whoseen
2015-03-28, 11:17
مقدمة
أصعب حالات البؤس حينما يشعر المرء بالغربة في بيته و يتألم للفرق الشاسع بين ما كان يحلم به و بين ما يعيشه ..,وأن لا يستطيع نسيان أمرأة منحته الحب وهو يعيش في حضن أمرأة اخرى ....
الساعة تشير الى الثامنة ليلا . ..يجلس طارق ..ممسكا بيده جهاز التحكم الخاص بجهاز الاستقبال ..وينتقل بين القنوات كالابله ..في داخله عواصف كبيرة رغم مظهره الهادئ و المتحفظ .. طعم غصة لم يستطع أن يمحوها الزمن ..ثلاث سنوات مضت منذ تزوج بسميرة ..التي تجلس بجانبه على الجانب الاخر من الاريكة كمسافرين غريبين في قطار بخاري ..سميرة هي فتاة متوسطة الجمال ..مستواها نهائي ..عائلتها بسيطة و أبوها موظف مصلحة حكومية ..لم يصدق نفسه حين جاءه أبو طارق طالبا منه القرب في ابنته لابنه ..فسارع بالقبول وتم الزواج بسرعة كسائر الزيجات ..نعود الى سميرة...هي ربة بيت بدرجة ممتاز..تتفانى في خدمة زوجها و أهله ..البيتدائم اللمعان والنظافة ..تتفنن في الاكلات و تمضي جل وقتها تتابع قنوات الطبخ بحثا عن الجديد لاسعاد زوجها ولكن رغم ذلك تحس بأن شيئا ما في زواجها على غير ما يرام ..فهو لا يعتني بمظهره داخل المنزل ..ويبالغ فيه خارج المنزل كثيرا,لايكترث للمناسبات الخاصة بينهما كثيرا بل يحتفل بها كأنه مسؤوول مجبر أن يحضر تدشين بناية ما في يوم ساخن .. ..يمارس واجبه الشرعي معها كأي عمل آخر قد يمارسه أثناء وظيفته ...يحب أولاده كثيرا و يلاطفهم أما هي فيعاملها بطريقة عادية و رتيبة بل في بعض الاحيان جافة جفاف الصحراء ..رغم أنه لم يسأ معاملتها أبدا ...تحاول سميرة بدأ حوار معه ...لقد جاء اليوم أبي و دعانا للعشاء غدا ..يجيب طارق ...أكيد ..ويواصل تحديقه في شاشة التلفاز ..بعد قليل ..يستأذنها للذهاب للنوم و يرفقه بابتسامة عريضة ..لكن تحس أن أبتساماته توضع كالقناع لاخفاء جرح ما ..فرغم كل شيئ هي أنثى و لها بوصلتها الداخلية التي لا تخطأ...
يدخل غرفته ..يشعل الاضواء تقابله فوق السرير صورة له مع زوجته يوم زفافهما ..ينظر اليها و يتمتم ..يرمي بنفسه على السرير يغطي نفسه و يشعل المذياع .لقد تعود منذ زمن أن يشعل المذياع عند النوم ..تفاديا للكلام مع زوجته و الاجابة عن سؤالها اليومي ...كيف كان يومك ....يتقلب يمينا و شمالا ..حتى تنطلق فيروز من آخر الدنيا ..لتزيد جراحه و هي تغني ..كيفك كيفك قال عم بيقولوا صار عندك ولاد..أنا والله كنت مفكرتك برات البلاد.....الى أن تصل الى مقطع يرجع عبالي ارجع أنا وياك ..فيتململ تململ الغريق و هو يلفظ انفاسه الاخيرة
**********يتبع ********
أصعب حالات البؤس حينما يشعر المرء بالغربة في بيته و يتألم للفرق الشاسع بين ما كان يحلم به و بين ما يعيشه ..,وأن لا يستطيع نسيان أمرأة منحته الحب وهو يعيش في حضن أمرأة اخرى ....
الساعة تشير الى الثامنة ليلا . ..يجلس طارق ..ممسكا بيده جهاز التحكم الخاص بجهاز الاستقبال ..وينتقل بين القنوات كالابله ..في داخله عواصف كبيرة رغم مظهره الهادئ و المتحفظ .. طعم غصة لم يستطع أن يمحوها الزمن ..ثلاث سنوات مضت منذ تزوج بسميرة ..التي تجلس بجانبه على الجانب الاخر من الاريكة كمسافرين غريبين في قطار بخاري ..سميرة هي فتاة متوسطة الجمال ..مستواها نهائي ..عائلتها بسيطة و أبوها موظف مصلحة حكومية ..لم يصدق نفسه حين جاءه أبو طارق طالبا منه القرب في ابنته لابنه ..فسارع بالقبول وتم الزواج بسرعة كسائر الزيجات ..نعود الى سميرة...هي ربة بيت بدرجة ممتاز..تتفانى في خدمة زوجها و أهله ..البيتدائم اللمعان والنظافة ..تتفنن في الاكلات و تمضي جل وقتها تتابع قنوات الطبخ بحثا عن الجديد لاسعاد زوجها ولكن رغم ذلك تحس بأن شيئا ما في زواجها على غير ما يرام ..فهو لا يعتني بمظهره داخل المنزل ..ويبالغ فيه خارج المنزل كثيرا,لايكترث للمناسبات الخاصة بينهما كثيرا بل يحتفل بها كأنه مسؤوول مجبر أن يحضر تدشين بناية ما في يوم ساخن .. ..يمارس واجبه الشرعي معها كأي عمل آخر قد يمارسه أثناء وظيفته ...يحب أولاده كثيرا و يلاطفهم أما هي فيعاملها بطريقة عادية و رتيبة بل في بعض الاحيان جافة جفاف الصحراء ..رغم أنه لم يسأ معاملتها أبدا ...تحاول سميرة بدأ حوار معه ...لقد جاء اليوم أبي و دعانا للعشاء غدا ..يجيب طارق ...أكيد ..ويواصل تحديقه في شاشة التلفاز ..بعد قليل ..يستأذنها للذهاب للنوم و يرفقه بابتسامة عريضة ..لكن تحس أن أبتساماته توضع كالقناع لاخفاء جرح ما ..فرغم كل شيئ هي أنثى و لها بوصلتها الداخلية التي لا تخطأ...
يدخل غرفته ..يشعل الاضواء تقابله فوق السرير صورة له مع زوجته يوم زفافهما ..ينظر اليها و يتمتم ..يرمي بنفسه على السرير يغطي نفسه و يشعل المذياع .لقد تعود منذ زمن أن يشعل المذياع عند النوم ..تفاديا للكلام مع زوجته و الاجابة عن سؤالها اليومي ...كيف كان يومك ....يتقلب يمينا و شمالا ..حتى تنطلق فيروز من آخر الدنيا ..لتزيد جراحه و هي تغني ..كيفك كيفك قال عم بيقولوا صار عندك ولاد..أنا والله كنت مفكرتك برات البلاد.....الى أن تصل الى مقطع يرجع عبالي ارجع أنا وياك ..فيتململ تململ الغريق و هو يلفظ انفاسه الاخيرة
**********يتبع ********