اخت امين
2015-06-10, 22:54
http://www.foxpic.com/V14nRbTb.png (http://www.foxpic.com/)
الحمد لله رب العالمين , والصـلاة والسـلام على سـيدنا محمـد الصـادق الوعـد الأمين وبعد :
إخواني وأخواتي تعلمون أن من عظيم نعمة الله تعالى علينا نعمة البصر ، وبها امتن الله تعالى على خلقه في آياتٍ كثيرة كقوله سبحانه : ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (النحل:78) .
http://www.foxpic.com/V10OU0Pa.gif (http://www.foxpic.com/)
وشكر هذه النعمة من أوجب الواجبات على العبد ، حيث لا يكافئها عمل الليل والنهار وإن بلغ خمسمائة عام،إذا عُلم هذا أخواني وأخواتي – بارك الله فيهم – تحتم علينا جميعاً أن نستحي من صاحب هذه النعمة ، وأن نراقبه فيها فلا ننظر إلى ما حرّم الله ، وأن نسخرها فيما يرضي الله عنا ، ونعلم أننا غداً سوف نُسئل عما رأيناه بأبصارنا قال تعالى : ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)(الإسراء: من الآية36) .
http://www.foxpic.com/V1bVJ6HY.jpg (http://www.foxpic.com/)
وهذا أمر رباني عام للرجال والنساء بغض الأبصار عمّا حرّم الله تعالى عليهم ، والمراد غض البصر عن العورة وعن محل الشهوة ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – (قد أمر الله في كتابه بغضّ البصر، وهو نوعان: غضّ البصر عن العورة، وغضّه عن محلّ الشهوة. فالأول منهما كغضّ الرجل بصره عن عورة غيره، كما قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة )) ، ويجب على الإنسان أن يستر عورته .... وأمّا النوع الثاني: فهو غضّ البصر عن الزينة الباطنة من المرأة الأجنبية، وهو أشدّ من الأول [ الفتاوى : 414 ) .
http://www.foxpic.com/V0SsxvZZ.jpg (http://www.foxpic.com/)
وكلا هذين النوعين مما يتلف الفروج بالوقوع في المحظور من الزنى واللواط شاء الإنسان أم أبى ! ، ولهذا عقّب الله تعالى بذكر حفظ الفروج بعد الأمر بغض البصر ، وقد قال أهل العلم والعقل : ( أن مبدأ طريق الزنى بنظرة ! ) ، وجاء وصفها بأنها سهم من سهام إبليس يصاب بها المرء فيقع في مصيدته ! .
والأمر في الآية للوجوب ، لا صارف له عن محارم الله تعالى ، وعلى ذلك فمن أفرط بصره ونظر به إلى المحرمات فقد وقع في محاذير كثيرة.
عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال : قال عليه الصلاة والسلام :
(( النظرة سهمٌ مسموم من سهام إبليس ، من تركها من خوف الله تعالى، أثابه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه ))
[ أخرجه الحاكم في مستدركه ]
http://www.foxpic.com/VCERxDWP.jpg (http://www.foxpic.com/)
فما الذي جعل القلوب تموت ، والأمزجة تنتكس ، والفطر تفسد : غير فرط النظر للمحرمات ، والله المستعان .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( فالنّظر داعية إلى فساد القلب، قال بعض السلف : النظر سهمُ سمٍّ إلى القلب ) [ الفتاوى : 15/395] .
http://www.foxpic.com/V1sZgox4.jpg (http://www.foxpic.com/)
قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( الشيطان من الرجل في ثلاثة : في نظره وقلبه وذَكَره ، وهو من المرأة في ثلاثة : في بصرها وقلبها وعجُزها ) .
