا تدعوا غيرك الى ما لم تلزم به نفسك ... تأمّل

المستجير
2009-09-13, 16:39
أهلا بالزميل القديم

تقصد .. هي الرقم 73 في مقابل ال72 ويعجبني رقم (2) بعد السبعين فهو يليق بالضرتين ..
أما عن الشهر الكريم فأرجوا أن لا تدعوا غيرك الى ما لم تلزم به نفسك ... تأمّل


اهلا بحبي الجديد
اذن يمكنك بشيء من العمليات الحسابية ان تثبت انها هي العدد 73
انا انتظر و اتمنى ان لايطول انتظاري

01 algeroi
2009-09-13, 16:48
اهلا بحبي الجديد
اذن يمكنك بشيء من العمليات الحسابية ان تثبت انها هي العدد 73
انا انتظر و اتمنى ان لايطول انتظاري

لك أن تنتظر الى اليوم الذي تحمل فيه ال(2) والسبعين كتبها ويفصل الله بيننا وبينها ولا تقلق فلن يطول الأمر كثيراً قال تعالى : (ولله غيب السماوات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شيء قدير) .... وداعاً

المستجير
2009-09-13, 16:54
لك أن تنتظر الى اليوم الذي تحمل فيه ال(2) والسبعين كتبها ويفصل الله بيننا وبينها ولا تقلق فلن يطول الأمر كثيراً قال تعالى : (ولله غيب السماوات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شيء قدير) .... وداعاً


اذن لا امل

01 algeroi
2009-09-13, 17:03
اذن لا امل

لك

إن كان لك اعتراض فتفضل به فقد نستفيد وتستفيد وإن لم يكن عندك شئ غير الهواء فجواب الهواء هو ... سلام عليكم لانبتغي الجاهلين

المستجير
2009-09-13, 17:21
لك

إن كان لك اعتراض فتفضل به فقد نستفيد وتستفيد وإن لم يكن عندك شئ غير الهواء فجواب الهواء هو ... سلام عليكم لانبتغي الجاهلين

انا ارى إن الحركة السلفية كغيرها من الحركات لها حسنات وعليها مآخذ ونحن نقول ذلك بكل إنصاف وتجرد وبعيداً عن التعصب فمن حسناتها إرجاع العلماء عند الاختلاف الى الكتاب والسنة وعلوم السلف الصالح في القرون الأولى [بتحفظ]،وإنكار البدع التي انتشرت عند العوام كالطواف حول القبور والسجود والنذر لها ومن حسناتها تعظيم سنة النبي عليه الصلاةوالسلام.

أما سيئاتها فأبرز ما فيذلك التعصب للرأي الذي أدى الى تبديع وتكفير من يخالفهم من المسلمين حتى في المسائل الفقهية كالتوسل وزيارة قبور الصالحين ، وهذا سببه عدم فهم نصوص الأئمة والسنة وتركهم للمذاهب المتبوعة والمخدومة وادعاؤهم الاجتهاد وعدم التقليد مما أدى الى تفريق وحدة المسلمين وظهور الآراء العقدية والفقهية الشاذة ومساهمتهم في حالةالفوضى الفقهية والفكرية.
وهم وإن كانوا ينسبون أنفسهم قديماً للحنابلة إلا أنهم حديثاً ليسوا حنابلةلا في الفروع ولا في الأصول كما قال الشيخ ابن باز وابن عثيمين والالباني وأقوالهم معروفة في ذم التقليد والمقلدة حتى خرجوا من المذاهب السنية الأربعة. فأصغر طالب عندهم يجتهد ويغلط الأئمة ويفتي بما لديه من أحاديث وهو لا يعرف الناسخ من المنسوخ ولا الصحيح من الضعيف ولا عنده قواعد في التصحيح والتضعيف ولا خفايا العلل ولا يعرف ما وافقه العمل من الأحاديث ولا اطلع على ما اطلع عليه الأئمة السابقون من روايات غير موجودة في الكتب ولذلك قال الامام أحمد :" إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام " كما أنه ما أذِن لأحد أن يفتي إذا لم يكن حافظاً خمسمائة ألف حديث فأكثر!!
أما في العقائد فهم مقلدةلابن تيمية ولا يكادون يفارقونه في حرف مع ذمهم للتقليد وابن تيمية مع أنه عالم فقيه إلا أنه لا يمثل المذهب فقد خالف المذهب في مسائل عديدة في الأصول والفروع لا يُتابع عليها ولا يجوز نسب قوله الى مذهب الحنابلة لأن المذهب لديه كتبه ومراجعه المعروفة


المستجير الحنبلي

rachidh
2009-09-13, 17:31
السلام عليكم أيها الإخوة الأعزاء اغلب المسلمين يعرفون من هم السلفية 1اعرفها لكم تعريفا بسيطا جدا أيها الأفاضل مرجعيتهم كتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام بفهم الصحابة رضوان الله عليهم ثم التابعين من بعدهم الذين ساروا على نهج سلفهم حتى وصل إلينا ومعنى كلمة السلفية أو السلفي أي من سبقك وتريد أن تقتفي أثره ويجب علينا أن نقرأ دائما فيهم هذه الآية
وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ

ليتيم الشافعي
2009-09-13, 18:24
انا ارى إن الحركة السلفية كغيرها من الحركات لها حسنات وعليها مآخذ ونحن نقول ذلك بكل إنصاف وتجرد وبعيداً عن التعصب فمن حسناتها إرجاع العلماء عند الاختلاف الى الكتاب والسنة وعلوم السلف الصالح في القرون الأولى [بتحفظ]،وإنكار البدع التي انتشرت عند العوام كالطواف حول القبور والسجود والنذر لها ومن حسناتها تعظيم سنة النبي عليه الصلاةوالسلام.

أما سيئاتها فأبرز ما فيذلك التعصب للرأي الذي أدى الى تبديع وتكفير من يخالفهم من المسلمين حتى في المسائل الفقهية كالتوسل وزيارة قبور الصالحين ، وهذا سببه عدم فهم نصوص الأئمة والسنة وتركهم للمذاهب المتبوعة والمخدومة وادعاؤهم الاجتهاد وعدم التقليد مما أدى الى تفريق وحدة المسلمين وظهور الآراء العقدية والفقهية الشاذة ومساهمتهم في حالةالفوضى الفقهية والفكرية.
وهم وإن كانوا ينسبون أنفسهم قديماً للحنابلة إلا أنهم حديثاً ليسوا حنابلةلا في الفروع ولا في الأصول كما قال الشيخ ابن باز وابن عثيمين والالباني وأقوالهم معروفة في ذم التقليد والمقلدة حتى خرجوا من المذاهب السنية الأربعة. فأصغر طالب عندهم يجتهد ويغلط الأئمة ويفتي بما لديه من أحاديث وهو لا يعرف الناسخ من المنسوخ ولا الصحيح من الضعيف ولا عنده قواعد في التصحيح والتضعيف ولا خفايا العلل ولا يعرف ما وافقه العمل من الأحاديث ولا اطلع على ما اطلع عليه الأئمة السابقون من روايات غير موجودة في الكتب ولذلك قال الامام أحمد :" إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام " كما أنه ما أذِن لأحد أن يفتي إذا لم يكن حافظاً خمسمائة ألف حديث فأكثر!!
أما في العقائد فهم مقلدةلابن تيمية ولا يكادون يفارقونه في حرف مع ذمهم للتقليد وابن تيمية مع أنه عالم فقيه إلا أنه لا يمثل المذهب فقد خالف المذهب في مسائل عديدة في الأصول والفروع لا يُتابع عليها ولا يجوز نسب قوله الى مذهب الحنابلة لأن المذهب لديه كتبه ومراجعه المعروفة
المستجير الحنبلي


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الذي جعل في كل زمان بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى وينهونه عن الردى يحيون بكتاب الله تعالى الموتى وبسنة رسول الله صلىالله عليه وسلم أهل الجهالةوالردى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن آثارهم على الناس ينفون عن دين الله عز وجل تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الضالين الذين عقدوا ألوية البدع وأطلقوا عنان الفتنة يقولون على الله وفي الله تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا وفي كتابه بغير علم فنعوذ بالله من كل فتنة مضلة وصلى الله على محمد.


إن الحركة السلفية كغيرها من الحركات لها حسنات وعليها مآخذ ونحن نقول ذلك بكل إنصاف وتجرد وبعيداً عن التعصب والتحزب، فمن حسناتها إرجاع العلماء عند الاختلاف الى الكتاب والسنة وعلوم السلف الصالح في القرون الأولى، وإنكار البدع التي انتشرت عند العوام كالطواف حول القبور والسجود والنذر لها ومن حسناتها تعظيم سنة النبي عليه الصلاةوالسلام.

أما سيئاتها فأبرز ما فيذلك التعصب للرأي الذي أدى الى تبديع وتكفير من يخالفهم من المسلمين حتى في المسائل الفقهية كالتوسل وزيارة قبور الصالحين ، وهذا سببه عدم فهم نصوص الأئمة والسنة وتركهم للمذاهب المتبوعة والمخدومة وادعاؤهم الاجتهاد وعدم التقليد مما أدى الى تفريق وحدة المسلمين وظهور الآراء العقدية والفقهية الشاذة ومساهمتهم في حالةالفوضى الفقهية والفكرية.
وهم وإن كانوا ينسبون أنفسهم قديماً للحنابلة إلا أنهم حديثاً ليسوا حنابلةلا في الفروع ولا في الأصول كما قال الشيخ ابن باز وابن عثيمين والالباني وأقوالهم معروفة في ذم التقليد والمقلدة حتى خرجوا من المذاهب السنية الأربعة. فأصغر طالب عندهم يجتهد ويغلط الأئمة ويفتي بما لديه من أحاديث وهو لا يعرف الناسخ من المنسوخ ولا الصحيح من الضعيف ولا عنده قواعد في التصحيح والتضعيف ولا خفايا العلل ولا يعرف ما وافقه العمل من الأحاديث ولا اطلع على ما اطلع عليه الأئمة السابقون من روايات غير موجودة في الكتب ولذلك قال الامام أحمد :" إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام " كما أنه ما أذِن لأحد أن يفتي إذا لم يكن حافظاً خمسمائة ألف حديث فأكثر!!
أما في العقائد فهم مقلدةلابن تيمية ولا يكادون يفارقونه في حرف مع ذمهم للتقليد وابن تيمية مع أنه عالم فقيه إلا أنه لا يمثل المذهب فقد خالف المذهب في مسائل عديدة في الأصول والفروع لا يُتابع عليها ولا يجوز نسب قوله الى مذهب الحنابلة لأن المذهب لديه كتبه ومراجعه المعروفة. ومما خالف به المذهب :
1-إنكاره التوسل والمذهب بخلافه.
2-إنكاره وقوع المجاز في القرآن والمذهب بخلافه.
3-قوله بفناء النار مخالفاً بذلك إجماع أهل السنة.
4-قوله بالقدم النوعي وقد عده شيخ المذهب أبو يعلى من أقوال السالمية المجسمة كما في المعتمد.
5-غلوه في تقسيم التوحيد الى ثلاثة أقسام . مما أدى الى مساواة كثير من المسلمين بالمشركين. وهذا التقسيم مبتدع في الدين مع أنه في بعضه صحيح المعنى.
6-إنكاره تفويض الصفات في المعنى والكيف وقوله بأن هذا التفويض شر من التعطيل مع أنه مروي عن الامام أحمد حيث قال :" استوى كما أراد بلا كيف ولا معنى ولا حد ". وقد قال ابن تيمية بالحد .
7- عدم نفيه الجسمية عن الله تعالى مع أن إمام المذهب قد نفاه.وعندنا: من قال إن الله جسم كالأجسام أو ليس كالأجسام يكفر (وسنفصل ذلك بإذنه تعالى)
فنحن لا نرى العصمة في ابن تيمية وهذا الذهبي من أكبر تلامذته قال:" وأنا أخالفه في مسائل أصلية وفرعية " وابن كثير كذلك من تلامذته إلا أنه رجع عن عقيدته بعد مماته. (وسنذكر المسائل الفقهية عندهم التي خالفوا فيها المذهب في موضوع مستقل)
أما حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي فهي حركة قامت على أصول المذهب الحنبلي وكان هدفها إصلاح المجتمع إلا أنها بعد ذلك انحرفت عن مسارها لسببين:
1-دخول المتعصبين وأنصاف طلبة العلم والمنتفعين مادياً إليها.
2-الاستغلال السياسي لها لتفريق وحدة أهل السنة فإن أهل السنة كانوا يداً واحدة في العقيدة والمرجعية السياسية.
المستجير الشافعى؟؟!!!!!!!

المستجير
2009-09-13, 18:51
هذا يعني انك واحد من المتطفلين على منتدى السادة الحنابلة؟؟؟؟؟؟؟؟

اذا كنت لاتوافق على ماجاء في المقال تفضل بنقده

ليتيم الشافعي
2009-09-13, 22:18
[quote=المستجير;1592106] هذا يعني انك واحد من المتطفلين على منتدى السادة الحنابلة؟؟؟؟؟؟؟؟





اذا كنت لاتوافق على ماجاء في المقال تفضل بنقده

وماذا فى ذلكم المنتدى المليئ بالجهالات حتى أطتفل عليه !!!!

