ابو اكرام فتحون
2015-04-14, 18:43
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" صدق الله , و كذب بطن أخيك " .
قال العلامة الألباني -رحمه الله- في "السلسلة الصحيحة" 1 / 433 :
( 7 / 26 ) عن أبي سعيد الخدري قال :
" جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أخي استطلق بطنه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلماسقه عسلا .
فسقاه , ثم جاءه فقال : إني سقيته عسلا فلم يزده إلا استطلاقا
فقال له ثلاث مرات
ثم جاءه الرابعة فقال : اسقه عسلا
فقال : لقد سقيته فلم يزده إلا استطلاقا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(صدق الله وكذب بطن أخيك اذهب فأسقه عسلاً)
فسقاه فبرأ " .
و أخرجه البخاري ( 10 / 115 / 137 - 138 ) بشيء من الاختصار و استدركه الحاكم ( 4 / 402 ) على الشيخين و أقره الذهبي ! !
قال ابن القيم في " الزاد " ( 3 / 97 - 98 ) بعد أن ذكر كثيرا من فوائد العسل :" فهذا الذي وصف له النبي صلى الله عليه
وسلم العسل كان استطلاق بطنه عن تخمة أصابته عن امتلاء فأمر بشرب العسل , لدفع الفضول المجتمعة في نواحي المعدة
و الأمعاء , فإن العسل فيه جلاء و دفع للفضول , و كان قد أصاب المعدة أخلاط لزجة تمنع استقرار الغذاء فيه للزوجتها
فإن المعدة لها خمل كخمل المنشفة , فإذا علقت بها الأخلاط اللزجة أفسدتها و أفسدت الغذاء , فدواؤها بما يجلوها من تلك
الاخلاط , و العسل من أحسن ما عولج به هذا الداء , لاسيما إن مزج بالماء الحار .
و في تكرار سقيه العسل معنى طبي بديع , و هو أن الدواء يجب أن يكون له مقدار و كمية بحسب حال الداء , إن قصر عنه
لم يزله بالكلية , و إن جاوزه أوهن القوى فأحدث ضررا آخر , فلما أمره أن يسقيه العسل , سقاه مقدارا لا يفي بمقاومة الداء
و لا يبلغ الغرض , فلما أخبره علم أن الذي سقاه لا يبلغ مقدار الحاجة , فلما تكرر ترداده إلى النبي صلى الله عليه وسلم
أكد عليه المعاودة ليصل إلى المقدار المقاوم للداء , فلما تكررت الشربات بحسب مادة الداء برىء بإذن الله .
و اعتبار مقادير الأدوية و كيفياتها , و مقدار قوة المرض و المريض من أكبر قواعد الطب .
و قوله صلى الله عليه وسلم : " صدق الله و كذب بطن أخيك " إشارة إلى تحقيق نفع هذا الدواء , و أن بقاء الداء ليس لقصور
الدواء في نفسه , و لكن لكذب البطن و كثرة المادة الفاسدة فيه , فأمره بتكرار الدواء لكثرة المادة .
و ليس طبه صلى الله عليه وسلم كطب الأطباء , فإن طب النبي صلى الله عليه وسلم متيقن قطعي إلهي , صادر عن الوحي و
مشكاة النبوة و كمال العقل , و طب غيره أكثره حدس و ظنون و تجارب .
و لا ينكر عدم انتفاع كثير من المرضى بطب النبوة , فإنه إنما ينتفع به من تلقاه بالقبول و اعتقاد الشفاء به , و كمال التلقي له
بالإيمان و الإذعان .
فهذا القرآن الذي هو شفاء لما في الصدور , إن لم يتلق هذا التلقي لم يحصل به شفاء الصدور من أدوائه , بل لا يزيد المنافقين
إلا رجسا إلى رجسهم و مرضا إلى مرضهم , و أين يقع طب الأبدان منه , فطب النبوة لا يناسب إلا الأبدان الطيبة كما أن شفاء
القرآن لا يناسب إلا الأرواح الطيبة و القلوب الحية فإعراض الناس عن طب النبوة كإعراضهم عن الاستشفاء بالقرآن الذي
هو الشفاء النافع و ليس ذلك لقصور في الدواء , و لكن لخبث الطبيعة , و فساد المحل , و عدم قبوله , و بالله التوفيق " .
- التصفية والتربية -
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" صدق الله , و كذب بطن أخيك " .
قال العلامة الألباني -رحمه الله- في "السلسلة الصحيحة" 1 / 433 :
( 7 / 26 ) عن أبي سعيد الخدري قال :
" جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أخي استطلق بطنه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلماسقه عسلا .
فسقاه , ثم جاءه فقال : إني سقيته عسلا فلم يزده إلا استطلاقا
فقال له ثلاث مرات
ثم جاءه الرابعة فقال : اسقه عسلا
فقال : لقد سقيته فلم يزده إلا استطلاقا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(صدق الله وكذب بطن أخيك اذهب فأسقه عسلاً)
فسقاه فبرأ " .
و أخرجه البخاري ( 10 / 115 / 137 - 138 ) بشيء من الاختصار و استدركه الحاكم ( 4 / 402 ) على الشيخين و أقره الذهبي ! !
قال ابن القيم في " الزاد " ( 3 / 97 - 98 ) بعد أن ذكر كثيرا من فوائد العسل :" فهذا الذي وصف له النبي صلى الله عليه
وسلم العسل كان استطلاق بطنه عن تخمة أصابته عن امتلاء فأمر بشرب العسل , لدفع الفضول المجتمعة في نواحي المعدة
و الأمعاء , فإن العسل فيه جلاء و دفع للفضول , و كان قد أصاب المعدة أخلاط لزجة تمنع استقرار الغذاء فيه للزوجتها
فإن المعدة لها خمل كخمل المنشفة , فإذا علقت بها الأخلاط اللزجة أفسدتها و أفسدت الغذاء , فدواؤها بما يجلوها من تلك
الاخلاط , و العسل من أحسن ما عولج به هذا الداء , لاسيما إن مزج بالماء الحار .
و في تكرار سقيه العسل معنى طبي بديع , و هو أن الدواء يجب أن يكون له مقدار و كمية بحسب حال الداء , إن قصر عنه
لم يزله بالكلية , و إن جاوزه أوهن القوى فأحدث ضررا آخر , فلما أمره أن يسقيه العسل , سقاه مقدارا لا يفي بمقاومة الداء
و لا يبلغ الغرض , فلما أخبره علم أن الذي سقاه لا يبلغ مقدار الحاجة , فلما تكرر ترداده إلى النبي صلى الله عليه وسلم
أكد عليه المعاودة ليصل إلى المقدار المقاوم للداء , فلما تكررت الشربات بحسب مادة الداء برىء بإذن الله .
و اعتبار مقادير الأدوية و كيفياتها , و مقدار قوة المرض و المريض من أكبر قواعد الطب .
و قوله صلى الله عليه وسلم : " صدق الله و كذب بطن أخيك " إشارة إلى تحقيق نفع هذا الدواء , و أن بقاء الداء ليس لقصور
الدواء في نفسه , و لكن لكذب البطن و كثرة المادة الفاسدة فيه , فأمره بتكرار الدواء لكثرة المادة .
و ليس طبه صلى الله عليه وسلم كطب الأطباء , فإن طب النبي صلى الله عليه وسلم متيقن قطعي إلهي , صادر عن الوحي و
مشكاة النبوة و كمال العقل , و طب غيره أكثره حدس و ظنون و تجارب .
و لا ينكر عدم انتفاع كثير من المرضى بطب النبوة , فإنه إنما ينتفع به من تلقاه بالقبول و اعتقاد الشفاء به , و كمال التلقي له
بالإيمان و الإذعان .
فهذا القرآن الذي هو شفاء لما في الصدور , إن لم يتلق هذا التلقي لم يحصل به شفاء الصدور من أدوائه , بل لا يزيد المنافقين
إلا رجسا إلى رجسهم و مرضا إلى مرضهم , و أين يقع طب الأبدان منه , فطب النبوة لا يناسب إلا الأبدان الطيبة كما أن شفاء
القرآن لا يناسب إلا الأرواح الطيبة و القلوب الحية فإعراض الناس عن طب النبوة كإعراضهم عن الاستشفاء بالقرآن الذي
هو الشفاء النافع و ليس ذلك لقصور في الدواء , و لكن لخبث الطبيعة , و فساد المحل , و عدم قبوله , و بالله التوفيق " .
- التصفية والتربية -