المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين


محمد الوليد
2015-06-07, 05:18
حدثني أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث عن داود عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه؟

قال: لا ينفعه إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين.


[الشرح]:

هذه الدعوة جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن جدعان، كما في التخريج في الحاشية: أنه لم يقل: ((رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين)): ((أي لم يكن مصدّقاً بالبعث، ومن لم يصدّق به فهو كافر، ولا ينفعه عمل، قال القاضي عياض رحمه اللَّه تعالى: ((وقد انعقد الإجماع على أن الكفار لا تنفعهم أعمالهم، ولا يثابون عليها بنعيم، ولا تخفيف عذاب، لكن بعضهم أشد عذاباً من بعض، بحسب جرائمهم))([2]).

ومما لا يخفى في تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الدعوة في الذكر دلالة جليلة على أهميتها، وكذلك أنها جاء عن خليل الرحمن في قوله: "وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ"([3]).

فإذا كان خليل الرحمن يطمع أن يغفر له خطيئته يوم القيامة، فمن باب أولى نحن أن نسأل اللَّه تعالى، ونلحَّ عليه في ذلك، فدلّت هذه الدعوة على أنها مطلب [إبراهيم أحد] أولي العزم من الرسل، وذلك:

أن من غفر اللَّه تعالى له ذنوبه، قد نجى من كل مرهوب، وتحصَّل له كل مرغوب في ذلك اليوم العظيم، وقوله: ((يوم الدين)) دون ذكر غيره من أسماء يوم القيامة، لا ستحضار أهمية هذا المطلب في ذلك اليوم الذي يكون فيه العبد أحوج ما يكون إلى مغفرة الرب العظيم؛ فإن يوم الدين يوم الجزاء والحساب على الأعمال؛ لأن الرب عز شأنه من أسمائه ((الدَّيان))([4]).

ومعناه: الذي يحاسب ويجازي العباد أجمعين.

فيفصل بينهم بالحق المبين، بميزان العدل، والحق، والفصل يوم الدين، فينبغي للعبد أن يعتني بهذه الدعوة المباركة اقتداءً واتباعاً.

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

([1]) مسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من مات على الكفر لا ينفعه عمل، برقم 214، قيل للنبي r: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ ابْنَ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ، فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ؟ قَالَ: ((لَا يَنْفَعُهُ، إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ)).

([2]) شرح النووي، 2/89 .

([3]) سورة الشعراء، الآية: 82 .

([4]) كما جاء في الحديث الصحيح: (( ... أنا الملك أنا الديَّان))، أخرجه البخاري معلقاً في كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: (ولا تنفع الشفاعة عنده)، قبل الحديث رقم 7841، وأحمد، برقم 16042، والحاكم، 2/ 432، وحسنه لغيره الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، برقم 3608 .


منقول من موقع الكلم الطيب

aymen hadj
2015-06-07, 09:10
بارك الله فيك

محمد الوليد
2015-06-07, 12:27
بارك الله فيك



و فيك بارك الله أخي أيمن حاج.

android.ayeche
2015-06-07, 17:58
بارك الله فيك على هذا الموضوع

محمد الوليد
2015-06-07, 19:26
بارك الله فيك على هذا الموضوع



و فيك بارك الله أخي android.ayeche

بن ثابت03
2015-06-07, 22:37
بارك الله فيك

NIGHTINGALE
2015-06-07, 22:53
معلومات مفيدة جازاك الله عنها كل خير

أبو وائل أيوب
2015-06-08, 05:12
هذا مات على الكفر ومع ذلك ذُكرت حسناته !!
فمابال أقوام اليوم يقولون بلاعلم أن الموازنات غير مشروعة !!!؟؟

محمد الوليد
2015-06-08, 07:39
بارك الله فيك



و فيك بارك الله الأخ بن ثابت 03

محمد الوليد
2015-06-08, 07:40
معلومات مفيدة جازاك الله عنها كل خير



أحسن الله إليك الأخ nightingale

محمد الوليد
2015-06-08, 07:49
هذا مات على الكفر ومع ذلك ذُكرت حسناته !!
فمابال أقوام اليوم يقولون بلاعلم أن الموازنات غير مشروعة !!!؟؟

أخي أبا وائل أيوب أظنك أبعدت النجعة قليلا فعائشة رضي الله عنها لم تذكر حسنات الرجل مدحا له إو إغراء به أو تنويها بفضله و إنما سألت عن حسنات اشتهر بها و لا يتسطيع شخص نكران فضل ظاهر هل تنفعه مع كفره.
ثانيا : مذهب الموازنات جائز مع من عرف بتحري الحق و اتباعه فهذا يطبق معه و لا إشكال إحسانا للظن به . أما من عرف بتعمد مخالفة الحق فلا يطبق معه و لا كرامة هذا ما أعتقده و أدين الله به.
و دونك هذا المثال و احكم بنفسك
تاجر معروف ببره في بيعه و شرائه و حسن معاملته و تحريه الحلال أخطأ في مرة من المرات و وقع في المحظور هل نقول عنه لا يصلح أن نتعامل معه أو نحذر الناس منه ؟ بالطبع لا
و آخر معروف بغشه و تدليسه و تطفيفه و عد ما شئت من المساوئ لكنه يعفو عن بعض الفكة فلا يشدد على الناس . هل تحذر منه مباشرة أم تذكر محاسنه ؟
أرجو ان يكون جوابك منصفا.

محمد الوليد
2015-06-08, 20:03
بارك الله فيك


و فيك بارك الله أخي نبيل المصري.