كلام ليس فى محله ولايقبله عقل.....تطفل على منتدى!!! ؟؟؟

حتى لانذهب بعيدا ياأخى ...الفكرة التى أود ان اوصلها لك هى

ذا نقلت شيء ليس لك فلا تكتب اسفله اسمك ..فتنبه
وان ذكرت صاحب المقال فهو أحسن..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المستجير http://www.djelfa.info/vb/images/buttons/viewpost.gif (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1591425#post1591425)
انا ارى إن الحركة السلفية كغيرها من الحركات لها حسنات وعليها مآخذ ونحن نقول ذلك بكل إنصاف وتجرد وبعيداً عن التعصب فمن حسناتها إرجاع العلماء عند الاختلاف الى الكتاب والسنة وعلوم السلف الصالح في القرون الأولى [بتحفظ]،وإنكار البدع التي انتشرت عند العوام كالطواف حول القبور والسجود والنذر لها ومن حسناتها تعظيم سنة النبي عليه الصلاةوالسلام.

المستجير الحنبلي



بالنسبة للشطر الثانى.....بكل بساطة ...المقال لايهمنى البتة .....وكل مشاركاتك لاالقى لها بالا أصلا

سئمنا من جدال أسلافك من الاشاعرة فى هذا المنتدى ..تبين لهم الرشد من الغي لاكنهم ازدادوا جهلا على جهل ...

فايا أخى الكريم ....كن حنبليا او مالكيا اوأشعريا فأت حر فى نفسك ......فقط لاتآخذنا اذا قمنا بحذف مداخلة أو موضوع مخالف لما هو مكتوب فى أعلى كل قسم من هذه الاقسام.


وبارك الله فيك

rachidh
2009-09-14, 11:25
عد إلى رشدك
الأشاعرة
**********

الأشاعرة : فرقة كلامية إسلامية ، تنسب لأبي الحسن الأشعري الذي خرج على المعتزلة . وقد اتخذت الأشاعرة البراهين والدلائل العقلية والكلامية وسيلة في محاججة خصومها من المعتزلة والفلاسفة وغيرهم ، لإثبات حقائق الدين والعقيدة الإسلامية على طريقة ابن كلاب .

التأسيس وأبرز الشخصيات :
· أبو الحسن الأشعري : هو أبو الحسن علي بن إسماعيل ، من ذرية أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، ولد بالبصرة سنة 270هـ ومرت حياته الفكرية بثلاث مراحل :
- المرحلة الأولى : عاش فيها في كنف أبي علي الجيائي شيخ المعتزلة في عصره وتلقى علومه حتى صار نائبه وموضع ثقته . ولم يزل أبو الحسن يتزعم المعتزلة أربعين سنة .
- المرحلة الثانية : ثار فيه على مذهب الاعتزال الذي كان ينافح عنه ، بعد أن اعتكف في بيته خمسة عشر يوماً ، يفكر ويدرس ويستخير الله تعالى حتى اطمأنت نفسه ، وأعلن البراءة من الاعتزال وخط لنفسه منهجاً جديداً يلجأ فيه إلى تأويل النصوص بما ظن أنه يتفق مع أحكام العقل وفيها اتبع طريقة عبد الله بن سعيد بن كلاب في إثبات الصفات السبع عن طريق العقل : الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام ، أما الصفات الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق فتأولها على ما ظن أنها تتفق مع أحكام العقل وهذه هي المرحلة التي ما زال الأشاعرة عليها .
- المرحلة الثالثة : إثبات الصفات جميعها لله تعالى من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تحريف ولا تبديل ولا تمثيل ، وفي هذه المرحلة كتب كتاب الإبانة عن أصول الديانة الذي عبر فيه عن تفضيله لعقيدة السلف ومنهجهم والذي كان حامل لوائه الإمام أحمد بن حنبل . ولم يقتصر على ذلك بل خلف مكتبة كبير ة في الدفاع عن السنة وشرح العقيدة تقدر بثمانية وستين مؤلفاً ، توفي سنة 324هـ ودفن ببغداد ونودي على جنازته : " اليوم مات ناصر السنة " .
· بعد وفاة أبو الحسن الأشعري ، وعلى يد أئمة المذهب وواضعي أصوله وأركانه ، أخذ المذهب الأشعري أكثر من طور ، تعدد فيها اجتهاداتهم ومناهجهم في أصول المذهب وعقائده ، و ما ذلك إلا لأن المذهب لم يبن في البداية على منهج مؤصل ، واضحة أصوله الاعتقادية ، ولا كيفية التعامل مع النصوص الشرعية ، بل تذبذبت مواقفهم واجتهاداتهم بين موافقة مذهب السلف واستخدام علم الكلام لتأييد العقيدة والرد على المعتزلة . من أبرز مظاهر ذلك التطور :
- القرب من أهل الكلام والاعتزال .
- الدخول في التصوف ، والتصاق المذهب الأشعري به .
- الدخول في الفلسفة وجعلها جزء من المذهب .