قال سعيد بن أبي الحسن: قلتُ للحسن: إنّ نساء العجم يكشفن صدورهنّ ورؤوسهنّ، قال: اصرف بصرك، يقول الله تعالى: ( قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ) ( النور:30 )
http://www.foxpic.com/V03YD97t.jpg (http://www.foxpic.com/)
وليعلم أن الأمر بغض البصر – كما تقدم الإشارة إليه – عام للرجال والنساء ، فالمرأة مأمورة بغض بصرها عن محارم الله تعالى ، وعن الصور والأفلام ، وقد أجمع العلماء على حرمة نظر النساء للرجال بشهوة ، واختلفوا في مجرد الرؤية بدون شهوة
http://www.foxpic.com/VSFA3QlO.jpg (http://www.foxpic.com/)
فكيف بحال من : تعشق صور مشاهير الرجال ، وتتمعن في جمال هذا وذاك ، وتراهن على أن زيداً أجمل من عمرو ، وربما علّقت صورته في بيتها أو حفظتها في جهاز الكمبيوتر وجعلتها خلفية لشاشتها أو رمزاً لتوقيعها !! ، أو على شاشة هاتفها الجوال ، وغير ذلك من سخافات العقول قبل أن تكون مصادمة المنقول ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العظيم .
http://www.foxpic.com/V0jHKUFN.jpg (http://www.foxpic.com/)
أيها الإخوة ايتها الاخوات؛ السهم إذا دخل في الجسم خطرٌ ، أما إذا كان مسموماً خطره يزداد ، فهذا السم يسري إلى كل أنحاء الجسم ، أما إذا كان سهماً فقط قد يتلف مكاناً معيَّناً ، أما حينما يكون السهم مسموماً يسري السم إلى كل أنحاء الجسم .
النبي عليه الصلاة والسلام قبل أربعة عشر قرناً بين مخاطر النظرة التي تتبع النظرة ، فالنظرة بمثابة ضغطٍ على الزناد ، الذي تبدأ بسببه سلسلةٌ من التفاعُلات ، والإفرازات الهرمونية الجنسية المعقدة ، التي لها تأثيراتها على كل عضوٍ بل على كل خلية ، والتي تهيئ الجسم لعملية الاتصال الجنسي ، لتؤدي مهمتها في استمرار النسل ، كل هذا يجب أن يتم في وقتٍ محددٍ ، أما إذا استمر انطلاق هذه الهرمونات في الجسم من دون تفريغٍ لهذه الشحنة ، هذه تؤدي إلى مضاعفاتٍ خطيرةٍ في الجسم .
.منها:
الشقيقة من اعراض الادمان على النظر:
دوران هذه الهرمونات الجنسية ، وهي بمثابة السموم ، ولا سيما عند تهيجها لحدٍ أكثر من المتوسط يسبب داء الشقيقة ، أو الصداع النصفي الذي لم تعرف له أسبابٌ حتى اليوم.
الام المفاصل:
أما الشيء الكبير آلامٌ في المفاصل عامة ً مفصل الركبة مثلاً ، ومفصل الورك بسبب جفاف السائل الذي بين العظام ، وفي المجتمعات الغربية ، وفي سنٍ مبكرة يعانون من هذه الظاهرة ، بسبب دوران هذه السموم في الجسم طوال النهار.
آثار النظر على القلب والأوعية :
تسرع في ضربات القلب،هبوطٌ في ضربات القلب أو تسرعٌ بها، بطءٌ في الدوران ، جلطةٌ وريديةٌ محتملة ، وهذا منتشر في المجتمعات المتفلتة،تتوسع الشرايين توسعاً مستمراً ، مما يفقدها مرونتها ، وعندئذٍ ومع تبدُّل كيمياء الدم يؤدي هذا إلى تصلب الشرايين ، وهو مرض العصر الأول ، المرض المميت الأول -تصلب الشرايين .
- خطر الجلطة الدهنية
- حصى المرارة ....
فهذه بعض محاذير ، فكيف يستهان بواحدة منها فينظر فيما حرّم الله تعالى . ولفشو المنكرات اليوم – والله المستعان – تحتم على المسلم أن يجتهد في غض بصره عن كل ما حرّم الله النظر إليه ، وخاصة النساء ، فإن ابليس ينصب رأيته عند ذلك ، ويدعوك على النظر إليها .
قال مجاهد : ( إذا أقبلت المرأة جلس الشيطان على رأسها فزَّينها لمن ينظر، فإذا أدبرت جلس على عجُزها ، فزينها لمن ينظر ) .
