مشاهدة النسخة كاملة : وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ
abedalkader
2015-03-21, 23:00
البسملة1
السلام1
إن من أعظم مقاصد الشريعة، ومن أَجَلِّ أهداف الإسلام، أن يؤلِّف بين القلوب، وأن يجمع بين الصفوف، وأن يوحِّد الكلمة، وأن يرأب الصدع، وأن يزيل أسباب الخلاف والتدابر والتقاطع، وإذا لم يتم ذلك في واقع المسلمين، وفي حياة الأمة؛ فيجب أن نعلم - جميعاً - أننا ما التزمنا بالإسلام، وما اهتدينا بنور القرآن، وما تشرفنا بالسير على هدي رسول الأنام - صلى الله عليه وسلم - يقول الله - تعالى - ممتنّاً على هذه الأمة: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 63] فسبحان من ألَّف بين هذه القلوب، وسبحان من وحد بين هذه الأجناس، وسبحان من جمَّع بين هذه الألوان واللغات والعادات.
جمع الله بين بلال الحبشي، وصهيب الرومي، وسلمان الفارسي، وعليٍّ القرشيِّ، في وحدة وألفة وترابط أخوي، لم يعرف التاريخ له مثيلاً.
والله - تبارك وتعالى - يأمرنا بالاعتصام بحبله جميعاً، وينهانا عن التفرُّق والتَّشرذم والتحزُّب، وعن موجبات ذلك من العصبية القبلية، أو التعصب للَّونِ، أو الجنس، أو اللغة، فكل هذه العصبيات موضوعة في الإسلام، قد جعلها النبي - صلى الله عليه وسلم - تحت قدميه.
فلماذا يبغض بعضنا بعضاً، ولماذا يحسد بعضنا بعضاً، ولماذا يغتب بعضنا بعضاً، ولماذا هَتْكُ الأعراض، والتقاطع والتدابر والتباغض، والله - عزَّ وجلَّ - يقول: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103].
منقول من احدى الخطب
الخاتمة1
abedalkader
2015-03-21, 23:03
أنك لن تنال رضوان الله - عزَّ وجلَّ - ولا رحمة الله - تبارك وتعالى - وعفوه ومغفرته، إلا بمحبتك لأخيك المسلم، وبره ومساعدته؛ فالله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، وإن رحمة الله - عزَّ وجلَّ - تتنزَّل بمساعدة الإخوان، وتقديم العون لهم، ومحاولة التيسير على المعسرين وأهل الحاجة؛ قال الله – تعالى -: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج: 77]، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، مَنْ كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربةً فرَّج الله عنه بها كربة من كُربِ يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة)).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كلُّ سُلامى من الناس عليه صدقة كلَّ يوم تطلع فيه الشمس: تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة)).
ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابّوا، أوَلاَ أدلُّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)).
وإفشاء السلام معناه التواضع لعباد الله، والمحبة لهم، ومسالمتهم، وعدم إضمار شيء في نفسه لهم، ويوم يتخلى الناس عن السلام، ويوم يستهينوا بهذه الشعيرة العظيمة من شعائر الدين، فيمر بعضهم على بعض بلا سلام ولا تحية، تظهر الضغائن، وينتشر الحقد والحسد والبغض بين الناس، وهذا من فساد ذات البين الذي حذر منه نبينا - صلى الله عليه وسلم - بقوله: ((إياكم وفسادُ ذات البين؛ فإن فساد ذات البين الحالقة؛ لا أقول تحلق الشعر وإنما تحلق الدين)).
فعليك أيها العبد المسلم أن تُخرج من قلبك كلَّ حقد، وكل حسد، وكل بغضاء تجدها لأحد من المسلمين، إذا طرحت نفسك على الفراش، ووكلت أمرك إلى خالقك فاسأل الله - عزَّ وجلَّ - أن ينزع من قلبك كل غشٍّ وضغينة، وحسد وبغضاء.
............
..م/ن..
fatimazahra2011
2015-03-23, 10:19
http://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14162987546.gif
hamzahunter
2015-03-23, 10:59
بارك الله فيك
عَبِيرُ الإسلام
2015-03-23, 21:36
بسم الله الرحمن الرحيم
ما هو حبل الله المتين؟
القرآن الكريم مَن تمسّك به نجا ومَن أعرض عنه هلك.
