سفيان الحسن1
2015-03-20, 16:53
مسجد مكتظ الأنفاس لا تجدفيه بقعة ضوء لتمسح بها جبين التضرع لكثرة الارواح الخاشعة، شعب كثيف يلتصق ببعضه ،حتى لا يسمح للشيطان
بافتراس اللحظة الوحيدة في عمره التي يكون الالتصاق مجلبة للخير والود ..لا يطول الامر حتى تطلق رصاصة الرحمة على هذا الجسد الواحد، فيتمزق
اشلاء كل حزب بما لديهم فرحون ،جموع تتسارع نحو الابواب ،هذا يرفس هذا وهذا يدفع هذا، تشتعل حروب المساحات والأبواب، ويغدو الجو
مسرحا ناطقا .بعضهم يهجم على طبق كسكس تعلوه طبقة لحم شهية، تتسابق الايدي والأقدام للظفر بنصيب الأسد احد الشطار يقذف بيده
السحرية فيأخذ اكبر قطعة في المجموعة الشمسية، فتمطره العيون بنظرات غضب، لكنه في عالم النشوة لا يلتفت ويغادر المجرة في صمت شامت
بعض الايدي تتناول الكسكس بمجرفة تجرف ارض السجن وتصدر اصوات مزعجة
يتفطن الحراس للخطة، اسفل الصحن هناك قطع لحم، تعم الطقطقة والسجناء كلهم يشاركون في الحفر، يتكلم احدهم كفاكم عن اصدار هذا الأصوات
لكن صوته لا يبلغ الاذان فالكل منهمك بالعمل الشاق..بعض المارين بعيدا عن الصحون تستوقفهم في طريق الخروج من المسجد قوارير خمر وضعت
على الطريق، ينقطع الارسال ولا يجيب على المكالمة مصلي واحد ،وكأن القوارير غير موجودة ،الكل يعيش في عالمه ولا احد يريد ان يكلف نفسه
عناء التغيير باليد ولا القلب، شاب يمسك بيد فتاة ويمر على مليون نسمة من الخارجين من الصلاة ..فلا ترمقه العيون الناعسة بل بعض العيون
تسترق السمع ولا شهاب ثاقب يردها لرشدها وينهاها عن غيها، الشاب صاحب الفتاة يخرج عن النطاق ويقبل الفتاة ويلامس جسدها فيزداد
المسترقون استراقا، ويختفي فاقدي الإرسال عن المشهد، ينحني شاب ويحمل قوارير الخمر الموضوعة قبالة المسجد ،ويخفيها عن الاعين فلا تراها ولا
تسمع لها ركزا، ينطفئ المشهد عند هذا الحد، واصحاب الكسكس في كفاح مستمر فلا كلل ولا ملل ،والشاب العاشق يتوغل الى وسط الميدان يمر على
الصفوف الاولى متسللا والحكم لا يصفر شيء ،ثم يعاود التقبيل والضم والجماهير الناظرة لا تزال تمسح طوبغرافية القصة وكل مخرج يكتب سيناريو
للفيلم ،أحدهم يقول ربما زوجته يجيبه همسه لكنه صغير في السن والشارع قبالة المسجد ليس غرفة نوم فينكمش ،أحدهم يقول لم أرى شيء، تكذبه
عيونه العسلية التي تذوب حين تشاهد الافلام الاباحية اكرمكم الله وهي تبث على الهواء مباشرة ،يهتف فيه ما تبقى من ضميره اتقي الله ولا تطفأ
نار كذبك ببنزين شهوتك الحيوانية، المصلين ينقسمون لجيشين من المبصرين وجيش من الاكلين ، جيش يمر على الشاب والشابة وقسم لا يزال في
معركة الكسكس يمر على قوارير الخمر فلا يشاهدها فهي اخر ما يهتم به، وخطبة الامام التي كلفت ساعة من العملة الصعبة كأنها محيت ولم يعد
صداها يرن في القلوب الخاوية، في زمن اصبح المسجد مؤسسة ربحية والمصلين عمال بدوام ينتهي عملهم بعد انتهاء الصلاة،
.........رابطة أحرار القلم.......عضو3
بافتراس اللحظة الوحيدة في عمره التي يكون الالتصاق مجلبة للخير والود ..لا يطول الامر حتى تطلق رصاصة الرحمة على هذا الجسد الواحد، فيتمزق
اشلاء كل حزب بما لديهم فرحون ،جموع تتسارع نحو الابواب ،هذا يرفس هذا وهذا يدفع هذا، تشتعل حروب المساحات والأبواب، ويغدو الجو
مسرحا ناطقا .بعضهم يهجم على طبق كسكس تعلوه طبقة لحم شهية، تتسابق الايدي والأقدام للظفر بنصيب الأسد احد الشطار يقذف بيده
السحرية فيأخذ اكبر قطعة في المجموعة الشمسية، فتمطره العيون بنظرات غضب، لكنه في عالم النشوة لا يلتفت ويغادر المجرة في صمت شامت
بعض الايدي تتناول الكسكس بمجرفة تجرف ارض السجن وتصدر اصوات مزعجة
يتفطن الحراس للخطة، اسفل الصحن هناك قطع لحم، تعم الطقطقة والسجناء كلهم يشاركون في الحفر، يتكلم احدهم كفاكم عن اصدار هذا الأصوات
لكن صوته لا يبلغ الاذان فالكل منهمك بالعمل الشاق..بعض المارين بعيدا عن الصحون تستوقفهم في طريق الخروج من المسجد قوارير خمر وضعت
على الطريق، ينقطع الارسال ولا يجيب على المكالمة مصلي واحد ،وكأن القوارير غير موجودة ،الكل يعيش في عالمه ولا احد يريد ان يكلف نفسه
عناء التغيير باليد ولا القلب، شاب يمسك بيد فتاة ويمر على مليون نسمة من الخارجين من الصلاة ..فلا ترمقه العيون الناعسة بل بعض العيون
تسترق السمع ولا شهاب ثاقب يردها لرشدها وينهاها عن غيها، الشاب صاحب الفتاة يخرج عن النطاق ويقبل الفتاة ويلامس جسدها فيزداد
المسترقون استراقا، ويختفي فاقدي الإرسال عن المشهد، ينحني شاب ويحمل قوارير الخمر الموضوعة قبالة المسجد ،ويخفيها عن الاعين فلا تراها ولا
تسمع لها ركزا، ينطفئ المشهد عند هذا الحد، واصحاب الكسكس في كفاح مستمر فلا كلل ولا ملل ،والشاب العاشق يتوغل الى وسط الميدان يمر على
الصفوف الاولى متسللا والحكم لا يصفر شيء ،ثم يعاود التقبيل والضم والجماهير الناظرة لا تزال تمسح طوبغرافية القصة وكل مخرج يكتب سيناريو
للفيلم ،أحدهم يقول ربما زوجته يجيبه همسه لكنه صغير في السن والشارع قبالة المسجد ليس غرفة نوم فينكمش ،أحدهم يقول لم أرى شيء، تكذبه
عيونه العسلية التي تذوب حين تشاهد الافلام الاباحية اكرمكم الله وهي تبث على الهواء مباشرة ،يهتف فيه ما تبقى من ضميره اتقي الله ولا تطفأ
نار كذبك ببنزين شهوتك الحيوانية، المصلين ينقسمون لجيشين من المبصرين وجيش من الاكلين ، جيش يمر على الشاب والشابة وقسم لا يزال في
معركة الكسكس يمر على قوارير الخمر فلا يشاهدها فهي اخر ما يهتم به، وخطبة الامام التي كلفت ساعة من العملة الصعبة كأنها محيت ولم يعد
صداها يرن في القلوب الخاوية، في زمن اصبح المسجد مؤسسة ربحية والمصلين عمال بدوام ينتهي عملهم بعد انتهاء الصلاة،
.........رابطة أحرار القلم.......عضو3