لما كان النظر المحرم بهذه الدرجة من الخطورة ، وهذه المنزلة من الغواية ،يذكر العلماء في فوائد غض البصر أمورا كثيرة ، منها ما قاله ابن القيم رحمه الله في "الجواب الكافي" (125) :
وفي غض البصر عدة منافع :
أحدها : أنه امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده
الثانية : أنه يمنع من وصول أثر السهم المسموم الذى لعل فيه هلاكه إلى قلبه .
الثالثة : أنه يورث القلب أنسا بالله ، وجمعية على الله
الرابعة : أنه يقوي القلب ويفرحه ، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه .
الخامسة : أنه يكسب القلب نورا ، كما أن إطلاقه يكسبه ظلمة
السادسة : أنه يورث الفراسة الصادقة التي يميز بها بين المحق والمبطل والصادق والكاذب ، ... والله سبحانه يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله ، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، فإذا غض بصره عن محارم الله عوضه الله بأن يطلق نور بصيرته ، عوضة عن حبسه بصره لله
السابعة : أنه يورث القلب ثباتا وشجاعة وقوة ، ويجمع الله له بين سلطان البصيرة والحجة وسلطان القدرة والقوة ، كما في الأثر : ( الذي يخالف هواه يفر الشيطان من ظله )
الثامن : أنه يسد على الشيطان مدخله من القلب ، فإنه يدخل مع النظرة ، وينفذ معها إلى القلب أسرع من نفوذ الهوى في المكان الخالي ، فيمثل له صورة المنظور إليه ، ويزينها ويجعلها صنما يعكف عليه القلب ، ثم يَعِدُهُ ويُمَنِّيه ، ويوقد على القلب نار الشهوة ، ويلقي عليه حطب المعاصي التي لم يكن يتوصل إليها بدون تلك الصورة ، فيصير القلب في اللهب ، فمن ذلك اللهب تلك الأنفاس التي يجد فيها وهج النار ، وتلك الزفرات والحرقات ، فإن القلب قد أحاطت به النيران بكل جانب ، فهو في وسطها كالشاة في وسط التنور ، لهذا كانت عقوبة أصحاب الشهوات بالصور المحرمة أن جُعل لهم في البرزخ تنورٌ من نار .
التاسع : أنه يفرغ القلب للفكرة في مصالحه والاشتغال بها
العاشر : أن بين العين والقلب منفذا أو طريقا يوجب اشتغال أحدهما عن الآخر ، وأن يصلح بصلاحه ويفسد بفساده ، فإذا فسد القلب فسد النظر ، وإذا فسد النظر فسد القلب ، وكذلك في جانب الصلاح
وأنه يسد عن العبد بابا من أبواب جهنم، فإن النظر باب الشهوة الحاملة على مواقعة الفاحشة، فمتى غض بصره سلم من الوقوع في الفاحشة، ومتى أطلقه كان هلاكه أقرب.
http://www.foxpic.com/VDtSNaMO.jpg (http://www.foxpic.com/)
اخوتي اخواتي ؛ النبي الكريم عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى ، نهى عن إتباع النظرة النظرةَ ، نهى عن تبرُّج النساء ، نهى عن تعطُّر المرأة إذا خرجت من بيتها ، نهى عن الخلوة بالأجنبية ، نهى عن المصافحة ، نهى أن تمتنع المرأة عن فراش زوجها ،.... هذا كله من أجل الوقاية من أمراض لا تعد ولا تحصى
http://www.foxpic.com/V2Hcyyk8.gif (http://www.foxpic.com/)
http://www.foxpic.com/VeMfbIKm.jpg (http://www.foxpic.com/)
اخوتي اخواتي ؛ مستحيل أن يشرِّع الله شيئاً أو أن يحرم شيئاً إلا وله نتائج مذهلة ، عرفها من عرفها ، وجهلها مَن جهلها ، نحن كمؤمنين نطبق أمر الله من دون أن نعلق التطبيق على فهم الحكمة ، لكن حينما تكشف لنا الحكمة يزداد إيماننا بعظمة هذا التشريع ، قال تعالى :
﴿ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ ﴾
[ سورة الفتح الآية : 4 ]
ونسأل الله لنا ولكم إخواني وأخواتي صلاح القول والعمل ، وسلامة الظهار والباطن
http://www.foxpic.com/V0xxssxV.jpg (http://www.foxpic.com/)
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الحمد لله رب العالمين , والصـلاة والسـلام على سـيدنا محمـد الصـادق الوعـد الأمين وبعد :
إخواني وأخواتي تعلمون أن من عظيم نعمة الله تعالى علينا نعمة البصر ، وبها امتن الله تعالى على خلقه في آياتٍ كثيرة كقوله سبحانه : ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (النحل:78) .
