المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طريقة الرد الصحيحة.


@MOH@MED
2015-03-26, 20:13
طريقة الرد الصحيحة.

لاحظت أن بعض ردود الإخوة على بعضهم فيها شيء من العواطف السلبية و التجريح الخفي و عدم المنهجية عند اختلاف الآراء ، فحاولت أن أضع هذه القواعد لأساعد بها نفسي وزملائي في المنتدى على معرفة طريقة الرد الصحيحة. والله الموفق:
لقد قسمت المنهج إلى ثلاثة أقسام: في لغة الرد، في الأفكار التي يحملها الرد، في الشكل العام للرد.

في لغة الرد:

اكتب بالعربية الفصحى : نحن في موقع مشهور وأغلبنا ولله الحمد متعلمون؛ فالتمس طريقا للعربية وسوف تؤجر عليها بإذن الله لأنها لغة القرآن ولغة العلم، كما أنها تعطي لكلامك هيبة.

كن واضحا: ابتعد عن الكلمات والمصطلحات التي لا يفهمها الناس حتى وإن كنت تفهمها جيدا، إلا مع المتخصصين.

كن مختصرا:استعمل الجمل القصيرة غير المعقدة قدر الإمكان، وإذا كان موضوعك -أو مشاركتك- علميا فابتعد عن اللغة المجازية.

كن منظما: استعمل علامات الترقيم، لأنها تنظم الجمل وتجعل الكتابة جميلة، وتعبر عن النظام والتناسق في شخصيتك.

كن جادا:لا تكثر من استعمال الأشكال المتحركة؛ لأنها تعطي انطباعا بأنك شخص غير جدي؛ شكل واحد أو اثنان في (الموضوع أو المشاركة) كافيان. (تستثنى المواضيع الطريفة)

في الأفكار التي يحملها الرد:

في حال الشكر: استعمل أي عبارة شكر؛ نحو : شكرا؛ أشكرك؛ بارك الله فيك؛ جزاك الله خيرا. الشكر في أغلب الأحيان ليس صعبا. وهو مستحب في حال استفادتك من موضوع أو مشاركة، أنت مسلم والمسلم ذو خلق حسن.

في حال التأييد والموافقة: عبر عن نفسك؛ إذا كنت تؤيد هذه الفكرة أو هذا الموضوع فقدم السبب المنطقي أو الدليل على أنه صحيح، لا تكتف بإبداء الموافقة فحسب.

في حال طرح السؤال والاستفسار: اجعل سؤالك قصيرا واضحا قدر الإمكان، لا تحسس المسئول بأن كلامه غامض أو أنه قصر في الشرح، وتأكد من أن سؤالك غير مكرر، واجعل في آخر سؤالك علامة استفهام أو تعجب بحسب الاقتضاء.

قليل من الدعابة في الحالات الثلاث الأولى لا تضر.

في حال الرفض أو النقد:

رقيب عتيد: تذكر دائما قبل الرد أنك سوف تسأل عن كلامك يوم القيامة.

كن ذكيا: تأكد من أنك فهمت تماما ما يقصده صاحب (الموضوع أو المشاركة)؛ لا تجعل نفسك عرضة لأن يطلب منك صاحب (الموضوع أو المشاركة) أن تقرأ ما كتبه جيدا فيتضح لك أنك تسرعت في الرد، أو أن نقدك لم يكن في محله.

لا تكن حساسا: تذكر أن صاحب (الموضوع أو المشاركة) لا يعرفك شخصيا ولا يقصدك شخصيا؛ لهذا لا تكن عاطفيا وحاول النقد بطريقة هادئة، فالرد الهادئ يعبر عن الذكاء وقوة الشخصية، إذا أشعرت صاحب (الموضوع أو المشاركة) أن كلامه جرحك (وأنت تعرف أنه لم يقصدك) فأنت تقول عن نفسك بأنك ضعيف الشخصية.

