kaitt
2015-05-03, 21:24
كانت بالأمس القريب تتردد على مسامعنا جملة ونحن أطفال صغار، يرددها الكثير من الناس وهي "قريني وأنا سيدك" وإن كانت جامعة وشاملة للكثير من المواضع، لكنها خصت بالتعليم والتربية في كل الميادين، لم نكن ندري حينها أنه سوف يأتي زمان على هذا المجتمع، يتحول فيه المعلم إلى خادم بين تلاميذه وطلابه. ليس المربي كما كان بالأمس، لكن أصبح إنسانا عاديا، بل في بعض الأحيان أقل قيمة بين الكثير من التلاميذ الذين هم في صفه، نعم هذا حال الذي كنا نقف له احتراما وتبجيلا، أما اليوم فقد أصبح عرضة للضرب والشتم، لا تنتهي مهمته بنهاية الدرس، لكن فيهم ممن يبقى ينتظر قدره خارج أسوار المؤسسة التعليمية مع من كان تلميذا في فصله وتحول إلى صعلوك في الشارع لمحاسبته.
من قف للمعلم وفّه التبجيلا إلى قف للمعلم وفّه التنكيلا
رحم الله زمانا كان فيه هذا الشخص مربيا قبل أن يكون معلما، أما اليوم فقد انقلب الحال وتحول إلى إنسان تطارده نظرات السخرية في الصف وفي الشارع، يعيش الكثير من الأساتذة والمعلمين أوقاتا صعبة وهم يراودون العديد من تلاميذهم على الدراسة التي أصبحت عند الكثير منهم الاختيار الأخير في حياتهم، ويصبح الأمر أعظم عندما يقع الحساب على المعلم نفسه لحرصه على اجتهاد تلاميذه، لا ينظر إلى هذا الحرص منه من طرف طلاب وتلاميذ هذا الجيل على أنه دعوة للانتباه إلى مستقبلهم العلمي والمهني، لكن يراها الكثير منهم على أنها ابتزاز لحريتهم وتدخل في شؤونهم، على حد قول البعض مادام المعلم والأستاذ يقبض أجره في نهاية كل شهر فلماذا هذا الانتباه الزائد على تلاميذ صفه؟ إن هذه الترجمة المغلوطة التي يحملها العديد من الطلاب والتلاميذ في أذهانهم هي التي خلقت جو القطيعة بين التلميذ والمعلم اليوم، واشتد هذا الصراع ووصل إلى حد الضرب والتعدي الجسدي حتى داخل حرم هذه المدارس والثانويات، لقد شب التلميذ اليوم على أنه حر في القسم في كل تصرفاته في الملبس والحركة وحتى مكان الجلوس هذا ما لم يكن بالأمس حين كان يتسمر الكل في مكانه بمجرد وقوف المعلم أو الأستاذ أمامهم، والويل لمن وقعت عين هذا المربي عليه خلسة وهو يشوش أو حتى يلتفت من دون قصد، أما اليوم فيقضي أغلب الوقت في الدعوة إلى الانتباه، بل كما يقال بالعامية "يحلل" التلاميذ والطلاب على الصمت أثناء الدرس، لأن مجرد التفكير والنرفزة معهم سوف ينتهي به الأمر إلى الاحتكام للشارع، بعد الخروج من المدرسة وتسقط عنه بذلك حصانة المؤسسة، هذا حال الكثير من مدارسنا اليوم، متاعب الكثير من المعلمين والأساتذة أصبحت لا تنتهي عند نهاية الدرس، لكن تصل إلى خارج المدرسة والمؤسسة التعليمية، في حضرة طلاب وتلامذة يمارسون العنف عليهم من غير وجل، لا لشيء وإنما مهنة هؤلاء المربين اليوم أصبحت تتعدى الحدود على حد قولهم، لأن التعليم والتربية أصبحا منفصلين في هذا الزمان، فمادام لقبه "معلم" أو "أستاذ" وجب عليه التعليم فقط لا التربية، حتى وإن كان الكثير من التلاميذ والطلاب اليوم من غير خلق.
ثانوي يعتدي على أستاذ الرياضيات بشفرة الحلاقة وآخر يلحق به عجزا لخمسة عشر يوما
ماذا تنتظر اليوم من جيل يدرس في مؤسسة تعليمية وهو يحمل بين ثيابه أو في محفظته أدوات حادة لتنفيذ الجرم على الأستاذ وفي حالة تأهب دائم لممارسة هذا الفعل، حدث في "سطيف" في الأشهر الماضية أن شوه وجه أستاذ لمادة الرياضيات من طرف ثانوي طائش تعسر عليه فهم طلاسم العمليات الرياضية التي تحل بالذكاء والاجتهاد، لكن كان شجاعا في تشويه وجه أستاذه عن طريق عضلاته التي قويت على هذا الفعل، بدأت الحكاية عندما طلب الأستاذ من الطالب أن يحاول ولو بعسر على حل بعض المسائل الرياضية التي لا تتطلب جهدا كبيرا في الفهم مادام أنه في صف ألأقسام الأدبية، لكن هذا الطالب بقي واقفا مبهوتا أمام هذه العمليات البسيطة، وبمزاح من الأستاذ معه انفجر أصدقاءه ضحكا، وهو ما غذى شعور الضغينة لديه، وصح قوله وتهديده عندما قال له ابستم وسوف نرى من يبتسم الأخير، وفعلا وعند خروج الأستاذ من الثانوية وفي أمسية ماطرة تفاجأ بطالبه يمرر شفرة الحلاقة على وجهه ولم ينتبه إلا وقد قضي الأمر، هي ليست سيناريو فيلم، لكن من واقعنا اليوم الذي يشهد الكثير من الاعتداءات على المعلمين والأساتذة.
