المهذب
2015-04-12, 23:47
بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين وأصلى وأسلم على خير خلق الله محمد إبن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين أما بعد.
أحبتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الحكمة ضالة المؤمن ، وهوفي بحث مستمر ، ليتحصل عليها وينتفع بما ترمي اليه، ويفيد بها غيره، وأساسها علم للمعلم أو للمتعلم ، فمن تحصل عليها كان له الخير الكثير ،ومن نفع بها كان له الاجر والثواب ، ومن إحتفظ بها لنفسه كانت وزرا ، لانه علم أخفي ، ولم يقدمه الى الناس كي يفيدهم ،في حياتهم ، لسلوك الدرب الصحيح، وطريق الله المستقيم ،لقول الحبيب المصطفى بالحديث الشريف حيث
قال ﷺ: « من علم علما فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار) (1).
ومن إدعى الحكمة وهوليس حكيما ،ولايمد رأيه الى الحكمة بشيئ ، وقع بالمحضور وجر الناس الى الهواية ،وكان ممن ينطبق عليه قول القائل ( يفعل الجاهل بنفسه مالا يفعل العدو بعدوه).
ولربما أخي أختي.
رأيت شيخا طاعنا في السن، يحتقره الناس ، وهو منزو ،بركن وهو ساكت ، لايريد أن يظلم ، أويظلم ،لكنه إذا أقسم على الله أبر قسمه، وهنا يحضرني الحديث الشريف لسيدنا محمد ﷺ (عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:
( رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره )
ومن هنا تبدأ علامات الحكمة، حيث بإقترابك لهذا الشيخ الكثة (لحيته كثيفة الشعر)،تجده من الذين ، يكدون لاجل لقمة العيش،مصداقا لقوله ﷺ (عنِ الْمِقْدَامِ رَضِي اللَّه عَنْه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُلُ )) مِنْ عَمَلِ يَدِهِ) (2) ،ومن الذين لا يسألون الناس إلحافا، مصداقا لقوله تعالى بالاية (273) بسورة ( البقرة ) بعد بسم الله الرحمن الرحيم
(لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ
وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ )، وينافس من أجل تعلم دينه ،مصاقا لقوله جل وعلا بسورة (المطففين ) بالاية(26)، بعد بسم الله الرحمن الرحيم: (خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ )، واذا سألته قال لك ، ؛إن متوكل على الله ، وان الرزاق هو الله،وهنا نجده ألم بأشياء قد يكون أكثر الناس في غفلة عنها ، وهي قوله تعالى بسورة (الطلاق ) بالاية( 03) بعد بسم الله الرحمن الرحيم (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا )، وقوله جل وعلا بسورة (الذاريات ) بالاية ( 22) ، بعد بسم الله الرحمن الرحيم (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ).
وإذا ما جلست معه أكثر نصحك بطريقته، وعلمك بتصرفاته، وانت تقول في نفسك ، ماذا بقى لهذا الشيخ من حياة حتى يعمل ، فيقاطعك، وكأنه يعلم سبب حيرتك وما يجول بخاطرك، (الدنيا ساعة فاجعلها طاعة والنفس طماعة عودها القناعة)، ويبدو لك الامر غريبا وغير مالوف ، فتقتفي أثر هذا الهرم ،لكنه بعد تعب يوم كامل ، يعود الى بيته، وهو يقول الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا ان هدانا الله ،وبعدما لحقته، في كل مشاوره، وكأنك تستفزه، وهو لا يأبه لتصرفاتك الغبية ، لكنه قبل دخوله البيت ، يقول لك ماذا تعلمت هذا اليوم فإن كنت تعلمت حقا وفطنا فستقول ، أدام الله أعمالك الصالحة، وأثابك وأثبانا الاجر ، وإجعلني رفيق دربك ، حتى أستفيد ، وإن كنت ممن يرون كل الأشياء بمظهرها، ولا يسعون لبذل الجهد، للحصول على تجارة الله المربحة ،فانك ستقول الامر عادي وانت رجل طيب، فعندها تأكد بأنه سيقول ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنا) ، آمين.
أنظروإخواني، أخواتي ، لمعاني هذا الموضوع فستجدون كل خير، وتأكدوا أن رأس الحكمة مخافة الله،وما الدنيا الا دار عمل والآخرة دار جزاء، فأعمل أخي أختي ( لدنياك كأنك تعيش أبدا وأعمل لاخرتك ، كأنك تموت غدا).
أحبتي يقول المولى عز وجل في الاية (269) من سورة( البقرة)، بعد بسم الله الرحمن الرحيم (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)، صدق الله العظيم.
ولعل في النموذج الذي سردته بهذا الموضوع الكثير من ذلك ، فأسألوا الله لي ولكم العفو والعافية في الدنيا والاخرة ، وأن يجعل رفقاء دربنا ، من الحكماء ، وممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، آمين).
أخوكم المهذب يوم 12/04/2015 .
(1) حديث حسن
وروى هذا الحديث عن جماعة من الصحابة منهم أبو هريرة، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وابن عمر، وابن مسعود، وابن عباس، وأبى سعيد الخدرى، وأنس بن مالك وعمرو بن عبسة، وجابر بن عبد الله وطلق بن على.
(2) صحيح البخاري.
أحبتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الحكمة ضالة المؤمن ، وهوفي بحث مستمر ، ليتحصل عليها وينتفع بما ترمي اليه، ويفيد بها غيره، وأساسها علم للمعلم أو للمتعلم ، فمن تحصل عليها كان له الخير الكثير ،ومن نفع بها كان له الاجر والثواب ، ومن إحتفظ بها لنفسه كانت وزرا ، لانه علم أخفي ، ولم يقدمه الى الناس كي يفيدهم ،في حياتهم ، لسلوك الدرب الصحيح، وطريق الله المستقيم ،لقول الحبيب المصطفى بالحديث الشريف حيث
قال ﷺ: « من علم علما فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار) (1).
ومن إدعى الحكمة وهوليس حكيما ،ولايمد رأيه الى الحكمة بشيئ ، وقع بالمحضور وجر الناس الى الهواية ،وكان ممن ينطبق عليه قول القائل ( يفعل الجاهل بنفسه مالا يفعل العدو بعدوه).
ولربما أخي أختي.
رأيت شيخا طاعنا في السن، يحتقره الناس ، وهو منزو ،بركن وهو ساكت ، لايريد أن يظلم ، أويظلم ،لكنه إذا أقسم على الله أبر قسمه، وهنا يحضرني الحديث الشريف لسيدنا محمد ﷺ (عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:
( رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره )
ومن هنا تبدأ علامات الحكمة، حيث بإقترابك لهذا الشيخ الكثة (لحيته كثيفة الشعر)،تجده من الذين ، يكدون لاجل لقمة العيش،مصداقا لقوله ﷺ (عنِ الْمِقْدَامِ رَضِي اللَّه عَنْه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُلُ )) مِنْ عَمَلِ يَدِهِ) (2) ،ومن الذين لا يسألون الناس إلحافا، مصداقا لقوله تعالى بالاية (273) بسورة ( البقرة ) بعد بسم الله الرحمن الرحيم
(لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ
وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ )، وينافس من أجل تعلم دينه ،مصاقا لقوله جل وعلا بسورة (المطففين ) بالاية(26)، بعد بسم الله الرحمن الرحيم: (خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ )، واذا سألته قال لك ، ؛إن متوكل على الله ، وان الرزاق هو الله،وهنا نجده ألم بأشياء قد يكون أكثر الناس في غفلة عنها ، وهي قوله تعالى بسورة (الطلاق ) بالاية( 03) بعد بسم الله الرحمن الرحيم (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا )، وقوله جل وعلا بسورة (الذاريات ) بالاية ( 22) ، بعد بسم الله الرحمن الرحيم (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ).
وإذا ما جلست معه أكثر نصحك بطريقته، وعلمك بتصرفاته، وانت تقول في نفسك ، ماذا بقى لهذا الشيخ من حياة حتى يعمل ، فيقاطعك، وكأنه يعلم سبب حيرتك وما يجول بخاطرك، (الدنيا ساعة فاجعلها طاعة والنفس طماعة عودها القناعة)، ويبدو لك الامر غريبا وغير مالوف ، فتقتفي أثر هذا الهرم ،لكنه بعد تعب يوم كامل ، يعود الى بيته، وهو يقول الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا ان هدانا الله ،وبعدما لحقته، في كل مشاوره، وكأنك تستفزه، وهو لا يأبه لتصرفاتك الغبية ، لكنه قبل دخوله البيت ، يقول لك ماذا تعلمت هذا اليوم فإن كنت تعلمت حقا وفطنا فستقول ، أدام الله أعمالك الصالحة، وأثابك وأثبانا الاجر ، وإجعلني رفيق دربك ، حتى أستفيد ، وإن كنت ممن يرون كل الأشياء بمظهرها، ولا يسعون لبذل الجهد، للحصول على تجارة الله المربحة ،فانك ستقول الامر عادي وانت رجل طيب، فعندها تأكد بأنه سيقول ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنا) ، آمين.
أنظروإخواني، أخواتي ، لمعاني هذا الموضوع فستجدون كل خير، وتأكدوا أن رأس الحكمة مخافة الله،وما الدنيا الا دار عمل والآخرة دار جزاء، فأعمل أخي أختي ( لدنياك كأنك تعيش أبدا وأعمل لاخرتك ، كأنك تموت غدا).
أحبتي يقول المولى عز وجل في الاية (269) من سورة( البقرة)، بعد بسم الله الرحمن الرحيم (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)، صدق الله العظيم.
ولعل في النموذج الذي سردته بهذا الموضوع الكثير من ذلك ، فأسألوا الله لي ولكم العفو والعافية في الدنيا والاخرة ، وأن يجعل رفقاء دربنا ، من الحكماء ، وممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، آمين).
أخوكم المهذب يوم 12/04/2015 .
(1) حديث حسن
وروى هذا الحديث عن جماعة من الصحابة منهم أبو هريرة، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وابن عمر، وابن مسعود، وابن عباس، وأبى سعيد الخدرى، وأنس بن مالك وعمرو بن عبسة، وجابر بن عبد الله وطلق بن على.
(2) صحيح البخاري.