لا تشتم: لا تنتقد أو تعير صاحب (الموضوع أو المشاركة) تصريحا أو تلميحا في طريقة تفكيره أو كتابته أو تعبيره أو مستواه العلمي؛ نقد الأشخاص يسبب الكره لذا احذر من هذا المرض، وقد يكون الإنسان الذي انتقدت تفكيره أعلى منك في المستوى العلمي أو في أخلاقه وبالتالي ستكون أهنت نفسك قبل إهانته. ونقد ذات الشخص دون أقواله يدل بشكل عام على أن الناقد يفكر بعاطفته ويشعر بأن مصالحه في خطر. إذا استعمل صاحب (الموضوع أو المشاركة) كلمة قبيحة في الشرع أوالعرف فبلغ عنه، وإذا استعمل كلمة شعرت بأنها شتم أو إهانة لك أنت (وهي في الشرع أو العرف ليست كذلك كما أنه لا يقصدك أنت بها) فالسبب على الأرجح أنها تنطبق عليك، وحساسيتك من الكلمة تدل على أنك تفكر بعاطفتك.

لا تشكك في النيات: احذر من تفسير كلام أي إنسان من خلال نيته أو قصده؛ لأنك لا تعلم الغيب، وإذا شككت في نية الطرف الآخر وشكك هو في نيتك مات النقاش وأصبح بلا طائل، اسأله عن قصده من الكلام حتى تتأكد.

ناقش أو اسكت: لا تظهر رفضك أو مخالفتك لصاحب (الموضوع أو المشاركة) بإظهار الرفض ثم المغادرة؛ لأنك ستظهر في صورة الضعف الفكري. ناقش بالمنطق والدليل؛ إذا كان صاحب (الموضوع أو المشاركة) قدم دليلا نقليا؛ مثل آية قرآنية أو حديث شريف أو قول مأثور أو نص قانوني أو مقال من جريدة أو صورة أو مقطع مصور أو صوتي،أو قصة من الواقع فناقش معه فهمه للدليل من الجوانب التالية:

إذا كانت آية قرآنية؛ فتأكد من أنها كتبت بشكل صحيح وقرئت بشكل صحيح؛ وتأكد من أن تفسيرها مأخوذ من الكتب المعتبرة، ولا تعتمد على رأيك الشخصي أو رأي أي مخلوق.

إذا كان حديثا شريفا أو قول صحابي؛ فتأكد من أنه صحيح، ثم من معاني ألفاظه وشروحه، النصوص المقدسة عموما لا تخضع للتحليل العقلي –إلا في الجانب اللغوي- و يؤخذ معناها من التفاسير والشروح المعتمدة؛ والاختلاف في الدين غير مستحب ولهذا يفضل الابتعاد عن الجدل في الدين إلا إذا كان من باب المدارسة بين المختصين.
إذا كان قولا مأثورا: فتأكد من نسبة القول لصاحبه؛ الأقوال المأثورة تقبل الأخذ والرد.

إذا كان نصا قانونيا: فتأكد من نقل النص حرفيا، وحاول الحصول على تفسير من مختص في القانون؛ أو ناقش ألفاظ النص إذا كان يحوي تعميما أو تخصيصا أو استثناء أو غيرها من الظواهر البلاغية التي قد تسبب الغموض والتعقيد؛ إذا كان النص القانوني من الدستور أو الجريدة الرسمية فيمكنك تحميلهما من الشبكة والاطلاع عليهما، القوانين من وضع البشر لهذا هي تقبل الأخذ والرد.

إذا كان مقالا من جريدة: فتأكد من نسبة المقال للجريدة؛ وتأكد من أن الأخبار أو الإفادات أوالتصريحات أو الإحصاءات صحيحة أو منطقية؛ أغلب الجرائد في العالم تعتمد أسلوب الإغراء والتهويل خاصة في العناوين لزيادة عدد القراء وتعتمد على المعلومات المسربة؛ والجرائد بشكل عام ليست مصدرا أمينا للمعلومة.

إذا كانت صورة أو مقطع فيديو أو مقطعا صوتيا: فيجب أن تكون حقيقية غير معدلة ببرامج المؤثرات الخاصة؛ ويجب أن يكون فيها دليل يؤكد كلامه ويطابقه؛ مثال واقعي: أطلعني أحد أصدقائي على فيديو يصور مجموعة من الصيادين في قواربهم والأسماك تقفز من البحر إلى قواربهم، وأخبرني أنهم صيادون فلسطينيون منعتهم إسرائيل من الصيد فانظر كيف رزقهم الله؛ (مع أنه لا يوجد ما يدل على أن الصيادين من جنسية فلسطينية؛ كاللهجة أو العلم أو أي إشارة تدل على جنسيتهم) عندما تأكدت من الفيديو عرفت أنه لمجموعة من الصيادين في سلطنة عمان. القصد: لا تتسرع أبدا في إصدار الأحكام.

إذا كانت قصة من الواقع (من نوع : أخبرني جاري وصديقي وزميلي في العمل ورجل في الحافلة) ولم ترها بعينك التي في رأسك، فتأكد أنها لا تحوي أحداثا غريبة، القصص التي يتداولها الناس عموما غير حقيقية (مثل النكت) أو محرفة وتكاد تتشابه في العالم كله، خاصة تلك التي تتكلم عن جزاء المحسن وعقاب المسيء وهي عموما تدور حول فلك المبالغة في المدح أو القدح، وإذا كانت القصة تمدح مجتمعك أو وطنك أو قوميتك فهي على الأرجح ملفقة؛ مثال من الواقع: قرأت مرة أن نائبة في البرلمان البريطاني قالت لـ "ونستون تشرشل" : "لو كنت زوجي لوضعت السم في شرابك" فأجابها تشرشل مباشرة: "لو كنت زوجتي لشربته فورا" هذه القصة التي لا أعرف إن كانت حقيقية حرّفت وأصبحت السياسية البريطانية "إسرائيلية" و وضع مكان "تشرشل" "وزير عربي"، هناك أشخاص يحترفون اختلاق القصص لتبرير أقوالهم وأفكارهم، لهذا احذر من القيل والقال.

دحض القول المأثور أو القانون أو المقال أو الفيديو أو القصة يكون إما بإثبات أنه غير حقيقي، أو أن ناقله لم يفهمه، أو بنقل آخر مضاد له ( تستثنى النصوص الشرعية)، أو بأنه غير دقيق، أو بحدث من الواقع عشته أنت شخصيا يخالف النقل، النقد والرفض المجرد من الدليل تشويش ومضيعة لوقتك في كتابة الرد ومضيعة لوقت قراء ردك وقد يتحول إلى ظلم إذا كان فيه إساءة.

زبدة القول: إذا كان الدليل نقليا فاسأل عن: مصدر النقل، مصداقية المنقول عنه، صحة النقل ومطابقته للعقل والواقع الذي نعيشه.

إذا قدم حجة عقلية ( أعني أنه قدم كلاما من بنات أفكاره) : دحض الحجة العقلية أو إثباتها يتطلب الصبر والتفكير العميق والتجرد من العواطف؛ كما أن صاحبها قد يتهرب بالإنكار وأنه كان يقصد شيئا آخر لهذا اتبع الخطوات التالية:

لا تصف أفكاره وآراءه بالسطحية أو أي صفة سيئة، أولا لأنك لست مؤهلا لتصنيف الناس(أيا كان اسمك ورتبتك العلمية)، ثانيا لأننا جميعا خطاؤون، ركز على نقد أفكاره بالدليل والعقل، وصف الأفكار والآراء بالصفات السيئة يدل على أن المنتقد لا يملك حجة قوية، لأنه لو كان يملكها لكان أظهرها.

إذا لم يكن كلام صاحب (الموضوع أو المشاركة) موجها إليك (أنت بذاتك باسمك شخصيا) ثم وجهت إليه نقدا شخصيا فأنت على الأرجح ظلمته، لهذا تجنب أخذ الأمور على محمل شخصي وأحسن الظن بالمسلمين.

اقرأ كلامه كاملا وافهم جيدا ما تقرأه واطلب توضيحا أكثر من صاحب (الموضوع أو المشاركة)، خاصة إذا كان الكلام يحتمل أكثر من معنى.
اجعل صاحب (الموضوع أو المشاركة) يصوغ فكرته الأساس في جملة واحدة أو افعل أنت ذلك واسأله إن كان ذلك هو ما يريد قوله.
إذا كان في كلامه أكثر من فكرة فانقد كلامه جملة جملة، واقتبس من موضوعه أو مشاركته الجملة المراد نقدها ثم انقدها، ثم التالية فالتالية إلى النهاية.

إذا كان في فكرته "تعميم" فهو في الأغلب يسهل دحضه؛ لأنه يحتاج إلى أن يوثق بنقل شرعي أو قانوني أو قاعدة علمية أو بإحصاءات رسمية حتى يكون صحيحا؛ عدا ذلك يصعب إثبات التعميم؛ مثلا: "كل الأفارقة أغنياء" أو "كل الأفارقة فقراء"، واضح أن كلتا الجملتين غير صحيحتين لأنهما تخالفان الواقع.

الحجة العقلية تكون غير صحيحة حين تخالف المنطق السليم والواقع الذي نعيش فيه، وأغلب الحجج والأحكام الخاطئة في الحوارات اليومية تأتي من العواطف والرغبات الشخصية؛ لأن الإنسان يتصرف بالغرائز والعواطف بدل العقل عند الشعور بتعرض ذاته أو قيمه أو مصالحه للخطر، مثال: "يجوز للرجل المسلم أن يتزوج بأربع نساء"، إذا قرأت امرأة هذه الجملة فعلى الأرجح ستنزعج لأن هذا يخالف رغتبها الشخصية مع أنه لا يخالف الشرع.

إذا أحسست أن أفكار محاورك قوية وأنك لم تستطع الرد فالصمت خير والرجوع إلى الحق فضيلة.
المحاور المراوغ يضر نفسه وإن تمكن من إقناعك، لأنه بعد مدة سيفقد القدرة على التفريق بين الحق والباطل، لهذا تجنب مناقشة المراوغين والمعاندين؛ لأن القضية عندهم ليست النقاش للوصول إلى الحقيقية بل هي مسألة كبرياء وإثبات للذات.

في شكل الرد:

افتتح كلامك (خاصة إذا كان طويلا) بمقدمة واختمه بخاتمة.
اجعل كلامك في فقرات: إذا كتبت موضوعا أو ردا طويلا فاجعله في فقرات كي تريح عين القارئ، لأنه على الأرجح لن يقرأه إذا كتب في فقرة واحدة كبيرة.
كن متسلسلا: اجعل في كل فقرة فكرة محددة، وحاول أن تكون أفكارك متسلسلة قدر الإمكان.

راجع، نقح، راجع، نقح: اقرأ ما كتبته مرار وتكرار ونقحه في كل مرة.

خاتمة: اجعل الخاتمة ملخصا لكلامك، أو نصيحة ختامية، وادع لنفسك ولمحاورك بالخير.

الجدل عموما لا يأتي بخير لهذا نهي عنه في ديننا، وأخيرا أذكر بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه" .

سنن أبي داود، حديث رقم 4800، حسنه الألباني.
الربض: وسط الشيء وأساس البناء؛ = المعجم الوسيط.
المراء: مشتقة من: ماراه مراء ومماراة ناظره وجادله؛ = المعجم الوسيط.

ام نهوله
2015-03-26, 20:23
و الله قمة ما ذكرت بارك الله فيك سنحاول قدر الامكان و معا نحو التحسن

أم أماني أريج
2015-03-26, 20:39
بارك الله فيك
http://www6.0zz0.com/2015/03/26/22/947192987.gif (http://www.0zz0.com)
موضوع يستحق الثبيت

تاج الايمان
2015-03-26, 20:52
بارك الله فيك
موضوع قيم
شكرا