· من أبرز أئمة المذهب :
-القاضي أبو بكر الباقلاني : ( 328-402هـ ) (950-1013هـ ) هو محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر ، من كبار علماء الكلام ، هذب بحوث الأشعري ، وتكلم في مقدمات البراهين العقلية للتوحيد وغالى فيها كثيراً إذ لم ترد هذه المقدمات في كتاب ولا سنة ، ثم انتهى إلى مذهب السلف وأثبت جميع الصفات كالوجه واليدين على الحقيقة وأبطل أصناف التأويلات التي يستعملها المؤولة وذلك في كتابه : تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل .
ولد في البصرة وسكن بغداد وتوفي فيها . وجهه عضد الدولة سفيراً عنه إلى ملك الروم ، فجرت له في القسطنطينية مناظرات مع علماء النصرانية بين يدي ملكها . من كتبه : إعجاز القرآن ، الإنصاف ، مناقب الأئمة ، دقائق الكلام ، الملل والنحل ، الاستبصار ، تمهيد الأوائل ، كشف أسرار الباطنية .
_ أبو إسحاق الشيرازي : ( 293-476هـ ) ( 1003-1083م ) . وهو إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروز أبادي الشيرازي ، العلامة المناظر ، ولد في فيروز أباد بفارس وانتقل إلى شيراز ، ثم البصرة ومنها إلى بغداد سنة ( 415هـ ) . وظهر نبوغه في الفقه الشافعي وعلم الكلام ، فكان مرجعاً للطلاب ومفتياً للأمة في عصره ، وقد اشتهر بقوة الحجة في الجدل والمناظرة . بنى له الوزير نظام الملك : المدرسة النظامية على شاطىء دجلة ، فكان يدرس فيها ويديرها .
عاش فقيراً صابراً ، وكان حسن المجالسة ، طلق الوجه فصيحاً ، مناظراً ، ينظم الشعر ، مات ببغداد وصلى عليه المقتدر العباسي .
من مصنفاته : التنبيه والمهذب في الفقه ، والتبصرة في أصول الشافعية ، وطبقات الفقهاء ، واللمع في أصول الفقه وشرحه ، والملخص ، والمعونة في الجدل .
· أبو حامد الغزالي : ( 450-505هـ) ( 1058-1111م ) وهو محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي ، حجة الإسلام .. ولد في الطابران ، قصبة طوس خراسان وتوفي بها . رحل إلى نيسابور ثم إلى بغداد ، فالحجاز ، فبلاد الشام ، فمصر ثم عاد إلى بلدته .
لم يسلك الغزالي مسلك الباقلاني ، بل خالف الأشعري في بعض الآراء وخاصة فيما يتعلق بالمقدمات العقلية في الاستدلال ، وذم علم الكلام وبين أن أدلته لا تفيد اليقين كما في كتبه المنقذ من الضلال ، وكتاب التفرقة بين الإيمان والزندقة ، وحرم الخوض فيه فقال : " لو تركنا المداهنة لصرحنا بأن الخوض في هذا العلم حرام " . اتجه نحو التصوف ، واعتقد أنه الطريق الوحيد للمعرفة .. وعاد في آخر حياته إلى السنة من خلال دراسة صحيح البخاري .
· أبو إسحاق الإسفراييني : ( ت418هـ) ( 1027م ) وهو إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران ، أبو إسحاق عالم بالفقه والأصول وكان يلقب بركن الدين وهو أول من لقب به من الفقهاء . نشأ في إسفرايين ( بين نيسابور وجرجان ) ثم خرج إلى نيسابور وبنيت له مدرسة عظيمة فدرس فيها ، ورحل إلى خراسان وبعض أنحاء العراق ، فاشتهر في العالم الإسلامي . ألف في علم الكلام كتابه الكبير ، الذي سماه الجامع في أصول الدين والرد على الملحدين . قال ابن خلكان : رأيته في خمسة مجلدات . توفي أبو إسحاق الإسفراييني يرحمه الله تعالى - في يوم عاشوراء سنة عشرة وأربعمائة بنيسابور ثم نقل إلى إسفرايين ودفن بها وكان قد نيف على الثمانين .
· إمام الحرمين أبو المعالي الجويني : ( 419-478هـ ) ( 1028-1085م ) . وهو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني ، الفقيه الشافعي ولد في بلد جوين ( من نواحي نيسابور ) ثم رحل إلى بغداد ، فمكة حيث جاور فيها أربع سنين ، وذهب إلى المدينة المنورة فأفتى ودرس . ثم عاد إلى نيسابور فبنى له فيها الوزير نظام الملك المدرسة النظامية ، وكان يحضر دروسه أكابر العلماء . وبقي على ذلك قريباً من ثلاثين سنة غير مزاحم ولا مدافع ، ودافع عن الأشعرية فشاع ذكره في الأفاق ، إلا أنه في نهاية حياته رجع إلى مذهب السلف . وقد قال في رسالته : النظامية والذي نرتضيه رأياً وندين الله به عقيدة اتباع سلف الأمة للدليل القاطع على أن إجماع الأمة حجة … ويعضد ذلك ما ذهب إليه في كتابه غياث الأمم في التياث الظلم ، فبالرغم من أن الكتاب مخصص لعرض الفقه السياسي الإسلامي فقد قال فيه :" والذي أذكره الآن لائقاً بمقصود هذا الكتاب ، أن الذي يحرص الإمام عليه جمع عامة الخلق على مذاهب السلف السابقين ، قبل أن نبغت الأهواء وزاغت الآراء وكانوا رضي الله عنهم ينهون عن التعرض للغوامض والتعمق في المشكلات … " .
- نقل القرطبي في شرح مسلم أن الجويني كان يقول لأصحابه : " يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام ، فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي ما بلغ ما تشاغلت به " . توفي بنيسابور وكان تلامذته يومئذ أربعمائة . ومن مصنفاته . العقيدة النظامية في الأركان الإسلامية ، البرهان في أصول الفقه ، ونهاية المطلب في دراية المذهب في فقه الشافعية ، والشامل في أصول الدين .
* الإمام الفخر الرازي ( 544هـ – 1150م ) ( 606هـ - 1210م ) : هو أبو عبد الله محمد بن عمر الحسن بن الحسين التيمي الطبرستاني الرازي المولد ، الملقب فخر الدين المعروف بابن الخطيب الفقيه الشافعي قال عنه صاحب وفيات الأعيان " إنه فريد عصره ونسيج وحده ، فاق أهل زمانه في علم الكلام ، والمعقولات " أهـ ، وهو المعبر عن المذهب الأشعري في مرحلته الأخيرة حيث خلط الكلام بالفلسفة ، بالإضافة إلى أنه صاحب القاعدة الكلية التي انتصر فيها للعقل وقدمه على الأدلة الشرعية . قال فيه الحافظ ابن حجر في لسان الميزان : ( 4/426 - 429 ) : " كان له تشكيكات على السنة على غاية من الوهن " إلا أنه أدرك عجز العقل فأوصى وصية تدل على حسن اعتقاده فقد نبه في أواخر عمره إلى ضرورة اتباع منهج السلف ، وأعلن أنه أسلم المناهج بعد أن دار دورته في طريق علم الكلام فقال : " لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية رأيتها لا تشفي عليلاً ولا تروي عليلاً ، ورأيت أقرب الطرق ، طريقة القرآن ، اقرأ في الإثبات [ الرحمن على العرش استوى ] و [ إليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه ] ، و أقر في النفي [ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ] و [ ولا يحيطون به علماً ] ، ثم قال في حسرة وندامة : " ومن جرب تجربتي عرف معرفتي " أهـ . ( الحموية الكبرى لا بن تيمية ) .
من أشهر كتبه في علم الكلام : أساس التقديس في علم الكلام ، شرح قسم الإلهيات من إشارات ابن سينا ، واللوامع البينات في شرح أسماء الله تعالى والصفات ، البيان والبرهان في الرد على أهل الزيغ والضلال ، كافية العقول .
الأفكار والمعتقدات :
· مصدر التلقي عند الأشاعرة : الكتاب والسنة على مقتضى قواعد علم الكلام ولذلك فإنهم يقدمون العقل على النقل عند التعارض ، صرح بذلك الرازي في القانون الكلي للمذهب في أساس التقديس والآمدي وابن فورك وغيرهم .
- عدم الأخذ بأحاديث الآحاد في العقيدة لأنها لا تفيد العلم اليقيني ولا مانع من الاحتجاج بها في مسائل السمعيات أو فيما لا يعارض القانون العقلي. والمتواتر منها يجب تأويله ، ولا يخفى مخالفة هذا لما كان عليه السلف الصالح من أصحاب القرون المفضلة ومن سار على نهجهم حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل الرسل فرادى لتبليغ الإسلام كما أرسل معاذاً إلى أهل اليمن ، ولقوله صلى الله عليه وسلم " نضر الله امرءاً سمع مقالتي فحفظها ووعاها وأداها كما سمعها … " الحديث ، وحديث تحويل القبلة وغير ذلك من الأدلة .
- مذهب طائفة منهم وهم : صوفيتهم كالغزالي والجامي في مصدر التلقي ، تقديم الكشف والذوق على النص ، وتأويل النص ليوافقه . ويسمون هذا " العلم اللدني " جرياً على قاعدة الصوفية " حدثني قلبي عن ربي " . وكما وضح ذلك في الرسالة اللدانية 1/114-118 من مجموعة القصور العوالي ، وكبرى اليقينيات لمحمد سعيد رمضان البوطي ، الإهداء - 32-35 . ولا يخفى ما في هذا من البطلان والمخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة وإلا فما الفائدة من إرسال الرسل وإنزال الكتب .
· يقسم الأشاعرة أصول العقيدة بحسب مصدر التلقي إلى ثلاثة أقسام :
- قسم مصدره العقل وحده وهو معظم الأبواب ومنه باب الصفات ولهذا يسمون الصفات التي تثبت بالعقل " عقلية " وهذا القسم يحكم العقل بوجوبه دون توقف على الوحي عندهم . أما ما عدا ذلك من صفات خير دل الكتاب والسنة عليها فإنهم يؤولونها .
- قسم مصدره العقل والنقل معاً كالرؤية - على خلاف بينهم فيها .
- قسم مصدره النقل وحده وهو السمعيات ذات المغيبات من أمور الآخرة كعذاب القبر والصراط والميزان وهو مما لا يحكم العقل باستحالته ، فالحاصل أنهم في صفات الله جعلوا العقل حاكماً ، وفي إثبات الآخرة جعلوا العقل عاطلاً ، وفي الرؤية جعلوه مساوياً . أما في مذهب أهل السنة والجماعة فلا منافاة بين العقل أصلاً ولا تقديم للعقل في جانب وإهمال في جانب آخر وإنما يبدأ بتقديم النقل على العقل .
* خالف الأشاعرة مذهب السلف في إثبات وجود الله تعالى ، ووافقوا الفلاسفة والمتكلمين في الاستدلال على وجود الله تعالى بقولهم : إن الكون حادث ولا بد له من محدث قديم وأخص صفات القديم مخالفة للحوادث وعدم حلوله فيها ومن مخالفته للحوادث إثبات أنه ليس بجوهر ولا جسم ولا في جهة ولا في مكان . وقد رتبوا على ذلك من الأصول الفاسدة ما لا يدخل تحت حصر مثل : إنكارهم صفات الرضا والغضب والاستواء بشبهة نفي حلول الحوادث في القديم من أجل الرد على القائلين بقدم العالم ، بينما طريقة السلف هي طريقة القرآن الكريم في الاستدلال على وجود الخالق سبحانه وتعالى .
· التوحيد عند الأشاعرة هو نفي التثنية والتعدد بالذات ونفي التبعيض والتركيب والتجزئة أي نفي الكمية المتصلة والمنفصلة . وفي ذلك يقولون : إن الله واحد في ذاته لا قسيم له ، واحد في صفاته لا شبيه له ، واحد في أفعاله لا شريك له . ولذلك فسروا الإله بأنه الخالق أو القادر على الاختراع ، و أنكروا صفات الوجه واليدين والعين لأنها تدل على التركيب والأجزاء عندهم . وفي هذا مخالفة كبيرة لمفهوم التوحيد عند أهل السنة والجماعة من سلف الأمة ومن تبعهم - ، وبذلك جعل الأشاعرة التوحيد هو إثبات ربوبية الله عز وجل دون ألوهيته وتأويل بعض صفاته .
وهكذا خالف الأشاعرة أهل السنة والجماعة في معنى التوحيد حيث يعتقد أهل السنة والجماعة أن التوحيد هو أول واجب على العبد إفراد الله بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته على نحو ما أثبته تعالى لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ، ونفي ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف أو تعطيل أو تكييف أو تمثيل .
- إن أول واجب عند الأشاعرة إذا بلغ الإنسان سن التكليف هو النظر أو القصد إلى النظر ثم الإيمان ، ولا تكفي المعرفة الفطرية ثم اختلفوا فيمن آمن بغير ذلك بين تعصيته و تكفيره ..
بينما يعتقد أهل السنة والجماعة أن أول واجب على المكلفين هو عبادة الله عز وجل وحده لا شريك له ، توحيد الألوهية بدليل الكتاب والسنة والإجماع ، وأن معرفة الله تعالى أمر فطري مركوز في النفوس .
- يعتقد الأشاعرة تأويل الصفات الخبرية كالوجه واليدين والعين واليمين والقدم والأصابع وكذلك صفتي العلو والاستواء . وقد ذهب المتأخرون منهم إلى تفويض معانيها إلى الله تعالى على أن ذلك واجب يقتضيه التنزيه ، ولم يقتصروا على تأويل آيات الصفات بل توسعوا في باب التأويل حيث أكثر نصوص الإيمان خاصة فيما يتعلق بإثبات الزيادة والنقصان ، وكذلك موضوع عصمة الأنبياء . أما مذهب السلف فإنهم يثبتون النصوص الشرعية دون تأويل معنى النص - بمعنى تحريفه - أو تفويضه ، سواءاً كان في نصوص الصفات أو غيرها .
· الأشاعرة في الإيمان بين : المرجئة التي تقول يكفي النطق بالشهادتين دون العمل لصحة الإيمان ، وبين الجهمية التي تقول يكفي التصديق القلبي . ورجح الشيخ حسن أيوب من المعاصرين إن المصدق بقلبه ناجٍ عند الله وإن لم ينطق بالشهادتين ، ( تبسيط العقائد الإسلامية 29-32 ) . و مال إليه البوطي و ( كبرى اليقينيات 196 ) . وفي هذا مخالفة لمذهب أهل السنة والجماعة الذين يقولون إن الإيمان قول وعمل واعتقاد ، ومخالفة لنصوص القرآن الكريم الكثيرة منها : ( أم حسب الذين اجترحوا اليسئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءً محياهم و مماتهم ساء ما يحكمون ) . عليه يكون إبليس من الناجين من النار لأنه من المصدقين بقلوبهم ، وكذلك أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم قوله لا إله إلا الله محمد رسول الله وغير ذلك كثير .
· الأشاعرة مضطربون في قضية التكفير فتارة يقولون لا تكفر أحداً ، وتارة يقولون لا تكفر إلا من كفرنا ، وتارة يقولون بأمور توجب التفسيق و التبديع أو بأمور لا توجب التفسيق ، فمثلاً يكفرون من يثبت علو الله الذاتي أو من يأخذ بظواهر النصوص حيث يقولون : إن الأخذ بظواهر النصوص من أصول الكفر .
أما أهل السنة والجماعة فيرون أن التكفير حق لله تعالى لا يطلق إلا على من يستحقه شرعاً ،
ولا تردد في إطلاقه على من ثبت كفرة بإثبات شروط وانتفاء موانع 0
· قولهم بأن القرآن ليس كلام الله على الحقيقة ولكنه كلام الله النفسي وإن الكتب بما فيها القرآن مخلوقة . يقول صاحب الجوهرة : " يمتنع أن يقال إن القرآن مخلوق إلا في مقام التعليم " وذلك في محاولة لم يحالفها النجاح للتوفيق بين أهل السنة والجماعة والمعتزلة .
أما مذهب أهل السنة والجماعة فهو : أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأنه تعالى يتكلم بكلام مسموع تسمعه الملائكة وسمعه جبريل و سمعه موسى - عليه السلام - ويسمعه الخلائق يوم القيامة . يقول تعالى : (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله )) .
· والإيمان والطاعة بتوفيق الله ، والكفر والمعصية بخذلانه ، والتوفيق عند الأشعري ، خلق القدرة على الطاعة ، والخذلان عنده : خلق القدرة على المعصية ، وعند بعض أصحاب الأشعري ، تيسير أسباب الخير هو التوفيق وضده الخذلان .
· كل موجود يصح أن يرى ، والله موجود يصح أن يرى ، وقد ورد في القرآن أن المؤمنين يرونه في الآخرة ، قال تعالى : (( وجوه يوم ناظرة إلى ربها ناظرة )) . ولكن يرى الأشاعرة إنه لا يجوز أن تتعلق به الرؤية على جهة ومكان وصورة ومقابلة واتصال شعاع فإن كل ذلك مستحيل . وفي ذلك نفي لعلو الله تعالى والجهة بل ونفي للرؤية نفسها . ويقرب الرازي كثيراً من قول المعتزلة في تفسيره للرؤية بأنها مزيد من الانكشاف العلمي .
· حصر الأشاعرة دلائل النبوة بالمعجزات التي هي الخوارق ، موافقة للمعتزلة وإن اختلفوا معهم في كيفية دلالتها على صدق النبي بينما يرى جمهور أهل السنة أن دلائل ثبوت النبوة للأنبياء كثيرة ومنها المعجزات .
· صاحب الكبيرة إذا خرج من الدنيا بغير توبة حكمه إلى الله تعالى ، إما أن يغفر له برحمته ، وإما أن يشفع فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، موافقة لمذهب أهل السنة والجماعة .
· يعتقد الأشاعرة أن قدرة العبد لا تأثير لها في حدوث لها في حدوث مقدورها ولا في صفة من صفاته ، وأن الله تعالى أجرى العادة بخلق مقدورها مقارناً لها ، فيكون الفعل خلقاً من الله وكسباً من العبد لوقوعه مقارناً لقدرته . ولقد عد المحققون " الكسب " هذا من محالات الكلام وضربوا له المثل في الخفاء والغموض ، فقالوا : " أخفى من كسب الأشعري " ، وقد خرج إمام الحرمين وهو من تلاميذ الأشعري عن هذا الرأي ، وقال بقول أهل السنة والجماعة بل والأشعري نفسه كتاب الإبانة رجع عن هذا الرأي .
· قالوا بنفي الحكمة والتعليل في أفعال الله مطلقاً ، ولكنهم قالوا إن الله يجعل لكل نبي معجزة لأجل إثبات صدق النبي فتناقضوا في ذلك بين ما يسمونه نفي الحكمة و الغرض وبين إثبات الله للرسول المعجزة تفريقاً بينه وبين المتنبئ .
· وافق الأشاعرة أهل السنة والجماعة في الإيمان بأحوال البرزخ ، وأمور الآخرة من : الحشر والنشر ، والميزان ، والصراط ، والشفاعة والجنة والنار ، لأنها من الأمور الممكنة التي أقر بها الصادق صلى الله عليه وسلم ، وأيدتها نصوص الكتاب والسنة ، وبذلك جعلوها من النصوص السمعية .
· كما وافقوهم في القول في الصحابة على ترتيب خلافتهم ، وأن ما وقع بينهم كان خطاً وعن اجتهاد منهم ، ولذا الكف عن الطعن فيهم ، لأن الطعن فيهم إما كفر ، أو بدعة ، أو فسق ، كما يرون الخلافة في قريش ، وتجوز الصلاة خلف كل بر وفاجر ، ولا يجوز الخروج على أئمة الجور . بالإضافة إلى موافقة أهل السنة في أمور العبادات والمعاملات .
· فضلاً عن تصدي الأشعري للمعتزلة ومحاجتهم بنفس أسلوبهم الكلامي ليقطع شبهاتهم ويرد حجتهم عليهم ، تصدى أيضاً للرد على الفلاسفة والقرامطة والباطنية ، والروافض وغيرهم من أهل الأهواء الفاسدة والنحل الباطلة .
· والأشعري في كتاب الإبانة عن أصول الديانة الذي هو آخر ما ألف من الكتب على أصح الأقوال ، رجع عن كثير من آرائه الكلامية إلى طريق السلف في الإثبات وعدم التأويل .. يقول رحمه الله :" وقولنا الذي نقول به ، وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب ربنا عز وجل وبينة نبينا عليه السلام ، وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون ، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل - نضر الله وجهه ، ورفع درجته ، وأجزل مثوبته - قائلون ، ولما خالف قوله مخالفون ، لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق ، ورفع به ضلال الشاكين ، فرحمة الله عليه من إمام مقدم وجليل معظم وكبير مفخم ".
· إن مدرسة الأشعرية الفكرية لا تزال مهيمنة على الحياة الدينية في العالم الإسلامي ، ولكنها كما يقول الشيخ أبو الحسن الندوي : " فقدت حيويتها ونشاطها الفكري ، وضعف إنتاجها في الزمن الأخير ضعفاً شديداً وبدت فيها آثار الهرم والإعياء ". لماذا ؟
- لأن التقليد طغى على تلاميذ هذه المدرسة وأصبح علم الكلام لديهم علماً متناقلاً بدون تجديد في الأسلوب .
- لإدخال مصطلحات الفلسفة وأسلوبها في الاستدلال في علم الكلام .. فكان لهذا أثر سيئ في الفكر الإسلامي ، لأن هذا الأسلوب لا يفيد العلم القطعي .. ولهذا لم يتمثل الأشاعرة بعد ذلك مذهب أهل السنة والجماعة ومسلك السلف ، تمثلاً صحيحاً ، لتأثرهم بالفلاسفة وإن هم أنكروا ذلك .. حتى الغزالي نفسه الذي حارب الفلاسفة في كتبه تهافت الفلاسفة يقول عنه تلميذه القاضي ابن العربي : " شيخنا أبو حامد دخل في بطون الفلاسفة ، ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر " .
- تصدي الإمام ابن تيمية لجميع المذاهب الإسلامية التي اعتقد أنها انحرفت عن الكتاب والسنة - ومنهم الأشاعرة وبخاصة المتأخرة منهم - في كتابه القيم : درء تعارض العقل والنقل وفند آراءهم الكلامية ، وبين أخطاءهم وأكد أن أسلوب القرآن والسنة هو الأسلوب اليقيني للوصول إلى حقيقة التوحيد والصفات وغير ذلك من أمور العقيد ة .
الجذور الفكرية و العقائدية :
· كما رأينا في آراء أبي الحسن الأشعري في مرحلته الثانية أن العقيدة الإسلامية ، كما هي في الكتاب والسنة و على منهج ابن كلاب هي الأساس في آرائه الكلامية وفي ما يتفق مع أحكام العقل .
· تأثر أئمة المذهب بعد أبي الحسن الأشعري ببعض أفكار ومعتقدات : الجهمية من الإرجاء والتعطيل ، وكذلك بالمعتزلة والفلاسفة في نفي بعض الصفات وتحريف نصوصها ، ونفي العلو والصفات الخبرية كما تأثرو بالجبرية في مسألة القدر .
· لا ينفي ذلك تأثرهم بعقيدة أهل السنة والجماعة فيما وافقوهم فيها .
الانتشار ومواقع النفوذ :
انتشر المذهب الأشعري في عهد وزارة نظام الملك الذي كان أشعري العقيدة ، وصاحب الكلمة النافذة في الإمبراطورية السلجوقية ، وكذلك أصبحت العقيدة الأشعرية عقيدة شبه رسمية تتمتع بحماية الدولة .
وزاد في انتشارها وقوتها مدرسة بغداد النظامية ، ومدرسة نيسابور النظامية ، وكان يقوم عليهما رواد المذهب الأشعري ، وكانت المدرسة النظامية في بغداد أكبر جامعة إسلامية في العالم الإسلامية وقتها ، كما تبنى المذهب وعمل على نشره المهدي بن تومرت مهدي الموحدين ، ونور الدين محمود زنكي ، والسلطان صلاح الدين الأيوبي ، بالإضافة إلى اعتماد جمهرة من العلماء عليه ، وبخاصة فقهاء الشافعية والمالكية المتأخرين . ولذلك انتشر المذهب في العالم الإسلامي كله ، لا زال المذهب الأشعري سائداً في أكثر البلاد الإسلامية وله جامعاته ومعاهده المتعددة .
يتضح مما سبق :
إن الأشاعرة فرقة كلامية إسلامية تنسب إلى أبي الحسن الأشعري في مرحلته الثانية التي خرج فيها على المعتزلة ودعى فيها إلى التمسك بالكتاب والسنة ، على طريقة ابن كلاب ، وهي تثبت بالعقل الصفات العقلية السبع فقط لله تعالى ، ( الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام ) واختلفوا في صفة البقاء ، أما الصفات الاختيارية والمتعلقة بالمشيئة من الرضا والغضب والفرح والمجيء والنزول فقد نفوها ، بينما يأولون الصفات الخبرية لله تعالى أو يفوضون معناها . ويؤمن متأخرو الأشاعرة ببعض الأفكار المنحرفة عن عقيدة أهل السنة والجماعة التي تصدى لها ولغيرها شيخ الإسلام ابن تيمية ، لا سيما في مجال العقيدة ، حيث أكد أن أسلوب القرآن والسنة بفهم السلف الصالح هو الأسلوب اليقيني للوصول إلى حقيقة التوحيد والصفات وغير ذلك من أمور العقيدة والدين . وعموماً فإن عقيدة الأشاعرة تنسب إلى عقيدة أهل السنة والجماعة بالمعنى العام في مقابل الخوارج والشيعة والمعتزلة ، وأن الأشاعرة ، وبخاصة أشاعرة العراق الأوائل أمثال أبو الحسن الأشعري ، والباهلي ، وابن مجاهد ، والباقلاني وغيرهم ، أقرب إلى السنة والحق من الفلاسفة والمعتزلة بل ومن أشاعرة خراسان كأبي بكر بن فورك وغيره ، وإنهم ليحمدوا على موافقتهم في الدفاع عن السنة والحق في وجه الباطنية والرافضة والفلاسفة ، فكان لهم جهد المحمود في هتك أستار الباطنية وكشف أسرارهم ، بل وكان لهم جهادهم المشكور في كسر سورة المعتزلة والجهمية . وعلى ذلك فإن حسناتهم على نوعين كما صرح شيخ الإسلام ابن تيمية : " إما موافقة السنة والحديث ، وأما الرد على من خالف السنة والحديث ببيان تناقض حججهم " . ويقول أيضاً : " ومنهم من يذمهم لما وقع كلامهم من البدع والباطل ، وخير الأمور أوسطها " . درء التعارض 2/102-103 . ويقول في كتاب النبوات : " حيث إن خطؤهم بعد اجتهادهم مغفور " . وأخيراً يقول في درء التعارض :" .. فإن الواحد من هؤلاء له مساع مشكورة في نصر ما نصره من الإسلام والرد على طوائف من المخالفين لما جاء به الرسول . فحمدهم والثناء عليهم بما لهم من السعي الداخل في طاعة الله ورسوله ، وإظهار العلم الصحيح .. وما من أحد من هؤلاء هو أفضل منه إلا وله غلط في مواضع " .

