تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الدعوة إلى وحدة الأديان


sticoeur
2015-03-12, 22:20
الدعوة إلى وحدة الأديان

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد‏:‏
فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء استعرضت ما ورد إليها من تساؤلات، وما ينشر في وسائل الإعلام من آراء ومقالات بشأن الدعوة إلى ‏(‏وحدة الأديان‏)‏‏:‏ دين الإسلام، ودين اليهودية، ودين النصارى، وما تفرع عن ذلك من دعوة إلى بناء مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد، في رحاب الجامعات والمطارات والساحات العامة، ودعوة إلى طباعة القرآن الكريم والتوراة والإنجيل في غلاف واحد، إلى غير ذلك من آثار هذه الدعوة، وما يعقد لها من مؤتمرات وندوات وجمعيات في الشرق والغرب‏.‏
وبعد التأمل والدراسة فإن اللجنة تقرر ما يلي‏:‏
أولا‏:‏ إن من أصول الاعتقاد في الإسلام، المعلومة من الدين بالضرورة، والتي أجمع عليها المسلمون‏:‏ أنه لا يوجد على وجه الأرض دين حق سوى دين الإسلام، وأنه خاتمة الأديان، وناسخ لجميع ما قبله من الأديان والملل والشرائع، فلم يبق على وجه الأرض دين يتعبد الله به سوى الإسلام، قال الله تعالى‏:‏ سورة آل عمران الآية 19 ‏{‏إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ‏}‏ وقال تعالى‏:‏ سورة المائدة الآية 3 ‏{‏الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا‏}‏ وقال تعالى‏:‏ سورة آل عمران الآية 85 ‏{‏وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ‏}‏ والإسلام بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم هو ما جاء به دون ما سواه من الأديان‏.‏
ثانيا‏:‏ ومن أصول الاعتقاد في الإسلام‏:‏ أن كتاب الله تعالى‏:‏ ‏(‏القرآن الكريم‏)‏ هو آخر كتب الله نزولا وعهدا برب العالمين، وأنه ناسخ لكل كتاب أنزل من قبل؛ من التوراة والزبور والإنجيل وغيرها، ومهيمن عليها، فلم يبق كتاب منزل يتعبد الله به سوى القرآن الكريم، قال الله تعالى‏:‏ سورة المائدة الآية 48 ‏{‏وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ‏}‏‏.‏
ثالثا‏:‏ يجب الإيمان بأن التوراة والإنجيل قد نسخا بالقرآن الكريم، وأنه قد لحقهما التحريف والتبديل بالزيادة والنقصان، كما جاء بيان ذلك في آيات من كتاب الله الكريم، منها قول الله تعالى‏:‏ سورة المائدة الآية 13 ‏{‏فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ‏}‏ وقوله جل وعلا‏:‏ سورة البقرة الآية 79 ‏{‏فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ‏}‏ وقوله سبحانه‏:‏ سورة آل عمران الآية 78 ‏{‏وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ‏}‏ ولهذا فما كان منها صحيحا فهو منسوخ بالإسلام، وما سوى ذلك فهو محرف أو مبدل، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه غضب حين رأى مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيفة فيها شيء من التوراة، وقال عليه الصلاة والسلام‏:‏ أخرجه أحمد 3/ 387، والدارمي في المقدمة 1/ 115- 116، والبزار ‏(‏كشف الأستار‏)‏ 1/ 78- 79 برقم ‏(‏124‏)‏، وابن أبي عاصم في السنة 1/ 27 برقم ‏(‏50‏)‏، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ‏(‏باب في مطالعة كتب أهل الكتاب والرواية عنهم‏)‏ 1/ 42 ‏(‏ط‏:‏ المنيرية‏)‏‏.‏ أفي شك أنت يا بن الخطاب‏؟‏ ألم آت بها بيضاء نقية‏؟‏‏!‏ لو كان أخي موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي رواه أحمد والدارمي وغيرهما‏.‏
رابعا‏:‏ ومن أصول الاعتقاد في الإسلام‏:‏ أن نبينا ورسولنا محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، كما قال الله تعالى‏:‏ سورة الأحزاب الآية 40 ‏{‏مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ‏}‏ فلم يبق رسول يجب اتباعه سوى محمد صلى الله عليه وسلم، ولو كان أحد من أنبياء الله ورسله حيا لما وسعه إلا اتباعه صلى الله عليه وسلم، وإنه لا يسع أتباعهم إلا ذلك، كما قال تعالى‏:‏ سورة آل عمران الآية 81 ‏{‏وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ‏}‏ ونبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام إذا نزل في آخر الزمان يكون تابعا لمحمد صلى الله عليه وسلم، وحاكما بشريعته، وقال الله تعالى‏:‏ سورة الأعراف الآية 157 ‏{‏الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ‏}‏ كما أن من أصول الاعتقاد في الاسلام أن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم عامة للناس أجمعين، قال الله تعالى‏:‏ سورة سبأ الآية 28 ‏{‏وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ‏}‏ وقال سبحانه‏:‏ سورة الأعراف الآية 158 ‏{‏قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا‏}‏ وغيرها من الآيات‏.‏
خامسا‏:‏ ومن أصول الإسلام أنه يجب اعتقاد كفر كل من لم يدخل في الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم، وتسميته كافرا ممن قامت عليه الحجة، وأنه عدو لله ورسوله والمؤمنين، وأنه من أهل النار، كما قال تعالى‏:‏ سورة البينة الآية 1 ‏{‏لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ‏}‏‏.‏
وقال جل وعلا‏:‏ سورة البينة الآية 6 ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ‏}‏ وقال تعالى‏:‏ سورة الأنعام الآية 19 ‏{‏وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ‏}‏ وقال تعالى‏:‏ سورة إبراهيم الآية 52 ‏{‏هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ‏}‏ الآية، وغيرها من الآيات‏.‏ وثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ صحيح مسلم الإيمان ‏(‏153‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏2/317‏)‏‏.‏ والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة‏:‏ يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار‏.‏ ولهذا فمن لم يكفر اليهود والنصارى فهو كافر، طردا لقاعدة الشريعة‏:‏ ‏(‏من لم يكفر الكافر بعد إقامة الحجة عليه فهو كافر‏)‏‏.‏
سادسا‏:‏ وأمام هذه الأصول الاعتقادية، والحقائق الشرعية، فإن الدعوة إلى ‏(‏وحدة الأديان‏)‏ والتقارب بينها وصهرها في قالب واحد، دعوة خبيثة ماكرة، والغرض منها خلط الحق بالباطل، وهدم الإسلام وتقويض دعائمه، وجر أهله إلى ردة شاملة، ومصداق ذلك في قول الله سبحانه‏:‏ سورة البقرة الآية 217 ‏{‏وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا‏}‏‏.‏
وقوله جل وعلا‏:‏ سورة النساء الآية 89 ‏{‏وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً‏}‏‏.‏
سابعا‏:‏ وإن من آثار هذه الدعوة الآثمة إلغاء الفوارق بين الإسلام والكفر، والحق والباطل، والمعروف والمنكر، وكسر حاجز النفرة بين المسلمين والكافرين، فلا ولاء ولا براء، ولا جهاد ولا قتال لإعلاء كلمة الله في أرض الله، والله جل وتقدس يقول‏:‏ سورة التوبة الآية 29 ‏{‏قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ‏}‏ ويقول جل وعلا‏:‏ سورة التوبة الآية 36 ‏{‏وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ‏}‏ وقال تعالى‏:‏ سورة آل عمران الآية 118 ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ‏}‏‏.‏
ثامنا‏:‏ إن الدعوة إلى ‏(‏وحدة الأديان‏)‏ إن صدرت من مسلم فهي تعتبر ردة صريحة عن دين الإسلام؛ لأنها تصطدم مع أصول الاعتقاد، فترضى بالكفر بالله عز وجل، وتبطل صدق القرآن ونسخه لجميع ما قبله من الشرائع والأديان، وبناء على ذلك فهي فكرة مرفوضة شرعا، محرمة قطعا بجميع أدلة التشريع في الإسلام من قرآن وسنة وإجماع‏.‏
تاسعا‏:‏ وبناء على ما تقدم‏:‏
1- فإنه لا يجوز لمسلم يؤمن بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا الدعوة إلى هذه الفكرة الآثمة، والتشجيع عليها، وتسليكها بين المسلمين، فضلا عن الاستجابة لها، والدخول في مؤتمراتها وندواتها، والانتماء إلى محافلها‏.‏
2- لا يجوز لمسلم طباعة التوراة والإنجيل منفردين، فكيف مع القرآن الكريم في غلاف واحد‏؟‏ فمن فعله أو دعا إليه فهو في ضلال بعيد؛ لما في ذلك من الجمع بين الحق ‏(‏القرآن الكريم‏)‏ والمحرف أو الحق المنسوخ ‏(‏التوراة والإنجيل‏)‏‏.‏
3- كما لا يجوز لمسلم الاستجابة لدعوة‏:‏ ‏(‏بناء مسجد وكنيسة ومعبد‏)‏ في مجمع واحد؛ لما في ذلك من الاعتراف بدين يعبد الله به غير دين الإسلام، وإنكار ظهوره على الدين كله، ودعوة مادية إلى أن الأديان ثلاثة، لأهل الأرض التدين بأي منها، وأنها على قدم التساوي، وأن الإسلام غير ناسخ لما قبله من الأديان، ولا شك أن إقرار ذلك واعتقاده أو الرضا به كفر وضلال؛ لأنه مخالفة صريحة للقرآن الكريم والسنة المطهرة وإجماع المسلمين، واعتراف بأن تحريفات اليهود والنصارى من عند الله، تعالى الله عن ذلك‏.‏
كما أنه لا يجوز تسمية الكنائس ‏(‏بيوت الله‏)‏ وأن أهلها يعبدون الله فيها عبادة صحيحة مقبولة عند الله؛ لأنها عبادة على غير دين الإسلام، والله تعالى يقول‏:‏ سورة آل عمران الآية 85 ‏{‏وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ‏}‏ بل هي بيوت يكفر فيها بالله، نعوذ بالله من الكفر وأهله، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى ‏(‏22/ 162‏)‏‏:‏ ‏(‏ليست- البيع والكنائس- بيوتا لله، وإنما بيوت الله المساجد، بل هي بيوت يكفر فيها بالله، وإن كان قد يذكر فيها، فالبيوت بمنزلة أهلها، وأهلها الكفار، فهي بيوت عبادة الكفار‏)‏‏.‏
عاشرا‏:‏ ومما يجب أن يعلم‏:‏ أن دعوة الكفار بعامة، وأهل الكتاب بخاصة إلى الإسلام واجبة على المسلمين، بالنصوص الصريحة من الكتاب والسنة، ولكن ذلك لا يكون إلا بطريق البيان والمجادلة بالتي هي أحسن، وعدم التنازل عن شيء من شرائع الإسلام، وذلك للوصول إلى قناعتهم بالإسلام، ودخولهم فيه، أو إقامة الحجة عليهم ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة، قال الله تعالى‏:‏ سورة آل عمران الآية 64 ‏{‏قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ‏}‏ أما مجادلتهم واللقاء معهم ومحاورتهم لأجل النزول عند رغباتهم، وتحقيق أهدافهم، ونقض عرى الإسلام ومعاقد الإيمان فهذا باطل يأباه الله ورسوله والمؤمنون والله المستعان على ما يصفون، قال تعالى‏:‏ سورة المائدة الآية 49 ‏{‏وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ‏}‏‏.‏
وإن اللجنة إذ تقرر ما تقدم ذكره وتبينه للناس؛ فإنها توصي المسلمين بعامة، وأهل العلم بخاصة بتقوى الله تعالى ومراقبته، وحماية الإسلام، وصيانة عقيدة المسلمين من الضلال ودعاته، والكفر وأهله، وتحذرهم من هذه الدعوة الكفرية الضالة‏:‏ ‏(‏وحدة الأديان‏)‏، ومن الوقوع في حبائلها، ونعيذ بالله كل مسلم أن يكون سببا في جلب هذه الضلالة إلى بلاد المسلمين، وترويجها بينهم‏.‏
نسأل الله سبحانه، بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعيذنا وجميع المسلمين من مضلات الفتن، وأن يجعلنا هداة مهتدين، حماة للإسلام على هدى ونور من ربنا حتى نلقاه وهو راض عنا‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

العبدالله محمد
2015-03-13, 01:22
جزاك الله كل خير

sticoeur
2015-03-13, 02:53
جزاك الله كل خير

و جزاك الله كل خير انت ايضا

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-14, 11:51
بسم الله الرّحمن الرّحيم

بارك الله فيكم أخي ، وجزاكم خيرًا على هذا النقل

ومصدر الفتوى ، سأساعدكم إن شاء الله في ذكرها وهي:


اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله


http://www.alifta.net/Fatawa/FatawaDetails.aspx?********name=ar&View=Page&PageID=6970&PageNo=1&BookID=2#P43




وفي شبكة سحاب مذكور أنّ اللّجنة برئاسة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله :

http://www.sahab.net/home/?p=1145

على العموم ، ما يهمّنا هنا : الفتوى في حدّ ذاتها على أنّ الدعوة إلى وحدة الأديان دعوة باطلة .

بارك الله فيكم وأحسن إليكم

نسأل الله الفقه في دينه على الوجه الذي يرضيه عنّا.

وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنتَ أستغفرك وأتوب إليك.

عبد القادر الطالب
2015-03-14, 15:46
ما شاء الله موضوع جيد أحسنت أحسن الله إليك

بارك الله لك وزادك الله فهما على فهم

نقل موفق إن شاء الله

sticoeur
2015-03-14, 20:14
بسم الله الرّحمن الرّحيم

بارك الله فيكم أخي ، وجزاكم خيرًا على هذا النقل

ومصدر الفتوى ، سأساعدكم إن شاء الله في ذكرها وهي:


اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله


http://www.alifta.net/fatawa/fatawadetails.aspx?********name=ar&view=page&pageid=6970&pageno=1&bookid=2#p43




وفي شبكة سحاب مذكور أنّ اللّجنة برئاسة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله :

http://www.sahab.net/home/?p=1145

على العموم ، ما يهمّنا هنا : الفتوى في حدّ ذاتها على أنّ الدعوة إلى وحدة الأديان دعوة باطلة .

بارك الله فيكم وأحسن إليكم

نسأل الله الفقه في دينه على الوجه الذي يرضيه عنّا.

وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنتَ أستغفرك وأتوب إليك.






شكرا على الاضافة جزاك الله كل خير

sticoeur
2015-03-14, 20:15
ما شاء الله موضوع جيد أحسنت أحسن الله إليك

بارك الله لك وزادك الله فهما على فهم

نقل موفق إن شاء الله

باركة الله فيك على المرور الطيب

zeos
2015-03-14, 21:06
اللهم صل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
اللهم صل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
اللهم صل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

ببوشة
2015-03-15, 17:20
الدعوة إلى وحدة الأديان


أولا‏:‏ إن من أصول الاعتقاد في الإسلام، المعلومة من الدين بالضرورة، والتي أجمع عليها المسلمون‏:‏ أنه لا يوجد على وجه الأرض دين حق سوى دين الإسلام، وأنه خاتمة الأديان، وناسخ لجميع ما قبله من الأديان والملل والشرائع، فلم يبق على وجه الأرض دين يتعبد الله به سوى الإسلام، قال الله تعالى‏:‏ سورة آل عمران الآية 19 ‏{‏إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ‏}‏ وقال تعالى‏:‏ سورة المائدة الآية 3 ‏{‏الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا‏}‏ وقال تعالى‏:‏ سورة آل عمران الآية 85 ‏{‏وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ‏}‏ والإسلام بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم هو ما جاء به دون ما سواه من الأديان‏.‏
.‏

في واقع الامر هذا كلام فيه نظر لانه اذا كان حقا الاسلام الغى الديانات او الملل او الشرائع

التي سبقته فلماذا يوم القيامة تدعى كل امة الى دينها او كتابها و شرعها؟




http://cdn.top4top.net/i_3606bb06d01.png (http://up.top4top.net/)

http://cdn.top4top.net/i_b9fa7516b61.png (http://up.top4top.net/)

ببوشة
2015-03-15, 17:27
الدعوة إلى وحدة الأديان

ثانيا‏:‏ ومن أصول الاعتقاد في الإسلام‏:‏ أن كتاب الله تعالى‏:‏ ‏(‏القرآن الكريم‏)‏ هو آخر كتب الله نزولا وعهدا برب العالمين، وأنه ناسخ لكل كتاب أنزل من قبل؛ من التوراة والزبور والإنجيل وغيرها، ومهيمن عليها، فلم يبق كتاب منزل يتعبد الله به سوى القرآن الكريم، قال الله تعالى‏:‏ سورة المائدة الآية 48 ‏{‏وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ‏}‏‏.‏
.‏


مهيمنا على الكتب التي سبقته ليس معناه نسخها و لغاها,بدليل هي موجودة الى يومنا

هذا كالقران تماما, وانما المعنى حسب ما جاء به في التفلسير هو مصدقا لها و شاهدا لها

و حافظا لها...الخ




http://cdn.top4top.net/i_cd2d307b051.png (http://up.top4top.net/)

http://cdn.top4top.net/i_bf4970baee1.png (http://up.top4top.net/)

ببوشة
2015-03-15, 17:34
الدعوة إلى وحدة الأديان

ثالثا‏:‏ يجب الإيمان بأن التوراة والإنجيل قد نسخا بالقرآن الكريم، وأنه قد لحقهما التحريف والتبديل بالزيادة والنقصان، كما جاء بيان ذلك في آيات من كتاب الله الكريم، منها قول الله تعالى‏:‏ سورة المائدة الآية 13 ‏{‏فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ‏}‏ وقوله جل وعلا‏:‏ سورة البقرة الآية 79 ‏{‏فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ‏}‏ وقوله سبحانه‏:‏ سورة آل عمران الآية 78 ‏{‏وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ‏}‏ ولهذا فما كان منها صحيحا فهو منسوخ بالإسلام، وما سوى ذلك فهو محرف أو مبدل، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه غضب حين رأى مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيفة فيها شيء من التوراة، وقال عليه الصلاة والسلام‏:‏ أخرجه أحمد 3/ 387، والدارمي في المقدمة 1/ 115- 116، والبزار ‏(‏كشف الأستار‏)‏ 1/ 78- 79 برقم ‏(‏124‏)‏، وابن أبي عاصم في السنة 1/ 27 برقم ‏(‏50‏)‏، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ‏(‏باب في مطالعة كتب أهل الكتاب والرواية عنهم‏)‏ 1/ 42 ‏(‏ط‏:‏ المنيرية‏)‏‏.‏ أفي شك أنت يا بن الخطاب‏؟‏ ألم آت بها بيضاء نقية‏؟‏‏!‏ لو كان أخي موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي رواه أحمد والدارمي وغيرهما‏.‏
.‏



يجب الايمان بما جاء به البرهان ,ونسخ الكتب السابقة ليس له دليل.

اما تحريفها بالزيادة و النقصان فهذا يفنده جملة من اعلامنا منهم

العلامة الرازي.





http://cdn.top4top.net/i_3b45396cba1.png (http://up.top4top.net/)

http://cdn.top4top.net/i_a7dd5c11701.png (http://up.top4top.net/)

ابو اكرام فتحون
2015-03-15, 18:00
في واقع الامر هذا كلام فيه نظر لانه اذا كان حقا الاسلام الغى الديانات او الملل او الشرائع

التي سبقته فلماذا يوم القيامة تدعى كل امة الى دينها او كتابها و شرعها؟




http://cdn.top4top.net/i_3606bb06d01.png (http://up.top4top.net/)

http://cdn.top4top.net/i_b9fa7516b61.png (http://up.top4top.net/)



مهيمنا على الكتب التي سبقته ليس معناه نسخها و لغاها,بدليل هي موجودة الى يومنا

هذا كالقران تماما, وانما المعنى حسب ما جاء به في التفلسير هو مصدقا لها و شاهدا لها

و حافظا لها...الخ




http://cdn.top4top.net/i_cd2d307b051.png (http://up.top4top.net/)

http://cdn.top4top.net/i_bf4970baee1.png (http://up.top4top.net/)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي ببوشة وفقنا الله واياك الى مايحب ويرضى ، من فضلك الظاهر من كلامك و الله اعلم أنك لم تحسن فهم ما سقته لنا من كلام المفسرين ، وإليك جمع و مقتطف ثمين من أقوال الشيخ ابن باز
رحمه الله للتوضيح بإختصار و إيجاز بإذن الله :
إن الدين الإسلامي بعد مجيئه أصبح هو الدين الصحيح المطلوب من أهل الأرض ، لقول الله تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ
دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
وقوله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ
اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا
فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ
و كذلك لأن الله سبحانه وتعالى قد وصف اليهود والنصارى بالكفر لما قالوه عن الله، وبما حرفوه وغيروه في كتبهم
و يتضح ذلك في قول الله تعالى: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ
أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا
وقوله تعالى لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ
بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ
وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
و كذلك قوله تعالى: وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا
إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ

والادلة في هذا المعنى كثيرة، الثابتة والدالة بأن الديانة اليهودية والديانة النصرانية قد نسختا بشريعة محمد صلى الله عليه
وسلم، وأن ما فيهما من حق أثبته الإسلام، وما فيهما من باطل هو مما حرفه القوم وبدلوه حسب أهوائهم.
فالإسلام هو الدين الصحيح المطلوب من أهل الأرض، وهو الدين الذي بشر به جميع الأنبياء.

فعندما رأى أهل الأرض هذه الآيات و غيرها و نزول القرآن فعند ذلك رجع لدين الإسلام من هدى الله قلبه، ويدخل فيه
من أنار الله بصيرته من اليهود والنصارى في ذلك الوقت تصديقا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وبالدين الذي جاء به
من عند ربه وهو الإسلام، حيث ينكشف الكذب، ويظهر الزيف الذي أدخله الأحبار والرهبان على الديانة النصرانية واليهودية
ليضلوا الناس، ويلبسوا عليهم دينهم.