أكد معالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، أن هذا القرآن الكريم الذي بين أيدينا يسره الله لنا، هو حبل الله المتين وصراطه المستقيم، من تمسك به نجا ومن أعرض عنه هلك.
مؤكداً معاليه لا ينجو من عذاب الله ولا يفوز برحمة الله إلاّ مَن تمسّك بهذا القرآن العظيم الذي بين أيدينا، والذي يسره الله وسهله علينا وأمرنا بالعمل به والتمسك به، فيه الهدى والنور، وفيه الشفاء، وفيه الرحمة، وفيه الهداية، قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً* وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ) هذا هو القرآن
قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً )، إنه حجة الله علينا
قال تعالى: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والقرآن حجة لك أو عليك"، فلنرجع إلى كتاب ربّنا ولنتأمّله ولنتدبّره، قال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ).
*********************************************
الإعتصام بكتاب الله والنّهي عن الفرقة
للشيخ صالح بن سعد السحيمي ( مفرغ )
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ ونستغفره، وَنَعُوذُ باللهِ مِنْ شرور أنُفْسِنَا ومِنْ سَيئاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ َأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله و أصحابه أجمعين
﴿أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾[آل عمران:102]
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾[النساء:1]
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾[الأحزاب:70-71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة،وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أيها الأخوة في الله يقول الله سبحانه وتعالى : { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [ أل عمران: 103]
في هذه الآية الكريمة أمر عظيم من الله سبحانه وتعالى بأن يعتصم المؤمنون بحبل الله حبل الله المتين وصراطه المستقيم ومن تأمل تفسير أهل العلم لحبل الله وجد أنه لا يخرج عن معنى الإسلام لما فيه من فعل المأمورات وترك المحظورات هذا هو حبل الله سبحانه وتعالى الذي يجب الاعتصام به والتمسك به والذي من تمسك به نجا ومن حاد عنه هلك ومن طلب الهدى من غيره ضل وأضل فالاعتصام به هو أن يتفقه المسلم في دينه وأن يتعلم ويجتهد ثم يطبق ما يقتضيه ذلك قولا وعملا واعتقادا لان في ذلك حسن العاقبة في الدنيا والآخرة وفي ذلك حياة للقلوب وتنبيه لها من غفلتها
يقول الله سبحانه وتعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ } [الأنفال: 24 ]
ويقول الله تبارك وتعالى: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } [الحشر: 7]
ويقول جل شأنه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيِلاَ } [النساء: 59]
وكل هذه الآيات فيها حث بل وتحريض على التمسك بكتاب الله تعالى وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم لان في ذلك خيرا عظيماً بل كل الخير لمن وفقه الله سبحانه وتعالى فالتزم بشرع الله في أقواله وأفعاله وجميع تصرفاته ومن حاد عن هذا السبيل فقد وعد بوعيد شديد بالزيغ والضلال والوقوع في الفتن والعذاب الأليم قال الله سبحانه وتعالى : { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ النور: 63]
