princebio
2015-06-12, 16:27
لا أدري لماذا أكتب هذا اليوم بالضبط ، ربما لأن شهر رمضان اقترب ، كلما اقترب هذا الشهر التهبت عواطفي و اشتعل فؤادي و دمع قلبي قبل عيني، نعم ففي رمضان غاب عني أعز الأحباب ، طار في السماء كالملاك ، كصفحة نزعت من رواية ألف ليلة و ليلة، آه يا نور العين ، يا بهجتي و يا مهجتي ، أتذكر جيدا ذلك اليوم ، 17 رمضان ، أحسست ذلك اليوم بأن النهاية اقتربت و أنه لابد من الفراق ، فقد زرتها في المستشفى ، نعم زرت ابنة أختي الصغيرة صاحبة الثمان سنوات ، لقد كانوا قد أعلمونا بأنها توفت بعد أن توقف قلبها و لكن في الطريق علمنا بأنه عاد لينبض من جديد، لامس بعض الأمل قلبي و لكني كنت متيقن من أنها النهاية ، إنه إحساس روحي لا يمكن وصفه ، انطلقت بالسيارة بكل سرعة ، لم أكن أرى الطريق أمامي ، لم تعد تعني الحياة لي شيئا ، أتمنى فقط أن أصل لأراها تبتسم في وجهي ، يا له من شعور........
وصلت إلى المستشفى ، و دخلت إلى قاعة العناية المركزة و شاهدتها من خلف الزجاج ، ملاكي الحبيب يتنفس تنفسا اصطناعيا ، و أنبوب التنفس في جوفه ، لم أتمالك نفسي فانهمرت دموعي حارة على وجهي ، و ناديتها : " إيمان ، إيمان...." ، كنت أعلم بأنها لن تسمعني ، كانت أختي الطبيبة بجنبها فحركتها و قالت لها : " إيمان أنظري خالك هنا....." ، فسبحان الله حاولت أن تفتح عينيها و رفعت رأسها نحوي و انهمرت دموعها و هي تشير لي بيدها إلى اللقاء ، لقد حان الوداع يا خالي العزيز ، لن أسمع حكاياتك الليلية بعد اليوم ، لن أتجول معك في السيارة ، لن أكون صديقتك بعد اليوم...... كأن قلبها عاد لينبض فقط من أجل أن تقول لي وداعا، صدقوني لم أشعر بشعور مماثل منذ ولدت ، كأنني في حلم أو غيبوبة ...... هل سيرحل عني حبيبي الصغير الذي لم أكن أطيق فراقه ، هذا الملاك الذي لم يكذب يوما ، و لم يسرق يوما ، و كان يستغفر الله دائما في المستشفى و يدعو الله بالرحمة .
عدت إلى المنزل منهار القوى ، صورتها لم تفارق خيالي ، دموعها البريئة سكنت في مخيلتي ، يا الله ، يا لطيف ، الطف بنا يا رب، عندما أذن المغرب لم نستطع الافطار ، فقط بعد الماء..... ثم انطلقت مع عائلتي إلى المستشفى ، كنت أعلم في قرارة نفسي أن كل شيء انتهى ، و صلت إلى المستشفى و يا ليتني لم أصل ، عند باب العناية المركزة اخبرونا بأنها ماتت عند المغرب، لا إله إلا الله ، إن لله و إن إليه راجعون ، دخلت عند حبيبي و هو ممدد على سريره ، قبلت خديها و قدميها ، ثم لاحظت بأن دموعها التي انهمرت صباحا لم تجف فوضعت اصبعي في عينها و أخذت قطرة من دمعها ووضعتها على عيني، لا أدري لماذا ، ربما لأن تلك الدموع نزلت من أجلي ......
أحسست بأن كل شيء انتهى ، لم أعد أشعر بشيء ، خر جسدي على الارض ، هل ستغيبين عني إلى الابد ، آه يا بنت أختي الصغيرة ، لم أحب شخصا في الدنيا مثلك فلماذا تذهبين الآن ، لمن تركت الحكايات التي أرويها، لمن تركت مكانك في سيارتي و نحن نتجول و نضحك ، من سيسليني بعد اليوم ، من سيوقظني صباحا ليقول لي انهض يا كسول .......
لم أنم تلك الليلة ، و في الغد صباحا ذهبنا إلى مصلحة الجثث ، أعطيناهم الوثائق ، فقال المسؤول لصديقه :" رقم 22 " ، حبيبتي أصبحت عبارة عن رقم ، يا الله ، حملتها ووضعتها في الصندوق و دموعي الحارة تنسكب على كفنها ، كنت متيقنا بأنها تقول لي لا تبك يا خالي ، فلا ألم و لا حزن بعد اليوم ، إني ذاهبة إلى رب رحيم ....
ركبت في خلف الشاحنة مع أميرتي و هي نائمة في الصندوق ، تكلمت معها طول الطريق و أنشدت لها أنشودتها التي تحب ، فهي بلا شك تسمعني و تضحك كالعادة ، كنت أقول لها اللقاء في الجنة بإذن الرحمان ، اللقاء في الجنة ان شاء الله ...... داعبت وجهها طوال الطريق و كنت أمسك بأنفها كما كنت أفعل عادة معها لأمازحها.....
دفنت حبيبتي بيدي ، و دفنت معها جزءا مني ، و لكني أطمع و أرجو من الله أن يلاقيني بها و بكل الأحبة في الجنة...... قولوا آمين
وصلت إلى المستشفى ، و دخلت إلى قاعة العناية المركزة و شاهدتها من خلف الزجاج ، ملاكي الحبيب يتنفس تنفسا اصطناعيا ، و أنبوب التنفس في جوفه ، لم أتمالك نفسي فانهمرت دموعي حارة على وجهي ، و ناديتها : " إيمان ، إيمان...." ، كنت أعلم بأنها لن تسمعني ، كانت أختي الطبيبة بجنبها فحركتها و قالت لها : " إيمان أنظري خالك هنا....." ، فسبحان الله حاولت أن تفتح عينيها و رفعت رأسها نحوي و انهمرت دموعها و هي تشير لي بيدها إلى اللقاء ، لقد حان الوداع يا خالي العزيز ، لن أسمع حكاياتك الليلية بعد اليوم ، لن أتجول معك في السيارة ، لن أكون صديقتك بعد اليوم...... كأن قلبها عاد لينبض فقط من أجل أن تقول لي وداعا، صدقوني لم أشعر بشعور مماثل منذ ولدت ، كأنني في حلم أو غيبوبة ...... هل سيرحل عني حبيبي الصغير الذي لم أكن أطيق فراقه ، هذا الملاك الذي لم يكذب يوما ، و لم يسرق يوما ، و كان يستغفر الله دائما في المستشفى و يدعو الله بالرحمة .
عدت إلى المنزل منهار القوى ، صورتها لم تفارق خيالي ، دموعها البريئة سكنت في مخيلتي ، يا الله ، يا لطيف ، الطف بنا يا رب، عندما أذن المغرب لم نستطع الافطار ، فقط بعد الماء..... ثم انطلقت مع عائلتي إلى المستشفى ، كنت أعلم في قرارة نفسي أن كل شيء انتهى ، و صلت إلى المستشفى و يا ليتني لم أصل ، عند باب العناية المركزة اخبرونا بأنها ماتت عند المغرب، لا إله إلا الله ، إن لله و إن إليه راجعون ، دخلت عند حبيبي و هو ممدد على سريره ، قبلت خديها و قدميها ، ثم لاحظت بأن دموعها التي انهمرت صباحا لم تجف فوضعت اصبعي في عينها و أخذت قطرة من دمعها ووضعتها على عيني، لا أدري لماذا ، ربما لأن تلك الدموع نزلت من أجلي ......
أحسست بأن كل شيء انتهى ، لم أعد أشعر بشيء ، خر جسدي على الارض ، هل ستغيبين عني إلى الابد ، آه يا بنت أختي الصغيرة ، لم أحب شخصا في الدنيا مثلك فلماذا تذهبين الآن ، لمن تركت الحكايات التي أرويها، لمن تركت مكانك في سيارتي و نحن نتجول و نضحك ، من سيسليني بعد اليوم ، من سيوقظني صباحا ليقول لي انهض يا كسول .......
لم أنم تلك الليلة ، و في الغد صباحا ذهبنا إلى مصلحة الجثث ، أعطيناهم الوثائق ، فقال المسؤول لصديقه :" رقم 22 " ، حبيبتي أصبحت عبارة عن رقم ، يا الله ، حملتها ووضعتها في الصندوق و دموعي الحارة تنسكب على كفنها ، كنت متيقنا بأنها تقول لي لا تبك يا خالي ، فلا ألم و لا حزن بعد اليوم ، إني ذاهبة إلى رب رحيم ....
ركبت في خلف الشاحنة مع أميرتي و هي نائمة في الصندوق ، تكلمت معها طول الطريق و أنشدت لها أنشودتها التي تحب ، فهي بلا شك تسمعني و تضحك كالعادة ، كنت أقول لها اللقاء في الجنة بإذن الرحمان ، اللقاء في الجنة ان شاء الله ...... داعبت وجهها طوال الطريق و كنت أمسك بأنفها كما كنت أفعل عادة معها لأمازحها.....
دفنت حبيبتي بيدي ، و دفنت معها جزءا مني ، و لكني أطمع و أرجو من الله أن يلاقيني بها و بكل الأحبة في الجنة...... قولوا آمين