كما ان لشيخ
<LI class=title>ا الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي منهج الأشاعرة في العقيدة

الماسة الزرقاء
2009-09-14, 13:48
انا ارى إن الحركة السلفية كغيرها من الحركات لها حسنات وعليها مآخذ ونحن نقول ذلك بكل إنصاف وتجرد وبعيداً عن التعصب فمن حسناتها إرجاع العلماء عند الاختلاف الى الكتاب والسنة وعلوم السلف الصالح في القرون الأولى [بتحفظ]،وإنكار البدع التي انتشرت عند العوام كالطواف حول القبور والسجود والنذر لها ومن حسناتها تعظيم سنة النبي عليه الصلاةوالسلام.



أما سيئاتها فأبرز ما فيذلك التعصب للرأي الذي أدى الى تبديع وتكفير من يخالفهم من المسلمين حتى في المسائل الفقهية كالتوسل وزيارة قبور الصالحين ، وهذا سببه عدم فهم نصوص الأئمة والسنة وتركهم للمذاهب المتبوعة والمخدومة وادعاؤهم الاجتهاد وعدم التقليد مما أدى الى تفريق وحدة المسلمين وظهور الآراء العقدية والفقهية الشاذة ومساهمتهم في حالةالفوضى الفقهية والفكرية.
وهم وإن كانوا ينسبون أنفسهم قديماً للحنابلة إلا أنهم حديثاً ليسوا حنابلةلا في الفروع ولا في الأصول كما قال الشيخ ابن باز وابن عثيمين والالباني وأقوالهم معروفة في ذم التقليد والمقلدة حتى خرجوا من المذاهب السنية الأربعة. فأصغر طالب عندهم يجتهد ويغلط الأئمة ويفتي بما لديه من أحاديث وهو لا يعرف الناسخ من المنسوخ ولا الصحيح من الضعيف ولا عنده قواعد في التصحيح والتضعيف ولا خفايا العلل ولا يعرف ما وافقه العمل من الأحاديث ولا اطلع على ما اطلع عليه الأئمة السابقون من روايات غير موجودة في الكتب ولذلك قال الامام أحمد :" إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام " كما أنه ما أذِن لأحد أن يفتي إذا لم يكن حافظاً خمسمائة ألف حديث فأكثر!!
أما في العقائد فهم مقلدةلابن تيمية ولا يكادون يفارقونه في حرف مع ذمهم للتقليد وابن تيمية مع أنه عالم فقيه إلا أنه لا يمثل المذهب فقد خالف المذهب في مسائل عديدة في الأصول والفروع لا يُتابع عليها ولا يجوز نسب قوله الى مذهب الحنابلة لأن المذهب لديه كتبه ومراجعه المعروفة


المستجير الحنبلي

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

السلفية هي الفهم الصحيح للإسـلام

السلفية ليست فهم شخص من الأمة للإسـلام غير معصوم .
السلفية ليست مجرد اعتقاد السلف رضي الله عنهم .
السلفية ليست امتثال الهدي الظاهر وحده .
السلفية منهج حياة متكامل ، وصياغة للحياة كما لو كان السلف الصالح وهم الصحابة والتابعون وتابعوهم من أهل القرون الخيرية يعيشون في زماننا .
السلفية عقائد ، وأخـلاق ، وآداب ، وأعمـال ، وأقـوال ، موافقة لما كان عليه
سلف الأمة.
السلفية هي الامتداد الطبيعي للإسـلام الخالي من البـدع ، والشبهات والشهوات .
فإن قال قائل : ولماذا لا يكفي اسم الإسـلام ؟
(هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ ) [ الحج : 78 ] فالجـواب كان يكفي اسم الإسـلام لو لم تفترق الأمـة إلى ثلاث وسبعين فرقة ، كما أخبر المعصوم صلى الله عليه وسلم ، ولكن لما افترقت الأمة ، وظهرت فيها البدع التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم ، كان لابد لمن تمسك بهدي الجماعة الأولـى وما كانت عليه أن يتميز باسم ومنهج .
كما قيل للإمـام أحمد : ألا يسعنا أن نقول : القرآن كلام الله ونسكت فقال: كان هذا يسع من قبلنا .
أي قبل ظهور قول المعتزلة بأن القرآن مخلوق .
فكان يكفي المسلم أن يقول القرآن كلام الله .
ولكن بعد ظهور البدعة لا يكفيه ذلك حتى يقول القرآن كلام الله غير مخلوق .
فاسم الإسـلام كان يكفي عندما كانت الأمـة جماعة واحدة ، وقبل ظهور البـدع .
قال عبد الله بن مسعود : إنكم قد أصبحتم اليوم على الفطرة وإنكم ستحدثون ويحدث لكم ، فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالعهد الأول .
وقال الإمـام مالـك : لم يكن شيءٌ من هذه الأهـواء ، على عهـد رسـول الله صلى الله عليه وسلـم ، وأبي بكـر ، وعمـر وعثمـان .
فالبـدع ظهرت في آخر عصر الصحابة رضي الله عنهم مصداقـاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم : [ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفاً كَثِيراً ]* .
ولذا لما سئل عبد الله بن المبارك عن الجماعة . فقال : أبو بكـر وعمـر . فقيل : قد مـات أبو بكر وعمـر . فقال : فلان وفلان . فقيل : قد مات فلان وفلان ، فقال : أبو حمزة السكري جماعة .
فالسلفية هي التمسك بهدى الجماعة الأولى التي إمامها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنحن ننتسب إلى هذه الجماعة عبر القرون والأجيـال ، ففي الصفوف الأولـى منها أبو بكـر وعمـر وعثمـان وعلي ، وبقية العشرة ، وأهل بدر وأهل الحديبية ، ومنها أئمة الفقه ، كأبي حنيفة ومالـك والشافعي وأحمد ، وأئمة الحديث كالبخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي وأئمة التفسير كابن جرير الطبري ، وابن أبي حاتم ، وابن كثير ، وغيرهم من الذين حافظوا على عقيدة الصحابة ؛ وفهم الصحابة للكتـاب والسنـة والذين نفضوا الغبـار عن منهج أهل السنـة والجماعـة ، كشيخ الإسـلام ابن تيمية وابن القيم وابن رجب الحنبلي ومحمد بن عبد الوهاب والألباني وابن باز رحم الله الجميع ، وجمعنـا بهم في عليين مع النبيين والصديقين والشهـداء والصالحيـن وحسـن أولئك رفيقـا .

كتبه فضيلة الشيخ الدكتور :: أحمد فريـد :: حفظه الله


اللهم اهدنا الصراط المستقيم


صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين


آمين، وصلى الله على سيد المرسلين، والحمد لله رب العالمين

نهج السلف
2009-09-14, 15:27
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه أما بعد :

أولاتقبل الله صيامكم و قيامكم أجمعين

اتقوا الله عباد الله تضعون المقالات في غير مواضعها

بارك الله فيكم هل يعقل أن من يتبع منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم يدعو الى قتل الأطفال و الأبرياء الذين لا ذنب لهم فكروا قليلا راجعو ا أنفسكم ان من يقتل الأبرياء بغير حق ,السلف بريئ مما يفعل و الله يشهد على ذلك

أوصيكم و نفسي بمراجعة ما نكتب فوالله اننا مسؤولون عما نقول أمام الله عز وجل

أأمر النبي صلى الله عليه و سلم بقتل النفس بغير حق و هو القائل في خطبة حجة الوداع :''أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا – ألا هل بلغت اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها.'' لا ورب الكعبة أرسله الله رحمة للعالمين

أأمر بذلك أبو بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو ........رضوان الله عيهم أجمعين لا و الذي نفسي بيده

اتقوا الله فيما تقولون و تذكروا أن:'' كل نفس بما كسبت رهينة'' كم قال الله عز و جل

و كفوا ألسنتكم عن الطعن في متبعي المنهج السلفي و لا تتصيدوا أخطاء اخوتكم المسلمين بل التمسوا لهم الأعذار و انصحوهم بالتي هي أحسن فمن تاب و عاد فعفا الله عما سلف

و تذكروا قول الله عز و جل: ''ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد''

أرجو أن تتقبلوا نصيحتي بصدر رحب و لست بأحسن منكم جزاكم الله خيرا جميعا و غفر لنا و لكم انه و لي ذلك و القادر عليه

ما كان من توفيق فمن الله وحده و ماكان من زلل فمن نفسي و الشيطان

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

جزائرــــية
2009-09-14, 18:16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أخي

جمال البليدي
2009-09-14, 18:26
مُحمَّد أمان بن علي الجامي ايها الاخوة المسلمين منهجه اشعري وليس سلفي

رد على الأشاعرة والمعتزلة

لفضيلة الدكتور الشيخ العلامة:
محمد أمان بن علي الجامي -رحمه الله تعالى-

1349 هـ ـ 1416هـ
عميد كلية الحديث الشريف ورئيس شعبة العقيدة بالدراسات العليا
بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سابقا