أما من استقام على دين المسيح وآمن به
أما من آمن بالله واليوم الآخر من جميع الأمم واتبع الرسل واستقام على دينه حتى مات عليه قبل بعث محمد - صلى الله عليه
وسلم فهو بإذن الله في الجنة.
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ
وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
فمن آمن بالله ورسله من هذه الأمم ومن بني إسرائيل من اليهود والنصارى ومن غيرهم، من الأمم كلهم إلى الجنة
كل من تابع الرسل من أولهم إلى آخرهم، فهو إلى الجنة، ومن عصاهم وخالفهم فهو إلى النار، ولا شك أن أكثر الخلق
إلى النار، والأقل منهم إلى الجنة، كما قال جل وعلا: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ
وقال جل وعلا: وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ
وقال سبحانه: وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ.
هذا قبل بعث محمد - صلى الله عليه وسلم

sticoeur
2015-03-16, 02:26
اللهم صل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
اللهم صل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
اللهم صل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

عليه الصلاة و السلام

abderahmen bell
2015-03-16, 21:50
بارك الله فيك

ببوشة
2015-03-17, 19:59
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي ببوشة وفقنا الله واياك الى مايحب ويرضى ، من فضلك الظاهر من كلامك و الله اعلم أنك لم تحسن فهم ما سقته لنا من كلام المفسرين ، وإليك جمع و مقتطف ثمين من أقوال الشيخ ابن باز
رحمه الله للتوضيح بإختصار و إيجاز بإذن الله :
إن الدين الإسلامي بعد مجيئه أصبح هو الدين الصحيح المطلوب من أهل الأرض ، لقول الله تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ
دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
وقوله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ
اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا
فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ
و كذلك لأن الله سبحانه وتعالى قد وصف اليهود والنصارى بالكفر لما قالوه عن الله، وبما حرفوه وغيروه في كتبهم
و يتضح ذلك في قول الله تعالى: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ
أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا
وقوله تعالى لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ
بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ
وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
و كذلك قوله تعالى: وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا
إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ

والادلة في هذا المعنى كثيرة، الثابتة والدالة بأن الديانة اليهودية والديانة النصرانية قد نسختا بشريعة محمد صلى الله عليه
وسلم، وأن ما فيهما من حق أثبته الإسلام، وما فيهما من باطل هو مما حرفه القوم وبدلوه حسب أهوائهم.
فالإسلام هو الدين الصحيح المطلوب من أهل الأرض، وهو الدين الذي بشر به جميع الأنبياء.

فعندما رأى أهل الأرض هذه الآيات و غيرها و نزول القرآن فعند ذلك رجع لدين الإسلام من هدى الله قلبه، ويدخل فيه
من أنار الله بصيرته من اليهود والنصارى في ذلك الوقت تصديقا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وبالدين الذي جاء به
من عند ربه وهو الإسلام، حيث ينكشف الكذب، ويظهر الزيف الذي أدخله الأحبار والرهبان على الديانة النصرانية واليهودية
ليضلوا الناس، ويلبسوا عليهم دينهم.

أما من استقام على دين المسيح وآمن به
أما من آمن بالله واليوم الآخر من جميع الأمم واتبع الرسل واستقام على دينه حتى مات عليه قبل بعث محمد - صلى الله عليه
وسلم فهو بإذن الله في الجنة.
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ
وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
فمن آمن بالله ورسله من هذه الأمم ومن بني إسرائيل من اليهود والنصارى ومن غيرهم، من الأمم كلهم إلى الجنة
كل من تابع الرسل من أولهم إلى آخرهم، فهو إلى الجنة، ومن عصاهم وخالفهم فهو إلى النار، ولا شك أن أكثر الخلق
إلى النار، والأقل منهم إلى الجنة، كما قال جل وعلا: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ
وقال جل وعلا: وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ
وقال سبحانه: وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ.
هذا قبل بعث محمد - صلى الله عليه وسلم






وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته



يا اخي فتحون المحترم هؤلاء العلماء جزاهم الله عنا كل خير ما تركوا لنا فرصة

حتى نفهم كلامهم بالغلط فكلامهم كله واضح و لا يتطلب الى تاويل.

إن الدين الإسلامي بعد مجيئه

المشكلة عندنا نحن المسلمون،حيث نعتقد ان الاسلام دين خاص بنا اول من دعى اليه

هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بينما نجد ان النبي نوح عليه السلام هو اول من دعى

اليه،ثم الرسل من بعده وفي الاخير نبينا بدليل القران نفسه وكلام الشيخ بن باز.

وهو الدين الذي بشر به جميع الأنبياء

فهل يعقل ان يكون هناك نبيا دعى في قومه و لم يتبعه احدا؟

اذا الذين اتبعوا رسلهم و امنوا بما دعوا اليه بالقطع هم مسلمون سواءا كانوا يهودا ام

نصارى لانهم اسلموا وجههم لله وهذا هو مفهوم الاسلام في القران.

الله عز وجل لم يصف كل اليهود و النصارى بالكفر بل خص منهم الذين تفوهوا بذلك

القول.

اما تحريفهم لكتبهم فان كان المقصود به تاويل كلام الله في غير محله فهذا وارد حسب

اقوال المفسرين،اما اذا كان المقصود بالتحريف حذف و زيادة وتغيير في كتاب الله فهذا

غير ممكن حسب المفسرين ايضا.


قضية الاديان والكتب المنسوخة لا يقوم لها دليلا الا في مخيلتنا، فاليهود و النصارى موجودون

وكتبهم كذلك موجودة،والله امر في القران الايمان بها لنا كمسلمين و العمل بها لاصحابها،حتى

انه يامر رسولنا ان يحكم بما في التوراة بين اليهود علما ان القران كان موجودا

.فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعْرض عنهم... وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله

فتبين ان التوراة لم تنسخ في ايام رسولنا والعمل بها جار على عهده,فمتى نسخت؟

ابو اكرام فتحون
2015-03-17, 21:04
وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته



يا اخي فتحون المحترم هؤلاء العلماء جزاهم الله عنا كل خير ما تركوا لنا فرصة

حتى نفهم كلامهم بالغلط فكلامهم كله واضح و لا يتطلب الى تاويل.

إن الدين الإسلامي بعد مجيئه

المشكلة عندنا نحن المسلمون،حيث نعتقد ان الاسلام دين خاص بنا اول من دعى اليه

هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بينما نجد ان النبي نوح عليه السلام هو اول من دعى

اليه،ثم الرسل من بعده وفي الاخير نبينا بدليل القران نفسه وكلام الشيخ بن باز.

وهو الدين الذي بشر به جميع الأنبياء

فهل يعقل ان يكون هناك نبيا دعى في قومه و لم يتبعه احدا؟

اذا الذين اتبعوا رسلهم و امنوا بما دعوا اليه بالقطع هم مسلمون سواءا كانوا يهودا ام

نصارى لانهم اسلموا وجههم لله وهذا هو مفهوم الاسلام في القران.

الله عز وجل لم يصف كل اليهود و النصارى بالكفر بل خص منهم الذين تفوهوا بذلك

القول.

اما تحريفهم لكتبهم فان كان المقصود به تاويل كلام الله في غير محله فهذا وارد حسب

اقوال المفسرين،اما اذا كان المقصود بالتحريف حذف و زيادة وتغيير في كتاب الله فهذا

غير ممكن حسب المفسرين ايضا.


قضية الاديان والكتب المنسوخة لا يقوم لها دليلا الا في مخيلتنا، فاليهود و النصارى موجودون

وكتبهم كذلك موجودة،والله امر في القران الايمان بها لنا كمسلمين و العمل بها لاصحابها،حتى

انه يامر رسولنا ان يحكم بما في التوراة بين اليهود علما ان القران كان موجودا

.فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعْرض عنهم... وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله

فتبين ان التوراة لم تنسخ في ايام رسولنا والعمل بها جار على عهده,فمتى نسخت؟





صدقا و للأسف كلامك في غاية الخطورة
أخي ببوشة فبالرغم من أن آخر مشاركتي فيها كفاية و أدلة واضحة على أن الديانة اليهودية والديانة النصرانية قد نسختا بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم
فأصبح لأجل تعقيبك لزامًا توضيح الأصح من ما تقرَّر من عقائد الإيمان فأرجو ان يوفقك الله لفهم معنى الآية

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ﴾ [آل عمران: 19]
قال العلاَّمة ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية:
﴿﴿ وقوله: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ﴾ إخبار من الله تعالى بأنَّه لا دِين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام، وهو اتِّباع الرُّسل فيما بعثهم الله به في كلِّ حين، حتَّى ختموا بمحمَّد ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ، الَّذي سدَّ جميع الطُّرق إليه إلاَّ من جهة محمَّد ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ، فمن لقي الله بعد بعثة محمَّد ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ بدِين على غير شريعته، فليس بمتقبَّل»(1).

ببوشة
2015-03-19, 20:35
صدقا و للأسف كلامك في غاية الخطورة
أخي ببوشة فبالرغم من أن آخر مشاركتي فيها كفاية و أدلة واضحة على أن الديانة اليهودية والديانة النصرانية قد نسختا بشريعة محمد صلى






والله يا اخي فتحون لم ارى في ما قدمته اي دليل مقنع بان الشرائع السابقة نسخت بشريعة

نبينا محمد صلى الله عليه و سلم،فكل ما نقلته هو عبارة عن راي الشيخ بن باز ،وانت تعرف

ان المسائل الفقهية 95 بالمائة منها هي اجتهادات من العلماء كل منهم يبدي برايه و لذا نجد بينهم

اختلاف في وجهات النظر،ونفس الشيئ بالنسبة لما نقلته عن العلامة ابن كثير.

سوف اعيد الاستشهاد بتفسير العلامة السعدي لكني الفت انتباهك الى ان تفسيره قدما له شيخان

احدهما عبد الله بن عقيل و الاخر محمد العثيمين،و حققه الدكتور عبد الرحمن اللويحق بالاضافة الى

العلامة السعدي صاروا اربعة علماء كلهم يقرون و يؤيدون و يصححون التفسير الذي فسرت به الاية

انت ترفض هذا التفسير ولا تقبله فانت حر لا احد يفرض عليك شيئا لا تقتنع به،لكنك في المقابل تريد

الزامي براي شخص واحد وتجعل من وجهة نظره دليلا لا يقبل النقاش،فهل هذا من الانصاف؟




http://cdn.top4top.net/i_dd9cd747491.png (http://up.top4top.net/)

http://cdn.top4top.net/i_004486883f1.png (http://up.top4top.net/)



فان كانت شريعة سيدنا محمد نسخت ما سبقها لماذا كل ملة تدعى الى كتابها؟

ببوشة
2015-03-19, 20:46
هذا الشيخ ابن تيمية يوضح الامر نوعا ما حول الاسلام

ويبين انه ليس بدين جديد جاء به نبينا محمد او هو خاص

بنا لوحدنا و يبين ان التوراة حكم بها نبيون مسلمون و ان

من تبعهم فهو مسلم و ان دخول الجنة لايختص بامتنا دون

الملل الاخرى بل كل من اسلم وجهه لله فهو مسلم.

http://cdn.top4top.net/i_d2f03857b41.png (http://up.top4top.net/)

http://cdn.top4top.net/i_fd1bc5e5351.png (http://up.top4top.net/)

ابو اكرام فتحون
2015-03-19, 21:22
والله يا اخي فتحون لم ارى في ما قدمته اي دليل مقنع بان الشرائع السابقة نسخت بشريعة

نبينا محمد صلى الله عليه و سلم،فكل ما نقلته هو عبارة عن راي الشيخ بن باز ،وانت تعرف

ان المسائل الفقهية 95 بالمائة منها هي اجتهادات من العلماء كل منهم يبدي برايه و لذا نجد بينهم

اختلاف في وجهات النظر،ونفس الشيئ بالنسبة لما نقلته عن العلامة ابن كثير.

سوف اعيد الاستشهاد بتفسير العلامة السعدي لكني الفت انتباهك الى ان تفسيره قدما له شيخان

احدهما عبد الله بن عقيل و الاخر محمد العثيمين،و حققه الدكتور عبد الرحمن اللويحق بالاضافة الى

العلامة السعدي صاروا اربعة علماء كلهم يقرون و يؤيدون و يصححون التفسير الذي فسرت به الاية

انت ترفض هذا التفسير ولا تقبله فانت حر لا احد يفرض عليك شيئا لا تقتنع به،لكنك في المقابل تريد

الزامي براي شخص واحد وتجعل من وجهة نظره دليلا لا يقبل النقاش،فهل هذا من الانصاف؟




http://cdn.top4top.net/i_dd9cd747491.png (http://up.top4top.net/)

http://cdn.top4top.net/i_004486883f1.png (http://up.top4top.net/)



فان كانت شريعة سيدنا محمد نسخت ما سبقها لماذا كل ملة تدعى الى كتابها؟



هذا الشيخ ابن تيمية يوضح الامر نوعا ما حول الاسلام

ويبين انه ليس بدين جديد جاء به نبينا محمد او هو خاص

بنا لوحدنا و يبين ان التوراة حكم بها نبيون مسلمون و ان

من تبعهم فهو مسلم و ان دخول الجنة لايختص بامتنا دون

الملل الاخرى بل كل من اسلم وجهه لله فهو مسلم.

http://cdn.top4top.net/i_d2f03857b41.png (http://up.top4top.net/)

http://cdn.top4top.net/i_fd1bc5e5351.png (http://up.top4top.net/)









أخي ببوشة إعلم رحمك الله أن اللبس الواقع
يكمن في جزئية بسيطة تجمع بين ما جئت به أنت من كلام العلماء
و ما قدمته لك
فلا أعتراض و لا تناقض بين الأدلة
إلا انك لم ترد أن تفهم أن الفرق يكمن في
أن الدين الإسلامي بعد بعثت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أصبح هو الدين الصحيح المطلوب من أهل الأرض
لقول الله تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ
دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
وقوله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ
اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا
فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ
والادلة في هذا المعنى كثيرة، الثابتة والدالة بأن الديانة اليهودية والديانة النصرانية قد نسختا بشريعة محمد صلى الله عليه
وسلم، وأن ما فيهما من حق أثبته الإسلام
وما فيهما من باطل هو مما حرفه القوم وبدلوه حسب أهوائهم.

فالإسلام بعد بعثت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
هو الدين الصحيح المطلوب من أهل الأرض
وهو الدين الذي بشر به جميع الأنبياء.

أما من استقام على دين المسيح وآمن به
و كل من آمن بالله واليوم الآخر من جميع الأمم واتبع الرسل واستقام على دينه حتى مات عليه
قبل بعثت محمد - صلى الله عليه وسلم فهو بإذن الله في الجنة.
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
فمن آمن بالله ورسله من هذه الأمم ومن بني إسرائيل من اليهود والنصارى ومن غيرهم، من الأمم كلهم إلى الجنة
كل من تابع الرسل من أولهم إلى آخرهم، قبل بعثت محمد - صلى الله عليه وسلم
فهو إلى الجنة، ومن عصاهم وخالفهم فهو إلى النار.

أم أنك تعتقد أن التحول من الإسلام إلى اليهودية والمسيحية ليس ردة و كفر ؟

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-20, 13:34
بسم الله الرّحمن الرّحيم


أستسمح الإخوة على المداخلة البسيطة وأرجو النّفع فيها لي ولأخواي ، وجميع مَن مرّ على الموضوع بقصد معرفة الإسلام وحقيقته .


فالأخ ببوشة قال هنا:




هذا الشيخ ابن تيمية يوضح الامر نوعا ما حول الاسلام

ويبين انه ليس بدين جديد جاء به نبينا محمد او هو خاص

بنا لوحدنا و يبين ان التوراة حكم بها نبيون مسلمون و ان

من تبعهم فهو مسلم و ان دخول الجنة لايختص بامتنا دون

الملل الاخرى بل كل من اسلم وجهه لله فهو مسلم.







على حسب قوله هذا ، والله أعلم ، وأرجو أن أكون قد أصبتُ الهدف إن شاء الله ، فهو يقصد أنّ الإسلام لم ينزل به على النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقط ، وإنّما هو دين جميع الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ..ومن ذلك قول الله تعالى في الآية : ( قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) ) الأنعام .


وقد شرح هذه الآية الشيخ السعدي رحمه الله بقوله:

قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) : يأمر تعالى نبيّه صلى الله عليه وسلم، أن يقول ويعلن بما هو عليه من الهداية إلى الصّراط المستقيم: الدّين المعتدل المتضمّن للعقائد النّافعة، والأعمال الصالحة، والأمر بكل حسن، والنهي عن كل قبيح، الذي عليه الأنبياء والمرسلون، خصوصا إمام الحنفاء، ووالد من بعث من بعد موته من الأنبياء، خليل الرحمن إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وهو الدين الحنيف المائل عن كل دين غير مستقيم، من أديان أهل الإنحراف، كاليهود والنصارى والمشركين.

{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي } أي: ذبحي، وذلك لشرف هاتين العبادتين وفضلهما، ودلالتهما على محبة الله تعالى، وإخلاص الدين له، والتقرب إليه بالقلب واللسان، والجوارح وبالذبح الذي هو بذل ما تحبه النفس من المال، لما هو أحب إليها وهو الله تعالى. ومن أخلص في صلاته ونسكه، استلزم ذلك إخلاصه لله في سائر أعماله. وقوله: { وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي } أي: ما آتيه في حياتي، وما يجريه الله عليَّ، وما يقدر عليَّ في مماتي، الجميع { لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }

{ لَا شَرِيكَ لَهُ } في العبادة، كما أنه ليس له شريك في الملك والتدبير، وليس هذا الإخلاص لله ابتداعا مني، وبدعا أتيته من تلقاء نفسي، بل { بِذَلِكَ أُمِرْتُ } أمرا حتما، لا أخرج من التبعة إلا بامتثاله { وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } من هذه الأمة.


http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/saadi/sura6-aya161.html#saadi



و ليعلم الأخ الفاضل ببوشة أنّ التبليغ لشريعة الله من الأنبياء والرسل لأقوامهم فقط ولم يتعدّوها ، وأنّ الكتب التي نزلت قبل القرآن الكريم لتبيان شريعة الله من أحكام ، وكلّ قوم منحه الله شرعة ومنهاج على حسب الظروف والأحوال والأزمان .

لكن هذه الشّرائع التي جاءت قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم قد دخلها تحريف وتغيير بعد موت الأنبياء والرسل ، فجاء محمّد صلى الله عليه وسلم للعالمين ، و ليس لقومه فقط ، جاء بما هو باقٍ من الحق الذي لم يتم تحريفه في الشرائع الأخرى وزيد له أحكام أخرى ومنهاج آخر ( طريق وسُنّة خاصّة بالنّبي صلى الله عليه وسلم، كما شرحها الشيخ السعدي رحمه الله ) على حسب الحال والزمن الذي جاء فيه النبي صلى الله عليه وسلم .


قال الشيخ السعدي رحمه الله في شرح الآية : ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ) :

يقول تعالى: { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ } الذي هو القرآن العظيم، أفضل الكتب وأجلها. { بِالْحَقِّ ْ} أي: إنزالا بالحق، ومشتملا على الحق في أخباره وأوامره ونواهيه. { مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ } لأنّه شهد لها ووافقها، وطابقت أخباره أخبارها، وشرائعه الكبار شرائعها، وأخبرت به، فصار وجوده مصداقا لخبرها.

{ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ْ} أي: مشتملا على ما اشتملت عليه الكتب السّابقة، وزيادة في المطالب الإلهية والأخلاق النّفسية. فهو الكتاب الذي تتبع كل حق جاءت به الكتب فأمر به، وحث عليه، وأكثر من الطرق الموصلة إليه.

وهو الكتاب الذي فيه نبأ السّابقين واللاّحقين، وهو الكتاب الذي فيه الحكم والحكمة، والأحكام الذي عرضت عليه الكتب السابقة، فما شهد له بالصدق فهو المقبول، وما شهد له بالرد فهو مردود، قد دخله التحريف والتبديل، وإلاّ فلو كان من عند الله، لم يخالفه.

{ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ْ} من الحكم الشرعي الذي أنزله الله عليك. { وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ْ} أي: لا تجعل اتّباع أهوائهم الفاسدة المعارضة للحق بَدَلاً عمّا جاءك من الحق فتستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.

{ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ } أيّها الأمم جعلنا { شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ْ} أي: سبيلا وسُنّة، وهذه الشرائع التي تختلف باختلاف الأمم، هي التي تتغيّر بحسب تغيّر الأزمنة والأحوال، وكلّها ترجع إلى العدل في وقت شرعتها،

وأما الأصول الكبار التي هي مصلحة وحكمة في كل زمان، فإنّها لا تختلف، فتشرع في جميع الشرائع. { وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ْ} تَبَعًا لشريعة واحدة، لا يختلف متأخّرها و[لا] متقدّمها.

{ وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ } فيختبركم وينظر كيف تعملون، ويبتلي كلّ أمة بحسب ما تقتضيه حكمته، ويؤتي كل أحد ما يليق به، وليحصل التّنافس بين الأمم ، فكلّ أمّة تحرص على سبق غيرها، ولهذا قال: { فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ْ} أي: بادروا إليها وأكملوها، فإنّ الخيرات الشاملة لكل فرض ومستحب، من حقوق الله وحقوق عباده، لا يصير فاعلها سابقا لغيره مستوليا على الأمر، إلا بأمرين: المبادرة إليها، وانتهاز الفرصة حين يجيء وقتها ويعرض عارضها، والاجتهاد في أدائها كاملة على الوجه المأمور به.

ويستدل بهذه الآية، على المبادرة لأداء الصلاة وغيرها في أوّل وقتها، وعلى أنّه ينبغي أن لا يقتصر العبد على مجرّد ما يجزئ في الصلاة وغيرها من العبادات من الأمور الواجبة، بل ينبغي أن يأتي بالمستحبات، التي يقدر عليها لتتمّ وتكمل، ويحصل بها السبق.

{ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا ْ} الأمم السابقة واللاحقة، كلهم سيجمعهم الله ليوم لا ريب فيه. { فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } من الشّرائع والأعمال، فيثيب أهل الحق والعمل الصالح، ويعاقب أهل الباطل والعمل السّيئ.


http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/saadi/sura5-aya48.html#saadi




وعلى حسب ما شرحه الشيخ السعدي رحمه الله ، فإنّه لايسمع بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم من إنس أو جن إلاّ وجب عليه الدخول في شريعته وإلاّ كان من الخاسرين ، لأنّ الشريعة التي جاء بها محمّد صلى الله عليه وسلم هي آخر الشرائع وناسخة لما قبلها التي دخلها كثير من التحريف والتّغيير والتّبديل .( ويقصد بها الأحكام التي نتعبّد بها الله ونتقرّب بها إليه ، وليس المقصود العقيدة التي نعتقدها في ربّنا وهي التي يتّفق فيها جميع الأنبياء والرسل برسالاتهم ودعواتهم بتوحيد الله في الرّبوبية والعبادة وفي الأسماء والصّفات ) .


قال الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله بن الفوزان حفظه الله :

( والإسلام: هو الاستسلام لله بالتّوحيد والإنقياد له بالطاعة، والبراءة من الشِّرْك وأهله هذا هو الإسلام، وهو دين جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فكلّ مَنِ اتّبع نبيًّا من الأنبياء وعمل بشريعته فهو مسلم إلى أن بعث الله نبيّه محمدا صلى الله عليه وسلم للنَّاس كافة وللعالمين أجمع

فصار الإسلام بإتّباع هذا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً )، (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً )،

فَمَن لم يُطِع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم وينقاد له فليس بمسلم وإن كان يزعم أنّه يهودي أو نصراني وأنّه متّبع لموسى أو لعيسى ، قال صلى الله عليه وسلم: "لاَ يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثم لا يُؤْمِنْ بالذي جئت به إِلاَّ دخل النَّارِ"،

فصار الإسلام منحصرا بإتّباع هذا الرّسول محمد صلى الله عليه وسلم ، قال صلى الله عليه وسلم: "والله لو كان أخي موسى حيًّا ما وسعه إلاّ إتّباعي" ولذلك إذا نزل المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام في آخر الزمان يكون تابعا لهذا الرسول وحاكما بالإسلام شريعة هذا الرسول صلى الله عليه وسلم لأنّه هو النّبي الخاتم، ولأنّ الله أرسله للناس كافّة عربهم وعجمهم كتابيهم وأميهم، كلّهم يجب عليهم اتّباع هذا الرّسول: (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ) )

منقول من خطبة عنوانها : الإسلام . للشيخ صالح الفوزان حفظه الله .


http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15101



وقال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح ثلاثة الأصول ، فقال من بين ماقال في الشرح:

اعلم رحمك الله(1) أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل (2) ؛ الأولى: العلم وهو : معرفة الله(3) . . . .

ثم شرح تلك النقاط الثلاث ....وعرّج بعدها إلى القول:

ومعرفة نبيّه (1) ومعرفة دين الإسلام(2) ...

فقام بشرحها كالتالي :

(1) أي معرفة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم المعرفة التي تستلزم قبول ما جاء به من الهدى ودين الحق، وتصديقه فيما أخبر، وامتثال أمره فيما أمر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وتحكيم شريعته والرضا بحكمه

قال الله عز وجل: ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (النساء:65) .

وقال تعالى: ( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (النور:51) .

وقال تعالى : ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )(النساء:الآية59)

وقال عز وجل: ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )(النور:الآية63)

قال الإمام أحمد رحمه الله: "أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشِّرْك لعلّه إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزّيغ فيهلك".

(2) قوله معرفة دين الإسلام: الإسلام بالمعنى العام هو التعبد لله بما شرع منذ أن أرسل الله الرّسل إلى أن تقوم الساعة كما ذكر عز وجل ذلك في آيات كثيرة تدل على أن الشرائع السابقة كلّها إسلام لله عز وجل:

قال الله تعالى عن إبراهيم: ( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) (البقرة:12)

والإسلام بالمعنى الخاص بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يختص بما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم لأنّ ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم نسخ جميع الأديان السابقة فصار من أتبعه مسلماً ومن خالفه ليس بمسلم ، فأتباع الرسل مسلمون في زمن رسلهم ،

ثمّ أعطى الأدلّة :

فاليهود مسلمون في زمن موسى صلى الله عليه وسلم والنصارى مسلمون في زمن عيسى صلى الله عليه وسلم ، وأما حين بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم فكفروا به فليسوا بمسلمين.

وهذا الدّين الإسلامي هو الدين المقبول عند الله النافع لصاحبه قال الله عز وجل: ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسلام )(آل عمران:الآية19) وقال: ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (آل عمران:85)

وهذا الإسلام هو الإسلام الذي امتن به على محمد صلى الله عليه وسلم وأمّته ، قال الله تعالى: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً )(المائدة:الآية3)

(1) قوله: بالأدلة : جمع دليل وهو ما يرشد إلى المطلوب ، والأدلة على معرفة ذلك سمعية ، وعقلية ،

فالسّمعية ما ثبت بالوحي وهو الكتاب والسُنَّة،

والعقلية ما ثبت بالنّظر والتّأمّل ، وقد أكثر الله عز وجل من ذكر هذا النوع في كتابه فكم من آية قال الله فيها ومن آياته كذا وكذا ،وهكذا يكون سياق الأدلة العقلية الدالة على الله تعالى.

وأمّا معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بالأدلة السّمعية فمثل قوله تعالى: ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ )(الفتح:الآية29) الآية.

وقوله : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُل )(آل عمران:الآية144). بالأدلة العقلية بالنّظر والتأمل فيما أتى به من الآيات البينات التي أعظمها كتاب الله عز وجل المشتمل على الأخبار الصّادقة النافعة والأحكام المصلحة العادلة، وما جرى على يديه من خوارق العادات ، وما أخبر به من أمور الغيب التي لا تصدر إلاّ عن وحي والتي صدقها ما وقع منها.


ثم ذكر :

الثانية العمل به (1) الثالثة: الدعوة إليه(2) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

-------------------------------------------------

(1) قوله العمل به : أي العمل بما تقتضيه هذه المعرفة من الإيمان بالله والقيام بطاعته بامتثال أوامره واجتناب نواهيه من العبادات الخاصة ، والعبادات المتعدّية، فالعبادات الخاصة مثل الصلاة ، والصوم ، والحج ، والعبادات المتعدية كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله وما أشبه ذلك.

والعمل في الحقيقة هو ثمرة العلم ، فَمَن عمل بلا علم فقد شابه النصارى، ومَن علم ولم يعمل فقد شابه اليهود.

(2)أي الدعوة إلى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من شريعة الله تعالى على مراتبها الثلاث أو الأربع التي ذكرها الله عز وجل في قوله : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ )(النحل:الآية125) والرابعة قوله: ( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ )(العنكبوت:الآية46).

ولا بدّ لهذه الدّعوة من علم بشريعة الله عز وجل حتى تكون الدعوة عن علم وبصيرة . لقوله تعالى: ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) (يوسف:108) .

والبصيرة تكون فيما يدعو إليه بأن يكون الداعية عالماً بالحكم الشرعي، وفي كيفية الدعوة، وفي حال المدعو.

ومجالات الدعوة كثيرة منها: الدعوة إلى الله تعالى بالخطابة ، وإلقاء المحاضرات، ومنها الدعوة إلى الله بالمقالات ، ومنها الدعوة إلى الله بحلقات العلم ، ومنها الدعوة إلى الله بالتأليف ونشر الدين عن طريق التأليف.

ومنها الدعوة إلى الله في المجالس الخاصة فإذا جلس الإنسان في مجلس في دعوة مثلاً فهذا مجال للدعوة إلى الله عز وجل ولكن ينبغي أن تكون على وجه لا ملل فيه ولا إثقال، ويحصل هذا بأن يعرض الداعية مسألة علمية على الجالسين ثم تبتدئ المناقشة ومعلوم أن المناقشة والسؤال والجواب له دور كبير في فهم ما أنزل الله على رسوله وتفهيمه، وقد يكون أكثر فعالية من إلقاء خطبة أو محاضرة إلقاء مرسلاً كما هو معلوم.

والدعوة إلى الله عز وجل هي وظيفة الرسل عليهم الصلاة والسلام وطريقة مَن تبعهم بإحسان،

فإذا عرف الإنسان معبوده ، ونبيّه ، ودينه ومنَّ الله عليه بالتّوفيق لذلك ، فإنّ عليه السعي في إنقاذ إخوانه بدعوتهم إلى الله عز وجل وليبشر بالخير ، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبى طالب رضي الله عنه يوم خيبر: "انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم"(2) متفق على صحته.

ويقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم : "مَن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور مَن تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً"(3). وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم أيضاً: "مَن دلّ على خير فله مثل أجر فاعله(4).


http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_17929.shtml




وخلاصة قولي: بعد ما نقلته من أقوال العلماء الرّاسخين .

أنّ الذي لايعتقد ما شرحه العلماء في معنى الإسلام وأنّه هو الدّين الذي لانبغي به بديلاً ، وأنّه شريعة قد نسخت جميع الشرائع السّابقة ، فلايسمع بهذه الشريعة الإسلام ، يهودي أو نصراني أو أيٍ كان من الإنس والجن ولم يؤمن بها إلاّ ودخل النار كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، كأنّه يدعو إلى وحدة الأديان بمخالفة أقوال هؤلاء العلماء وما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث .

وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل فيه: " لاَ يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثم لا يُؤْمِنْ بالذي جئت به إِلاَّ دخل النَّارِ " تبطل دعوة وحدة الأديان إبطالاً لانقاش فيه ولاجدل .


أرجو أن يصل هذا الشرح أذهان مَن كانت لهم شُبهة في أنّ الشّريعة التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم ناسخة لكلّ الشّرائع التي سبقتها . وعلينا اتّباع شريعة محمّد صلى الله عليه وسلم لاغيرها .


وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنتَ أستغفرك وأتوب إليك .

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-20, 21:35
بسم الله الرّحمن الرّحيم


بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل فيه: " لاَ يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثم لا يُؤْمِنْ بالذي جئت به إِلاَّ دخل النَّارِ " تبطل دعوة وحدة الأديان إبطالاً لانقاش فيه ولاجدل .




إنّ الدّين عند الله الإسلام


فقد وردت إلينا الرسالة التالية:

سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السؤال: ظهرت في العصر الحديث فرقة انتشرت في أوربا وأمريكا انضم إليها عدد من المثقفين والمفكرين والمؤلفين المنتسبين إلى الإسلام. وتتلخص عقيدة هذه الفرقة بأن الديانات الكبرى كاليهودية والنصرانية والهندوكية والبوذية وغيرها هي أديان صحيحة ومقبولة عند الله سبحانه وتعالى. وأن المخلصين من أتباعها يصلون إلى الحق وينجون من النار ويدخلون الجنة دون حاجة في كل هذا إلى الدخول إلى الإسلام.

أرجو من سماحتكم الرد على هذا الزعم.


الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد:

فهذا الزعم المذكور باطل بالنصوص من الكتاب والسُنّة وإجماع العلماء.

أما الكتاب فقوله جل وعلا: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ[1].

وقوله سبحانه: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[2]، وقوله عز وجل في سورة المائدة: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا[3] والآيات في هذا المعنى كثيرة.


وأمّا السُنّة فمنها قوله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار )) أخرجه مسلم في صحيحه.

وفي الصحيحين عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي ذكر منها وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ))،

ويدل على هذا المعنى من القرآن الكريم قوله سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا[4]، وقوله عز وجل: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ[5]، وقوله سبحانه: هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ[6] الآية.

وقوله عز وجل في سورة الأعراف في شأن نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم: فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[7] ثم قال سبحانه بعد ذلك: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ[8].

وقد أجمع العلماء على أنّ رسالة محمد صلى الله عليه وسلم عامة لجميع الثقلين، وأنّ مَن لم يؤمن به ويتّبع ما جاء به فهو من أهل النار ومن الكفار سواء كان يهوديا أو نصرانيا أو هندوكيا أو بوذيا أو شيوعيا أو غير ذلك.

فالواجب على جميع الثقلين من الجن والإنس أن يؤمنوا بالله ورسوله، وأن يعبدوا الله وحده دون ما سواه، وأن يتّبعوا رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم حتى الموت.

وبذلك تحصل لهم السّعادة والنجاة والفوز في الدنيا والآخرة كما تقدم ذلك في الآيات السابقة والحديث الشريف، وكما قال الله عز وجل: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ[9]

وقال سبحانه: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ[10]،

وقال عز وجل في سورة النور: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[11] ، والآيات في هذا المعنى كثيرة.


وجميع الديانات المخالفة للإسلام فيها من الشرك والكفر بالله ما يخالف دين الإسلام الذي بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب وبعث به محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وأفضلهم..

وفيها عدم الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وعدم اتّباعه، وذلك كاف في كفرهم واستحقاقهم غضب الله وعقابه وحرمانهم من دخول الجنة واستحقاقهم لدخول النار إلاّ مَن لم تبلغه دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم. فهذا أمره إلى الله سبحانه وتعالى.

والصحيح: أنه يمتحن يوم القيامة فإن أجاب لما طلب منه دخل الجنة وإن عصا دخل النار،

وقد بسط العلامة ابن القيم - رحمه الله - هذه المسألة وأدلتها في آخر كتابه: طريق الهجرتين تحت عنوان: طبقات المكلّفين. فَمَن أراده فليراجعه ليستفيد منه الفائدة الكبيرة..

والله ولي التوفيق، وصلّى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


-----------------------------------------------------------------------

[1] سورة آل عمران الآية 19.

[2] سورة آل عمران الآية 85.

[3] سورة المائدة الآية 3.

[4] سورة سبأ الآية 28.

[5] سورة الأنعام الآية 19.

[6] سورة إبراهيم الآية 52.

[7] سورة الأعراف الآية 157.

[8] سورة الأعراف الآية 158.

[9] سورة غافر الآيتان 51 – 52.

[10] سورة الحج الآيتان 40 – 41.

[11] سورة النور الآية 55.


مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء السابع



http://www.binbaz.org.sa/mat/150

ببوشة
2015-03-21, 11:15
أخي ببوشة إعلم رحمك الله أن اللبس الواقع
يكمن في جزئية بسيطة تجمع بين ما جئت به أنت من كلام العلماء
و ما قدمته لك
فلا أعتراض و لا تناقض بين الأدلة
إلا انك لم ترد أن تفهم أن الفرق يكمن في
أن الدين الإسلامي بعد بعثت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أصبح هو الدين الصحيح المطلوب من أهل الأرض
لقول الله تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ
دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
وقوله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ
اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا
فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ
والادلة في هذا المعنى كثيرة، الثابتة والدالة بأن الديانة اليهودية والديانة النصرانية قد نسختا بشريعة محمد صلى الله عليه
وسلم، وأن ما فيهما من حق أثبته الإسلام
وما فيهما من باطل هو مما حرفه القوم وبدلوه حسب أهوائهم.

فالإسلام بعد بعثت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
هو الدين الصحيح المطلوب من أهل الأرض
وهو الدين الذي بشر به جميع الأنبياء.

أما من استقام على دين المسيح وآمن به
و كل من آمن بالله واليوم الآخر من جميع الأمم واتبع الرسل واستقام على دينه حتى مات عليه
قبل بعثت محمد - صلى الله عليه وسلم فهو بإذن الله في الجنة.
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
فمن آمن بالله ورسله من هذه الأمم ومن بني إسرائيل من اليهود والنصارى ومن غيرهم، من الأمم كلهم إلى الجنة
كل من تابع الرسل من أولهم إلى آخرهم، قبل بعثت محمد - صلى الله عليه وسلم
فهو إلى الجنة، ومن عصاهم وخالفهم فهو إلى النار.

أم أنك تعتقد أن التحول من الإسلام إلى اليهودية والمسيحية ليس ردة و كفر ؟




جيد اخي الكريم انت تعتقد ان الشرائع السبقة لم يعد معمولا بها بعد لعثة نبينا وليست مقبولة

لست ادري ما مصدر هذا الاستنتاج ؟

المهم اذا كانت تلك الشرائع قد الغيت وهذا ليس له اي دليل في كتاب الله,فلماذا يشرع ربنا

عز وجل لنبينا الكريم ما شرعه لمن قبله,كيف يشرع له شرائع منسوخة؟



http://cdn.top4top.net/i_475005d1a71.png (http://up.top4top.net/)

http://cdn.top4top.net/i_fde85f1dc51.png (http://up.top4top.net/)

http://cdn.top4top.net/i_b1c1f131171.png (http://up.top4top.net/)

ببوشة
2015-03-21, 11:35
وكيف هو منسوخ ما هو باق كعبادة لله ودور عبادة مذكورة في القران في عهد النبي صلى الله

عليه وسلم و اصحابه كيف هي منسوخة تلك الشرائع و ربنا يقول حسب ما جاء في التفسير

ان تلك الكنائس التي هي للنصارى و البيع التي هي لليهود يذكر فيها اسمه ولو هدمت لانقطعت

عبادته فيها بسبب خرابها؟



http://cdn.top4top.net/i_b79096deef1.png (http://up.top4top.net/)

http://cdn.top4top.net/i_55835637d31.png (http://up.top4top.net/)




ثم اني انقل لك كلام الشيخ ابن باديس حرفيا من موقعه الخاص و من موقع جمعية علماء المسلمين

الجزائريين,وتمعن في كلامه هل يدل او يشير الى ان الشرائع السابقة قد نسخت ام لا.

كلامه جاء في فقرة حرية التدين و التعددية و الرابط للجمعية هو

http://www.oulama.dz/?p=2267



” نحن كمسلمين لا يضيق صدرنا بأن نرى أهل كل دين يحتفلون بطقوس دينهم، ويظهرون تمسكهم بعقيدتهم، ويدعون إليه بكل وجه شريف نزيه، بل نريد أن يقع التفاهم بين أهل الملل على أصل التدين. ليقع التعاون على نشر أصول الخير والإحسان التي تتفق عليها جميع الملل، وعلى مقاومة الشر والظلم والإلحاد المحرمة عند الجميع.”

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-21, 13:59
بسم الله الرحمن الرحيم


لاحول ولاقوّة إلاّ بالله

والله الذي لاإله إلاّ هو ، ليس لمن يملك ذرّة من الإيمان بالإسلام كدين اعتنقه من دون الأديان الأخرى أن يرْضَى بما تقوله ، بفطرته وحسن قصده في اعتناق الإسلام كدين مهيمن على الديانات السابقة ، وناسخ لها كلّها .

رغم ما عرضتُه لكم من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم القائل فيه : ( لاَ يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثم لا يُؤْمِنْ بالذي جئت به إِلاَّ دخل النَّارِ ) ، وتصرّ على الرضا بالأديان الأخرى ، وتحاول أن تقنع المسلمين أن لاتضيق صدورهم لطقوس ديانات حرّفت وبدّلت ، وجاء بجديدها رجال قاصروا العقول والإيمان .

والادلّة التي جئتُ لك بها كلّها لم تقنعك رغم أنّ المفسّرين كلّهم من كبار أهل العلم والإيمان المشهود لهم بصحّة المعتقد .

وكلامك إن صحّ تعبيرك فيه ، أنّنا لانستعمل العنف مع مَن لايدينون دين الإسلام ، ولانجبرهم على الدخول إلى الإسلام بالضغط والعنف والشّدّة ، ولاننكر المنكر بالّتي هي أخشن .

هذا قول يمكن قبوله لأنّ الله سبحانه يقول: " أُدْعُ إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالّتي هي أحسن "وقوله سبحانه "ولاتجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالّتي هي أحسن "

فالدّعوة إلى الإسلام واجبة على المسلمين لكلّ مَن لايدين بالإسلام سواء كانوا يهودًا أو نصارى ، أو حتّى لايدينون دين سماوي كالبوذية وعبّاد البقر والأشجار وغيرها ، لكن الدعوة هذه يجب أن تكون على بيّنة وبصيرة وعلم ، وبالحُسنى والمجادلة الطّيّبة لإقناع مَن يخالف الدين الإسلامي .

أمّا أن تقول بقول الرضا بدين نسخه الإسلام ، ونحن مطالبون كمسلمين بنشر الإسلام وتعليمهم للنّاس أجمعين ، فهذا من الدعوة إلى وحدة الأديان .التي هي دعوة باطلة ضالّة مضلّة .



وقولكم:





كيف هي منسوخة تلك الشرائع و ربنا يقول حسب ما جاء في التفسير

ان تلك الكنائس التي هي للنصارى و البيع التي هي لليهود يذكر فيها اسمه ولو هدمت لانقطعت

عبادته فيها بسبب خرابها؟






يقول الإمام القرطبي : في شرح الآية : ( لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا )

المسألة الرابعة :....... وأيضا هذه المواضع التي اتّخذت قبل تحريفهم وتبديلهم وقبل نسخ تلك الملل بالإسلام إنما ذكرت لهذا المعنى ؛ أي لولا هذا الدفع لهدم في زمن موسى الكنائس ، وفي زمن عيسى الصوامع ، والبيع ، وفي زمن محمد - عليه السلام - المساجد .

الخامسة : قال ابن خويز منداد : تضمنت هذه الآية المنع من هدم كنائس أهل الذمة ، وبيعهم ، وبيوت نيرانهم ، ولا يتركون أن يحدثوا ما لم يكن ، ولا يزيدون في البنيان لا سعة ولا ارتفاعا ، ولا ينبغي للمسلمين أن يدخلوها ولا يصلوا فيها ، ومتى أحدثوا زيادة وجب نقضها . وينقض ما وجد في بلاد الحرب من البيع والكنائس . وإنما لم ينقض ما في بلاد الإسلام لأهل الذمة ؛ لأنها جرت مجرى بيوتهم وأموالهم التي عاهدوا عليها في الصيانة . ولا يجوز أن يمكنوا من الزيادة لأن في ذلك إظهار أسباب الكفر . وجائز أن ينقض المسجد ليعاد بنيانه ؛ وقد فعل ذلك عثمان - رضي الله عنه - بمسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - .


وفي المسألة السادسة / ذكر.........

ثم قال : وذهب خصيف إلى أن القصد بهذه الأسماء تقسيم متعبّدات الأمم . فالصوامع للرهبان ، والبيع للنصارى ، والصلوات لليهود ، والمساجد للمسلمين .

قال ابن عطية : والأظهر أنها قصد بها المبالغة في ذكر المتعبدات . وهذه الأسماء تشترك الأمم في مسمياتها ، إلا البيعة فإنها مختصة بالنصارى في لغة العرب . ومعاني هذه الأسماء هي في الأمم التي لها كتاب على قديم الدهر . ولم يذكر في هذه الآية المجوس ولا أهل الإشراك ؛ لأن هؤلاء ليس لهم ما يجب حمايته ، ولا يوجد ذكر الله إلا عند أهل الشرائع.

وقال النحاس : يذكر فيها اسم الله الذي يجب في كلام العرب على حقيقة النظر أن يكون يذكر فيها اسم الله عائدا على المساجد لا على غيرها ؛ لأنّ الضمير يليها . ويجوز أن يعود على صوامع وما بعدها ؛ ويكون المعنى وقت شرائعهم وإقامتهم الحق .

السابعة : فإن قيل : لِمَ قدّمت مساجد أهل الذمة ومصلياتهم على مساجد المسلمين ؟ قيل : لأنها أقدم بناء . وقيل لقربها من الهدم وقرب المساجد من الذكر ؛ كما أخر السابق في قوله : فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات .

الثامنة : قوله تعالى : ولينصرن الله من ينصره أي من ينصر دينه ونبيّه . إن الله لقوي أي قادر . قال الخطابي : القوي يكون بمعنى القادر ، ومن قوي على شيء فقد قدر عليه . ( عزيز ) أي جليل شريف ؛ قال الزجاج . وقيل الممتنع الذي لا يرام.

http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/qortobi/sura22-aya40.html#qortobi



قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله في مقال له عنوانه : نصيحتي لأهل السُنّة :

[ ويقول سبحانه وتعالى مبيّنًا لوعده لمن استقام على دينه: ﴿ وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون ) (1) ، وقال سبحانه وتعالى: ﴿ قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين * قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ﴾(2). ]

---------------------------------------

(1)سورة الأعراف 137 .

(2) سورة الأعراف 128 .


هل الذين كانوا في عهد موسى عليه السّلام المستقيمين على دين الله هم نفسهم اليهود في هذا العهد ، وعلى نفس العقيدة ؟

وهل النصارى الحواريون الذين كانوا في عهد عيسى عليه السلام المستقيمين والنّاصرين لنبيّهم عيسى هم نفسهم نصارى اليوم ؟

وهل التوراة الذي جاء به موسى عليه السلام والإنجيل الذي جاء به عيسى عليه السّلام هي نفس الكتب الموجودة الآن عند اليهود والنّصارى ، رغم أنّ الله سبحانه وتعالى كان يثني على اليهود الذين ناصروا موسى عليه السلام والنّصارى الذين دافعوا وناصروا عيسى عليه السلام ، في كثير من الآيات .

لكن يظهر الفرق بين هؤلاء الذين كانوا مع موسى وعيسى عليهما السّلام وبين اليهود والنصارى الموجودون الآن في سورة الفاتحة ، التي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم


سورة الفاتحة - سورة 1 - عدد آياتها 7


( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 1 الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 2 الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 3 مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ 4 إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ 5 اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ 6 صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ 7 )



قال ابن كثير في تفسيره : ( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ) :

............................................
قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله : ( غير المغضوب عليهم ) قال : هم اليهود ( ولا الضالين ) قال : النصارى هم الضالون ..................

http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura1-aya7.html


وقال الشيخ السعدي رحمه الله وشرحه مختصر بسيط :

صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)

وهذا الصّراط المستقيم هو: { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } من النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين. { غَيْرِ } صراط { الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ } الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم. وغير صراط { الضَّالِّينَ } الذين تركوا الحق على جهل وضلال, كالنصارى ونحوهم.

فهذه السورة على إيجازها, قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن, فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة:

توحيد الربوبية يؤخذ من قوله: { رَبِّ الْعَالَمِينَ } وتوحيد الإلهية وهو إفراد الله بالعبادة, يؤخذ من لفظ: { اللَّهِ } ومن قوله: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ } وتوحيد الأسماء والصفات, وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى, التي أثبتها لنفسه, وأثبتها له رسوله من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه, وقد دل على ذلك لفظ { الْحَمْدُ } كما تقدم.

وتضمنت إثبات النبوة في قوله: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة. وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله: { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } وأن الجزاء يكون بالعدل, لأن الدين معناه الجزاء بالعدل. وتضمنت إثبات القدر, وأن العبد فاعل حقيقة, خلافا للقدرية والجبرية. بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع [والضلال] في قوله: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } لأنه معرفة الحق والعمل به. وكل مبتدع [وضال] فهو مخالف لذلك. وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى, عبادة واستعانة في قوله: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } فالحمد لله رب العالمين.

http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/saadi/sura1-aya7.html#saadi

فهل هناك دليل أبلغ من سورة الفاتحة التي نقرأها في كل صلاة نافلة أو فرض ، من أنّنا نتبرّأ إلى الله من طريق اليهود والنصارى الذين وصفهم الله بأنّ اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالّين ؟ وأن نتّبع طريق النّبي محمذ صلى الله عليه وسلم القائل في حديثه : " لاَ يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثم لا يُؤْمِنْ بالذي جئت به إِلاَّ دخل النَّارِ "

أسأل الله أن يوفّقنا للفقه في دينه على الوجه الذي يرضيه عنّا .

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-21, 17:01
بسم الله الرّحمن الرّحيم


قال تعالى:

( وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) )



قال الإمام القرطبي وهو يشرح الآية

قال أبو جعفر : يعني بقوله جل ثناؤه: ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) ، وليست اليهود ، يا محمد ، ولا النصارى براضية عنك أبدا ، فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم ، وأقبل على طلب رضا الله في دعائهم إلى ما بعثك الله به من الحق، فإن الذي تدعوهم إليه من ذلك لهو السّبيل إلى الاجتماع فيه معك على الألفة والدّين القيم.

ولا سبيل لك إلى إرضائهم باتّباع ملّتهم، لأنّ اليهودية ضد النصرانية ، والنصرانية ضد اليهودية ، ولا تجتمع النصرانية واليهودية في شخص واحد في حال واحدة ، واليهود والنصارى لا تجتمع على الرضا بك ، إلا أن تكون يهوديا نصرانيا ، وذلك ممّا لا يكون منك أبدا ، لأنك شخص واحد ، ولن يجتمع فيك دينان متضادان في حال واحدة. وإذا لم يكن إلى اجتماعهما فيك في وقت واحد سبيل ، لم يكن لك إلى إرضاء الفريقين سبيل. وإذا لم يكن لك إلى ذلك سبيل ، فالزم هدى الله الذي لجمع الخلق إلى الألفة عليه سبيل .

* * *

وأما " الملّة " فإنّها الدّين ، وجمعها الملل.
* * *
ثم قال جلّ ثناؤه لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد - لهؤلاء النصارى واليهود الذين قالوا: لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى -(إن هدى الله هو الهدى ) ، يعني إن بيان الله هو البيان المقنع، والقضاء الفاصل بيننا ، فهلمّوا إلى كتاب الله وبيانه- الذي بيّن فيه لعباده ما اختلفوا فيه ، وهو التوراة التي تقرون جميعا بأنّها من عند الله ، يتضح لكم فيها المحق منا من المبطل ، وأيّنا أهل الجنة ، وأيّنا أهل النار ، وأينا على الصواب ، وأينا على الخطأ.

وإنّما أمر الله نبيّه صلى الله عليه وسلم أن يدعوهم إلى هدى الله وبيانه ، لأن فيه تكذيب اليهود والنصارى فيما قالوا من أن الجنة لن يدخلها إلا من كان هودا أو نصارى ، وبيان أمر محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن المكذب به من أهل النار دون المصدق به.

* * *

القول في تأويل قوله تعالى : وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (120)

قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ)، يا محمد ، هوى هؤلاء اليهود والنصارى - فيما يرضيهم عنك - من تهوّد وتنصّر ، فصرت من ذلك إلى إرضائهم ، ووافقت فيه محبتهم - من بعد الذي جاءك من العلم بضلالتهم وكفرهم بربّهم ، ومن بعد الذي اقتصصتُ عليك من نبئهم في هذه السّورة - ما لك من الله من ولي = يعني بذلك: ليس لك يا محمد من ولي يلي أمرك ، وقيم يقوم به = ولا نصير ، ينصرك من الله ، فيدفع عنك ما ينـزل بك من عقوبته ، ويمنعك من ذلك، إن أحل بك ذلك ربّك.وقد بينا معنى " الولي" و " النصير " فيما مضى قبل. (1)

وقد قيل: إن الله تعالى ذكره أنـزل هذه الآية على نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، لأن اليهود والنصارى دعته إلى أديانها ، وقال كلّ حزب منهم: إن الهدى هو ما نحن عليه دون ما عليه غيرنا من سائر الملل، . فوعظه الله أن يفعل ذلك ، وعلمه الحجة الفاصلة بينهم فيما ادّعى كل فريق منهم.

----------------

الهوامش :

(1) انظر ما سلف في هذا الجزء 2 : 488 ، 489 .

http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura2-aya120.html


أمّا قوله تعالى:

( لّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) )

قال الإمام القرطبي :

القول في تأويل قوله تعالى : لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)
يقول تعالى ذكره: ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ ) من أهل مكة ( وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ) يقول: وتعدلوا فيهم بإحسانكم إليهم، وبرّكم بهم.

واختلف أهل التأويل في الذين عُنُوا بهذه الآية، فقال بعضهم: عُني بها: الذين كانوا آمنوا بمكة ولم يهاجروا، فأذن الله للمؤمنين ببرّهم والإحسان إليهم.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ ) أن تستغفروا لهم، ( أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ) ؛ قال: وهم الذين آمنوا بمكة ولم يهاجروا.

وقال آخرون: عني بها من غير أهل مكة من لم يهاجر.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن إبراهيم الأنماطيّ، قال: ثنا هارون بن معروف، قال: ثنا بشر بن السريّ، قال: ثنا مصعب بن ثابت، عن عمه عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: نـزلت في أسماء بنت أبي بكر، وكانت لها أمّ فى الجاهلية يقال لها قّتَيلة ابنة عبد العُزّى، فأتتها بهدايا وصناب وأقط وسَمْن، فقالت: لا اقبل لك هدية، ولا تدخلي عليّ حتى يأذن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ، فذكرت ذلك عائشة لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فأنـزل الله ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ ) ... إلى قوله: ( الْمُقْسِطِينَ ) .

قال ثنا إبراهيم بن الحجاج، قال: ثنا عبد الله بن المبارك، قال: ثنا مصعب بن ثابت، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: قَدِمَتْ قُتَيلة بنت عبد العُزّى بن سعد من بني مالك بن حِسْل على ابنتها أسماء بنت أبي بكر، فذكر نحوه.

وقال آخرون: بل عُنِي بها من مشركي مكة من لم يقاتل المؤمنين، ولم يخرجوهم من ديارهم؛ قال: ونسخ الله ذلك بعدُ بالأمر بقتالهم.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: وسألته عن قول الله عزّ وجلّ: ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ ) ... الآية، فقال: هذا قد نسخ، نَسَخَه، القتال، أمروا أن يرجعوا إليهم بالسيوف، ويجاهدوهم بها، يضربونهم، وضرب الله لهم أجلَ أربعة أشهر، إما المذابحة، وإما الإسلام.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ ) ... الآية، قال: نسختها فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ .


وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول مَن قال: عُنِي بذلك: لّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ، من جميع أصناف الملل والأديان أن تبرُّوهم وتصلوهم، وتقسطوا إليهم، إن الله عزّ وجلّ عمّ بقوله: ( الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ) جميع مَن كان ذلك صفته، فلم يخصّصْ به بعضًا دون بعض، ولا معنى لقول من قال: ذلك منسوخ، لأن برّ المؤمن من أهل الحرب ممّن بينه وبينه قرابة نسب، أو ممن لا قرابة بينه وبينه ولا نسب غير محرّم ولا منهيّ عنه إذا لم يكن في ذلك دلالة له، أو لأهل الحرب على عورة لأهل الإسلام، أو تقوية لهم بكُراع أو سلاح. قد بين صحة ما قلنا في ذلك، الخبر الذي ذكرناه عن ابن الزبيرفي قصة أسماء وأمها.

وقوله: ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) يقول: إن الله يحبّ المنصفين الذين ينصفون الناس، ويعطونهم الحقّ والعدل من أنفسهم، فيبرّون مَنْ برّهم، ويُحْسنون إلى مَنْ أحسن إليهم.


http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura60-aya8.html



معاملة المسلم لغير المسلم


ما هو الواجب على المسلم تجاه غير المسلم، سواء كان ذميا في بلاد المسلمين أو كان في بلاده، أو المسلم يسكن في بلاد ذلك الشخص غير المسلم. والواجب الذي أريد توضيحه هو المعاملات بكل أنواعها، ابتداء من إلقاء السلام وانتهاء بالاحتفال مع غير المسلم في أعياده، وهل يجوز اتخاذ صديق عمل فقط أفيدونا أثابكم الله؟


الجواب:

إن من المشروع للمسلم بالنسبة إلى غير المسلم أمورا متعددة، منها أولا: الدعوة إلى الله عز وجل بأن يدعوه إلى الله ويبين له حقيقة الإسلام، حيث أمكنه ذلك وحيث كانت لديه البصيرة؛ لأن هذا هو أعظم الإحسان، وأهم الإحسان، الذي يهديه المسلم إلى مواطنه وإلى من اجتمع به من اليهود أو النصارى أو غيرهم من المشركين لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله )) رواه الإمام مسلم في صحيحه، وقوله عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه لما بعثه إلى خيبر وأمره أن يدعو إلى الإسلام قال: ((فوالله لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم )) متفق على صحته. وقال عليه الصلاة والسلام: ((من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثال آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا )) رواه مسلم في صحيحه، فدعوته إلى الله وتبليغه الإسلام ونصيحته في ذلك من أهم المهمات ومن أفضل القربات.

ثانيا: لا يجوز أن يظلمه في نفس ولا في مال ولا في عرض إذا كان ذميا أو مستأمنا أو معاهدا فإنه يؤدي إليه الحق فلا يظلمه في ماله لا بالسرقة ولا بالخيانة ولا بالغش، ولا يظلمه في بدنه لا بضرب ولا بغيره؛ لأن كونه معاهدا أو ذميا في البلد أو مستأمنا يعصمه.

ثالثا: لا مانع من معاملته في البيع والشراء والتأجير ونحو ذلك، فقد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه اشترى من الكفار عباد الأوثان، واشترى من اليهود وهذه معاملة، وقد توفي عليه الصلاة والسلام، ودرعه مرهونة عند يهودي في طعام اشتراه لأهله.

رابعا: في السلام، لا يبدأه بالسلام؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لاتبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام )) خرجه مسلم في صحيحه، وقال: ((إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم ))،

فالمسلم لا يبدأ الكافر بالسلام، ولكن يرد عليه بقوله: ((وعليكم )) لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم )) متفق على صحته،

هذا من الحقوق المتعلقة بين المسلم والكافر، ومن ذلك أيضا حسن الجوار إذا كان جارا تحسن إليه ولا تؤذيه في جواره، وتتصدّق عليه إذا كان فقيرا تهدي إليه وتنصح له فيما ينفعه؛ لأن هذا ممّا يسبّب رغبته في الإسلام ودخوله فيه؛ ولأن الجار له حق، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مازال جبريل يوصيني بالجار حتى طننت أنه سيورثه )) متفق على صحته،

وإذا كان الجار كافرا كان له حق الجوار، وإذا كان قريبا وهو كافر صار له حقان: حق الجوار وحق القرابة، ومن المشروع للمسلم أن يتصدّق على جاره الكافر وغيره من الكفار غير المحاربين من غير الزكاة. لقول الله تعالى: ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )[1]،

وللحديث الصحيح عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن أمّها وفدت عليها بالمدينة في صلح الحديبية وهي مشركة تريد المساعدة فاستأذنت أسماء النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك هل تصلها؟ فقال: ((صليها )) ا هـ.

أما الزكاة فلا مانع من دفعها للمؤلفة قلوبهم من الكفار لقوله عز وجل: ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ )[2] الآية،

أما مشاركة الكفار في احتفالاتهم بأعيادهم فليس للمسلم أن يشاركهم في ذلك.

----------------------------------------------------------------------------------------------
[1] سورة الممتحنة الآية 8.

[2] سورة التوبة الآية 60.

مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السادس


http://www.binbaz.org.sa/mat/290



حكم تهنئة الكفار بأعيادهم ومناسباتهم الدينية


الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:

فقد كثر الكلام حول حكم تهنئة المسلم للكفار بأعيادهم الدينية، وأرى من الواجب بيان الحق الذي يظهر لي في ذلك فأقول:

لا تجوز تهنئة الكفار بأعيادهم لما في ذلك من المحاذير الكثيرة ومنها:

أولًا: أن هذا فيه نوع موالاة لهم وقد نهينا عن موالاتهم في أدلة كثيرة من الكتاب والسنة منها قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )، [سورة المائدة: 15]، ومن الموالاة لهم تهنئتهم؛ لأنها تنبئ عن محبتهم ومحبة دينهم؛ لأن الذي لا تحبه لا تهنيه، وقد قال تعالى: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) [سورة المجادلة: 23]، فإذا نهينا عن محبة الأقارب المحادين لله ورسوله فكيف بغيرهم.

ثانيًا: أن هذا فيه رضى بأعيادهم وإقرار لهم عليها وتشجيع لهم، وكل واحد من هذه الأمور كافٍ في تحريم تهنئتهم فكيف إذا اجتمعت في تهنئتهم.

والجواب عن شبه المجيزين

1- وأما مَن يقول إن المسلم يضطر إلى تهنئتهم إذا كان مقيمًا بينهم أو يتعلم منهم فنقول:

أولًا: لا تجوز إقامة المسلم بين أظهر الكفار إلا لحاجة مباحة وتنتهي الإقامة بينهم بانتهاء الحاجة مع تمسكه بدينه.

ثانيًا: هم لا يجبرونه على ذلك ولا يكرهونه حتى يقال إن هذا من باب الضرورة ودفع الإكراه والمسلم يعتز بدينه ولا يجامل فيه بل يقول: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) [سورة الكافرون:6].

2- وأما مَن يقول كما أنهم يهنئوننا بأعيادنا فنحن نهنئهم بأعيادهم من باب رد الجميل. فنقول إن أعيادنا حق وأعيادهم لا سيّما البدعية باطلة فلا نقرّهم عليها ولا نهنئهم بها.

3- وأما الاستدلال بقوله تعالى: (لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ) [سورة الممتحنة:8]، على جواز تهنئتهم بأعيادهم فنقول هذا استدلال في غير محله؛ لأن الآية تعني برّ هؤلاء والإحسان إليهم في الأمور المباحة، وتهنئتهم بأعيادهم ليست مباحة فلا نبرّهم بها.

4- وأما قول: إن هذا من باب الدعوة إلى الله، فنقول: الدعوة إلى الله لا تكون فيما نهينا عنه من موالاتهم بل تكون بما شرعه الله.


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه

كتبه: صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء

1433-02-17هـ


http://www.alfawzan.af.org.sa/node/13680

ببوشة
2015-03-23, 07:39
بسم الله الرحمن الرحيم


لاحول ولاقوّة إلاّ بالله

والله الذي لاإله إلاّ هو ، ليس لمن يملك ذرّة من الإيمان بالإسلام كدين اعتنقه من دون الأديان الأخرى أن يرْضَى بما تقوله ،

وتصرّ على الرضا بالأديان الأخرى ، وتحاول أن تقنع المسلمين أن لاتضيق صدورهم لطقوس ديانات حرّفت وبدّلت ، وجاء بجديدها رجال قاصروا العقول والإيمان .





يا سبحان الله

يا اختنا المحترمة لسلوبك في الحوار اسلوب تسلط و ارغام

يعني لاني اخالفك الراي صرت كافرا في نظرك و بمفهومك الخاص

انا ايضا اقدم ادلة على ما اقوله لكني لا اجبر اي احد على قبولها و لا

اكفر من لم يقبلها,فلماذا هذه السرعة من طرفك الى التلميح بكفري لاني لم اقتنع بحججك؟

ثم انت تنسبين لي شخصيا كلاما لم اقله و على اساسه اخرجتيني من الملة ,بينما تركت

صاحب الكلام رغم اشارتي اليه,وحاشا و ما عاذ الله ان يكون الشيخ ابن باديس رحمه

الله كافرا بكلامه,فهو قاله عن قناعة دينية منه يؤمن بها,فلم يضق صدره بلن يرى اهل

اليانات يختفلون بطقوس دياناتنهم بل ويتمسكون بها و يدعون اليها,و القاعدة تقول ناقل

الكفر ليس بكافر وانا نقلت فقط ,فهل تعتبرين الشيخ ابن باديس كافرا و الغياذ بالله؟


http://cdn.top4top.net/i_a1009c4a6c1.png (http://up.top4top.net/)

http://cdn.top4top.net/i_e845e6561b1.png (http://up.top4top.net/)

ببوشة
2015-03-23, 08:21
بسم الله الرحمن الرحيم


وقولكم:




يقول الإمام القرطبي : في شرح الآية : ( لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا )

المسألة الرابعة :....... وأيضا هذه المواضع التي اتّخذت قبل تحريفهم وتبديلهم وقبل نسخ تلك الملل بالإسلام إنما ذكرت لهذا المعنى ؛ أي لولا هذا الدفع لهدم في زمن موسى الكنائس ، وفي زمن عيسى الصوامع ، والبيع ، وفي زمن محمد - عليه السلام - المساجد .

الخامسة : قال ابن خويز منداد : تضمنت هذه الآية المنع من هدم كنائس أهل الذمة ، وبيعهم ، وبيوت نيرانهم ، ولا يتركون أن يحدثوا ما لم يكن ، ولا يزيدون في البنيان لا سعة ولا ارتفاعا ، ولا ينبغي للمسلمين أن يدخلوها ولا يصلوا فيها ، ومتى أحدثوا زيادة وجب نقضها . وينقض ما وجد في بلاد الحرب من البيع والكنائس . وإنما لم ينقض ما في بلاد الإسلام لأهل الذمة ؛ لأنها جرت مجرى بيوتهم وأموالهم التي عاهدوا عليها في الصيانة . ولا يجوز أن يمكنوا من الزيادة لأن في ذلك إظهار أسباب الكفر . وجائز أن ينقض المسجد ليعاد بنيانه ؛ وقد فعل ذلك عثمان - رضي الله عنه - بمسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - .


وفي المسألة السادسة / ذكر.........

ثم قال : وذهب خصيف إلى أن القصد بهذه الأسماء تقسيم متعبّدات الأمم . فالصوامع للرهبان ، والبيع للنصارى ، والصلوات لليهود ، والمساجد للمسلمين .

قال ابن عطية : والأظهر أنها قصد بها المبالغة في ذكر المتعبدات . وهذه الأسماء تشترك الأمم في مسمياتها ، إلا البيعة فإنها مختصة بالنصارى في لغة العرب . ومعاني هذه الأسماء هي في الأمم التي لها كتاب على قديم الدهر . ولم يذكر في هذه الآية المجوس ولا أهل الإشراك ؛ لأن هؤلاء ليس لهم ما يجب حمايته ، ولا يوجد ذكر الله إلا عند أهل الشرائع.

وقال النحاس : يذكر فيها اسم الله الذي يجب في كلام العرب على حقيقة النظر أن يكون يذكر فيها اسم الله عائدا على المساجد لا على غيرها ؛ لأنّ الضمير يليها . ويجوز أن يعود على صوامع وما بعدها ؛ ويكون المعنى وقت شرائعهم وإقامتهم الحق .