وأعظم أسباب التفرق والاختلاف هو البعد عن هذا المنهج القويم البعد عن منهج الله جل وعلا الذي هو اعلم بما يصلح عباده ومما يجمع كلمتهم ويلم صفوفهم ويوحد بينهم فيجب إطراح جميع الشعارات التي لا تتفق مع هذا الأمر والتمسك بالكتاب والسُنّة والعض عليهما بالنواجذ والتحاكم إليهما في كل ما نفعل أو نترك وهذا لا يتأتى ما لم يتجرد المسلم من كل المعوّقات التي تحول دون ذلك والتي منها التعصب لبعض ما يكون عليه الآباء والأجداد من البدع والضلالات المناهضة للسُنّة وأكثر ما يكون ذلك بسبب التعلق بما يسمى بالآثار التي ربما خُرج بها عن الصراط المستقيم حتى تتحول إلى طقوس بدعية تُفضي إلى مظاهر شركية ولا خلاص للمسلمين من الوقوع في ذلك إلا بالتحكم بالتمسك بكتاب الله جل وعلا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لأن النبي عليه الصلاة والسلام بيّن لأمّته كل ما يحتاجونه في أمور دينهم لم يعودوا بحاجة إلى تلمس بعض الأمور التي يضنها كثير من الناس عبادة وهي تبعده عن الله
فإن البدعة مضنّة كل شر فهي بريد الشرك إذ تبدأ شيئا فشيئا حتى يزين لصاحبها أن ما يفعله سُنة في الوقت الذي يترك بعض السُّنَن ويظن أنه تركها لأنها بدعة ، البدعة في غاية من الخطورة إذ تقلب الموازين وتغيّر المفاهيم وفيها افتيات على الشرع وتدارك عليه في جعل صاحبها وكأنّ الشرع لم يكمل حتى يأتي أصحاب تلك البدع فيكملون للناس دينهم ما تزخر به وما يذكر في بعض الصحف وسائل الإعلام من دعوة إلى إحياء بعض البدع كالموالد والأعياد الجاهلية خير شاهد على ذلك حيث تتصدى حيث تتزعم أقلام جاهلة فتدعو إلى غير السُنّة بل وتدعو إلى طرق ربّما تفضي إلى إماتة السُنّة من إحياء بعض البدع والتعلق ببعض الآثار التي ما أنزل الله بها من سلطان وهل وفّينا بالسُّنن حتى نتلمس تلك الطقوس التي يتعلق بها كثير من الناس معرضين عن هدى المصطفى صلى الله عليه وسلم وجعل معالم لبعض الأماكن وبعض الجهات التي يُدعى أن النبي عليه الصلاة والسلام قد جلس فيها أو صلى فيها أو مكث فيها والرسول صلى الله عليه وسلم سافر من هنا إلى مكة ومن مكة إلى المدينة وثم إلى الطائف والى تبوك وإلى أماكن كثيرة في غزواته فهل نحن متعبدون بان نتتبّع تلك الأمكنة لكي نتخذ عليها طقوس معينة ونبني عليها علامات كما تكتب تلك الأقلام ذلك ؟
لا يا عبد الله أن هذا مظهر من مظاهر البدع والإشرك الذي يفضي بأهله وأصحابه إلى التّعلّق بها من دون الله تعالى
عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حدثاء عهد بكفر ، فمررنا بسدرة للمشركين يعكفون عندها وينوطون بها ويعلقون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط ، فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله : اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الله أكبر ، إنها السنن ، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لنبيّهم موسى " اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة " لتركبن سنن من كان قبلكم )
وأخبرت أم المؤمنين أم سلمة وكذلك أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنهما ذكرتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتاها بأرض الحبشة فيها تماثيل وصور فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو قال العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك التماثيل أولئك شرار الخلق عند الله )
وروى الإمام مسلم عن أبي الهياج الأسدي رضي الله عنه قال قال لي علي رضي الله عنه عن أبي الهياج الأسدي رحمه الله قال قال لي علي رضي الله عنه "ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تدع قبراً مشْرفاً إلا سويته ولا صورة إلا طمستها "
وقد شغل النبي صلى الله عليه وسلم في التحذير من التعلق بالقبور وما يُدّعى الآن انه آثار ونهى عن الصلاة عنها والجلوس إليها وإيقاد الشموع والسرج عليها واتخاذها أعياد وتجصيصها أو رفعها أو نحو ذلك مما هو مشاهد في كثير من البلاد الأمر الذي أفضى إلى عبادتها والذبح لأهلها والطواف بهم والنذر لهم ودعائهم من دون الله وصرف بعض ما لا يجب وما لا يجوز صرفه إلا لله لتلك لأصحاب تلك الأضرحة .