تفريغ: محمد مصطفى الشامي
فلسطين- 1427هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أنْ لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102 )
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء: 1 ).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب: 70-71)
أما بعد:
فإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي، هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشرَّ الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالةٍ في النار.
ثم أما بعد:( )
نتكلم على احد الأصلين الذين بنا عليهما وعلى الخاتمتين بعدهما شيخ الإسلام ابن تيمية رسالته التدمرية فمهدنا للكلام على الأصلين بأن قسمنا الناس في باب الأسماء والصفات إلى أقسام، إن القسمة العقدية تقتضي الآتي:
أولا فريق أثبت ما اثبت الله لنفسه في كتابه وما اثبت له رسوله صلى الله عليه وسلم في السنة الصحيحة من الأسماء والصفات على ما يليق بالله تعالى هؤلاء هم سلف هذه الأمة ومن تبعهم إلى يوم الدين ، هؤلاء منهجهم واضح لأنهم لا يتكلفون ، يثبتون ما أثبت الله على مراد الله من الأسماء والصفات ويثبتون ما أثبته رسوله صلى الله عليه وسلم أيضا من الأسماء والصفات على مراد رسول الله عليه الصلاة والسلام ، والنقطة المهمة التي ينبغي أن يعرفها طالب العلم عند أهل السنة والجماعة لا فرق بين ما ثبت بالكتاب وبين ما ثبت بالسنة وقد تثبت بعض الصفات بالكتاب والسنة معاً وقد تثبت بعض الصفات بالكتاب وحده وقد تثبت بعض الصفات بالسنة المطهرة وحدها وليس لها ذكر في الكتاب.
أهل السنة بما فيهم الأئمة الأربعة لا يفرقون بين الكتاب والسنة ، بمعنى إذا ثبتت صفة من الصفات بالسنة المطهرة ولم يَرِدْ ذكرها في الكتاب لا يتوقفون فيها ولا يوقفون العمل بها أو القول بها على ورود تلك الصفة فِي الكتاب بل طالما ثبت في السنة الصحيحة ما ثبت بالسنة هو كالصفات التي ثبتت بالكتاب والأثر، ولا يُشْتَرَطُ التواتر هنا كذلك نقطة ثانية مهمة ، لا كما يزعم علماء الكلام ومن تأثر بعلماء الكلام من بعض الأصوليين مِنْ اشتراط التواتر في السنة في باب العقيدة ، هذا اشتراط لا أساس له بل الصحيح "ثبوت السنة" إذا ثبتت السنة يُحْتَجُّ بِهَا وتثبت بها صفات الله تعالى .
ولعلكم تحفظون كثيراً من الصفات التي ثبتت بالسنة ولم يأتِ ذكرها في الكتاب من ذلك صفة نزول الرب سبحانه وتعالى في آخر كل ليلة إلى سماء الدنيا كما يليق به حيث يقول :هل من مستغفر فاغفر له.. الخ الحديث ، ومن ذلكم صفة الفرح وغيرها كثيرة ، الصفات التي ثبتت بالسنة نحن نؤمن بها لا فَرْقَ عندنا بين ما ثبت بالكتاب وما ثبت بالسنة ، لذلك المسألة واضحة بالنسبة لمنهج السلف ، مسألة بحث التواتر ومَنْ مِنْكُم أراد أن يتأكد ويتثبت عليه أن يرجع إلى رسالة الإمام الشافعي رحمه الله حيث اثبت أن اشتراط التواتر لا أصل له إنما المهم ثبوت السنة ، السنة الثابتة يُستدل بها في العقيدة كما يستدل بها في الفروع والأحكام ، هذا المعنى تجدونه منصوص عليه في رسالة الإمام الشافعي وهو مَنْ تعرفونه ولستُ بحاجة لأقول عنه شيئا ، الكل يعرفه .
هذا موقف أهل السنة وهو في غاية الوضوح من الأصلين الذين مهدنا لهما في المحاضرة السابقة ولا نزال في التمهيد منهما : القول بأن الكلام في بعض الصفات كالكلام في البعض الآخر
الأصل الثاني: الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات يحذو حذوه
الأصل الثاني الكلام في بعض الصفات كالكلام في البعض الآخر يحذو حذوه هذان سماهما شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته التدمرية سماهما اصلين ، فنحن نبدأ اليوم بالأصل الثاني وإنما اخترنا الأصل الثاني وهو القول:
إن الكلام في بعض الصفات كالكلام في البعض الآخر
نختار هذا لأن هذا الأصل يُنَاقَش على ضوئه الأشاعرة .
والأشاعرة هم أكثر الناس وجودا في عالمنا الإسلامي ولعلهم أكثر الناس وجودا كذلك في زملائنا الطلبة اقصد أن بعض الطلاب أو أكثرهم ربما درسوا هذه العقيدة ، العقيدة الأشعرية وَمَنْ دَرَسَها ثُمَّ مَنَّ اللهُ عليه بأن يطلع على هذا المنهج الذي يدرسه الآن وهو منهج السلف الصالح عليه أن يعرف ويعيد إلى ذاكرته العقيدة الأشعرية ليقارن بينها وبين ما يدرسه ليأخذ الحق ويترك الباطل على بصيرة ، هذا شأن طلاب العلم ، طالب العلم يهتم بشأن العقيدة كل الاهتمام .
إذن نقول
القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر
نوجه هذا الكلام إلى الأشاعرة لأنهم اثبتوا الذات ، اثبتوا وجود الله وامنوا بذات الله الْعَلِيَّا كما يليق بها بدون بحث عن الكيفية والكنه والحقيقة كما هو مذهب أهل السنة والجماعة ، ثم إنهم لما وصلوا عند الصفة تصرفوا تصرفا عجيبا حيث قسموا الصفات إلى قسمين: قسم يجب الإيمان به وإثباته على ما يليق بالله دون تشبيه في الإثبات ودون تعطيل في التنزيه ، هذا الكلام كلام صحيح وموقف سليم وافقوا بهذا أهل السنة والجماعة إلا أنهم خالفوا أهل السنة والجماعة بالنسبة للبعض الآخر من الصفات ، زعموا أن الصفات تنقسم إلى: صفات عقلية وصفات خبرية ، الصفات العقلية التي في الإمكان أن يدرك الإنسان أو يثبتها بعقله حتى لو لم يرد النص لو لم يرد الخبر عن الله وعن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، هذه الصفات سموها الصفات العقلية ، فقالوا يجب إثباتها بالأدلة العقلية وإن وُجِدَتْ أدلة نقلية تُذْكر من باب الاستئناس بها ومن باب تأييد الأدلة العقلية بها ، أي بالأدلة النقلية ، لا أساس أنها هي العمدة واعتمدوا عليها في هذا الباب بل الاعتماد على الأدلة العقلية لذلك اختارت الأشاعرة الصفات التالية فأثبتوها (القدرة ، الإرادة ، السمع ، البصر ، العلم ، الحياة ) هذه الصفات أطلقوا عليها صفات المعاني ، صفات المعاني تثبت بالأدلة العقلية لأن وجود هذا الكون على غير مثال سابق وهذا النظام البديع يدل على قدرة الله تعالى ، إذن إنه موصوف بالقدرة ، والتخصيص تخصيص كل مخلوق على ما هو عليه يدل على صفة الإرادة إذن فهو مريد هذه الإحكام إحكام هذا الصنع وهم على علم الصانع فإذن فهو عليم ومَنْ اتصف بالقدرة والإرادة والعلم يجب أن يتصف بالسمع والبصر والحياة ، بهذه الطريقة وكذلك الكلام ، بهذا الأسلوب أثبتوا صفات المعاني "الصفات السبع" التي سموها صفات المعاني ثم استنتجوا وأخذوا من هذه الصفات صفات أخرى سموها الصفات المعنوية وهي التي تسمى عند أبي هاشم المعتزلي "الأحوال" وهي قولهم "كونه قادرا كونه مريدا كونه سميعا بصيرا عليما متكلما هذه الصفات – تُسَمَّى- وهي في الواقع أسماء ، إطلاق الصفة عليها إطلاق فيه تسامح هذه أسماء تدل على تلك الصفات السبع ولكن لغة اصطلاحهم أن تسمى الصفات المعنوية ، هذه سبع وتلك سبع ثم أثبتوا صفات يسموها الصفات السلبية خمس صفات على اصطلاحهم (البقاء ، القدم ، مخالفته للحوادث ، قيامه بنفسه ، الوحدانية ) هذه يسمونها الصفات السلبية بمعنى أنها تسلب عن الله ما لا يليق به وليست الصفات السلبية عند الأشاعرة هنا تسليب النفي عند الجهمية ، السلوب عند الجهمية الذين يصفون الله تعالى بالسلوب المحض ، السلوب التي لا تتضمن مدحا ولا (كلمة غير مفهومة) .... كقولهم ليس بذي جسم ولا عرض ولا طول ولا قصر ...الخ تلكم السلوب التي تدل على أن القوم لا يقدروا الله تعالى حق قدره .
أما الصفات السلبية التي هنا عند الأشاعرة غير تلك السلوب وهي خمس صفات اصطلحوا عليها أنها صفات سلبية بمعنى أنها بذاتها بدون ان يدخل عليها حرف نفي تنفي وتصرف عن الله تعالى ما لا يليق به كالفناء والحدوث ومشابهة الحوادث وعدم الغنى المطلق والتعدد ، هذه أضداد للصفات السلبية ثم قبل ذلك عندهم أطلقوا على صفة الوجود الصفة النفسية "وجود الله" كونه واجب الوجود أطلقوا على هذه الصفة صفة نفسية هذه الصفات يجب معرفتها عندهم بأضدادها وبأدلتها العقلية حتى يصبح الإنسان مؤمنا ، زِدْ على ذلك صفات الرسل الأربع التي منها (الصدق والأمانة والتبليغ والفطانة) بأضدادها كما يجوز في حقهم من الأعراض البشرية والجائز في حق الله تعالى من الإيجاب (كلمة غير مفهومة) هذه خمسون عقيدة ، خمسون عقيدة عند الأشاعرة من لم يعرفها بأدلتها ليس بمؤمن - انتبهوا لأنفسكم - الأشاعرة لا يحكموا عليكم بالكفر انتبهوا عند الأشاعرة من لا يحفظ الخمسين عقيدة بأدلتها ليس بمؤمن ، تعال ما الذي أوجب عندكم إثبات هذه الصفات على أننا لا نُسَلِّمُ فِي بعضها على أنها صفات بينما هي أسماء بل في بعضها لا نُسَلِّم أنها من أسماء الله تعالى كالقديم ، القديم ليس من أسماء الله الحسنى ولكنه بمعنى الأول الذي ليس قبله شيء ، كما أن البقاء وهو بمعنى الآخر الذي ليس بعده شيء ، ومخالفته للحوادث بمعنى ليس كمثله شيء وقيامه بنفسه بمعنى الغنى المطلق فنحن نفسر لهم تفسيرا حتى يصح إثبات هذه الصفات ، موافقة لما جاء في الكتاب والسنة ، لا بأس يمكن أن نقول إن هذه التسمية وهذا التقسيم اصطلاح ولا مشاركة في الاصطلاح إنما النقطة المهمة التي يجب أن نناقش الأشاعرة فيها بأيِّ كتاب وبأيِّ سنة فرقتم بين ما أثبت الله لنفسه أوجبتم إثبات بعض الصفات وادعيتم وجوب التأويل في البعض الآخر؟ تعالَ إلى المثال الإرادة صفة من صفات الله اتفق السلف والخلف على إثبات الإرادة لكن "المحبة" قالوا (لا..) لا نصف الله بالمحبة ولا بالكراهة أو الغضب والبغض والفرح لماذا؟؟!! بل يجب تأويل هذه الصفات ، بينما لم يوجبوا تأويل صفة الإرادة مثلا لماذا؟ هذه الصفات التي أوجبوا تأويلها قالوا فيها يعني مثل الغضب والمحبة والكره قالوا إنها انفعالات نفسية والانفعالات النفسية لا تليق بالله لأن الغضب مثلا غليان دم القلب عند إفادة الانتقام قالوا هذا لا يليق بالله بينما صفة الغضب ثابتة بالكتاب والسنة قالوا (لا) يجب تأويلها بما؟؟ يعني معنى غضب الله عليهم أي أراد انتقامهم ، معنى الغضب إرادة الانتقام ومعنى المحبة إرادة الإنعام ومعنى الرحمة إرادة الإنعام ، إذن هذه الصفات كلها فسروها بصفة واحدة وهي صفة الإرادة ، تعال ما هي الإرادة قالوا أما إرادة الله فلا نعلم حقيقتها ، لكن ما هي الإرادة في حق المخلوق الميل إلى ما تريد الميل إلى ما فيه النفع ميلك إلى ما فيه نفعك ومصلحتك هذه الإرادة ، لماذا لم تؤولوا؟؟؟ لأن الميل مستحيل في حق الله كما أن الانفعال الغضبي الانفعال بالرحمة الانفعال بالفرح مستحيل ، مقتضى هذا أن تكون صفة الإرادة مستحيلة حتى تؤول بينما أنكم أَوَّلْتُم الصفات التي رأيتم يجب تأويلها أولتموها بالإرادة قالوا (لا..) الإرادة هذه التي هي ميل النفس ليست هذه صفة الله ولكن تلك إرادة تليق بالله ونحن نقول لهم صفة الفرح وصفة الرحمة ، صفة المحبة ، صفة الغضب ، صفات تليق بالله أما تعريفكم الصفات التي عرفتموها بالانفعالات هي صفاتنا نحن المخلوقين ، أما إذا أضيف الغضب إلى الله صار غضبا خاصا (إن الله قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله..) في حديث الشفاعة (إن الله يفرح بتوبة عبده المؤمن..) ..فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ.. (المائدة : 54 ) عندما تضاف وتنسب صفة من الصفات إلى الله هذه الإضافة تُخَصِّصُ ونفهم منها أن فرح الله ليس كفرحنا وأن غضب الله ليس كغضبنا.
الغضب الذي فسرناه بغليان دم القلب الفرح والمحبة هذه الصفات التي فسرناها بالانفعالات هي صفاتنا أما صفة الله لا تستطيع أن تحددها نقول للأشاعرة لا فرق عقلا ومنطقا قبل الشرع بين الإرادة وبين المحبة ، الكلام في المحبة ، في الرضا ، في الغضب في الفرح كالكلام في القدرة والإرادة والسمع والبصر والعلم وغير ذلك من الصفات التي أثبتموها ، لا فرق بين ما أثبتم وبين ما نفيتم ؛ ولكنكم بالغتم هنا في الخمسين عقيدة ، ما الدليل على أنه يجب على مكلف أن يعرف خمسين عقيدة بادلتها بحيث إذا كان لا يعرفها أو عرفها بغير أدلة أنه ليس بمؤمن؟؟؟ بمعنى هذا هو الحكم على سواد المسلمين بأنهم كفار لأن سواد المسلمين جمهور المسلمين لا يعرفون هذه العقيدة الخمسين.
إذن المؤمنون عند الأشاعرة مجموعة من طلبة العلم الذين درسوا هذا المنهج فحفظوا السنوسية بأدلتها أو جوهرة التوحيد أو ما في معنى ذلك من المتون التي تجمع هذه الصفات وتذكر الأدلة العقلية هؤلاء هم المؤمنون فقط في نظر الأشاعرة ، هذا خطأ ، قول على الله بغير علم إذن إذا أردنا أن نطبق هذا الأصل على الأشاعرة نجدهم أخطئوا عدة مرات:
المرة الأولى التفريق بين ما جمع الله ، الله جمع في كتابه ووصف نفسه مثلاً بالمحبة والرضا والغضب وبالإرادة فَعَّال لما يريد وأنتم فرقتم بين هذه الصفات فقلتم الإرادة كما يليق بالله والقدرة والسمع والبصر ما الذي فرق بين هذه الصفات وتلك التي أوجبتم تأويلها؟؟ اعتقد أنهم لا جواب لهم إلا التقليد هكذا قرأنا في السنوسية وحواشيها ، هكذا قرأنا في تحفة المريد هكذا ، قال الشيخ وهل تكفي مثل هذه الإجابة في باب العقيدة؟؟ (لا..) في باب الفروع لو توضأ إنسان وضوءا على خلاف السنة فقيل له لماذا؟ قال هكذا نقلنا من مشايخنا وهل يجوز منه هذا الجواب؟؟ (لا..) لا يجوز في باب الوضوء لا يُغْنِي ، في القصر ، في التيمم في أي باب من أبواب الفقه لا يغني جوابك هذا عقلا ومنطقا إلا بالنسبة لمن يريد إن يضيع عقله ويكون إمعة إن أحسن الناس أحسن معهم وإن أساؤوا أساء ، هذا إن كان الْمُبْتَلَى بِهذا الموقف بعض الطلاب ، طلاب العلم في الفروع ويُتَسَامَحَ معهم ، فلا ينبغي أن يتسامح معهم في باب العقيدة بل يجب أن يُصَارحوا ويُنْصحوا لأن هذا الموقف الأشعري موقف متناقض وتنافى مع الإيمان الصحيح.