السابعة : فإن قيل : لِمَ قدّمت مساجد أهل الذمة ومصلياتهم على مساجد المسلمين ؟ قيل : لأنها أقدم بناء . وقيل لقربها من الهدم وقرب المساجد من الذكر ؛ كما أخر السابق في قوله : فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات .

الثامنة : قوله تعالى : ولينصرن الله من ينصره أي من ينصر دينه ونبيّه . إن الله لقوي أي قادر . قال الخطابي : القوي يكون بمعنى القادر ، ومن قوي على شيء فقد قدر عليه . ( عزيز ) أي جليل شريف ؛ قال الزجاج . وقيل الممتنع الذي لا يرام.








انا قدمت وثيقة من كتاب تفسير الجلالين,وهما الامام جلال الدين المحلى

و المام جلال الدين السيوطي ومكانتهما معروفة لدى الجميع,لم يرق لك

تفسيرهما للاية و شرحها ولم تقتنعي به,ولا احد يرغمك على ذاك.

فهل تعتقدين انني سوف اقتنع بما تنقلينه؟

وكيف نستطيع ان نميز بين هذه التفاسير و نتاكد من الصحيح منها و هي

كلها من علمائنا الكرام؟

هل لكي ان تثبتي ان ما تنقلينه من تفسير للاية هو اصح مما نقلته انا؟

وعلى كل حال ما اقدمه انا من دلائل و حجج لا اهدف من خلاله الى

ارغام الامحاور ان يتبناه و ان لم يفعل اكفره,لا وانما لابين ان المسائل

فيها اختلاف في وجهات النظر لدى علماء الامة.

هذا كتاب التفسير الموضوعي للقران,الفه جمع من العلماء يصل عددهم

الى 33 عالما استاذا دكتورا كلهم نقررين و مصححين لتفسير الاية

وكما هو واضح من تفسيرهم ان الديانات و المعابد لغير المسلمين موجودة

في عهد المسلمين و في عهد نبينا الكريم صلى الله عليه و سلم وان الله عز

وجل جند جيوش المسلمين للدفاع عن اهل تلك الاديان و معابدهم حتى

لا يخربها المشركون و يعتدون عليها.




http://cdn.top4top.net/i_81b7b3e1751.png (http://up.top4top.net/)

http://cdn.top4top.net/i_8bbfca34631.png (http://up.top4top.net/)




يتبع

ببوشة
2015-03-23, 08:23
هذه تكملة الصفحات


http://cdn.top4top.net/i_e7ee222b171.png (http://up.top4top.net/)

http://cdn.top4top.net/i_b53af03c451.png (http://up.top4top.net/)

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-23, 14:23
بسم الله الرّحمن الرّحيم


أوّلاً ، الأخ الكريم لقد رميتني بشيء أنتَ مسئول عنه يوم القيامة ، إذ تقول أنّ استنكاري لكلامك وهو مجرد استنكار منّي ، تقول أنّني بهذا أكفّرك ...
وهذا أمر خطير تكتبه عنّي وهو شاهد عليك يوم القيامة أمام ربّ العباد الذي لايخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماوات ويعلم خائنة الأعين وماتخفي الصّدور .

ثانيًا : لقد رددتُ عليك في أول مشاركتي حين قلت :




هذا الشيخ ابن تيمية يوضح الامر نوعا ما حول الاسلام

ويبين انه ليس بدين جديد جاء به نبينا محمد او هو خاص

بنا لوحدنا و يبين ان التوراة حكم بها نبيون مسلمون و ان

من تبعهم فهو مسلم و ان دخول الجنة لايختص بامتنا دون

الملل الاخرى بل كل من اسلم وجهه لله فهو مسلم.





وأنا رددتُ عن قولك : بل كل من اسلم وجهه لله فهو مسلم.

، أنّ اليهود والنصارى في هذا العصر لايدينون بدين الحق مثل الذين كانوا في عهد الرسل والأنبياء الذين ناصروهم فقط .من بني إسرائيل في عهد موسى عليه السلام ، والحواريون الذين ناصروا عيسى عليه السلام .

أمّا الآن فعقائد اليهود والنصارى أغلبها محرّفة .

فإذا كان النصراني يقول بالتثليت وأن عيسى هو الله ، وأنّه ابن الله ، وأنّ روح القدس هو الله يقولون بتثليت الألوهية .، قال تعالى:

﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [المائدة: ٧٣].


يقول الشيخ فركوس حول حقيقة النصرانية :

( فإنّ عيسى ابن مريم -عليه الصلاة والسلام- هو عبد الله ورسولُه، وكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مريمَ وروحٌ منه، وقد جعله الله تعالى هو وأمَّهُ آيةً في ولادتهما ونشأتهما، وهو آخر أنبياء الله تعالى ورسلِه من بني إسرائيل بعد أنِ انحرفوا وزاغوا عن شريعة موسى -عليه الصلاة والسلام- حيث غَلَبَتْ عليهم النَّزَعاتُ الماديةُ وفَقَدُوا الروحَ الديني الصحيحَ، فبعثه الله تعالى لإرشاد الضالّين من بني إسرائيل، فجدّد لهم الدين وبيّن لهم معالمه.

وقد أجرى الله تعالى على عبده المسيح من الآيات البيّنات ما جَرَتْ به سُنَّتُهُ؛ فأحيى الموتى، وأَبْرَأَ الأَكْمَهَ والأَبْرَصَ، وأَنْبَأَ الناسَ بما يأكلون وما يدَّخِرون في بيوتِهم، ودعا إلى الله وإلى عبادتِه وحده لا شريك له والتَّبَرِّي من عبادةِ الطواغيتِ والآراء الباطلة، متَّبِعًا سنَّة إخوانه المرسلين، ومصدِّقًا لمن كان قبله، ومبشِّرا بمن يأتي بعدَه(١). فكذَّبُوه وعادَوْه ورَمَوْه وأمَّه بالعظائمِ، وتآمروا على قتله، فطهَّره الله منهم ورفعه إليه، وانتشرتْ دعوتُه بفضلِ ما أقامه الله تعالى لأنصار المسيح من دعوة إلى دينه وشريعته، حتى ظهر دينُه على من خالفه واستقام الأمر على السَّدَادِ(٢).
هذا ما عليه اعتقاد أهل الحقّ فيه، غير أنّ هذه الرسالة واجهت اضطهادا ومقاومة شديدة أفضت إلى فقدان أصولها لامْتِزَاجِهَا بمعتقدات شركية وفلسفات وَثَنِيَّة، الأمر الذي ساعد على امتداد يدِ التحريف إليها فنشأت النصرانية بأفكار ومعتقداتٍ منحرفة عن الرسالة التي أنزلت على عيسى عليه الصلاة والسلام.

حقيقة الله عند النصارى

ومن أهم ما قامت عليه النصرانية من معتقدات فلسفية وأفكار وثنية: «الدعوة إلى التثليث» وإلى «ألوهية المسيح عليه الصلاة والسلام»، و«ألوهية روح القدس»، فالنصارى يؤمنون بالثلاثة إلهًا واحدًا: الأبِ، والابنِ، وروحِ القُدُسِ، فهم واحد في الجَوْهَرِ متساوون في القدرة والمجْدِ، وفي وجودهم لم يسبقْ أحدٌ منهم الآخرَ، وهم يعتقدون جميعًا بحلول الله تعالى في المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام، ولكنّهم يختلفون في كيفية الاتحاد والتجسّد؛ فطائفة ترى أنّه إشراق النور على الجسد المشف، وفرقة تعتقد أنّه انْطِبَاعُ النَّقْشِ في الشَّمْعَةِ، وأخرى ترى أنّه ظهورُ الروحاني بالجسماني، وفرقة رابعة ترى أنّ اللاَّهُوتَ تدرع بالناسوت، وفرقة خامسة تعتقد أنّ الكلمةَ مازجت جسدَ المسيحِ ممازجةَ اللَّبَنِ بالماء، فحقيقةُ الله عند النصارى في دينهم المحرَّف هو أنّه جوهر واحد غير متحيِّز وليس بذي حجم، بل هو قائم بالنفس وهو واحد بالجوهرية ثلاثة بالأقنومية(٣).
ولما كان هذا الزعم باطلاً تعسَّر عليهم فهمُه(٤)، لذلك اختلف النصارى فيه اختلافا ظاهرًا، وأفضى بكلّ فرقةٍ إلى تكفير الفرق الأخرى بسببه، وقد حكم الله تعالى بكفرهم جميعًا وأنّ مصيرَهم العذابَ إنْ لم يَنْتَهُوا عمّا يقولون، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [المائدة: ٧٣].

ومن معتقداتهم المنحرفة اختراعُ قصَّةِ الفداءِ والصَّلْبِ، فيعتقدون أنّ المسيح عليه الصلاة والسلام ماتَ مصلوبًا تكفيرا لخطايا البشر، فهو وحيد الله -في زعمهم- الذي أرسله ليخلِّصَ البشرية من إثم خطيئةِ أبيهم آدم عليه الصلاة والسلام وخطاياهم(٥)، وأنّ النصارى جميعا اتَّفَقُوا على أنّ الابنَ اتَّحدَ بالشخص الذي يسمُّونَهُ المسيح، وأنّ ذلك الشخص ظهر للناس وصُلِبَ وقُتِلَ لكنَّهم اختلفوا في كيفية صُلْبِه هل القتل ورد على جزء «اللاهوت» أم ورد على جزء «الناسوت» أم على الجزءين معا؟(٦) ثمّ دفن بعد صلبه، وقام بعد ثلاثة أيَّام يوم الأحد متغلِّبًا على الموت ليرتفع إلى السماء.
وقد جاء تكذيب الله لهم وبيان حقيقة الوقائع وزيف ما ادَّعَوْهُ قال تعالى: ﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا. بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ [النساء: ١٥٧-١٥٨].)


ثمّ انتقل إلى :

( أساس دين النصارى ومظاهر شركهم

هكذا كان أساسُ دين النصارى قائمًا على شَتْمِ الله وتَنَقُّصِهِ والشركِ به، بناءً على الآراء الباطلة والمعتقدات الفاسدة التي أخذت النصرانيةُ معظمَها من الدياناتِ الموجودةِ قبلها مِمّا أفقدَها جوهرَها وشكلَها الأساسي الصحيح الذي كانت عليه دعوةُ المسيح عيسى بنِ مريمَ -عليه الصلاة والسلام- رسولِ ربِّ العالمين، فجمع دينُ النصارى بين عَيْبِ الإلهِ والشركِ به سواء في ربوبيته أو ألوهيته.
فمن مظاهر شرك النصارى في الربوبية ما قدَّمْنَا في الغلو في المخلوق حتى جعلوه شريكَ الخالقِ وجزءًا منه وإلها آخر معه ونَفَوْا أن يكون عبدًا(٧)، ومن شركهم في الربوبية تشبيه بعضهم اتحاد اللاَّهُوتِ والنَّاسُوتِ في شخصية المسيح، وفكرة حلوله في شخص عيسى -عليه السلام- تفيدُ أنّ عيسى -عليه الصلاة والسلام- إنسانٌ إلهيٌّ صورتُه الخارجيَّةُ صورة إنسان وطبيعتُه الداخلية إلهيَّةٌ فهو من طبيعتين امتزجتا وصارتا طبيعةً واحدة كامتزاج النار والحديد أو اللبن والماء، ومن شركهم في الربوبية قولهم بمحاسبة المسيح -عليه الصلاة والسلام- الناسَ على أعمالهم في الآخرة(٨)، ومن ذلك جعل التشريع حقًّا للرؤساء الرُّوحَانِيِّينَ في تنظيمهم الكَهَنُوتِي، وإعطاء الراهب والقِسِّيسِ حقوقَ الغُفْرَانِ والتوبةِ.(٩)
أمّا عن مظاهر شرك النصارى في الألوهية فتتجلَّى في عبادة المسيح -عليه الصلاة والسلام- في مجمل صلواتهم، وتصوير الصور والتماثيل في كَنَائِسِهِمْ وعبادَتِهَا(١٠)، وتوجُّهِ بعضهم إلى مريم البَتُولِ بالعبادة على أنَّها والدةُ الإلهِ، وتعظيمِ الصليبِ الذي هو شعارٌ لهم جارٍ مَجْرَى تعظيمِ قبورِ الأنبياء، ولذلك لَعَنَ خاتمُ النَّبِيِّينَ -صلى الله عليه وآله وسلم- اليهود والنصارى الذين اتخذوا قبورَ أنبيائِهم مساجدَ، وأصلُ الشركِ وعبادةِ الأوثان من العكوف على القبور واتخاذها مساجدَ.
فهكذا جمعت أمّة النصارى بين الشرك وعيب الإله وتنقُّصِهِ فإنّهم أعظمُ ضلالاً من اليهود وأكثرُ شركا(١١). )


في هذا الموضوع :


http://ferkous.com/home/?q=art-mois-10

فهل كانت معارضتي لما تقولون إلاّ قولك :



بل كل من اسلم وجهه لله فهو مسلم.




ومقال الشيخ فركوس ينقلنا من انحراف اليهود إلى بعثة عيسى عليه السلام لتجديد الدين وتصحيح الملّة التي يجب أن يتعبّدها لله بتوحيده في الألوهية ، لكن النصارى حرّفوا هذا الأعتقاد الذي من المفروض أن يحافظوا عليه اتّباعًا لنبيّهم عيسى عليه السلام ، وبعد تحريفهم للدّين جاء محمد رسول الله وخاتم النّبيين يجدّد الملّة الحنيفية ، و ويقول بحديثه : " لاَ يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثم لا يُؤْمِنْ بالذي جئت به إِلاَّ دخل النَّارِ "

ويقوّي الحديث قول الله تعالى : " وقالوا كونوا هُودًا أو نصارى تهتدوا بل ملّة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين "سورة البقرة 135

قم قال سبحانه : " قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138) قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139) أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ۗ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (141) "

وفي قوله سبحانه: ( قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139) )

قال الحسن : كانت المحاجة أن قالوا : نحن أولى بالله منكم ; لأنا أبناء الله وأحباؤه . وقيل : لتقدم آبائنا وكتبنا ; ولأنا لم نعبد الأوثان . فمعنى الآية : قل لهم يا محمد ، أي قل لهؤلاء اليهود والنصارى الذين زعموا أنهم أبناء الله وأحباؤه وادعوا أنهم أولى بالله منكم لِقِدَمِ آبائهم وكتبهم : أتحاجوننا أي أتجاذبوننا الحجة على دعواكم والرب واحد ، وكل مجازى بعمله ، فأي تأثير لِقِدَمِ الدّين .

ومعنى في الله أي في دينه والقرب منه والحظوة له . وقراءة الجماعة : أتحاجوننا . وجاز اجتماع حرفين مثلين من جنس واحد متحركين ; لأن الثاني كالمنفصل . وقرأ ابن محيصن " أتحاجونا " بالإدغام لاجتماع المثلين . قال النحاس : وهذا جائز إلا أنه مخالف للسواد . ويجوز " أتحاجون " بحذف النون الثانية ، كما قرأ نافع فبم تبشرون

قوله تعالى : ونحن له مخلصون أي مخلصون العبادة ، وفيه معنى التوبيخ ، أي ولم تخلصوا أنتم فكيف تدعون ما نحن أولى به منكم ، والإخلاص حقيقته تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين ، قال صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى يقول أنا خير شريك فمن أشرك معي شريكا فهو لشريكي يا أيها الناس أخلصوا أعمالكم لله تعالى فإن الله تعالى لا يقبل إلا ما خلص له ولا تقولوا هذا لله وللرحم فإنها للرحم وليس لله منها شيء ولا تقولوا هذا لله ولوجوهكم فإنها لوجوهكم وليس لله تعالى منها شيء . رواه الضحاك بن قيس الفهري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . فذكره ، خرجه الدارقطني . وقال رويم : الإخلاص من العمل هو ألا يريد صاحبه عليه عوضا في الدارين ولا حظا من الملكين .

وقال الجنيد : الإخلاص سر بين العبد وبين الله ، لا يعلمه ملك فيكتبه ، ولا شيطان فيفسده ، ولا هوى فيميله . وذكر أبو القاسم القشيري وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : سألت جبريل عن الإخلاص ما هو فقال : سألت رب العزة عن الإخلاص ما هو قال سر من سري استودعته قلب من أحببته من عبادي .


http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/qortobi/sura2-aya139.html


والتفسير يعني : العبرة بالقول والعمل والإخلاص فيه لله والمتابعة لرسله وليس بمن سبق الآخر ،

ومنها نستخلص أنّ الكنائس والمعابد لاعبرة بها ولاقيمة إذا لم تكن توحّد الله كما جاءت من كانت في أوّل عهد لِمَن تبع موسى وعيسى عليهما السّلام .


وقولك:




المهم اذا كانت تلك الشرائع قد الغيت وهذا ليس له اي دليل في كتاب الله,فلماذا يشرع ربنا

عز وجل لنبينا الكريم ما شرعه لمن قبله,كيف يشرع له شرائع منسوخة؟




الله وحده الذي حدد له ما صحّ من الديانات السابقة ولانأخذ بما تحمله عقولنا القاصرة .

ردودي حول ما كنت تتكلّم به حول قضية نسخ الديانات السابقة ، والأدلّة واضحة من كتاب الله عزوجل وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم وليس من كلام بشر يخطىء ويصيب .


وقولك :


وكيف هو منسوخ ما هو باق كعبادة لله ودور عبادة مذكورة في القران في عهد النبي صلى الله

عليه وسلم و اصحابه كيف هي منسوخة تلك الشرائع و ربنا يقول حسب ما جاء في التفسير

ان تلك الكنائس التي هي للنصارى و البيع التي هي لليهود يذكر فيها اسمه ولو هدمت لانقطعت

عبادته فيها بسبب خرابها؟

الأماكن الباقية لاتعني أنّ الدين الذي كان في عهد موسى وعيسى عليهما السلام هو لايزال باقِي وقد يظهر جليًّا تحريف هؤلاء للملّة الحنيفية بادّعاء الألوهية لعيسى عليه السلام وجعله ابن الله وتأليه روح القدس .

أمّا عيسى عليه السلام حينما ينزل في آخر الزمن :

الإيمان بنزوله عليه السلام :

عيسى بن مريم هو رسول الله وهو عبد الله ورسوله، ويصدق برسالته عليه الصلاة والسلام وأنه سوف ينزل في آخر الزمان، سوف يحكم بشريعة محمد -صلى الله عليه وسلم-

وسوف يقتل الله على يديه الدجال ويعيش الناس في زمانه عيشةً عظيمة في غاية من الاستقامة على الهدى، ويأمر بالتوحيد والإسلام في الأرض ثم يموت كما مات غيره من الأنبياء والأخيار ويحكم بشريعة محمد عليه الصلاة والسلام لا بشريعة الإنجيل ولا التوراة، يحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم . والله المستعان.

http://www.binbaz.org.sa/mat/10656


قال النبي صلى الله عليه وسلم: "والله لينزلن عيسى ابن مريم حكماً وعدلاً". الحديث متفق عليه(135).

وقد أجمع المسلمون على نزوله، فينزل عند المنارة البيضاء في شرقي دمشق، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين، فلا يحل لكافر يجد من ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلب الدجال حتى يدركه بباب لد فيقتله، ويكسر الصليب، ويضع الجزية، وتكون السجدة واحدة لله رب العالمين ويحج ويعتمر، كل هذا ثابت في صحيح مسلم وبعضه في الصحيحين كليهما(136). وروى الإمام أحمد وأبو داود أن عيسى يبقى بعد قتل الدجال أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون(137). وذكر البخاري في تاريخه أنه يدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم(138)، فالله أعلم.


-----------------------------------------------------------------------------

(135) رواه البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء (3448)،ومسلم، كتاب الإيمان (155).


(136).انظر: "صحيح البخاري" كتاب أحاديث الأنبياء (3448)، ومسلم، كتاب الإيمان (155)، وكتاب الحج (1252)، وكتب الفتن (2937).

(137) سنن أبي داود، كتاب الملاحم (4324)، ومسند أحمد (2/406)، وصححه الألباني.
(138) ذكره الترمذي في كتاب المناقب (3617)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/263)، وقال: هذا لا يصح عندي.


من :

مختصر لمعة الاعتقاد الهادي الى سبيل الرشاد

فصل في السمعيات :

http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16863.shtml

ببوشة
2015-03-25, 11:28
بسم الله الرّحمن الرّحيم


أوّلاً ، الأخ الكريم لقد رميتني بشيء أنتَ مسئول عنه يوم القيامة ، إذ تقول أنّ استنكاري لكلامك وهو مجرد استنكار منّي ، تقول أنّني بهذا أكفّرك ...
وهذا أمر خطير تكتبه عنّي وهو شاهد عليك يوم القيامة أمام ربّ العباد الذي لايخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماوات ويعلم خائنة الأعين وماتخفي الصّدور .
اختنا المحترمة انا لم ارميك باي شيئ

وانما احسست من كلامك تلميحا الى كفري

و اخراجي من الملة.

والكلام الذي نسبتيه لي لم تردي عليه

و تبدين رايك فيه هل هو قول مسلم

ام لا.ربما كان عدم ردك نوعا من الاحراج

لانه تبين انه كلام الشيخ ابن باديس

الذي يقر فيه صراحة بعدم نسخ الاديان

السابقة؟


ثانيًا : لقد رددتُ عليك في أول مشاركتي حين قلت :



وأنا رددتُ عن قولك :

، أنّ اليهود والنصارى في هذا العصر لايدينون بدين الحق مثل الذين كانوا في عهد الرسل والأنبياء الذين ناصروهم فقط .من بني إسرائيل في عهد موسى عليه السلام ، والحواريون الذين ناصروا عيسى عليه السلام .

أمّا الآن فعقائد اليهود والنصارى أغلبها محرّفة .

فإذا كان النصراني يقول بالتثليت وأن عيسى هو الله ، وأنّه ابن الله ، وأنّ روح القدس هو الله يقولون بتثليت الألوهية .، قال تعالى:

﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [المائدة: ٧٣].

مسالة تحريف الاديان السابقة من عدمه

هذا بحث اخر,فرجاءا لا نخلط بين المواضيع

فنحن الان نناقش مسالة نسخ الاديان السابقة

هل هي ثابتة بنص ام لا.



، وبعد تحريفهم للدّين جاء محمد رسول الله وخاتم النّبيين يجدّد الملّة الحنيفية ، و ويقول بحديثه : " لاَ يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثم لا يُؤْمِنْ بالذي جئت به إِلاَّ دخل النَّارِ "
هذا الحديث يتعارض مع الكثير من الايات

و حتى لو سلمنا جدلا انه صحيح متنا فهو

يتحدث عن الايمان و ليس الاتباع.



عيسى بن مريم هو رسول الله وهو عبد الله ورسوله، ويصدق برسالته عليه الصلاة والسلام وأنه سوف ينزل في آخر الزمان، سوف يحكم بشريعة محمد -صلى الله عليه وسلم-

وسوف يقتل الله على يديه الدجال ويعيش الناس في زمانه عيشةً عظيمة في غاية من الاستقامة على الهدى، ويأمر بالتوحيد والإسلام في الأرض ثم يموت كما مات غيره من الأنبياء والأخيار ويحكم بشريعة محمد عليه الصلاة والسلام لا بشريعة الإنجيل ولا التوراة، يحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم . والله المستعان.

كل هذا خلط و تشتيت للموضوع الاصلي و مع ذلك

فعيسى عليه السلام لن يحكم بشريعة نبينا صلى

الله عليه وسلم و هذا واضح من خلال الجديث نفسه

و تبيان ذلك يتطلب التطرق لهذه النقطة لوحدها

و ليس دمجها ظمن نقاط عدة.









رجوعا الى صلب الموضوع ارجو ان يكو لديك ردا على كلام العلامة ابن باديس الذي

يقر و يصرح فيه بعدم نسخ الاديان,وكذلك ما جاء في كتاب التفسير الموضوعي

للقران الذي يقر فيه اكثر من 30 عالما بوجود معابد و كنائس لليهود و النصارى في

زمن رسولنا الكريم يعبد فيها الله برعاية من المسلمين انفسهم و اخبارا من الله عز وجل.

و لزيادة توضيح ذلك يرجى فهم كلام الشيخ ابن تيمية في كتابه هذا.




http://cdn.top4top.net/i_92737e3fac1.png (http://up.top4top.net/)

http://cdn.top4top.net/i_d154aae1b51.png (http://up.top4top.net/)

notajsim
2015-03-25, 14:31
قال الحق تعالى : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) آل عمران



و قال لرسوله الكريم عنهم :
لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)


قال تعالى :
وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (199) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-25, 19:27
بسم الله الرّحمن الرّحيم


رجوعا الى صلب الموضوع ارجو ان يكو لديك ردا على كلام العلامة ابن باديس الذي

يقر و يصرح فيه بعدم نسخ الاديان,وكذلك ما جاء في كتاب التفسير الموضوعي

للقران الذي يقر فيه اكثر من 30 عالما بوجود معابد و كنائس لليهود و النصارى في

زمن رسولنا الكريم يعبد فيها الله برعاية من المسلمين انفسهم و اخبارا من الله عز وجل.

و لزيادة توضيح ذلك يرجى فهم كلام الشيخ ابن تيمية في كتابه هذا.




http://cdn.top4top.net/i_92737e3fac1.png (http://up.top4top.net/)

http://cdn.top4top.net/i_d154aae1b51.png (http://up.top4top.net/)





أبدأ كلامي بكلام الشيخ ابن باديس رحمه الله الذي قاله في خاتمة : ( رسالة جواب سؤال عن سوء مقال: ) قال رحمه الله:


( الواجب على كلّ مسلم في كلّ مكان أن يعتقد عقدًا يتشرّبه قلبه ، وتسكن له نفسه ، وينشرح له صدره ، ويلهج به لسانه ، وتنبني عليه أعماله ، أنّ دين الله تعالى من عقائد الإيمان وقواعد الإسلام و وطرائق الإحسان ، إنّما هو في القرآن والسُنَّة الصّحيحة ، وعمل السّلف الصّالح ، من الصّحابة والتّابعين وأتباع التّابعين ، وأنّ كلّ ما خرج عن هذه الأصول ، ولم يحضى لديها بالقَبُول ، قولاً كان أو عملاً أو عقدًا أو حالاً ، فإنّه باطلٌ من أصله ، مردودٌ على صاحبه ، كائنًا مَن كان ، في كلّ مكان وزمان ..)



يقول ابن باديس رحمه الله في تفسيره سورة المائدة الآية 15، 16 :

(تفسير ابن باديس الجزء1/صفحة 106/107/108/109 /

عنوانه: جالس التّذكير من كلام الحكيم الخبير

( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾ )

أرسل الله محمّدًا صلى الله عليه وسلم لجميع الأمم ، فكانت رسالته عامّة وكانت دعوته عامّة مثلها ، وجاءت آيات القرآن بالدعوة العامّة في مقامات ، و بالدعوة الخاصة لبعض من شملتهم الدعوة العامة في مقامات أخرى .

ولمّا أرسل الله محمّدًا صلى الله عليه وسلم كان الخلق قسمين أهل الكتاب -وهم اليهود والنصارى - وغيرهم .

وكان أشرف القسمين أهل الكتاب بما عندهم من النصيب من الكتاب الذي أتوه على نسيانهم لحظ منه وتحريفهم لما حرّفوا ، وكانوا أولى القسمين باتّباع محمّد صلى الله عليه وسلم بما عرفوا قبله من الكتب و الأنبياء .

فلهذا وذاك كانت تُوجّه إليهم الدعوة الخاصّة بمثل قوله تعالى ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا ) إلى آخر الآيتين .

وفي ندائهم ب: ياأهل الكتاب تشريفٌ وتعظيمٌ لهم بإضافتهم للكتب ، وبَعْثٌ لهم على قَبُول ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، لأنّه جاء بكتاب وهم أهل الكتاب ، واحتجاجٌ عليهم بأنّ الإيمان بالكتاب الذي عندكم بمقتضى الإيمان بالكتاب الذي جاء به لأنّه من جنسه .

أدب واقتداء :

هذا هو أدب الإسلام في دعوة غير أهله ، ليعلّمنا كيف ينبغي أن نختار عند الدعوة لأحدٍ أحسن ما يُدعَى به ، وكيف ننتقي ما يناسب ما نريد دعوته إليه ، فدعاء الشخص بما يحبّ مما يلفته إليك ويفتح لك سمعه وقلبه ، ودعاؤه بما يكره يكون أوّل حائل يبعد بينك وبينه .

وإذا كان هذا الأدب عامًّا في كلّ تداع وتخاطب ، فأحقّ النّاس بمراعاته هم الدعاة إلى الله والمبيّنون لدينه سواء دعوا المسلمين أو غير المسلمين .

بيانه لهم وحجّته عليهم

كانت كتبهم مقصورة على أحبارهم ورهبانهم مخفيةً عندهم لاتصل إليها أيدي عامّتهم ، فكانوا يُظهرون منها مايشاءون ، ولاتعرف عامّتهم منها إلاّ ما أظهروا ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أمّيّ من أمة أميّة يبيّن لهم بما أنزل الله عليه وأوحى إليه به من آيات الله وحججه وأحكامه وكلمات رسله فيما عندهم ممّا هو حجّة عليهم مقدارًا كثيرًا ، ويتجاوز عن كثير فيما عندهم من ذكر قبائح أسلافهم وذمّهم ، وما لقي رسل الله عليهم الصلاة والسلام من عنتهم وشرّهم وأذاهم .

فكان هذا البيان العليم وهذا الخُلُقُ الكريم من هذا النبي الأمّي كافيًا أن يعرّفهم بنبوّته وصدق دعوته ونهوض حجّته ، ولهذا ذكر الله هذا البيان وهذا التّجاوز في أوّل صفاته لمّا أخبرهم بمجيئه إليهم بقوله: ( يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ) .

تمثيل:

وفي أوّل الإصحاح العشرين من سفر اللاويين التصريح برجم الزناة ، فأبطل أحبارهم هذا الحكم وعوّضوه بغيره من التخفيف وكتموا النّص ، فبيّنه لهم النبي صلى الله عليه وسلم ، والقصة مشهورة في كتب السنن (29).

جاءت صفات النبي صلى الله عليه وسلم التي لاتنطبق على غيره فكتموها ، مثل قول عيسى عليه الصلاة والسلام في الفقرة الثانية عشرة وما بعدها في الإصحاح السادس عشر من إنجيل يوحنا : ( إن لي أمورًا كثيرةً أيضًا لأقول لكم ، ولكن لاتستطيعون أن تحتملوا الآن ، وأمّا متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق ، لأنّه لايتكلّم من نفسه ، بل كلّ ما يسمع يتكلّم به ويخبركم بأمور آتية. ذاك يمجدني لأنّه يأخذ مما هو لي ويخبركم ).

صرح عيسى -عليه الصلاة والسلام –بأنّ الله هو الإله وحده ، وأنّ عيسى رسوله ، فكتموها ، وقالوا فيه ما قالوا.

جاء في الفقرة الثانية من الإصحاح السابع عشر من إنجيل يوحنا قول عيسى عليه الصلاة والسلام : ( وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ، ويسوع المسيح الذي أرسلته ).

وأمثال هذا فيما عندهم كثير .


أدب واقتداء :

على الداعي إلى الله والمناظر في العلم أن يقصد إحقاق الحق وإبطال الباطل ، وإقناع الخصم بالحق وجلبه إليه ، فيقتصر من كلّ حديثه على ما يحصل له ذلك ، ويتجنّب ذكر العيوب والمثالب ، ولو كانت هنالك عيوب ومثالب –اقتداءًا بهذا الأدب القرآني في التجاوز ممّا في القوم عن كثير .

وفي ذكر العيوب والمثالب خروجٌ عن القصد ، وبعدٌ عن الأدب ، وتعدٍّ عن الخصم وإبعاد له، وتنفير عن الإستماع والقَبُول وهما المقصود من الدعوة والمناظرة .


نعمة الإظهار والبيان بالرّسول والقرآن :

لقد كان الناس –أهل الكتاب وغيرهم –قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في ظلام من الجهل بالله وبأنبيائه وشرعه .

ومن الجهل بآيات الله في أنفسهم وفي الكون ، ومن الجهل بنعم الله عليهم ، في أنفسهم بالعقل والفكر والإستعداد للخير والكمال ، وفي العالم المسخّر لهم بما أودع فيه من مرافق العيش والعمران والحياة ، ومن الجهل بقيمة أنفسهم الإنسانية وكرامتها وحرّيتها.

فلمّا بعث الله محمّدًا كان بقوله وبفعله وبسيرته معرّفًا للخلق بما كانوا يجهلون ، فكان نورًا ساطع في ذلك الظلام الحالك فبدّده عن البصائر .

وكما أن النور الكوني يظهر الموجودات الكونية فلايُحرم منها إلاّ معدوم البصر.

فكذلك كان محمد صلى الله عليه وسلم ذلك النور الربّاني مجلّيًا للحقائق البشرية كلّها ، ولايُحرم من إدراكها إلاّ مطموسو البصائر الذين زاغوا فأزاغ الله قلوبهم .

وكما كن محمد صلى الله عليه وسلم نورًا تنبعث من أقواله وأفعاله وسيرته الأشعّة الكاشفة للحقائق ، كذلك كان الكتاب الكريم الذي أنزله الله عليه يبيّن بسوره وآياته وكلماته تلك الحقائق أجلى بيان .

فبمحمد صلى الله عليه وسلم وكتابه تمّت نعمة الله تعالى على البشرية كلّها بإظهار وبيان كلّ ماتحتاج إلى إظهاره وبيانه .

ولمّا دعا الله إلى تصديق رسوله بالحجة العلمية الخلقية من بيانه وتجاوزه ، ذكّر بهذه النّعمة العظمى في قوله : (قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ) ص:110

وفي آخر الصفحة 114 ومايليها من الصفحة 115 يقول الشيخ رحمه الله :

وقد منّ الله بفضله على العباد بهذا النبي الكريم والكتاب العظيم ، فمَن آمن بهما واتّبعهما ففيهما ما يهديه إلى كلّ ما يحتاج إليه في كلّ سبيل من تلك السُبُل في الحياة ، باتّباعهما- واتّباعهما اتّباع لرضوان الله – يوفّقه الله ويسدّده في سلوك تلك السُّبُل –الفردية الجماعية والأممية –إلى ما يُفضي به إلى السّلامة والنجاة .

وتكون تلك السُبُل كلّها له سُبُل سلام ، أي سلامة ونجاة لأنّها أفضت به بإرشاد الله وتوفيقه جزاء لاتّباعه وتصديقه إليها ، كما قال تعالى " يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ "

ثمّ في الصفحة رقم 116 يقول الشيخ رحمه الله وعنون لذلك عنوان :

الإسلام هو السّبيل الجامع العام :

ماجاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، والقرآن العظيم هو دين الله الإسلام .

فكلّ ما دلّ الله عليه الخلق بهما ، وما وفق إليه من العلم والعمل باتّباعهما فهو من الإسلام .

ولهذا لمّا ذكر تعالى إرشاده وتوفيقه للذين اتّبعوا رضوانه وإخراجهم من الظلمات إلى النور ، ذكر إرشاده وتوفيقه لهم إلى الطريق المستوي الموصل إلى الكمال والسعادة ومرضاة الله ، الجامع لذلك كلّه (وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ).

وفي تفسير سورة النحل الآية 125 آخر كلام قاله من الصفحة 135 ويتمّه ما في الصفحة 136 :

وأمر نبيّه صلى الله عليه وسلم أن يدعو الناس أجمعين –وحذف معمول (ادع ) لإفادة العموم إلى هذه السبيل فقال تعالى : " ادْعُ إلى سبيل ربّك "


اهتداء:

أمر الله نبيّه صلى الله عليه وسلم أن يدعو إلى سبيل ربّه ، وهو الأمين المعصوم ، فما ترك شيئًا من سبيل ربّه إلاّ دعا إليه .

فعرفنا بهذا أنّ مالم يَدْعُ إليه محمد صلى الله عليه وسلم فليس من سبيل الربّ جلّ جلاله .

فاهتدينا بهذا –وأمثاله كثير –إلى الفرق بين الحق والباطل ، والهدى والضّلال ، ودعاة الله ودعاة الشّيطان .

فَمَن دعا إلى ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم فهو من دعاة الله ، يدعو إلى الحق والهُدى . ومَن دعا إلى مالم يدعُ إليه محمد صلى الله عليه وسلم فهو من دعاة الشيطان ، يدعو إلى الباطل والضّلال .


ثم ذكر الشيخ ابن باديس رحمه الله أركان الدعوة إلى الله وهي أربعة:ص:137 من تفسير سورة النحل .

الداعي : وهو النبي صلى الله عليه وسلم .

والمدعو : وهم جميع الناس .

والمدعو إليه : وهو سبيل الربّ جلّ جلاله ، والدعوة إلى سبيله الموصل إليه دعوة إليه ، فالمدعو إليه في الحقيقة هو الله تعالى .

والبيان عن الدعوة :وتجيء الآيات القرآنية منها ما هو حديث وبيان عن الدّاعي ، ومنها ماهو حديث وبيان عن المدعو إليه ، ومنها حديث وبيان عن بيان الدعوة ، وتتضمّن كلّ آيةٍ جاءت في واحدٍ الذكر أو الإشارة للثلاثة الأخرى.




المجلد الأول من تفسير ابن باديس رحمه الله .


http://www.archive.org/download/waq98435/01_98435.pdf



تنبيه مهمّ :



النقاش يُتبع إن شاء الله مع التنبيه للأخ ببوشة حين علّق :





هذا كلامي:

وبعد تحريفهم للدّين جاء محمد رسول الله وخاتم النّبيين يجدّد الملّة الحنيفية ، و ويقول بحديثه : " لاَ يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثم لا يُؤْمِنْ بالذي جئت به إِلاَّ دخل النَّارِ "

وهذا ردّه :

هذا الحديث يتعارض مع الكثير من الايات

و حتى لو سلمنا جدلا انه صحيح متنا فهو

يتحدث عن الايمان و ليس الاتباع.




اعلم أخي الكريم أنّ الإيمان......يقتضي الإتّباع ( يعني العمل بذلك الإيمان )....وهذا ما قرّر في أصول الإيمان .

وعلى ماأظنّ أن الشيخ ابن باديس رحمه الله قاله فيما نقلته إليكم أعلاه .


والفاهم يفهم بسرعة ما قاله الشيخ رحمه الله والذي يدلّ على أنّ الكتب المحرفة لايمكن العمل بها وأنّ دين محمد صلى الله عليه وسلم جاء لتوضيح ما كان عليه الأنبياء والمرسلون قبله من عقائد وأعمال وأخلاق ، فهذا يجعلنا نتمسّك بما جاء به خاتم الأنبياء والرسل وسيد ولد آدم حتّى نسلم وننجو من هول يوم القيامة .


ولي عودة أخرى إن شاء الله حول المسائل الأخرى مثل أنّ عيسى عليه السلام هل يعمل بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم أم لا؟ .


وفّقني الله وإيّاكم للحقّ والطّريق المستقيم .


وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنتَ أستغفرك وأتوب إليك .

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-25, 20:11
بسم الله الرّحمن الرّحيم

فرغم تنوّع الإنجيل واختلافه : لوقا ومتى ويوحنا ...ومرقس ، وهذا دليل على أنّ التحريف أصاب الإنجيل لأنّ كل كتاب يتكلّم بغير ما يتكلم به الآخر .


وقبل أن أعرض عليكم تفصيل النقاش أذكّركم بآية قرآنية واضحة جليّة لمن كان ذا فهم صحيح وسليم :


( وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) ) سورة البقرة .

يشرحها الإمام الطبري الذي يعتمد في تفسيراته عليه الشيخ ابن باديس رحمهما الله.

يقول الطبري رحمه الله :


وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى


الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَقَالُوا لَنْ يَدْخُل الْجَنَّة إلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى } يَعْنِي جَلّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ : { وَقَالُوا } وَقَالَتْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى : { لَنْ يَدْخُل الْجَنَّة } .

فَإِنْ قَالَ قَائِل : وَكَيْف جَمَعَ الْيَهُود وَالنَّصَارَى فِي هَذَا الْخَبَر مَعَ اخْتِلَاف مَقَالَة الْفَرِيقَيْنِ ؟, وَالْيَهُود تَدْفَع النَّصَارَى عَنْ أَنْ يَكُون لَهَا فِي ثَوَاب اللَّه نَصِيب , وَالنَّصَارَى تَدْفَع الْيَهُود عَنْ مِثْل ذَلِكَ ؟ قِيلَ : إنَّ مَعْنَى ذَلِكَ بِخِلَافِ الَّذِي ذَهَبَتْ إلَيْهِ , وَإِنَّمَا عَنَى بِهِ : وَقَالَتْ الْيَهُود : لَنْ يَدْخُل الْجَنَّة إلَّا مَنْ كَانَ هُودًا , وَقَالَتْ النَّصَارَى : لَنْ يَدْخُل الْجَنَّة إلَّا النَّصَارَى .

وَلَكِنَّ مَعْنَى الْكَلَام لَمَّا كَانَ مَفْهُومًا عِنْد الْمُخَاطَبِينَ بِهِ مَعْنَاهُ جُمِعَ الْفَرِيقَانِ فِي الْخَبَر عَنْهُمَا , فَقِيلَ : { قَالُوا لَنْ يَدْخُل الْجَنَّة إلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى } الْآيَة , أَيْ قَالَتْ الْيَهُود : لَنْ يَدْخُل الْجَنَّة إلَّا مَنْ كَانَ يَهُودِيًّا , وَقَالَتْ النَّصَارَى : لَنْ يَدْخُل الْجَنَّة إلَّا مَنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا .

وَأَمَّا قَوْله : { مَنْ كَانَ هُودًا } فَإِنَّ فِي الْهُود قَوْلَيْنِ : أَحَدهمَا أَنْ يَكُون جَمْع هَائِد , كَمَا جَاءَ عُوط جَمْع عَائِط , وَعُوذ جَمَعَ عَائِذ , وَحُول جَمْع حَائِل , فَيَكُون جَمْعًا لِلْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّث بِلَفْظِ وَاحِد ; وَالْهَائِد : التَّائِب الرَّاجِع إلَى الْحَقّ . وَالْآخَر أَنْ يَكُون مَصْدَرًا عَنْ الْجَمِيع , كَمَا يُقَال : " رَجُل صَوْم وَقَوْم صَوْم " , و " رَجُل فِطْر وَقَوْم فِطْر وَنِسْوَة فِطْر "

. وَقَدْ قِيلَ : إنَّ قَوْله : { إلَّا مَنْ كَانَ هُودًا } إنَّمَا هُوَ قَوْله : إلَّا مَنْ كَانَ يَهُودًا ; وَلَكِنَّهُ حَذَفَ الْيَاء الزَّائِدَة , وَرَجَعَ إلَى الْفِعْل مِنْ الْيَهُودِيَّة . وَقِيلَ : إنَّهُ فِي قِرَاءَة أُبَيٍّ : " إلَّا مَنْ كَانَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا " . وَقَدْ بَيَّنَّا فِيمَا مَضَى مَعْنَى النَّصَارَى وَلِمَ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ وَجُمِعَتْ كَذَلِكَ بِمَا أَغْنَى عَنْ إعَادَته .

(تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ )

وَأَمَّا قَوْله : { تِلْكَ أَمَانِيّهمْ } فَإِنَّهُ خَبَر مِنْ اللَّه تَعَالَى ذِكْره عَنْ قَوْل الَّذِينَ قَالُوا : { لَنْ يَدْخُل الْجَنَّة إلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى } أَنَّهُ أَمَانِيّ مِنْهُمْ يَتَمَنَّوْنَهَا عَلَى اللَّه بِغَيْرِ حَقّ وَلَا حُجَّة وَلَا بُرْهَان وَلَا يَقِين عِلْم بِصِحَّةِ مَا يَدَّعُونَ , وَلَكِنْ بِادِّعَاءِ الْأَبَاطِيل وَأَمَانِيّ النَّفُوس الْكَاذِبَة .

كَمَا : 1492 - حَدَّثَنَا بِشْر بْن مُعَاذ , قَالَ : ثنا يَزِيد بْن زُرَيْعٍ , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة : { تِلْكَ أَمَانِيّهمْ } أَمَانِيّ يَتَمَنَّوْنَهَا عَلَى اللَّه كَاذِبَة . 1493 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا إسْحَاق , قَالَ : ثنا ابْن أَبِي جَعْفَر , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ الرَّبِيع : { تِلْكَ أَمَانِيّهمْ } قَالَ : أَمَانِيّ تَمَنَّوْا عَلَى اللَّه بِغَيْرِ الْحَقّ .


قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانكُمْ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } . وَهَذَا أَمْر مِنْ اللَّه جَلّ ثَنَاؤُهُ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدُعَاءِ الَّذِينَ { قَالُوا لَنْ يَدْخُل الْجَنَّة إلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى } إلَى أَمْر عَدْل بَيْن جَمِيع الْفِرَق مُسْلِمهَا وَيَهُودِهَا وَنَصَارَاهَا , وَهُوَ إقَامَة الْحُجَّة عَلَى دَعْوَاهُمْ الَّتِي ادَّعَوْا مِنْ أَنَّ الْجَنَّة لَا يَدْخُلهَا إلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى .

يَقُول اللَّه لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا مُحَمَّد قُلْ لِلزَّاعِمِينَ أَنَّ الْجَنَّة لَا يَدْخُلهَا إلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى دُون غَيْرهمْ مِنْ سَائِر الْبَشَر : هَاتُوا بُرْهَانكُمْ عَلَى مَا تَزْعُمُونَ مِنْ ذَلِكَ فَنُسَلِّم لَكُمْ دَعْوَاكُمْ إنْ كُنْتُمْ فِي دَعْوَاكُمْ مِنْ أَنَّ الْجَنَّة لَا يَدْخُلهَا إلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى مُحِقِّينَ .

وَالْبُرْهَان : هُوَ الْبَيَان وَالْحُجَّة وَالْبَيِّنَة . كَمَا : 1494 - حَدَّثَنَا بِشْر بْن مُعَاذ , قَالَ : ثنا يَزِيد بْن زُرَيْعٍ , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة : { هَاتُوا بُرْهَانكُمْ } هَاتُوا بَيِّنَتكُمْ . 1495 - حَدَّثَنِي مُوسَى , قَالَ : ثنا عَمْرو , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ : { هَاتُوا بُرْهَانكُمْ } هَاتُوا حُجَّتكُمْ . 1496 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثنا حَجَّاج , عَنْ ابْن جُرَيْجٍ , عَنْ مُجَاهِد : { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانكُمْ } قَالَ : حُجَّتكُمْ . 1497 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا إسْحَاق , قَالَ : ثنا ابْن أَبِي جَعْفَر , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ الرَّبِيع : { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانكُمْ } أَيْ حُجَّتكُمْ . وَهَذَا الْكَلَام وَإِنْ كَانَ ظَاهِره ظَاهِر دُعَاء الْقَائِلِينَ : { لَنْ يَدْخُل الْجَنَّة إلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى } إلَى إحْضَار حُجَّة عَلَى دَعْوَاهُمْ مَا ادَّعَوْا مِنْ ذَلِكَ , فَإِنَّهُ بِمَعْنَى تَكْذِيب مِنْ اللَّه لَهُمْ فِي دَعْوَاهُمْ وَقَيْلهمْ ; لِأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا قَادِرِينَ عَلَى إحْضَار بُرْهَان عَلَى دَعْوَاهُمْ تِلْكَ أَبَدًا .

وَقَدْ أَبَانَ قَوْله : { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهه لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِن } عَلَى أَنَّ الَّذِي ذَكَرْنَا مِنْ الْكَلَام بِمَعْنَى التَّكْذِيب لِلْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فِي دَعْوَاهُمْ مَا ذَكَرَ اللَّه عَنْهُمْ . وَأَمَّا تَأْوِيل قَوْله : { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانكُمْ } فَإِنَّهُ : أَحْضَرُوا وَأَتَوْا بِهِ .

http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura2-aya111.html



بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهه لِلَّهِ } يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلّ ثَنَاؤُهُ : { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ } أَنَّهُ لَيْسَ كَمَا قَالَ الزَّاعِمُونَ { لَنْ يَدْخُل الْجَنَّة إلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى } وَلَكِنْ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهه لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِن , فَهُوَ الَّذِي يَدْخُلهَا وَيُنَعَّم فِيهَا .

كَمَا : 1498 - حَدَّثَنِي مُوسَى , قَالَ : ثنا عَمْرو , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ , قَالَ : أَخْبَرَهُمْ أَنَّ مَنْ يَدْخُل الْجَنَّة هُوَ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهه لِلَّهِ الْآيَة . وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى { بَلَى } فِيمَا مَضَى قَبْل . وَأَمَّا قَوْله : { مَنْ أَسْلَمَ وَجْهه لِلَّهِ } فَإِنَّهُ يَعْنِي بِإِسْلَامِ الْوَجْه التَّذَلُّل لِطَاعَتِهِ وَالْإِذْعَان لِأَمْرِهِ .

وَأَصْل الْإِسْلَام : الِاسْتِسْلَام ; لِأَنَّهُ مِنْ اسْتَسْلَمْت لِأَمْرِهِ , وَهُوَ الْخُضُوع لِأَمْرِهِ . وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْمُسْلِم مُسْلِمًا بِخُضُوعِ جَوَارِحه لِطَاعَةِ رَبّه .

كَمَا : 1499 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا إسْحَاق , قَالَ : ثنا ابْن أَبِي جَعْفَر , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ الرَّبِيع : { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهه لِلَّهِ } يَقُول : أَخْلَص لِلَّهِ . وَكَمَا قَالَ زَيْد بْن عَمْرو بْن نُفَيْل : وَأَسْلَمْت وَجْهِي لِمَنْ أَسْلَمْت لَهُ الْمُزْن تَحْمِل عَذْبًا زُلَالًا يَعْنِي بِذَلِكَ : اسْتَسْلَمْت لِطَاعَةِ مَنْ اسْتَسْلَمَ لِطَاعَتِهِ الْمُزْن وَانْقَادَتْ لَهُ .

وَخَصَّ اللَّه جَلّ ثَنَاؤُهُ بِالْخَبَرِ عَمَّنْ أَخْبَرَ عَنْهُ بِقَوْلِهِ : { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهه لِلَّهِ } بِإِسْلَامِ وَجْهه لَهُ دُون سَائِر جَوَارِحه ; لِأَنَّ أَكْرَم أَعْضَاء ابْن آدَم وَجَوَارِحه وَجْهه , وَهُوَ أَعْظَمهَا عَلَيْهِ حُرْمَة وَحَقًّا , فَإِذَا خَضَعَ لِشَيْءِ وَجْهه الَّذِي هُوَ أَكْرَم أَجْزَاء جَسَده عَلَيْهِ فَغَيْره مِنْ أَجْزَاء جَسَده أَحْرَى أَنْ يَكُون أَخْضَع لَهُ .

وَلِذَلِكَ تَذْكُر الْعَرَب فِي مَنْطِقهَا الْخَبَر عَنْ الشَّيْء فَتُضِيفهُ إلَى وَجْهه وَهِيَ تَعْنِي بِذَلِكَ نَفْس الشَّيْء وَعَيْنه , كَقَوْلِ الْأَعْشَى : أُؤَوِّل الْحُكْم عَلَى وَجْهه لَيْسَ قَضَائِي بِالْهَوَى الْجَائِر يَعْنِي بِقَوْلِهِ : " عَلَى وَجْهه " : عَلَى مَا هُوَ بِهِ مِنْ صِحَّته وَصَوَابه .

وَكَمَا قَالَ ذُو الرُّمَّة : فَطَاوَعْت هَمِّي وَانْجَلَى وَجْه بَازِل مِنْ الْأَمْر لَمْ يَتْرُك خِلَاجًا بِزَوْلِهَا يُرِيد : " وَانْجَلَى الْبَازِل مِنْ الْأَمْر فَتَبَيَّنَ " , وَمَا أَشْبَه ذَلِكَ , إذْ كَانَ حُسْن كُلّ شَيْء وَقُبْحه فِي وَجْهه , وَكَانَ فِي وَصْفهَا مِنْ الشَّيْء وَجْهه بِمَا تَصِفهُ بِهِ إبَانَة عَنْ عَيْن الشَّيْء وَنَفْسه .

فَكَذَلِكَ مَعْنَى قَوْله جَلّ ثَنَاؤُهُ : { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهه لِلَّهِ } إنَّمَا يَعْنِي : بَلَى مَنْ أَسْلَمَ لِلَّهِ بَدَنه , فَخَضَعَ لَهُ بِالطَّاعَةِ جَسَده ; { وَهُوَ مُحْسِن } فِي إسْلَامه لَهُ جَسَده , { فَلَهُ أَجْره عِنْد رَبّه } . فَاكْتَفَى بِذِكْرِ الْوَجْه مِنْ ذِكْر جَسَده لِدَلَالَةِ الْكَلَام عَلَى الْمَعْنَى الَّذِي أُرِيدَ بِهِ بِذِكْرِ الْوَجْه .

وَهُوَ مُحْسِنٌ

وَأَمَّا قَوْله : { وَهُوَ مُحْسِن } فَإِنَّهُ يَعْنِي بِهِ فِي حَال إحْسَانه . وَتَأْوِيل الْكَلَام : بَلَى مَنْ أَخْلَص طَاعَته لِلَّهِ وَعِبَادَته لَهُ مُحْسِنًا فِي فِعْله ذَلِكَ .

فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { فَلَهُ أَجْره عِنْد رَبّه } . يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلّ ثَنَاؤُهُ : { فَلَهُ أَجْره عِنْد رَبّه } فَلِلْمُسْلِمِ وَجْهه لِلَّهِ مُحْسِنًا جَزَاؤُهُ وَثَوَابه عَلَى إسْلَامه وَطَاعَته رَبّه عِنْد اللَّه فِي مُعَاده .


وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ

وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ : { وَلَا خَوْف عَلَيْهِمْ } عَلَى الْمُسْلِمِينَ وُجُوههمْ لِلَّهِ وَهُمْ مُحْسِنُونَ , الْمُخْلِصِينَ لَهُ الدِّين فِي الْآخِرَة مِنْ عِقَابه وَعَذَاب جَحِيمه , وَمَا قَدِمُوا عَلَيْهِ مِنْ أَعْمَالهمْ .


وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ

وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ : { وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ عَلَى مَا خَلَفُوا وَرَاءَهُمْ فِي الدُّنْيَا , وَلَا أَنْ يَمْنَعُوا مَا قَدِمُوا عَلَيْهِ مِنْ نَعِيم مَا أَعَدَّ اللَّه لِأَهْلِ طَاعَته . وَإِنَّمَا قَالَ جَلّ ثَنَاؤُهُ : { وَلَا خَوْف عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } وَقَدْ قَالَ قَبْل : { فَلَهُ أَجْره عِنْد رَبّه } لِأَنَّ " مَنْ " الَّتِي فِي قَوْله : { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهه لِلَّهِ } فِي لَفْظ وَاحِد وَمَعْنَى جَمِيع , فَالتَّوْحِيد فِي قَوْله : { فَلَهُ أَجْره } لِلَّفْظِ , وَالْجَمْع فِي قَوْله : { وَلَا خَوْف عَلَيْهِمْ } لِلْمَعْنَى .


http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura2-aya112.html


للكلام بقية إن شاء الله

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-25, 20:37
بسم الله الرّحمن الرّحيم


قال الشيخ السعدي في تفسيره للآيات التالية من سورة المائدة :



( وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ( 12 ) فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ( 13 ) ) .

يخبر تعالى أنه أخذ على بني إسرائيل الميثاق الثقيل المؤكد، وذكر صفة الميثاق وأجرهم إن قاموا به، وإثمهم إن لم يقوموا به، ثم ذكر أنهم ما قاموا به، وذكر ما عاقبهم به، فقال: ( وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) أي: عهدهم المؤكد الغليظ، ( وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ) أي: رئيسا وعريفا على من تحته، ليكون ناظرا عليهم، حاثا لهم على القيام بما أُمِرُوا به، مطالبا يدعوهم.

( وَقَالَ اللَّهُ ) للنقباء الذين تحملوا من الأعباء ما تحملوا: ( إِنِّي مَعَكُمْ ) أي: بالعون والنصر، فإن المعونة بقدر المؤنة.

ثم ذكر ما واثقهم عليه فقال: ( لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ ) ظاهرا وباطنا، بالإتيان بما يلزم وينبغي فيها، والمداومة على ذلك ( وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ ) لمستحقيها ( وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي ) جميعهم، الذين أفضلهم وأكملهم محمد صلى الله عليه وسلم، ( وَعَزَّرْتُمُوهُمْ ) أي: عظمتموهم، وأديتم ما يجب لهم من الاحترام والطاعة ( وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ) وهو الصدقة والإحسان، الصادر عن الصدق والإخلاص وطيب المكسب، فإذا قمتم بذلك ( لأكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ ) فجمع لهم بين حصول المحبوب بالجنة وما فيها من النعيم، واندفاع المكروه بتكفير السيئات، ودفع ما يترتب عليها من العقوبات.

( فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ ) العهد والميثاق المؤكد بالأيمان والالتزامات، المقرون بالترغيب بذكر ثوابه.

( فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ) أي: عن عمد وعلم، فيستحق ما يستحقه الضالون من حرمان الثواب، وحصول العقاب. فكأنه قيل: ليت شعري ماذا فعلوا؟ وهل وفّوا بما عاهدوا الله عليه أم نكثوا؟

فبيّن أنّهم نقضوا ذلك فقال: ( فَبِمَا نَقْضِهِم مِيثَاقَهُمْ ) .

أي: بسببه عاقبناهم بعدة عقوبات: الأولى: أنا ( لَعَنَّاهُمْ ) أي: طردناهم وأبعدناهم من رحمتنا، حيث أغلقوا على أنفسهم أبواب الرحمة، ولم يقوموا بالعهد الذي أخذ عليهم، الذي هو سببها الأعظم.

الثانية: قوله: ( وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ) أي: غليظة لا تجدي فيها المواعظ، ولا تنفعها الآيات والنذر، فلا يرغبهم تشويق، ولا يزعجهم تخويف، وهذا من أعظم العقوبات على العبد، أن يكون قلبه بهذه الصفة التي لا يفيده الهدى, والخير إلا شرا.

الثالثة: أنهم ( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَوَاضِعِهِ ) أي: ابتلوا بالتغيير والتبديل، فيجعلون للكلم الذي أراد الله معنى غير ما أراده الله ولا رسوله.

الرابعة: أنهم ( نَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ) فإنّهم ذكروا بالتوراة، وبما أنزل الله على موسى، فنسوا حظا منه، وهذا شامل لنسيان علمه، وأنهم نسوه وضاع عنهم، ولم يوجد كثير مما أنساهم الله إياه عقوبة منه لهم.

وشامل لنسيان العمل الذي هو الترك، فلم يوفقوا للقيام بما أمروا به، ويستدل بهذا على أهل الكتاب بإنكارهم بعض الذي قد ذكر في كتابهم، أو وقع في زمانهم، أنه مما نسوه.

الخامسة: الخيانة المستمرة التي ( لا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ ) أي: خيانة لله ولعباده المؤمنين.

ومن أعظم الخيانة منهم، كتمهم [ عن ] من يعظهم ويحسن فيهم الظن الحق، وإبقاؤهم على كفرهم، فهذه خيانة عظيمة. وهذه الخصال الذميمة، حاصلة لكل من اتصف بصفاتهم.

فكل من لم يقم بما أمر الله به، وأخذ به عليه الالتزام، كان له نصيب من اللعنة وقسوة القلب، والابتلاء بتحريف الكلم، وأنه لا يوفق للصواب، ونسيان حظ مما ذُكِّر به، وأنه لا بد أن يبتلى بالخيانة، نسأل الله العافية.

وسمى الله تعالى ما ذكروا به حظا، لأنه هو أعظم الحظوظ، وما عداه فإنما هي حظوظ دنيوية، كما قال تعالى: فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وقال في الحظ النافع: وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ

وقوله: ( إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ ) أي: فإنهم وفوا بما عاهدوا الله عليه فوفقهم وهداهم للصراط المستقيم.

( فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ) أي: لا تؤاخذهم بما يصدر منهم من الأذى، الذي يقتضي أن يعفى عنهم، واصفح، فإن ذلك من الإحسان ( إن اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) والإحسان: هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه، فإنه يراك. وفي حق المخلوقين: بذل النفع الديني والدنيوي لهم.


وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ( 14 ) .

أي: وكما أخذنا على اليهود العهد والميثاق، فكذلك أخذنا على ( الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ) لعيسى ابن مريم، وزكوا أنفسهم بالإيمان بالله ورسله وما جاءوا به، فنقضوا العهد، ( فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ) نسيانا علميا، ونسيانا عمليا. ( فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) أي: سلطنا بعضهم على بعض، وصار بينهم من الشرور والإحن ما يقتضي بغض بعضهم بعضا ومعاداة بعضهم بعضا إلى يوم القيامة، وهذا أمر مشاهد، فإن النصارى لم يزالوا ولا يزالون في بغض وعداوة وشقاق. ( وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ) فيعاقبهم عليه.


يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ( 15 ) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( 16 ) .

لمّا ذكر تعالى ما أخذه الله على أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وأنهم نقضوا ذلك إلا قليلا منهم، أمرهم جميعا أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، واحتج عليهم بآية قاطعة دالة على صحة نبوته، وهي: أنه بين لهم كثيرا مما يُخْفُون عن الناس، حتى عن العوام من أهل ملتهم، فإذا كانوا هم المشار إليهم في العلم ولا علم عند أحد في ذلك الوقت إلا ما عندهم، فالحريص على العلم لا سبيل له إلى إدراكه إلا منهم، فإتيان الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن العظيم الذي بيَّن به ما كانوا يتكاتمونه بينهم، وهو أُمِّيّ لا يقرأ ولا يكتب - من أدل الدلائل على القطع برسالته، وذلك مثل صفة محمد في كتبهم، ووجود البشائر به في كتبهم، وبيان آية الرجم ونحو ذلك.

( وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ) أي: يترك بيان ما لا تقتضيه الحكمة.

( قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ ) وهو القرآن، يستضاء به في ظلمات الجهالة وعماية الضلالة.

( وَكِتَابٌ مُبِينٌ ) لكل ما يحتاج الخلق إليه من أمور دينهم ودنياهم. من العلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله، ومن العلم بأحكامه الشرعية وأحكامه الجزائية.

ثم ذكر مَنْ الذي يهتدي بهذا القرآن، وما هو السبب الذي من العبد لحصول ذلك، فقال: ( يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ ) أي: يهدي به من اجتهد وحرص على بلوغ مرضاة الله، وصار قصده حسنا - سبل السلام التي تسلم صاحبها من العذاب، وتوصله إلى دار السلام، وهو العلم بالحق والعمل به، إجمالا وتفصيلا.

( وَيُخْرِجُهُم مِنَ ) ظلمات الكفر والبدعة والمعصية، والجهل والغفلة، إلى نور الإيمان والسنة والطاعة والعلم، والذكر. وكل هذه الهداية بإذن الله، الذي ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن. ( وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) .


لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 17 ) .

لما ذكر تعالى أخذ الميثاق على أهل الكتابين، وأنهم لم يقوموا به بل نقضوه، ذكر أقوالهم الشنيعة.

فذكر قول النصارى، القول الذي ما قاله أحد غيرهم، بأن الله هو المسيح ابن مريم، ووجه شبهتهم أنه ولد من غير أب، فاعتقدوا فيه هذا الاعتقاد الباطل مع أن حواء نظيره، خُلِقَت بلا أم، وآدم أولى منه، خلق بلا أب ولا أم، فهلا ادعوا فيهما الإلهية كما ادعوها في المسيح؟

فدل على أن قولهم اتباع هوى من غير برهان ولا شبهة. فرد الله عليهم بأدلة عقلية واضحة فقال: ( قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأرْضِ جَمِيعًا ) .

فإذا كان المذكورون لا امتناع عندهم يمنعهم لو أراد الله أن يهلكهم، ولا قدرة لهم على ذلك - دل على بطلان إلهية من لا يمتنع من الإهلاك، ولا في قوته شيء من الفكاك.

ومن الأدلة أن ( لِلَّهِ ) وحده ( مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ) يتصرف فيهم بحكمه الكوني والشرعي والجزائي، وهم مملوكون مدبرون، فهل يليق أن يكون المملوك العبد الفقير، إلها معبودا غنيا من كل وجه؟ هذا من أعظم المحال.

ولا وجه لاستغرابهم لخلق المسيح عيسى ابن مريم من غير أب، فإن الله ( يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ) إن شاء من أب وأم، كسائر بني آدم، وإن شاء من أب بلا أم، كحواء. وإن شاء من أم بلا أب، كعيسى. وإن شاء من غير أب ولا أم [ كآدم ] .


وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ( 18 ) .

فنوع خليقته تعالى بمشيئته النافذة، التي لا يستعصي عليها شيء، ولهذا قال: وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

ومن مقالات اليهود والنصارى أن كلا منهما ادعى دعوى باطلة، يزكون بها أنفسهم، بأن قال كل منهما: ( نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ) .

والابن في لغتهم هو الحبيب، ولم يريدوا البنوة الحقيقية، فإن هذا ليس من مذهبهم إلا مذهب النصارى في المسيح.
قال الله ردا عليهم حيث ادعوا بلا برهان: ( قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ) ؟

فلو كنتم أحبابه ما عذبكم [ لكون الله لا يحب إلا من قام بمراضيه ] .

( بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ) تجري عليكم أحكام العدل والفضل ( يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ) إذا أتوا بأسباب المغفرة أو أسباب العذاب، ( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) أي: فأي شيء خصكم بهذه الفضيلة، وأنتم من جملة المماليك ومن جملة من يرجع إلى الله في الدار الآخرة، فيجازيكم بأعمالكم.


يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 19 )
.

يدعو تبارك وتعالى أهل الكتاب - بسبب ما من عليهم من كتابه- أن يؤمنوا برسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ويشكروا الله تعالى الذي أرسله إليهم على حين ( فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ ) وشدة حاجة إليه.

وهذا ممّا يدعو إلى الإيمان به، وأنه يبين لهم جميع المطالب الإلهية والأحكام الشرعية.

وقد قطع الله بذلك حجتهم، لئلا يقولوا: ( مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ) يبشر بالثواب العاجل والآجل، وبالأعمال الموجبة لذلك، وصفة العاملين بها. وينذر بالعقاب العاجل والآجل، وبالأعمال الموجبة لذلك، وصفة العاملين بها.

( وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) انقادت الأشياء طوعا وإذعانا لقدرته، فلا يستعصي عليه شيء منها، ومن قدرته أن أرسل الرسل، وأنزل الكتب، وأنه يثيب من أطاعهم ويعاقب من عصاهم.


http://www.e-quran.com/saady/saady-s5.html


وهذا كلّه يقوّي حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( لاَ يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثم لا يُؤْمِنْ بالذي جئت به إِلاَّ دخل النَّارِ )



وللحديث بقية إن شاء الله

عَبِيرُ الإسلام
2015-03-25, 21:12
بسم الله الرّحمن الرّحيم



قال الشيخ محمد علي فركوس وفّقه الله بالأدلّة والبرهان السّاطع :


[ ومن جهةٍ أخرى فإنَّ المعلوم بالضرورة أنَّ الله أرسل نبيَّه صلَّى الله عليه وسلَّم إلى الخلق كافَّةً بشيرًا ونذيرًا إنسِهم وجِنِّهم، وحكمُه باقٍ إلى قيام الساعة.

وقد صحَّ -بالنّصوص الحديثية- أنَّ عيسى عليه السلام حين ينزل من السماء فإنّه يكون متَّبِعًا لشريعة محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم كما جاء في حديث: «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ فَأَمَّكُمْ مِنْكُمْ»، وقد فسَّره ابنُ أبي ذئبٍ(٣٣) -أحدُ رُوَاته- بقوله: «فأمَّكم بكتاب ربِّكم تبارك وتعالى وسنَّةِ نبيِّكم صلَّى الله عليه وسلَّم»(٣٤).

بل الأنبياءُ جميعًا لو كانوا أحياءً بعد بِعثته صلَّى الله عليه وسلَّم ما وَسِعَهم إلاَّ اتِّباعُه، وهو الميثاقُ الذي أخذه الله عليهم في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ) [آل عمران: ٨١](٣٥).

وقد ثَبَت مِن حديث جابر بن عبد الله(٣٦) رضي الله عنهما في قصَّة عمرَ بنِ الخطَّاب(٣٧) رضي الله عنه حين أمسك بصحيفةٍ من التوراة فأنكر عليه صلَّى الله عليه وسلَّم وقال له: «أَمُتَهَوِّكُونَ(٣٨)فِيهَا يَا ابْنَ الخَطَّابِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لاَ تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلاَّ أَنْ يَتَّبِعَنِي»(٣٩).

قال ابن أبي العزِّ(٤٠) -رحمه الله-: «وأمَّا من يتعلَّق بقصَّة موسى مع الخَضِر عليه السلام، في تجويز الاستغناء عن الوحي بالعلم اللَّدُنيِّ الذي يدَّعيه بعضُ مَن عَدِم التوفيقَ؛ فهو مُلْحِدٌ زنديقٌ، فإنَّ موسى عليه السلام لم يكن مبعوثًا إلى الخَضِر، ولم يكن الخَضِرُ مأمورًا بمتابعته، ولهذا قال له: «أنت موسى بني إسرائيل؟» قال: «نعم»، ومحمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم مبعوثٌ إلى جميع الثَّقَلين، ولو كان موسى وعيسى حيَّين لكانا مِن أتباعه، وإذا نزل عيسى عليه السلام إلى الأرض إنما يحكم بشريعة محمَّدٍ، فمَن ادَّعى أنه مع محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم كالخَضِر مع موسى، أو جوَّز ذلك لأحدٍ من الأمَّة؛ فلْيجدِّدْ إسلامَه، ولْيَشهدْ شهادةَ الحقِّ، فإنه مفارِقٌ لدين الإسلام بالكلِّيَّة، فضلاً عن أن يكون من أولياء الله، وإنما هو مِن أولياء الشيطان، وهذا الموضع مفرِّقٌ بين زنادقة القوم وأهل الاستقامة، وكذا مَن يقول بأنَّ الكعبة تطوف برجالٍ منهم حيث كانوا!! فهلاَّ خرجت الكعبةُ إلى الحُدَيْبِيَة فطَافَتْ برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حين أُحْصِرَ عنها وهو يوَدُّ منها نظرةً؟! وهؤلاء لهم شَبَهٌ بالذين وصَفَهم الله تعالى حيث يقول: ﴿بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً. كَلاَّ بَلْ لاَ يَخَافُونَ الآخِرَةَ. كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ. فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ. وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾ [المدَّثِّر: ٥٢-٥٦]»(٤١).

وعليه، فإنّه إذا كان لا يُستثنى أحدٌ من متابعة النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم من الأنبياء والمرسلين؛ فالخَضِرُ إن كان نبيًّا فلا يخرج حكمُه عن سائر الأنبياء، وإن كان وليًّا فحريٌّ أن لا ينفكَّ عن شريعة محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم بالأَوْلى، وغيرُه مِن الأولياء بالأحرى.]

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

(٣٣) هو أبو الحارث محمَّدُ بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئبٍ القرشيُّ العامريُّ المدنيُّ، صاحب الإمام مالكٍ -رحمه الله-، فقيهٌ ثقةٌ فاضلٌ، حدَّث عن عكرمة وشعبة بن دينارٍ وسعيدٍ المقبُريِّ ونافعٍ وغيرهم، وحدَّث عنه خلقٌ كثيرٌ كابن المبارك والقعنَبيِّ ويحيى القطَّان، كان مولدُه -رحمه الله- سنة (٨٠ﻫ)، وتوفِّي سنة (١٥٩ﻫ).
انظر ترجمته في: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (٤/ ١٧٩)، «المعارف» لابن قتيبة (٤٨٥)، «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (٧/ ٣١٣)، «مشاهير علماء الأمصار» لابن حبَّان (٢٢٣)، «تاريخ بغداد» للخطيب البغدادي (٢/ ٢٩٦، ٣٠٥)، «التعديل والتجريح» للباجي (٢/ ٦٦٠)، «طبقات الشيرازي» (٦٧)، «تاريخ إربل» لابن المستوفي (٢/ ٦٠٦)، «تهذيب الأسماء واللغات» للنووي (١/ ٨٦)، «وفيات الأعيان» لابن خلِّكان (٤/ ١٨٣)، «تهذيب الكمال» للمزِّي (٢٥/ ٦٣٠)، «سير أعلام النبلاء» للذهبي (٧/ ١٣٩)، «تهذيب التهذيب» لابن حجر (٩/ ٣٠٣)، «طبقات الحفَّاظ» للسيوطي (٨٩)، «شذرات الذهب» لابن العماد (١/ ٢٤٥).

(٣٤) أخرجه مسلم في «الإيمان» (١٥٥) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(٣٥) انظر: «تفسير ابن كثير» (١/ ٣٧٨).

(٣٦) هو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حَرام بن كعبٍ الأنصاريُّ الخزرجيُّ، من فضلاء الصحابة المتحَفين بحبِّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأُمُّه نُسَيْبَةُ بنت عُقْبة، تجتمع هي وأبوه في جدِّهما حَرامٍ، ويُكنَّى بأبي عبد الله، شهد العَقَبةَ الثانية مع أبيه وهو صبيٌّ، وكان مجاهدًا، ففي «صحيح مسلمٍ» عن جابرٍ أنه قال: «غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً»، قال جابرٌ: «لم أشهد بدرًا ولا أحدًا، منعني أبي، فلمَّا قُتل يوم أحدٍ لم أتخلَّف عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في غزوةٍ قطُّ»، جرى على يده أو بسببه معجزاتٌ باهرةٌ لرسول الله، وشهد صفِّين مع عليِّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه، وعَمِيَ في آخِر عمره، وتُوفِّي جابرٌ سنة (٧٨ﻫ)، وكان آخِرَ مَن مات ممَّن شهد العقبة الثانية، وآخِرَ مَن مات بالمدينة مِن الصحابة رضي الله عنهم، وصلَّى عليه أبان بن عثمان وكان أميرَ المدينة، وكان عُمُر جابرٍ أربعًا وتسعين سنةً.

ويُعَدُّ جابرٌ أحد المكثرين مِن رواية الحديث، وله ١٥٤٠ حديثًا، ويلي المرتبة الخامسة بعد أبي هريرة وابن عمر وأنس بن مالكٍ وعائشة وابن عبَّاس رضي الله عنهم.
انظر ترجمته وأحاديثه في: «مسند أحمد» (٣/ ٢٩٢)، «التاريخ الكبير» (٢/ ٢٠٧) و«التاريخ الصغير» (١/ ١٩٠، ٢٢١، ٢٢٤) كلاهما للبخاري، «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (٢/ ٤٩٢)، «المستدرك» للحاكم (٣/ ٥٦٤)، «الاستيعاب» لابن عبد البرِّ (١/ ٢١٩)، «جامع الأصول» لابن الأثير (٩/ ٨٦)، «أسد الغابة» (١/ ٢٥٦) و«الكامل» (٤/ ٤٤٧) كلاهما لابن الأثير، «سير أعلام النبلاء» (٣/ ١٨٩) و«دول الإسلام» (١/ ٥٦) كلاهما للذهبي، «البداية والنهاية» لابن كثير (٩/ ٢٢)، «وفيات ابن قنفذ» (٢٣)، «الإصابة» (١/ ٢١٣) و«تهذيب التهذيب» (٢/ ٤٢) لابن حجر، «طبقات الحفَّاظ» للسيوطي (١٩)، «شذرات الذهب» لابن العماد (١/ ٨٤)، «الرياض المستطابة» للعامري (٤٤)، «الفكر السامي» للحجوي (١/ ٢/ ٢٥)، «تاريخ التراث العربي» لسزكين (١/ ١٢٠)، ومؤلَّفنا: «الإعلام» (٥٧).

(٣٧) هو أبو حفصٍ عمرُ بن الخطَّاب بن نُفَيْل بن عبد العزَّى، القرشيُّ العدويُّ المدنيُّ، الفاروق، الخليفة الثاني لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، كنَّاه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أبا حفصٍ، وله الفضل على الأمَّة سياسةً وفتحًا وعدلاً واستقامةً، وهو الصادق الملهم، له موافقاتٌ مع ربِّه في بضعة عشر موضعًا، وهو أوَّل قاضٍ في الإسلام: ولاَّه أبو بكرٍ، وله مناقب وفضائل كثيرةٌ، وَلِيَ الخلافةَ عشر سنين ونصفًا، وتوفِّي سنة (٢٣ﻫ) وهو ابن ٦٣ سنةً، ودُفن مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في بيت عائشة رضي الله عنها.
انظر ترجمته وأحاديثه في: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (٣/ ٢٦٥)، «مسند أحمد» (١/ ١٤)، «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (٦/ ١٠٥)، «المستدرك» للحاكم (٣/ ٨٠)، «الاستيعاب» لابن عبد البرِّ (٣/ ١١٤٤)، «شرح السنَّة» للبغوي (١٤/ ٨٢)، «الكامل» (٢/ ٤٢٥) و«أسد الغابة» (٤/ ٥٢) كلاهما لابن الأثير، «الكاشف» للذهبي (٢/ ٣٠٩)، «البداية والنهاية» لابن كثير (٧/ ١٨)، «تاريخ ابن خلدون» (٤/ ٩٠٣)، «وفيات ابن قنفذ» (١٠)، «الإصابة» (٢/ ٥١٨) و«تهذيب التهذيب» (٧/ ٤٣٨) كلاهما لابن حجر، «طبقات الحفَّاظ» للسيوطي (١٣)، «شذرات الذهب» لابن العماد (١/ ٣٣)، «الفكر السامي» للحجوي (١/ ١/ ١٧٤)، «الرياض المستطابة» للعامري (١٤٧)، ومؤلَّفنا: «الإعلام» (٢٥٩).

(٣٨) قال ابن الأثير في [«النهاية» (٥/ ٢٨٢)]: «التهوُّك كالتهوُّر، وهو الوقوع في الأمر بغير رويَّةٍ، والمتهوِّك: الذي يقع في كلِّ أمرٍ، وقيل: هو التحيُّر».

(٣٩) أخرجه أحمد في «مسنده» (١٥١٥٦)، وحسَّنه الألباني في «إرواء الغليل» (٦/ ٣٤).

(٤٠) هو أبو الحسن صدرُ الدين عليُّ بن عليِّ بن محمَّد بن أبي العزِّ الصالحيُّ الدمشقيُّ، فقيهٌ علاَّمةٌ حنفيٌّ، تولَّى التدريسَ في مدارسَ شتَّى للحنفية وكذا الخطابة، ووَلِيَ قضاءَ الحنفية بدمشق، له عدَّة مؤلَّفاتٍ منها: «شرح العقيدة الطحاوية»، و«التنبيه على مشكلات الهداية»، و«النور اللامع في ما يُعمل به في الجامع»، توفِّي -رحمه الله- بدمشق سنة (٧٩٢ﻫ).

انظر ترجمته في: «الثغر البسَّام» لابن طولون (٢٠١)، «الكتيبة الكامنة» (٣/ ٨٧) و«إنباء الغمر» (٢/ ٩٥) كلاهما لابن حجر، «شذرات الذهب» لابن العماد (٦/ ٣٢٦)، «الأعلام» للزركلي (٥/ ١٢٩)، «هديَّة العارفين» للبغدادي (١/ ٧٢٦)، «معجم المؤلِّفين» لكحالة (٣/ ٣٨٠)، ترجمة ابن أبي العزِّ لعبد الله التركي في مقدِّمة تحقيقه على «شرح العقيدة الطحاوية».

(٤١) «شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العزِّ (٥٧٧).



المصدر:

بدعة تقسيم الدين إلى حقيقةٍ وشريعةٍ وآثارُها السيِّئة على الأمَّة


http://ferkous.com/home/?q=art-mois-91



حقيقة نزول عيسى عليه الصلاة والسلام


إن نزول عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام كما دل عليه القرآن فقد أخبر به الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وتواتر النقل عنه بذلك، وأجمع عليه علماء الأمة سلفا وخلفا، واعتبروه مما يجب اعتقاده والإيمان به‏.‏

قال السفاريني‏:‏ ‏"‏ونزوله عليه الصلاة والسلام ثابت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة‏:‏

أما الكتاب؛ فقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ‏}‏ ؛ أي‏:‏ ليؤمنن بعيسى قبل موت عيسى، وذلك عند نزوله من السماء آخر الزمان، حتى تكون الملة واحدة؛ ملة إبراهيم حنيفا مسلما‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏

إلى أن قال‏:‏ ‏"‏وأما السُنّة؛ ففي ‏"‏الصحيحين‏"‏وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏والذي نفسي بيده؛ ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية‏ )‏ الحديث‏.‏ وفي مسلم عنه‏:‏ ‏(‏والله؛ لينزلن ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب‏ )‏ بنحوه‏.‏ وأخرج مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه؛ قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، فينزل عيسى ابن مريم، فيقول أميرهم تعال صلِّ بنا‏!‏ فيقول لا؛ إن بعضكم على بعض أمراء؛ تكرمة الله هذه الأمة ‏)‏ ‏.‏


وأما الإجماع؛ فقد أجمعت الأمّة على نزوله، ولم يخالف فيه أحد من أهل الشريعة، وإنّما أنكر ذلك الفلاسفة والملاحدة أو من لا يعتد بخلافه‏.‏

وقد انعقد إجماع الأمة على أن ينزل ويحكم بهذه الشريعة المحمدية، وليس بشريعة مستقلة عند نزوله من السماء، وإن كانت النبوة قائمة به، وهو متصف بها، ويتسلم الأمر من المهدي، ويكون المهدي من أصحابه وأتباعه كسائر أصحاب المهدي‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏انتهى كلام السفاريني رحمه الله‏.‏

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله‏:‏ ‏"‏وعيسى حي في السماء لم يمت بعد، وإذا نزل من السماء؛ لم يحكم إلا بالكتاب والسُنّة، لا بشيء يخالف ذلك‏"‏‏.‏

وقال أيضا‏:‏ ‏"‏عيسى عليه السلام حي، وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا وإماما مقسطا؛ فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية‏ )‏ ‏.‏ وثبت في الصحيح عنه‏:‏ ‏(‏أنه ينزل على المنارة البيضاء شرق دمشق ويقتل الدجال ‏)‏ ‏.‏ ومن فارقت روحه جسده؛ لم ينزل جسده من السماء، وإذا أحيي؛ فإنه يقوم من قبره‏.‏

وأما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا‏}‏ ؛ فهذا دليل على أنّه لم يعن بذلك الموت؛ إذ لو أراد بذلك الموت لكان عيسى في ذلك كسائر المؤمنين؛ فإن الله يقبض أرواحهم ويعرج بها إلى السماء، فعلم أن ليس في ذلك خاصية، وكذلك قوله‏:‏ ‏{‏وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا‏}‏ ، ولو كان قد فارقت روحه جسده؛ لكان بدنه في الأرض كبدن سائر الأنبياء أو غيره من الأنبياء‏.‏

وقد قال تعالى في الآية الأخرى‏:‏ ‏{‏وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ‏}‏ ؛ فقوله هنا‏:‏ ‏{‏بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ‏}‏ ؛ يبيّن أنّه رفع بدنه وروحه؛ كما ثبت في الصحيح أنه ينزل بدنه وروحه؛ إذ لو أريد موته لقال‏:‏ وما قتلوه وما صلبوه بل مات‏.‏

ولهذا قال من قال من العلماء‏:‏ ‏{‏إِنِّي مُتَوَفِّيكَ‏}‏ ؛ أي‏:‏ قابضك، أي‏:‏ قابض روحك وبدنك، يقال‏:‏ توفيت الحساب واستوفيته، ولفظ التوفي لا يقتضي توفي الروح دون البدن ولا توفيهما جميعا إلا بقرينة منفصلة، وقد يراد به توفي النوم؛ كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا‏}‏ ، وقوله‏:‏ ‏{‏وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ‏}‏ ‏"‏انتهى‏.‏

وقال القاضي عياض‏:‏ ‏"‏نزول عيسى عليه السلام وقتله الدجال حق وصحيح عند أهل السنة؛ للأحاديث الصحيحة في ذلك، وليس في العقل ولا في الشرع ما يبطله، فوجب إثباته‏.‏ وأنكر ذلك بعض المعتزلة والجهمية ومن وافقهم، وزعموا أن هذه الأحاديث مردودة بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وخاتم النبيين‏}‏ ، وبقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لا نبي بعدي‏)‏ ، وبإجماع المسلمين أنه لا نبي بعد نبينا صلى الله عليه وسلم وأن شريعته مؤبدة إلى يوم القيامة ولا تنسخ‏!‏ وهذا استدلال فاسد؛ لأنه ليس المراد بنزول عيسى عليه السلام أنه ينزل نبيا بشرع ينسخ شرعنا، ولا في هذه الأحاديث ولا في غيرها شيء من هذا، بل صحت هذه الأحاديث هنا وما سبق في كتاب الإيمان وغيرها أنه ينزل حكما مقسطا يحكم بشرعنا ويحيي من أمور شرعنا ما هجره الناس‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏انتهى‏.‏

أقول‏:‏ وفي عصرنا هذا ينكر بعض الكتاب الجهال وأنصاف العلماء نزول عيسى عليه السلام؛ اعتمادا على عقولهم وأفكارهم، ويطعنون في الأحاديث الصحيحة، أو يؤولونها بتأويلات باطلة، والواجب على المسلم التصديق بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وصح عنه واعتقاده؛ لأن ذلك من الإيمان بالغيب الذي أطلع الله ورسوله عليه‏.‏‏.‏‏.‏

قال العلامة السفاريني رحمه الله‏:‏ ‏"‏ويكون مقررا لشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنه رسول لهذه الأمة كما مر، ويكون قد علم أحكام هذه الشريعة بأمر الله تعالى وهو في السماء قبل أن ينزل‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏وزعم بعض العلماء أنه بنزول سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام يرفع التكليف، وهذا مردود؛ للأخبار الواردة أنه يكون مقررا لأحكام هذه الشريعة ومجددا لها؛ إذ هي آخر الشرائع، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم آخر الرسل، والدنيا لا تبقى بلا تكليف؛ فإن بقاء الدنيا إنما يكون بمقتضى التكليف إلى أن لا يقال في الأرض الله الله، ذكره القرطبي في ‏"‏تذكرته‏"‏‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏وأما مدّته ووفاته؛ فقد ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند الطبراني وابن عساكر‏:‏ أنه صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏ينزل عيسى ابن مريم، فيمكث في الناس أربعين سنة‏ )‏ ‏.‏ وعند الإمام أحمد وابن أبي شيبة وأبي داود وابن جرير وابن حبان عنه‏:‏ أنه يمكث أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون ويدفنوه عند نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم ‏"‏‏.‏ انتهى كلامه‏.‏


نقلاً من كتاب الإرشاد إلى صحيح الإعتقاد

لفضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله



http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=37157

ابو اكرام فتحون
2015-03-27, 15:04
أتعتقد أن التحول من الإسلام إلى اليهودية والمسيحية
ليس ردة و كفر ؟

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ﴾ [آل عمران: 19]
قال العلاَّمة ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية:
﴿﴿ وقوله: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ﴾ إخبار من الله تعالى بأنَّه لا دِين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام، وهو اتِّباع الرُّسل فيما بعثهم الله به في كلِّ حين، حتَّى ختموا بمحمَّد ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ، الَّذي سدَّ جميع الطُّرق إليه إلاَّ من جهة محمَّد ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ، فمن لقي الله بعد بعثة محمَّد ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ بدِين على غير شريعته، فليس بمتقبَّل»(1).

إن الدين الإسلامي بعد بعثت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
أصبح هو الدين الصحيح المطلوب من أهل الأرض
لقول الله تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ
دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
وقوله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ
اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا
فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ
والادلة في هذا المعنى كثيرة، الثابتة والدالة بأن الديانة اليهودية والديانة النصرانية قد نسختا بشريعة محمد صلى الله عليه
وسلم، وأن ما فيهما من حق أثبته الإسلام
وما فيهما من باطل هو مما حرفه القوم وبدلوه حسب أهوائهم.

فالإسلام بعد بعثت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
هو الدين الصحيح المطلوب من أهل الأرض
وهو الدين الذي بشر به جميع الأنبياء.

أما من استقام على دين المسيح وآمن به
و كل من آمن بالله واليوم الآخر من جميع الأمم واتبع الرسل واستقام على دينه حتى مات عليه
قبل بعثت محمد - صلى الله عليه وسلم فهو بإذن الله في الجنة.
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
فمن آمن بالله ورسله من هذه الأمم ومن بني إسرائيل من اليهود والنصارى ومن غيرهم، من الأمم كلهم إلى الجنة
كل من تابع الرسل من أولهم إلى آخرهم، قبل بعثت محمد - صلى الله عليه وسلم
فهو إلى الجنة، ومن عصاهم وخالفهم فهو إلى النار.