محمَّد أمينْ ~
2015-06-28, 12:35
http://www.lamst-a.net/upfiles/e0o49403.gif
... أَهدَتني لَيْلةُ الباَرِحة [ كابُوسًا ] !
..
من حيٍّ صَلقعٍ حاَلك ، وجدتني فجأة عَلى طريٍق ورديَّة ، خَفيفة كالسَّحاب ، بهيَّّة كالربيع ، تجعَلُك تخفِّف السُّرعة ، كما تفعلُ [ المطبَّاتُ ] بطُرقتِنا الهَرمه . كانّت تتوسط جبالا مِن نَاطحاتِ الدِّيم ، تتشعَّبُ منها ، شوارعُ تغتسلُ ، و تنثُر عِبقاً يطردُ قوافِل الخمول ، كشوارعنا التي تتبوَّل ، و تنثُر ريحاً كريهاً ، يطرُد جحافلَ النَّباهة !
..
و فيمَا يمَاثلُ إرَب لوحةٍ فنِّية مُزخرفة ، يَلُوح عندَ ذيْل الطريقِ الغنيَّة باللاَّفتاتِ الإشهاريَّة الرقميَّة ، [ قوسُ قزحٍ ] يصِلُ فُروع الحاضِرة ، التي يقصُّها نهرٌ على قيدِ الحياة ! .. تطفُو على مياهه العَذبةِ ، أسواقٌ متنقِّلة و قوَاربُ صَيْد محمَّلة عائدةٍ مِن المُحيط ، كتلكَ القوارب الهشّة التي ترمي بإِخواننا [ السُّعداء ] نحَو الهلاكِ ، أو مُعجِزة الخلاصِ مِن بطْنِ الحُوت.
..
بجوفِ الحَاضرَة ، شيءٌ يُحاكِي مملكةَ النَّحلِ ، فالكلُّ يسعى و يحفِد ، في جوٍّ يزيدُه بيَّاعُ الوُرود المُبتسم روعةً على روْعَة أنغامٍ محليَّة أصيلَة تنبثقُ من إحدى الإستِراحات النَّقية التي توظِّفُ [ رجالا آليين ] ! .. في مَشهدٍ يُعيدٌُ لذاكرتي المُنهكَة ، صورَة مَقاهيناَ المُتعفِّنة وَ الغارِقة بسُحب الدُّخان ، و دهاليزِ الصَّخب ، في جوٍّ يزيدُه محلُّ الورود المُغلق منذُ أزيدَ مِن نصف قرنٍ كآبة على كآبة العاطلينَ المتمسِّكين بسيجارةٍ و كوبِ قهوة مُركَّزه !
..
بإحدى زوايا الحاضِرَة ، حيٌّ إداريٌّ يشبهُ قطعَ السُّكر ، تحوِشُه حديقَة إنتظارٍ تجودُ بأزهار خاليةِ منْ أشواكِ [ البيروقراطيَة ] .. كتلكَ المستوطنَة بشبابيكِ إداراتناَ المُكتظَّة ، .. و تتخلَّلُ السُّبل الرَّئيسَة مُستشفياتٌ شاهقَةٌ ، .. يقطنها شبابٌٌ فقَراء ذوي علم و حكمة ، ..كمستشفياتنا العتيقَة ، التي يحتلُّها شبابٌ ذوي جاه و سند دنيوي ، و شهادات جامعية من كليَّاتٍ فقيرَه خرِبت مُعظمُ [ حمَّاماتها ] و شوهت جدرانها ، ككلياتِ الحاضرة الشَّامخة ، التي تجودُ بخيرَة أشبالِ الأمة ، لخدمة الأمة و العالم ، الذين نشأوا في مدارِس [ للتربية ] و بمناهج كالسلسبيل ، و بلباس موحَّد كحلة طبيعية تكسِرُ كلَّ تفرقة أو تمييز ، و بزوايا أخرى على الجوانب ملاعبُ كرة و مضاميرُ رياضة أسطوريَّة ، .. كأسطورتنا [ المقفلةِ ] للصيانة منذ يومِ الشباب و الإستقلال .. ، و بعيدا عنِ الحاضرة ، تلوحُ بالأفق مدينةٌ صناعية مهيبة ، لا تصومُ أبداً ، و لا تٌقومُ بشيء آخر غيرَ الإنتاج ، كقُرانا الصناعية التي تصومُ الدَّهر ، و لا تقوم بشيءٍ آخر عدا الإسْتهلاك !
..
و تحوِشُ مداخلَ الحاضرَة ، سهولٌ و جنانٌ ، تجود بما لذَّ و طابَ من الخضرواتِ و الفواكه و المحاصيلِ الزراعيَّة ، .. كسهولنا التي استثمرناها في بناءِ أنصافِ [ العماراتِ ] العجيبة ، الموزعةِ بـــ إنصافٍ و [ عدل ] !
..
شكراً لليلةِ البارحه ، أهدتني كابوساً جميلاً :)
..
شتَّان بينَ مسؤولٍ شابٍّ [ قِنطير ] ذي كفاءة ، و عجوز تجاوز [ القِنطار ] وذي شرعية هرمه
بقلم : ب.محَمَّد أمينْ ~
........[ صحَّ فطوركم ]
... أَهدَتني لَيْلةُ الباَرِحة [ كابُوسًا ] !
..
من حيٍّ صَلقعٍ حاَلك ، وجدتني فجأة عَلى طريٍق ورديَّة ، خَفيفة كالسَّحاب ، بهيَّّة كالربيع ، تجعَلُك تخفِّف السُّرعة ، كما تفعلُ [ المطبَّاتُ ] بطُرقتِنا الهَرمه . كانّت تتوسط جبالا مِن نَاطحاتِ الدِّيم ، تتشعَّبُ منها ، شوارعُ تغتسلُ ، و تنثُر عِبقاً يطردُ قوافِل الخمول ، كشوارعنا التي تتبوَّل ، و تنثُر ريحاً كريهاً ، يطرُد جحافلَ النَّباهة !
..
و فيمَا يمَاثلُ إرَب لوحةٍ فنِّية مُزخرفة ، يَلُوح عندَ ذيْل الطريقِ الغنيَّة باللاَّفتاتِ الإشهاريَّة الرقميَّة ، [ قوسُ قزحٍ ] يصِلُ فُروع الحاضِرة ، التي يقصُّها نهرٌ على قيدِ الحياة ! .. تطفُو على مياهه العَذبةِ ، أسواقٌ متنقِّلة و قوَاربُ صَيْد محمَّلة عائدةٍ مِن المُحيط ، كتلكَ القوارب الهشّة التي ترمي بإِخواننا [ السُّعداء ] نحَو الهلاكِ ، أو مُعجِزة الخلاصِ مِن بطْنِ الحُوت.
..
بجوفِ الحَاضرَة ، شيءٌ يُحاكِي مملكةَ النَّحلِ ، فالكلُّ يسعى و يحفِد ، في جوٍّ يزيدُه بيَّاعُ الوُرود المُبتسم روعةً على روْعَة أنغامٍ محليَّة أصيلَة تنبثقُ من إحدى الإستِراحات النَّقية التي توظِّفُ [ رجالا آليين ] ! .. في مَشهدٍ يُعيدٌُ لذاكرتي المُنهكَة ، صورَة مَقاهيناَ المُتعفِّنة وَ الغارِقة بسُحب الدُّخان ، و دهاليزِ الصَّخب ، في جوٍّ يزيدُه محلُّ الورود المُغلق منذُ أزيدَ مِن نصف قرنٍ كآبة على كآبة العاطلينَ المتمسِّكين بسيجارةٍ و كوبِ قهوة مُركَّزه !
..
بإحدى زوايا الحاضِرَة ، حيٌّ إداريٌّ يشبهُ قطعَ السُّكر ، تحوِشُه حديقَة إنتظارٍ تجودُ بأزهار خاليةِ منْ أشواكِ [ البيروقراطيَة ] .. كتلكَ المستوطنَة بشبابيكِ إداراتناَ المُكتظَّة ، .. و تتخلَّلُ السُّبل الرَّئيسَة مُستشفياتٌ شاهقَةٌ ، .. يقطنها شبابٌٌ فقَراء ذوي علم و حكمة ، ..كمستشفياتنا العتيقَة ، التي يحتلُّها شبابٌ ذوي جاه و سند دنيوي ، و شهادات جامعية من كليَّاتٍ فقيرَه خرِبت مُعظمُ [ حمَّاماتها ] و شوهت جدرانها ، ككلياتِ الحاضرة الشَّامخة ، التي تجودُ بخيرَة أشبالِ الأمة ، لخدمة الأمة و العالم ، الذين نشأوا في مدارِس [ للتربية ] و بمناهج كالسلسبيل ، و بلباس موحَّد كحلة طبيعية تكسِرُ كلَّ تفرقة أو تمييز ، و بزوايا أخرى على الجوانب ملاعبُ كرة و مضاميرُ رياضة أسطوريَّة ، .. كأسطورتنا [ المقفلةِ ] للصيانة منذ يومِ الشباب و الإستقلال .. ، و بعيدا عنِ الحاضرة ، تلوحُ بالأفق مدينةٌ صناعية مهيبة ، لا تصومُ أبداً ، و لا تٌقومُ بشيء آخر غيرَ الإنتاج ، كقُرانا الصناعية التي تصومُ الدَّهر ، و لا تقوم بشيءٍ آخر عدا الإسْتهلاك !
..
و تحوِشُ مداخلَ الحاضرَة ، سهولٌ و جنانٌ ، تجود بما لذَّ و طابَ من الخضرواتِ و الفواكه و المحاصيلِ الزراعيَّة ، .. كسهولنا التي استثمرناها في بناءِ أنصافِ [ العماراتِ ] العجيبة ، الموزعةِ بـــ إنصافٍ و [ عدل ] !
..
شكراً لليلةِ البارحه ، أهدتني كابوساً جميلاً :)
..
شتَّان بينَ مسؤولٍ شابٍّ [ قِنطير ] ذي كفاءة ، و عجوز تجاوز [ القِنطار ] وذي شرعية هرمه
بقلم : ب.محَمَّد أمينْ ~
........[ صحَّ فطوركم ]