وهذا عمر رضي الله عنه وهو في بعض أسفاره فرأى أناس يذهبون مذاهب يمين وشمال فقال: أين يذهب هؤلاء ؟ قالوا مسجد صلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر رضي الله عنه لهذا هلك من كان قبلكم فأيّما رجل أدركته الصلاة فليصلي ولا يذهب هنا وهناك
وكلامه هذا يستند وكلام عمر رضي الله عنه يستند إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم وجعلت لي الأرض مسجداً وطهورا فأيما رجل أدركته الصلاة فليصلي ، ولا يلزمه أن يتحرى آلاف الأماكن التي مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما يدعو بعض الناس (....) مكان خيمة أم معبد أو الدعوة إلى إعادة بئر الخاتم أو بئر الأريش أو بعض الأماكن ما أنزل الله بها من سلطان ولا تتعدى أن تكون آبار أو بيوت قديمة شانها كشأن سائر البيوت القديمة والذي يريد الحق عليه إتباع السنة والسير على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا وعملا واعتقادا أما الدعوة إلى إحياء تلك الآثار وفي ذلك تشبه بالكفار من اليهود والنصارى وتشبه بالقبوريين وتشريع وقول على الله بغير علم وما إلى ذلك من اللوازم الفاسدة التي تلزم من بتعلق بهذه الآثار ويدعو إلى إحيائها من جديد وعمر رضي الله عنه أيضاً لما رأى أناس يتوجهون إلى الشجرة التي تمت فيها بيعة الرضوان أو تحتها بيعة الرضوان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجر قال النبي صلى الله عليه وسلم لن يلج امرؤ النار بايع تحت الشجرة ولما خشي عمر رضي الله عنه أن تُتخذ مكان للعبادة الأمر الذي قد يؤدي بالتالي إلى تعظيم الشجرة نفسها وعبادتها والتعلق بها من دون الله فأمر عمر رضي الله عنه بقطعها ومحو آثارها حتى لا يُتعلق بها من دون الله سبحانه تعالى والإنسان خصوصا مع ذهاب العلم وضعفه وقلة العلم قد يقعون في أماكن يظنون أنها تقربهم إلى الله وهي تبعدهم عن الله سبحانه وتعالى فعلينا جميعا أن نتمسك يكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وان نعض على ذلك بالنواجذ وان نحذر مما يقارب ذلك من البدع والخرافات والطقوس التي ما انزل الله بها من سلطان فالخير كل الخير في إتباع هدى النبي صلى الله عليه وسلم والسير على هديه والاجتهاد في الاهتداء بهدية صلى الله عليه وسلم حيث ما ترك خيرا إلا دلنا عليه ولا شرا إلا حذرنا منه
أيها الأخوة في الله علينا أن نتنبه لهذا الأمر وان ننبه إخواننا الذين يتعلقون بأمور أوهى من خيط العنكبوت من بعض البدع التي تثربهم عن السنن وتجعلهم ينشغلون عن تطبيق أوامر الله سبحانه وتعالى واجتناب نواهيه بإرتكاس في بعض هذه البدع وتقديمها على هدي الكتاب والسُنّة والدفاع عنها ممّا يوهم الناس أن تركها ترك سُنّة وفعلها فعل سُنّة وان يجتهد المرء في إحياء السنن التي فيها حياة القلوب والفوز برضا الله سبحانه وتعالى
(....) كلمة لم أفهمها .
صاحبة الموضوع : أم معاذ الأثرية جزاها الله خيرًا .
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=66781
وخلاصة ما نقلتُ أنّ الإجتماع على الكتاب والسُنّة بفهم سلف الأمّة لهو الإجتماع الحقيقي الذي ينير لأصحابه سبيل النّجاة والفوز بالجنّة ،جعلنا الله من أهلها .
اللّهمّ ارزقنا العمل بكتابك وسُنّة نبيّك صلى الله عليه وسلم ، وارزقنا الإخلاص واجعلنا من المجتمعين على نصرة دينك الموفّقين لذلك كما تحبّ وترضى .
وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنتَ أستغفرك وأتوب إليك .
abedalkader
2015-03-23, 22:13
جزاكم الله خيرا
السلام عليكم
بارك الله فيكم وشكرا لكم على الدعوات الطيبة باذن الله
abedalkader
2015-03-23, 22:15
http://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14162987546.gif
السلام عليكم
نفعنا الله واياكم وسهل لنا ولكم سبل الخير
احترامي
abedalkader
2015-03-23, 22:16
بارك الله فيك
السلام عليكم
وفيكم بارك الرحمن اخي
اسعدني مرورك
احترامي اخي
abedalkader
2015-03-23, 22:18
بسم الله الرحمن الرحيم
ما هو حبل الله المتين؟
القرآن الكريم مَن تمسّك به نجا ومَن أعرض عنه هلك.
أكد معالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، أن هذا القرآن الكريم الذي بين أيدينا يسره الله لنا، هو حبل الله المتين وصراطه المستقيم، من تمسك به نجا ومن أعرض عنه هلك.
