أبومحمد17
2015-05-11, 15:02
سؤال الدليل و الحرِّيَّة في المواقع الإسلامية......
بسم الله الرحمن الرحيم
لا تجد موقعا إسلامياً على الشبكة لا يهتف بكل الأصوات الرنانة بـ " الدليل" كأنه العروس في ليلة زفافه، كل شيء مقبول منه حتى الصفع ...
أما عمليًّا فعندهم كلهم قوانين خاصة أو داخلية هي " لا يؤذن بنشر ما يخالف عقيدة ومنهج أهل السُّنَّة " و إذا ما قابلتَ بينهم، بين مقالاتهم وردودهم صعقك الاختلاف، و قد يصمُّ أذنيك قوَّة صوت الانفجار عندما يلتقي البارد جدًّا مع الساخن جدّاً.
ولا إشكال، فكل واحد و تصوُّره و مفهومه للسُّنَّة و لمنهج أهلها، هذه حقيقة واقعية، و إن كانوا نظريًّا ينفونها على أصل أن السَّلف كانوا متَّفقين في العقيدة و المنهج؟
المهم،و الذي يشغلنا هو تصرُّف المؤمن بفائدة الدليل، الواثق في العلم، بأنهما دواء الجهل،و صَبْغَةُ و إدام المختلفين، يقرِّبا بينهما، كيف انتهى في الحقيقة إلى الثقة في الرَّدع و الاحتياط، يعني: في التدابير الأمنية و الإجراءات الاحترازية؟
أقول هذا لأن بعض المواقع المشهورة لا تتحمَّل الاختلاف حتى في القضايا الفقهية، فقد أرسلتُ لأحدها ـ من مدَّة ـ ردًّا على مقالٍ ( الشيخ الدكتور منصور بن حمد العيدي(أقوالُ الفقهاءِ في تغطيةِ وجهِ المرأةِ بين الفَهم والوَهم)) رفضوا إنزاله؟ !
فقلتُ: كيف يرفض المؤمنون بالدليل و العلمِ حقَّ الرَّدِّ ولا يكفلونه؛ ربما هذا أشبه بالديمقراطية التي تدعيها أحزابُنا: يبقى الرئيس رئيساً مدى الحياة؟
إلى متى هذا الضيق، المجتمع يفلت و يتفلت، وهم حريصون كل الحرص على عصبيتهم و نعرتهم؟ !
هل سنشاهد عصر انتشار المذاهب بقوة المال لا الإقناع، فمن عندهم المال يفتحون المواقع الضخمة ثم أتي أسراب طائرتهم تباعا تقصف المساكين في أكواخهم؟
و العجيب أنهم ـ بعضهم ـ يتَّهمون غيرهم بالاستعجال في كتاباتهم، وهم أكثر عجلة منهم،إن كانت هناك عجلة ؛ من شدَّة تضايقهم من بعض الكتب لا ينتظرون اكتمال مقالاتهم و إنزالها ككتاب كما يصنعون عادة، بل عجَّلوا بكل ما لديهم بما فيه الغث و السمين.
ولن يرتاح لهم بال حتى يشبعوا الموضوع بمقالات لا حصر لها على عادة بعض المواقع : قتل القول المخالف بالتمييع بالتكثير، كما نفعل في تطهير البول على الأرض، يصبُّون عليه مقالات كثيرة حتى يستحيل الكتاب فيها، ولا يبقى له أثرٌ !
و الأدب شرط عندهم حيث يعجبهم الحال، وحيث لا يعجبهم فيأذنون بنشر كل شيء إلا الأدب.
الشيخ مختار الطيباوي
بسم الله الرحمن الرحيم
لا تجد موقعا إسلامياً على الشبكة لا يهتف بكل الأصوات الرنانة بـ " الدليل" كأنه العروس في ليلة زفافه، كل شيء مقبول منه حتى الصفع ...
أما عمليًّا فعندهم كلهم قوانين خاصة أو داخلية هي " لا يؤذن بنشر ما يخالف عقيدة ومنهج أهل السُّنَّة " و إذا ما قابلتَ بينهم، بين مقالاتهم وردودهم صعقك الاختلاف، و قد يصمُّ أذنيك قوَّة صوت الانفجار عندما يلتقي البارد جدًّا مع الساخن جدّاً.
ولا إشكال، فكل واحد و تصوُّره و مفهومه للسُّنَّة و لمنهج أهلها، هذه حقيقة واقعية، و إن كانوا نظريًّا ينفونها على أصل أن السَّلف كانوا متَّفقين في العقيدة و المنهج؟
المهم،و الذي يشغلنا هو تصرُّف المؤمن بفائدة الدليل، الواثق في العلم، بأنهما دواء الجهل،و صَبْغَةُ و إدام المختلفين، يقرِّبا بينهما، كيف انتهى في الحقيقة إلى الثقة في الرَّدع و الاحتياط، يعني: في التدابير الأمنية و الإجراءات الاحترازية؟
أقول هذا لأن بعض المواقع المشهورة لا تتحمَّل الاختلاف حتى في القضايا الفقهية، فقد أرسلتُ لأحدها ـ من مدَّة ـ ردًّا على مقالٍ ( الشيخ الدكتور منصور بن حمد العيدي(أقوالُ الفقهاءِ في تغطيةِ وجهِ المرأةِ بين الفَهم والوَهم)) رفضوا إنزاله؟ !
فقلتُ: كيف يرفض المؤمنون بالدليل و العلمِ حقَّ الرَّدِّ ولا يكفلونه؛ ربما هذا أشبه بالديمقراطية التي تدعيها أحزابُنا: يبقى الرئيس رئيساً مدى الحياة؟
إلى متى هذا الضيق، المجتمع يفلت و يتفلت، وهم حريصون كل الحرص على عصبيتهم و نعرتهم؟ !
هل سنشاهد عصر انتشار المذاهب بقوة المال لا الإقناع، فمن عندهم المال يفتحون المواقع الضخمة ثم أتي أسراب طائرتهم تباعا تقصف المساكين في أكواخهم؟
و العجيب أنهم ـ بعضهم ـ يتَّهمون غيرهم بالاستعجال في كتاباتهم، وهم أكثر عجلة منهم،إن كانت هناك عجلة ؛ من شدَّة تضايقهم من بعض الكتب لا ينتظرون اكتمال مقالاتهم و إنزالها ككتاب كما يصنعون عادة، بل عجَّلوا بكل ما لديهم بما فيه الغث و السمين.
ولن يرتاح لهم بال حتى يشبعوا الموضوع بمقالات لا حصر لها على عادة بعض المواقع : قتل القول المخالف بالتمييع بالتكثير، كما نفعل في تطهير البول على الأرض، يصبُّون عليه مقالات كثيرة حتى يستحيل الكتاب فيها، ولا يبقى له أثرٌ !
و الأدب شرط عندهم حيث يعجبهم الحال، وحيث لا يعجبهم فيأذنون بنشر كل شيء إلا الأدب.
الشيخ مختار الطيباوي