الإخلاص

[ب.جلولي]

الإخلاص صفة من صفات الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وهو يدل على الصفاء والنقاء والنزاهة، ويجب أن يكون في كل الأعمال سواء كانت تعبدية أو دنيوية، ففي التعبدية أن يعبد الله وحده لا يشرك معه أحد، والإخلاص في الأعمال الدنيوية الإخلاص للوطن والدفاع عنه والتضحية من أجله، ومن الإخلاص الوفاء للأهل والأصدقاء خاصة ولكافة المواطنين وبني الإنسان عامة.
والمخلص هو الذي يؤدي عملا أو يقول قولا لا يريد من وراء ذلك منفعة ولا جاه ولا مظهر ولا لقب ولا أي اعتبار آخر، وبالإخلاص يعم الخير ويسعد الناس في دنياهم ويسعد المسلمون في دنياهم ويفوزون في آخرتهم.
المخلص هو الذي يتقن العمل ويحسنه ويقوم به على أحسن وجه دون غش أو تفريط، وبالإخلاص كانت كلمة الرعيل الأول من المسلمين هي العليا الشيء الذي ساعد على صنع حضارة إنسانية، وبه انتصر مجاهدو الجزائر الأحرار رغم قلتهم عدة وعددا، والمخلصون سيظلون منتصرون في كل مكان وزمان، فالدول المتقدمة سواء في الشرق أو في الغرب تقدمت وتطورت بالإخلاص في العمل؛ هذا الإخلاص الذي صار صفة غير مرغوب فيها من طرف الإنسان العربي.
والأمة العربية اليوم تعيش النكبات والويلات نتيجة تخلي حاكموها ومحكوموها عن فضيلة الإخلاص في العمل؛ فصارت دولها تتساقط الواحدة تلو الأخرى تساقطا حرا، والجزاء من جنس العمل.