فيجب أن ننبه على بعض الصفات التي تصرفوا فيها مثل هذا التصرف أشرنا على بعض الصفات الفعلية التي أوجبوا تأويلها وسموها انفعالات ولا يجوز الوصف بها ما لَمْ تُؤَوَّلْ ضربنا الأمثلة لذلك في المحبة والرضا والغضب والفرح وما في معناه .
وهناك طامة كبرى وهي صفة الكلام عند الأشاعرة ، الأشاعرة عندما عددوا صفات المعني السبع عددوا منها صفة الكلام والإنسان الذي يأخذ ظاهر كلامه قبل أن يدخل معهم في التفاصيل قد يظن بأن الأشاعرة يثبتون صفة الكلام كما يليق بالله تعالى ولعل صغار الطلبة لا يزالون يعتقدون هذا الاعتقاد وليس الأمر كذلك ، "الكلام" والناس افترقت في صفة الكلام واختلفت اختلافا كثيرا ولعل اختلاف أهل الكلام في صفة الكلام ذلك الاختلاف الكثير الكبير ولعل هذا هو السر في تسمية هذا العلم بعلم الكلام ، لا نخوض في التفاصيل عند غير الأشاعرة ، إنما نأخذ موقف أهل السنة وموقف الأشاعرة في هذه الصفة لخطورتها ، الأشاعرة يصرحون فيقولون الله موصوف بصفة الكلام فيجب أن نؤمن بأن الله متكلم وأن له صفة اسمها صفة الكلام ، كلام طيب ، صفوا لنا هذا الكلام ما هو؟؟!! وهل هذا القرآن الذي نقرأ ونستدل به وتحفظه ونكتبه هل هو كلام الله ؟؟ قالوا (لا..) كلام الله شيء آخر ، القرآن عند الأشاعرة ليس بكلام الله حقيقة وإنما يطلق عليه أنه كلام الله مجازا لماذا؟ لأنه إما دال على كلام الله الحقيقي أو عبارة عنه أو ترجمة له أما هو فمخلوق هذا الذي نعني غير هذا كلام (..) الا وهو الكلام النفسي الذي ليس بحرف ولا صوت أما وصف الله بأنه يتكلم بكلام له حرف وصوت مستحيل لا يليق بالله ، الأشعري عندما يستدل بالآية ألا يقول قال الله تعالى ثم يذكر الآية؟؟ إذن ما معنى كلامك عندما تريد أن تستدل بآية قرآنية فتقول قال الله تعالى: إذا جاء نصر الله يقول (لا.. ) لا ينبغي أن نصرح في كل مقام بأن هذا القرآن مخلوق ولكن هذا سر بين الشيخ وبين التلاميذ يهمس بآذانهم فيقول اعلموا بأن هذا القرآن مخلوق ولكن لا يقال في كل مقام لئلا يُسْتَخَفَّ به لماذا؟؟ لأنه يجب احترامه لا احتراما ذاتيا ولكن لكونه دليلا على كلام الله الحقيقي النفسي أو لكونه عبارة عنه أو لكونه ترجمة له ، فكلام الله النفسي الحقيقي لو كُشِفَ عنا الحجاب لفهمنا منه مِنَ الأحكام كالتحليل والتحريم والنهي والأمر كما نفهم من هذا الكلام اللفظي المجازي الذي يدل على كلام الله ، تكون اتفاقية سرية بين الشيخ وبين التلاميذ لكن أمام الجمهور يقولون قال الله تعالى فيتلوا الآية فيقول للناس القرآن كلام الله ، موقفان موقف سري وموقف علني الموقف السري الذي بين الشيخ وبين التلاميذ هي الحقيقة وهو الصحيح لكن الموقف الآخر إنما هي دبلوماسية لئلا يُمَس هذا الكلام الدال على كلام الله تعالى وإلا هو ليس بكلام الله .
هذه حقيقة الأشاعرة في كتب الكلام ما الفرق إذن بين الأشاعرة وبين المعتزلة في صفة الكلام؟؟ خُلْقٌ لفظي غير حقيقي كلهم يتفقون على أن هذا القرآن الذي نقرأه ونحفظه ونكتبه مخلوق وليس بكلام الله ، تتفق الأشاعرة مع المعتزلة على هذا بل موقف الأشاعرة أخطر لأن موقف المعتزلة واضح ، هؤلاء جعلوا من المبررات بأنه ليس بكلام الله أنه يُكتب وأنه يُقرأ وأنه يُسمع الله وصف كلامه بهذه الصفات واخبر انه كلام الله قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي .. (الكهف : 109 ) هذه الآية تدل على أن كلام الله كلمات تكتب بالأقلام ويقول الله تعالى لنبيهوَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ .. (التوبة : 6 ) إذن كلام الله يُقرأ وكلام الله يُسمع مِنَ التالي ، عندما نسمع كلام الله من التالي لكلام الله ، الصوت صوت التالي "القارئ" ؛ ولكن المسموع المقروء كلام الله هذا الذي عليه أهل السنة والجماعة ، الأشاعرة جعلوا الكلام كونه الكلام يُكتب فيُحفظ فيقرأ فيسمع جعلوا هذا علامة على أنه ليس بكلام الله تناقضوا مع كتاب الله نقول لهم الكلام في بعض الصفات كالكلام في البعض الآخر طالما أثبتم الصفات الأخرى على ما يليق بالله تعالى غير الكلام أما الكلام فقد عرفنا موقفكم وسِرَّكُم إن الكلام الذي أثبتموه ليس هو هذا ولكنه كلام النفس ، ما في النفس عند الحقيقة لا يسمى كلام بل يسمى حديث النفس لأن الله لا يؤاخذ الإنسان بما حدثتْ به نفسه حتى يتكلم هكذا في الحديث ، طالما الحديث يتردد في نفس الإنسان يقال له حديث النفس لا يقال له كلام ، بم استدلت الأشاعرة على أن الكلام هو ما في النفسِ وليس هذا الكلام المقروء ؟؟ استدلوا بكلام شاعر نصراني ، أهل الكلام يختلفون في ثبوت هذا البيت منه الأخطل النصراني :
إنَّ الكَلَامَ لَفِي الفُؤادِ وَإِنَّمَا جُعِلَ الْلِسَانُ عَلَى الفُؤادِ دَلِيلَاً( )
الأشاعرة لم يجدوا في كتاب الله ولا في سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ما يستدلون به على صفة الكلام إلا بيت شعرٍ ينسب للأخطل النصراني ويشكون في ثبوته ويقول بعضهم ليس له وجود في ديوان الأخطل هذا البيت ، بينما القاعدة عندهم الأدلة اللفظية من الكتاب والسنة أدلة ظنية لا يُسْتَدَلُ بها على استقلال في باب العقيدة حتى يشهد له الدليل العقلي ، إذا كنتم ترون لا يستدل بالكتاب والسنة لكون الأدلة أدلة أي الكتاب والسنة أدلة لفظية ظنية كيف كان لكم أن تستدلوا ببيت لم يصل إلى حد التواتر بل لم يثبت من الأخطل نفسه فهو نصراني غير مسلم ، تركتم كتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام وذهبتم لتستدلوا بكلام نصراني ثم الكلام نفسه يختلف علماء اللغة في ثبوت هذا البيت منه وعلى فرض ثبوته كيف ساغ لكم أن تستدلوا بهذا البيت فهو لم يثبت ثبوت التواتر "خطأٌ في خطأٌ".
القاعدة أن كل من أعرض عن الوحي لابد أن يتناقض هذه قاعدة أساسية مُسَلَّمٌ بها ، "ومَنْ جَرَّب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي" هكذا يقول والد إمام الحرمين لعلكم تعرفون عنه شيء ، ذلك الإمام الجليل الذي مَنَّ الله عليه في آخر حياته بعد أن خاض في علم الكلام فرجع إلى منهج السلف فألف رسالة مستقلة في الفوقية والعلو والاستواء وصفة الكلام إثبات الحرف والصوت والرسالة مطبوعة موجودة ضمن مجموعة المتون المنيرية في الجزء الأول ، لستُ أدري هل هي الرسالة الثامنة أم لا ، أدعو طلاب العلم إلى قراءة هذه الرسالة لا أدعوكم إلى قراءة كتب ابن القيم أو ابن تيمية أو غيرهما من الأئمة المعروفين الذين كتبهم المنتشرة لأن بعض الناس في نفوسهم تردد حول هؤلاء الأئمة ؛ لكن الإمام والد إمام الحرمين خصوصا عند الشافعية هو الْعَلَمُ الذي لا يحتاج إلى ترجمة وولده حاول كمحاولة والده لكنه لم يصل إلى حيث وصل والده إمام الحرمين نفسه أبو المعالي اقرؤوا رسالته النظامية الذي أثنى على مذهب السلف وارتضاه إلا انه عند التحقيق لم يبلغ مبلغ والده بل بقي مترددا متأرجحا ، أما والد إمام الحرمين أبا عبد الله ينبغي أن تقرؤوا رسالته في المجموعة كما قلت لكم ليتضح لكم المقام ولتأخذوا هذه المسألة أَمَّنْ تثقون فيه الذين تركهم خلفه لم يتصوروا في نصوص الصفات إلا كما يتصورون في المخلوق لذلك أوجبوا التأويل ، أما هو فقد مَنَّ الله عليه فوصل إلى اليقين وترك ما كان عليه وألف تلك الرسالة اللطيفة فسماها نصيحة أيْ نصيحة لمشايخه وإخوانه وتلامذته هذا ما يتعلق بصفة الكلام ، الصحيح الذي يدل عليه الكتاب والسنة والفطرة السليمة أن الله يتكلم إذا شاء ومتى شاء وكيف شاء ، كلم بعض رسله وخاطب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج لا خلاف في أن الله كلمه وخاطبه عندما أوجب عليه الصلوات وإنما يختلفون في الرؤية فقط لم يختلفوا في أن الله كلمه وخاطبه وسيتكلم الرب سبحانه وتعالى يوم القيامة ويخاطب عباده عندما يأتي لفصل القضاء.
فصفة المجيء يوم القيامة لفصل القضاء من الصفات التي أولتها الأشاعرة وأوجبوا تأويلها "انتبهوا مرة أخرى" المجيء يوم القيامة لفصل القضاء وصفة النزول من ضمن الصفات التي أولتها الأشاعرة وأوجبوا تأويل ذلك فصفة الكلام إنما كررنا فيها القول لما سمعتم من اضطراب القوم في هذه الصفة .
والصفة الثانية التي كثر فيها اضطراب الأشاعرة وخالفوا فيها نص الكتاب والسنة وسلف هذه الأمة صفة الاستواء والعلو فنحن نفرق بين العلو وبين الاستواء ، العلو صفة ذاتية بمعنى أن الله سبحانه وتعالى لم يزل في علوه فهو الأول الذي ليس قبله شيء وهو في علوه ولا يزال في علوه فنزوله فقربه فمجيئه لا ينافي علوه لأن علوه كما يليق بالله .
أما صفة الاستواء فصفة فعل كما أن المجيء صفة فعل والنزول صفة فعل كذلك الاستواء على العرش صفة فعل أما تلك فصفة الذات العلو ، بالغت الأشاعرة في نفي هذه الصفة حتى بالغوا أكثر من المعتزلة فلحقوا بالجهمية ، الجهمية هم الغلاة ، الأشاعرة في صفة العلو والاستواء والفوقية هم جهمية محضة لماذا؟ لأننا قرأنا ولعل فيكم من قرأ معنا في العقيدة السنوسية التي لا ينبغي لطالب علم عندهم أن يتركها بلا حفظ بل ينبغي أن يحفظها ، العقيدة السنوية يقول مؤلفها "ليس الله فوق العرش ولا تحت العرش ولا على يمين العرش ولا على شمال العرش" أين الله عند الأشاعرة؟؟ إما أنه ليس بموجود أو انه موجود في كل مكان ، جهمية محضة دخلت على الأشاعرة.
الأشاعرة يحرمون الإشارة الحسية إلى السماء هكذا ويصرح بعضهم من أشار إلى العلو واعتقد بأن الله في العلو يكفر ومن أشار بدون اعتقاد جريا على العادة يفسق ولا يكفر لكن أظن كلكم تحفظون لأن كلكم طلاب بحمد الله تحفظون خطبة رسول الله عليه الصلاة والسلام في خطبة الوداع وما قال فيها عندما سأل الصحابة أنتم مسئولون عندي يوم القيامة فماذا أنتم قائلون؟؟"أو كما قال عليه الصلاة والسلام" قالوا نشهد بأنك قد بلغت وأديت ثم قال عليه الصلاة والسلام : اللهم اشهد.. اللهم اشهد.. يرفع إصبعه إلى الذي فوقه وفوق كل شيء وهو الله فيشهده عليهم على الحجاج على الصحابة على أنه بلغهم ، وإذا جاء في وقت متأخر بعض من تأثر بعلم الكلام وهو لا يعرف من السنة شيئا أو لا يؤمن بها فقال لا تجوز الإشارة الحسية إلى السماء ومن أشار بالإشارة الحسية إلى السماء معتقدا بأنه في العلو فهو كافر هل معنى هذا أليس هذا القائل حكم على رسول الله عليه الصلاة والسلام بالكفر وهل هناك كلام أشنع من هذا وعقيدة أضل من هذه العقيدة؟؟ (لا..) .
هنا يَرِدُ سؤال ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في غير موضع بمؤلفاته بأن الأشاعرة أقرب طوائف علماء الكلام إلى الحق أو إلى منهج السلف ما معنى هذا؟؟؟ ومن كانت هذه عقيدتهم في صفة الكلام وفي صفة العلو كيف يكون أقرب إلى منهج السلف والى الحق من غيرهم؟؟؟!!
الجواب:
المسألة نسبية ، شيخ الإسلام نظر إليهم في باب الاعتقاد بصفة عامة لا في باب الأسماء والصفات فقط بمعنى أن هناك من لا يؤمن بنصوص المعاد يئولون نصوص المعاد كالباطنية ومنهم من لا يثبت ولو صفة واحدة من صفات الرب كغلاة الجهمية إذا قارنا بين الأشاعرة وبين الباطنية وبين الجهمية وجدنا أن الأشاعرة يثبتون كثيرا من الصفات ، بالمناسبة القول بأن الأشاعرة لا يثبتون إلا سبع صفات كلام غير محرر بل يثبتون أكثر من سبع ، إذن بالنسبة للباطنية والجهمية بل والمعتزلة الذين ينفون جميع الصفات نقول نسبيا هؤلاء أقرب لكن بالنسبة لمفردات الصفات بعض الصفات كصفة الكلام وصفة العلو فهم كغيرهم أبعد من السنة وأبعد من الحق وليسوا قريبين من الحق في هذه الصفات .
وبعد،،،
الكلام عن بعض الصفات كالكلام في البعض الآخر
ومن يفرق بين الصفات وهي ثابتة بالكتاب والسنة يعتبر ذلك خروجا على الكتاب والسنة وعدم احترام النصوص وعدم احترام وتقدير مَنْ نزَّل النصوص حق قدره وفي ذلك تلبيس للعقول حتى تجاوزت العقول حدودها فالعقول مُعْتَبَرة وهي التي بها التكليف لا يستهان بالعقول وبالأدلة العقلية إلا أن للعقول حد يجب أنْ لا تتجاوز العقول حدها ، أما إذا تجاوزت العقول حدها وخرجت على النصوص واعتُبرت النصوص فضلة ليست عمدة بل العمدة الأدلة العقلية هذا هو الضلال المبين هذا هو ما يؤخذ على الأشاعرة ..
قبل أن انتقل إلى الأصل الثاني لنناقض على ضوئه المعتزلة إن كان لدى أحد منكم أسئلة مدونة كما اتفقنا في الدرس السابق فلتأتِ الأسئلة إن وسع الوقت اجبنا عليها وإلا سوف نجيب عليها في المحاضرة القادمة .
[سائل يسأل عن موعد اختبار من الاختبارات التي في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية]
على كلٍّ الناحية الإدارية نحن لسنا مسئولون عنها هنا كَوْن الاختبار قريب أو بعيد،،
إنما نحن إذا حضرنا علينا أن نتكلم وإذا سئلنا علينا أن نجيب أما كون الاختبار قريب أو بعيد هذا له بحث آخر مع الإداريين فنحن هنا طلاب علم لسنا بإداريين وصلى الله وسلم وبارك على خير خلقه وعلى اله وصحبه .

