قَاسِمٌ.قَاسِم
2015-05-14, 22:15
|| سَجِيـنٌ.. حُـــرٌّ||
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
شدْوُ الطفولة يُذكي شوق مُغترب *** يشكو بزنزانـــةِ الأغراب والشّيَب
هي الهموم تَتالت حُرقة وجوىً *** أدْمَت فؤادي وداسَتْ خِلسَة كُتبي
من ذا سَيَسْمع شدْوي حين أحبكُه *** ليلا طويلا بلا حسّ ولا تعب؟
من ذا يحاصر أشواقي ويأسِرها *** بين الضلوع بِحَرّ الشـّـــوق واللهب؟
من ذا يكَفْكِفُ دمعا شقّ أوردتي *** وضمخّ الوجه بالهالاتِ والنُّدَب؟
آه على الدهر آه كلها نكــَـــدٌ *** معيشةٌ الضّنك حزّت كل مغتـــرب
حُزني ويأسي وغيظي بعد سُلْوَتِها *** عنّي جميعا فقد حلّت على الرّحب
توطّنت خيمتي واستوطنت غُرفي *** وأنتشت في فؤادي حُرقةَ العتـــب
واغتالت الأمــــلَ المرموق في شَرَهٍ *** لِسَفْـــــك أنواره سعيا بلا لغَب
مالي وما للمنايا كلما أمِــــــــلتْ *** نَفْسي الصّفاءَ أتاني صَاعقُ الشُّهُب!
مالي وماللــــرزايا لا تفارقـــــني *** ولا تبارح أرضــــي بل وتهــزأ بي!
مالي ومالِصِحابي اليــَــوم تُنكرني *** وبعد صبوتها أضـــحتْ بلا صبب!
تفرق الزّهر من حولي وقد حُجبت ***شمس التهاليل عن شعري وعن أدبي
كنت المتوجَ دوما كل سانــــحة *** وها أنا اليــــوم بعد الذيل والذنب
لكنّ نفسي تمنيــــــــني وتخبرني *** أني كما كنت دومـا سامي الأدب
وهنّأتنــي بأن الله أمهـــــــــلنا *** حتى نعـــود وُنحيي واهِــــيَ الرّكَــب
هو المتاب إلى الرحمــــــن يدفَعُنا *** لأَنْ نــــخُطَّ هنا موشيـــــة الذهب
لسنا نفاخــر فالأدواء مُشْرَعـَـــةٌ *** فينا ولكـِـــنْ؛! حياةُ القلب تنقلبِ
يا أهلنا هل أتى حينٌ لرحلتـــــنا *** إلى هنـــــاك بزاد غير مُقتَضبِ
نحيا حياةً بلا موت ولا هـــرم *** ولا عناء ولا ضـــــــيم ولا تعب
ولا جفاء ولا ذلّ ولا مــــرض *** ولا شجار ولا قدْح ولا كُـــرب
إليكم الـــحبَّ من أعماق أوردتي *** أصبّه في قلــــوب ســـرّها طربي
صفاءُ نفسي حباني صادقَ القلم *** وفسحةُ الطهر أسْلَتْ كل مُنتحـــب
خطَطْتُ حرفِي وكلّي حِشمة خجلت *** من أن تخط بسيط النسج والقشب
خطوي إليكم شفيعٌ يرتـجـــي فَرِحاً *** بأن يُفَكّ أسِيـــــرُو سجننا الأدبي
مَعْ أننا لا نريد الصّفح أو هـــربا *** فَسَجنُنا بينكم حريّــــة النُّجــــب
والله لو سجنوني بينكم أمـــــــــدا *** لاشتقت سجـــــنا وتكبيلا وبالرّغب
لو غرّموني بهذا السجــــن مشنقة *** لكان جيدي من الأشواق ذا طَرب
فخلصــــــــوني أدام الله بهجتكم *** وإن رأيتم أعيــدوا القبض بالقضُـب
سجينـــــــكم يرتجي التسريح منتحبا *** لأنّ بُعـــــدي وقُربي فيهما صببي
بُعدي سيُدْمي فؤادي بل ويحرقُه *** والقربُ يشغَل عن شُغلي فيُضْرِرُ بي
والشــــــوق بينهما باق وذو ألَقٍ *** لكنْ، هي الحالُ تُخفي كل مُنتَسب
رعاكم الله واسترعى أمانيـــــكم *** هلاَّ صفحـــــــتم فإني جدّ مرتعب
18/05/2014
سبق نشرها في موضوع السجن الادبي
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
شدْوُ الطفولة يُذكي شوق مُغترب *** يشكو بزنزانـــةِ الأغراب والشّيَب
هي الهموم تَتالت حُرقة وجوىً *** أدْمَت فؤادي وداسَتْ خِلسَة كُتبي
من ذا سَيَسْمع شدْوي حين أحبكُه *** ليلا طويلا بلا حسّ ولا تعب؟
من ذا يحاصر أشواقي ويأسِرها *** بين الضلوع بِحَرّ الشـّـــوق واللهب؟
من ذا يكَفْكِفُ دمعا شقّ أوردتي *** وضمخّ الوجه بالهالاتِ والنُّدَب؟
آه على الدهر آه كلها نكــَـــدٌ *** معيشةٌ الضّنك حزّت كل مغتـــرب
حُزني ويأسي وغيظي بعد سُلْوَتِها *** عنّي جميعا فقد حلّت على الرّحب
توطّنت خيمتي واستوطنت غُرفي *** وأنتشت في فؤادي حُرقةَ العتـــب
واغتالت الأمــــلَ المرموق في شَرَهٍ *** لِسَفْـــــك أنواره سعيا بلا لغَب
مالي وما للمنايا كلما أمِــــــــلتْ *** نَفْسي الصّفاءَ أتاني صَاعقُ الشُّهُب!
مالي وماللــــرزايا لا تفارقـــــني *** ولا تبارح أرضــــي بل وتهــزأ بي!
مالي ومالِصِحابي اليــَــوم تُنكرني *** وبعد صبوتها أضـــحتْ بلا صبب!
تفرق الزّهر من حولي وقد حُجبت ***شمس التهاليل عن شعري وعن أدبي
كنت المتوجَ دوما كل سانــــحة *** وها أنا اليــــوم بعد الذيل والذنب
لكنّ نفسي تمنيــــــــني وتخبرني *** أني كما كنت دومـا سامي الأدب
وهنّأتنــي بأن الله أمهـــــــــلنا *** حتى نعـــود وُنحيي واهِــــيَ الرّكَــب
هو المتاب إلى الرحمــــــن يدفَعُنا *** لأَنْ نــــخُطَّ هنا موشيـــــة الذهب
لسنا نفاخــر فالأدواء مُشْرَعـَـــةٌ *** فينا ولكـِـــنْ؛! حياةُ القلب تنقلبِ
يا أهلنا هل أتى حينٌ لرحلتـــــنا *** إلى هنـــــاك بزاد غير مُقتَضبِ
نحيا حياةً بلا موت ولا هـــرم *** ولا عناء ولا ضـــــــيم ولا تعب
ولا جفاء ولا ذلّ ولا مــــرض *** ولا شجار ولا قدْح ولا كُـــرب
إليكم الـــحبَّ من أعماق أوردتي *** أصبّه في قلــــوب ســـرّها طربي
صفاءُ نفسي حباني صادقَ القلم *** وفسحةُ الطهر أسْلَتْ كل مُنتحـــب
خطَطْتُ حرفِي وكلّي حِشمة خجلت *** من أن تخط بسيط النسج والقشب
خطوي إليكم شفيعٌ يرتـجـــي فَرِحاً *** بأن يُفَكّ أسِيـــــرُو سجننا الأدبي
مَعْ أننا لا نريد الصّفح أو هـــربا *** فَسَجنُنا بينكم حريّــــة النُّجــــب
والله لو سجنوني بينكم أمـــــــــدا *** لاشتقت سجـــــنا وتكبيلا وبالرّغب
لو غرّموني بهذا السجــــن مشنقة *** لكان جيدي من الأشواق ذا طَرب
فخلصــــــــوني أدام الله بهجتكم *** وإن رأيتم أعيــدوا القبض بالقضُـب
سجينـــــــكم يرتجي التسريح منتحبا *** لأنّ بُعـــــدي وقُربي فيهما صببي
بُعدي سيُدْمي فؤادي بل ويحرقُه *** والقربُ يشغَل عن شُغلي فيُضْرِرُ بي
والشــــــوق بينهما باق وذو ألَقٍ *** لكنْ، هي الحالُ تُخفي كل مُنتَسب
رعاكم الله واسترعى أمانيـــــكم *** هلاَّ صفحـــــــتم فإني جدّ مرتعب
18/05/2014
سبق نشرها في موضوع السجن الادبي