http://www.foxpic.com/V10OU0Pa.gif (http://www.foxpic.com/)
وشكر هذه النعمة من أوجب الواجبات على العبد ، حيث لا يكافئها عمل الليل والنهار وإن بلغ خمسمائة عام،إذا عُلم هذا أخواني وأخواتي – بارك الله فيهم – تحتم علينا جميعاً أن نستحي من صاحب هذه النعمة ، وأن نراقبه فيها فلا ننظر إلى ما حرّم الله ، وأن نسخرها فيما يرضي الله عنا ، ونعلم أننا غداً سوف نُسئل عما رأيناه بأبصارنا قال تعالى : ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)(الإسراء: من الآية36) .
http://www.foxpic.com/V1bVJ6HY.jpg (http://www.foxpic.com/)
وهذا أمر رباني عام للرجال والنساء بغض الأبصار عمّا حرّم الله تعالى عليهم ، والمراد غض البصر عن العورة وعن محل الشهوة ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – (قد أمر الله في كتابه بغضّ البصر، وهو نوعان: غضّ البصر عن العورة، وغضّه عن محلّ الشهوة. فالأول منهما كغضّ الرجل بصره عن عورة غيره، كما قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة )) ، ويجب على الإنسان أن يستر عورته .... وأمّا النوع الثاني: فهو غضّ البصر عن الزينة الباطنة من المرأة الأجنبية، وهو أشدّ من الأول [ الفتاوى : 414 ) .
http://www.foxpic.com/V0SsxvZZ.jpg (http://www.foxpic.com/)
وكلا هذين النوعين مما يتلف الفروج بالوقوع في المحظور من الزنى واللواط شاء الإنسان أم أبى ! ، ولهذا عقّب الله تعالى بذكر حفظ الفروج بعد الأمر بغض البصر ، وقد قال أهل العلم والعقل : ( أن مبدأ طريق الزنى بنظرة ! ) ، وجاء وصفها بأنها سهم من سهام إبليس يصاب بها المرء فيقع في مصيدته ! .
والأمر في الآية للوجوب ، لا صارف له عن محارم الله تعالى ، وعلى ذلك فمن أفرط بصره ونظر به إلى المحرمات فقد وقع في محاذير كثيرة.
عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال : قال عليه الصلاة والسلام :
(( النظرة سهمٌ مسموم من سهام إبليس ، من تركها من خوف الله تعالى، أثابه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه ))
[ أخرجه الحاكم في مستدركه ]
http://www.foxpic.com/VCERxDWP.jpg (http://www.foxpic.com/)
فما الذي جعل القلوب تموت ، والأمزجة تنتكس ، والفطر تفسد : غير فرط النظر للمحرمات ، والله المستعان .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( فالنّظر داعية إلى فساد القلب، قال بعض السلف : النظر سهمُ سمٍّ إلى القلب ) [ الفتاوى : 15/395] .
http://www.foxpic.com/V1sZgox4.jpg (http://www.foxpic.com/)
قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( الشيطان من الرجل في ثلاثة : في نظره وقلبه وذَكَره ، وهو من المرأة في ثلاثة : في بصرها وقلبها وعجُزها ) .
