المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدوغمائية والأصولية في تماسهما مع التطرف والإرهاب!


انسة سوسو
2015-05-05, 07:56
نَسَلتْ (الأصولية) من (الدوغمائية)، والتي تعني: التعصب لرأي/آراء، أو لعقيدة، أو لأفكار معينة، ورفض إخضاعها للنقاش، أو للتساؤل عن مصدرها، أو تاريخها، أو السياق الذي نشأت فيه، أو تأثرت فيه. والدوغمائية بهذا المعنى إنما هي مصدر التعصب والتطرف، ومن ثم الإرهاب بشتى تمظهراته. وعلى ذلك، فإن الإرهابي الذي تشدد ثم تطرف، قبل أن ينقلب على عقبيه إرهابياً، لم يُخلق بجينات إرهابية، وإنما تربى في سياق اجتماعي دوغمائي، علَّمه أن ما وجد عليه مجتمعه من أفكار ومعتقدات، هي وحدها الصحيحة(بألف ولام العهد)، وهي وحدها تمثل الحقيقة وتتمثلها، والحائدون عنها أو المعارضون لها إنما هم، في عرفه وما تربى عليه، محادون لله ولرسوله، معارضون لما جاء به الوحي المبين!
إن المتشدد والمتطرف والإرهابي لم يكونوا كذلك لأنهم ولدوا بجينات تقودهم (بيولوجيا) إلى التشدد والتطرف ومن ثم الإرهاب، بل كانوا كذلك، لأنهم تربوا في أحضان ثقافات تحتضن التشدد والتطرف والإرهاب

