تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : *** الرزاق هو الله ***


المهذب
2015-05-09, 01:11
بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين ، وأصلي وأسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن إهتدى بهديه الى يوم الدين.أيها الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بادئ ذي بدأ يقول المولى عز وجل في سورة(هود) بالآية ( 06)، بعد بسم الله الرحمن الرحيم("وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ")،و بالحديث الشريف،عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ( لو أنَّكم توكَّلون على الله حقَّ توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً، وتروحُ بطاناً) رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم، وقال الترمذي: "حسن صحيح".
نعم أيها الاخوة والاخوات الرزاق هو الله ، وهو أحد أسمائه الحسنى ، وما من قوة في العالم تمنع عنك الرزق، ولعلك أخي أختي الآن تذكرت قصة وأد البنات بالجاهلية ، وكذا قتل الابناء خشية العار والفقر ، فأنزل المولى عز وجل الآية الكريمة بسورة (الإسراء ) بالآية ( 31 ) ، بعد بسم الله الرحمن الرحيم ("وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ").وأنظروا أيها الاحبة كيف تربط دوما الامور بالغيبيات ، لأننا لو تأملنا قليلا ، لوجدنا ، أنها متماسكة ، ليس بها خلل، وحين تريد كسب شيئ فإنها بتوفيق من الله ، وعند ضياع شيئ، فإنك كذلك تستعين بالله في عودة الضاله ، حيث تسأله ، وتقول اللهم رد علي ضالتي ، فإن لم تعد ، فذاك رزق لغيركم ، ممن وجدها ، ولعل الأمر أبلغ ، وأن ذلك الرزق ليتيم ، أو فقير ، أو عابر سبيل ، لا يقوى على العمل ، ولا يسأل الناس الصدقات.
نعم أيها الاحبة ، الملك ملك الله وهو الذي يوزعه كيف يشاء على عباده، ولعلك الآن تذكرت معي قصة الغلامين اللذين بنا لهما الرجل الصالح ذا القرنين الجدار لوجود كنز لهما مع، أن القرية التى مروا بها ( سيدنا موسى عليه السلام وذا القرنين الرجل الصالح ) ، وعدم تقديم لهما الطعام ، كما قال المولى عز وجل بسورة الكهف بالآية (82 ) ، بعد بسم الله الرحمن الرحيم ( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ).
فقد يقول القائل هؤلاء أغنياء ، ونحن فقراء، هؤلاء يتلذذون بطيب الحياة ، وبعضنا في مغبة هو وأولاده ، فأقول لك أخي أختي الكريمة، إتقي الله حيث ما كنت ، فسوف ترى العجب العجاب، وقد يقول فلاح ، أوصاحب أرض، إننا نفتقد الغيث، وهذا الوقت بالنسبة للزرع ، فأقول لك أخي الكريم إستغفر الله بنية وقلب سليم ، فسوف ترى العجائب ، وسوف يرسل الله الغيث، كما قال المولى تبارك وتعالى بالآية (52) من سورة (هود) ، بعد بسم الله الرحمن الرحيم ( " وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ").
وتذكروا أيها الاحبة ، أن الذنوب ، تمنع القطر ، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم بالحديث الشريف (فعن ابن عمرٍ رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لم ينقص قومٌ المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان،ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا .القطرمن السماء، ولولا البهائم لم يمطروا
كما أن كسب القوت ، مقدر ومكتوب ، سواء كسبه الإنسان بالحلال ، أو الحرام، وهنا تحضرني قصة مما يُروى عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه أوقف فرسه مرة ً عند باب مسجد ،وقبل أن يدخل لُيصلي استأمن أحد الواقفين عند الباب على فرسه وعلى السرج الذي عليه، فطمع الرجل المُستأمن على الفرس وسرق سرج الفرس وهرب إلى السوق وباعه هناك ولمّا خرج الإمام علي رضي الله عنه من المسجد لم يجد الرجل ولا السرج ،فذهب إلى السوق ليشتري سرجاً آخر حتى يستطيع ركوب الفرس ، وقد أدهشه أن وجد سرج فرسه نفسه . معروض للبيع في السوق فسأل صاحب الدكان بكم يبيعه ، فقال البائع : بعشرة دراهم ،فقال له الإمام علي رضي الله عنه : من أحضره لك وبكم باعك السرج، قال البائع : بخمسة دراهم ، فاشترى الإمام علي رضي الله عنه السرج وقال : سبحان الله ، لقد كنت أنوي أن أدفع للرجل السارق خمسة دراهم عند خروجي من المسجد لقاء أمانته، لكنه أستعجل رزقه وسرق السرج وباعه ،ولو لم يستعجل رزقه بالحرام لأخذه بالحلال--- أرجوا أن تكون هذه القصة عبرة ، ووصلت الى القلوب النيرة.
إذا لا مجال للانزواء ، والهم ، من أجل لقمة العيش ، فالرزق موجود ، والقوت موزع ، والرزاق حي لا يموت ولا تأخذه سنة ولا نوم، فالعمل والكد وتقديم الاسباب ،هي أساس الحصول عليه، وليس الخمول ، والاتكال،والاعتماد على الغير ، فأطلب أخي أختي التوفيق من رب العالمين ولا تستكين وترضخ لاصحاب المصالح وأعداء البشرية والدين ، وأترك عنك الهم والغم ، وإجعل ليومك وردا بهذا الدعاء( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل ، ، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال . آمـــــــين).
إخواني أخواتي لم يبق لي إلا أن أقول لكم توكلوا على الله ، فهو حسبنا جميعا ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
والسلام عليكم ورحمة اله وبركاته أخوكم المهذب الجمعة08/05/2015

NEWFEL..
2015-05-09, 07:54
بارك الله فيك

moujez.com
2015-05-09, 08:38
جزاك الله خيرا :)

المهذب
2015-05-10, 23:14
بارك الله فيك

بوركت أخي الفاضل على المرور الطيب

المهذب
2015-05-10, 23:16
جزاك الله خيرا :)

بوركت أخي الفاضل على المرور الطيب