khaled dallas
2009-08-31, 19:10
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
للصائم فرحتان
لا يعني قوله - عليه الصلاة والسلام - فيما رواه مسلم وغيره : " للصائم فرحتان " أن الصائم لا يتمتع بسوى هاتين الفرحتين المذكورتين في الحديث الشريف ، كلا ولكنهما فرحتان إضافيتان لا يظفر بهما غيره من الناس .
فرحة عند فطره عقب يوم كامل من الاحتساب والصبر والطاعة .
وفرحة عند لقائه ربه ، بعد أن أمضى العمر كله صائماً محتسباً كلما نزل به رمضان ضيفاً كريماً .
أما أولى الفرحتين : فهي فرحة تصاحبه كل ليلة ، كلما غربت شمس يوم رمضاني كريم ، وامتدت يده إلى تمراته ومائه البارد ، يسدُّ بهنّ جوعته ، ويطفئ حر ظمئه .
ولم لا يفرح ، وقد بذل وسعه في إرضاء ربه ، ومنع نفسه حظها من الطعام والشراب ؛ أملاً فيما عند الله من النعيم المقيم ، والمتاع الحسن .
إنها فرحة الاستعلاء فوق ضرورات الجسد ، وأنماط الحياة الرتيبة .
إنها أفراح الروح تنتشي طرباً ، وتهتز فرحاً بحلول شهر الصيام والصبر الجميل ، فرحة الصائم بفطره ليست لكسر سطوة الجوع ، وإبراد لهيب الظمأ ، فتلك فرحة تشاركه فيها الهوام والأنعام ، ولكنها فرحة الانتصار على كيد الشيطان وهوى النفس ومطارق الشهوة وسُعارها .
فرحة الإذعان والاستسلام لأمر الجبار جل وعز حين أمر بترك الطعام فتُرك ، وهجر الشراب فهُجر .
" شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه " .
وأما الفرحة الثانية : فهي فرحة ذات مذاق خاص ، فرحة لقاء الحبيب حبيبه ، والصائم ربَّه الذي أعانه على الصيام ووفّقه إليه ، ووعده بحسن الثواب وادخره له .
فرحة أنست كل الآلام والأحزان الغابرة ، فقد غلبت هذه الفرحة ورجحت وحُقّ لها ، وحُقّ لصاحبها أن يبتهج بها .
فلطالما حفظ جوارحه عن المحرم والممنوع ، وصان لسانه عن السافل والقبيح ، فلم يكن صيامه صيام المحرومين ، الذين حُرموا الطعام والشراب ، وحرموا الأجر والثواب كذلك ، يوم انتهكوا حرمة الشهر بكل ساقط من القول ، وشائن من الفعل والسلوك .
فما أحرى كل صائم إذاً أن يستشعر حقيقة الصيام ، ويعي مراميه العظام ، فيوطن نفسه على صون صيامه من قول الزور والعمل به ، ليحظى بالفرحتين كلتيهما ، وتقر عيناه حقاً بكل ما أعده الله للصائمين الصادقين .
فإن أبى إلا أن يطلق لناظريه العنان ليطالعا كل قبيح تبثه وسائل الإعلام ، أو تعرضه المتبرجات في شوارع المسلمين ، أو يرخي سمعه لمزامير الشيطان ، وأصوات الطرب والغناء ، ثم هو مع كل هذا فاحش اللسان بذيئه ، فليعلم إنسان كهذا أن فرحه بفطره هو فرحة الأنعام بهبوطها المرعى ، ونشوة الأُسْد بالتهام فريسة كلَّت قدماها عن الفرار، وما عدا ذلك فليس هو منه في قبيل أو دبير .
أتمنى أن يروق اعجابكم الموضوع
للصائم فرحتان
لا يعني قوله - عليه الصلاة والسلام - فيما رواه مسلم وغيره : " للصائم فرحتان " أن الصائم لا يتمتع بسوى هاتين الفرحتين المذكورتين في الحديث الشريف ، كلا ولكنهما فرحتان إضافيتان لا يظفر بهما غيره من الناس .
فرحة عند فطره عقب يوم كامل من الاحتساب والصبر والطاعة .
وفرحة عند لقائه ربه ، بعد أن أمضى العمر كله صائماً محتسباً كلما نزل به رمضان ضيفاً كريماً .
أما أولى الفرحتين : فهي فرحة تصاحبه كل ليلة ، كلما غربت شمس يوم رمضاني كريم ، وامتدت يده إلى تمراته ومائه البارد ، يسدُّ بهنّ جوعته ، ويطفئ حر ظمئه .
ولم لا يفرح ، وقد بذل وسعه في إرضاء ربه ، ومنع نفسه حظها من الطعام والشراب ؛ أملاً فيما عند الله من النعيم المقيم ، والمتاع الحسن .
إنها فرحة الاستعلاء فوق ضرورات الجسد ، وأنماط الحياة الرتيبة .
إنها أفراح الروح تنتشي طرباً ، وتهتز فرحاً بحلول شهر الصيام والصبر الجميل ، فرحة الصائم بفطره ليست لكسر سطوة الجوع ، وإبراد لهيب الظمأ ، فتلك فرحة تشاركه فيها الهوام والأنعام ، ولكنها فرحة الانتصار على كيد الشيطان وهوى النفس ومطارق الشهوة وسُعارها .
فرحة الإذعان والاستسلام لأمر الجبار جل وعز حين أمر بترك الطعام فتُرك ، وهجر الشراب فهُجر .
" شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه " .
وأما الفرحة الثانية : فهي فرحة ذات مذاق خاص ، فرحة لقاء الحبيب حبيبه ، والصائم ربَّه الذي أعانه على الصيام ووفّقه إليه ، ووعده بحسن الثواب وادخره له .
فرحة أنست كل الآلام والأحزان الغابرة ، فقد غلبت هذه الفرحة ورجحت وحُقّ لها ، وحُقّ لصاحبها أن يبتهج بها .
فلطالما حفظ جوارحه عن المحرم والممنوع ، وصان لسانه عن السافل والقبيح ، فلم يكن صيامه صيام المحرومين ، الذين حُرموا الطعام والشراب ، وحرموا الأجر والثواب كذلك ، يوم انتهكوا حرمة الشهر بكل ساقط من القول ، وشائن من الفعل والسلوك .
فما أحرى كل صائم إذاً أن يستشعر حقيقة الصيام ، ويعي مراميه العظام ، فيوطن نفسه على صون صيامه من قول الزور والعمل به ، ليحظى بالفرحتين كلتيهما ، وتقر عيناه حقاً بكل ما أعده الله للصائمين الصادقين .
فإن أبى إلا أن يطلق لناظريه العنان ليطالعا كل قبيح تبثه وسائل الإعلام ، أو تعرضه المتبرجات في شوارع المسلمين ، أو يرخي سمعه لمزامير الشيطان ، وأصوات الطرب والغناء ، ثم هو مع كل هذا فاحش اللسان بذيئه ، فليعلم إنسان كهذا أن فرحه بفطره هو فرحة الأنعام بهبوطها المرعى ، ونشوة الأُسْد بالتهام فريسة كلَّت قدماها عن الفرار، وما عدا ذلك فليس هو منه في قبيل أو دبير .
أتمنى أن يروق اعجابكم الموضوع