ويلعب التعليم دوراً محورياً في تدشين ودعم الدوغمائية، عندما يتبنى منهجاً عامودياً شاقولياً، يمثل فيه المعلم دور المرسل، والطالب دور المستقبل. فيكون الطالب بفضل هذا النوع من التعليم كما الذي يُنَشَّأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين، بفضل فقده لحاسة النقد وملكة الفرز، وغياب مفهوم(نسبية الحقيقة) عن مكونات(لا وعيه).
إن هذا النوع من التعليم الآحادي الشاقولي الموجَّه، إذ هو يمتح من المنطق القديم، ثنائي القيم: (حق أو باطل، حسن أو قبيح، صحيح وخاطئ، صواب وخطأ)، ولا منزلة فيه بين المنزلتين، فإنه لا يهيئ، بحكم شاقوليته، بيئة صالحة لما يعرف ب( الفيد باك Feed Back)، وهي الآلية التي تضمن انسياب الأفكار في اتجاهين أفقيين، يأخذ كل منهما مكان الآخر في تفاعل جدلي خلاق، فلا مرسل ومستقبل بعينهما، بل الكل مرسل والكل مستقبل.
نستطيع أن نرى أثر هذا التعليم/التجهيل، في محاورتنا مثلاً لطلبة المرحلة الابتدائية، وهي مرحلة تأسيس الوعي لدى الطالب، حول أي موضوع. فلو أنك، مثلاً، رويت لأحدهم خبراً أو رواية أو قصة مخالفة لما يُدرّسُ إياه في فصله الدراسي، لخطأك فورًا وانبرى في وجهك قائلاً: الأستاذ قال لنا كذا وكذا، الأستاذ أكد لنا هذا وذاك! لأن الأستاذ، الذي هو نفسه منتج تعليم آحادي، لم يعلمه، وليس بمقدوره أن يعلمه، نسبية المعرفة والآراء، وقبل ذلك نسبية الحقيقة، على الأقل في عالم الاجتماع البشري.
إن أسباب تفاوت المجتمعات في التقدم والتأخر إنما ترجع في حقيقتها إلى فروق ثقافية، وليس إلى فروق بيولوجية، كما كان يعتقد في السابق. وعلى ذلك، فإن المتشدد والمتطرف والإرهابي لم يكونوا كذلك لأنهم ولدوا بجينات تقودهم (بيولوجيا) إلى التشدد والتطرف ومن ثم الإرهاب، بل كانوا كذلك، لأنهم تربوا في أحضان ثقافات تحتضن التشدد والتطرف والإرهاب، عن طريق حشو وعي، ومن ثم(لا وعي) أفرادها بأن لهم الصدر دون العالمين أو القبر!. ولعل أول مظاهر احتضان الثقافة للتشدد والتطرف والإرهاب، إن لم يكن مَدخلها الوحيد، إنما يكمن في تربية أفرادها على آحادية الرأي ومطلقية الحقيقة، ومصطلح:الفرقة الناجية الوحيدة!
إن الإسلام ليؤكد قاعدة الفروق الثقافية بين المجتمعات، وأنها هي الأصل في توجيه المجتمعات نحو التقدم أو التخلف، بقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة:" كل إنسان تلده أمه على الفطرة، وأبواه بعدُ يهودانه وينصّرانه ويمجسانه، فإن كانا مسلمين فمسلم". فالفطرة هنا تعني القابليات الثقافية التي يولد بها الإنسان، والتي سيتشرب من خلالها القيم والموروثات المجتمعية. وليس معناها أنه يولد على فطرة الإسلام حصراً، كما ذهب إلى ذلك بعض الفقهاء، بدليل أنه قال في آخر الحديث: فإن كانا مسلمين فمسلم.
من هنا نقول: إنه لا يصح، لا إيبيستملوجيا، ولا سوسيولوجيا، أن نقول عن دين ما أو مذهب ما، إنه متشدد أو إرهابي، أو أنه يشجع على الإرهاب والتطرف، لماذا؟ لأن قراءة النص: المقدس تحديداً، تمثل أحد قيم الثقافة الحاضنة للمجتمع. وبما أن النصوص الدينية، بطبيعتها حمالة لأوجه عديدة تتخلق بفضل تأويل النص، فإن المجتمعات إنما تؤول نصوصها الدينية انطلاقاً من الحالة الثقافية التي هي عليها. فالمجتمعات التي مرت بالتنوير والأنسنة والنقد التاريخي، ستؤول نصوصها، إن هي استصحبتها في علائقها الاجتماعية، نحو التسامح والشراكة المجتمعية، والعكس صحيح. كل الأديان والمذاهب تتضمن نصوصاً يستطيع المتماهون معها الاستشهاد بها دعما للتطرف والعنف والإرهاب، كما يستطيعون في ذات الوقت الاستشهاد بها لدعم التسامح والإعذار والخير، والفرق في اتجاه التأويل فقط. واتجاه التأويل إنما ينطلق من الحالة الثقافية المعاشة. فلقد كانت المسيحية الكاثوليكية في الغرب ترى، قبل التنوير الغربي، أنه" لا نجاة في الدار الآخرة ولا مرضاة عند الله خارج الكنيسة البابوية الرومانية". هنا، الكاثوليكية، لا تكفر المسلمين واليهود فحسب، بل تكفر حتى المسيحيين من غير الكاثوليك، كالبروتستانت والأرثوذكس. لكن، عندما أجبرها التنوير الغربي على أن تتصالح مع نفسها، اضطرت، أثناء انعقاد مجمع الفاتيكان الثاني 1962 1965م، إلى أن تُوسِّع طريق النجاة، لا ليشمل المسيحيين من خارج المذهب الكاثوليكي فحسب، بل ليشمل المسلمين واليهود إذا كانوا صالحين خيرين! بل إن البابا يوحنا بولس الثاني( توفي عام 2005م) أكد، حين ناقش قضية الخلاص في ما سمي ب(التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية) عام 1981م، على أن"خطة الله للخلاص تشمل المسلمين أيضًا الذين يعبدون معنا الله الواحد".
نستطيع إذاً، دحضاً لما أشيع في الغرب، عقب أحداث الحادي عشر من أيلول 2001م من أن الإسلام عنيف بطبيعته، إيراد كم من الفظائع التي تولت المسيحية الغربية كبرها إبان القرون الوسطى، قبل أن يجبرها التنوير على أن تقوم بأكبر عملية تأويلية ثورية، لكي تتأقلم مع واقع المدنية الغربية. يكفي مثلاً أن نذكر أن محاكم التفتيش الأسبانية حكمت خلال الفترة من عام 1480 وحتى عام 1834 م على مائة ألف شخص عدتهم مخالفين للعقيدة الكاثوليكية، لا بالموت فحسب، بل بالحرق بالنار وهم أحياء. أما في فرنسا، والتي كانت كاثوليكية متعصبة أيضا، فلقد قامت فيها حروب مذهبية مروعة تستحق أن تروى بعض فصولها، لما فيها من عبر وعظة. فقد حاولت الملكية الفرنسية ابتداءً من عام 1562 م فرض التسامح، سياسياً وليس ثقافياً، بين أبناء المذهب الكاثوليكي،الذين كانوا يشكلون الأكثرية في البلاد، وأبناء المذهب البروتستانتي، الذين كانوا يشكلون الأقلية، والذين نظر إليهم من طرف الكاثوليكيين على أنهم هراطقة مبتدعون، أحدثوا في الدين ما ليس منه!. ولتحقيق هذا التسامح العمودي المصطنع، أصدر الملك هنري الرابع ما عرف بمرسوم(نانت) عام 1592 م كمحاولة منه لتنظيم العلاقة بين أبناء الطائفتين. لكن لأن التسامح لا يمكن أن يستمر ما لم يُفرض أفقيا(=ثقافياً) ، فلقد قام الملك لويس الرابع عشر بإلغائه عام 1685 م، بضغط من الكاثوليك الذين زعموا أنهم يريدون حماية السلفية الكاثوليكية من بدع (المبتدعة والزنادقة!)، وليدشن بذلك أكبرعملية اضطهاد ضد أبناء الطائفة البروتستانتية، نتج عنها مجازر وحشية لقرى وأحياء البروتستانت، أدت بالكثيرين منهم إلى الهجرة إلى بلدان أوروبا البروتستانتية من أجل إنقاذ أرواحهم. وقد عانت فرنسا كثيراً من تلك الحوادث إلى حد اضطرت معها العالم الفرنسي:(جورج ديموزيل) أن ينظر إلى إلغاء ذلك المرسوم، وما تترتب عليه من مجازر وحشية بحق أبناء الطائفة البروتستانتية، بصفته أكبر جرح في تاريخ فرنسا.
يوسف بن عبدالعزيز أباالخيل

نارينا
2015-05-05, 08:46
في الجزائر ان استطاع المرور بسلام على التجربة الحسية والنجاح فيها خلال مرحلة الابتدائي

يمكن حينها افهامه بان مصادر المعرفة عديدة ومختلفة ولايجب الارتكاز على نوع او مصدر وحيد


نستطيع أن نرى أثر هذا التعليم/التجهيل، في محاورتنا مثلاً لطلبة المرحلة الابتدائية، وهي مرحلة تأسيس الوعي لدى الطالب، حول أي موضوع. فلو أنك، مثلاً، رويت لأحدهم خبراً أو رواية أو قصة مخالفة لما يُدرّسُ إياه في فصله الدراسي، لخطأك فورًا وانبرى في وجهك قائلاً: الأستاذ قال لنا كذا وكذا، الأستاذ أكد لنا هذا وذاك! لأن الأستاذ، الذي هو نفسه منتج تعليم آحادي، لم يعلمه، وليس بمقدوره أن يعلمه، نسبية المعرفة والآراء، وقبل ذلك نسبية الحقيقة، على الأقل في عالم الاجتماع البشري.

سامق !
2015-05-08, 21:44
مقال للأسف مراوغ ولا يستحق القراءة .. رأي شخصي ولا ألزم به أحدا
يكفي القول ردا على نسبية الحقيقة : هل قولك هذا حقيقة ؟
باقي المقال اسقاطات ليست في محلها .. مثال ذلك -في المقال - سرد للتجربة النصرانية و محاولة الاستشهاد بها على الدين الاسلامي
ولا أعلم كيف يخفى على الكاتب التفريق بين دين محرف و دين محفوظ