المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأساتذة عاشوا الجحيم في حراسة البكالوريا


ammar4000
2015-06-02, 19:00
الأساتذة عاشوا الجحيم في حراسة البكالوريا بغرداية
بكالوريا "الزوم" و"دورات المياه"
كابوس حقيقي واجهه الأساتذة والمعلمون خلال أيام إجراء امتحانات البكالوريا بمختلف مراكز الإجراء بولاية غرداية، إنه الانطباع الذي خرج به أغلب هؤلاء الأساتذة بعد تأدية مهامهم في حراسة المترشحين.
ويقول هؤلاء الحراس في تصريحات لـ"غرداية نيوز"، أن حراسة امتحان البكالوريا أصبحت مهمة من أصعب المهام التي يقوم بها الأستاذ الذي يواجه ضغطا رهيبا من طرف بعض التلاميذ وحتى من أوليائهم للسماح لهم بالغش. بل لجأ بعض هؤلاء التلاميذ إلى تهديد الحراس الذين أملت عليهم ضمائرهم القيام بواجبهم المهني أحسن قيام ومنع أي محاولات غش.
وتفيد شهادات لهؤلاء الحراس، أن الكثير من التلاميذ باتوا لا يتحلون بأخلاق طلبة العلم، وأكبر دليل على ذلك تلك التصرفات والسلوكات التي يقومون بها داخل قاعات الامتحان، دون أي احترام للأستاذ، والأخطر من هذا التفوه بكلمات مشينة اتجاه الأساتذة الحراس بسبب حرصهم على أداء واجبهم، ويتفادى جلهم الدخول في صراعات مع هؤلاء التلاميذ خوفا على أنفسهم من الاعتداءات في الشارع.
أساتذة يتعرضون للتهديد والضرب
تعرضت أستاذة كانت مكلفة بحراسة امتحانات البكالوريا بثانوية "حويشتي" بضاية بن ضحوة للاعتداء بعد خروجها من مركز الامتحان على يد تلميذ لم يهضم منعه من طرف تلك المربية للغش في الامتحان. وأفادتنا مصادر موثوقة من داخل بعض المراكز بولاية غرداية بوجود حالات تهديد مؤكدة لأساتذة امتنعوا عن تقديم تسهيلات للغش للتلاميذ. وهناك بعض الأساتذة، لم يتحملوا شدة الضغط عليهم، فانصرفوا طواعية من قاعة الامتحان، فتركوا الحبل على الغارب، بسبب انعدام أي حماية لهم وغياب الإجراءات الردعية من قبل الإدارة، حيث أصبح الأستاذ الحارس يدفع فاتورة قيامه لواجبه لوحده.

