المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحياء


ب.جلولي
2015-05-09, 14:08
الحياء صفة من صفات الكرام وسمة من سمات أهل الفضل والمروءة يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح، وهو من الأخلاق الرفيعة التي أمر بها الإسلام، وهو يدل على طهارة النفس وحياة الضمير ويقظة الوازع الديني، والحياء يصد صاحبه عن كل قبيح ويصله بكل جميل، والمستحيي لا يقول أو يفعل ما يتنافى ومكارم الأخلاق السامية، يقول ابن القيم رحمه الله " الحياء من الحياة وقلة الحياء من موت القلب والروح"(1).
حينما يفقد المرء الحياء يتدرج من سيء إلى أسوأ، ويهبط من رذيلة إلى أرذل ولا يزال يهوي حتى ينحدر إلى الدرك الأسفل(2) فيصبح بذلك وحشا كاسرا ينطلق معربدا وراء شهواته ويدوس في سبيلها أزكى العواطف(3)،
والحياء أن يخجل الإنسان من ذكر العورات، وأن يضبط سلوكه ضبطا محكما؛ فيتكلم بقدر ويتصرف بحذر، والحياء ليس جبنا كما يراه البعض؛ فالرجل الخجول قد يفضل أن يريق دمه على أن يريق ماء وجهه وتلك هي الشجاعة في أعلى صورها، أما من ليس له حياء فقد يصنع ما يشاء، « والحياء خير كله »(4).
وواقعنا اليوم قل فيه الحياء؛ فالابن لا يستحي من الأب؛ وقد يكلمه بما يتعدى حدود الحياء – الحدود الحمراء - والبنت ترتدي لباس النوم أو لباسا شفافا أمام ذويها ( الأب والأم والإخوة ) بدون حياء وقد تأتي بخطيبها لتقدمه لأبيها وكأن الأمر جد عادي، والصغير لا يستحي من الكبير بل قد يتكلم معه بكلام الفحش، والكبير لا يستحي من الصغير والرجل لا يستحي من المرأة والمرأة لا تستحي من الرجل والكل في الهم سواء.
المرأة اليوم كاسية عارية ترتدي ملابس ضيقة لاصقة أو مفتوحة من أعلى إلى أسفل قد تصل إلى العورة المغلظة، متزينة بأنواع الزينة وكأنها مهيأة لعريس، تتسكع في الأسواق والشوارع وتتحدث بكل ما طاب لها من حديث مع الرجال الأجانب وتلين القول وقد تكون برفقة أبيها أو أمها، وهذا السلوك في نظرهما المطموس من التقدم والتطور والجنة لا يدخلها ديوث، وقد تصبح من ذوي الحقوق إن صارت من الأمهات العازبات المحترمات وتخصص لها منحة، ومن النساء من يتشبهن قلبا وقالبا بالرجال فلا حياء من خالق ولا من مخلوق، ما أعظم الخسارة وما أسوأ العاقبة وما أصدق القائل الذي قال:
فتاة اليوم ضيعت الصوابا *** وألقت عـــن مفاتنـهــا الحجابا
فلن تخشى حياء من رقيب *** ولم تخشى مـــن الله الحسابا
إذا سارت بدا ساق وردف *** ولو جلست ترى العجب العجابا
بربك هل سألت العقل يوماً *** أهذا طبـــع من رام الصوابا
أهذا طبـــع طالبة لعلــــــــم *** إلى الإســـلام تنتسب إنتساباً
ما كان التقدم صبغ وجـــــه *** وما كان السفـــور إليه باباً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)- ينظر موسوعة أخلاق القرآن الجزء الأول، ص88 و90.
(2)- خلق المسلم، ص159.
(3)- خلق المسلم، ص160.
(4)- ينظر خلق المسلم،ص160 و162 و 164.

سميرة10
2015-05-09, 15:22
السلام عليكم
الحياء من الايمان ومن لا حياء له لا دين له

orkida
2015-05-09, 21:47
جزاك الله خيرا