مشاهدة النسخة كاملة : حديث الحرف (فلسفة في بعد آخر) ...
طاهر القلب
2015-04-29, 20:44
أيها الإخوة الكرام ...
يا أصدقاء الحرف الماتع في ربوع الأدب والخواطر ...
سعيد أن أكون معكم من جديد, أقاسمكم المكان وأستمتع معكم بطيبة قلوبكم و رِقَّة حرفكم ...
اليوم أفتتح هاته الصفحة ليكون حديثنا فيها عميقًا, رقيقًا, دقيقًا ...
نسافر فيه إلى أماكن لم تطأها نوازع النفس وشغاف الخاطر والخواطر, فنرسمها كنزعة شعورية جديدة بحلة جديدة, تتحد وتمتزج فيها أصوات الواقع والقلب والروح ...
إخوتي إن حديث الحرف أشجى من نتلقمه بأعيننا فقط كرسم في لوحة فنان ألقمها بريشته مكامن شعوره, أو كنغمة موسيقية تتحد فيها رهافة الحس مع وقع السمع وقد ألفها مايسترو بارع ... حديث الحرف رسم يحمل بين طياته نغمًا عميقًا وفلسفةً ذات بعد آخر حيث لا مكان ولا زمان ... فقط يتكشف صداه بين المخيلة والعقل ونزغة قلب تتخلله مشاعر صادقة ... وبعدها ليكون ... ليس مجرد حرف فقط, بل حرف بروح, تحملنا معها, لنكون في بعد آخر ومكان آخر, نستحث نوازع النفس وشغاف مشاعرنا, فنَرْسُمَ لَهُ وَبَعْدَهُ ألف ألف عُنوان ...
أيها المبادرون المارون هنا ... أتركوا لنا من فلسفة حرفكم باقة زهرية اللون, نديّة الصوت, عميقة الدلالة, ثم أتركوا دفق دم الأخوة الدافئ على صفحة الحديث ...
ومكمن الحديث هنا يكون بين سؤال شعوري ضارب في العمق ... ليستفز فينا إجابات وإعجابات وترجمات شعورية, يكون وقعها في الخاطر دقيقًا رقيقًا, وكُلٌّ منا وغوصه في دجى المعاني المتأججة فيه ...
وسؤالي هنا هو/
ذكرى الزمان وذكرى المكان ... أيهما أقوى على النفس وأشد جنوحا بتلك الروح المسافرة بين حطام تلك الذاكرة في بعديها ومع لونيها الأبيض والأسود ... فتسترد هذا لتستمد من هذا ... وهنا مكمن العجب ومرجع السبب ...
أيها الأحباب ... ذكرى الزمان ما خاطها الزمن وطوتها عقارب الوقت فأصبحنا نحملها معنا أينما ذهبنا ... وذكرى المكان ما كان صانعها فينا إستفزاز المكان لذاكرتنا العميقة فنكررها في مخيلتنا كواقع نعيشه مجددا ...
أيها الأحباب ... تستفزني الذكرى لأسترد بعضا مني فأكون كما أريد أن أكون ... فهل تفعل معكم؟
سيفوح عبق حرفكم الفلسفي هنا ... إعتنوا بذاكرتكم وذكراكم دومًا
أخوكم طاهر القلب
ايمان و امل
2015-04-29, 21:05
تُعَذِّبُنِي ذِكْراك أيْنَما حَلَّتْ
بيْنَ تَجاعِيد ابْتِسامَتِي ... تَعْقِفُها
بَيْنَ أسيال دَمْعَتِي ... تَخْطِفُها
ذِكْراكَ
بَصْمَةٌ دَمَويةُ عَلى ثوبٍ أبْيَض
تَضَلُّ تتسِعُ و تَتَّسِعُ
ويضَلُّ ثوبُ شوقِي يَتَسِعُ أيْضا ليَحْتَويها
ذكْراكَ
رائِحَةٌ ماكِرَةٌ ’ تتلَصَّصُ على صَبْرِي من ثُقُوبِ الغَفْلَة
تُباغِتُنِي في غَمْرَة الأيام السائِرَة
ذِكْراكَ عَذابُ الذَّاكِرَة
ذِكْراكَ مُقَسَّمَة بَيْن الزَّمان و المَكانْ
أحْتَلَّ الأمْكِنَة
و تَحْتَلَّنِي الأزْمِنَة
يَقودُنِي الشوق إلى "ذاك المَكانْ"
و لكِنَّ مَسافَة الزَّمَن بينَنَا لا يَقْطَعُها الشوق حتى بسرعة النَّبْض
ذكْرى المَكان صَفْعَةٌ يتْلُوها احْتِضانٌ حانِي
و ذِكْرى الزَّمان بَيْنَنَا
جُرْحٌ لا يطِيب يوما
ذكْراك
هِي ذِكْرى عنِّي يوم كُنْتُنِي
و اليوم أنا شَطْرٌ مِنِّي
و شَطْرٌ من لا أحد
رحيق الكلمات
2015-04-29, 21:52
السلام عليكم
ذكرى الزمان هي من تقود خطانا الى المجهول
نحاول الحصول على دعائم للمستقبل برسم الامل على الأبواب ولكن الصورة لا تكتمل فالوحدة والانعزال يفقدانا الاتزان
واجتياز الانهزامات مسألة صعبة جدا
وهاهي حروفنا تتخبط كلما مررنا بذاكرة الوجع
وفي المقابل لم يختم لنا بنهاية واضحة المعالم
صدقا التفكير المتكرر هو أشبه بالموت مرتين
والى ان يملأ الرحمن قلوبنا بالاطمئنان
ها نحن نكتب بقلم يتأرجح بين دمعة وابتسامة.
اخي طاهر تقديري لكل حرف كتبته بفكر ورؤية
رملة قسنطينة
2015-04-30, 00:39
أرأيت إن حدّثتك عن الزمن مجرّدا من الحدث فهل يكون للزّمن معنى؟ وللحدث عادة مساحة مكانية يحدث فيها فالمكان فضاء يُظهر ملامحه
كلا من الحدث والزّمن، في اعتقادي أنّ ذكرى المكان أقوى على النّفس لأنها بصرية تحتل أكثر من ذاكرة: البصرية والنفسية، فتكون
بذلك ملازمة للشّخص كما أن احتمال الالتقاء بهذه الذاكرة وارد بدرجة كبيرة لأنها متعلقة بالأمكنة التي قد يزورها الإنسان من وقت لآخر،
في حين أن ذاكرة الزّمن صعبة الرّسوخ لأنها في بعد غير حسيّ فيصعب استنطاق هاته الذاكرة أحيانا مما تجعل الأمر مطروحا للنسيان
أو التّناسي.
المكان يحمل الذكرى كما هي ويعيدها عليك بملامحها الحقيقية وتفاصيلها الدّقيقة رائحتها أحداثها صورها صوتها... حيث أن كل حواسك
تشارك في استعادة هاته الذّكرى.
أعتقد أني تحدّثت عن الموضوع من جانبه المادي أكثر، في حين المطلوب وجداني روحي، اعتبروها مشاركة من ابن سبيل مار، قد يعود
وقد لا يعود
تحياتي لصاحب الموضوع
وشكرا على الطّرح المميّز
سلمى عبدالله
2015-04-30, 23:23
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مذ نشر الموضوع وأنا أعود إليه بكفّي حنين، لا أملك إلاّ حقّ القراءة دون أن تطالعني الذّات لبثّ ولو همسة، ربّما لأنّ بعض المواضيع ولشدّة اعجابي بها أجد الحرف قاصرا وجدّا أن يمنحها حقّها
فكيف للمشاعر أن تحرّك سواعد الحروف نحو ذاكرة أحاول أحيانا أن ألوذ بالفرار منها ...!!!
فتعلّق أجراسها هامسة إنّي سأركن هنا..!!!
تعيد الصور،
تدخلني دوائر الخطر
ألملم شتاتي، وأقبع بين طيّات غطرستها،
ثم أقلب الصفحة التّي مضت،
كانت هي
كأنّها ريح تنفث سحرها تعيد تشكيل أبعادها،
هي زمن يلبس أثواب الأمس كأنّما أعلن سطوته،
هي الأمكنة تركّب الصور
هي جسر يشق بعضي لأعبر لبعضي
ما أيقظك أيتها الزّاحفة من طيّات الأمس،
أتراه رنا المساء فتكشّفت حجب الحرف وقد أماطت لثامها
حقّا عاجزة إلاّ عن شكر
فشكرا أخي طاهر
احترامي
طاهر القلب
2015-05-01, 14:24
أحْتَلَّ الأمْكِنَة
و تَحْتَلَّنِي الأزْمِنَة
جميل قلمك يا إيمان الحرف
عندما يَجُولُ ويُجْلِي ويَنْجَلِي ... عن فلق النوى
فيروي الظمأ ... ويسكن الألم وينسج في الوجود أغنية
شاح ناظري لمكنون الدُرَّة ... فأقتبست منها ترجمة حُلْوة, مُرّة
نعم نحتل الأمكنة وتحتلنا الأزمنة
وكأنها ترادفت لتُكوِّن لنا واقعا
ببعديه زمانًا ومكانًا
أليس هذا من شِقْوتِنَا أم تُرَاهُ من حَظْوَتِنَا؟
شكرا إيمان ونترك المجال مفتوحا لإستشعار الأسئلة
طاهر القلب
2015-05-01, 14:33
السلام عليكم
ذكرى الزمان هي من تقود خطانا الى المجهول
نحاول الحصول على دعائم للمستقبل برسم الامل على الأبواب ولكن الصورة لا تكتمل فالوحدة والانعزال يفقدانا الاتزان
واجتياز الانهزامات مسألة صعبة جدا
وهاهي حروفنا تتخبط كلما مررنا بذاكرة الوجع
وفي المقابل لم يختم لنا بنهاية واضحة المعالم
صدقا التفكير المتكرر هو أشبه بالموت مرتين
والى ان يملأ الرحمن قلوبنا بالاطمئنان
ها نحن نكتب بقلم يتأرجح بين دمعة وابتسامة.
اخي طاهر تقديري لكل حرف كتبته بفكر ورؤية
يا نور ... ألم تكوني متشائمة هنا؟
فليس كل ذكرى ألم وليس كل ألم ذكرى
وفي كليهما أمل ... ثم
لا يوجد شيئ مكتمل وإلا أصابنا الملل
و نحن بين خطين ربما كانا متوازيين
وفي توازيهما إتزان قطعى لنا
نور ... قد أجبتي عن جزء من السؤال
و رسمت لنا حيرة بسؤال آخر
فهل حقا ... التفكير المتكرر هو أشبه بالموت مرتين؟
شكرا نور ... وسنترك المجال مفتوحا لإستشعار الأسئلة
رحيق الكلمات
2015-05-01, 14:53
يا نور ... ألم تكوني متشائمة هنا؟
فليس كل ذكرى ألم وليس كل ألم ذكرى
وفي كليهما أمل ... ثم
لا يوجد شيئ مكتمل وإلا أصابنا الملل
و نحن بين خطين ربما كانا متوازيين
وفي توازيهما إتزان قطعى لنا
نور ... قد أجبتي عن جزء من السؤال
و رسمت لنا حيرة بسؤال آخر
فهل حقا ... التفكير المتكرر هو أشبه بالموت مرتين؟
شكرا نور ... وسنترك المجال مفتوحا لإستشعار الأسئلة
السلام عليكم
أخي الكريم
التشاؤم والتفاؤل بالنسبة لي مسألة نسبية
يعني اننا لا نعيش الحالة بصفة دائمة فقد تمر علينا كل الحالات في يوم واحد
كل الأشياء تتعاقب في الحياة ومن هذا المنطلق الحكم على قلمي صعب نوعا ما
أما بالنسبة لمضمون طرحك فاجيب بوضوح اكثر
الزمن عندي هو ركيزة الحياة والذكرى مهما كان نوعها تقترن به
فالمكان الذي عشت فيه او تمنيت ان اعيش فيه مقترن بزمن
الحلم مقترن بزمن لتحقيقه، القياس مقترن بزمن للمقارنات.....
التاريخ بالنسبة لي هو جوهر الاحساس وعلاقتي به متجذرة مذ الصغر
أنت قلت انك تبحث عن فلسفة كل قلم هنا وهذه فلسفتي
النداء والرثاء والرسائل والامل كلها قلائد زمنية تعود على رغبتنا في ان نواصل قراءة انفسنا في كل لحظة
اما بخصوص تكرار التفكير فيكون قاتلا حينما تسيطر عليه نفس المعطيات وبالتالي نفس النتائج المتوقعة
هنا يمكن ان اقول لك ان المكان سيطر في جزئية بسيطة
ترى هل انا افكر بقلبي ام بعقلي؟
فاطمة الحالمة
2015-05-02, 00:50
الذكرى
عندما يصبح اللاموجود موجود_فقط في أعماقنا
حيث يسرد الفكر و يشرد التفكير لتتيه الذاكرة في عوالم مهندسة استأصلها الزمان من رحم ما سمي بذاك المكان حيث ولدت ذكرانا فخلدت ..نزيلة جناح الماضي بفندق مجعد استحم بينبوع ألم استحضر الجفون لتفجر المآقي دمعا و تمخض مفاصل ذاك الجرح لينبجس و أخرى..أو دهن جدرانه المقشرة بصباغ بهجة وردية عشناها يوما هناك لتنبثق من أشواك البؤس التي تغرينا براعم فرح يشق بسمة على فاه متجمد...
هي مجرد حدث استولى على خلايانا نسجته ماكينة الحنين بأسمال زمن جميل أو قبيح مضى ..لتضعه ستارا يقي حواف ذاك المكان التي قطنته هذه الذكرى من لج الحاضر و حريق المواجع و ما نأمل أن يكون قطعة من حاضرنا...لأن الزمان هو من يباغت عقولنا لتقليب صفحات ذكرى لم تولد الا بذاك المكان......
احتراماتي لأفكاركم المزهرة ابداعا ..تماما كبسمة الربيع.....
ريتاج مطر
2015-05-03, 22:54
::
لعل السكوت هنا أجمل بين الذاكرة والذكرى ،،،,
خاصة حين تدور رحى الزمن بكل قراراتها
وكأننا كنا محض دمى ننقل بعضنا لبعضنا
إجابات
إجابات ،،،,
الفاضل طاهر
احترامي ،،،,
طاهر القلب
2015-05-04, 16:15
أرأيت إن حدّثتك عن الزمن مجرّدا من الحدث فهل يكون للزّمن معنى؟ وللحدث عادة مساحة مكانية يحدث فيها فالمكان فضاء يُظهر ملامحه
كلا من الحدث والزّمن، في اعتقادي أنّ ذكرى المكان أقوى على النّفس لأنها بصرية تحتل أكثر من ذاكرة: البصرية والنفسية، فتكون
بذلك ملازمة للشّخص كما أن احتمال الالتقاء بهذه الذاكرة وارد بدرجة كبيرة لأنها متعلقة بالأمكنة التي قد يزورها الإنسان من وقت لآخر،
في حين أن ذاكرة الزّمن صعبة الرّسوخ لأنها في بعد غير حسيّ فيصعب استنطاق هاته الذاكرة أحيانا مما تجعل الأمر مطروحا للنسيان
أو التّناسي.
المكان يحمل الذكرى كما هي ويعيدها عليك بملامحها الحقيقية وتفاصيلها الدّقيقة رائحتها أحداثها صورها صوتها... حيث أن كل حواسك
تشارك في استعادة هاته الذّكرى.
أعتقد أني تحدّثت عن الموضوع من جانبه المادي أكثر، في حين المطلوب وجداني روحي، اعتبروها مشاركة من ابن سبيل مار، قد يعود
وقد لا يعود
تحياتي لصاحب الموضوع
وشكرا على الطّرح المميّز
لا بل قد أشخت ناظرنا لزاوية مبهرة من الإستنطاق المميز للعمق
ذكرى المكان ... صحيح أنها أكثر تأثيرا في النفس, ولكنها تتطلب حدثا سابقا, لتستحث الذاكرة وتُلقمها بعضا من ألوانها البيضاء والسوداء, بينما ذكرى الزمان لا رابط لها عند إستنطاقها مدارج الذاكرة, أي لها إرتباط تخيلي, عقلي مُجرد من مساحات الأمكنة, وبهذا تكون لازمةً وملتزمةً بمن أقرها في نفسه كمدلول وجودي, وإن إعترتها نوازع "النسيان" فهي نسبية زائلة ... وتبقى لتلك الذكرى روح تحوم أرجاء أي مكان وأي زمان ...
شكرا يا بنت قسنطينة
فقد كان لردك توهج فلسفي خاص
تقديري
طاهر القلب
2015-05-04, 21:04
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مذ نشر الموضوع وأنا أعود إليه بكفّي حنين، لا أملك إلاّ حقّ القراءة دون أن تطالعني الذّات لبثّ ولو همسة، ربّما لأنّ بعض المواضيع ولشدّة اعجابي بها أجد الحرف قاصرا وجدّا أن يمنحها حقّها
فكيف للمشاعر أن تحرّك سواعد الحروف نحو ذاكرة أحاول أحيانا أن ألوذ بالفرار منها ...!!!
فتعلّق أجراسها هامسة إنّي سأركن هنا..!!!
تعيد الصور،
تدخلني دوائر الخطر
ألملم شتاتي، وأقبع بين طيّات غطرستها،
ثم أقلب الصفحة التّي مضت،
كانت هي
كأنّها ريح تنفث سحرها تعيد تشكيل أبعادها،
هي زمن يلبس أثواب الأمس كأنّما أعلن سطوته،
هي الأمكنة تركّب الصور
هي جسر يشق بعضي لأعبر لبعضي
ما أيقظك أيتها الزّاحفة من طيّات الأمس،
أتراه رنا المساء فتكشّفت حجب الحرف وقد أماطت لثامها
حقّا عاجزة إلاّ عن شكر
فشكرا أخي طاهر
احترامي
وبدوري أسجل إعجابي لرد ألجمنا الصمت حينًا
وقد ردنَا لإعادة القراءة ومحاولة القفز بين شقين فينا
كل منهما يدعونا للتأمل والتعمق والبوح ...
ولا يجدر بنا الفرار مما قدر لنا أن نَكُونَهُ أو نعيشه
والحمد لله
الأخت سلمى كان جميلا مرورك
وباهر أثرك في الصفحة
فشكرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الذّاكرة لا أدري لما تبدو معقّدة للحدّ الذّي يجعل وصفها غير مستقرّ بالذّهن على الرّغم من حاجتنا لها وعلى الرّغم من أنّنا لا يمكن أن نواصل الحياة دونها، أوبنخر جزء منها، تلك الذّاكرة التّي تتسرب لذواتنا تستعيد الصّور والأصوات وما استقرّ في الذّهن أو سبق أن اكتشفته
لا يمكن بأيّ حال ربطها بأمور مادية بحته كالأمكنة وإن كانت هذه الأخيرة تبعث الذكرى وتولّدها كأنّنا رهن اللحظات الماضية تجعلنا نسافر عبر الزّمن ندير دواليب الوقت في لحظات أشبه بالشرود كأنّما ألغيت الأمكنة لتستردّ اللحظات بكامل صورها وانفعالاتها
ربّما تلك الحالة النفسية التّي تحيا في ذواتنا ليتم استرجاعها حتى ولو بهمسة، أو بكلمة، نبرة صوت ساكنة في حنايا الذّات، كلّ ذاك كان شيئا من الذّكرى يرسم ذاته كأنّما يعلن عن خلود الصّور وكأنّها تسري والنبضات
فإن كانت ذاكرة توسّع معناها وتشعب فلو تحدّثنا عن الذاكرة التّي أعادتني لحالة استعادة للكلمات علّها ترتّب أفكارها
علّها تدوّن أسرارها،
ولو قرعت بمرقمي بحثا عن ذاكرة منتدى لكانت الكلمات أبرز رسول تستردّ أنفاس الحوارات والشخوص، قد تتداخل والخيال لتصنع عوالم أخرى،
أمّا إن قفزت بذهني إلى ذاكرة شعوب إلى ما استقرّ من موارد تروي عطش السائلين وما ادّخرت له من مراجع وذاكرة شعبية فقط لتبقي الذّاكرة حيّة وفي محاولات شتّى لإيقاظها كأنّها في حالة قفز عبر الأزمنة حتى لا يصبح المرء كمن فقد جزءا من ذاكرته ليعاني حالة عجز أو تبعية
لاشكّ أنّ تحليل الذّكرى والذّاكرة مازال بدائيا جدّا حسب رؤيتي،
فلا يمكنني أن أتحدّث عن تحليله وأنا أجهل ما تنشره هذه الفوضى التّي أحاول رسمها في زمن تحلّل به الرموز وتنظّم لتواصل سباحتها في هذا الكون كموجات تأبى الانكسار أو الانصياع
ابتعدت وهذرت لابأس عفوكم أرجو
وشكرا مرّة أخرى
ايمان و امل
2015-05-16, 21:53
الذَّاكِرَة
لَعَلَّها الجِسْرُ الذِي يَصِلُ البَراءَة بالنُّضوجِ
تَشْتَدُّ حِبالُها بين التَّجارُبِ و تَطولُ خَشَباتُها وَسَط المِحَنْ
و ما بين قلْبٍ صادِقٍ وفِيٍّ للبراءة
و قلب تجَمَّد فِيه البَياضُ وما عرف من النُّضج إلا سواد الشَّك و قسوة اليقين
تقف الذكريات
تترنَّح بنا بين هذا و ذاك
ولأنَّ النسيان نعمة
فان ما يبقى في الذاكرة هو أقوى و أصدق ما جاز فيها
طاهر القلب
2015-09-09, 08:46
السلام عليكم
عدنا والعود أحمد ... والحمد لله
سنعيد للصفحة روحها و نغمها
وإنا عائدون معكم في جولة جديدة من التساؤلات
صبرينة لوتس
2015-09-09, 13:09
السلام عليكم
الذكرى السيئة تقويني لأستمر
الذكرى الطيبة أستريح فيها لأراجع نفسي ثم أيضا أستمر
وقبل هذا وذاك يجب أن أكون قد رسمت هدفي لكي لاأمضغ الحروف ولا أتوه في الفلسفة
ومن فضلك افتح موضوعي غدا ( ولا تخطؤوا ثانية في تأريخ المواضيع )
سلام
ذكرى المكان والزمان، يقول أهل الفلك الزمن لا زال لم يكتشف، وكذلك المكان لازال غامضا... مقدمة لابد منها....
فلسفتي، أخي طاهر القلب، ترى أنّ المكان والزمان من اختصاص النحاة فهما من الظروف ... والظرف وعاء حاو لما فيه.
لكن فلسفتي تأبى إلا أن يكون لفلسفة الأدب مكان فتوحي إليّ بأنّ الذكرى هي مشاعر ارتسمت في زمان محدد، ومكان محدد، فنقشت على مخيّلتنا بكل تفاصيلها...وامتزج الزمان بالمكان وتماهى الكلّ ليصير المكان محركا للذكريات وكذلك الزمان...
ملخص : الذكرى مشاعر طُبعت على الذاكرة تمازج فيها الزمان والمكان...
السلام عليكم
الذكرى او الذاكرة و بتجريدها من اي ارتباط مفهوم يستفز الانسان و يفرض عليه التواحد عند نقطة ما و في بعض الاحيان دونما استئذان
اذا و في رايي ان لكل ذكرى زمان مكان يحتويها و لكنها باهميتها و استقطابها لمشاعر الشخص قد يفقد المكان صالحيته و لتصبخ تلك الذكرى تحتل شريطه المكاني العام و تتعدى بوقتها اوقاته العامة لمجرد سماع كلمة كتابة تاريخ ذكر اسم شخص
و لهذا فهي مؤثرة جدا و لكن تاثيرها قد يتعرض للنسيان مع الوقت و تعدد دلالاته و نغير دلالات الاشياء التي صنعت لحظتها تلك الذكرى و رسمتها في مخيلة الانسان
اما ذكرى المكان ارى انها لا ترسم فقط بل تحفر في ثنايا الذاكرة
و هنا يجدر بي القول ان ذكرى الزمان مستفزة لانك لا تدري متى ستسحضرها و ان كنت نسيت منها شيئا فالنسيان نسبي و يمكن ان تتذكر ما نسيته في اي وقت و في اي مكان في حين عند ولوحك مكانا فانت تعلم ما المكان الذي انت بصدد دخوله او انتبصدد تصفح صوره و ما الذي مر بك هنا و هناك
تستفزني الذكرى لأسترد بعضا مني فأكون كما أريد أن أكون
فعلا انه كذلك فالذكرى قد تحمل خلما غاص بين ثنايا التناسي و الاستسلام
و قد تحمل خططا غطاها فبار الزمن
و قد تحمل خذلانا من صديق او قريب يدغدف فيك حب الشخصية القوية و نبذ الانكسار
و قد تحمل فرحا يهيج فيك العودة الى روح مرحة قد تكون طمرت في اوحال دنيا قذرة احاطت بقلب بريء كان هناك في ذاك الزمن البعيد القريب
تُعَذِّبُنِي ذِكْراك أيْنَما حَلَّتْ
بيْنَ تَجاعِيد ابْتِسامَتِي ... تَعْقِفُها
بَيْنَ أسيال دَمْعَتِي ... تَخْطِفُها
ذِكْراكَ
بَصْمَةٌ دَمَويةُ عَلى ثوبٍ أبْيَض
تَضَلُّ تتسِعُ و تَتَّسِعُ
ويضَلُّ ثوبُ شوقِي يَتَسِعُ أيْضا ليَحْتَويها
ذكْراكَ
رائِحَةٌ ماكِرَةٌ ’ تتلَصَّصُ على صَبْرِي من ثُقُوبِ الغَفْلَة
تُباغِتُنِي في غَمْرَة الأيام السائِرَة
ذِكْراكَ عَذابُ الذَّاكِرَة
ذِكْراكَ مُقَسَّمَة بَيْن الزَّمان و المَكانْ
أحْتَلَّ الأمْكِنَة
و تَحْتَلَّنِي الأزْمِنَة
يَقودُنِي الشوق إلى "ذاك المَكانْ"
و لكِنَّ مَسافَة الزَّمَن بينَنَا لا يَقْطَعُها الشوق حتى بسرعة النَّبْض
ذكْرى المَكان صَفْعَةٌ يتْلُوها احْتِضانٌ حانِي
و ذِكْرى الزَّمان بَيْنَنَا
جُرْحٌ لا يطِيب يوما
ذكْراك
هِي ذِكْرى عنِّي يوم كُنْتُنِي
و اليوم أنا شَطْرٌ مِنِّي
و شَطْرٌ من لا أحد
ليت ذكراها تموت ..
ليت الماضي يعود ..
فأمحو صورتها من قلبي ..
واحذف ظلها من الوجود .
ولا كن هيهات لمن تنادي ..
فالذكرى صدى صوت ...
يرن في القلب، شريط احلام ..
قطار يأخذني الى محطات الام...
يوم يذهب وحين يعود
طاهر القلب
2018-01-07, 15:43
إعادة قراءة متأنية ...
ولنا عودة هنا إن شاء الله
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir