تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وماذا بعد؟


فريد الفاطل
2015-03-16, 20:47
انفض المولد وانتهى مهرجان بيع مصر في المزاد العلني والذي حاول قائد الانقلاب وإعلام العار أن يسوّقوه لنا على أنها من أعظم الإنجازات التي تحققت في ظل النظام الانقلابي بل ربما تدخل ضمن عجائب الدنيا السبع.
حاول النظام الانقلابي بعد فشله في كل ما قام به من مشروعات واتضح بعد ذلك أنها فناكيش فعاوده الوهم من جديد وهو وهم الشعب بالحياة الرغيدة في ظل مؤتمر اقتصادي فاشل طبّل له الإعلام الانقلابي ظنًّا منه بهذه الحيل يسعى لمواجهة الوضع السياسي المتردي.
المؤتمر الاقتصادي تم فيه إبرام صفقات بيع وشراء وخصخصة دون وجود برلمان منتخب من الشعب، مما يسهل على الحكومة التصرف دون محاسبة، ويسمح للأجانب بانتهاز ظروف تدني الاقتصاد المصري بما يؤثر تأثيرا بالغ الإضرار على الأجيال القادمة، وبالتالي سيفرض المستثمر شروطه على مصر وليس العكس!
نائب حاكم الإمارات يفضح قائد الانقلاب على الهواء مباشرة ويعلن أن دولة المؤامرات المتخلفة ضخّت لمصر 14 مليار دولار نقدية ذهبت كلها لجيوب العسكر، كما أعلن عن تأسيس عاصمة إدارية، وهل مصر التي تعاني مشاكل اقتصادية حادة وأزمات في كل شيء في الوقود والطاقة والغذاء والدواء والمستشفيات وملايين العاطلين عن العمل وتفشي الأمراض هل من الأولوية الآن إنشاء عاصمة إدارية أم هي إملاءات سي السيد.
محلب يبكي في كلمته عندما تذكر أيام المقاولين العرب وهي كانت أيام كحّيتي بالنسبة للرز المنهمر من بلاد وعزب الخليج فأخذته عبرة وتمنى لو انهمر الرز منذ زمن وهو يهذي بأن حصيلة المؤتمر 60 مليارا.. ولم يذكر هل هي منح أم هي ودائع أم قروض ميسرة أم استثمارات أم هي تفاهمات، لكن يبدو أن العلاقة مع مصر لن تكون منح ملكية أو شيكات على بياض كما توهم محلب، وقال لا مانع من بيع الأراضي للمستثمرين.. ولو بالمجان، وأنا أتساءل كيف يكون البيع بالمجان أم هي زلة لسان مثل زلة العم كيري أم أن المحصلة النهائية هي بيع مصر وتفصيل القوانين وتقديم التنازلات، ومن تابع التعديلات التي أقرّها قائد الانقلاب على قانون الاستثمار قبيل انعقاد المؤتمر حيث يكفي الاطلاع على قانون الاستثمار الجديد والذي تم تفصيله خصيصا لتسيلم الوطن إلى الشركات متعددة الجنسيات وتسهيل تملك أرض الوطن للأجانب حتى وإن كانوا من مستثمري الكيان الصهيوني.
كيف ينجح هذا المؤتمر ولا حتى المشروعات التي ستتمخض عنه ويمكن أن يكتب لها النجاح في ظل الفساد المستشري في أوصال الدولة وفي ظل تزاوج رأس المال مع السلطة.
وفي الوقت الذي يدعو عصابة الانقلاب المصريين إلى الجوع، حتى تعيش مصر بلغت تكاليف المؤتمر أكثر من مائة مليون دولار لإنعاش خزينة اللص الهارب حسين سالم.
مصر تم بيعها فعليا منذ تاريخ الانقلاب وما زال مسلسل البيع مستمراً وفقط جاء انعقاد المؤتمر لإتمام الصفقة وبيع مصر في مزاد علني لمن يدفع أكثر.
عصابة الانقلاب يعلمون جيداً أن الهدف من المؤتمر ليس الاستثمار أو انتشال مصر من حالة الإفلاس التي تعاني منها بدليل دعوة بعض الدول الإفريقية وعلى رأسها السودان التي ىعتبرت أن حضورها هو أعظم هدية لمصر، وقال هاني رسلان في حوار مع صدى البلد: إن هذه المنفعة لا تتعارض مع أحد أهم أهداف الدول الإفريقية من حضور المؤتمر، وهو إعلان صريح ومباشر للقاهرة وإبداء ترحيبهم الشديد بعودة مصر إلى أحضان القارة السمراء، وأضاف رسلان أن الجانب الآخر للاستفادة من المؤتمر هو الجانب السياسي، وبرز من خلال حضور ما يقارب 120 دولة بتمثيل رسمي، مما يظهر التأييد الإقليمي الدولي غير المسبوق والتأكيد على ثقتهم بالقيادة والعهد الجديد في مصر.
مما يؤكد أن الهدف ليس الاستثمار ولا يحزنون بقدر ما هو نوع من استجداء الشرعية التي يفتقدها النظام الانقلابي مهما انهمرت مليارات الإمارات ودول الخليج، وهذا ما يفسر التركيز على عدد الحضور فقط دون النظر إلى هل سيكون لهم دور في الاستثمار من عدمه.

منقول

ونحن نقول الشرعية ان لم تمنح من طرف الشعب فهي في الزبالة