جمال البليدي
2009-09-18, 20:47
سؤال للمشرفين
هل هذا منتدي إسلامي عام يعكس حقيقة عقيدة ومذهب الجزائريين(العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي)
أم هذه حظيرة وهابية
نعرف أن المتمسلفين الحشويين عندنا في الجزائر لايمثلون أكثر من اثنين بالمائة
مع أنهم فرق وطوائف لاتعد ولا تحصي

كلامك لا يثبت على التحقيق بعيد عن التصديق وذلك لأن الأشعرية لا يمكن إعتقادها إلا عن طريقة دراستها في جامعات وهيئات أو زوايا أو تقليد الأباء بخلاف السلفية فهي الفطرة فلو سألت أي إنسان عامي في الشارع أين الله ؟ لقال لك في السماء.
ولو سألته هل ينزل في الثلث الأخير من الليل لقال نعم
ولو سألته هل الله يتكلم لقال نعم .
فهل العامة يعرفون الكلام النفسي والحوادث والجوهر والعرض وما إلى ذلك من فلسفات الأشاعرة ؟!.
هذا أولا.
ثانيا:الأشعرية لم يكن لها الأثر في الجزائر إلا عن طريق السيف والقتل على يد ابن تورمت وفي هذا يقول العلامة مبارك الميلي-الأمين العام لجمعية العلماء المسلمين الجزائرين- مانصه: (((وكان أهل المغرب سلفيين حتى رحل ابن تومرت إلى الشرق وعزم على إحداث انقلاب بالمغرب سياسي علمي ديني،فأخذ بطريقة الأشعري ونصرها وسمى المرابطين السلفيين مجسمين، تم انقلابه على يد عبدالمؤمن فتم انتصار الأشاعرة بالمغرب ،واحتجبت السلفية بسقوط دولة صنهاجة ، فلم ينصرها بعدهم إلا أفراد قليلون من أهل العلم في أزمنة مختلفة ، ولشيخ قسنطينة في القرن الثاني عشر عبد القادر الراشدي أبيات في الانتصار للسلفيين طالعها:
خبرا عني المؤول أني كافر بالذي قضته العقول »تاريخ الجزائر في القديم والحديث (711).

ويقول العلامة البشير الإبراهيمي في رسالته التي أرسلها إلى الملك سعود بن عبد العزيز( ( ونحن - على كلّ حال - نشكر جلالتكم باسم الأمة الجزائرية السّلفيّة المجاهدة، ونهنئها بما هيّأ الله لها من اهتمام جلالتكم بها وبقضاياها، ونعدّ هذا الاهتمام مفتاح سعادتها وخيرها، وآية عناية الله بها، وأُولى الخطوات لتحريرها. أيّدكم الله بنصره وتولاّكم برعايته، ونصر بكم الحق، كما نصر بكم التوحيد، وجعلنا من جنوده في الحق ) .

)الإبراهيمي محمد البشير في قلب المعركة ط1 دار الأمة الجزائر .

ثالثا: لا يستقيم لك أن تنتسب للإمام مالك ثم تقول عن نفسك أشعري لأن الإمام مالك كان سلفيا ظهر قبل ظهور الأشعري وهو مخالف لما عليه الأشاعرة في عقائدهم
قال ابن القاسم: قلنا لمالك: الإيمان قول وعمل أو قول بلا عمل؟ قال مالك: بل قول وعمل. وقال أشهب بن عبد العزيز: قال مالك: أقام الناس يصلون نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا ثم أمروا بالبيت الحرام فقال تعالى: (وما كان الله ليضيع إيمانكم) يعني صلاتكم إلى بيت المقدس. قال مالك: وإني لأذكر هذه الآية قول المرجئة إن الصلاة ليست من الإيمان.
وأما مخالفته للأشاعرة(أقصد جهمية العصر) في الصفات فالإمام مالك يلتزم فيها مذهب السلف تبعا لمنهجه في إثبات العقيدة من "الكتاب والسنة" والحض على الاتباع والتحذير من الابتداع والتقليد، وقد اشتهر عنه قوله في الاستواء: إنه معلوم، وإن كيفه مجهول، والسؤال عنه بدعة، كما يروى هذا القول أيضا عن أم سلمة رضي الله عنها، وعن ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ الإمام مالك.

رابعا: أما لفظ(الحشوية) و(الوهابية) و(المتمسلفين) فإن هي إلا ألقاب تنفيرية ورثتموها عن أعداء الأنبياء والرسل ثم أعداء أهل السنة عبر العصور .

قال أبو عبد الله : وعلى هذا عهدنا في أسفارنا وأوطاننا كل من ‏ينسب إلى نوع الإلحاد‎ ‎والبدع لا ينظر إلى الطائفة المنصورة إلا ‏بعين الحقارة‎ ‎ويسميها‎ ‎الحشوية‎ .
معرفة علوم الحديث‎ (35) .
خامسا: أما دعواك أن أهل السنة السلفيين طوائف متعددة فهذا من الخلط والخبط والذين يقولون هذا إنما غاضهم كون السلفيين طائفة واحدة أصولهم نيرة معلومة ظاهرة فأرادوا أن يشتتوها فأطلقوا لفظ(السلفية) على كل من أجتمعت الأمة على ذمهم ولكن العبرة بالحقائق لا بالدعاوي فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم(((لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال وأموالهم )) .
ولو كانت الدعوى تنفع بمفردها لكان فرعون صادقا فيما ادعاه حيث قال الله تعالى عنه (قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد).
وما أحسن قول الشاعر
والدعاوي ما لم تقيموا عليها بينات أبناؤها أدعياء

فقل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.

مراد_2009
2009-09-22, 18:42
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبد الباسط http://www.djelfa.info/vb/images/buttons/viewpost.gif (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=1615949#post1615949)
سؤال للمشرفين
هل هذا منتدي إسلامي عام يعكس حقيقة عقيدة ومذهب الجزائريين(العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي)
أم هذه حظيرة وهابية
نعرف أن المتمسلفين الحشويين عندنا في الجزائر لايمثلون أكثر من اثنين بالمائة
مع أنهم فرق وطوائف لاتعد ولا تحصي


ألا فاليتقوا الله الذين يلقون الكلام هكذا من غير حجج
أقول لهذا أبوا عبد الباسط هذا يدل على أن المنهج الوحيد الذي له قبول في الجزائر هو منهج السلف لا منهج حدثني قلبي عن ربي و لا منهج ما في الجبة الا الله
و من قال لك أن العبرة بالكثرة لقد ذم الله الكثرة في القرءان في أكثر من موضع و مدح القلة
ولم أرى السلفيين الا طائفة واحدة ليس كطرق الصوفية التي تعد بالآلاف
نحمد الله على نعمة السنة أما أنتم فموتوا بغيضكم ان الله أعلم بالمهتدين

فادي03
2009-09-24, 15:32
الحق من الحق وهو اذن ياءتلف ولا يختلف فمتى كان الاختلاف فاحد المختلفين محق مع الحق والاخر مخالف للحق

جمال البليدي
2009-09-24, 18:34
الحق من الحق وهو اذن ياءتلف ولا يختلف فمتى كان الاختلاف فاحد المختلفين محق مع الحق والاخر مخالف للحق




بلا شك أن الطريق الذي يضمن لك نعمة الإسلام واحد لا يتعدد؛ لأن الله كتب الفلاح لحزب واحد فقط فقال: {أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلاَ إنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ المُفْلِحُون}، وكتب الغلبة لهذا الحزب وحده فقال: {وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا فَإنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الغالِبُون}.
ومهما بحثتَ في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فلن تجد تفريق الأمة إلى جماعات وتحزيبها في تكتلات إلا مذموماً، قال الله تعالى: {ولاَ تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِين فَرَّقُوا دِينَهُمْ وكانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُون}، وكيف يُقِر ربنا عز وجل أمة على التشتت بعدما عَصَمَها بحبله، وهو يُبرِّيء نبيّه صلى الله عليه وسلم منها حين تكون كذلك وتوعَّدها عليه فيقول: {إنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ في شَيْءٍ إنَّما أَمْرُهُمْ إلى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهمْ بِما كانُوا يَفْعَلُون}.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " خطَّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا، ثم قال: » هذا سبيل الله «، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله، ثم قال: » هذه سبل، وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو إليه «، ثم قرأ: {وأنَّ هَذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ولا تَتَّبِعُوا السُبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} " رواه أحمد وغيره وهو صحيح.
فدلّ هذا الحديث بنصه على أن الطريق واحد، قال ابن القيم: " وهذا لأن الطريق الموصل إلى الله واحد، وهو ما بَعث به رسله وأنزل به كتبه، ولا يصل إليه أحد إلا من هذه الطريق، ولو أتى الناسُ من كل طريق واستفتحوا من كل باب، فالطرق عليهم مسدودة، والأبواب عليهم مغلقة، إلا من هذا الطريق الواحد، فإنه متّصل بالله موصل إلى الله "( ).
قلت: ولكن كثرة بُنَيّاته العاديات تشكك فيه وتُخذِّل عنه، وإنما انحرف عنه من انحرف من الفرق استئناساً بالتَّعدُّد، وتوحُّشاً من التفرُّد، واستعجالاً للوصول، وجُبْناً عن تحمّل الطول؛ قال ابن القيم: " من استطال الطريق ضعُف مشيُه "( ).
والله المستعان.

