المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا ترى ما سبب كل هذا الشقاء


عبد القادر الطالب
2015-03-14, 16:03
]إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ تعالى نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّـه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّـهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّـهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أما بعد:[/color]
قال تعالى في محكم تنزيله ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ((
وقال صلى الله عليه وسلم: ((( الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا))
بعد أن ربط الله عز وجل المؤمنين برباط الأخوة بل وجعله واجب إيماني
حيث بدونه لن يكتمل إيمان المرء ولن يصير في عداد المؤمنين إلا إذا انضم إلى ذلك البنيان المرصوص وذلك التلاحم والتراحم وارتبط المؤمن بأخيه المؤمن تلكم هي صفات المؤمنين.
وبهذا الرباط الذي كلفنا به رب العزة والجلال وجعله من كمال الإيمان أغنانا الله عز وجل عن أي ارتباط آخر أو أي فكر أو شعار أو حزب أو تجمع مهما كانت صفته وشعاراته ما لم يكن على هدي النبي صلى الله عليه وسلم وإتباع تعاليم الإسلام خلف الرسول صلى الله عليه وسلم وفقط .
لا نبي بعده ولا زعيم يملي علينا أفكاره غيره.
على أن يكون التفرق والتجمع والحرب والسلم والمعاداة والموالاة قائمة وفق هذا الرباط الإيماني حيث أن الإسلام أراد اجتثاث كل تلك التكتلات الحزبية والطائفية والعرقية والإقليمية.
فكل ما عدى رباط الإيمان الأخوي أعتبره الإسلام شعار جاهلي من الجاهلية الأولى وقال عليها صلى الله عليه وسلم دعوها فإنها منتنة وخبيثة أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
وقال تعالى((أفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ))
وقال صلى الله عليه وسلم(( إن الله قد أذهب عنكم عصبية الجاهلية وفخرها بالآباء ، إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي ، الناس بنو آدم ، وآدم خلق من تراب ، ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى )
وهو يوافق تماما قوله عز وجل ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُم ))
وحذرنا رب العزة والجلال من مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم وترك ذلك الرباط الإيماني وأن تركه يترتب عليه فتنة عظيمة فقال)) فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))
قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - : " فهذه الآيات والأحاديث وما جاء في معناها: تدل دلالة ظاهرة على وجوب التضامن بين المسلمين , والتراحم والتعاطف , والتعاون على كل خير , وفي تشبيههم بالبناء الواحد , والجسد الواحد : ما يدل على أنهم بتضامنهم ، وتعاونهم ، وتراحمهم : تجتمع كلمتهم , وينتظم صفهم , ويسلمون من شر عدوهم
فلو علم الأعداء من الكفار أن المسلمين يد واحدة ، حزنهم واحد ، وسرورهم واحد : لما اعتدى ظالم فاجر على مسلم ، فضلاً أن يُعتدى على بلدٍ مسلم ، تستباح أعراض نسائه ، وتُنهب أمواله ، ويشرَّد رجاله " انتهى .
أيها ألأحبة في الله أليس من المؤسف بل من العار ما بعده عار على أمة دستورها وحي من السماء وزعيمها لا ينطق عن الهوى تعيش شعوبها وخصوصا في الآونة الأخيرة اضطهاد وتشتت وتمزق بهذه الصورة؟
والغريب في الأمر أصبح الواحد منا يكاد لا يشعر ولا يحس بما يتألم به غيره سواء في البلدان الإسلامية وحتى في البلدان الغربية.
فقد تلاشت النخوة فينا شيئا فشيئا جراء تركنا ذلك الرباط الإيماني الأخوي بالدرجة الأولى وكذلك جراء نضرتنا المحدودة وفكرنا الضيق (نفسي نفسي)كما ساهم إعلاميونا ومسئولونا بصورة أكبر والكثير من القنوات العربية تريد أن تميل بالأمة ميلا عظيما والعياذ بالله وما حادثة كرة القدم بين الجزائر ومصر منا ببعيد حيث تربى فينا حب النفس وحب الأقاليم وتعصبنا تعصب الجاهلية الأولى بكل أنواعها.
فأصبحنا لا نتألم بما يجري في البلدان العربية ولاما يحاك ضدها ولا إلى ما يتعرض إليه إخواننا من بني شريعتنا في البلدان الغربية ولا ما ينتهك من حرمات الإسلام
فأصبحنا لا غربيين اللذين توحدوا حتى في العملة النقدية.
ولا مسلمين متمسكين بما يمليه بل يفرضه علينا ديننا الإسلامي من وحدة كالجسد الواحد لا تعنينا الحدود الجغرافية ولا تلون بشرتنا ولا تنوع ثقافتنا ولا لهجاتنا .
فأصبحنا كما قال عز من قائل((لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء))
قولوا لي ما هذا بربكم ما هذا الذي يحدث للأمة الإسلامية؟
سيكون لنا لقاء آخر إن شاء الله