وليس ببعيد عن هذا، أستاذ آخر يتعرض للضرب المبرح في ساحة عمومية من طرف تلاميذه تداولوا عليه بالركل في الشارع أمام الناس، ألحق به ضرر وعجز بخمسة عشر يوما من طرف الطبيب الشرعي، فأين نحن من الزمن الذي كان الطالب يختفي من أستاذه في الأماكن العمومية والشوارع وجلا وخوفا، بل واحتراما، سواء رجال أو نسوة، بل مازالوا إلى حد الساعة يكنون لهم هذا الاحترام والتقدير وبقوا تلامذة صغارا وطلابا في حضرتهم حتى وإن وصلوا إلى أعلى المراتب وأهم المناصب، فلم تلههم هذه كلها على ذلك الحس المعنوي بقدرهم ورفعة منصبهم، فقد كانوا عظماء وبقوا كذلك في نظرهم، ولهم الفضل بعد فضل الله في وصولهم إلى ما هم عليه اليوم.
طلاب يغازلون أستاذاتهم ويطلبون منهن أرقام هواتفهن
شر البلية ما يضحك، تشتكي الكثيرات من الأستاذات اليوم على تطور هذا الجيل في فن المغازلة فأصبحن يقفن أمامهم في حرج دائم، مادام فيهم ممن جاء يغازل هذه الأستاذة ويطاردها بنظراته الخبيثة، داس بذلك على الحشمة والحياء الذي كان من الواجب على الطالب أن يكنه لأستاذه، وتبقى العلاقة بينهما علاقة دراسة وعلم فقط، بل فيهم من أصبح همه في الدراسة حضور ماعدا المادة التي تدرسها أستاذة فقط دون غيرها، فقد أصبح عاشقا لا لعلمها، لكن هي ذاتها، بل الغريب في الأمر على حد قول الكثيرات منهن أن هذا الشاب أو بالأحرى طالب العلم، يغازلها حتى في الشارع كأنها بنت في سنه، ويتبعها في الطريق، والأكثر من هذا فإن العديد منهم تجرأ وطلب رقم هاتفها الخاص، فأكيد أن هذا ليس حرصا على الاستنجاد بها خارج أوقات الدراسة في طلب المساعدة في الفهم، لكن للحديث إليها في إطار آخر، فسبحان من بدل الأحوال من حال إلى حال.
من قف للمعلم وفّه التبجيلا إلى قف للمعلم وفّه التنكيلا
رحم الله زمانا كان فيه هذا الشخص مربيا قبل أن يكون معلما، أما اليوم فقد انقلب الحال وتحول إلى إنسان تطارده نظرات السخرية في الصف وفي الشارع، يعيش الكثير من الأساتذة والمعلمين أوقاتا صعبة وهم يراودون العديد من تلاميذهم على الدراسة التي أصبحت عند الكثير منهم الاختيار الأخير في حياتهم، ويصبح الأمر أعظم عندما يقع الحساب على المعلم نفسه لحرصه على اجتهاد تلاميذه، لا ينظر إلى هذا الحرص منه من طرف طلاب وتلاميذ هذا الجيل على أنه دعوة للانتباه إلى مستقبلهم العلمي والمهني، لكن يراها الكثير منهم على أنها ابتزاز لحريتهم وتدخل في شؤونهم، على حد قول البعض مادام المعلم والأستاذ يقبض أجره في نهاية كل شهر فلماذا هذا الانتباه الزائد على تلاميذ صفه؟ إن هذه الترجمة المغلوطة التي يحملها العديد من الطلاب والتلاميذ في أذهانهم هي التي خلقت جو القطيعة بين التلميذ والمعلم اليوم، واشتد هذا الصراع ووصل إلى حد الضرب والتعدي الجسدي حتى داخل حرم هذه المدارس والثانويات، لقد شب التلميذ اليوم على أنه حر في القسم في كل تصرفاته في الملبس والحركة وحتى مكان الجلوس هذا ما لم يكن بالأمس حين كان يتسمر الكل في مكانه بمجرد وقوف المعلم أو الأستاذ أمامهم، والويل لمن وقعت عين هذا المربي عليه خلسة وهو يشوش أو حتى يلتفت من دون قصد، أما اليوم فيقضي أغلب الوقت في الدعوة إلى الانتباه، بل كما يقال بالعامية "يحلل" التلاميذ والطلاب على الصمت أثناء الدرس، لأن مجرد التفكير والنرفزة معهم سوف ينتهي به الأمر إلى الاحتكام للشارع، بعد الخروج من المدرسة وتسقط عنه بذلك حصانة المؤسسة، هذا حال الكثير من مدارسنا اليوم، متاعب الكثير من المعلمين والأساتذة أصبحت لا تنتهي عند نهاية الدرس، لكن تصل إلى خارج المدرسة والمؤسسة التعليمية، في حضرة طلاب وتلامذة يمارسون العنف عليهم من غير وجل، لا لشيء وإنما مهنة هؤلاء المربين اليوم أصبحت تتعدى الحدود على حد قولهم، لأن التعليم والتربية أصبحا منفصلين في هذا الزمان، فمادام لقبه "معلم" أو "أستاذ" وجب عليه التعليم فقط لا التربية، حتى وإن كان الكثير من التلاميذ والطلاب اليوم من غير خلق.
ثانوي يعتدي على أستاذ الرياضيات بشفرة الحلاقة وآخر يلحق به عجزا لخمسة عشر يوما
ماذا تنتظر اليوم من جيل يدرس في مؤسسة تعليمية وهو يحمل بين ثيابه أو في محفظته أدوات حادة لتنفيذ الجرم على الأستاذ وفي حالة تأهب دائم لممارسة هذا الفعل، حدث في "سطيف" في الأشهر الماضية أن شوه وجه أستاذ لمادة الرياضيات من طرف ثانوي طائش تعسر عليه فهم طلاسم العمليات الرياضية التي تحل بالذكاء والاجتهاد، لكن كان شجاعا في تشويه وجه أستاذه عن طريق عضلاته التي قويت على هذا الفعل، بدأت الحكاية عندما طلب الأستاذ من الطالب أن يحاول ولو بعسر على حل بعض المسائل الرياضية التي لا تتطلب جهدا كبيرا في الفهم مادام أنه في صف ألأقسام الأدبية، لكن هذا الطالب بقي واقفا مبهوتا أمام هذه العمليات البسيطة، وبمزاح من الأستاذ معه انفجر أصدقاءه ضحكا، وهو ما غذى شعور الضغينة لديه، وصح قوله وتهديده عندما قال له ابستم وسوف نرى من يبتسم الأخير، وفعلا وعند خروج الأستاذ من الثانوية وفي أمسية ماطرة تفاجأ بطالبه يمرر شفرة الحلاقة على وجهه ولم ينتبه إلا وقد قضي الأمر، هي ليست سيناريو فيلم، لكن من واقعنا اليوم الذي يشهد الكثير من الاعتداءات على المعلمين والأساتذة.
وليس ببعيد عن هذا، أستاذ آخر يتعرض للضرب المبرح في ساحة عمومية من طرف تلاميذه تداولوا عليه بالركل في الشارع أمام الناس، ألحق به ضرر وعجز بخمسة عشر يوما من طرف الطبيب الشرعي، فأين نحن من الزمن الذي كان الطالب يختفي من أستاذه في الأماكن العمومية والشوارع وجلا وخوفا، بل واحتراما، سواء رجال أو نسوة، بل مازالوا إلى حد الساعة يكنون لهم هذا الاحترام والتقدير وبقوا تلامذة صغارا وطلابا في حضرتهم حتى وإن وصلوا إلى أعلى المراتب وأهم المناصب، فلم تلههم هذه كلها على ذلك الحس المعنوي بقدرهم ورفعة منصبهم، فقد كانوا عظماء وبقوا كذلك في نظرهم، ولهم الفضل بعد فضل الله في وصولهم إلى ما هم عليه اليوم.
طلاب يغازلون أستاذاتهم ويطلبون منهن أرقام هواتفهن
شر البلية ما يضحك، تشتكي الكثيرات من الأستاذات اليوم على تطور هذا الجيل في فن المغازلة فأصبحن يقفن أمامهم في حرج دائم، مادام فيهم ممن جاء يغازل هذه الأستاذة ويطاردها بنظراته الخبيثة، داس بذلك على الحشمة والحياء الذي كان من الواجب على الطالب أن يكنه لأستاذه، وتبقى العلاقة بينهما علاقة دراسة وعلم فقط، بل فيهم من أصبح همه في الدراسة حضور ماعدا المادة التي تدرسها أستاذة فقط دون غيرها، فقد أصبح عاشقا لا لعلمها، لكن هي ذاتها، بل الغريب في الأمر على حد قول الكثيرات منهن أن هذا الشاب أو بالأحرى طالب العلم، يغازلها حتى في الشارع كأنها بنت في سنه، ويتبعها في الطريق، والأكثر من هذا فإن العديد منهم تجرأ وطلب رقم هاتفها الخاص، فأكيد أن هذا ليس حرصا على الاستنجاد بها خارج أوقات الدراسة في طلب المساعدة في الفهم، لكن للحديث إليها في إطار آخر، فسبحان من بدل الأحوال من حال إلى حال.