تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من حكايات الحجاج


هانــــي
2015-05-28, 08:32
ما حكي أنه لما أسرف في قتل أسرى دير الجماجم وأعطى الأموال بلغ ذلك أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان فشق عليه وكتب إليه اما بعد فقد بلغني عنك أسراف في الدماء وتبذير في العطاء وقد حكمت عليك في الدماء في الخطأ بالدية وفي العمد بالقود وفي الأموال أن تردها إلى مواضعها ثم تعمل فيها برأيي فإنما هو مال الله تعالى ونحن أمناؤه فإن كنت اردت الناس لي فما أغناني عنهم وإن كنت أردتهم لنفسك فما أغناك عنهم وسيأتيك عني أمران لين وشدة فلا يؤمننك إلا الطاعة ولا يوحشنك إلا المعصية وإذا أعطاك الله عز وجل الظفر فلا تقتلن جانحا ولا أسيرا وكتب في أسفل الكتاب














( إذا أنت لم تترك أمورا كرهتها ... وتطلب رضائي بالذي أنا طالبه )

( فإن ترمني غفلة قرشية ... فيا ربما قد غص بالماء شاربه )

( وأن تر مني وثبة أموية ... فهذا وهذا كل ذا أنا صاحبه )

( فلا تأمننى والحوادث جمة ... فإنك تجزي بالذي أنت كاسبه )

( فلا تعد ما يأتيك مني وإن تعد ... يقمن به يوما عليك نوادبه )

( فلا تمنعن الناس حقا علمته ... ولا تعطين ما ليس للناس واجبه )

( فإنك أن تعطي الحقوق فإنما ... النوافل شيء لا يثيبك واهبه )

فلما ورد الكتاب على الحجاج كتب إلى أمير المؤمنين أما بعد فقد ورد كتاب أمير المؤمنين بذكر إسرافي وتبذيري في الأموال ولعمري ما بلغت في عقوبة أهل المعصية ولا قضيت حقوق أهل الطاعة فإن كان قتلي العصاة إسرافا وإعطائي المطيعين تبذيرا فليمض لي أمير المؤمنين ما سلف والله ما أصبت القوم خطأ فأوديهم ولا ظلمتهم عمدا فأقاديهم ولا قتلت إلا لك ولا أعطيت إلا فيك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وكتب في أسفل الكتاب

( إذا أنا لا أبغي رضاك وأتقي ... أذاك فليلي لا توارى كواكبه )

( وما لامرىء بعد الخليفة جنة ... تقيه من الأمر الذي هو راكبه )

( إذا قارف الحجاج فيك خطيئة ... لقامت عليه بالصباح نوادبه )

( إذا أنا لم أدن الشفيق لنصحه ... واقص الذي تسري إلي عقاربه )

( وأعط المواسي في البلاء عطية ... لرد الذي ضاقت علي مذاهبه )

( فمن يتقي بؤسي ويرجو مودتي ... ويخشى غدا والدهر جم نوائبه )

( وأمري إليك اليوم ما قلت قلته ... وما لم تقله لم أقل ما يقاربه )

( ومهما أردت اليوم مني أردته ... وما لم ترده اليوم إني مجانبه )

( وقف بي على حد الرضا لا أجوزه ... مدى الدهر حتى يرجع الدرحالبه )

( وإلا فدعني والأمور فإنني ... شفيق رفيق أحكمته تجاربه )














فلما انتهى الكتاب إلى عبد الملك قال خاف أبو محمد صولتي ولم يعاود لأمر كرهته إن شاء الله تعالى فمن يلومني على محبته يا غلام أكتب إليه الشاهد يرى ما لا يرى الغائب وأنت أعلى عينا بما هناك

malekk2014
2015-05-28, 11:18
شكرا.......................

إكليل
2015-05-28, 11:22
رغم ما فعله الحجاج إلا له نوادر بعضها طريف و لطيف و بعضها فيه عبرة.

هانــــي
2015-05-31, 07:58
اكليل ومالك نورتما الصفحة نحياتي

الرحالة المغامر
2015-07-13, 04:01
شـــــكـــــــــــــرا

حسين19
2015-07-13, 20:46
بالتوفيق ان شاء الله

سلامة24
2015-07-24, 22:20
شكـــــــــــــــــــرا

محمد بنايلي
2015-08-22, 16:10
شكرا بارك الله فيك