المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( ::: إذا وضح الحق وبان، لم يبق للمعارضة العلمية، ولا العملية محل ::: )


اسماعيل 03
2015-04-05, 23:02
إذا وضح الحق وبان، لم يبق للمعارضة العلمية، ولا العملية محل
قال العلامة ابن السعدي رحمه الله:
وهذه قاعدة شرعية عقلية فطرية، قد وردت في القرآن وأرشد إليها في مواضع كثيرة.
وذلك: أنه من المعلوم أن محل المعارضات وموضع الاستشكالات وموضع التوقفات ووقت المشاورات إذا كان الشيء فيه اشتباه أو احتمالات فترد عليه هذه الأمور؛ لأنها الطريق إلى البيان والتوضيح.
فأما إذا كان الشيء لا يحتمل إلا معنى واحداً واضحاً وقد تعينت المصلحة، فالمجادلة والمعارضة من باب العبث، والمعارضُ هنا لا يُلتفت إلى اعتراضاته، لأنه يشبه المكابر المنكر للمحسوسات.
قال تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة: من الآية256] ،. يعني وإذا تبين هذا من هذا لم يبق للإكراه محل، لأن الإكراه إنما يكون على أمر فيه مصلحة خفية، فأما أمر قد اتضح أن مصالح وسعادة الدارين مربوطة ومتعلقة به، فأي داع للإكراه فيه؟.
ونظير هذا قوله تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: من الآية29] ، أيْ هذا الحق الذي قامت البراهين الواضحة على حقِّيَّته فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
كقوله: {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} [لأنفال: من الآية42] ، وقال تعالى:
{وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} ، [آل عمران: من الآية159] ، أيْ: في الأمور التي تحتاج إلى مشاورة، ويُطلب فيها وجه المصلحة، فأما أمر قد تعينت مصلحته، وظهر وجوبه فقال فيه: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [آل عمران: من الآية159] ،. وقد كشف الله هذا المعنى غاية الكشف، في قوله: {يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ} [لأنفال: من الآية6] ، أيْ فكل من حاول في الحق بعد ما تبين علمه، أو طريق عمله، فإنه غالط شرعاً وعقلاً.
وقال تعالى: {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ} [الأنعام: من الآية119] ، فلامَهُم على عدم التزام الأكل مما ذكر اسم الله عليه، وذكر السبب لهذا اللوم؛ وهو أنه تعالى فصل لعباده كل ما حرم عليهم، فما لم يذكر تحريمه فإنه حلال واضح ليس للتوقف عنه محل.
ولما ذكر تعالى الآيات الدالة على وجوب الإيمان، وَبَّخَ ولام المتوقفين عنه بعد البيان، فقال:
{فَمَا لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ {21} وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ} [الانشقاق: 21] ،.
ولما بين جلال القرآن وأنه أعلى الكلام، وأوضحه بياناً وأصدقه وأنفعه ثمرة، قال تعالى:
{فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} [الجاثية: من الآية6] ،.
ولما ذكر عظم نعمه الظاهرة والباطنة، قال تعالى: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى} [لنجم: 55] ،
{فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 13] ، وقال تعالى: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ} [يونس: من الآية32] ،. وكذلك في آيات كثيرة يأمره بمجادلة المكذبين ويجادلهم بالتي هي أحسن، حتى إذا وصل معهم إلى حالة وضوح الحق التام وإزالة الشبه كلها انتقل من مجادلتهم إلى الوعيد لهم بعقوبات الدنيا والآخرة، والآيات في هذا المعنى الجليل كثيرة جداً.
القواعد الحسان لابن السعدي رحمه الله
القاعدة الثانية والخمسون

amine16d
2015-04-06, 22:25
مشكور اخي على مجهودك و جعاه الله في ميزان حسناتك

قاصِرَةُ الطّرْف
2016-01-27, 17:58
السلام عليكم
لا جدال و لا نقاش بعد وضوح الحق و سبيله فلا يجب الإنكار ووجب قبول ما حَوَاه
و الاعتبار بصحة ما أبداه و الإقرار له... فحاشا ما يطرأ على البشر من الخطأ و الزلل
و ما يطرق صحة أفكارهم من العلل
فالسّعيد من عدّت سقطآته و العالم من قلت غلطآته و الله الموفق والمستعآن.

أبومحمد17
2016-01-27, 18:10
بارك الله فيك

الأرض المقدسة
2016-01-27, 23:17
بوركت ناقلا وبورك في الشيخ كاتبا ورحم الله الشيخ ابن السعدي

عَبِيرُ الإسلام
2016-01-28, 10:49
السلام عليكم
لا جدال و لا نقاش بعد وضوح الحق و سبيله فلا يجب الإنكار ووجب قبول ما حَوَاه
و الاعتبار بصحة ما أبداه و الإقرار له... فحاشا ما يطرأ على البشر من الخطأ و الزلل
و ما يطرق صحة أفكارهم من العلل
فالسّعيد من عدّت سقطآته و العالم من قلت غلطآته و الله الموفق والمستعآن.



كلام جميل يا أستاذتنا راية العدالة،

كلام قليل لكنّه يزن الكثير بارك الله فيك

خلاصة كلامك : إذا حضر الماء بطل التّيمّم ،

المسلم يحتاج إلى الدليل من الكتاب والسُنَّة ، ولايذهب إلى غيرهما في حالة حضورهما ، ولايتفلسف ولايدّعي الإجتهاد ،

فإذا ظهر الحقّ ووضُح الطّريق ، ليس لنا سوى الخضوع لهذا الحقّ ، وقد اجتمع أهل السُنّة بأجمعهم على ملازمته ، ومَن خرج عنه فهو الشّاذ ، وهو المُلام وعليه الرّجوع والتوبة .

أسأل الله أن يعيننا على أنفسنا وأن لايميتنا إلاّ وهو راضٍ عنّا .

اللّهمّ يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك ، واصرفه إلى طاعتك ومرضاتك .

اسماعيل 03
2016-01-28, 14:48
حفظكم الله - الاخوة والاخوات- ورعاكم وجزاكم خير الجزاء على الردود والاضافات الطيبة
أسأل الله لي ولكم الاستمرار والصبر على الدعوة

أسد الرمال1
2016-02-10, 12:57
مشكور اخي على هذا النقل الطيب

اسماعيل 03
2016-02-11, 21:59
بارك الله فيك أخي

mohamedfon
2016-02-12, 19:12
شكراااا
بارك الله فيك

اسماعيل 03
2016-02-13, 22:56
وفيك بارك الله اخي