مؤكداً معاليه لا ينجو من عذاب الله ولا يفوز برحمة الله إلاّ مَن تمسّك بهذا القرآن العظيم الذي بين أيدينا، والذي يسره الله وسهله علينا وأمرنا بالعمل به والتمسك به، فيه الهدى والنور، وفيه الشفاء، وفيه الرحمة، وفيه الهداية، قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً* وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ) هذا هو القرآن
قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً )، إنه حجة الله علينا
قال تعالى: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والقرآن حجة لك أو عليك"، فلنرجع إلى كتاب ربّنا ولنتأمّله ولنتدبّره، قال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ).
*********************************************
الإعتصام بكتاب الله والنّهي عن الفرقة
للشيخ صالح بن سعد السحيمي ( مفرغ )
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ ونستغفره، وَنَعُوذُ باللهِ مِنْ شرور أنُفْسِنَا ومِنْ سَيئاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ َأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله و أصحابه أجمعين
﴿أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾[آل عمران:102]
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾[النساء:1]
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾[الأحزاب:70-71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة،وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أيها الأخوة في الله يقول الله سبحانه وتعالى : { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [ أل عمران: 103]
في هذه الآية الكريمة أمر عظيم من الله سبحانه وتعالى بأن يعتصم المؤمنون بحبل الله حبل الله المتين وصراطه المستقيم ومن تأمل تفسير أهل العلم لحبل الله وجد أنه لا يخرج عن معنى الإسلام لما فيه من فعل المأمورات وترك المحظورات هذا هو حبل الله سبحانه وتعالى الذي يجب الاعتصام به والتمسك به والذي من تمسك به نجا ومن حاد عنه هلك ومن طلب الهدى من غيره ضل وأضل فالاعتصام به هو أن يتفقه المسلم في دينه وأن يتعلم ويجتهد ثم يطبق ما يقتضيه ذلك قولا وعملا واعتقادا لان في ذلك حسن العاقبة في الدنيا والآخرة وفي ذلك حياة للقلوب وتنبيه لها من غفلتها
يقول الله سبحانه وتعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ } [الأنفال: 24 ]
ويقول الله تبارك وتعالى: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } [الحشر: 7]
ويقول جل شأنه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيِلاَ } [النساء: 59]
وكل هذه الآيات فيها حث بل وتحريض على التمسك بكتاب الله تعالى وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم لان في ذلك خيرا عظيماً بل كل الخير لمن وفقه الله سبحانه وتعالى فالتزم بشرع الله في أقواله وأفعاله وجميع تصرفاته ومن حاد عن هذا السبيل فقد وعد بوعيد شديد بالزيغ والضلال والوقوع في الفتن والعذاب الأليم قال الله سبحانه وتعالى : { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ النور: 63]
وأعظم أسباب التفرق والاختلاف هو البعد عن هذا المنهج القويم البعد عن منهج الله جل وعلا الذي هو اعلم بما يصلح عباده ومما يجمع كلمتهم ويلم صفوفهم ويوحد بينهم فيجب إطراح جميع الشعارات التي لا تتفق مع هذا الأمر والتمسك بالكتاب والسُنّة والعض عليهما بالنواجذ والتحاكم إليهما في كل ما نفعل أو نترك وهذا لا يتأتى ما لم يتجرد المسلم من كل المعوّقات التي تحول دون ذلك والتي منها التعصب لبعض ما يكون عليه الآباء والأجداد من البدع والضلالات المناهضة للسُنّة وأكثر ما يكون ذلك بسبب التعلق بما يسمى بالآثار التي ربما خُرج بها عن الصراط المستقيم حتى تتحول إلى طقوس بدعية تُفضي إلى مظاهر شركية ولا خلاص للمسلمين من الوقوع في ذلك إلا بالتحكم بالتمسك بكتاب الله جل وعلا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لأن النبي عليه الصلاة والسلام بيّن لأمّته كل ما يحتاجونه في أمور دينهم لم يعودوا بحاجة إلى تلمس بعض الأمور التي يضنها كثير من الناس عبادة وهي تبعده عن الله
