الطيب الجزائري34
2015-05-27, 23:22
سلام عليكم ، مقالة الشعور و اللاشعور من تصميمي
في انتظار تعليقاتكم
المقدمة
يعتبر الكائن البشري من اعقد المخلوقات الموجودة على سطح هذه البسيطة .اذ هو مزيج بين ما هو فزيولوجي عضوي .سيكولوجي نفسي .جواني باطني . و لقد سعى العلماء و الفلاسفة منذ القديم لدراسته من الجانب النفسي ،و تبنى هذه الدراسة المدرسة الكلاسيكية القديمة بزعامة "ديكارت" و اهتدوا الى ان النفس البشرية شاعرة بامتياز . لكن مع حلول القرن 19 ظهرت دراسة جديدة تقول ان هناك جزء مهم من الحياة النفسية للانسان يفلت من دائرة الوعي و يدخل تحت غطاء اللاوعي و كان في طليعة هؤلاء الفلاسفة الطبيب النمساوي "سيغموند فرويد" صاحب مدرسة التحليل النفسي و مكتشف اللاشعور . هذا ما ادى الى احتدام الصراع بين الفلاسفة و المنظرين حول ماهية الحياة النفسية للانسان و ماهي اسسها ،و هذا ما يجرنا الى طرح التساؤل التالي .
هل الحياة النفسية للانسان اساسها الوعي ام اللاوعي ؟؟ او بمعنى اخر هل الكيان السيكولوجي للفرد قوامه الشعور ام اللاشعور ؟؟
العرض .
يرى الفلاسفة القدامى ( افلاطون. ابن سينا .ديكارت ) ان النفس البشرية قوامها الوعي . حيث ان الانسان يعي كل افعاله و انفعلاته و يدرك كل احواله و حالاته و بصفة مباشرة و الية و دون وسيط . و ان النفس و الوعي شئ واحد و منه ان كل ما هو نفسي شعوري و كل ما هو شعوري نفسي . و ما ذكرنا لهذه الكلمة بصفة يومية الا دليل على ذلك حين نصرح اننا نشعر بالحزن و الالم او الجوع و العطش .
و "ديكارت " كان اشد المدافعين على هذه النظرية حين ردد يقول ( لا وجود لحياة نفسية خارج الشعور الا الحياة الفزيولوجية ) و يفهم من ذلك ان النفس البشرية جوهرها الوعي ، وفي موضع اخر راح يقول " انا افكر انا موجود" و هو ما يعرف بالكوجيتو الديكاري و هذه النظرية انفرد بها ديكارت و استمدها من الفكر الهيليني القديم ، اي ان ميزة الانسان عن باقي الكائنات الوعي و ان هذا الاخير مسيطر كلية على الحياة النفسية و عليه فان الانسان يدرك افعاله و سلوكاته و احواله و حالاته ادراكا مباشرا.
و يرى " هنري برغسون " ان الحياة السيكولوجية للانسان سيمتها الديمومة حين ردد يقول ( الشعور كالنهر دائم الجريان لا يعرف التوقف بتاتا و ان حدث ان قل تدفقه سيبقى موجود ) بمعنى ان الشعور مهيمن على احوالنا النفسية و الانسان ينتقل من حال الى حال دون انقطاع .
فضلا عن ما ذهب اليه "كولارد" حيث قال ( ان احوالنا و ذواتنا و جميع احاسيسنا تجري امام الشعور كما يجري النهر امام عيني المشاهد ) .
دون ان ننسى ما ذكره الفيلسوف الالماني "بومكة " (ان لا وجود لغير الشاعر )
و هو يؤكد ان الشعور ينفرد بالحياة النفسية للانسان .
من خلال هذا كله نستشف ان كل هذه الاراء تصب في بوتقة واحدة و هي ان الشعور و النفس شيئ واحد.
النقد.
نحن لا نختلف ان الانسان كائن واع بيد ان هذا الوعي لا يتسم بالاطلاقية .فقد يسيطر على بعض الاحوال و يفقد السيطرة على البعض الاخر و منه فالشعور عاجز عن احتواء كل احوالنا النفسية فكم من الم مزق احشاءنا دون ان نجد له ادنى مبرر و من ذلك يختلج النفس شئ من الفرح و الطمئنينة و نعجز عن معرفة مصدره . و كثيرا من الاحوال النفسية لا نجد لها تفسيرا في قاموس المدرسة الكلاسيكية الديكارتية القديمة و التي اتبعها جمع من الفلاسفة دون تمحيص و لا تدقيق و على
سبيل المثال لا الحصر " برغسون " الذي تبنى هذه النظرية لانها توافق فكره .
الموقف الثاني
مما سبق استنتجنا ان الشعور ليس في مقدوره احتواء النفس الجوانية للفرد هذا ما سمح لمدرسة التحليل النفسي و نظرية اللاشعور بلعب هذا الدور على احسن وجه . و اللاشعور في عرفان اصحابه اكبر بكثير من الشعور و اعمق و التشبيه الذي كان وراءه صاحب مدرسة التحليل النفسي " سيغموند فرويد " يبين ذلك لما راح يقول ( ان النفس البشرية كالجبل الجليدي و الجزء المغمور اكبر و اوسع من الجزء الظاهر ) اي ان الحياة الباطنية اللاشعورية اكبر من الحياة الشعورية الظاهرية للانسان .
و في موضع اخر قال " فرويد" ( ان فرضية الشعور فرضية لازمة و مشروعة و لنا ادلة كثيرة على ذلك ) و من بين هذه الادلة ما كان وراءه " الطبيب برنهايم" الذي كان يمارس التنويم المغناطيسي على مرضاه و حدث ان تلك الاوامر طبقت لما كان يسدي لهم مطالب اثناء التنويم الاصطناعي . و صاحب المطارية لخير دليل على ذلك عندما طلب منه التوجه الى المكان "س" و استجاب لذلك . و لما سئل عن السبب اجاب بالجهل . هذا ما جعل "فرويد" يتاكد ان اللاشعور هو الذي تلقى الامر و الشعور كان شبه غائب .
فضلا عن مظاهر اللاشعور او ما يعرف بتجليات اللاشعور من نسيان . و احلام . و زلات لسان و قلم . و نكت كلها مجالات خصبة يعبر فيها اللاشعور عن كيانه . هذا ما جعل مدرسة التحليل النفسي تعرف قفزة نوعية، و عرفت صدا و ذيوعا مع الطبيب " جوزيف بروير" الذي كان من الاوائل الممارسين للتحليل النفسي مع "شاركو" و تعتمد طريقته على الحوار المسترسل او ما يعرف بفكرة تداعي الافكار حيث ان فكرة تجر فكرة حتى يتم فك الشفرة لما تنقل العلة من ساحة المكبوتات ( اللاشعور) الى دائرة المعقولات ( الشعور) . و هذه الطريقة يكون قد اعتمدها مع فتاة تدعى "انا. Anna " و التي كانت تعاني من الهستيريا او الفوبيا و هو الخوف من لا شئ . اذ كانت تخاف من الماء و سبب هذا الخوف هو ان جدتها كانت تجبرها على شرب الماء من اناء الكلب ما تولد عندها عقدة نفسية . و قد اهتدى " بروير" معها الى نتيجة لما استطاع ان يفك شفرة هذه العلة بنقلها من ساحة المكبوتات ( اللاشعور) الى ساحة المعقولات ( الشعور).
مدرسة التحليل النفسي فرضت نفسها في الواقع لانها استطاعت تحقيق نتائج ملموسة حين عالجت مرضى و خلصتهم من ازماتهم النفسية على غرار (الهستيريا ، العصاب ، الفوبيا، السكيزوفرينيا )و ساعدتهم على الاندماج في المجتمع مرة اخرى بعدما كانوا يهمشون و يرمون في السجون او يقتلون . كما حققت نتائج مبهرة في السلك المدرسي لما استطاعت تشخيص و توجيه و تصحيح مفاهيم كانت مبهمة تشخيصا سليما صحيحا .
نظرية التحليل النفسي بزعامة "فرويد" فسرت ما كان مبهم من قبل بطريقة علمية و دهضت افكار كثيرة على غرار البعض الذين كانوا يطلقون على الجهاز النفسي بعالم الارواح و يتجلى ذلك لما اعتمدت على نهج علمي الملاحظة + الفرضية = الوصول الى نتيجة حيث قسمت الحياة النفسية الى ثلاثة اجزاء ما يعرف المثلث الديناميكي
الهو . يتمثل في اللاشعور و ساحة المكبوتات و هو مجموعة من الغرائز اقواها الليبيدو
الانا . ساحة الشعور و المعقولات و هي بمثابة الميزان بين الهو و الانا الاعلى و تعمل على وفاقهما و توازنهما.
الانا الاعلى . يتمثل في السلطة القهرية الاجتماعية تعمل على كبت و رفض كل ما هو مخالف للعرف الاجتماعي .
النقد
نحن لا نشك ان مدرسة التحليل النفسي اعطت تفسيرات لبعض الحالات و السلوكات المتعلقة بالفرد . لكن لا يمكن الاعتماد على اللاشعور لتفسير كل الظواهر النفسية نظرا لانه غير ملاحظ فهو على غير بعض الظواهر مثل الدورة الدموية .و الطاقة الكهربائية. و هذا ما حمل "ستيكال" الى القول ( انا لا اؤمن باللاشعور امنت به مدة 30 لكن بعد تجاربي الكثيرة ايقنت انه خرافة ميتافيزيقية ) فضلا عن ما قاله " هاي اي" ( ان المحلل النفسي كالبوم يبحث فقط في الظلام ) . و ما كان وراءه "فرويد" بارجاع كل السلوكات الى غريزة الليبيدو يدخل الانسان في حضيرة الحيوان الذي يندفع وراء غرائزه و ميولاته و الانسان اعلى و ارقى ان يكون كذلك لانه كائن عاقل وواع
التركيب .
من خلال ما سبق نستشف ان الحياة النفسية للانسان تعتمد على مبدأين كل واحد منهما يكمل الاخر و هما الشعور و اللاشعور . ذلك ان سيكولوجية البشر مزيج بين ما هو وعي و لاوعي . و اذا كان الوعي مرتبط بيقضة الانسان فان هناك جزء مهم في حياته يقضيها في هذا الاخير . و ان كان اللاوعي متعلق بنوم الانسان فان له دور مهم لمواصلة حياته في توازن نفسي . و منه فان الشعور و اللاشعور و جهان لعملة واحدة و جناحان تطير بهما الحياة النفسية للانسان.
الخاتمة.
في الاخير نستنتج ان الانسان ميزه الله بالعقل و الوعي و الادراك و هو مصدر التكليف هذا ما جعله ينفرد عن باقي الكائنات بهذه الميزة . كما ان اللاشعور الذي يعد ثورة القرن 19 لما حققه في تحليل الحياة النفسية ،و فتح الباب لظهور معاهد و مراكز مختصة بعلاج الجانب النفساني للانسان ( علاج بالطاقة . علاج بالريكي . علاج بالحوار المسترسل) كل هؤلاء مدينون لمدرسة التحليل النفسي التي فتحت لهم هذا الباب على مصراعيه و استطاعت ان تنفس عن ضغوطات و مكبوتات و لولاها لانفجر الانسان من شدتها .
و عليه ان نفسية الانسان خليط بين ما هو شعوري و لا شعوري . وعي ولا وعي و كل جزء له دور في الكيان النفسي للفرد و يحافظ على توازنه .
في انتظار تعليقاتكم
المقدمة
يعتبر الكائن البشري من اعقد المخلوقات الموجودة على سطح هذه البسيطة .اذ هو مزيج بين ما هو فزيولوجي عضوي .سيكولوجي نفسي .جواني باطني . و لقد سعى العلماء و الفلاسفة منذ القديم لدراسته من الجانب النفسي ،و تبنى هذه الدراسة المدرسة الكلاسيكية القديمة بزعامة "ديكارت" و اهتدوا الى ان النفس البشرية شاعرة بامتياز . لكن مع حلول القرن 19 ظهرت دراسة جديدة تقول ان هناك جزء مهم من الحياة النفسية للانسان يفلت من دائرة الوعي و يدخل تحت غطاء اللاوعي و كان في طليعة هؤلاء الفلاسفة الطبيب النمساوي "سيغموند فرويد" صاحب مدرسة التحليل النفسي و مكتشف اللاشعور . هذا ما ادى الى احتدام الصراع بين الفلاسفة و المنظرين حول ماهية الحياة النفسية للانسان و ماهي اسسها ،و هذا ما يجرنا الى طرح التساؤل التالي .
هل الحياة النفسية للانسان اساسها الوعي ام اللاوعي ؟؟ او بمعنى اخر هل الكيان السيكولوجي للفرد قوامه الشعور ام اللاشعور ؟؟
العرض .
يرى الفلاسفة القدامى ( افلاطون. ابن سينا .ديكارت ) ان النفس البشرية قوامها الوعي . حيث ان الانسان يعي كل افعاله و انفعلاته و يدرك كل احواله و حالاته و بصفة مباشرة و الية و دون وسيط . و ان النفس و الوعي شئ واحد و منه ان كل ما هو نفسي شعوري و كل ما هو شعوري نفسي . و ما ذكرنا لهذه الكلمة بصفة يومية الا دليل على ذلك حين نصرح اننا نشعر بالحزن و الالم او الجوع و العطش .
و "ديكارت " كان اشد المدافعين على هذه النظرية حين ردد يقول ( لا وجود لحياة نفسية خارج الشعور الا الحياة الفزيولوجية ) و يفهم من ذلك ان النفس البشرية جوهرها الوعي ، وفي موضع اخر راح يقول " انا افكر انا موجود" و هو ما يعرف بالكوجيتو الديكاري و هذه النظرية انفرد بها ديكارت و استمدها من الفكر الهيليني القديم ، اي ان ميزة الانسان عن باقي الكائنات الوعي و ان هذا الاخير مسيطر كلية على الحياة النفسية و عليه فان الانسان يدرك افعاله و سلوكاته و احواله و حالاته ادراكا مباشرا.
و يرى " هنري برغسون " ان الحياة السيكولوجية للانسان سيمتها الديمومة حين ردد يقول ( الشعور كالنهر دائم الجريان لا يعرف التوقف بتاتا و ان حدث ان قل تدفقه سيبقى موجود ) بمعنى ان الشعور مهيمن على احوالنا النفسية و الانسان ينتقل من حال الى حال دون انقطاع .
فضلا عن ما ذهب اليه "كولارد" حيث قال ( ان احوالنا و ذواتنا و جميع احاسيسنا تجري امام الشعور كما يجري النهر امام عيني المشاهد ) .
دون ان ننسى ما ذكره الفيلسوف الالماني "بومكة " (ان لا وجود لغير الشاعر )
و هو يؤكد ان الشعور ينفرد بالحياة النفسية للانسان .
من خلال هذا كله نستشف ان كل هذه الاراء تصب في بوتقة واحدة و هي ان الشعور و النفس شيئ واحد.
النقد.
نحن لا نختلف ان الانسان كائن واع بيد ان هذا الوعي لا يتسم بالاطلاقية .فقد يسيطر على بعض الاحوال و يفقد السيطرة على البعض الاخر و منه فالشعور عاجز عن احتواء كل احوالنا النفسية فكم من الم مزق احشاءنا دون ان نجد له ادنى مبرر و من ذلك يختلج النفس شئ من الفرح و الطمئنينة و نعجز عن معرفة مصدره . و كثيرا من الاحوال النفسية لا نجد لها تفسيرا في قاموس المدرسة الكلاسيكية الديكارتية القديمة و التي اتبعها جمع من الفلاسفة دون تمحيص و لا تدقيق و على
سبيل المثال لا الحصر " برغسون " الذي تبنى هذه النظرية لانها توافق فكره .
الموقف الثاني
مما سبق استنتجنا ان الشعور ليس في مقدوره احتواء النفس الجوانية للفرد هذا ما سمح لمدرسة التحليل النفسي و نظرية اللاشعور بلعب هذا الدور على احسن وجه . و اللاشعور في عرفان اصحابه اكبر بكثير من الشعور و اعمق و التشبيه الذي كان وراءه صاحب مدرسة التحليل النفسي " سيغموند فرويد " يبين ذلك لما راح يقول ( ان النفس البشرية كالجبل الجليدي و الجزء المغمور اكبر و اوسع من الجزء الظاهر ) اي ان الحياة الباطنية اللاشعورية اكبر من الحياة الشعورية الظاهرية للانسان .
و في موضع اخر قال " فرويد" ( ان فرضية الشعور فرضية لازمة و مشروعة و لنا ادلة كثيرة على ذلك ) و من بين هذه الادلة ما كان وراءه " الطبيب برنهايم" الذي كان يمارس التنويم المغناطيسي على مرضاه و حدث ان تلك الاوامر طبقت لما كان يسدي لهم مطالب اثناء التنويم الاصطناعي . و صاحب المطارية لخير دليل على ذلك عندما طلب منه التوجه الى المكان "س" و استجاب لذلك . و لما سئل عن السبب اجاب بالجهل . هذا ما جعل "فرويد" يتاكد ان اللاشعور هو الذي تلقى الامر و الشعور كان شبه غائب .
فضلا عن مظاهر اللاشعور او ما يعرف بتجليات اللاشعور من نسيان . و احلام . و زلات لسان و قلم . و نكت كلها مجالات خصبة يعبر فيها اللاشعور عن كيانه . هذا ما جعل مدرسة التحليل النفسي تعرف قفزة نوعية، و عرفت صدا و ذيوعا مع الطبيب " جوزيف بروير" الذي كان من الاوائل الممارسين للتحليل النفسي مع "شاركو" و تعتمد طريقته على الحوار المسترسل او ما يعرف بفكرة تداعي الافكار حيث ان فكرة تجر فكرة حتى يتم فك الشفرة لما تنقل العلة من ساحة المكبوتات ( اللاشعور) الى دائرة المعقولات ( الشعور) . و هذه الطريقة يكون قد اعتمدها مع فتاة تدعى "انا. Anna " و التي كانت تعاني من الهستيريا او الفوبيا و هو الخوف من لا شئ . اذ كانت تخاف من الماء و سبب هذا الخوف هو ان جدتها كانت تجبرها على شرب الماء من اناء الكلب ما تولد عندها عقدة نفسية . و قد اهتدى " بروير" معها الى نتيجة لما استطاع ان يفك شفرة هذه العلة بنقلها من ساحة المكبوتات ( اللاشعور) الى ساحة المعقولات ( الشعور).
مدرسة التحليل النفسي فرضت نفسها في الواقع لانها استطاعت تحقيق نتائج ملموسة حين عالجت مرضى و خلصتهم من ازماتهم النفسية على غرار (الهستيريا ، العصاب ، الفوبيا، السكيزوفرينيا )و ساعدتهم على الاندماج في المجتمع مرة اخرى بعدما كانوا يهمشون و يرمون في السجون او يقتلون . كما حققت نتائج مبهرة في السلك المدرسي لما استطاعت تشخيص و توجيه و تصحيح مفاهيم كانت مبهمة تشخيصا سليما صحيحا .
نظرية التحليل النفسي بزعامة "فرويد" فسرت ما كان مبهم من قبل بطريقة علمية و دهضت افكار كثيرة على غرار البعض الذين كانوا يطلقون على الجهاز النفسي بعالم الارواح و يتجلى ذلك لما اعتمدت على نهج علمي الملاحظة + الفرضية = الوصول الى نتيجة حيث قسمت الحياة النفسية الى ثلاثة اجزاء ما يعرف المثلث الديناميكي
الهو . يتمثل في اللاشعور و ساحة المكبوتات و هو مجموعة من الغرائز اقواها الليبيدو
الانا . ساحة الشعور و المعقولات و هي بمثابة الميزان بين الهو و الانا الاعلى و تعمل على وفاقهما و توازنهما.
الانا الاعلى . يتمثل في السلطة القهرية الاجتماعية تعمل على كبت و رفض كل ما هو مخالف للعرف الاجتماعي .
النقد
نحن لا نشك ان مدرسة التحليل النفسي اعطت تفسيرات لبعض الحالات و السلوكات المتعلقة بالفرد . لكن لا يمكن الاعتماد على اللاشعور لتفسير كل الظواهر النفسية نظرا لانه غير ملاحظ فهو على غير بعض الظواهر مثل الدورة الدموية .و الطاقة الكهربائية. و هذا ما حمل "ستيكال" الى القول ( انا لا اؤمن باللاشعور امنت به مدة 30 لكن بعد تجاربي الكثيرة ايقنت انه خرافة ميتافيزيقية ) فضلا عن ما قاله " هاي اي" ( ان المحلل النفسي كالبوم يبحث فقط في الظلام ) . و ما كان وراءه "فرويد" بارجاع كل السلوكات الى غريزة الليبيدو يدخل الانسان في حضيرة الحيوان الذي يندفع وراء غرائزه و ميولاته و الانسان اعلى و ارقى ان يكون كذلك لانه كائن عاقل وواع
التركيب .
من خلال ما سبق نستشف ان الحياة النفسية للانسان تعتمد على مبدأين كل واحد منهما يكمل الاخر و هما الشعور و اللاشعور . ذلك ان سيكولوجية البشر مزيج بين ما هو وعي و لاوعي . و اذا كان الوعي مرتبط بيقضة الانسان فان هناك جزء مهم في حياته يقضيها في هذا الاخير . و ان كان اللاوعي متعلق بنوم الانسان فان له دور مهم لمواصلة حياته في توازن نفسي . و منه فان الشعور و اللاشعور و جهان لعملة واحدة و جناحان تطير بهما الحياة النفسية للانسان.
الخاتمة.
في الاخير نستنتج ان الانسان ميزه الله بالعقل و الوعي و الادراك و هو مصدر التكليف هذا ما جعله ينفرد عن باقي الكائنات بهذه الميزة . كما ان اللاشعور الذي يعد ثورة القرن 19 لما حققه في تحليل الحياة النفسية ،و فتح الباب لظهور معاهد و مراكز مختصة بعلاج الجانب النفساني للانسان ( علاج بالطاقة . علاج بالريكي . علاج بالحوار المسترسل) كل هؤلاء مدينون لمدرسة التحليل النفسي التي فتحت لهم هذا الباب على مصراعيه و استطاعت ان تنفس عن ضغوطات و مكبوتات و لولاها لانفجر الانسان من شدتها .
و عليه ان نفسية الانسان خليط بين ما هو شعوري و لا شعوري . وعي ولا وعي و كل جزء له دور في الكيان النفسي للفرد و يحافظ على توازنه .