ب.جلولي
2015-05-29, 18:13
تتزكى النفوس في شهر رمضان وتتطهر من الرذيلة، تغلق فيه أبواب النار وتفتح فيه أبواب الجنة وتصفد فيه الشياطين وتتضاعف فيه الأعمال، فضله الله سبحانه وتعالى على بقية الشهور، أنزل فيه القرآن الكريم قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ... ﴾(1)، الدعاء فيه مسموع والعمل فيه مرفوع والخير فيه مجموع والضرر فيه مدفوع والسيئات فيه مغفورة والأعمال الحسنة فيه موفورة والتوبة فيه مقبولة والرحمة من الله لملتمسها فيه مبذولة والمساجد بذكر الله فيه معمورة وقلوب المؤمنين بالتوبة فيه مسرورة، يحل شهر رمضان ويرتحل؛ فيشهد على المسلم بالشقاوة أو السعادة، أو النقصان أو الزيادة، أو هو محروم أو مقبول، فمن أراد أن يفوز بدار الخلد والسلام وينظر إلى وجه ذي الجلال والإكرام ويرافق النبي عليه الصلاة والسلام فليكرم نهاره بتحقق الصيام ويقطع ليلته بطول البكاء والقيام(2).
من صام عن الطعام والشراب فصومه عادة، ومن صام عن الربا والحرام وأفطر على الحلال من الطعام فصومه عدة وعبادة، ومن صام عن الذنوب والعصيان وأفطر على طاعة الرحمن فهو صائم رضي، ومن صام عن القبائح وأفطر على التوبة لعلام الغيوب فهو صائم تقي، ومن صام عن الغيبة والبهتان وأفطر على تلاوة القرآن فهو صائم رشيد، ومن صام عن المنكر والإغيار وأفطر على الفكرة والاعتبار فهو صائم سعيد، ومن صام عن الرياء والانتقاص وأفطر على التواضع والإخلاص، فهو سالم، ومن صام عن خلاف النفس والهوى وأفطر على الشكر والرضا فهو صائم غانم، ومن صام عن قبيح أفعاله وأفطر على تقريب أجله فهو صائم زاهد(3)، ألا فما أعظمك يا شهر رمضان! لو عرفك العالم حق معرفتك لسماك: « مدرسة الثلاثين يوما »(4).
كلما حل شهر الصيام إلا وهرع الناس إلى الأسواق يتهافتون على اقتناء المواد الغذائية التي تكفيهم مدة هذا الشهر وزيادة، فالطوابير طويلة، والحلويات متنوعة، والمأكولات متوفرة وبأسعار جد ملتهبة، والقلق يسيطر على العقول والقلوب وكأن الناس في حلبة لعرض العضلات، فلأتفه الأشياء تسمع السباب والشتائم لأن الناس صيام، ومن لم يكن كذلك فصيامه في نظر هؤلاء غير معهود!.
الناس في النهار- خلال هذا الشهر- يملئون الأسواق!، وبعد الفطور يملئون المساجد لتأدية صلاة التراويح كما جرت به العادة!، ثم بعد ذلك يملئون المقاهي لقضاء الليل في الهرج والمرج والقيل والقال إن اقتصر الأمر على هذا الحال، لقد اختلط الأمر، أهذا شهر عبادة وتقرب إلى الله!؟ أم هو شهر حفلات وسهرات للرقص والغناء رضاء للشيطان اللعين!؟، حسبنا الله ونعم الوكيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1)- سورة البقرة، الآية185.
(2)- ينظر بستان الواعظين ورياض السامعين، ص218- 220.
(3)- ينظر نفس المرجع، ص234.
(4)- وحي القلم، الجزء الثاني ص72.
من صام عن الطعام والشراب فصومه عادة، ومن صام عن الربا والحرام وأفطر على الحلال من الطعام فصومه عدة وعبادة، ومن صام عن الذنوب والعصيان وأفطر على طاعة الرحمن فهو صائم رضي، ومن صام عن القبائح وأفطر على التوبة لعلام الغيوب فهو صائم تقي، ومن صام عن الغيبة والبهتان وأفطر على تلاوة القرآن فهو صائم رشيد، ومن صام عن المنكر والإغيار وأفطر على الفكرة والاعتبار فهو صائم سعيد، ومن صام عن الرياء والانتقاص وأفطر على التواضع والإخلاص، فهو سالم، ومن صام عن خلاف النفس والهوى وأفطر على الشكر والرضا فهو صائم غانم، ومن صام عن قبيح أفعاله وأفطر على تقريب أجله فهو صائم زاهد(3)، ألا فما أعظمك يا شهر رمضان! لو عرفك العالم حق معرفتك لسماك: « مدرسة الثلاثين يوما »(4).
كلما حل شهر الصيام إلا وهرع الناس إلى الأسواق يتهافتون على اقتناء المواد الغذائية التي تكفيهم مدة هذا الشهر وزيادة، فالطوابير طويلة، والحلويات متنوعة، والمأكولات متوفرة وبأسعار جد ملتهبة، والقلق يسيطر على العقول والقلوب وكأن الناس في حلبة لعرض العضلات، فلأتفه الأشياء تسمع السباب والشتائم لأن الناس صيام، ومن لم يكن كذلك فصيامه في نظر هؤلاء غير معهود!.
الناس في النهار- خلال هذا الشهر- يملئون الأسواق!، وبعد الفطور يملئون المساجد لتأدية صلاة التراويح كما جرت به العادة!، ثم بعد ذلك يملئون المقاهي لقضاء الليل في الهرج والمرج والقيل والقال إن اقتصر الأمر على هذا الحال، لقد اختلط الأمر، أهذا شهر عبادة وتقرب إلى الله!؟ أم هو شهر حفلات وسهرات للرقص والغناء رضاء للشيطان اللعين!؟، حسبنا الله ونعم الوكيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1)- سورة البقرة، الآية185.
(2)- ينظر بستان الواعظين ورياض السامعين، ص218- 220.
(3)- ينظر نفس المرجع، ص234.
(4)- وحي القلم، الجزء الثاني ص72.