فإن البدعة مضنّة كل شر فهي بريد الشرك إذ تبدأ شيئا فشيئا حتى يزين لصاحبها أن ما يفعله سُنة في الوقت الذي يترك بعض السُّنَن ويظن أنه تركها لأنها بدعة ، البدعة في غاية من الخطورة إذ تقلب الموازين وتغيّر المفاهيم وفيها افتيات على الشرع وتدارك عليه في جعل صاحبها وكأنّ الشرع لم يكمل حتى يأتي أصحاب تلك البدع فيكملون للناس دينهم ما تزخر به وما يذكر في بعض الصحف وسائل الإعلام من دعوة إلى إحياء بعض البدع كالموالد والأعياد الجاهلية خير شاهد على ذلك حيث تتصدى حيث تتزعم أقلام جاهلة فتدعو إلى غير السُنّة بل وتدعو إلى طرق ربّما تفضي إلى إماتة السُنّة من إحياء بعض البدع والتعلق ببعض الآثار التي ما أنزل الله بها من سلطان وهل وفّينا بالسُّنن حتى نتلمس تلك الطقوس التي يتعلق بها كثير من الناس معرضين عن هدى المصطفى صلى الله عليه وسلم وجعل معالم لبعض الأماكن وبعض الجهات التي يُدعى أن النبي عليه الصلاة والسلام قد جلس فيها أو صلى فيها أو مكث فيها والرسول صلى الله عليه وسلم سافر من هنا إلى مكة ومن مكة إلى المدينة وثم إلى الطائف والى تبوك وإلى أماكن كثيرة في غزواته فهل نحن متعبدون بان نتتبّع تلك الأمكنة لكي نتخذ عليها طقوس معينة ونبني عليها علامات كما تكتب تلك الأقلام ذلك ؟
لا يا عبد الله أن هذا مظهر من مظاهر البدع والإشرك الذي يفضي بأهله وأصحابه إلى التّعلّق بها من دون الله تعالى
عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حدثاء عهد بكفر ، فمررنا بسدرة للمشركين يعكفون عندها وينوطون بها ويعلقون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط ، فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله : اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الله أكبر ، إنها السنن ، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لنبيّهم موسى " اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة " لتركبن سنن من كان قبلكم )
وأخبرت أم المؤمنين أم سلمة وكذلك أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنهما ذكرتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتاها بأرض الحبشة فيها تماثيل وصور فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو قال العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك التماثيل أولئك شرار الخلق عند الله )
وروى الإمام مسلم عن أبي الهياج الأسدي رضي الله عنه قال قال لي علي رضي الله عنه عن أبي الهياج الأسدي رحمه الله قال قال لي علي رضي الله عنه "ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تدع قبراً مشْرفاً إلا سويته ولا صورة إلا طمستها "
وقد شغل النبي صلى الله عليه وسلم في التحذير من التعلق بالقبور وما يُدّعى الآن انه آثار ونهى عن الصلاة عنها والجلوس إليها وإيقاد الشموع والسرج عليها واتخاذها أعياد وتجصيصها أو رفعها أو نحو ذلك مما هو مشاهد في كثير من البلاد الأمر الذي أفضى إلى عبادتها والذبح لأهلها والطواف بهم والنذر لهم ودعائهم من دون الله وصرف بعض ما لا يجب وما لا يجوز صرفه إلا لله لتلك لأصحاب تلك الأضرحة .
وهذا عمر رضي الله عنه وهو في بعض أسفاره فرأى أناس يذهبون مذاهب يمين وشمال فقال: أين يذهب هؤلاء ؟ قالوا مسجد صلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر رضي الله عنه لهذا هلك من كان قبلكم فأيّما رجل أدركته الصلاة فليصلي ولا يذهب هنا وهناك
وكلامه هذا يستند وكلام عمر رضي الله عنه يستند إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم وجعلت لي الأرض مسجداً وطهورا فأيما رجل أدركته الصلاة فليصلي ، ولا يلزمه أن يتحرى آلاف الأماكن التي مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما يدعو بعض الناس (....) مكان خيمة أم معبد أو الدعوة إلى إعادة بئر الخاتم أو بئر الأريش أو بعض الأماكن ما أنزل الله بها من سلطان ولا تتعدى أن تكون آبار أو بيوت قديمة شانها كشأن سائر البيوت القديمة والذي يريد الحق عليه إتباع السنة والسير على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا وعملا واعتقادا أما الدعوة إلى إحياء تلك الآثار وفي ذلك تشبه بالكفار من اليهود والنصارى وتشبه بالقبوريين وتشريع وقول على الله بغير علم وما إلى ذلك من اللوازم الفاسدة التي تلزم من بتعلق بهذه الآثار ويدعو إلى إحيائها من جديد وعمر رضي الله عنه أيضاً لما رأى أناس يتوجهون إلى الشجرة التي تمت فيها بيعة الرضوان أو تحتها بيعة الرضوان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجر قال النبي صلى الله عليه وسلم لن يلج امرؤ النار بايع تحت الشجرة ولما خشي عمر رضي الله عنه أن تُتخذ مكان للعبادة الأمر الذي قد يؤدي بالتالي إلى تعظيم الشجرة نفسها وعبادتها والتعلق بها من دون الله فأمر عمر رضي الله عنه بقطعها ومحو آثارها حتى لا يُتعلق بها من دون الله سبحانه تعالى والإنسان خصوصا مع ذهاب العلم وضعفه وقلة العلم قد يقعون في أماكن يظنون أنها تقربهم إلى الله وهي تبعدهم عن الله سبحانه وتعالى فعلينا جميعا أن نتمسك يكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وان نعض على ذلك بالنواجذ وان نحذر مما يقارب ذلك من البدع والخرافات والطقوس التي ما انزل الله بها من سلطان فالخير كل الخير في إتباع هدى النبي صلى الله عليه وسلم والسير على هديه والاجتهاد في الاهتداء بهدية صلى الله عليه وسلم حيث ما ترك خيرا إلا دلنا عليه ولا شرا إلا حذرنا منه
أيها الأخوة في الله علينا أن نتنبه لهذا الأمر وان ننبه إخواننا الذين يتعلقون بأمور أوهى من خيط العنكبوت من بعض البدع التي تثربهم عن السنن وتجعلهم ينشغلون عن تطبيق أوامر الله سبحانه وتعالى واجتناب نواهيه بإرتكاس في بعض هذه البدع وتقديمها على هدي الكتاب والسُنّة والدفاع عنها ممّا يوهم الناس أن تركها ترك سُنّة وفعلها فعل سُنّة وان يجتهد المرء في إحياء السنن التي فيها حياة القلوب والفوز برضا الله سبحانه وتعالى
(....) كلمة لم أفهمها .
صاحبة الموضوع : أم معاذ الأثرية جزاها الله خيرًا .
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=66781
وخلاصة ما نقلتُ أنّ الإجتماع على الكتاب والسُنّة بفهم سلف الأمّة لهو الإجتماع الحقيقي الذي ينير لأصحابه سبيل النّجاة والفوز بالجنّة ،جعلنا الله من أهلها .
اللّهمّ ارزقنا العمل بكتابك وسُنّة نبيّك صلى الله عليه وسلم ، وارزقنا الإخلاص واجعلنا من المجتمعين على نصرة دينك الموفّقين لذلك كما تحبّ وترضى .
وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنتَ أستغفرك وأتوب إليك .
السلام عليكم
اضافة طيبة بارك الله فيكم اختنا الفاضلة
وجعلها الله في ميزان حسناتكم
احترامي
NIGHTINGALE
2015-03-23, 22:30
بوركت أخي الكريم على الموضوع القيم
جعله الله في ميزان حسناتك
abedalkader
2015-03-23, 22:35
بوركت أخي الكريم على الموضوع القيم
جعله الله في ميزان حسناتك
السلام عليكم
نسال الله ان يتقبل دعواتكم
اللهم آمين
...............
يقول الله سبحانه وتعالى : { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [ أل عمران: 103]
في هذه الآية الكريمة أمر عظيم من الله سبحانه وتعالى بأن يعتصم المؤمنون بحبل الله حبل الله المتين وصراطه المستقيم ومن تأمل تفسير أهل العلم لحبل الله وجد أنه لا يخرج عن معنى الإسلام لما فيه من فعل المأمورات وترك المحظورات هذا هو حبل الله سبحانه وتعالى الذي يجب الاعتصام به والتمسك به والذي من تمسك به نجا ومن حاد عنه هلك ومن طلب الهدى من غيره ضل وأضل فالاعتصام به هو أن يتفقه المسلم في دينه وأن يتعلم ويجتهد ثم يطبق ما يقتضيه ذلك قولا وعملا واعتقادا لان في ذلك حسن العاقبة في الدنيا والآخرة وفي ذلك حياة للقلوب وتنبيه لها من غفلتها
يقول الله سبحانه وتعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24 ]
ويقول الله تبارك وتعالى: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } [الحشر: 7]
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir