المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العقل


ب.جلولي
2015-03-30, 22:14
كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان بالعقل وفضله به على كثير ممن خلق تفضيلا، هذا العقل البشري الذي ينطلق في الفضاء الفسيح اللانهائي ينظر في تأمل وتعمق واعتبار ليرى كواكب وأقمارا ونجوما لا يحصي عدها وعددها إلا الله سبحانه وتعالى، لكل منها مدار ومسار ونظام محكم دقيق، يرى العقل الشمس والقمر والليل والنهار متعاقبين، والبحار المتلاطمة والصحاري الشاسعة الواسعة والجبال الشامخة الشاهقة والتلال والسهول والنجود، ويرى الحيوانات على اختلاف أنواعها وأشكالها وألوانها وأصواتها، عندما نرى هذه الآيات الكونية العجيبة ونتأملها ونهتدي إلى كنهها بواسطة العقل فلا يسعنا إلا أن نهتف بجلال الله وأن نخشع لعظمته(1)، وفاقد العقل مرفوع عنه القلم.
نوه القرآن الكريم بشأن العقل ورفع من قيمته نظرا للوظيفة الكبرى التي يقوم بها وأنه وسيلة لصنع الحياة الكريمة في الدنيا وجعلها جسر عبور إلى الآخرة، فجاء ذكره في القرآن الكريم زهاء خمسين مرة بصيغ مختلفة منها أفلا يتدبرون؟، أفلا تعقلون؟؟، أفلا تتفكرون؟(2).
الإسلام دين الذهن المستنير، دين تأمل ونظر واعتبار، وما دام كذلك فسيظل معتقد المفكرين الأحرار(3)، ولهذا فلا يكاد وقت يمر إلا وسمعنا بأن أحد العلماء الغربيين أو الشرقيين قد أعلن على رأس الأشهاد إسلامه، أما الديانة المسيحية فلا يعتنقها إلا فقراء أفريقيا السوداء وآسيا الصغرى بعد أن يقدم لهم القساوسة الأكل والشرب مستغلين بذلك معاناة هؤلاء من المجاعة، فالدين الإسلامي دين منطق يغذي العقل ويخاطب ذوي الألباب، والمسيحية تغذي البطن وتخاطب العاطفة وحسب، والجرائد اليومية ووسائل الأعلام المختلفة تطلعنا بين الحين والآخر عمن اعتنق الإسلام بعد قناعة وعمن اعتنق المسيحية بعد أن قدم له الأكل والشرب.
وعقل الإنسان المسلم اليوم وللأسف الشديد قد تعطل، وصار يعتمد على النقل فقط، يعتمد على ما يأتيه من مفكري الشرق والغرب وكأن الله سبحانه وتعالى قد خصهم وحدهم بالعقل، فما أعظم ما نحن فيه اليوم من تبعية في جميع المجالات!، يقول الدكتور يوسف القرضاوي أطال الله في عمره: « إن طاقاتنا العقلية معطلة، لأننا نقلد ولا نجتهد، نحاكي ولا نبدع، ننقل ولا نبتكر، نحفظ ولا نفكر. أي نستخدم تفكير غيرنا، ولا نفكر نحن لأنفسنا... »(4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
(1)- ينظر سفينة الإيمان، ص50 و52.
(2)- ينظر سفينة الإيمان، ص53.
(3)- ينظر سفينة الإيمان، ص141.
(4)- أين الخلل؟، ص10.

ندى الصفاء
2015-03-30, 22:24
بارك الله فيكم موضوع مميز فعلا ..ويا رب يوفق الجميع لنفض التراب من عليه ونستخدمه ونحسن استخدامه وتقدير هذه النعمة

ضعيف.
2015-04-12, 20:25
بارك الله فيكم وسدد خطاكم