نقلا عن كتاب مدارك النظر مع بعض التصرف.

صالح القسنطيني
2009-09-25, 12:06
مُحمَّد أمان بن علي الجامي ايها الاخوة المسلمين منهجه اشعري وليس سلفي

من اين لك بهذا ؟؟؟

rachidh
2009-09-25, 21:45
أيها الإخوة الأعزاء لقد أخطأت في حق الشيخ الجامي يرحمه الله لرجوع إلى ذاكرتي البعيدة بدون أن التحقق واليكم سيرته العطرة مع حذف ما كتبت

محمد بن أمان الجامي
اسمه : محمد أمان بن علي جامي ، ولد سنة 1349 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1349) هـ في الحبشة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8%D8%B4%D8%A9) ، وتعلم فيها ، وحفظ القرآن في نشأته وبعض علوم العربية والفقه ، ثم خرج من الحبشة إلى الصومال (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%84) , ثم إلى اليمن ومن هناك إلى مكة
مؤهلاته العلمية :

الثانوية من المعهد العلمي بالرياض


انتسب بكلية الشريعة وحصل على شهادتها سنة 1380 هـ ثم معادلة الماجستير في الشريعة من
جامعة البنجاب ثم الدكتوراه من دار العلوم بالقاهره ..
وفاته
لقد ابتلي في اخر عمره بمرض عضال حتى الزمه الفراش نحو عام
توفي إلى رحمة الله في صبيحة يوم الأربعاء السادس والعشرين من شهر شعبان سنة 1416 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1416) هـ
ودفن في بقيع الغرقد بالمدينة المنورة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B1%D8%A9)
كانت بداية طلبه للعلم في الحبشة حيث حفظ كتاب الله ودرس الفقه على مذهب الشافعي ودرس العربية على الشيخ محمد أمين الهرري ثم هاجر هو والشيخ عبد الكريم غلى بلاد التوحيد وطلب العلم فيها على كثير من أهل العلم منهم: 1-*الشيخ عبد الرزاق حمزة . 2-*الشيخ عبد الحق الهاشمي. 3-*الشيخ محمدعبدالله الصومالي. واستفاد من الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد أمين الشنقيطي والشيخ حماد الأنصاري رحم الله الجميع وتأثر الشيخ بالشيخ عبد الرزاق عفيفي والإمام بن سعدي والعلامة محمد خليل هراس والشيخ عبد الله القرعاوي رحم الله الجميع. حصل الشيخ على الثانوية من المعهد العلمي بالرياض ثم انتسب بكلية الشريعة وحصل على شهادتها سنة 1380 هجري ثم معادلة الماجستير في الشريعة من جامعة البنجاب عام 1974م ثم الدكتوراه من دار العلوم بالقاهرة. وقد أثنى عليه العلماء كثيرا وممن أثنى عليه : 1-*الشيخ عبد العزيز بن باز. 2-*الشيخ صالح الفوزان. 3-*الشيخ عبدالمحسن العباد. 4-*الشيخ صالح العبود. 5-*محمد بن علي بن محمد بن ثاني. 6-*محمد عبد الوهاب ألبنا. 7-*الشيخ عمر فلاتة. 8-*الشيخ محمد حمود الوائلي. 9-*الشيخ محمد عبدالرحمان الخميس.
ومن أبرز طلاب الشيخ: الشيخ ربيع والشيخ زيد والشيخ علي فقيهي والشيخ صالح السحيمي والشيخ عبد القادر السندي والشيخ إبراهيم الرحيلي.وغيرهم كثير. عرف الشيخ بعفة لسانه وعفوه وحلمه وعنايته بطلبته وصدعه بالحق فكان الشيخ شديدا في الحق ومن تتبع دروسه وكتبه وجد ذلك. وللشيخ العديد من المؤلفات منها: كتاب مجموع رسائل الجامي في العقيدة والسنة و أضواء على طريق الدعوة إلى الإسلام.وغيرها الكثير.

جمال البليدي
2009-09-25, 22:48
أيها الإخوة الأعزاء لقد أخطأت في حق الشيخ الجامي يرحمه الله لرجوع إلى ذاكرتي البعيدة بدون أن التحقق واليكم سيرته العطرة مع حذف ما كتبت

محمد بن أمان الجامي
اسمه : محمد أمان بن علي جامي ، ولد سنة 1349 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1349) هـ في الحبشة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a8%d8%b4%d8%a9) ، وتعلم فيها ، وحفظ القرآن في نشأته وبعض علوم العربية والفقه ، ثم خرج من الحبشة إلى الصومال (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d9%85%d8%a7%d9%84) , ثم إلى اليمن ومن هناك إلى مكة
مؤهلاته العلمية :

الثانوية من المعهد العلمي بالرياض


انتسب بكلية الشريعة وحصل على شهادتها سنة 1380 هـ ثم معادلة الماجستير في الشريعة من
جامعة البنجاب ثم الدكتوراه من دار العلوم بالقاهره ..
وفاته
لقد ابتلي في اخر عمره بمرض عضال حتى الزمه الفراش نحو عام
توفي إلى رحمة الله في صبيحة يوم الأربعاء السادس والعشرين من شهر شعبان سنة 1416 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1416) هـ
ودفن في بقيع الغرقد بالمدينة المنورة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%8a%d9%86%d8%a9_%d8%a7% d9%84%d9%85%d9%86%d9%88%d8%b1%d8%a9)
كانت بداية طلبه للعلم في الحبشة حيث حفظ كتاب الله ودرس الفقه على مذهب الشافعي ودرس العربية على الشيخ محمد أمين الهرري ثم هاجر هو والشيخ عبد الكريم غلى بلاد التوحيد وطلب العلم فيها على كثير من أهل العلم منهم: 1-*الشيخ عبد الرزاق حمزة . 2-*الشيخ عبد الحق الهاشمي. 3-*الشيخ محمدعبدالله الصومالي. واستفاد من الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد أمين الشنقيطي والشيخ حماد الأنصاري رحم الله الجميع وتأثر الشيخ بالشيخ عبد الرزاق عفيفي والإمام بن سعدي والعلامة محمد خليل هراس والشيخ عبد الله القرعاوي رحم الله الجميع. حصل الشيخ على الثانوية من المعهد العلمي بالرياض ثم انتسب بكلية الشريعة وحصل على شهادتها سنة 1380 هجري ثم معادلة الماجستير في الشريعة من جامعة البنجاب عام 1974م ثم الدكتوراه من دار العلوم بالقاهرة. وقد أثنى عليه العلماء كثيرا وممن أثنى عليه : 1-*الشيخ عبد العزيز بن باز. 2-*الشيخ صالح الفوزان. 3-*الشيخ عبدالمحسن العباد. 4-*الشيخ صالح العبود. 5-*محمد بن علي بن محمد بن ثاني. 6-*محمد عبد الوهاب ألبنا. 7-*الشيخ عمر فلاتة. 8-*الشيخ محمد حمود الوائلي. 9-*الشيخ محمد عبدالرحمان الخميس.
ومن أبرز طلاب الشيخ: الشيخ ربيع والشيخ زيد والشيخ علي فقيهي والشيخ صالح السحيمي والشيخ عبد القادر السندي والشيخ إبراهيم الرحيلي.وغيرهم كثير. عرف الشيخ بعفة لسانه وعفوه وحلمه وعنايته بطلبته وصدعه بالحق فكان الشيخ شديدا في الحق ومن تتبع دروسه وكتبه وجد ذلك. وللشيخ العديد من المؤلفات منها: كتاب مجموع رسائل الجامي في العقيدة والسنة و أضواء على طريق الدعوة إلى الإسلام.وغيرها الكثير.


الحمد لله الذي هدانا وإياك وشرح صدرونا إلى معرفة الحق وأهله الكرام.

عقيدتي عقيدتي
2009-09-25, 23:11
بارك الله فيكم و جزاكم خيرا عن السلفية و السلفيين

صالح القسنطيني
2009-09-28, 13:13
أيها الإخوة الأعزاء لقد أخطأت في حق الشيخ الجامي يرحمه الله لرجوع إلى ذاكرتي البعيدة بدون أن التحقق واليكم سيرته العطرة مع حذف ما كتبت

محمد بن أمان الجامي
اسمه : محمد أمان بن علي جامي ، ولد سنة 1349 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1349) هـ في الحبشة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a8%d8%b4%d8%a9) ، وتعلم فيها ، وحفظ القرآن في نشأته وبعض علوم العربية والفقه ، ثم خرج من الحبشة إلى الصومال (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d9%85%d8%a7%d9%84) , ثم إلى اليمن ومن هناك إلى مكة
مؤهلاته العلمية :

الثانوية من المعهد العلمي بالرياض


انتسب بكلية الشريعة وحصل على شهادتها سنة 1380 هـ ثم معادلة الماجستير في الشريعة من
جامعة البنجاب ثم الدكتوراه من دار العلوم بالقاهره ..
وفاته
لقد ابتلي في اخر عمره بمرض عضال حتى الزمه الفراش نحو عام
توفي إلى رحمة الله في صبيحة يوم الأربعاء السادس والعشرين من شهر شعبان سنة 1416 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1416) هـ
ودفن في بقيع الغرقد بالمدينة المنورة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%8a%d9%86%d8%a9_%d8%a7% d9%84%d9%85%d9%86%d9%88%d8%b1%d8%a9)
كانت بداية طلبه للعلم في الحبشة حيث حفظ كتاب الله ودرس الفقه على مذهب الشافعي ودرس العربية على الشيخ محمد أمين الهرري ثم هاجر هو والشيخ عبد الكريم غلى بلاد التوحيد وطلب العلم فيها على كثير من أهل العلم منهم: 1-*الشيخ عبد الرزاق حمزة . 2-*الشيخ عبد الحق الهاشمي. 3-*الشيخ محمدعبدالله الصومالي. واستفاد من الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد أمين الشنقيطي والشيخ حماد الأنصاري رحم الله الجميع وتأثر الشيخ بالشيخ عبد الرزاق عفيفي والإمام بن سعدي والعلامة محمد خليل هراس والشيخ عبد الله القرعاوي رحم الله الجميع. حصل الشيخ على الثانوية من المعهد العلمي بالرياض ثم انتسب بكلية الشريعة وحصل على شهادتها سنة 1380 هجري ثم معادلة الماجستير في الشريعة من جامعة البنجاب عام 1974م ثم الدكتوراه من دار العلوم بالقاهرة. وقد أثنى عليه العلماء كثيرا وممن أثنى عليه : 1-*الشيخ عبد العزيز بن باز. 2-*الشيخ صالح الفوزان. 3-*الشيخ عبدالمحسن العباد. 4-*الشيخ صالح العبود. 5-*محمد بن علي بن محمد بن ثاني. 6-*محمد عبد الوهاب ألبنا. 7-*الشيخ عمر فلاتة. 8-*الشيخ محمد حمود الوائلي. 9-*الشيخ محمد عبدالرحمان الخميس.
ومن أبرز طلاب الشيخ: الشيخ ربيع والشيخ زيد والشيخ علي فقيهي والشيخ صالح السحيمي والشيخ عبد القادر السندي والشيخ إبراهيم الرحيلي.وغيرهم كثير. عرف الشيخ بعفة لسانه وعفوه وحلمه وعنايته بطلبته وصدعه بالحق فكان الشيخ شديدا في الحق ومن تتبع دروسه وكتبه وجد ذلك. وللشيخ العديد من المؤلفات منها: كتاب مجموع رسائل الجامي في العقيدة والسنة و أضواء على طريق الدعوة إلى الإسلام.وغيرها الكثير.


بورك فيك اخي... و إذا اردت ان تطمئن اكثر...فقرأ رسالة الدكتوراه للشيخ فهي في باب الأسماء و الصفات

لتعرف عنه المزيد و تدرك عقيدته السنية السلفية الأثرية .