أم عاكف ( الأم المعلمة )
2015-05-23, 07:50
بسم الله الرحمن الرحيم
بدأت فترة الاختبارات في كافة المراحل الدراسية ، ويظهر إلى السطح القديم الجديد ، وهو القلق والتوتر عند الطلاب والطالبات . شبكة ( الإسلام اليوم ) قررت مشاركة هؤلاء الطلاب هذه المرحلة ، من خلال الاطلاع على هذه القضية واكتشاف سبب هذا القلق ، وكيفية علاجه ، بالإضافة إلى تقديم النصائح لهؤلاء الطلاب ليكون هذا العام خيراً وبركة عليهم جميعاً ، هذا الحوار مع أنور علي البرعاوي الحاصل على ماجستير في الصحة النفسية ، ومحاضر في قسم علم النفس بالجامعة الإسلامية ومدير مركز الإرشاد النفسي بالجامعة .
الإسلام اليوم / لماذا يشعر كثير من الطلاب بالتوتر بمجرد قرب الاختبارات ؟
الأول : تتمثل في البعد المعرفي ، أولاً عليه أن يحدد السبب الحقيقي للتوتر ، إذا كان يخشى من عدم تحقيق أهدافه أو يتوهم أنه نسي ما تم حِفْظه واستيعابه فيلجأ إلى مسك ورقة وقلم ، ثم يسرد الأفكار والعناوين الرئيسة للمحتوى الدراسي في كل مادة ، وحينها يسترجع الخطوط العريضة ، وليكن من خلال فهرسة الكتاب ، هذا يعطيه ثقة أنه ليس ناسياً ، وأن قدراته بخير ، وهذا يمنحه الاطمئنان .
الثاني : هو بعد سلوكي ، أي عملي أي عندما يتعرض للقلق والتوتر يلجأ إلى أخذ نفس عميق ، وهو عبارة عن شهيق يأخذه بالتدريج وبعمق ، وليكن مثلاً على عشر مراحل ، ثم عندما يضيق الحجاب الحاجز ، وتنتفخ الرئتان عليه كتم النفس ، ثم يخرجه عن طريق الزفير بنفس الدرجة ، ويؤكد الفسيولوجيون أن هناك خلايا مهددة بالموت بين الحجاب الحاجز البطني والصدري ، وبمجرد دخول الأوكسجين لها ينعشها ويعيد لها الحياة - بإذن الله - مما يكسب البدن القوة ، وطبعاً الاختبار بحاجة إلى بدن مرتاح وقوي .
وهناك طريقة أخرى ممكن أن يفعلها الطالب ، وهو على مقعد الاختبار ، وهو ما يسمونه بالاسترخاء ، أي يقبض يده اليمنى ثم اليسرى ثم القدمين ثم العنق ثم الكتفين وبقية أعضاء الجسم لمدة خمس دقائق ثم يسترخي ، ويبقى على هذا الحال إلى أن يذهب القلق ، وهذا يصرف التفكير عن الموضوع الباعث للقلق .
الإسلام اليوم / أين دور الأهل في هذه المرحلة ؟
دور الأهل أساسي وخطير ، وهو لا يبدأ فقط من أيام الاختبارات ، تفوّق الأبناء ليس نتيجة جهد طرف واحد ، وإنما مجموعة من الأطراف : الأبناء والآباء والمعلمون والمجتمع ، ننصح الآباء أن يكون لديهم البرمجة اللغوية العصبية ، فبدلاً من أن تدعو الأم على ولدها أن تدعو له ، بدلاً من أن تقول له : يا فاشل قل له : يا متفوق ، وقد أمرنا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - أن ننادي الآخرين بأحب أسمائهم ، وهذا يؤدي إلى برمجة لغوية عصبية ، وقد كان النبي يغير أسماء بعض الصحابة لتأكيد الإيحاء الإيجابي لدى الفرد .
على الأهل :
أولاً : أن يكرسوا مفهوم ذاتٍ إيجابياً قوياً متقدماً في أبنائهم .
ثانياً : أن يوفروا الجو المناسب للاختبارات ، وهذا من خلال أمرين :
- توفير الهدوء .
- توفير الغذاء .
والابتعاد عن الأغذية التي تؤدي إلى النسيان ، مثل الأطعمة الحارة .
الإسلام اليوم / هل من أطعمة معينة يفضل الإكثار منها في فترة الاختبارات ؟
يكثر من شرب عصير الليمون ، لأنه ينشط الدورة الدموية ، وعندما يشعر الطالب بالإرهاق عليه أن يكثر من شرب الحليب ، وان يتناول السكريات الطبيعية ، مثل التفاح ، وأن يبتعد عن الصناعية ، مثل البقلاوة والكيك ، والإمام برهان الدين الزرنوجي - رحمه الله - كان ينصح بتناول (21) زبيبة حمراء على الريق ، وهذا المقدار فيه من السكر ما يعطي الإنسان الطاقة المطلوبة . كذلك هناك نقطة خطيرة ، القلق قد يكون متعلّماً ، فالأم التي تشعر بالقلق والانهيار أمام ابنها ، وكذلك الأب ينقلان العدوى لأبنائهم حتى إن كانوا واثقين من أنفسهم ؛ لأن قلق الآباء ينعكس سلباً على الأبناء ، فليكن الآباء على درجة من الصلابة ، وبعث القوة في أبنائهم .
الإسلام اليوم / ما هي الأوقات والأماكن المفضلة للدراسة ، وهل يفضل الدراسة في الأماكن المفتوحة ؟
الوقت الأنسب للدراسة هو ذلك الوقت الذي يكون فيه الطالب مرتاح بدنياًَ ومهيّأً نفسياً وعقلياً مهما كان ذلك الوقت ، أما بالنسبة للأماكن فهناك طلاب يحبون الدراسة في الليل فليكن ، وهناك من يحب الدراسة في الفجر فليكن ، فكل إنسان له طبيعة ، وقد يكون للتعود والظروف علاقة بهذا الأمر ، بعض الطلاب يدرسون وهم يفتحون المسجل على القرآن الكريم ، وهناك من يميل إلى القراءة في الحديقة ، وهناك من يقفل الغرفة ، لابد من مراعاة أمرين هنا :
- أن يكون المكان صحياً .
- وأن يوحي بالمذاكرة ، فمثلاً لا يصح أن يكون مكان الدراسة هو فراش النوم .
ولا بأس من تحديد وقت للدراسة ، كأن يقول سأبدأ من الساعة كذا وسأنتهي عند الساعة كذا . ويرتبط بهذا الأمر معيار مهم يتعلق بالنتيجة ، من حيث كم وكيف التحصيل الذي حققه الطالب ، سواء في مكان مغلق أو مفتوح ، لا ضير في ذلك ما دام يراعي الشروط الصحية من تهوية وإضاءة .
الإسلام اليوم / هل يُفضّل أن يبدأ الطالب بمادة إلى أن ينهيها أم يتنقل بين المواد حتى لا يشعر بالملل ؟
هذا الأمر يتوقف على عدة أمور :
الأول : كل مادة لها طبيعتها المختلفة ، فمثلاً في المواد الرياضية لا يستطيع أن يقرأ جزءاً ويترك الآخر ، لأنها مرتبة منطقياً وبشكل متسلسل تعتمد على بعضها البعض ، ولا يمكن أن تكتمل حلقات التفكير إلا باكتمال دراسة الموضوع ، وهنا تتم دراسة الموضوع بالكامل . بينما في الموضوعات الأخرى يُفضّل التنويع مع الدراسة الموزعة ، بمعنى : يدرس الطالب ساعة في مادة الجغرافيا ، وساعة في مادة المنطق ، ثم اللغة العربية ؛ لأن تضخم المعلومات يؤدي إلى تداخلها ، مما يعني أهمية وجود فواصل بين هذه الموضوعات ، وهو ما يحول بين وجود الكف اللاحق أو الكف الراجع ، وهو تداخل المعلومات مع بعضها البعض ، كذلك يكافئ الطالب نفسه بعد كل جولة ، فإذا قررت مثلاً دراسة اللغة العربية لمدة ساعتين ، فيفضل بعد أن أدرس بعمق واستيعاب أعطي لنفسي مكافأة ، مثلاً أتناول فاكهة أو أتحدث مع أحد الأصدقاء ، أو أتنزه لمدة (10) دقائق مثلاً ، وهذا يعطي حيوية للطالب .
الإسلام اليوم / هل يستحسن أن يمارس الطالب نوعاً من الرياضة ؟
كلما شعر الطالب بالملل يواجهه بنشاط ، ولكن يجب ألاّ يكون عنيفاً ، وألاّ يكون مرهقاً ، وألاّ يكون معطلاً للطاقة ، هي عبارة عن تمرينات بسيطة : التنفس، المشي ، تحريك اليدين والقدمين ، الهدف من ذلك تجديد الحيوية .
نلاحظ كثيراً من الطلاب بعد الاختبارات يلتقون ويتناقشون في الأسئلة ، فيكتشف بعض الطلاب أن لديهم أخطاء ، مما يؤثر على نفسيته وقد ينعكس ذلك على المادة اللاحقة . كيف تنظر إلى هذه العادة ؟
هذه عادة مستشرية ، وقد تؤدي إلى نتائج عكسية ، على الطالب أن يناقش زميله قبل الاختبار ، وليس بعده ما دام أخذ بالأسباب وقدم الاختبار ، لذلك فليترك النتائج على الله ، نحن بحاجة إلى فن إدارة الذات ، أعرف ما هي مكوناتي ، فأنا إنسان أتأثر ، ولي مشاعر وأحاسيس ، في الاختبار عليك أن تبتسم مهما كانت الظروف ، وألاّ يكون عدم التوفيق في مادة معينة مؤثراً على بقية المواد . وفي الختام أتمنى أن يكون نقلي فيه خير وبركة لطلابنا وطالباتنا وبالتوفيق والنجاح للجميع ، منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
من الجميل أن يشعر الطلاب بالقلق والتوتر من الاختبار ، فهو دليل على الاهتمام وصدق من قال " همك مما أهمك "، لكن حقيقة ينبغي ألاّ يزيد هذا التوتر عن حده ؛ لأن قليلا منه يؤدي إلى استنهاض الهمم واستفزاز الطاقات ، والى الاستعداد النفسي لبذل الجهد والتحصيل ، لكن إذا زاد عن حده يؤدي إلى بعثرة الأوراق ، وقعود الهمة والى تحطيم الإرادة ، والأسباب التي قد تحمل الطلبة على هذا التوتر نتيجة أمرين :
الأول : هو حب الطلاب المهملين للنجاح ، والذين استيقظوا عندما اقترب الاختبار مما يشعرهم بالتوتر .
الثاني : المتفوقون وهم قلقون على التفوق وليس مجرد النجاح .
وننصح الفريق الأول أن يرتب أموره من بداية العام ، والفريق الثاني عليه أن يثق بنفسه أنه قادر على تحقيق التفوق طالما أنه استعد الاستعداد اللازم .
وكذلك نقول للطلاب من بداية العام : يجب أن يكون لديكم خطة ، وصدق من قال : " إذا لم يكن لديك خطة فأنت جزء من مخططات الآخرين ".
الإسلام اليوم / من المعلوم أن التوتر يكون سلبياً إذا زاد عن حده ، كيف يمكن تخفيف حدة هذا التوتر ؟
للقلق مظاهر ، هذه المظاهر تشتعل نيرانها معبرة عن ذاتها بأبعاد فسيولوجية ، من حيث اضطراب في الغدد واضطراب في التفكير واضطراب في الجهاز العصبي، كذلك قد يظهر على صحته ، والشعور بالإرهاق والأرق ، فلابد هنا من وضع خطة للمواجهة في حال حدوث ذلك .
التربويون وعلماء النفس ينصحون بالعديد من الوسائل للخروج من هذه الأزمة ، وكلها تركز على استبعاد الموضوع المسبب للقلق والتوتر من دائرة التفكير ، أي من دائرة الشعور ، لذلك هناك خطان رئيسان في إدارة هذه الأزمة :
بدأت فترة الاختبارات في كافة المراحل الدراسية ، ويظهر إلى السطح القديم الجديد ، وهو القلق والتوتر عند الطلاب والطالبات . شبكة ( الإسلام اليوم ) قررت مشاركة هؤلاء الطلاب هذه المرحلة ، من خلال الاطلاع على هذه القضية واكتشاف سبب هذا القلق ، وكيفية علاجه ، بالإضافة إلى تقديم النصائح لهؤلاء الطلاب ليكون هذا العام خيراً وبركة عليهم جميعاً ، هذا الحوار مع أنور علي البرعاوي الحاصل على ماجستير في الصحة النفسية ، ومحاضر في قسم علم النفس بالجامعة الإسلامية ومدير مركز الإرشاد النفسي بالجامعة .
الإسلام اليوم / لماذا يشعر كثير من الطلاب بالتوتر بمجرد قرب الاختبارات ؟
الأول : تتمثل في البعد المعرفي ، أولاً عليه أن يحدد السبب الحقيقي للتوتر ، إذا كان يخشى من عدم تحقيق أهدافه أو يتوهم أنه نسي ما تم حِفْظه واستيعابه فيلجأ إلى مسك ورقة وقلم ، ثم يسرد الأفكار والعناوين الرئيسة للمحتوى الدراسي في كل مادة ، وحينها يسترجع الخطوط العريضة ، وليكن من خلال فهرسة الكتاب ، هذا يعطيه ثقة أنه ليس ناسياً ، وأن قدراته بخير ، وهذا يمنحه الاطمئنان .
الثاني : هو بعد سلوكي ، أي عملي أي عندما يتعرض للقلق والتوتر يلجأ إلى أخذ نفس عميق ، وهو عبارة عن شهيق يأخذه بالتدريج وبعمق ، وليكن مثلاً على عشر مراحل ، ثم عندما يضيق الحجاب الحاجز ، وتنتفخ الرئتان عليه كتم النفس ، ثم يخرجه عن طريق الزفير بنفس الدرجة ، ويؤكد الفسيولوجيون أن هناك خلايا مهددة بالموت بين الحجاب الحاجز البطني والصدري ، وبمجرد دخول الأوكسجين لها ينعشها ويعيد لها الحياة - بإذن الله - مما يكسب البدن القوة ، وطبعاً الاختبار بحاجة إلى بدن مرتاح وقوي .
وهناك طريقة أخرى ممكن أن يفعلها الطالب ، وهو على مقعد الاختبار ، وهو ما يسمونه بالاسترخاء ، أي يقبض يده اليمنى ثم اليسرى ثم القدمين ثم العنق ثم الكتفين وبقية أعضاء الجسم لمدة خمس دقائق ثم يسترخي ، ويبقى على هذا الحال إلى أن يذهب القلق ، وهذا يصرف التفكير عن الموضوع الباعث للقلق .
الإسلام اليوم / أين دور الأهل في هذه المرحلة ؟
دور الأهل أساسي وخطير ، وهو لا يبدأ فقط من أيام الاختبارات ، تفوّق الأبناء ليس نتيجة جهد طرف واحد ، وإنما مجموعة من الأطراف : الأبناء والآباء والمعلمون والمجتمع ، ننصح الآباء أن يكون لديهم البرمجة اللغوية العصبية ، فبدلاً من أن تدعو الأم على ولدها أن تدعو له ، بدلاً من أن تقول له : يا فاشل قل له : يا متفوق ، وقد أمرنا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - أن ننادي الآخرين بأحب أسمائهم ، وهذا يؤدي إلى برمجة لغوية عصبية ، وقد كان النبي يغير أسماء بعض الصحابة لتأكيد الإيحاء الإيجابي لدى الفرد .
على الأهل :
أولاً : أن يكرسوا مفهوم ذاتٍ إيجابياً قوياً متقدماً في أبنائهم .
ثانياً : أن يوفروا الجو المناسب للاختبارات ، وهذا من خلال أمرين :
- توفير الهدوء .
- توفير الغذاء .
والابتعاد عن الأغذية التي تؤدي إلى النسيان ، مثل الأطعمة الحارة .
الإسلام اليوم / هل من أطعمة معينة يفضل الإكثار منها في فترة الاختبارات ؟
يكثر من شرب عصير الليمون ، لأنه ينشط الدورة الدموية ، وعندما يشعر الطالب بالإرهاق عليه أن يكثر من شرب الحليب ، وان يتناول السكريات الطبيعية ، مثل التفاح ، وأن يبتعد عن الصناعية ، مثل البقلاوة والكيك ، والإمام برهان الدين الزرنوجي - رحمه الله - كان ينصح بتناول (21) زبيبة حمراء على الريق ، وهذا المقدار فيه من السكر ما يعطي الإنسان الطاقة المطلوبة . كذلك هناك نقطة خطيرة ، القلق قد يكون متعلّماً ، فالأم التي تشعر بالقلق والانهيار أمام ابنها ، وكذلك الأب ينقلان العدوى لأبنائهم حتى إن كانوا واثقين من أنفسهم ؛ لأن قلق الآباء ينعكس سلباً على الأبناء ، فليكن الآباء على درجة من الصلابة ، وبعث القوة في أبنائهم .
الإسلام اليوم / ما هي الأوقات والأماكن المفضلة للدراسة ، وهل يفضل الدراسة في الأماكن المفتوحة ؟
الوقت الأنسب للدراسة هو ذلك الوقت الذي يكون فيه الطالب مرتاح بدنياًَ ومهيّأً نفسياً وعقلياً مهما كان ذلك الوقت ، أما بالنسبة للأماكن فهناك طلاب يحبون الدراسة في الليل فليكن ، وهناك من يحب الدراسة في الفجر فليكن ، فكل إنسان له طبيعة ، وقد يكون للتعود والظروف علاقة بهذا الأمر ، بعض الطلاب يدرسون وهم يفتحون المسجل على القرآن الكريم ، وهناك من يميل إلى القراءة في الحديقة ، وهناك من يقفل الغرفة ، لابد من مراعاة أمرين هنا :
- أن يكون المكان صحياً .
- وأن يوحي بالمذاكرة ، فمثلاً لا يصح أن يكون مكان الدراسة هو فراش النوم .
ولا بأس من تحديد وقت للدراسة ، كأن يقول سأبدأ من الساعة كذا وسأنتهي عند الساعة كذا . ويرتبط بهذا الأمر معيار مهم يتعلق بالنتيجة ، من حيث كم وكيف التحصيل الذي حققه الطالب ، سواء في مكان مغلق أو مفتوح ، لا ضير في ذلك ما دام يراعي الشروط الصحية من تهوية وإضاءة .
الإسلام اليوم / هل يُفضّل أن يبدأ الطالب بمادة إلى أن ينهيها أم يتنقل بين المواد حتى لا يشعر بالملل ؟
هذا الأمر يتوقف على عدة أمور :
الأول : كل مادة لها طبيعتها المختلفة ، فمثلاً في المواد الرياضية لا يستطيع أن يقرأ جزءاً ويترك الآخر ، لأنها مرتبة منطقياً وبشكل متسلسل تعتمد على بعضها البعض ، ولا يمكن أن تكتمل حلقات التفكير إلا باكتمال دراسة الموضوع ، وهنا تتم دراسة الموضوع بالكامل . بينما في الموضوعات الأخرى يُفضّل التنويع مع الدراسة الموزعة ، بمعنى : يدرس الطالب ساعة في مادة الجغرافيا ، وساعة في مادة المنطق ، ثم اللغة العربية ؛ لأن تضخم المعلومات يؤدي إلى تداخلها ، مما يعني أهمية وجود فواصل بين هذه الموضوعات ، وهو ما يحول بين وجود الكف اللاحق أو الكف الراجع ، وهو تداخل المعلومات مع بعضها البعض ، كذلك يكافئ الطالب نفسه بعد كل جولة ، فإذا قررت مثلاً دراسة اللغة العربية لمدة ساعتين ، فيفضل بعد أن أدرس بعمق واستيعاب أعطي لنفسي مكافأة ، مثلاً أتناول فاكهة أو أتحدث مع أحد الأصدقاء ، أو أتنزه لمدة (10) دقائق مثلاً ، وهذا يعطي حيوية للطالب .
الإسلام اليوم / هل يستحسن أن يمارس الطالب نوعاً من الرياضة ؟
كلما شعر الطالب بالملل يواجهه بنشاط ، ولكن يجب ألاّ يكون عنيفاً ، وألاّ يكون مرهقاً ، وألاّ يكون معطلاً للطاقة ، هي عبارة عن تمرينات بسيطة : التنفس، المشي ، تحريك اليدين والقدمين ، الهدف من ذلك تجديد الحيوية .
نلاحظ كثيراً من الطلاب بعد الاختبارات يلتقون ويتناقشون في الأسئلة ، فيكتشف بعض الطلاب أن لديهم أخطاء ، مما يؤثر على نفسيته وقد ينعكس ذلك على المادة اللاحقة . كيف تنظر إلى هذه العادة ؟
هذه عادة مستشرية ، وقد تؤدي إلى نتائج عكسية ، على الطالب أن يناقش زميله قبل الاختبار ، وليس بعده ما دام أخذ بالأسباب وقدم الاختبار ، لذلك فليترك النتائج على الله ، نحن بحاجة إلى فن إدارة الذات ، أعرف ما هي مكوناتي ، فأنا إنسان أتأثر ، ولي مشاعر وأحاسيس ، في الاختبار عليك أن تبتسم مهما كانت الظروف ، وألاّ يكون عدم التوفيق في مادة معينة مؤثراً على بقية المواد . وفي الختام أتمنى أن يكون نقلي فيه خير وبركة لطلابنا وطالباتنا وبالتوفيق والنجاح للجميع ، منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
من الجميل أن يشعر الطلاب بالقلق والتوتر من الاختبار ، فهو دليل على الاهتمام وصدق من قال " همك مما أهمك "، لكن حقيقة ينبغي ألاّ يزيد هذا التوتر عن حده ؛ لأن قليلا منه يؤدي إلى استنهاض الهمم واستفزاز الطاقات ، والى الاستعداد النفسي لبذل الجهد والتحصيل ، لكن إذا زاد عن حده يؤدي إلى بعثرة الأوراق ، وقعود الهمة والى تحطيم الإرادة ، والأسباب التي قد تحمل الطلبة على هذا التوتر نتيجة أمرين :
الأول : هو حب الطلاب المهملين للنجاح ، والذين استيقظوا عندما اقترب الاختبار مما يشعرهم بالتوتر .
الثاني : المتفوقون وهم قلقون على التفوق وليس مجرد النجاح .
وننصح الفريق الأول أن يرتب أموره من بداية العام ، والفريق الثاني عليه أن يثق بنفسه أنه قادر على تحقيق التفوق طالما أنه استعد الاستعداد اللازم .
وكذلك نقول للطلاب من بداية العام : يجب أن يكون لديكم خطة ، وصدق من قال : " إذا لم يكن لديك خطة فأنت جزء من مخططات الآخرين ".
الإسلام اليوم / من المعلوم أن التوتر يكون سلبياً إذا زاد عن حده ، كيف يمكن تخفيف حدة هذا التوتر ؟
للقلق مظاهر ، هذه المظاهر تشتعل نيرانها معبرة عن ذاتها بأبعاد فسيولوجية ، من حيث اضطراب في الغدد واضطراب في التفكير واضطراب في الجهاز العصبي، كذلك قد يظهر على صحته ، والشعور بالإرهاق والأرق ، فلابد هنا من وضع خطة للمواجهة في حال حدوث ذلك .
التربويون وعلماء النفس ينصحون بالعديد من الوسائل للخروج من هذه الأزمة ، وكلها تركز على استبعاد الموضوع المسبب للقلق والتوتر من دائرة التفكير ، أي من دائرة الشعور ، لذلك هناك خطان رئيسان في إدارة هذه الأزمة :