بكالوريا "الزوم" و"دورات المياه"
وصف بعض الأساتذة ممن تحدثوا إلى "غرداية نيوز" دورة بكالوريا هذه السنة بـ "دورة المياه 2013" أي دورة المراحيض، حيث بات المعلم يرافق في كل لحظة تلميذا إلى المرحاض حيث يظل ينتظره وقتا طويلا دون علمه بما يقوم به التلميذ في دورة المياه من غش وقراءة قصاصات الورق التي يصطحبها معه. وقد شوهدت طوابير طويلة أمام دورات المياه بسبب رغبة عدد هائل من المترشحين للدخول إلى هذه الأماكن للإطلاع على تلك الأوراق "السحرية" التي أطلق عليها التلاميذ أوراق "الزوم – zoom"، حيث يتم تصغير حجم ورقة من نوع أ4 إلى عشر مرات أو أكثر لتسهيل الغش. كما تم ضبط استعمال واسع للهواتف النقالة، وتم أيضا رصد عدة حالات غش باستعمال قصاصات "الزوم" داخل قاعات الامتحان، سحبَها الحراس من الغشاشين، لكنهم تجنبوا كتابة تقارير من أجل طردهم وإقصائهم تفاديا لاعتداءات في ظل انعدام الحماية والدعم المعنوي للحراس.
ويقول أستاذ لـ"غرداية نيوز" أنه رفع هذا الانشغال إلى أحد الملاحظين بمركز امتحان بغرداية، فأجابه بالحرف الواحد "ماذا عسانا نفعل؟ .. المهم الأمور تسير، ولا تتطور إلى ما حدث في مركز اسطاوالي، أو إلى اعتداء على أستاذ أو أستاذة كما حدث في الضاية".
وقد عبر عدد من الأساتذة و المعلمين لـ"غرداية نيوز" عن استنكارهم و أسفهم الشديد من هذا الوضع الذي يمس كرامة العلم وقدسية البكالوريا، واعترف البعض الآخر بتعفن الأجواء السائدة في الحراسة التي ميزتها كثرة عمليات الغش واستعمال الهاتف النقال، ويتساءلون عن سبب تساهل رؤساء المراكز في السماح بإدخال هذه الأجهزة إلى قاعات الامتحان.
ولعل الحقيقة المرة التي اصطدم بها الأستاذ الحارس هو دخوله إلى معركة دائمة بين ضميره المهني الذي يملي عيه القيام بعمله بنزاهة، وتلك الظروف السيئة المحيطة به التي أجبرت بعض الحراس على الاستسلام للأمر الواقع. وهناك بعض الأساتذة الذين لم يطيقوا مشاهدة "المهزلة" وتخاذل أو خوف زميل أو زميلة له في الحراسة، فخرجوا من قاعة الامتحان. وصادفت "غرداية نيوز" واحدا من هؤلاء الأساتذة في حالة معنوية محبطة، قائلا لنا "تعرضت للإهانة والتهديد من قبل أحد التلاميذ ضبطته في حالة غش، ولم أجد من يساندني، ففضلت صراحة الانصراف من القاعة".
ظروف عمل قاسية ووجبة غذاء "خاوية"
وفي هذه الظروف المشحونة والضغط الكبير الذي يمارسه التلاميذ على الأساتذة الحراس، غابت الإدارة عن أداء دورها. وتكفي الإشارة هنا إلى ما تعرض له أحد الأساتذة الذي عين للحراسة بمركز متوسطة "الربيع بن حبيب" ببن اسمارة بغرداية، حيث أصيب بالإغماء أثناء الحراسة نتيجة الضغط والإرهاق من عملية الحراسة المضنية، وتوجب نقله من طرف أعوان الحماية المدنية إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
ويجمع الأساتذة الذين شاركوا في عملية حراسة البكالوريا في عدة مراكز، أن الأمور وصلت إلى ما لا يحمد عقباه، حيث بات الأستاذ يهان ويساوم. وسرد لنا أحد الأساتذة أن ولي تلميذة انتظره في مدخل مركز ثانوية، مطالبا منه ترك ابنته "تغش" في الامتحان وعدم مضايقتها.
وقد بلغت إهانة الأساتذة الحراس إلى حد تقديم وجبة باردة في أكياس بلاستيكية على مرأى المترشحين بطريقة مذلة جدا، دون تخصيص قاعة لتناول تلك الوجبة "المهينة" التي لا تسمن ولا تغني من جوع، علما أن معظم الحراس يتنقلون على مسافات طويلة، لا تسمح لهم الظروف بالعودة إلى منازلهم بين الفترتين الصباحية والمسائية.
غيض من فيض
إن الحديث عن ظاهرة الغش ومحاولات الغش في بكالوريا 2013، لا يمكن اختصارها في هذه العينات فقط، فهي مجرد غيض من فيض، وما خفي في العديد من المراكز بمختلف جهات الوطن أعظم بناء على تقارير صحفية وشهادات لأساتذة تناقلتها مختلف الوسائط الإعلامية.
وقد بات هذا الموضوع الخطير يشكل الآن الشغل الشاغل لرجال التربية ويتساءلون عن مصير التعليم في الجزائر بعد أن وصلت الأوضاع إلى هذا المستوى من التدهور في القيم والانحطاط في الأخلاق. وعزاءهم الوحيد هو أولئك التلاميذ والتلميذات المجتهدين والمجتهدات الذين لا يتحايلون على العلم، ويسعون إلى الظفر بشهادة البكالوريا بالجد والالتزام دون غش أو خداع، لكن هؤلاء مع الأسف أصبحوا قليلين.
وتعتبر الأوساط التربوية، أن ما حدث في بكالوريا 2013 من "تمرد وعصيان" من طرف بعض التلاميذ مما اعتبروه "صعوبة أسئلة الفلسفة" وتمادي الكثير في الغش والإدمان عليه، أمرا غير مقبول تماما إذا أردنا فعلا أن نعد جيلا يحفظ مستقبل وأمن البلاد. أما أن نصل إلى هذا المستوى من الاستهتار والتساهل والتراخي والتسيب والبحث عن النجاح المزيف هكذا بسهولة ودون عناء وتعب، فعلينا أن نقرأ من الآن السلام على مصير بلدنا الذي سيتحكم فيه "غشاشون" و"خداعون" .. اللهم ألطف يارب.
ع. رمضان / فريد. ت :

عوااس
2015-06-02, 19:10
لوكنا في رمضان لقلت لك غلبك رمضان يا شيخ ولكني أظنك صائم شعبان فتقبل الله صيامك وقيامك .....

ammar4000
2015-06-02, 19:13
لوكنا في رمضان لقلت لك غلبك رمضان يا شيخ ولكني أظنك صائم شعبان فتقبل الله صيامك وقيامك .....
المقصود هل سنعيش نفس الاجواء هذه السنة ؟