*أم جابر*
2015-05-18, 21:56
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
قوامة الزوج على زوجته مسئولية قبل أن تكون ميزة وفضيلة، فالقوامة إن لم ترتبط بالعدل والإنصاف فقدت منحتها وبقيت تبعتها، وهي وإن كانت رفعت الزوج على زوجته فإن مقتضيات هذه الرفعة تتجسد في المودة والرحمة التي تقوم عليها الحياة الزوجية السعيدة .. لكن الإشكالية في القوامة ليس مفهومها العام وإنما التفاصيل التي يكمن الشيطان فيها ليحرفها عن سواء الصراط، ويتلاعب بالجاهل لكي يخفق في التطبيق ويسقط في مستنقع الجور الذي لا نجاة منه.
قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ} [النساء:34]
روى في سبب نزول هذه الآية أن سعد بن الربيع -رضي الله عنه- أغضبته امرأته فلطمها فشكاه وليها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كأنه يريد القصاص، فأنزل الله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء} فقال وليّ المرأة"أردنا أمراً الله غيره، وما أراده الله خير"ورضي بحكم الله تعالى وهو أن الرجل قواماً على المرأة يرعاها ويربيها ويصلحها بما أوتي من عقل أكمل من عقلها، وعلم أغزر من علمها غالباً، وبُعد نظر في مبادئ الأمور ونهاياتها أبعد من نظرها، يضاف إلى ذلك أنه دفع مهراً لم تدفعه، والتزم بنفقات لم تلتزم هي بشيء منها .. فلما وجبت له الرئاسة عليها وهي «رئاسة شرعية» كان له الحق أن يؤدبها بما لا يشين جارحة أو يكسر عضواً، فيكون ضربه لها كضرب المؤدب لمن يؤدبه ويربيه، وبعد تقرير هذا السلطان للزوج على زوجته أمر الله تعالى بإكرام المرأة والإِحسان إليها والرفق بها لضعفها وأثنى عليها فقال تعالى{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}[
{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء}ي: قائمون عليهن قيام الولاة على الرعية، في الإنفاق والرعاية والتعليم .. ذلك لأمرين: أحدهما وهبي، والآخر كسبي؛ فالوهبي: هو تفضيل الله لهم على النساء بكمال العقل وحسن التدبير ومزيد القوة في الأعمال والطاعات، ولذلك خُصوا بالنبوة، والإمامة، والولاية، وإقامة الشعائر، والشهادة في مجامع القضايا، ووجوب الجهاد والجمعة، والتعصيب، وزيادة السهم في الميراث، وملك الطلاق. والكسبي هو: {بِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ}في مهورهن، ونفقتهن، وكسوتهن.
ولقد ورد النظم الكريم {بِمَا فَضَّلَ الله بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ} ولو قال (بما فضلهم عليهن) أو قال (بتفضيلهم عليهن) لكان أوجز وأخصر، ولكنّ التعبير يورد بهذه الصيغة لحكمة جليلة، وهي إفادة أن المرأة من الرجل والرجل من المرأة بمنزلة الأعضاء من جسم الإنسان، فالرجل بمنزلة الرأس، والمرأة بمنزلة البدن، ولا ينبغي أن يتكبر عضو على عضو لأن كل واحد يؤدي وظيفته في الحياة، فالأذن لا تغني عن العين، واليد لا تغني عن القدم، ولا عار على الشخص أن يكون قلبه أفضل من معدته، ورأسه أشرف من يده، فالكل يؤدي دوره بانتظام، ولا غنى لواحدٍ عن الآخر.
ثم للتعبير حكمة أخرى وهي الإشارة إلى أن هذا التفضيل إنما هو للجنس، لا لجميع أفراد الرجال على جميع أفراد النساء، فكم من امرأة تفضل زوجها في العلم، والدين، والعمل.
وقال بعض أهل العلم: من روائع البيان القرآني أنه لم يقل (بما فضلهم على النساء) بل قال: {بِمَا فَضَّلَ الله بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ}، أي أن الرجل مُفَضَّل من بعض الأوجه، والمرأة مُفَضَّلة من أوجه أخرى، كالجانب العاطفي، والرجل هو الذي يدفع المهر ويؤسس البيت وينفق عليه.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوامة الزوج على زوجته مسئولية قبل أن تكون ميزة وفضيلة، فالقوامة إن لم ترتبط بالعدل والإنصاف فقدت منحتها وبقيت تبعتها، وهي وإن كانت رفعت الزوج على زوجته فإن مقتضيات هذه الرفعة تتجسد في المودة والرحمة التي تقوم عليها الحياة الزوجية السعيدة .. لكن الإشكالية في القوامة ليس مفهومها العام وإنما التفاصيل التي يكمن الشيطان فيها ليحرفها عن سواء الصراط، ويتلاعب بالجاهل لكي يخفق في التطبيق ويسقط في مستنقع الجور الذي لا نجاة منه.
قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ} [النساء:34]
روى في سبب نزول هذه الآية أن سعد بن الربيع -رضي الله عنه- أغضبته امرأته فلطمها فشكاه وليها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كأنه يريد القصاص، فأنزل الله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء} فقال وليّ المرأة"أردنا أمراً الله غيره، وما أراده الله خير"ورضي بحكم الله تعالى وهو أن الرجل قواماً على المرأة يرعاها ويربيها ويصلحها بما أوتي من عقل أكمل من عقلها، وعلم أغزر من علمها غالباً، وبُعد نظر في مبادئ الأمور ونهاياتها أبعد من نظرها، يضاف إلى ذلك أنه دفع مهراً لم تدفعه، والتزم بنفقات لم تلتزم هي بشيء منها .. فلما وجبت له الرئاسة عليها وهي «رئاسة شرعية» كان له الحق أن يؤدبها بما لا يشين جارحة أو يكسر عضواً، فيكون ضربه لها كضرب المؤدب لمن يؤدبه ويربيه، وبعد تقرير هذا السلطان للزوج على زوجته أمر الله تعالى بإكرام المرأة والإِحسان إليها والرفق بها لضعفها وأثنى عليها فقال تعالى{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}[
{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء}ي: قائمون عليهن قيام الولاة على الرعية، في الإنفاق والرعاية والتعليم .. ذلك لأمرين: أحدهما وهبي، والآخر كسبي؛ فالوهبي: هو تفضيل الله لهم على النساء بكمال العقل وحسن التدبير ومزيد القوة في الأعمال والطاعات، ولذلك خُصوا بالنبوة، والإمامة، والولاية، وإقامة الشعائر، والشهادة في مجامع القضايا، ووجوب الجهاد والجمعة، والتعصيب، وزيادة السهم في الميراث، وملك الطلاق. والكسبي هو: {بِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ}في مهورهن، ونفقتهن، وكسوتهن.
ولقد ورد النظم الكريم {بِمَا فَضَّلَ الله بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ} ولو قال (بما فضلهم عليهن) أو قال (بتفضيلهم عليهن) لكان أوجز وأخصر، ولكنّ التعبير يورد بهذه الصيغة لحكمة جليلة، وهي إفادة أن المرأة من الرجل والرجل من المرأة بمنزلة الأعضاء من جسم الإنسان، فالرجل بمنزلة الرأس، والمرأة بمنزلة البدن، ولا ينبغي أن يتكبر عضو على عضو لأن كل واحد يؤدي وظيفته في الحياة، فالأذن لا تغني عن العين، واليد لا تغني عن القدم، ولا عار على الشخص أن يكون قلبه أفضل من معدته، ورأسه أشرف من يده، فالكل يؤدي دوره بانتظام، ولا غنى لواحدٍ عن الآخر.
ثم للتعبير حكمة أخرى وهي الإشارة إلى أن هذا التفضيل إنما هو للجنس، لا لجميع أفراد الرجال على جميع أفراد النساء، فكم من امرأة تفضل زوجها في العلم، والدين، والعمل.
وقال بعض أهل العلم: من روائع البيان القرآني أنه لم يقل (بما فضلهم على النساء) بل قال: {بِمَا فَضَّلَ الله بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ}، أي أن الرجل مُفَضَّل من بعض الأوجه، والمرأة مُفَضَّلة من أوجه أخرى، كالجانب العاطفي، والرجل هو الذي يدفع المهر ويؤسس البيت وينفق عليه.