قال سعيد بن أبي الحسن: قلتُ للحسن: إنّ نساء العجم يكشفن صدورهنّ ورؤوسهنّ، قال: اصرف بصرك، يقول الله تعالى: ( قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ) ( النور:30 )
http://www.foxpic.com/V03YD97t.jpg (http://www.foxpic.com/)
وليعلم أن الأمر بغض البصر – كما تقدم الإشارة إليه – عام للرجال والنساء ، فالمرأة مأمورة بغض بصرها عن محارم الله تعالى ، وعن الصور والأفلام ، وقد أجمع العلماء على حرمة نظر النساء للرجال بشهوة ، واختلفوا في مجرد الرؤية بدون شهوة
http://www.foxpic.com/VSFA3QlO.jpg (http://www.foxpic.com/)
فكيف بحال من : تعشق صور مشاهير الرجال ، وتتمعن في جمال هذا وذاك ، وتراهن على أن زيداً أجمل من عمرو ، وربما علّقت صورته في بيتها أو حفظتها في جهاز الكمبيوتر وجعلتها خلفية لشاشتها أو رمزاً لتوقيعها !! ، أو على شاشة هاتفها الجوال ، وغير ذلك من سخافات العقول قبل أن تكون مصادمة المنقول ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العظيم .
http://www.foxpic.com/V0jHKUFN.jpg (http://www.foxpic.com/)
أيها الإخوة ايتها الاخوات؛ السهم إذا دخل في الجسم خطرٌ ، أما إذا كان مسموماً خطره يزداد ، فهذا السم يسري إلى كل أنحاء الجسم ، أما إذا كان سهماً فقط قد يتلف مكاناً معيَّناً ، أما حينما يكون السهم مسموماً يسري السم إلى كل أنحاء الجسم .
النبي عليه الصلاة والسلام قبل أربعة عشر قرناً بين مخاطر النظرة التي تتبع النظرة ، فالنظرة بمثابة ضغطٍ على الزناد ، الذي تبدأ بسببه سلسلةٌ من التفاعُلات ، والإفرازات الهرمونية الجنسية المعقدة ، التي لها تأثيراتها على كل عضوٍ بل على كل خلية ، والتي تهيئ الجسم لعملية الاتصال الجنسي ، لتؤدي مهمتها في استمرار النسل ، كل هذا يجب أن يتم في وقتٍ محددٍ ، أما إذا استمر انطلاق هذه الهرمونات في الجسم من دون تفريغٍ لهذه الشحنة ، هذه تؤدي إلى مضاعفاتٍ خطيرةٍ في الجسم .
.منها:
الشقيقة من اعراض الادمان على النظر:
دوران هذه الهرمونات الجنسية ، وهي بمثابة السموم ، ولا سيما عند تهيجها لحدٍ أكثر من المتوسط يسبب داء الشقيقة ، أو الصداع النصفي الذي لم تعرف له أسبابٌ حتى اليوم.
الام المفاصل:
أما الشيء الكبير آلامٌ في المفاصل عامة ً مفصل الركبة مثلاً ، ومفصل الورك بسبب جفاف السائل الذي بين العظام ، وفي المجتمعات الغربية ، وفي سنٍ مبكرة يعانون من هذه الظاهرة ، بسبب دوران هذه السموم في الجسم طوال النهار.
آثار النظر على القلب والأوعية :
تسرع في ضربات القلب،هبوطٌ في ضربات القلب أو تسرعٌ بها، بطءٌ في الدوران ، جلطةٌ وريديةٌ محتملة ، وهذا منتشر في المجتمعات المتفلتة،تتوسع الشرايين توسعاً مستمراً ، مما يفقدها مرونتها ، وعندئذٍ ومع تبدُّل كيمياء الدم يؤدي هذا إلى تصلب الشرايين ، وهو مرض العصر الأول ، المرض المميت الأول -تصلب الشرايين .
- خطر الجلطة الدهنية
- حصى المرارة ....
فهذه بعض محاذير ، فكيف يستهان بواحدة منها فينظر فيما حرّم الله تعالى . ولفشو المنكرات اليوم – والله المستعان – تحتم على المسلم أن يجتهد في غض بصره عن كل ما حرّم الله النظر إليه ، وخاصة النساء ، فإن ابليس ينصب رأيته عند ذلك ، ويدعوك على النظر إليها .
قال مجاهد : ( إذا أقبلت المرأة جلس الشيطان على رأسها فزَّينها لمن ينظر، فإذا أدبرت جلس على عجُزها ، فزينها لمن ينظر ) .
