المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أول واجب على الخلق ( تعريف التوحيد لغة و اصطلاحا )


علي الجزائري
2007-04-23, 00:25
السلام عليكم و رحمة الله ..
أما بعد .. فإن أول واجب على العبيد هو إفراد الله بالتوحيد ..لقوله تعالى (و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون )
و قد فسرها حبر الأمة و ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بالتوحيد .
و التوحيد لغة : مصدر وحد يوحد و هو جعل المتعدد واحدا .. و أصل التوحيد نفي و إثبات ..
و أما شرعا : فهو إفراد الله بما يستحقه من ربوبية و ألوهية و أسماء و صفات..
أهميته : وردت عدة آيات في ذلك .. منها اللآية السابقة و منها قوله تعالى (و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا )
و منها أحاديث فقد ورد في الصحيحين عن معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم
قال (حق الله على العباد أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئا .. و حق العباد على الله
أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا )الحديث ..
فضله : لما كان توحيد الله واجب على كل عبد كان سببا لدخول الجنة بل و خروجا من النار
و الأمن يوم القيامة قال الله تعالى : ( الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولائك لهم الأمن و هم مهتدون )
أقسامه : قسمه المتقدمون إلى قسمين الأول توحيد المعرفة و الإثبات .
الثاني توحيد الطلب و القصد .
أما المتأخرون جعلوا الأول قسمين -- توحيد الربوبية --و توحيد الأسماء و الصفات ..
أما توحيد الطلب و القصد فهو توحيد العبادة أو الألوهية..
الدليل على هذا التقسيم : التتبع و الاستقراء للقرآن و السنة ..فمن الآيات قوله تعالى (رب السماوات و الأرض
و ما بينهما فاعبده و اصطبر لعبادته هل تعلم له سميا ) فهذه الآية تضم الأقسام الثلاثة ..
و قد زاد بعض أهل العلم قسما رابعا و هو توحيد الإتباع ..اتباع النبي عليه الصلاة و السلام ..
قال الله تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعون يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم )..
و زاد آخرون قسما خامسا :توحيد الجهة أو الكلمة و هو اجتماع المسلمين على الكتاب و السنة
قال الله تعالى (و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا )..
و لكل قسم من هذه الأقسام تفصيل .. نسأل الله التوفيق لبيانها كما قررها العلماء ..
و الحمد لله رب العالمين .


>> لمتابعة بقية الموضوع << (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=97553#post97553)

السيف العامري
2007-04-23, 07:32
الاخ علي حفظة الله كلامك مهم جدا خاصة في مثل هذه الفتن التى

دخلت على قلوب الناس واحيانا التعلق في امور لاتمت الى الباري عز وجل

والاخطر هو التفلسف والتمنطق الذي ادى بهم الى مصائب ادت الى الانحراف

وعلى سبيل المثال ذكرتم من راوا ان الواجب الاول النظر او الشك او ....حسب ما يرونه وابتعادهم عن النهج

السهل الواضح ادى بخلق الى الشرك ثم الالحاد الكامل وهذا بسبب اجتهاداتهم التافهة
ولكي يفهم بعض القراء الاكارم كلامك عندما قلت النظر هو قول هؤلاء/ اتركوهم ينظرون ويتفكرون ثم سيقودهم

نظرهم الى الطريق يعني ببساطة (الهندوس الم تقدهم عقولهم وانظارهم الى عبادة الابقار وعبادة روث البقر وهكذا

والمجوس الم ترهم عقولهم ان النار هو ربهم فمن نظر الى الشمس او القمر او ي شيئ من المخلوقات وقدسه واستكبره

في نفسه البسيطة سيعبده او يقدسه ويبقى البارئ عز وجل في علاه وقلب هذا المخلوق يتأمل في كل مخلوق آخر

عظم اوصغر وهكذا يبتعد عن البارئ الى ماسواه والشيطان والنفس الامارة بالسوء حاضرة وتوجهه
الى كل ضلال ومتاهة


خلاصة القول الله رحم ابن آدم وارشده الى الحق مباشرة وطلب منه التوحيد وافراده به

واضافة الى ماذكرته استاذي علي

أول واجب علي المكلف التوحيد أخذناه من كلام .
النبي -عليه الصلاة والسلام- لما أرسل معاذ بن جبل قال لمعاذ: (إنك تأتي قومًا من أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله) ونجد أن الرسل عليهم السلام بدءوا بالتوحيد، ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ النحل:36]
قال تعالى)" لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ " )الأعراف :59].
وقال هود عليه السلام لقومه):" اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ ( [الأعراف:65]
. وقال صالح عليه السلام لقومه(" اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ ) [الأعراف: 73].
وقال شعيب عليه السلام لقومه( اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ ) الأعراف:85].
وقال تعالى( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ )الأنبياء: 25)

شكر الله لكم والسلام عليكم

خالد
2007-04-23, 13:10
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررر موضوع جيد

السيف العامري
2007-04-24, 06:26
وعليكم السلام

علي الجزائري نفع الله بك الجزائر وجميع البشر . امين

يفهم البسطاء من امثالي من كلامك المعتمد على الكتاب والسنه واستنباط العلماء

ان (أعظم ما أمر الله به التوحيد) و (أعظم ما نهى عنه الشرك)

والتوحيد واضح وسهل ولكن الخطا فية جسيم وعظيم ومع كل ماذكرت من تقسيم

ومسميات كلها سليمه وصحيحة تقول يا استاذنا //التوحيد ثلاثة اقسام


توحيد الربوبية / نقول نحن البسطاء الذي خلق السماء الله والذي خلق الارض الله والمالك لهما الله والذي يدبر

الله وهذا تجدة عند كل الناس حتى اليهود وكذلك ابليس وحتى المشركين من قريش يقولون ذلك / طيب لماذا قلت

عنهم مشركين وهم اقروا بتوحيد الربوبية اقول اقروا نعم ولاكن هناك توحيد اخر مهم اشركوا فيه فلم ينفعهم

هذا التوحيد والعياذ باللة لخطورة التوحيد الاخر وهو الألوهية


توحيد الالوهية /اي نحن البسطاء نذهب الى الصلاه عبادة لله / لماذا لانه الواحد المستحق لها وجميع ما سواه

مخلوق يجب عليه ان يعبد الله كذلك ، مثلنا ان كان نبيا او صديقا او وليا او انسيا او جانا

وكذلك نقصده في طلب الحاجات طلبا مباشرا / لماذا طلب مباشر لانه طلب ذلك ولا يوجد بيننا وبينه حجاب ونهى ان

نتجه الى اي مخلوق مهما كان لانهم اي المخاليق جميعا محتاجون اليه لا يستطيعون عمل شئ الا برحمة اللة

عليهم والتكرم عليهم فكل مخلوق مثلي امام الباري في النفع والضر

وبعد علمي بذلك اي ان النافع هو الله وحده ماذا يجب على ايضا في العبادات الاخرى
ايضا نوجهها لله وحده ، نعم
اذا اردت ان اذبح ذبيحه تكون خالصة لله وحده اريد بها رضى الله بتوزيعها على الفقراء والمساكين وجزاء ذلك

عند الله وحده / طيب لو ذبحت ذبابا لقبر او لشيطان او كاهن هل اكون اشركت ام لا /نعم اكون قد اشركت /لماذا

لاني اعتقدت ان هذا المخلوق ينفع ويضر ووجهت عبادتي الفاسدة لهذا المخلوق

طيب الصيام عبادة /نعم عبادة لله وحدة كيف هل يدخلها الشرك نعم اذا صمت لله لكي يراك الناس صائم

وهذا شرك اصغر يجب التوبه منه فورا والانصراف الكامل لله وحده لكي يرضى الله عنك ثم يرضى المخلوق او لايرضى



توحيد الاسماء والصفات / اللة تعالى لم نره ولكن له صفات واسماء لا تنبغي الا له / كيف ،اسماء الله وصفاته كاملة

وعظيمة لا يحيط المخلوق بكيفيتها هو ذكرها / نحن نؤمن بها ايمانا كاملا وانها له وحده نثبتها له وحده وننفي ان

يشارك اي مخلوق مهما كان الله عز وجل في اي شئ منها ولو طبقنا هذا ايمانا واعتقادا صحيحا سليما لما

وقعنا في الشرك الاكبر والاصغر ( كما حدث لمن دعا الولي الصالح ، فلو انه آمن ايمانا كاملا ان الله هو (النافع)

وهذا من اسماء الله وصفاتة لما وقع في الشرك / وخذ كل اسم لله وطبق علية الاثبات لله وحده ونفيه عن المخلوق

في العباده


وبهذا يكون الانسان البسيط طبق التوحيد و ابتعد عن الشرك


هذا اخي علي الجزائري فهم البسيط الذي اعتبر كلامكم المتن وهذه حاشية للانسان العامي دونها في قلبه

لا في الاوراق لكي يطلع الله عليها

نبهوني اذا اخطأت لاني مخلوق وكل مخلوق ناقص عند الله فقير اليه ومحتاج اليه لا يعلم اهو ذاهب الى جنه او

نار

أختكم
2007-04-24, 12:22
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
بارك الله فيكما أخويَّ علي الجزائري و السيف العامري على درس العقيدة القيِّم هذا....

فوالله إنه ليثلج الصدر و أشكرلكما تقطيع الموضوع المفيد الذي يسمح للقارئ بالاستفادة التامة ...

و أتمنى أن يحذوَ حَذْوَكُما كل من يكتب موضوعا في هذا المنتدى

و لأهمية الموضوع سوف أثبته بإذن الله حتى تكملته بإذن الله....و إن كنت أتمنى أن يكون وضعك لبقية الموضوع أخي علي على شكل موضوع جديد بنفس العنوان و برقم مختلف مثال أول واجب على الخلق 1 أول واجب على الخلق 2...إلخ و أن تكتب حاشيتك أخي السيف العامري في كل مرة مع الجزء الجديد للموضوع....حتى تسهل الإستفادة و من ناحيتي المراقبة...

و مع أنني أثبت صحة ما تقولان لمعرفتي بهذا الموضوع إلا أنني أرجو منكما ذكر مصادركما عند نهاية هذا الدرس...أجدد شكري لكما و جعل الله لكما هذا الجهد في ميزان حسناتكما....

و السلام عليكم

أختكم
2007-04-24, 12:35
إلى الأخ السيف العامري ...

لقد حُذفت مشاركتك الأخيرة خطأ بعد أن وضعت الجزء الثاني من المشاركة كموضوع جديد ...و فيها أعطيت أقسام التوحيد فهلا أعدت وضع مشاركتك تحت موضوع أول واجب على الخلق 2....أرجو المعذرة لهذا الخطأ...و الله من وراء القصد...

أختكم
2007-04-24, 12:46
نفس الملاحظة للأخ علي الجزائري بالنسبة لمشاركته الثانيه....تقبلوا إعتذاري رجاءٌ

اوسكار الجزائري
2007-04-24, 12:54
مشكوووووووور يا اخي

swisooo
2007-04-24, 21:38
بارك الله فيكم وجزاكم الله الف خير

السيف العامري
2007-04-25, 07:53
اختنا الكريمة لكي كامل الحق بالنسبة الي

في الحذف والاضافة والنقل والالغاء

لانكي اعرف مني بالمصلحة

واتمنى ان اجد الوقت لكي لا انقطع عن منتداكم الفاضل

وجزاكم الله كل خير

أختكم
2007-09-15, 15:38
للرفع والتذكير و لفرز المواضيع تماشيا مع التقسيم الجديد

adnane zinlabidine
2007-09-17, 17:42
مشكور أخي بوركت وجزاك الله خيرا

فتحي الجزائري
2007-12-24, 22:23
أخي الكريم علي الجزائري...نرجوا منكم فتح موضوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب على خطى الإئمة الأربعة ...وجزاك الله خيرا...

abou_abdelrhman
2007-12-29, 21:49
السلام عليكم بارك الله فيك واحسن اليك على هذه الخلاصة الطيبه التي خلقت من اجلها السموات والارض والجن والانس مشكووووووووووووووووووووووووووور

ربوح ميلود
2008-03-30, 16:41
بسم الله الرحمن الرحيم نشكر اخانا على على مقدمة معرفة الله تعالى وتوحيده والاستوب السهل الخالي من التعقيد وبهذا اود اضافة شيء للوضوح . 1 ـ توحيد الربوبية وهو افراد الافعال الله لله كالخلق والرزق والملك الاجارة والاحياء والاماتة , وهذا التوحيد اقره المشركون بقول الله تعالى :((ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولواخلقهن العزيز الحكيم )) ولكن لم يغنهم شيئا وبقوا كافرين مشركين بل امروا بالتوحيد الثاني وهو:2 ـ توحيدالألوهية ومعناه افراد افعال العبد لله استحقاقا وتقربا وبها يتضح معنى(لااله الا الله) اي لامعبود بحق الا الله وهذا ماقرره المشركون رافضين توحيدالآلوهية بقولهم(أجعل الآلهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب)
ويتمثل هذا التوحيد في فعل العبد كالاسلام والاحسان والايمان والذبح والنذر والتوكل والاستعانة والاستغاثة وغيرها . 3 ـ توحيد الاسماء والصفات وهي ان يوصف الله ويسمى بما ثبت بالدليل ( الوحيين) بلا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف ولا تحريف . وهذا المعتقد قرره ائمتنا بالاستقراء والتتبع خلاف لمن فسر توحيد الالوهية بالربوبية بقولهم في تعريف لااله الا الله ب:(لاقادر على الخلق الا الله) .قال الشيخ صالح حفظه الله : وهذا التعريف فتح باب الشرك على الامة الاسلامية حيث اعتقدوا من اعتقد هذا فقد حقق التوحيد وهذا غلط .اخوكم ابو انس ربوح

SALI1986
2008-04-12, 13:50
السلام عليكم
بارك الله فيك اخي
مششششششششششششششككككككككككككككككوووووووووووووووووور ررررررررررررررررا

ربوح ميلود
2008-05-08, 18:28
لاكمال الموضوع الخاص بانواع التوحيد نحاول تقريره في حلقات خمسة ان شاء الله
الحلقة الاولى :تعريف التوحيد :
التوحيد لغة : الإفراد .
ولا يكون الشيء مفرداً إلا بأمرين :
أ - الإثبات التام .
ب – النفي العام .
فلو قلت : زيد قائم . لم تفرده لاحتمال أن يكون غيره قائماً أيضاً .
لكن إن قلت : ما قائم إلا زيد ، فقد أفردته ، بإثباتك القيام التام له ، ونفيك العام للقيام عن غيره .
وكلمة التوحيد ، لا إله إلا الله اشتملت على نفي وإثبات ، فنفت الإلهية عن كل ما سوى الله تعالى ، فكل ما سواه من الملائكة والأنبياء فضلاً عن غيرهم ليس بإله ، ولا له من العبادة شيء ، وأثبتت الإلهية لله وحده بمعنى أن العبد لا يأله غيره ، أي لا يقصد بشيء من التأله وهو تعلق القلب الذي يوجب قصده بشيء من أنواع العبادة .
والتوحيد شرعاً : إفراد الله بحقوقه .
ولله سبحانه وتعالى ثلاثة حقوق
1- حقوق عبادة .
2- حقوق أسماء وصفات .
ويمكن أن يقال : التوحيد : هو إفراد الله عز وجل بالخلق والرزق والتدبير وعدم صرف شيء من أنواع العبادة إلا له، والإيمان بما وصف وسمى به نفسه ، ووصفه وسماه به رسوله صلى الله عليه وسلم .
أقسام التوحيد :
ذكر أهل العلم – رحمهم الله تعالى – بعد استقراء نصوص الكتاب والسنة أن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
1- توحيد الربوبية .
2- توحيد الألوهية .
3- توحيد الأسماء والصفات .
قال الشيخ بكر أبو زيد – نفع الله به - : " هذا التقسيم الاستقرائي لدى متقدمي علماء السلف أشار إليه ابن منده وابن جرير الطبري وغيرهما وقرره شيخاً الإسلام ابن تمية وابن القيم ، وقرره الزبيدي في " تاج العروس " وشيخنا الشنقيطي في " أضواء البيان " في آخرين رحم الله الجميع . وهو استقراء تام لنصوص الشرع ، وهو مطر لدى أهل كل فن ، ما في استقراء النحاة كلام العرب إلى اسم وفعل وحرف ، والعرب لم تفه بهذا ولم يعتب على النحاة في ذلك عاتب ، وهكذا من أنواع الاستقراء " (1)
وقال الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله " وقد دل استقراء القرآن العظيم على أن توحيد الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
الأول : توحيده في ربوبيته ، وهذا النوع جبلت عليه فطر العقلاء قال تعالى ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) [الزخرف:87] وقال ( قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون ) [يونس:31] .
وإنكار فرعون لهذا النوع من التوحيد في قوله ( قال فرعون وما رب العالمين ) [الشعراء:23] تجاهل من عارف أن عبد مربوب ، بدليل قوله تعالى ( قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر ) [الإسراء:102] .
وقوله ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوا ) [النمل:14] وهذا النوع من التوحيد لا ينفع إلا بإخلاص العبادة لله ، كما قال تعالى ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) [يوسف:106] والآيات الدالة على ذلك كثيرة جداً .
الثاني : توحيده جل وعلا في عبادته . وضابط هذا النوع من التوحيد هو تحقيق معنى " لا إله إلا الله " وهي متركبة من نفي وإثبات .
فمعنى النفي منها خلع جميع أنواع المعبودات غير الله كائنة ما كانت في جميع أنواع العبادات كائنة ما كانت .
ومعنى الإثبات منها ، إفراد الله جل وعلا وحده بجميع أنواع العبادات بإخلاص ، على الوجه الذي شرعه على ألسنة رسله عليهم الصلاة والسلام .
وأكثر آيات القرآن في هذا النوع من التوحيد ، وهو الذي فيه المعارك بين الرسل وأممهم ( أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب ) [ص:5] .
ومن الآيات الدالة على هذا النوع من التوحيد قوله تعالى ( فاعلم انه لا إله إلا الله واستغفره لذنبك ) الآية . وقوله : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) [النحل:36] وقوله ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) وقوله ( واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ) [الزخرف:45]
وقوله ( قل إنما يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون ) [الأنبياء:108] فقد أمر في هذه الآية أن يقول أن ما أوحى إليه محصور في هذا النوع من التوحيد لشمول كلمة لا إله إلا الله لجميع ما جاء في الكتب لأنها تقتضي طاعة الله بعبادته وحده . فيشمل ذلك جميع العقائد والأوامر والنواهي ، وما يتبع ذلك من ثواب وعقاب . والآيات في هذا النوع من التوحيد كثيرة .
النوع الثالث : توحيد الله جل وعلا في أسمائه وصفاته . وهذا النوع من التوحيد ينبني على أصلين :
الأول : تنزيه الله جل وعلا عن مشابهة المخلوقين في صفاتهم ، كما قال تعالى (ليس كمثله شيء ).
والثاني : الإيمان بما وصف الله به نفسه ، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق بكماله وجلاله ، كما قال بعد قوله : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) مع قطع الطمع عن إدراك كيفية الإتصاف بهذه الصفات قال تعالى ( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ) [طه:110] .
ويكثر في القرآن العظيم الاستدلال على الكفار باعترافه بربوبيته جل وعلا وجوب توحيده في عبادته ، ولذلك يخاطبه في توحيد الربوبية باستفهام التقرير .
فإذا أقروا بربوبيته احتج بها عليهم على أنه هو المستحق لأنه يعبد وحده ووبخهم منكراً عليهم شركهم به غيره ، مع اعترافهم بأنه هو المستحق لأن يعبد وحده .
ومن أمثله ذلك قوله تعالى ( قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار) [يونس:31] إلى قوله ( فسيقولون الله ) فلما أقروا بربوبيته وبخهم منكراً عليهم شركهم به غير بقوله ( فقل أفلا تتقون ) .
ومنها قوله تعالى : ( قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون ، سيقولون لله ) فلما اعترفوا وبخهم منكراً عليهم شركه بقوله : ( قل أفلا تذكرون ) ثم قال ( قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم ، سيقولون لله ) فلما أقروا وبخهم منكراً عليهم شركهم بقوله ( قل أفلا تتقون ) ثم قال ( قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون ، سيقولون الله ) فلما أقروا ، وبخهم منكراً عليك شركهم بقوله : ( قل فأنى تسحرون ) [المؤمنون:84–89]
ومنها قوله تعالى ( قل من رب السموات والأرض قل الله ) فلما صح الاعتراف وبخهم منكراً عليهم شركهم بقولهم : ( قل أفاتخذتم من دونه اولياء لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً ) [الرعد:16] .
ومنها قوله تعالى ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) ، فلما صح إقرارهم وبخهم منكراً عليهم بقوله ( فأنى يؤفكون ) [الزخرف:87].
ومنها قوله تعالى : ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله ) فلما صح إقرارهم وبخهم منكراً عليهم بقوله : ( فأنى يؤفكون ) .
ومنها قوله تعالى ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله)
فلما صح إقراره وبخهم منكراً عليهم شركهم بقوله : ( قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون ) [العنكبوت:61].
إلى أن قال الشيخ الأمين رحمه الله ( والآيات بنحو هذا كثيرة جداً ولأجل ذلك ذكرنا في غير هذا الموضع : أن كل الأسئلة المتعلقة بتوحيد الربوبية استفهامات تقرير ، يراد منها أنهم إذا أقروا رتب لهم التوبيخ والإنكار على ذلك الإقرار ، لأن المقر بالربوبية يلزم الإقرار بالألوهية ضرورة نحو قوله تعالى : ( أفي الله شك ) [إبراهيم:10] .
وقوله ( قل أغير الله أبغي رباً ) وإن زعم بعض العلماء أن هذا استفهام إنكار ، لأن استقراء القرآن دل على أن الاستفهام المتعلق بالربوبية استفهام تقرير وليس استفهام إنكار لأنهم لا ينكرون الربوبية كما رأيت كثرة الآيات الدالة عليه " (1) .
وقال الشيخ سليمان بن عبد الله – رحمه الله – موضحاً تلازم أنواع التوحيد الثلاثة : " والتوحيد مصدر وحد يوحد توحيداً ، أي جعله واحداً .
سمى دين الإسلام توحيداً ، لأن مبناه على أن الله واحداً في ملكه وأفعاله لا شريك له ، وواحد في ذاته لا نظير له ، وواحد في إلهيته وعبادته لا ند له .
وإلى هذه الأنواع الثلاثة ينقسم توحيد الأنبياء والمرسلين الذين جاءوا به من عند الله ، وهي متلازمة ، كل نوع منها ينفك عن الآخرة .
إن كنتم تعلمون ، سيقولون الله ) فلما أقروا ، وبخهم منكراً عليك شركهم بقوله : ( قل فأنى تسحرون ) [المؤمنون:84–89]
ومنها قوله تعالى ( قل من رب السموات والأرض قل الله ) فلما صح الاعتراف وبخهم منكراً عليهم شركهم بقولهم : ( قل أفاتخذتم من دونه اولياء لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً ) [الرعد:16] .
ومنها قوله تعالى ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) ، فلما صح إقرارهم وبخهم منكراً عليهم بقوله ( فأنى يؤفكون ) [الزخرف:87].
ومنها قوله تعالى : ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله ) فلما صح إقرارهم وبخهم منكراً عليهم بقوله : ( فأنى يؤفكون ) .
ومنها قوله تعالى ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله)
فلما صح إقراره وبخهم منكراً عليهم شركهم بقوله : ( قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون ) [العنكبوت:61].
إلى أن قال الشيخ الأمين رحمه الله ( والآيات بنحو هذا كثيرة جداً ولأجل ذلك ذكرنا في غير هذا الموضع : أن كل الأسئلة المتعلقة بتوحيد الربوبية استفهامات تقرير ، يراد منها أنهم إذا أقروا رتب لهم التوبيخ والإنكار على ذلك الإقرار ، لأن المقر بالربوبية يلزم الإقرار بالألوهية ضرورة نحو قوله تعالى : ( أفي الله شك ) [إبراهيم:10] .
وقوله ( قل أغير الله أبغي رباً ) وإن زعم بعض العلماء أن هذا استفهام إنكار ، لأن استقراء القرآن دل على أن الاستفهام المتعلق بالربوبية استفهام تقرير وليس استفهام إنكار لأنهم لا ينكرون الربوبية كما رأيت كثرة الآيات الدالة عليه " (1) .
وقال الشيخ سليمان بن عبد الله – رحمه الله – موضحاً تلازم أنواع التوحيد الثلاثة : " والتوحيد مصدر وحد يوحد توحيداً ، أي جعله واحداً .
سمى دين الإسلام توحيداً ، لأن مبناه على أن الله واحداً في ملكه وأفعاله لا شريك له ، وواحد في ذاته لا نظير له ، وواحد في إلهيته وعبادته لا ند له .
وإلى هذه الأنواع الثلاثة ينقسم توحيد الأنبياء والمرسلين الذين جاءوا به من عند الله ، وهي متلازمة ، كل نوع منها ينفك عن الآخرة .
إن كنتم تعلمون ، سيقولون الله ) فلما أقروا ، وبخهم منكراً عليك شركهم بقوله : ( قل فأنى تسحرون ) [المؤمنون:84–89]
ومنها قوله تعالى ( قل من رب السموات والأرض قل الله ) فلما صح الاعتراف وبخهم منكراً عليهم شركهم بقولهم : ( قل أفاتخذتم من دونه اولياء لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً ) [الرعد:16] .
ومنها قوله تعالى ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) ، فلما صح إقرارهم وبخهم منكراً عليهم بقوله ( فأنى يؤفكون ) [الزخرف:87].
ومنها قوله تعالى : ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله ) فلما صح إقرارهم وبخهم منكراً عليهم بقوله : ( فأنى يؤفكون ) .
ومنها قوله تعالى ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله)
فلما صح إقراره وبخهم منكراً عليهم شركهم بقوله : ( قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون ) [العنكبوت:61].
إلى أن قال الشيخ الأمين رحمه الله ( والآيات بنحو هذا كثيرة جداً ولأجل ذلك ذكرنا في غير هذا الموضع : أن كل الأسئلة المتعلقة بتوحيد الربوبية استفهامات تقرير ، يراد منها أنهم إذا أقروا رتب لهم التوبيخ والإنكار على ذلك الإقرار ، لأن المقر بالربوبية يلزم الإقرار بالألوهية ضرورة نحو قوله تعالى : ( أفي الله شك ) [إبراهيم:10] .
وقوله ( قل أغير الله أبغي رباً ) وإن زعم بعض العلماء أن هذا استفهام إنكار ، لأن استقراء القرآن دل على أن الاستفهام المتعلق بالربوبية استفهام تقرير وليس استفهام إنكار لأنهم لا ينكرون الربوبية كما رأيت كثرة الآيات الدالة عليه " (1) .
وقال الشيخ سليمان بن عبد الله – رحمه الله – موضحاً تلازم أنواع التوحيد الثلاثة : " والتوحيد مصدر وحد يوحد توحيداً ، أي جعله واحداً .
سمى دين الإسلام توحيداً ، لأن مبناه على أن الله واحداً في ملكه وأفعاله لا شريك له ، وواحد في ذاته لا نظير له ، وواحد في إلهيته وعبادته لا ند له .
وإلى هذه الأنواع الثلاثة ينقسم توحيد الأنبياء والمرسلين الذين جاءوا به من عند الله ، وهي متلازمة ، كل نوع منها ينفك عن الآخرة .

اقتباس من كتاب كيف تعرف التوحيد للدكتور اسلام محمود اخوكم ابو انس ميلود ربوح

sid_ahmed
2008-07-11, 14:47
بارك الله فيك على الموضوع المميز

sid_ahmed
2008-07-11, 14:52
نحن في انتظار المزيد

sid_ahmed
2008-07-11, 14:55
لا تحرمه يا رب من جنة الفردوس

اميرة اليالي البيضاء
2008-11-05, 14:04
بارك الله فيك