أحمد محمدي الجزائري
2015-06-22, 14:32
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين أما بعد ...
فإن الغيبة عادة سيئة وخلق ذميم انتشر بين قطاع عريض من الناس ، وهذا الأمر على خطورته في الدنيا و الآخرة لم يَأْبَه بِهِ كثير من الناس ، فإنك لا تكاد تجلس في مجلس إلا وهذا الوباء موجود فيه ، و سبب انتشاره هو عدم إدراك خطورته فانظر – رعاك الله - إلى هذه النصوص الكريمة لِيَتَبيَّن لك شناعة الغيبة و خطورتها :
قال الله تعالى :
1-) ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أحيه مَيْتاً فكرهتموه
2-) مَا يلفظ مِنْ قول إلا لديه رقيب عتيد
3-) إنَّ السمع و البصر و الفؤاد كل أُلـئك كان عنه مسؤولا
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
1-) [ (( أتدرون ما الغيبة ؟ )) قالوا : الله و رسوله أعلم ، قال : (( ذِكْرُكَ أخاك بما يكره )) قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال :(( إن كان فيه ما تقول فقد اغْتَبْتَه ، إن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتَّه )) ] رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
2-) [(( إن العبد ليتكلّم بالكلمة ما يَتَبيَّن فيها يَزِلُّ بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب )) ] متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
3-) [(( لمَّا عُرِجَ بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون – يجرحون – وجوههم وصدورهم ، فقلت :من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم ))] رواه أبوداود من حديث أنس رضي الله عنه وانظر الصحيحة (533)
* بواعث الغيبة :
قال شيخ الإسلام رحمه الله في بواعث الغيبة :
أ*) إن الإنسان قد يغتاب موافقة لجلسائه ... فلو أنكر عليهم لقطع المجلس واستثقله أهل المجلس .
ب*) ومنهم من يخرج الغيبة في قالب ديانة وصلاح ويقول إنه مسكين رجل جيد ولكن فيه كذا و كذا ، وربما يقول دعونا منه يغفر لنا وله وقصده من ذلك استنقاصه !
ت*) ومنهم من يخرج الغيبة في قالب سخرية ولعب ليضحك غيره بمحاكاته واستصغار المستهزئ به !
ث*) و منهم من يخرج الغيبة في قالب تعجُّب فيقول : تعجبت من فلان كيف لا يفعل كذا و كذا ، ومن فلان كيف فعل كذا و كذا !
ج*) و منهم من يخرج الغيبة في قالب الاغتمام فيقول : مسكين فلان غمَّني ما جرى له وما تمَّ له ، فيظن من يسمعه أنه يغتم له و يتأسف وقلبه منوط على التَّشَفِّي به !
ح*) ومنهم من يظهر الغيبة في قالب غضب إنكار منكر وقصده غير ما أظهر ! ا.هـ بتصرُّف
* وبعضهم إذا نصحه الناس عن غيبة شخص يقول : أنا أقول له نفس الكلام أمامه ، ولا أخاف حتى لو قلت الكلام أمامه ، فقوله في عدم وجوده يعتبر من الغيبة !! ا.هـ صاحب مختصر الكبائر للذهبي
* وما أحسن ما قاله الإمام النووي رحمه الله : إعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام ، إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة ومتى ما استوى الكلام وتركه في المصلحة فالسنه الإمساك عنه لأنه قد يَنْجَر الكلام المباح إلى حرام ومكروه وذلك كثير في العادة ، و السلامة لا يعدلها شئ .
ا.هـ رياض الصالحين ( باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان )
* علاج الغيبة :
فلعلاج الغيبة لابد من تذكُّر أن :
1) المغتاب متعرّض لسخط الله ومقته وعقابه .
2) أن حسناته تنتقل إلى من اغتابه .
3) ينبغي للمغتاب أن يفكر في عيوب نفسه ويشتغل بإصلاحها ويستحيي أن يعيب وهو مُعاب .
4) أن يتذكر وهو يغتاب أنه كمن يأكل لحم أخيه المسلم .
5) تذكُّر الآيات والأحاديث الواردة في الغيبة وحبس اللسان . ا.هـ ذكره صاحب كتاب التوبة من الغيبة
* و التوبة من الغيبة لا تتم إلا بأربعة شروط :
1) أن يقلع عن الغيبة في الحال 2) أن يندم على فعلها 3) أن يعزم ألا يعود إليها 4) أن يطلب العفو ممن اغتابه .
*) وهناك أمور تجوز فيها الغيبة جوزها العلماء للأدلة التي وردت فيها وهي مجموعة في قول الشاعر :
و القدح ليس بغيبة في ستة ** متظلم ومعرِّف ومحذِّر
ومجاهر فسقا ومستفت ومن ** طلب الإعانة في إزالة منكر
و في الختام فليتق الله أُناس أطلقوا ألسنتهم في إخوانهم المسلمين و أعراضهم وليتذكرا قول الله : ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد
و الحمد لله رب العالمين .
منقول:موقع التصفية و التربية
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين أما بعد ...
فإن الغيبة عادة سيئة وخلق ذميم انتشر بين قطاع عريض من الناس ، وهذا الأمر على خطورته في الدنيا و الآخرة لم يَأْبَه بِهِ كثير من الناس ، فإنك لا تكاد تجلس في مجلس إلا وهذا الوباء موجود فيه ، و سبب انتشاره هو عدم إدراك خطورته فانظر – رعاك الله - إلى هذه النصوص الكريمة لِيَتَبيَّن لك شناعة الغيبة و خطورتها :
قال الله تعالى :
1-) ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أحيه مَيْتاً فكرهتموه
2-) مَا يلفظ مِنْ قول إلا لديه رقيب عتيد
3-) إنَّ السمع و البصر و الفؤاد كل أُلـئك كان عنه مسؤولا
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
1-) [ (( أتدرون ما الغيبة ؟ )) قالوا : الله و رسوله أعلم ، قال : (( ذِكْرُكَ أخاك بما يكره )) قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال :(( إن كان فيه ما تقول فقد اغْتَبْتَه ، إن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتَّه )) ] رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
2-) [(( إن العبد ليتكلّم بالكلمة ما يَتَبيَّن فيها يَزِلُّ بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب )) ] متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
3-) [(( لمَّا عُرِجَ بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون – يجرحون – وجوههم وصدورهم ، فقلت :من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم ))] رواه أبوداود من حديث أنس رضي الله عنه وانظر الصحيحة (533)
* بواعث الغيبة :
قال شيخ الإسلام رحمه الله في بواعث الغيبة :
أ*) إن الإنسان قد يغتاب موافقة لجلسائه ... فلو أنكر عليهم لقطع المجلس واستثقله أهل المجلس .
ب*) ومنهم من يخرج الغيبة في قالب ديانة وصلاح ويقول إنه مسكين رجل جيد ولكن فيه كذا و كذا ، وربما يقول دعونا منه يغفر لنا وله وقصده من ذلك استنقاصه !
ت*) ومنهم من يخرج الغيبة في قالب سخرية ولعب ليضحك غيره بمحاكاته واستصغار المستهزئ به !
ث*) و منهم من يخرج الغيبة في قالب تعجُّب فيقول : تعجبت من فلان كيف لا يفعل كذا و كذا ، ومن فلان كيف فعل كذا و كذا !
ج*) و منهم من يخرج الغيبة في قالب الاغتمام فيقول : مسكين فلان غمَّني ما جرى له وما تمَّ له ، فيظن من يسمعه أنه يغتم له و يتأسف وقلبه منوط على التَّشَفِّي به !
ح*) ومنهم من يظهر الغيبة في قالب غضب إنكار منكر وقصده غير ما أظهر ! ا.هـ بتصرُّف
* وبعضهم إذا نصحه الناس عن غيبة شخص يقول : أنا أقول له نفس الكلام أمامه ، ولا أخاف حتى لو قلت الكلام أمامه ، فقوله في عدم وجوده يعتبر من الغيبة !! ا.هـ صاحب مختصر الكبائر للذهبي
* وما أحسن ما قاله الإمام النووي رحمه الله : إعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام ، إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة ومتى ما استوى الكلام وتركه في المصلحة فالسنه الإمساك عنه لأنه قد يَنْجَر الكلام المباح إلى حرام ومكروه وذلك كثير في العادة ، و السلامة لا يعدلها شئ .
ا.هـ رياض الصالحين ( باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان )
* علاج الغيبة :
فلعلاج الغيبة لابد من تذكُّر أن :
1) المغتاب متعرّض لسخط الله ومقته وعقابه .
2) أن حسناته تنتقل إلى من اغتابه .
3) ينبغي للمغتاب أن يفكر في عيوب نفسه ويشتغل بإصلاحها ويستحيي أن يعيب وهو مُعاب .
4) أن يتذكر وهو يغتاب أنه كمن يأكل لحم أخيه المسلم .
5) تذكُّر الآيات والأحاديث الواردة في الغيبة وحبس اللسان . ا.هـ ذكره صاحب كتاب التوبة من الغيبة
* و التوبة من الغيبة لا تتم إلا بأربعة شروط :
1) أن يقلع عن الغيبة في الحال 2) أن يندم على فعلها 3) أن يعزم ألا يعود إليها 4) أن يطلب العفو ممن اغتابه .
*) وهناك أمور تجوز فيها الغيبة جوزها العلماء للأدلة التي وردت فيها وهي مجموعة في قول الشاعر :
و القدح ليس بغيبة في ستة ** متظلم ومعرِّف ومحذِّر
ومجاهر فسقا ومستفت ومن ** طلب الإعانة في إزالة منكر
و في الختام فليتق الله أُناس أطلقوا ألسنتهم في إخوانهم المسلمين و أعراضهم وليتذكرا قول الله : ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد
و الحمد لله رب العالمين .
منقول:موقع التصفية و التربية