لما كان النظر المحرم بهذه الدرجة من الخطورة ، وهذه المنزلة من الغواية ،يذكر العلماء في فوائد غض البصر أمورا كثيرة ، منها ما قاله ابن القيم رحمه الله في "الجواب الكافي" (125) :
وفي غض البصر عدة منافع :
أحدها : أنه امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده
الثانية : أنه يمنع من وصول أثر السهم المسموم الذى لعل فيه هلاكه إلى قلبه .
الثالثة : أنه يورث القلب أنسا بالله ، وجمعية على الله
الرابعة : أنه يقوي القلب ويفرحه ، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه .
الخامسة : أنه يكسب القلب نورا ، كما أن إطلاقه يكسبه ظلمة
السادسة : أنه يورث الفراسة الصادقة التي يميز بها بين المحق والمبطل والصادق والكاذب ، ... والله سبحانه يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله ، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، فإذا غض بصره عن محارم الله عوضه الله بأن يطلق نور بصيرته ، عوضة عن حبسه بصره لله
السابعة : أنه يورث القلب ثباتا وشجاعة وقوة ، ويجمع الله له بين سلطان البصيرة والحجة وسلطان القدرة والقوة ، كما في الأثر : ( الذي يخالف هواه يفر الشيطان من ظله )
الثامن : أنه يسد على الشيطان مدخله من القلب ، فإنه يدخل مع النظرة ، وينفذ معها إلى القلب أسرع من نفوذ الهوى في المكان الخالي ، فيمثل له صورة المنظور إليه ، ويزينها ويجعلها صنما يعكف عليه القلب ، ثم يَعِدُهُ ويُمَنِّيه ، ويوقد على القلب نار الشهوة ، ويلقي عليه حطب المعاصي التي لم يكن يتوصل إليها بدون تلك الصورة ، فيصير القلب في اللهب ، فمن ذلك اللهب تلك الأنفاس التي يجد فيها وهج النار ، وتلك الزفرات والحرقات ، فإن القلب قد أحاطت به النيران بكل جانب ، فهو في وسطها كالشاة في وسط التنور ، لهذا كانت عقوبة أصحاب الشهوات بالصور المحرمة أن جُعل لهم في البرزخ تنورٌ من نار .
التاسع : أنه يفرغ القلب للفكرة في مصالحه والاشتغال بها
العاشر : أن بين العين والقلب منفذا أو طريقا يوجب اشتغال أحدهما عن الآخر ، وأن يصلح بصلاحه ويفسد بفساده ، فإذا فسد القلب فسد النظر ، وإذا فسد النظر فسد القلب ، وكذلك في جانب الصلاح
وأنه يسد عن العبد بابا من أبواب جهنم، فإن النظر باب الشهوة الحاملة على مواقعة الفاحشة، فمتى غض بصره سلم من الوقوع في الفاحشة، ومتى أطلقه كان هلاكه أقرب.
http://www.foxpic.com/VDtSNaMO.jpg (http://www.foxpic.com/)
اخوتي اخواتي ؛ النبي الكريم عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى ، نهى عن إتباع النظرة النظرةَ ، نهى عن تبرُّج النساء ، نهى عن تعطُّر المرأة إذا خرجت من بيتها ، نهى عن الخلوة بالأجنبية ، نهى عن المصافحة ، نهى أن تمتنع المرأة عن فراش زوجها ،.... هذا كله من أجل الوقاية من أمراض لا تعد ولا تحصى
http://www.foxpic.com/V2Hcyyk8.gif (http://www.foxpic.com/)
http://www.foxpic.com/VeMfbIKm.jpg (http://www.foxpic.com/)
اخوتي اخواتي ؛ مستحيل أن يشرِّع الله شيئاً أو أن يحرم شيئاً إلا وله نتائج مذهلة ، عرفها من عرفها ، وجهلها مَن جهلها ، نحن كمؤمنين نطبق أمر الله من دون أن نعلق التطبيق على فهم الحكمة ، لكن حينما تكشف لنا الحكمة يزداد إيماننا بعظمة هذا التشريع ، قال تعالى :
﴿ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ ﴾
[ سورة الفتح الآية : 4 ]
ونسأل الله لنا ولكم إخواني وأخواتي صلاح القول والعمل ، وسلامة الظهار والباطن
http://www.foxpic.com/V0xxssxV.jpg (http://www.foxpic.com/)
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .