الطيب الجزائري34
2015-05-31, 11:07
قال الفيلسوف "الالماني" . "مارتن هايدوغر". .. "الانسان ذو ابعاد ثلاث" .. و المراد بذلك ان الانسان لا يحيا الحاضر فقط مثلما هو الشان لباقي الكائنات . و انما يسترجع الماضي في الحاضر عن طريق الذاكرة و يعي حاضره بواسطة الادراك كما انه يتطلع الى المستقبل بالخيال . فهو عكس الحيوان الذي هو حبيس لحاضره . و اذا كانت الذاكرة ظاهرة نفسية عقلية تتمثل في استرجاع صورة من الصور الذهنية الماضية بحيث اننا نشعر انها وقعت في زمان معين و مكان خاص . لكن طبيعة هذه الظاهرة المهمة دار عليها الكثير من الجدال و احتدم الصراع بين المدارس الفلسفية . حيث هناك من يرى انها حادثة فردية ببعديها الفزيولوجي المادي السيكولوجي النفسي و بنقيض ذلك هناك من يرى انها ظاهرة اجتماعية مردها الغيروالاطر الاجتماعية . و بين ذلك و ذاك يطرح السؤال . هل الذاكرة حادثة فردية شخصية ام اجتماعية ؟ او بمعنى اخر هل الذاكرة قوامها الفرد ام المجتمع؟
العرض
يرى "ديكارت" "ان الذاكرة تكمن في ثنايا الجسم" كما يرى "ابن سينا" "ان الذاكرة محلها التجويف الخير من الدماغ" ، هذا ما ذهب اليه انصار" الاتجاه المادي" حيث انهم اعطو تفسيرا ماديا عضويا للذاكرة و محلها المخ و المخ حسبهم كوعاء لتخزين و استقبال مختلف الذكريات . فالذكريات في نظرهم تحفظ في الدماغ كما تحفظ الاغاني في الاسطوانات و اي تلف مادي يصيب تلك الاسطوانة طبعا تتلف المعلومات المحفوظة بها ، و الامر سيان ينطبق على الذاكرة فاصابة اي جزء من الدماغ سيؤدي حتميا بفقدان الذكريات اما بصفة كلية او جزئية .
و يرى "ريبو" احد رواد هذه النظرية " ان الذاكرة بيولوجية بالماهية" .. و يفهم من ذلك ان الذاكرة جوهرها و اساسها مادي عضوي . و قد وجد هذا التفسير صدا و ذيوعا و انتشارا لما تبين ان ثمة علاقة بين تلف بعض الخلايا في القشرة الدماغية و القدرة على التذكر اما كليا او جزئيا و هذا ما اكده الجراح" بروكا" "حين جزم ان هناك خلايا عصبية في الدماغ مسؤولة عن التذكر و حدث ان اتلفت هذه الخلايا فانه ينتج عنها حتميا فقدان الذكريات ". دون ان ننسى ان " ريبو" ربطه كان عضويا حين فسر ان هناك ذاكرة حسية و سمعية و بصرية كلها في علاقة مع اعضاء الجسد من اعصاب حسية و عينين و اذنين . و في هذا المجال سار " الطبيب الفرنسي دولاي" الذي عالج فتاة اصيبت برصاصة في شقها الدماغي الايسر فاصبحت عاجزة عن معرفة الاشياء لما توضع في يدها اليمنى بعد تعصيب عينيها . هذا ما يؤكد ان الجانب العضوي له دور مهم في حفظ ومعرفة و تذكر الاشياء
فضلا ان هناك من فقد ذاكرته جراء ازمة نفسية و هنا نفهم ان هذا الخير ايضا له علاقة بالذاكرة فاصحاب الاتجاه" الروحي الشعوري النفسي" قالوا ان الذاكرة من طبيعة نفسية و التذكر وظيفة نفسية تدخل فيها جميع الملكات العقلية كالتخيل و الانتباه و الميول و الذكاء وهي تمثل حالة شعورية نفسية خالصة تنطلق من الماضي الى الحاضر فتعيد احياء الماضي دفعة واحدة و يقدم .." برغسون" ..مثال في حفظ قصيدة شعرية يلزم تكرارها عدة مرات و هذه العملية مرتبطة بالجملة العصبية اما استحضار الظروف و الحيثيات المصاحبة للحفظ فهي ذاكرة محظة ، و في ذا المجال قال" برغسون" " لا نتذكر الا انفسنا" . فضلا عن ما ذكره في " كتابه المادة و الذاكرة" " ا ان انفعالاتنا كفيلة باسترجاع الذكريات التي اعتقدنا اننا فقدناها للابد "
النقد
صحيح ان الذاكرة و التذكر في علاقة مع الجانب الفزيولوجي لكن تغليب هذا الجانب يمثل مكابرة ، لان الكائن البشري ليس كائنا ماديا عضويا فقط و انما هو متعدد الاقطاب و من الخطا الفادح انكار هذا الاخير ، و هذا ما وقع فيه الماديون و على راسهم " ريبو" . كما ان ربط كل صورة ماضية بخلية عصبية امر غير معقول . لان كم سيكون حجم هذا الدماغ للالمام بكل الذكريات و قد رد" الدكتور يوسف مراد" في كتابة" مبادئ علم النفس العام" ان نظرية ريبو نظرية ساذجة لا تجهل فقط الظواهر السيكولوجية بل و حقيقة الظواهر الفزيولوجية .
اما ما كان وراءه" برغسون " باعطاء الدور الكبير للنفس اعتقاد لا يصح عندما فصل بين الفرد و المجتمع و بين الجانب المادي و النفسي و قد قال عليه . " ميرلوبونتي" ان" برغسون " لم يات بالجديد اطلاقا لما استبدل الجاب الفزيولوجي بالجانب السيكولوجي
القضية2
و على خلاف لما سبق يميل الاجتماعيون و على راسهم ( " اميل دوركايم" و بيار جاني "و هاليفاكس ) ان الذكريات و الماضي ترتبط بالهيئة الاجتماعية و كأن هؤلاء يريدون القول ان الذكريات تحفظ في المجتمع و هي من طبيعة اجتماعية . فقد جزم " هاليفاكس" ان الذكريات تحفظ في المجتمع و ان الفرد اذا اراد ان يتذكر كان عليه لزاما ان يعود الى الاخرين كاقاربه و اصدقائه و اسرته ...) الذين تربطه بهم علاقة ، هذا فضلا عن حديثه عن الاطر الاجتماعية فالاعياد و المواسم و المناسبات و المحطات الاجتماعية و اللغة كلها معالم ضرورية لاسترجاع الماضي . فنحن مثلا نقول بعد الحرب قبل الحرب قبل الزواج و بعده ، فالبعد و القبل هي مرتكزات تجعل تذكرنا للماضي اكثر وضوحا و انضباطا ، و على هذا الاساس يقول " "هاليفاكس" ( ان الماضي لا يحفظ و انما نبنيه انطلاقا من الحاضر على اساس المرتكزات الاجتماعية ) و منه نستشف ان خبراتنا الماضية من طبيعة اجتماعية و هي تتعلق بالغير و نسبة ما هو فردي ضئيل للغاية ، حيث يقول" هاليفاكس" ( عندما اتذكر فان الغير هو الذي يدفعني للتذكر فذاكرته تساعد ذاكرتي كما تعتمد ذاكرته على ذاكرتي ) ورد ذلك في كتابه "الاطر الاجتماعية" ، و لعل هذا ما حمل " بيار جاني" الى القول ""ان كان الفرد وحيدا لما كانت له ذاكرة و لما احتاج لها ) و يفهم من ذلك ان لو لم يكن محيط اجتماعي لما احتاج الفرد الى حفظ و استعمال الذكريات . ثم ان المجتمع يقاوم تلاشي الذكريات بالقوانين و الكتب و الاشهارات ووسائل الاعلام كلها ظواهر اجتماعية و عليه نقول ان الفرد جزء من كل و له علاقة وطيدة تربطه بالمجتمع فان تكلم الضمير فينا فان المجتمع هو الذي يتكلم ) حسب "دوركايم " فضلا على ان اللغة و االتي هي خاصية بشريةاجتماعية تلعب دور كبير في حفظ الذكريات و قد ردد" لافيل" يقول ""ان اللغة ذاكرة الامة ".فالانسان ينهل الكثير من مبادئه و قيمه و ثوابته من المجتمع فهو كالدمية يحرك خيوطها المجتمع حسب" دوركايم "
النقد
لا سبيل الى انكار التاثير الاجتماعي طالما ان الفرد يحيا في المجتمع . لكن الغاء فردانية الفرد و تذويبها في المجتمع امر غير وارد فالفرد مستقل بذاته و عليه فهو مستقل بذاكرته و منه فالذاكرة تبقى امرا شخصيا ما دام ان الذكريات هي تعبير عن معاناة فردية عن تجربة . عن مسار . و يبقى بينه و بين الاخرين ماض مشترك يمثل ما هو عام . و القول ان الذكريات يتم بناءها انطلاقا من الحاضر و اعتمادا على المجتمع يلزم جميع الافراد ان تكون ذاكرتهم متماثلة و هذا الامر غير موجود في الواقع فالمجتمع عامل مساعد فقط ولا يمارس هذه العملية . فعدم معاصرة الثورة يجعل من المستحيل علي تصور ما جرى مثل الشخص الذي عايشها
التركيب
ان الذاكرة وظيفة عقلية معقدة يساهم في تكوينها عدة عوامل منها العوامل الذاتية المتمثلة في الجملة العصبية اي الدماغ و الحواس من اعضاء و اعصاب حسية و االاحوال النفسية الشعورية و اللاشعورية كالانفعلات و الاهتمام و الميول و الرغية بالاضافة الى العوامل الاجتماعية بابعادها و اطرها المختلفة التي تعيد بناء الذكريات و المتمثلة في الموضوعيات الخارجة عن نطاق الذات و المستقلة عنه
الراي الشخصي .
من جهتي ارى ان الذاكرة خاصية بشرية ميز الله بها الانسان عن باقي الكائنات يدخل في تشكلها الجانب العضوي " على حد قول احد الحكماء " ان العقل السليم في الجسم السليم" بالاضافة الى الجانب الجواني الباطني بقطبيه الواعي و اللاوعي الشعوري و اللاشعوري هذا كله حلقة من سلسلة اسمها المجتمع ، هذا ما جعل دولاكروا يقول ان الذاكرة نشاط فكري يمارسها الفرد ببعديه النفسي و الاجتماعي.
الخاتمة
و اخيرا نستشف ان هناك ذكريات محفوظة في الدماغ و اخرى نفسية روحية باطنية لا نعرف بالضبط ايت تخزن كما انه لا يمكن تصور وجود جملة من الذكريات دون وجود جملة من الافراد بفضل هذا كله ننشا ذكرى، فالاعياد و المواسم و اللغة معالم ضرورية لاسترجاع الماضي و عليه نستنتج ان الذاكرة عمل يفرزه التزاوج الحتمي بين ما هو فزيولوجي عضوي مادي . سيكولوجي نفسي باطني متعلق و مربوط بما هو اجتماعي يشترك فيه الجميع مؤطر في قوالب اجتماعية .
العرض
يرى "ديكارت" "ان الذاكرة تكمن في ثنايا الجسم" كما يرى "ابن سينا" "ان الذاكرة محلها التجويف الخير من الدماغ" ، هذا ما ذهب اليه انصار" الاتجاه المادي" حيث انهم اعطو تفسيرا ماديا عضويا للذاكرة و محلها المخ و المخ حسبهم كوعاء لتخزين و استقبال مختلف الذكريات . فالذكريات في نظرهم تحفظ في الدماغ كما تحفظ الاغاني في الاسطوانات و اي تلف مادي يصيب تلك الاسطوانة طبعا تتلف المعلومات المحفوظة بها ، و الامر سيان ينطبق على الذاكرة فاصابة اي جزء من الدماغ سيؤدي حتميا بفقدان الذكريات اما بصفة كلية او جزئية .
و يرى "ريبو" احد رواد هذه النظرية " ان الذاكرة بيولوجية بالماهية" .. و يفهم من ذلك ان الذاكرة جوهرها و اساسها مادي عضوي . و قد وجد هذا التفسير صدا و ذيوعا و انتشارا لما تبين ان ثمة علاقة بين تلف بعض الخلايا في القشرة الدماغية و القدرة على التذكر اما كليا او جزئيا و هذا ما اكده الجراح" بروكا" "حين جزم ان هناك خلايا عصبية في الدماغ مسؤولة عن التذكر و حدث ان اتلفت هذه الخلايا فانه ينتج عنها حتميا فقدان الذكريات ". دون ان ننسى ان " ريبو" ربطه كان عضويا حين فسر ان هناك ذاكرة حسية و سمعية و بصرية كلها في علاقة مع اعضاء الجسد من اعصاب حسية و عينين و اذنين . و في هذا المجال سار " الطبيب الفرنسي دولاي" الذي عالج فتاة اصيبت برصاصة في شقها الدماغي الايسر فاصبحت عاجزة عن معرفة الاشياء لما توضع في يدها اليمنى بعد تعصيب عينيها . هذا ما يؤكد ان الجانب العضوي له دور مهم في حفظ ومعرفة و تذكر الاشياء
فضلا ان هناك من فقد ذاكرته جراء ازمة نفسية و هنا نفهم ان هذا الخير ايضا له علاقة بالذاكرة فاصحاب الاتجاه" الروحي الشعوري النفسي" قالوا ان الذاكرة من طبيعة نفسية و التذكر وظيفة نفسية تدخل فيها جميع الملكات العقلية كالتخيل و الانتباه و الميول و الذكاء وهي تمثل حالة شعورية نفسية خالصة تنطلق من الماضي الى الحاضر فتعيد احياء الماضي دفعة واحدة و يقدم .." برغسون" ..مثال في حفظ قصيدة شعرية يلزم تكرارها عدة مرات و هذه العملية مرتبطة بالجملة العصبية اما استحضار الظروف و الحيثيات المصاحبة للحفظ فهي ذاكرة محظة ، و في ذا المجال قال" برغسون" " لا نتذكر الا انفسنا" . فضلا عن ما ذكره في " كتابه المادة و الذاكرة" " ا ان انفعالاتنا كفيلة باسترجاع الذكريات التي اعتقدنا اننا فقدناها للابد "
النقد
صحيح ان الذاكرة و التذكر في علاقة مع الجانب الفزيولوجي لكن تغليب هذا الجانب يمثل مكابرة ، لان الكائن البشري ليس كائنا ماديا عضويا فقط و انما هو متعدد الاقطاب و من الخطا الفادح انكار هذا الاخير ، و هذا ما وقع فيه الماديون و على راسهم " ريبو" . كما ان ربط كل صورة ماضية بخلية عصبية امر غير معقول . لان كم سيكون حجم هذا الدماغ للالمام بكل الذكريات و قد رد" الدكتور يوسف مراد" في كتابة" مبادئ علم النفس العام" ان نظرية ريبو نظرية ساذجة لا تجهل فقط الظواهر السيكولوجية بل و حقيقة الظواهر الفزيولوجية .
اما ما كان وراءه" برغسون " باعطاء الدور الكبير للنفس اعتقاد لا يصح عندما فصل بين الفرد و المجتمع و بين الجانب المادي و النفسي و قد قال عليه . " ميرلوبونتي" ان" برغسون " لم يات بالجديد اطلاقا لما استبدل الجاب الفزيولوجي بالجانب السيكولوجي
القضية2
و على خلاف لما سبق يميل الاجتماعيون و على راسهم ( " اميل دوركايم" و بيار جاني "و هاليفاكس ) ان الذكريات و الماضي ترتبط بالهيئة الاجتماعية و كأن هؤلاء يريدون القول ان الذكريات تحفظ في المجتمع و هي من طبيعة اجتماعية . فقد جزم " هاليفاكس" ان الذكريات تحفظ في المجتمع و ان الفرد اذا اراد ان يتذكر كان عليه لزاما ان يعود الى الاخرين كاقاربه و اصدقائه و اسرته ...) الذين تربطه بهم علاقة ، هذا فضلا عن حديثه عن الاطر الاجتماعية فالاعياد و المواسم و المناسبات و المحطات الاجتماعية و اللغة كلها معالم ضرورية لاسترجاع الماضي . فنحن مثلا نقول بعد الحرب قبل الحرب قبل الزواج و بعده ، فالبعد و القبل هي مرتكزات تجعل تذكرنا للماضي اكثر وضوحا و انضباطا ، و على هذا الاساس يقول " "هاليفاكس" ( ان الماضي لا يحفظ و انما نبنيه انطلاقا من الحاضر على اساس المرتكزات الاجتماعية ) و منه نستشف ان خبراتنا الماضية من طبيعة اجتماعية و هي تتعلق بالغير و نسبة ما هو فردي ضئيل للغاية ، حيث يقول" هاليفاكس" ( عندما اتذكر فان الغير هو الذي يدفعني للتذكر فذاكرته تساعد ذاكرتي كما تعتمد ذاكرته على ذاكرتي ) ورد ذلك في كتابه "الاطر الاجتماعية" ، و لعل هذا ما حمل " بيار جاني" الى القول ""ان كان الفرد وحيدا لما كانت له ذاكرة و لما احتاج لها ) و يفهم من ذلك ان لو لم يكن محيط اجتماعي لما احتاج الفرد الى حفظ و استعمال الذكريات . ثم ان المجتمع يقاوم تلاشي الذكريات بالقوانين و الكتب و الاشهارات ووسائل الاعلام كلها ظواهر اجتماعية و عليه نقول ان الفرد جزء من كل و له علاقة وطيدة تربطه بالمجتمع فان تكلم الضمير فينا فان المجتمع هو الذي يتكلم ) حسب "دوركايم " فضلا على ان اللغة و االتي هي خاصية بشريةاجتماعية تلعب دور كبير في حفظ الذكريات و قد ردد" لافيل" يقول ""ان اللغة ذاكرة الامة ".فالانسان ينهل الكثير من مبادئه و قيمه و ثوابته من المجتمع فهو كالدمية يحرك خيوطها المجتمع حسب" دوركايم "
النقد
لا سبيل الى انكار التاثير الاجتماعي طالما ان الفرد يحيا في المجتمع . لكن الغاء فردانية الفرد و تذويبها في المجتمع امر غير وارد فالفرد مستقل بذاته و عليه فهو مستقل بذاكرته و منه فالذاكرة تبقى امرا شخصيا ما دام ان الذكريات هي تعبير عن معاناة فردية عن تجربة . عن مسار . و يبقى بينه و بين الاخرين ماض مشترك يمثل ما هو عام . و القول ان الذكريات يتم بناءها انطلاقا من الحاضر و اعتمادا على المجتمع يلزم جميع الافراد ان تكون ذاكرتهم متماثلة و هذا الامر غير موجود في الواقع فالمجتمع عامل مساعد فقط ولا يمارس هذه العملية . فعدم معاصرة الثورة يجعل من المستحيل علي تصور ما جرى مثل الشخص الذي عايشها
التركيب
ان الذاكرة وظيفة عقلية معقدة يساهم في تكوينها عدة عوامل منها العوامل الذاتية المتمثلة في الجملة العصبية اي الدماغ و الحواس من اعضاء و اعصاب حسية و االاحوال النفسية الشعورية و اللاشعورية كالانفعلات و الاهتمام و الميول و الرغية بالاضافة الى العوامل الاجتماعية بابعادها و اطرها المختلفة التي تعيد بناء الذكريات و المتمثلة في الموضوعيات الخارجة عن نطاق الذات و المستقلة عنه
الراي الشخصي .
من جهتي ارى ان الذاكرة خاصية بشرية ميز الله بها الانسان عن باقي الكائنات يدخل في تشكلها الجانب العضوي " على حد قول احد الحكماء " ان العقل السليم في الجسم السليم" بالاضافة الى الجانب الجواني الباطني بقطبيه الواعي و اللاوعي الشعوري و اللاشعوري هذا كله حلقة من سلسلة اسمها المجتمع ، هذا ما جعل دولاكروا يقول ان الذاكرة نشاط فكري يمارسها الفرد ببعديه النفسي و الاجتماعي.
الخاتمة
و اخيرا نستشف ان هناك ذكريات محفوظة في الدماغ و اخرى نفسية روحية باطنية لا نعرف بالضبط ايت تخزن كما انه لا يمكن تصور وجود جملة من الذكريات دون وجود جملة من الافراد بفضل هذا كله ننشا ذكرى، فالاعياد و المواسم و اللغة معالم ضرورية لاسترجاع الماضي و عليه نستنتج ان الذاكرة عمل يفرزه التزاوج الحتمي بين ما هو فزيولوجي عضوي مادي . سيكولوجي نفسي باطني متعلق و مربوط بما هو اجتماعي يشترك فيه الجميع مؤطر في قوالب اجتماعية .