فاطمة الحالمة
2015-05-06, 19:11
1كانت ابتسامة تلك الأم السورية مليئة بالجمال..تماما كرفرفة جناح فراشة فوق حواف الزعفر الباهت...لكنها آلمتني..على رصيف ارتمت على وجنتيه عربات الباعة المتنقلين..توسدت حائطا حنطيا مزركشا بتراهات ساكني الجدران و خربشات بعض الصبية المراهقين التائهين في زيف هذا الواقع الأليم..
بحجاب بطاطي فضفاض جميل ذكرني برحابة القرى الجبلية العتيقة..ذرعت ذاك الزقاق النشيط بوجه متألم يلملم شتات الشقاء و البؤس..و لكن قوة جبروتية سكنت معالمه رغم الصفرة اموزية التي كسته..ربما هي وليدة لألم بات طويلا يعانق جماجم مأساة وفاة زوجها في الثورة السورية الأليمة..مررت بجانبها و لم يلفتني منظر أنها شامية لرؤيتي لها أول وهلة..فسماتها ممزوجة بسمرة العروبة المخملية الباهتة بعينين سوداوتين يخيط حدودهما ذاك الكحل الدقيق الفاتن و هذا الحسن ليس غريبا عن نسوة غرداية الشعانبيات الجميلات..و عندما توسدت قدماي خطوة أخرى نادتني بلهجتها القروية التي طالما عشقتها في المسلسلات السورية الثورية فشدتني اليها مباشرة..كانت نبرة صوتها حادة و خافتة و كأنها تهمس لي..و لكن سرعان ما ارتجت و أصبحت مرتجفة كأنها تلبس معاناتها جلباب القوة رغما عنها..حين طلبت مني مبلغا من المال لتسدد ايجار شقتها..و تبعت قولها بأنها أم لخمس يتامى..عندما كانت تتحدث الي لم أتوقف عن التحديق بعينيها المرقرقتين لم أرد لتلك الدمعة الغلابة أن تغرقهما في حمم السواد.أمسكت يديها فشعرت بالدفء رغم نسمات البرد اللاسعة ذاك اليوم انها يد الأم المناضلة دفء يغوص بين أعماق التجاعيد المجوفة التي تلفها..ثم أفلتها و امسكت بحقيبتي السوداء المستطيلية لأرى أي مبلغ سيكون بحوزة طالبة لا تهتم عادة باقتناء ما يخطف قلوب قريناتها المراهقات..لتخذلني كعادتها..
يتبع ...
بحجاب بطاطي فضفاض جميل ذكرني برحابة القرى الجبلية العتيقة..ذرعت ذاك الزقاق النشيط بوجه متألم يلملم شتات الشقاء و البؤس..و لكن قوة جبروتية سكنت معالمه رغم الصفرة اموزية التي كسته..ربما هي وليدة لألم بات طويلا يعانق جماجم مأساة وفاة زوجها في الثورة السورية الأليمة..مررت بجانبها و لم يلفتني منظر أنها شامية لرؤيتي لها أول وهلة..فسماتها ممزوجة بسمرة العروبة المخملية الباهتة بعينين سوداوتين يخيط حدودهما ذاك الكحل الدقيق الفاتن و هذا الحسن ليس غريبا عن نسوة غرداية الشعانبيات الجميلات..و عندما توسدت قدماي خطوة أخرى نادتني بلهجتها القروية التي طالما عشقتها في المسلسلات السورية الثورية فشدتني اليها مباشرة..كانت نبرة صوتها حادة و خافتة و كأنها تهمس لي..و لكن سرعان ما ارتجت و أصبحت مرتجفة كأنها تلبس معاناتها جلباب القوة رغما عنها..حين طلبت مني مبلغا من المال لتسدد ايجار شقتها..و تبعت قولها بأنها أم لخمس يتامى..عندما كانت تتحدث الي لم أتوقف عن التحديق بعينيها المرقرقتين لم أرد لتلك الدمعة الغلابة أن تغرقهما في حمم السواد.أمسكت يديها فشعرت بالدفء رغم نسمات البرد اللاسعة ذاك اليوم انها يد الأم المناضلة دفء يغوص بين أعماق التجاعيد المجوفة التي تلفها..ثم أفلتها و امسكت بحقيبتي السوداء المستطيلية لأرى أي مبلغ سيكون بحوزة طالبة لا تهتم عادة باقتناء ما يخطف قلوب قريناتها المراهقات..لتخذلني كعادتها..
يتبع ...